الفصل الخامس

ثم دفعته " ياسمين " علي الأرض بكل قوتها و تركته و فرت هاربه و هي تجري خوفاً منه و لكن لم يلحق بها " جمال " و عاد إلي المنزل و هو منفعلاً و الشر يملأ عيناه ، ، و الدم يغلي بعروقه و عندما دخل سمع زوجته و " يمني " يتحدثون عن " ياسمين " فدخل عليهم بأنفعال قائلاً :



- بتتهامسوا في ايه ؟ ؟


لتجيبه زوجته قائله أنهم كانوا يتحدثون عن " ياسمين " و عن حالها في الملجأ ثم ينفعل زوجها أكثر عندما يسمع اسمها و يتذكر ما فعلته معه ، ، و دفعها له علي الأرض و يقول لزوجته بعتاب وحدة و انفعال لماذا سلميتها إلي دار الايتام مادمتِ تحبينها إلي هذه الدرجة ! ! ثم يُخبرها أنه سئم منها و من وجهها و أن ابنتها سمعتهت سيئه لتنفعل زوجته و تحذره من أن يقول علي إبنتها هكذا ثم يصفعها علي وجهها لأنها صرخت عليه ثم وقعت علي الارض من ضربه لها ، ، حتي جائت " يمني " و هي تجري بلهفه علي صوت أمها وتسألها بلهفه ما الذي أصابك إن شفاهك تنزف دماً . .





في صباح اليوم التالي كانت " ياسمين " و أصدقائها في المدرسه و في منتصف اليوم كانوا يجلسون علي مقاعد الاستراحه التي كانت توجد في ساحه يقدم بها العصائر و المأكولات للطلبه و لكن الطعام كان باهظ الثمن ، ، و كانت " مريم " تريد أن تشتري الكيك و الشاي من هناك ثم أعطوا لها صديقتها " سميره " و " ياسمين " و " بتول " الأموال التي كانت معهم ثم ذهبت لكي تشتري و في أثناء شرائها كان يشتري زميلاً لها أيضاً و لكن كان من مجموعة الشباب الأغنياء حتي وضعت " مريم " يدها في جيبه دون أن يشعر ، ، و سرقت منه خمسون جنيه و ظل يبحث هذا الشاب عن المال بجيبه ، و لكنه لم يعثر عليه حتي وجد " مريم " بجانبه شعر بالشك تجاهها لأنها من فتيات الملجأ و هم يظنون أن جميع فتيات الملجأ بلا أخلاق و واجهها و أفتعل مشكله معها و سألها عن المال ، ، لكنها ظلت تنكر وتنفي أنها أخذت المال حتي التف حولهم جميع زملائهم في الصف ، ، ثم صمم ذلك الشاب أن يبحث في أغراضها و ثيابها عن المال ويأخذها إلي مكتب المديره حتي شعرت " مريم " بالتوتر وبدأ التعرق يظهر علي وجهها ثم يأتي " يوسف " الشاب الثري ذو الأخلاق الطيبه ويخرج خمسون جنيه من جيبه الخاص ويلقي بها علي الارض دون أن يراه أحد و ينحني و يجلب هذا المال ويقول له أن هذا المال وقع منه علي الارض و كان يجيب ان يبحث جيداً قبل أن يتهم تلك الفتيات بالظلم . .





و لكن " ياسمين " كانت تراه و هو يرمي الخمسون جنيها علي الارض و لكنها لم تقل لأحد إلا عندما انتهي الحوار وانصرف الجميع واعتذر صديقه من " مريم " علي سوء ظنه ذهبت " ياسمين " إليه وأخبرته أنها شاهدته و هو يرمي المال علي الأرض وتسأله لماذا فعل ذلك ، ، ثم يخبرها بأنه رأي " مريم " صديقتها وهي تسرق المال و لكن لم يريد أن يكشف أمرها أمام الجميع ، حتي لا يطردوا جمعيهم من المدرسه بذنب تلك الفتاه ، ، ثم شعرت " ياسمين " بالصدمه و لم تتوقع أن صديقتها تفعل شئ كهذا و لم تستوعب ما قاله " يوسف " حتي ذهبت إلي " سميره " و أخبرتها بما حدث ، و لكن "سميره " عصبيه للغايه ولم تستطع تحمل ما سمعته و عندما عادوا إلي الملجأ حاوطوا جميعهم " مريم " و سألوها عن الذي حدث ، ، و لكن كانت تجيب عليهم بكل جراءه أن لا شأن لأحد بما تفعله حتي انفعلت " سميره " للغايه و ضربتها كثيراً و كانت تنبهها أنها إذا فعلت هذا مره آخري سوف تخبر الجميع و تكشفها ثم تركتها و خرجت . .





بعد ذلك قررت " سميره " جمع تلك المال من جميع فتيات الملجأ بأكملهم لكي ترد " ليوسف " ماله و يشكروه علي ما فعله معهم و كانت " ياسمين " تتحدث مع أختها علي الكمبيوتر الخاص بالملجأ وتحدثها عبر الكاميره حتي جاء " جمال " من خلف أختها وظل يبتز " ياسمين " من وراء الكاميره ، و يهددها بأنه سوف يقتل أختها و في صباح اليوم التالي أخذت " ياسمين " هاتف " مريم " لكي تتصل بزوج أمها " جمال " لكي تقابله و كان يوجد في نيتها الانتقام منه ، ، و لم يصدق " جمال " حينها أن " ياسمين " طلبت مقابلتها و شعر بأنها أخيراً ستتجاوب معه وتفعل كل ما يريده منها وشعر بالانتصار عليها و كان يظن أنها أصبحت ملكه الآن بعد الاستسلام ، ، و لكن لم يعرف ما بداخلها وما تخفيه عليه و ما تخطط له تلك الفتاه البريئة التي حولها إلي فتاه تريد الانتقام بكل وحشيه بسبب تلك الرجل الذي بسببه سلمتها والدتها إلي الملجأ و فرقها عن أهلها وشردها في الشوارع و ستظل تعاني بسببه مدي الحياة . .




كان " جمال " يتجهز للميعاد علي أكمل وجه و يرش العطر و يرتدي الثياب الأكثر اناقه في ملابسه ، ، حتي كانت تتعجب زوجته من تعمده أن يكون أكثر أناقه مقارنة بأي يوماً آخر حتي سألته قائله :


- ليه كل الشياكه دي النهارده ؟ ؟


ليجيبها " جمال " بأنه يريها لا تقلق أبداً فهو يعشقها ولا ينظر إلي آمرأه آخري و بعد ذلك يتركها و يغادر المنزل و بعدما خرجت " ياسمين " من المدرسه اتصلت علي " جمال " زوج أمها لكي تقابله و عندما جاء " يوسف " لكي يتحدث معها شعر بأنها غير طبيعيه و يبدو عليها التوتر و أنها تفعل شئ غير طبيعي يثير الانتباه ، ، فقرر أن يتتبعها بعد المدرسه وبالفعل ظل يمشي ورائها و كانت المفاجأه أنها تشتري سكين وتضعه في حقيبتها ثم ازدادت الشكوك و القلق في قلب " يوسف " أكثر عندما رأي " ياسمين " تشتري ذلك السكين و هي يبدو علي وجهها علامات التوتر و الخوف و لم تكن بحالتها الطبيعيه ، ، ثم بعد ذلك استمر " يوسف " في مراقبتها و كانت هي ذاهبه إلي الحديقه لكي تقابل " جمال " و عندما رأها تقرب منها و قال لها آخيراً سوف توافقيني علي كل ما اردته منك كل هذه السنوات لتقترب منه " ياسمين " فجأه و تضربه بالسكين في بطنه حتي يلحق بها " يوسف " و هو يصيح " ياسمين " ثم أخذها ومسك بيدها وفروا هاربين سوياً ، ، و كان يحاول تهدئتها والتحدث معها ، وظل يسألها عن سبب فعلها لهذا و لكنها لم توافق أن تجيبه إلا بعض إلحاح و تكرار شديد من " يوسف " لكي يعرف ما السبب وراء ذلك الفعل حتي أخبرته و هي خجله و تبكي بما كان يفعله معها " زوج أمها " ليتفاجئ " يوسف " و يحمر وجهه ويشعر بالصدمة . .



و لكن " جمال " لا يصيبه أي شئ كان جرحه جرحاً سطحياً و ذهب إلي المستشفي و حين سأله الشرطي عن الشخص الذي فعل به هذا لم يوافق أن يعترف علي " ياسمين " لأن اذا سألوها عن السبب سوف تقول أنه يضايقها و سيضعوه في السجن أخبر الشرطي أن من فعل ذلك لص أراد أن يسرقه ، ، و لكنهه دافع عن نفسه أمامه و لكن وهو يدافع طعنه ذلك الحرامي في بطنه وفر هارباً لم يكن يريد الاعتراف علي " ياسمين " حتي إذا أحضروها إلي قسم الشرطه وسألوها عن سبب فعلها لهذا سوف تعترف ، ، و تقول بأنه كان يحاول مضايقتها و التقرب منها وفعل السوء معها ويرموه بالسجن فلم يخبرهم أبداً عن الحقيقه لأنه كان شخصاً يملأه الجبن و الخوف و الكذب . .



كانت " سميره " تتحدث مع جميله في الغرفه عن انتحارها وتتحدث إليها بأنها لا تفعل ذلك مرة آخري و لكن " بتول " كانت تسمعهم دون أن يروها ولأن مديرة الملجأ كانت تستدعي " بتول " دائماً و تأكل عقلها بالحلوي والشيكولاته لكي تقول لها علي ما يدور في الملجأ بين الفتيات لان " بتول " كانت فتاه طيبه كثيراً و كانت علي فطرتها أكثر و لم تتعمد الثرثره والفتنه ، ، و لكن السيده المديره هي التي كانت تغلبها في الحديث و تستخرج منها المعلومات بذكاء و دهاء وفي أثناء حديثهم وقعدت " بتول " بالحديث أمامها دون أن تقصد وقالت أن " سميره " بالأمس كانت تنقذ " جميله " لانها حاولت الانتحار بعد ذلك كادت أن تبتلع لسانها وتلوم نفسها علي غبائها وأنها صرحت بذلك أمام السيده المديره بعد ذلك أمرتها المديره بالانصراف ثم ذهبت المديره بعد ذلك إلي " جميله " و انفعلت عليها بحده كبيره ، ، بسبب محاولتها علي الانتحار وبهدلتها أمام جميع الفتيات في حديقه الملجأ وصرخت عليها كثيراً ثم تركتها " جميله " وذهبت إلي الغرفه و هي تبكي كثيراً حتي أقتربت منها " سميره " وسألتها عن سبب بكائها فأجابتها " جميله " بحده وقالت لها أنها لم تأتمنها علي سر مرة آخري لأنها ذهبت و أخبرت المديره بمحاولة انتحارها ثم أقسمت لها " سميره " أنها لم تذهب و تخبر أحد بشيئاً وفجأه و هم يتحدثوا قامت " بتول " لكي تخرج من الغرفه دون أن يشعروا و لكن " سميره " رأتها ونادت عليها و سألتها هل هي من أخبرت المديره ؟ ؟ أم لا و كان يبدو عليها علامات التوتر و القلق حتي تشاجرت " سميره " معها عندما تأكدت أن هي من فعلت ذلك لتدخل الانسه " فريده " علي صوتهم العال و تسأل عن ما حدث و لماذا يتشاجرون حتي أخبرتها " سميره " أنها ذهبت إلي المديره و أخبرتها أن " جميله " حاولت الانتحار لتصمت الانسه فريده من الصدمه وتبتلع ريقها وتسأل " جميله " هل حاولت الانتحار بالفعل ؟ ووقفت أمامها وأخبرتها أن هي أيضاً في الفتره الاخيره لم تكن بخير هل ستحاول الانتحار ؟ أهذا هو الحل ؟ ثم تنهدت وتحدثت إليها برفق ، ، و قالت لها أنها تعلم أنها تتألم كثيراً و أن ما حدث لها صعب التحمل و لكن الانتحار ليس هو الحل ابداً بعد ذلك انصرفت الفتيات لكي يدرسوا لامتحان الرياضه بالمدرسه صباح اليوم التالي وعندما انتهوا من المذاكره ذهبت كل فتاه إلي فراش نومها ، ، وفي اليوم التالي ذهبوا إلي المدرسه و اثناء اختبار الرياضه كانت " دنيا " معها ورقة غش و عندما انتهي الوقت و وطلب المعلم ورقه الامتحان من التلاميذ ، ، وضعت تلك الورقه في حقيبة " ياسمين " و أبلغت عنها المعلم و أخبرته بأن " ياسمين " معها ورقه للغش و عندما فحص المعلم حقيبة ياسمين وجد بداخلها ورقة الغش بالفعل ثم قاطع الحديث " يوسف " و أخبره بأن هو من وضع الورقه في حقيبة " ياسمين " لانه شعر بالتوتر والخوف من أن يراه المعلم ووضعها بحقيبة " ياسمين " و لكن ليس هذه هي الحقيقه و الحقيقه هو أنه رأي " دنيا " شقيقته تضع الورق في حقيبة " ياسمين " ولانه يشعر بالاعجاب تجاه " ياسمين " لم يريدها تقع في موقف محرج أمام الجميع ووضع نفسه بدلاً منها . .





في ذلك الوقت كانت المسؤله عن نظافه المكان في دار الأيتام التي تُدعي " هديه " كانت هذه بمثابه أم للفتيات و كانت عطوفاً عليهم كثيراً و كانت تعاطف معاهم في كل شئ و كان يصعب عليها حالهم كثيراً لذلك كانت تعاملهم بكل رفق و طيب وحنيه ، وعندما دخلت إلي المطبخ وجدت الطباخه الخاصه بالملجأ تطهو لهم طعام غير صالح للأكل و مذاقه غير جيد ، و لم تهتم بنظافة الأكل ايضاً ثم قررت أن تذهب للآنسه فريده وتخبرها بهذا الوضع لأنها تعلم أن الانسه فريده تحب الفتيات كثيراً و لم تتقبل وضع كهذا ، ، ثم قررت الانسه فريده أن تذهب للسيده المديره و تخبرها بأن الطعام سيئاً للغايه ، و لكن المديره لم تكترث لذلك و لم توافق ان تجلب طباخه جديده للملجأ ثم اقترحت عليها الانسه فريده أن ينشروا إعلان في الجرائد ولكنها لم تستجب لها ثم تركتها الانسه فريده و خرجت . .

كانت " ياسمين " خارجه من المدرسه قبل زميلتها لانها شعرت بالضيق بعدما حدث في الأختبار و لكن و هي خارجه وجدت " جمال " بأنتظارها في الخارج أمام المدرسه و يحاول أن يدخلها بالسياره بالقوه و هي تنازع لكي لا تركب معه ، حتي خرجت " سميره " لكي تنادي عليها وعندما رأها ترك " ياسمين " و تحول من ذلك الشخص السئ إلي زوج الأم الطيب و العطوف وأخبرها بصوت منخفض بأنها قد نجت منها تلك المره و لكن لا تظني انكِ نجوتِ مني دائماً سوف يأتي يوم و تفعلي ما اريده منك لانك قدري و لم تستطيعي أن تفلتي مني ابداً لانني سأصل إليكي في أي مكان ثم تركها و ذهب .


بعدها أقتربت منها " سميره " وسألتها من هذا الرجل لكن " ياسمين " لم تستطع أن تخبرها و طلبت منها أن تتركها بمفردها وتذهب حتي أجابتها " سميره " أنها سوف تتركها في هذا الوقت ، ، و لكن عندما تشعر بتحسن تذهب وتخبرها كل شئ حتي تساعدها في مشكلتها إذا كانت تريد أن تساعدها و لا تتركها بهذا الشكل .



يُتبع . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي