الفصل الرابع

لم تجد " جميله " مكاناً لكي يأويها سوي " دار الأيتام " المكان الذي ظلت العمر بأكمله تسخر منه ومن الفتيات الذين يتواجدون به و لكن هذه هي عجلة الزمان حين تدور كان الأمر صعباً عليها للغايه كانت تتمزق بداخلها ودخلت في حالة مزريه تتصف بالاكتئاب ، لم تتوقع أن اقرابها يتخلون عنها بتلك السهوله وأنها في غفوه تتحول من تلك الفتاه الثرية التي تمتلك الكثير من الأموال إلي تلك الفتاه الضعيفه التي لا حيلة لها ولا تلقي أحد بجانبها في تلك الحياة ، كانوا فتيات الملجأ يحاولون التقرب منها و التهوين عليها مما أصابها ، لكن " جميله لم تتقبل وجود أي أحد منهم .





و عندما ذهبت " جميله " إلي المدرسه و علموا اصدقائها الاغنياء أن والدها قتل أمها كان الجميع يتجنبها حتي صديقتها المقربه " دنيا " عندما علمت أنها أصبحت واحده من فتيات الملجأ ابتعدت عنها و كانت أول واحدة تسخر منها و عندما جائت " جميله " لكي تجلس بجانبها في الصف كالمعتاد رفضت ذلك و لم تتقبل تقربها منها بأي شكل ، حتي شعرت " جميله " بصدمتها من الجميع وأن هؤلاء كانوا يرافقوها فقط لأنها ثريه مثلهم وليس لأجلها ولأجل صداقتهم والسنين التي عاشوها سوياً .






وكان كل ما حدث بعد وفاة والديها هي الفاجعه الآخري بالنسبة لها أظهرت لها الحياة الجانب المظلم التي كانت لا تراه في اصدقائها وكل من حولها من الذين تخلوا عنها .




و بعد الظهيره كانت تريد " والدة ياسمين " أن تذهب إلي الملجأ لكي تعطي لابنتها فطائر وملابس وتأخذ " يمني " شقيقة ياسمين الصغري لكي تقابلها لأنها كانت مشتاقه إليها كثيراً و عندما علم " جمال " بذلك أقترح عليها أن يأخذهم بسيارته ويذهبوا إلي هناك و لكن زوجته كانت حذره و لم توافق لانها لم تريد أن تخبره أين هو مكان دار الايتام التي تقيم به " ياسمين " حتي لا يذهب إليها ويقوم بمضايقتها مثلما تقول " ياسمين " ثم أخبرته قائله :



- لا هنروح مواصلات احنا وشوف شغلك انت مش عايزه أتعبك .



و لم يقوم " جمال " بتكرار اقتراحه هذا حتي لا تقوم زوجته بالشك به وأخبرها بأنه ذاهب إلي عمله ولكن لم ينتشل تلك الفكره من رأسه وفي أثناء خروج زوجته و " يمني " من المنزل وهي تركب اتوبيس النقل كان يتتبعهم بحذر شديد حتي لا تراه زوجته او تلمحه " يمني " وظل مترقبهم حتي وصلت زوجته إلي دار الأيتام و علم " جمال " مكان دار الأيتام التي تقيم به " ياسمين " و هنا كانت بداية الجحيم الذي ستراه " ياسمين " مره آخري بعدما ظنت أنها تخلصت من " جمال " وأفعاله لكن تلك المسكينه لم تستطع الهروب منه في أي مكان لانها لم تخرج من تفكيره ابداً و كل ما يجول بخاطره هو كيف سيصل لها مرة آخري وكيف سيعرف مكانها حتي وصل لما يريده و بالفعل اكتشفت مكانها .




و عندما ذهبت " والدة ياسمين " و ابنتها الصغيره لم تمر إلي الداخل لأنها تعلم أن " ياسمين " لا تريد أن تراها ولكن أرسلت " يمني " إلي الداخل لكي تري شقيقتها التي لم تراها من مده كبيره وأخذتها " ياسمين " لكي تعرفها بأصدقائها في دار الأيتام وظلت تلعب معاها هي وأصدقائها ، وكانوا يخبروها أن الوضع هناك علي ما يرام وأنهم يأكلون أشهي وألذ الطعام ويعاملونهم معامله طيبه هناك حتي تطمئن شقيقتها الصغري عليها و لا تحزن علي حالها التي هي عليه الآن .




كانت " جميله " عندما خرجت من المدرسه ذهبت إلي الڤيلا التي كانت تسكن بها مع والديها لأنها مازلت محتفظه بنسخه من المفتاح معها كانت تذهب إلي هناك كل يوم بعد المدرسه وتجلس علي الارض تبكي مثل الاطفال وتنظر إلي كل ركن بالمنزل الذي كان يُذكرها بوالديها وذكرياتهم التي كانت تجمعهم في كل زاويه في المنزل كانت تحترق من الداخل ، ولا أحد يشعر بها لم تجد مكاناً لكي تذهب إليه ويحتويها كانت وحيده للغايه وفجأه وهي جالسه علي الارض رأت رجل وزوجته ومعهم سمسار يدخلون إلي المنزل ويفحصوه وعندما رأوها سألوها قائلين :


- انتي مين ؟



لتجيب عليهم " جميله " قائله :

- انا اللي مين ؟ انتوا اللي مين وبتعملوا ايه هنا ؟


ثم أخبروها أنهم وصلوا إلي هنا لكي يتفصحوا هذا المنزل لكي يشتروه ويعيشون به حتي انفعلت عليهم " جميله " وظلت تصرخ وتدفعهم إلي الخارج وهي في حاله من الانيهار لانها لم تستطع أن تتحمل أن يأتي أحد إلي منزلها ويعيش به ويبني ذكريات في جدران المنزل التي نشأت فيه وعاشت به مع والديها .




و عندما عادت إلي " دار الأيتام " كانت حالتها تزداد سوء كلما مر عليها الوقت وكانوا فتيات الملجأ يحاولون التخفيف عنها و لكنها لا تستجيب إليهم حتي مر الليل والجميع نائمين و ذهبت " جميله " إلي الحمام دون أن يشعر بها أحد وبعد دقائق استيقظت " سميره " لكي تذهب إلي الحمام و لكنها سمعت صوت بكاء " جميله " بالداخل ودقت الباب عليها و لكنها لم تجيب و ظلت تنادي عليها و لكن " جميله " لم تجيب عليها ابداً حتي فكرت " سميره " ان تتركها وتذهب إلي النوم لكن قلبها أكلها عليها و لم تستطع أن تذهب وتتركها ثم قررت أن تدفع الباب عليها لتتفاجئ " بجميله " تمسك بسكين في يدها ، وكانت تحاول الانتحار و دمائها علي الارض وأغرقت ملابسها ثم تُفزع " سميره " من هذا المشهد و لكنها تحاول أن تتمالك أعصابها وحاولت انقاذها وأخذتها إلي غرفة الاسعافات الاوليه في الملجأ وعقمت لها يديها ومسحت لها الدماء بالقطن وتأكدت أنه جرح سطحي لا يحتاج إلي المستشفي و ظلت تتحدث معها وتنصحها بعدم فعل ذلك مجدداً حتي لا تُخبر مديرة الملجأ ووعدتها أن لا تقول لها في ذلك المره .




كانت " ياسمين " نزلت للتجول حول حديقة " دار الأيتام " لانها كانت تشعر بالحزن بعدما جائت والدتها واختها الصغري إلي الملجأ وبعدها عادوا إلي المنزل وتركوها لأن كل مره كانت تأتي والدتها إلي الملجأ كانت تظن " ياسمين " أنها ستأخذها إلي المنزل مره آخري و تعيش معهم و لكن لا تفعل ذلك والدتها و تتركها وتعود كل مره دون أن تأخذها ، و أثناء جلوسها بمفردها شعرت بأيدي تداعب شعرها فتنظر خلفها علي الفور لتجد " جمال " زوج أمها واقفاً خلفها لتشعر " ياسمين " بالصدمه أنه كيف عرف مكانها بعدما تركت البيت بسببه مازال يطاردها ولا تستطيع التخلص منه و كانت تتوسل إليه لكي يتركها و لكنه لم يرحمها أبداً بالعكس فإنه كان يضغط عليها كثيراً جداً حتي هددها إن لم تكون معه ويتركه امها ويتزوجها سوف يأذي شقيقتها الصغيره " يمني " ويقتل أمها . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي