الملائكه الحزينه

Shrook152`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-11ضع على الرف
  • 23.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

كانت " ياسمين " تحضر الفطار قبل ان تذهب إلي المدرسه مع اختها الصغيره ، و كانت تدندن بالاغاني و هي تحضر الفطور ليأتي زوج أمها من خلفها و كان يأكل جسدها بعيناه المليئه بالجشع و الشراهه لتراه " ياسمين " ثم تصمت و تشعر بالنفور و الاشمئزاز كلما كانت تراه . .



ثم يقول لها " جمال " قائلاً بنبرة صوته الذي كانت تشعر " ياسمين " انها تود الصراخ كلما كانت تسمعه :

- وقفتي غناء ليه ؟ ؟ غني كمان ده حتي صوتك حلو اوي و انا بحب اسمعه .


و لم تجيب عليه " ياسمين " و لم تلتف اليه ابداً ثم اكمل حديثه اليها قائلاً :

- طيب قولي صباح الخير حتي ، ، علشان اصطبح علي صوتك الجميل ده .


لكن لم تلتف اليه و لا تجيبه و أكملت تحضير الفطور و لكن عندما كانت تدير ضهرها اليه ، ، هجم عليها فجأه كالوحش الشرس و هو يمسك بها من ضهرها و يديها و هي تقول له بنبرة مليئه بالرعب و الخوف و ضربات قلبها تزداد قائله :



- عمي " جمال " بتعمل ايه ؟ عايز ايه ؟ ؟


ليجيبها الاخر بكل وحشيه و شراهه قائلاً :


- اهدي اهدي ، ، مامتك لسه نايمه و مش حاسه بحاجه .


" ياسمين " و هي تتوسل اليه ، و الدموع تنهمر من عيناه و لا تستطع الصراخ حتي لا تخبر والدتها ، و كانت تتوسل اليه بقلة حيله قائله :



- ارجوك ، متعملش كده ارجوك متعملش كده .


و ظلت تكرر تلك الكلمات ، و هي تدفعه بعيدا عنها و تحاول ان تخرجه للخارج ثم قال لها :



- انتي مش عايزاني ليه ؟ و مش بتحبيني ليه ؟ انتي عارفه فرق السن بينا قد ايه ؟ مين يصدق اني جوز مامتك ؟ لو خرجنا للشارع مع بعض هيفكروا ان احنا مرتبطين . .




ثم تدخل " والدة ياسمين " فجأه و عيناها مليئه بنظرات الدهشه و التعجب و الشك و هي تنظر الي ابنتها و هي تري ملامح وجهها شاحبه و خائفه ، ، و تري زوجها متوتراً ثم تسألهم بنبرة شك قائله :



- كنتم بتتوشوشوا في ايه ؟ ؟ و موطيين صوتكم ليه ؟




لغير الموضوع " جمال " و يغير من نبرة صوته ، و يحولها الي نبره مليئه بالحب و الحنان لزوجته قائلاً :


- انتي صحيتي يا حبيبتي ؟ ؟ تعالي اقعدي علي الكرسي ده اكيد تعبانه تعالي متقفيش كده .



ثم يُقبل بطنها و يقول لها :


- ام ابني حبيبتي انا مستني تولدي ابننا وتقومي بالسلامه بفارغ الصبر .



لتصمم " والدة ياسمين " علي سؤالها وتكرره مرةً آخري قائله :


- كنتم بتتهامسوا في ايه ؟ و موطيين صوتكم ! في حاجه حصلت ؟


لتظل " ياسمين " صامته و كأنها ابتلعت لسانها و لم تستطع الرد حتي أجاب " جمال " بدلاً منها قائلاً :


- لا مفيش حاجه ، كنت بطلب منها تحضرلك بيضتين تفطري بيهم علشان صحتك بس بنتك دي مش بتعرف تكسر البيض حتي ، والله البنت دي ما شبهه امها ابداً ، بس مش مشكله هحضرهم انا وهعملك جبنه كمان معاهم



و لكن " الام " لم تكن تشعر بالراحه ابداً من نظرات ابنتها " ياسمين " و الخوف الذي كان يملأ عيناها و كانت تشعر بشئ غريب يحدث حولها و لكنها من كثرة حبها لزوجها كانت تصدقه في كل شئ .



ثم قالت " ياسمين " :


- انا هروح اصحي " يمني " للمدرسه .


تلك " يمني " هي اخت " ياسمين " الصغري ان لم تكن والدتها الثانيه التي ترعاها وتهتم بها في كل شئ و تعطي لها الحب و الحنان التي تحتاج اليهما في ظل انشغال والدتها عنها بحبها لزوجها واعطاء كل اهتمامها له .





ثم صعدت " ياسمين " الي غرفة اختها لكي توقظها و لكن لم تتمالك نفسها و أخذت الدموع تنهمر من عيناها و قلبها كان يحترق ألماً علي ما يحدث لها وما تراه من زوج امها كان يوجد جرح كبيراً يملأ قلبها كانت تشعر به ويرافقها كلما كانت تتنفس ثم مسحت دموعها واقتربت من اختها الصغيره و هي تداعب شعرها الاصفر الجميل و تمشي يدها علي وجهها ثم قالت بصوت منخفض وحنون :



- " يمني " اصحي يلا علشان المدرسه يا حبيبتي .



و لكن قررت " ياسمين " ان تذهب الي المدرسه في ذلك اليوم مبكراً و لم تتناول الفطار الذي كانت تعده حتي و هي خارجه من باب المنزل نادت عليها والدتها بصوتاً مرتفعاً قائله :



- راحه فين بدري كده يا " ياسمين " و وشك متغير ليه كده ، " ياسمين " حصل حاجه ؟ حصل حاجه و انتي مخبيه عني



انتفض " جمال " من مكانه عندما سمع زوجته وهي تسأل ابنتها ذلك السؤال وشعر بالرعب و الخوف من ان تتكلم " ياسمين " و تقول ماذا حدث لوالدتها و كانت " ياسمين " تنظر في عين والدتها لفتره طويله و علي وشك ان تقول لها و لكن لم تقل شيئاً كأنها ابتلعت لسانها و غادرت المنزل دون ان تتحدث بكلمه و ذهبت .


و بمجرد خروجها من المنزل شعرت وكأنها كادت تصرخ في الشارع من كثرة الوجع و التألم الذي كان بداخلها و ظلت تبكي في الشارع و هي تجري و لم تشعر بنفسها و تجري مثل الاطفال وتبكي وانين بكائها يرتفع اكثر




ثم خرج " جمال " من الغرفه بعدما شعر ان " ياسمين " كانت علي وشك ان تحكي كل شئ إلي " والدتها " و قال لها :


- بصي انا هحكيلك كل حاجه بصراحه ، انا بصراحه كده مش موافق علي اللي بنتك بتعمله ونظراتها ليا انا دايما بشوف " ياسمين " و " يمني " بناتي الاتنين لكن نظرات " ياسمين " ليا و طريقتها مش عجباني .



ثم تسألت زوجته قائله :


- عملت ايه ؟


ثم اجابها " جمال " قائلاً :



- طريقتها معايا مش حلوه وشها دايماً مضايق في وشي و بتعاملني وحش ،، ممكن تكون غيرانه من اخوها اللي في بطنك ، انا مش فاهمها



ثم اكمل حديثه قائلاً :

- اه نسيت اقولك ، لما ارجع من الشغل ان شاء الله هروح اشتريلك سرير الاطفال اللي عجبك ، حتي لو غالي مش اغلي من ابني و مراتي .




و قَبل رأسها ثم ابتسمت زوجته و شعرت بالسعاده و نسيت شعورها بالشك و الشعور المريب الذي كانت تشعر به منذ قليل .




كانت " ياسمين " في ذلك الوقت ذهبت الي المدرسه و كانت بداخل حجره الفصل و كانت المعلمه تشرح ، و لكن " ياسمين " كانت شارده و ذهنها غير موجود معهم كانت شارده في ذلك الموضوع و الحزن يملأ عيناها ، ثم سألتها صديقتها التي تجلس بجانبها سؤال في الشرح الذي تقوله المعلمه و لكن " ياسمين " كانت شارده تماماً و رأت صديقتها الحزن يملأ عيناها ثم سألتها قائله :



- في ايه ؟ مالك ؟ انتي مش مركزه خالص وشكلك زعلانه .



ثم تجيب عليها " ياسمين " قائله :



- عايزه اموت انا زهقت .



صديقتها متسائله :



- ليه بتقولي كده ؟ انتي متخانقه مع مامتك ؟



" ياسمين "


- لا ، جوز امي .

ثم صمتت بعدها و لم تجرأ ان تكمل و بعد دقائق أكملت حديثها قائله بنبره حزينه :


- جوز امي بيضايقني .


صديقتها متسائله :


- بيضايقك ازاي يعني ؟


اجابتها ياسمين قائله في خجل :


- كأنه يتحرش بيا .


صديقتها بنبره مرتفعه وهي في صدمه قائله :


- اييه ؟؟؟؟؟


" ياسمين "


- وطي صوتك وطي صوتك الناس هتسمعنا ارجوكي .




وأخذت تحكي لها قصتهم من البدايه قائله :


- هما اتجوزوا من سنه و في البدايه مكنتش فاهمه حاجه ، و لكن بعد كده نظرة " عمي جمال " اتغيرت ليا و بيبصلي دايما بقذاره و طمع .



ثم تسألها صديقتها قائله :


- هو بيجي هنا عند المدرسه صح ؟ كنت شوفته مره .



" ياسمين " قائله :



- بيجي دايماً ، يقولي تعالي اخدك معايا السينما نتفرج علي فيلم او نتفسح برا .




ثم تقاطعها صديقتها لتقول :



- عرفي مامتك يا بنتي لازم تعرفيها .


" ياسمين " قائله :


- ازاي هعرفها حاجه زي دي ؟ افرضي متصدقتنيش !

لتجيبها صديقتها قائله :



- مش معقول متصدقكيش دي مامتك و اكيد هتصدق بنتها مش هتصدق الخبيث ده ، وهتطره برا البيت و ترجعوا تعيشوا في سعاده زي زمان .



" ياسمين " قائله :



- مفيش قدامي حل تاني غير ده لازم اعمل كده .




و في اثناء وجود " ياسمين " في المدرسه كانت والدتها تجلس مع جارتها و يتناولون كاسه من الشاي و كانت تسألها جارتها عن علاقتها بزوجها و تعاتبها انها تزوجت من رجلاً اصغر منها سناً ، و هو شاباً و لديها بنت في مرحلة الثانوي في المنزل و كانت تحذرها أن تركز حتي لا يحدث خطأ من ابنتها ، او زوجها لانهم قريبان لبعض في السن و لكن " والدة ياسمين " انفعلت وابدت لها انها لم تتقبل حديثها هذا ، و بعدما انصرفت جارتها أخذت تفكر في حديثها و القلق و الخوف ملأ قلبها .




و في المساء كانت اسرة " ياسمين " مجتمعه يشاهدون التلفاز و يتناول " جمال " العشاء وكانت " ياسمين " تذاكر بجانبهم ، و بعد ذلك قام ليذهب الي النوم و جمع الاطباق و الاكواب لكي يغسلها ثم سألته زوجته قائله :



- معقول هتغسل الاطباق و احنا موجودين !



فأجابها " جمال " قائلاً :



- انتي تعبانه وانا عايز اريحك و البنت بتذاكر ، هقوم اغسلهم و انام .



ثم انصرف " جمال " خارج الغرفه و كانت " ياسمين " تنتظر خروجه و تتبعه لكي تتأكد انه خرج بالفعل ، و لم يسمع ماذا يقولون وبمجرد خروجه من الغرفة اقتربت " ياسمين " من والدتها و قالت لها بهمس :




- ماما ، هقول ليكي حاجه يا ماما .




" والدتها" بنبرة مليئه بالخوف و التوتر و كأن قلبها كان يشعر بما ستقوله ابنتها :



- في ايه ؟ ايه اللي حصل قولي بسرعه .


أخذت تبكي " ياسمين " و هي تحكي لوالدتها ماذا حدث و كانت علامات الصدمه ملأت وجهه " والدتها " و كأن ماء ساخن وقع علي جبينها ، و كانت تبتلع ريقها و " ياسمين " تحكي لها ما حدث و تتوسل اليها ان تجد حلاً في اسرع وقت و تطرد هذا الرجل من المنزل فوراً .





ثم اجابتها والدتها وهي تبكي قائله :



- تمام روحي نامي انتي ، و انا هفكر في حل . .





و لم تستطع ان تتمالك نفسها من البكاء و كاد عقلها ينفجر من كثرة التفكير طوال الليل ، و لم تكن تعرف ماذا تفعل في تلك الورطه و كيف ستتخلي عن زوجها و هل بالفعل حدث ما قالته ابنتها لها ام هذا مجرد هراء لسن مراهقه ، و احداث من وحي خيالها لم تنم والدتها الليل من كثرة الارق و التعب التي كانت فيه و الحاله التي كانت عليها .

و في صباح اليوم التالي استيقظت " ياسمين " و صعدت والدتها الي غرفتها و طلبت منها ان تأتي بصحبتها ، ، دون ان تخبرها الي اين تأخذها و كان كل ما يحدث من والدتها يوصف بالغرابه و التساؤلات الكثيره ، ، التي لم يوجد اجابه اليها الا بعد ذلك . .




و كان الصمت يسود المكان و " ياسمين " تنظر الي والدتها بدهشه و لم تعلم الي اين يذهبون و كانت تسألها مراراً و تكرارا لكي تجيبها و لكن والدتها كأنها قد ابتلعت لسانها و لم تجيب عليها بكلمه واحده ابداً ، ثم ذهبوا ليركبوا سيارة النقل و هم واقفون ينتظروا وسيلة النقل رأت كان يوجد شرطي يسأل الافراد الموجودين عن هويتهم و كان يوجد فتاه جالسه علي مقعد امامها . .




و عندما رأت ذلك الشرطي قامت لكي تهرب حتي لحق بها الشرطي و سألها عن هويتها حتي اجابته و هي خائفه ان هويتها بالمنزل و عندما سألها عن منزلها لم تستطع الرد ثم ندهه الشرطي لزميله الاخر و قاله له ان يجلب له قائمه باسماء الفتيات المفقودين و اسطحب تلك الفتاه معه وكانت لا تريد الذهاب معه و تقوله له انها لم تفعل شئ ، ، و كانت " ياسمين " تشاهد تلك المشهد من بدايته و تنظر الي الفتاه حتي اخذها الشرطي وبعد ذلك ركبت وسيلة النقل و اخذتها والدتها الي مبني غريب لم تعرف " ياسمين " ما هذا المكان و لماذا جائوا الي هنا ؟ ؟ و كان الرعب يزداد بداخلها و كلمها سألت والدتها الي اين نذهب لم تكن تجيب عليها .




يُتبع . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي