الفصل الثاني
عندما دخلت " ياسمين " مع والدتها الي ذلك المبني اتجهوا الي غرفة المديره لتكتشف " ياسمين " ان والدتها قد جلبتها إلي " دار ايتام " لان الام لم تستطع الاستغناء عن زوجها و لم تريد ان تبتعد عنه و كان يوجد ظناً منها ان ابنتها تكذب عليها ، و ان هذا لم يحدث من زوجها و لم تستطع تصديق ابنتها كانت الام في حاله من التعلق الشديد بزوجها و من كثرة اظهار زوجها لحبه و اهتمامه بها ثم قالت " والده ياسمين " للمديره و كان يحضر ذلك الموضوع الأخصائيه النفسيه للفتيات في دار الايتام :
- والد " ياسمين " توفي من ٧ سنين و انا مش قادره اهتم بيها هي واختها مع بعض علشان كده " ياسمين " هسيبها هنا في الملجأ و تكون مسؤله من الدوله .
و كانت " ياسمين " تبكي وهي تحترق من الداخل تبكي بكاءاً شديداً أيوجد في هذه الحياه شعور اكثر صعوبه من استغناء الام عن ابنتها لأجل رجلاً ؟ كانت الانسه " فريده " الاخصائية النفسيه تحاول ان تقنعها بشده ان لا تترك ابنتها و انها تستطيع ان تأخذ مساعده من المال مقدمه من الدوله لكي تصرف علي ابنتها ، و لكن كانت الام ترفض بشده و لم تتقبل حديثها و ظلت مصممه علي رأيها و تقول انها اتخذت قرارها الاخير .
كانت " الاستاذه فريده " علي وشك ان تبكي و لم تستطع ان تتمالك نفسها من الحزن علي ملامح الحزن و الالم التي كانت تملأ وجه " ياسمين " لان هذه الاستاذه كانت حنونه وعطوفه للغايه علي الفتيات الموجودين بدار الايتام كانت بديله لأمهم وكانت تحل مشاكل جميع الفتيات و كانوا يحبونها كثيراً .
ثم حاولت الانسه فريده مرة آخري و قالت الي الام :
- فكري قبل ما تمضي علي الاوراق و بصي لبنتك بتعيط ازاي
ثم اجابت الام بكل حدة انها غير موافقه و ان هذا القرار النهائي لها ثم خرجت " ياسمين " من الغرفه التي كانوا يتحدثون بها الي الخارج و كانت تنهار من البكاء و اثناء
بكائها رأت الفتاه التي كانت تحاول الهروب من الشرطي أمامها و هم ممسكين بها لاسترجاعها الي دار الايتام و عندما رأتها ذلك البنت ورأتها تبكي قالت لها :
- انتي كمان وقعتي في نفس المصيده هنا معانا !
و لكن لم تجيب عليها " ياسمين " و انهارت في بكائها أكثر كثيراً و غادرت من امامها الي الخارج لانها لم تستطع ان تسمع اي كلمه من تلك الكلمات كان تشعر و كأن روحها تخرج من جسدها و هي تري أمها تفرط فيها بكل سهوله من أجل زوجها ، ثم خرجت اليها الام لكي تبحث عنها في الخارج ووجدتها جالسه في زاويه بمفردها تبكي مثل الاطفال و اقتربت منها و قالت لها :
- انتي فاكره ان انا سيباكي هنا وانا بضحك ومبسوطه و عادي ؟ ده انا بعيط دم علي فراقك بس غصب عني مش عايزه ابني اللي في بطني يتولد من غير اب
ثم اجابتها " ياسمين "
- يعني انتي ضحيتي بيا علشان خاطر جوزك وابنك اللي لسه مشفتهوش ! اتفضلي امشي دلوقتي مش عايزه اشوفك تاني ، و مش هقولك كلمة امي دي تاني .
ثم اعطت الام ظهرها الي ابنتها و التفت لكي تغادر المكان و لكن مع كل خطوه كانت تبتعدها كانت تشعر " ياسمين " بأن روحها تفارقها حتي ذهبت خلفها ، و هي تجري و تصرخ وتمسك بيديها و تتوسل اليها قائله :
- ماما ماما ، انا هشتغل و مش هروح المدرسه و هساعدك في البيت بس ارجوكي متسبنيش ارجوكي
ثم اجابتها والدتها قائله :
- هاخدك من هنا اوعدك هسيبك فتره و اجي اخدك تاني
ثم غادرتها وذهبت و " ياسمين " كانت تبكي وتصرخ و تقول امي امي و لكن الام لم تتراجع ابدا ، ثم جاء الليل و " ياسمين " ذهبت الي غرفتها المخصصه لها بدار الايتام التي كانت تجمعها بثلاث فتيات و من ضمنهما الفتاه التي كانت تحاول الهروب من الشرطي ، و كان يبدو عليها انها فتاه شقيه و عصبيه في ذلك الوقت و كانت تتصف بالجدعنه و القوه و الشهامه و حبها الي زميلتها في الملجأ و كانت تدعي " سميره " و كانت " ياسمين " صامته منذ ان دخلت الي الغرفه لم تتحدث بكلمه بواحده ثم سألتها " سميره قائله :
- ليه انتي قاعده علي السرير ده ؟
لتقوم " ياسمين " بسرعه و تقول بلهفه :
- اسفه مكنتش اعرف انه سرير حد .
ثم تخبرها " سميره " ان هذا ليس مكان احد و لكن هذا الفراش المقابل للنافذه المفتوحه التي يدخل منها البرد في منتصف الليل ، و لا احد ينام علي هذا الفراش من كثره البرد في ذلك المكان و نصحتها ان تنتقل الي سرير اخر .
كانت اسرة " ياسمين " مجتمعون في ذلك المساء علي العشاء و كانت والدتها صامته حتي قاطعت هذا الصمت اختها " يمني " الصغري متسأله :
- اختي " ياسمين " فين ؟ ؟ هي مش هتيجي مره تانيه ؟
ليجيب عليها " جمال " زوج امها قائلاً :
- ممكن تيجي بنهاية الاسبوع .
ثم تخرج الام عن صمتها قائله :
- مش هتيجي تاني .
ثم تسألها " يمني " :
- ماما انتي وديتي اختي فين ؟
ثم تقول لها الام تناولي طعامك و كانت تغير نمط الموضوع و لكن لم تمل " يمني " و تسألها مرة آخري اين اختي فتنفعل الام و تقول لها ان تصمت و لم تكف " يمني " عن الاسئله و تقول لها ماذا سيحدث اذا اخبرتيني اين هي لتصدمهم الام قائله :
- خدتها لدار ايتام تمام ؟ كل السنين اللي فاتت دي ربيتها بنفسي و لوحدي و معتش قادره اتحمل مسؤليتها تاني خلاص .
ليقاطعها " جمال " و يقول لها :
- اعتقد اني قمت بدور الاب بما فيه الكفايه و كنت بساعدك متظلميش حقي .
ثم ظلت تسأل " يمني " كثيراً ما هي دار الايتام و لماذا ذهبت بأختها الي هناك ووالدتهم مازالت علي قيد الحياه حتي تنفعل الام عليها ، و تصرخ عليها وتقول لها ان ذهب الي غرفتها علي الفور .
بعد ذلك تدخل " جمال " و سألها قائلاً :
- ليه وديتها دار ايتام اعتقد يعني ان الطبق اللي كلنا بناكل منه كان يكفيها معانا
ثم ترد عليه زوجته بكل حدة قائله :
- انت تسكت انت " يا جمال " مش عايزاك تتكلم خالص .
هنا صمت " جمال " و توتر كثيراً و شعر ان زوجته قد علمت شيئاً عن الذي فعله مع ابنتها ، و هذا ما ادي بها ان ترسلها الي دار الايتام و كانت ملامح وجهه قد تغيرت و كانت زوجته قد اتجهت الي المطبخ لكي تنظف الاطباق و الاكواب و من كثرة توتره ذهب خلفها ليسألها بتوتر قائلاً :
- حبيبتي ، هي " ياسمين " قالتلك عني حاجه ؟
لتترك زوجته الاكواب من يديها و تلتف اليه وتسأله قائله :
- و تفتكر ايه اللي ممكن كانت تقوله ليا ؟ ها ؟ كانت هتقولي ايه ؟
" جمال " مجيباً عليها قائلاً :
- في النهايه هي طفله و كمان في مرحله البلوغ ممكن تكون بتغير منك ، بصي انا مش عايز افتري عليها انا بتوقع بس لكن هي لو قالتلك اي حاجه عني اوعي تصدقيها .
لتصدمه الاخري بالرد قائله :
- انا ضحيت ببنتي علشانك ، اعرف قيمة ده كويس
و مش هقولك حاجه تانيه .
ثم صمت " جمال " و ابتلع ريقه من الخوف و التوتر و غادر المطبخ دون ان يتحدث اليها بكلمه واحده .
وكان موعد العشاء قد حان في دار الايتام و لكن " ياسمين " لم تذهب و بعدما عاد زميلتها في الغرفه سألوها عن عدم قدومها الي العشاء ، و اجابتهم ان ليس لديها رغبه في الطعام .
ثم ردت عليها " بتول زميلتها الاخري في الغرفه " قائله :
- ياريتك كنتي جيتي ده كان انهارده معاد اللحمه المشويه كده مش هتقدي تاكليها غير الشهر الجاي
ثم اكملت " سميره " الحديث قائله :
- ارواحنا ومشاعرنا فاضيه بس هما مش بيسيبوا معدتنا فاضيه بيجيبولنا الاكل وساعات فاكهه و حلويات ، بس اكترها بتروح ل " بتول " لانها بتعرف المديره كل حاجه عننا و اي سر بتحكيه ليها ومش بتقول غير حاضر و نعم .
ثم اجابت " بتول " قائله :
- علي فكره انتي بتظلميني انا مش بقول حاجه .
لترد عليها " سميره " بسخريه قائله :
- طبعا طبعا .
ثم تسأل " مريم " ( الفتاه الثالثه معهم بالغرفه ) تسأل ياسمين اذا كانت تريد ان تجري مكالمه لاي احد ، لان هذه الفتاه الوحيده التي تمتلك هاتف في دار الايتام دون ان يعلم احد هناك لتجيبها " ياسمين " انها تريد ان تتصل " بيمني " اختها الصغري لانها لم تستطع ان تنام دون ان تسمع صوتها فتجيب عليها " سميره " قائله :
- و فايدتها ايه انك تكلميها انهارده ؟ و هتعملي ايه بكرا ؟ و اليوم اللي بعده انا من رأيي تعوديها علي بعدك من دلوقتي .
ثم تحرن " ياسمين " و تشعر بأن " سميره " و ضعت يديها علي ألمها ثم تقول لها " مريم " ان لا تلتف الي حديثها و تأتي لكي تتحدث الي اختها ثم تقوم " ياسمين " و تذهب نحوها لكي تتصل بأختها ، و لكن عندما اتصلت بها وجدت امها هي من تجيب علي الهاتف ثم اغلقت الهاتف دون ان تتحدث اليها لانها كانت تود فقط التحدث الي شقيقتها .
في صباح اليوم التالي كانت الفتيات قد تجهزوا للذهاب الي المدرسه و هم واقفون امام بوابة دار الايتام كان يوجد فتيات اخريات و لكن من الطبقه الغنيه و ينتظرون الاتوبيس الخاص بالمدرسه التي يدرسون فيها و عندما رأو ا فتيات الملجأ سخروا منهم كثيراً و لكن لم تتحمل سخريتهم " سميره " لانها مثلما قلت تتصف بالقوه و العصبيه و لم تتحمل ما يقولوه ثم وقفت و ردت عليهم قائله :
- بتضحكوا علي ايه ؟ قوليلي ايه اللي مش عجبك فينا علشان تضحكي ؟
ثم تجيبها فتاه تسمي " جميله " هذه الفتاه كانت تسكن امام دار الايتام في ڤيلا كبيره و كانت تتبرع بملابسها اليهم و لكن في ذلك الوقت تسخر منهم كثيراً وقالت لسميره :
- متقربيش مني احنا من مستوي و انتم من مستوي تاني .
ثم انفعلت عليهم " سميره " بشكل كبير و لم تستطع ان تتمالك اعصابها و لكن " بتول " كانت تحاول ان تمنعها و تشرح لهم انها فتاه طيبه في الواقع و تعتذر لهم عن ما حدث لان " بتول" كانت صديقه " سميره " المقربه كثيراً جدا كانوا يعتبروا اخوه وليسوا مجرد زملاء في دار ايتام و بعد ذلك اخذتها لكي ينصرفوا من امامها .
و هم في طريقهم وجودا " ميرال " تقف مع شاباً من المدرسه التي يدرس بها مجموعة الشباب الاغنياء لان كانت هذه موصفات ميرال كانت تخطئ كثيراً و تتعرف و تلتقي بشباب كثيره يكونوا اغنياء لينفقوا عليها المال و تخرج معهم ثم عرض عليها ذلك الشاب ان تذهب الي حفله معه في المساء و تجلب احد صديقتها معها و كان هذا الشاب يدعي " مصطفي " و اتفق معها ان يتقابلوا مساءاً .
و بعد ذلك خرجت " ياسمين " من دار الايتام لكي تذهب الي المدرسه الخاصه بها وهي ذاهبه اصطدمت بشاب من مجموعة الشباب الذين يسكنوا في الڤيلا التي امامهم و يكون اخ الفتاه التي كانت تضايقهم و تستهزء بهم و عندما اصطدمت به " ياسمين " قائله بانفعال :
- مش تاخد بالك يا اعمي ؟
ثم بعد ذلك تتراجع عن تلك الكلمه التي خرجت من فهمها غفوه و هي في مزاج سئ بسبب ما فعلته والدتها معها و اعتذرت عن تلك الكلمه قائله :
- اسفه مكنش قصدي اكون قليله الزوق كده .
ليجيبها الاخر الذي يدعي " يوسف " :
- ولا حاجه مفيش مشكله .
بعد ذلك ذهبت " ياسمين " الي مدرسه اختها اولاً لكي تطمئن عليها وتطمئنها علي نفسها و تخبرها ان تهتم بنفسها جيداً حتي لا تمرض او يصيبها اي شئ و كانت شقيقتها سعيده للغايه لانها رأت أختها ، و لكن حذرتها ان لا تخبر والدتها انها أتت لها أمام المدرسه حتي لا يعرف زوج امها ، و يذهب الي هناك ينتظرها او يتتبعها و يعرف مكانها، لانه اذا عرف مكانها سيطاردها في كل وقت واذا عرف مكان دار الايتام التي تقيم فيه سوف يذهب الي هناك كل يوم و لم يتركها بحالها ابداً، و بعد ذلك قالت " ياسمين " الي يمني انها عندما تبلغ سن الثامنه عشر سوف تخرج من دار الايتام ويعيشون معاً .
يُتبع .
- والد " ياسمين " توفي من ٧ سنين و انا مش قادره اهتم بيها هي واختها مع بعض علشان كده " ياسمين " هسيبها هنا في الملجأ و تكون مسؤله من الدوله .
و كانت " ياسمين " تبكي وهي تحترق من الداخل تبكي بكاءاً شديداً أيوجد في هذه الحياه شعور اكثر صعوبه من استغناء الام عن ابنتها لأجل رجلاً ؟ كانت الانسه " فريده " الاخصائية النفسيه تحاول ان تقنعها بشده ان لا تترك ابنتها و انها تستطيع ان تأخذ مساعده من المال مقدمه من الدوله لكي تصرف علي ابنتها ، و لكن كانت الام ترفض بشده و لم تتقبل حديثها و ظلت مصممه علي رأيها و تقول انها اتخذت قرارها الاخير .
كانت " الاستاذه فريده " علي وشك ان تبكي و لم تستطع ان تتمالك نفسها من الحزن علي ملامح الحزن و الالم التي كانت تملأ وجه " ياسمين " لان هذه الاستاذه كانت حنونه وعطوفه للغايه علي الفتيات الموجودين بدار الايتام كانت بديله لأمهم وكانت تحل مشاكل جميع الفتيات و كانوا يحبونها كثيراً .
ثم حاولت الانسه فريده مرة آخري و قالت الي الام :
- فكري قبل ما تمضي علي الاوراق و بصي لبنتك بتعيط ازاي
ثم اجابت الام بكل حدة انها غير موافقه و ان هذا القرار النهائي لها ثم خرجت " ياسمين " من الغرفه التي كانوا يتحدثون بها الي الخارج و كانت تنهار من البكاء و اثناء
بكائها رأت الفتاه التي كانت تحاول الهروب من الشرطي أمامها و هم ممسكين بها لاسترجاعها الي دار الايتام و عندما رأتها ذلك البنت ورأتها تبكي قالت لها :
- انتي كمان وقعتي في نفس المصيده هنا معانا !
و لكن لم تجيب عليها " ياسمين " و انهارت في بكائها أكثر كثيراً و غادرت من امامها الي الخارج لانها لم تستطع ان تسمع اي كلمه من تلك الكلمات كان تشعر و كأن روحها تخرج من جسدها و هي تري أمها تفرط فيها بكل سهوله من أجل زوجها ، ثم خرجت اليها الام لكي تبحث عنها في الخارج ووجدتها جالسه في زاويه بمفردها تبكي مثل الاطفال و اقتربت منها و قالت لها :
- انتي فاكره ان انا سيباكي هنا وانا بضحك ومبسوطه و عادي ؟ ده انا بعيط دم علي فراقك بس غصب عني مش عايزه ابني اللي في بطني يتولد من غير اب
ثم اجابتها " ياسمين "
- يعني انتي ضحيتي بيا علشان خاطر جوزك وابنك اللي لسه مشفتهوش ! اتفضلي امشي دلوقتي مش عايزه اشوفك تاني ، و مش هقولك كلمة امي دي تاني .
ثم اعطت الام ظهرها الي ابنتها و التفت لكي تغادر المكان و لكن مع كل خطوه كانت تبتعدها كانت تشعر " ياسمين " بأن روحها تفارقها حتي ذهبت خلفها ، و هي تجري و تصرخ وتمسك بيديها و تتوسل اليها قائله :
- ماما ماما ، انا هشتغل و مش هروح المدرسه و هساعدك في البيت بس ارجوكي متسبنيش ارجوكي
ثم اجابتها والدتها قائله :
- هاخدك من هنا اوعدك هسيبك فتره و اجي اخدك تاني
ثم غادرتها وذهبت و " ياسمين " كانت تبكي وتصرخ و تقول امي امي و لكن الام لم تتراجع ابدا ، ثم جاء الليل و " ياسمين " ذهبت الي غرفتها المخصصه لها بدار الايتام التي كانت تجمعها بثلاث فتيات و من ضمنهما الفتاه التي كانت تحاول الهروب من الشرطي ، و كان يبدو عليها انها فتاه شقيه و عصبيه في ذلك الوقت و كانت تتصف بالجدعنه و القوه و الشهامه و حبها الي زميلتها في الملجأ و كانت تدعي " سميره " و كانت " ياسمين " صامته منذ ان دخلت الي الغرفه لم تتحدث بكلمه بواحده ثم سألتها " سميره قائله :
- ليه انتي قاعده علي السرير ده ؟
لتقوم " ياسمين " بسرعه و تقول بلهفه :
- اسفه مكنتش اعرف انه سرير حد .
ثم تخبرها " سميره " ان هذا ليس مكان احد و لكن هذا الفراش المقابل للنافذه المفتوحه التي يدخل منها البرد في منتصف الليل ، و لا احد ينام علي هذا الفراش من كثره البرد في ذلك المكان و نصحتها ان تنتقل الي سرير اخر .
كانت اسرة " ياسمين " مجتمعون في ذلك المساء علي العشاء و كانت والدتها صامته حتي قاطعت هذا الصمت اختها " يمني " الصغري متسأله :
- اختي " ياسمين " فين ؟ ؟ هي مش هتيجي مره تانيه ؟
ليجيب عليها " جمال " زوج امها قائلاً :
- ممكن تيجي بنهاية الاسبوع .
ثم تخرج الام عن صمتها قائله :
- مش هتيجي تاني .
ثم تسألها " يمني " :
- ماما انتي وديتي اختي فين ؟
ثم تقول لها الام تناولي طعامك و كانت تغير نمط الموضوع و لكن لم تمل " يمني " و تسألها مرة آخري اين اختي فتنفعل الام و تقول لها ان تصمت و لم تكف " يمني " عن الاسئله و تقول لها ماذا سيحدث اذا اخبرتيني اين هي لتصدمهم الام قائله :
- خدتها لدار ايتام تمام ؟ كل السنين اللي فاتت دي ربيتها بنفسي و لوحدي و معتش قادره اتحمل مسؤليتها تاني خلاص .
ليقاطعها " جمال " و يقول لها :
- اعتقد اني قمت بدور الاب بما فيه الكفايه و كنت بساعدك متظلميش حقي .
ثم ظلت تسأل " يمني " كثيراً ما هي دار الايتام و لماذا ذهبت بأختها الي هناك ووالدتهم مازالت علي قيد الحياه حتي تنفعل الام عليها ، و تصرخ عليها وتقول لها ان ذهب الي غرفتها علي الفور .
بعد ذلك تدخل " جمال " و سألها قائلاً :
- ليه وديتها دار ايتام اعتقد يعني ان الطبق اللي كلنا بناكل منه كان يكفيها معانا
ثم ترد عليه زوجته بكل حدة قائله :
- انت تسكت انت " يا جمال " مش عايزاك تتكلم خالص .
هنا صمت " جمال " و توتر كثيراً و شعر ان زوجته قد علمت شيئاً عن الذي فعله مع ابنتها ، و هذا ما ادي بها ان ترسلها الي دار الايتام و كانت ملامح وجهه قد تغيرت و كانت زوجته قد اتجهت الي المطبخ لكي تنظف الاطباق و الاكواب و من كثرة توتره ذهب خلفها ليسألها بتوتر قائلاً :
- حبيبتي ، هي " ياسمين " قالتلك عني حاجه ؟
لتترك زوجته الاكواب من يديها و تلتف اليه وتسأله قائله :
- و تفتكر ايه اللي ممكن كانت تقوله ليا ؟ ها ؟ كانت هتقولي ايه ؟
" جمال " مجيباً عليها قائلاً :
- في النهايه هي طفله و كمان في مرحله البلوغ ممكن تكون بتغير منك ، بصي انا مش عايز افتري عليها انا بتوقع بس لكن هي لو قالتلك اي حاجه عني اوعي تصدقيها .
لتصدمه الاخري بالرد قائله :
- انا ضحيت ببنتي علشانك ، اعرف قيمة ده كويس
و مش هقولك حاجه تانيه .
ثم صمت " جمال " و ابتلع ريقه من الخوف و التوتر و غادر المطبخ دون ان يتحدث اليها بكلمه واحده .
وكان موعد العشاء قد حان في دار الايتام و لكن " ياسمين " لم تذهب و بعدما عاد زميلتها في الغرفه سألوها عن عدم قدومها الي العشاء ، و اجابتهم ان ليس لديها رغبه في الطعام .
ثم ردت عليها " بتول زميلتها الاخري في الغرفه " قائله :
- ياريتك كنتي جيتي ده كان انهارده معاد اللحمه المشويه كده مش هتقدي تاكليها غير الشهر الجاي
ثم اكملت " سميره " الحديث قائله :
- ارواحنا ومشاعرنا فاضيه بس هما مش بيسيبوا معدتنا فاضيه بيجيبولنا الاكل وساعات فاكهه و حلويات ، بس اكترها بتروح ل " بتول " لانها بتعرف المديره كل حاجه عننا و اي سر بتحكيه ليها ومش بتقول غير حاضر و نعم .
ثم اجابت " بتول " قائله :
- علي فكره انتي بتظلميني انا مش بقول حاجه .
لترد عليها " سميره " بسخريه قائله :
- طبعا طبعا .
ثم تسأل " مريم " ( الفتاه الثالثه معهم بالغرفه ) تسأل ياسمين اذا كانت تريد ان تجري مكالمه لاي احد ، لان هذه الفتاه الوحيده التي تمتلك هاتف في دار الايتام دون ان يعلم احد هناك لتجيبها " ياسمين " انها تريد ان تتصل " بيمني " اختها الصغري لانها لم تستطع ان تنام دون ان تسمع صوتها فتجيب عليها " سميره " قائله :
- و فايدتها ايه انك تكلميها انهارده ؟ و هتعملي ايه بكرا ؟ و اليوم اللي بعده انا من رأيي تعوديها علي بعدك من دلوقتي .
ثم تحرن " ياسمين " و تشعر بأن " سميره " و ضعت يديها علي ألمها ثم تقول لها " مريم " ان لا تلتف الي حديثها و تأتي لكي تتحدث الي اختها ثم تقوم " ياسمين " و تذهب نحوها لكي تتصل بأختها ، و لكن عندما اتصلت بها وجدت امها هي من تجيب علي الهاتف ثم اغلقت الهاتف دون ان تتحدث اليها لانها كانت تود فقط التحدث الي شقيقتها .
في صباح اليوم التالي كانت الفتيات قد تجهزوا للذهاب الي المدرسه و هم واقفون امام بوابة دار الايتام كان يوجد فتيات اخريات و لكن من الطبقه الغنيه و ينتظرون الاتوبيس الخاص بالمدرسه التي يدرسون فيها و عندما رأو ا فتيات الملجأ سخروا منهم كثيراً و لكن لم تتحمل سخريتهم " سميره " لانها مثلما قلت تتصف بالقوه و العصبيه و لم تتحمل ما يقولوه ثم وقفت و ردت عليهم قائله :
- بتضحكوا علي ايه ؟ قوليلي ايه اللي مش عجبك فينا علشان تضحكي ؟
ثم تجيبها فتاه تسمي " جميله " هذه الفتاه كانت تسكن امام دار الايتام في ڤيلا كبيره و كانت تتبرع بملابسها اليهم و لكن في ذلك الوقت تسخر منهم كثيراً وقالت لسميره :
- متقربيش مني احنا من مستوي و انتم من مستوي تاني .
ثم انفعلت عليهم " سميره " بشكل كبير و لم تستطع ان تتمالك اعصابها و لكن " بتول " كانت تحاول ان تمنعها و تشرح لهم انها فتاه طيبه في الواقع و تعتذر لهم عن ما حدث لان " بتول" كانت صديقه " سميره " المقربه كثيراً جدا كانوا يعتبروا اخوه وليسوا مجرد زملاء في دار ايتام و بعد ذلك اخذتها لكي ينصرفوا من امامها .
و هم في طريقهم وجودا " ميرال " تقف مع شاباً من المدرسه التي يدرس بها مجموعة الشباب الاغنياء لان كانت هذه موصفات ميرال كانت تخطئ كثيراً و تتعرف و تلتقي بشباب كثيره يكونوا اغنياء لينفقوا عليها المال و تخرج معهم ثم عرض عليها ذلك الشاب ان تذهب الي حفله معه في المساء و تجلب احد صديقتها معها و كان هذا الشاب يدعي " مصطفي " و اتفق معها ان يتقابلوا مساءاً .
و بعد ذلك خرجت " ياسمين " من دار الايتام لكي تذهب الي المدرسه الخاصه بها وهي ذاهبه اصطدمت بشاب من مجموعة الشباب الذين يسكنوا في الڤيلا التي امامهم و يكون اخ الفتاه التي كانت تضايقهم و تستهزء بهم و عندما اصطدمت به " ياسمين " قائله بانفعال :
- مش تاخد بالك يا اعمي ؟
ثم بعد ذلك تتراجع عن تلك الكلمه التي خرجت من فهمها غفوه و هي في مزاج سئ بسبب ما فعلته والدتها معها و اعتذرت عن تلك الكلمه قائله :
- اسفه مكنش قصدي اكون قليله الزوق كده .
ليجيبها الاخر الذي يدعي " يوسف " :
- ولا حاجه مفيش مشكله .
بعد ذلك ذهبت " ياسمين " الي مدرسه اختها اولاً لكي تطمئن عليها وتطمئنها علي نفسها و تخبرها ان تهتم بنفسها جيداً حتي لا تمرض او يصيبها اي شئ و كانت شقيقتها سعيده للغايه لانها رأت أختها ، و لكن حذرتها ان لا تخبر والدتها انها أتت لها أمام المدرسه حتي لا يعرف زوج امها ، و يذهب الي هناك ينتظرها او يتتبعها و يعرف مكانها، لانه اذا عرف مكانها سيطاردها في كل وقت واذا عرف مكان دار الايتام التي تقيم فيه سوف يذهب الي هناك كل يوم و لم يتركها بحالها ابداً، و بعد ذلك قالت " ياسمين " الي يمني انها عندما تبلغ سن الثامنه عشر سوف تخرج من دار الايتام ويعيشون معاً .
يُتبع .