الفصل الثالث

"بعد مرور عدة أيام"

"في مساء يوم جديد"

جلست "ليليانا" بجانب والدتها التي تتابع مشاهدة التلفاز، لتنظر لها "ناريمان" بإبتسامة حنونه مربته على وجنتي ابنتها، ثم من هتفت ليليانا بجدية وهي تتمسك بالكوب الممتلئ بالماء أعلى الطاوله:

-هيَّا امي الحبيبة، لقد حان موعد دواءك.

تذمرت "ناريمان" بطفولية وهي تحرك رأسها برفض جعل "ليلى" التي تجلس بالقرب منهم تدرس لأمتحان الغد تضحك عليها بقوة، لتقول "ناريمان" بغيظٍ: لماذا تضحكين يا فتاة؟

انفجرت "ليلى" ضاحكة وهي تتابع تعابير وجه والدتها والحنق البادي عليها، لتبتسم "ليليانا" بخفوت ثم من نظرت لوالدتها التي اكملت بحنق:

-مذاقه سيئ، لا أريد تناوله "ليليانا".

ناولت ليليانا الدواء لوالدتها مع كوب الماء هاتفه بحنان وحب:

- لم يتبقى به الكثير، هيّا حتى تشعري بتحسن حبيبتي.

اومأت لها بطاعة ثم تناولته منها، وسريعًا ما ظهرت علامات التقزز على وجها لتضحك عليها ليلى مرة أخرى بمرح.

اما ليليانا فَـ عانقت والدتها بقوة مبتسمة برقة مردده:

-شفاكِ الله وعفاكِ امي العزيزه.

ركضت "ليلى" نحوهم لتنقض عليهم هما الإثنين محتضنه إياهم بضحك، مما أدى إلى تأوه "ناريمان" بألم خفيف، لتلكزها "ليليانا" أعلى ظهرها بغيظ من عنفها.

ابتعدت عنهم "ليليانا" قليلا، وكأنها قد تذكرت شيء للتو قائلة:

-صحيح، لدي إليكم إقتراح، ولكن الأهم انتِ يا أمي لا ترفضي رجاءًا.
قالت آخر كلماتها بنبرة ظهر عليها الترجي.

نظرت لها كُلًا من ليلى ووالدتها التي اومأت لها بهدوء، لتتنهد قبل أن تقول باقتراح:

-ما رائيك أمي اذ قمت بتنظيف الغرفة التي في الأعلى، ثم فرشت بها بعض السجاجيد التي اصنعها بطريقة جيدة، وبعدها نبحث عن مستأجر يأخذها، أنا أرى أنها ستساعدُنا كثيرًا، ما رائيكم بهذه الفكرة؟

لمعت أعين "ليلى" بإعجاب من تلك الفكرة، لتصفق بيديها مهلله:

-يالها من فكرة جيدة ليّليّ.

رفعت "ليليانا" رأسها للأعلى بتكبر وشموخ برعت في اصطناعه قائلة:

-هذا أقل ما لدي يا فتاة.

نظرت "ليليانا" لوالدتها برجاء تتمنى وبشده أن تقبل بتلك الفكرة، التي ستساعدهم كثيرًا في جلب المال، وستخفف من ذالك الحمل الثقيل على شقيقتها ايضًا.

هتفت "ليليانا" بهدوء مترقبه إجابة والدتها:

-ما رائيك أمي؟

مرت عدة ثواني قبل أن تحرك "ناريمان" رأسها موافقة مع ابتسامة صغيره انارت وجهها، ثم من قالت:

-موافقة، افعلي ما تشائين حبيبتي أنا اثق بكِ وبأفكارك.

هتفت "ليلى" موجه حديثها لشقيقتها:

-ليليانا، بما أن غدًا لدي أول اختبار من اختبارات آخر العام، ولا استطيع الذهاب إلى العمل، من الممكن أن تذهبي انتِ إلى العمل بدلًا مني؟ فَـ غدًا يوم الخميس وهذا اليوم أكثر الأيام ازدحامًا في المتجر.

قالت "ناريمان" برفض:

-لا، ليس مهم أن تذهبوا غدًا اذن، اذهبي على اختبارك اهم عزيزتي.

اردفت "ليلى" بنبرة يشوبها بعض الحزن، فَـ يوم الخميس من أكثر الأيام المفضلة لِـ ليلى؛ لأن المتجر يكون مزدحمًا بالمشتريين، وهي تربح الكثير من المال:

-ولكن امي غدًا أكثر يوم مهم للذهاب إلى العمل، وأنا لا استطيع الذهاب؛ بسبب اختباري لذلك من الممكن أن تذهب ليليانا؟

ابتسمت ليليانا بحب كبير مجيبة شقيقتها:

-سأذهب في الغد أن شاء الله حبيبتي لا داعي للقلق، سأستيقظ مبكرًا وأجهز لكِ أمي كل ما تحتاجين من طعام وغيره، وأذهب إلى المتجر.

هتفت "ناريمان" بضيق:

-ولكن يا ليليانا ليس مهم كثيرًا، لماذا تحبون أن ترهقوا أنفسكم؟

ربتت "ليليانا" أعلى يدي والدتها بحنان قائلة:

-لا يوجد إرهاق ولا شيء يا أمي، سأذهب صريعًا وأعود ان شاء الله، نظرت نحو ليلى بإبتسامة لتكمل، هيَّا يا فتاة اكملي دراستك لا أريدك ان تتركي سؤالا واحد غدًا فهمتي؟

حركت ليلى رأسها بتأكيد وسعادة لتركض نحو غرفتها كي تكمل دراستها، وذهبت ليليانا إلى المطبخ لتفعل مشروب دافئ لوالدتها.

"في صباح اليوم التالي"

"في تمام الساعة السادسه صباحًا"

كانت ليلى قد انتهت من تجهيز نفسها واشيائها، وعلى استعداد تمام للذهاب إلى مدرستها، لنذهب حيث غرفة والدتها لتراها قد استيقظت جالسة على الفراش بهدوء.

ابتسمت لها بسعادة وهي تلقى عليها تحية الصباح، ثم اقتربت منها مقبله حبيتها ويديها باحترام، طالبه منها أن تدعو لها بالتوفيق لأختبار اليوم، وبعدها خرجت من الغرفة ذاهبه نحو المطبخ بعدما قامت بتوزيع والدتها.

رأت شقيقتها تنظف الأطباق، لريثما ينضح الطعام الذي تفعله لشقيقتها تأخذه معها لأختبارها.

اقتربت منها ملقيه عليها تحية الصباح ايضًا، وسريعًا ما ظهرت ابتسامة متسعة أعلى صغرها لتصيح بسعادة وهي تقفز للأعلى:

-واو، بيض مقلي هيييه، انتِ أجمل أخت على الاطــــلاق، لا تعلمي كم أنا أحب طريقتك الجميلة في صنع البيض المقلي.

ضحكت ليليانا بقوة على تصرفات شقيقتها الطفولة وكأنها ليست فتاة في عمر السابع عشر، لتجيبها وهي تقلب البيض على الجهة الثانية:

-لا تأخذي على هذا التدليل حبيبتي، فقط لأنكِ ذاهبه على أول اختبار لكِ قررت أن أُدلِلُكِ اليوم.

تعــــيش اختي.
قالتها ليلى بصوت مرتفع وهي تقفز بضحك.

"بعد مرور خمسة عشر دقيقة"

ذهبت ليلى إلى مدرستها، وذهبت ليليانا ايضًا إلى العمل بعدما قامت بإنهاء كل اللازم في المنزل.

"في المتجر"

اتجهت ليليانا نحو أول مكان فارغ قابلها، لتقرر بأنها ستقف هنا وتبيع خضراوتها بهذا المكان، وضعت العربة المحمولة بالجرجير أمامها، ثم من قامت بابعاد الغطاء الذي كانت تخفي به الجرجير.

ثم من اخذت تدلق الماء أعلى الخضره ليظهر عليه اللمعان مثلما اختبرتها شقيقتها، فعلت كل ما اخرتها به ليلى لتبتسم باتساع وهي تحاول أن لا تجعل توترها يتمكن منها.

اخذت تشجع نفسها بداخلها إنها تستطيع فعلها، وستبيع كل ما لديها اليوم من خضره مقدمة المشيئة، نعم هي اول مره تأتي إلى المتجر وتبيع ولكن لن تخذل ثقة شقيقتها بها.

دعت ربها بداخلها أن يجعل يرزقها ويجعل يومها يمضي على خير.

التفتت لتبحث عن شيء تجلس عليه بعدما شعرت بالتعب من وقوفها، لتأتي بلوح خشب متوسط الحجم، ثم وضعته ووضعت فوقه الغطاء الذي كانت تغطي به الجرجير، وبعدها جلست بإريحية.

بعد مرور القليل من الوقت

تناولت ليليانا النقود من ذاك المشتري شاكره ربها بسعادة كبيره.

استمعت لصوت من خلفها جعلها تنتفض بفزع.

-هيييه، ماذا تفعلين هُنا؟ هذا مكاني عليكِ بالنهوض في الفور.

استدارت ليليانا برأسها بتعجب من ذاك الذي يقف أمام ناظريها ويظهر على ملامحه التعصب، لتنهض عن مجلسها هاتفه بتساؤل:
-من أنت يا سيد؟

هتف بعصبية ليس لها مبرر غير مهتمًا بسؤالها ولا نبرتها الهادئة في التحدث:

-من فضلك يا آنسة هذا المكان مكاني، أنا دائمًا ما اجلس هُنا من قبلكِ، ابتعدي الآن واجلسي في مكان ثاني.

هتفت ليليانا بضيق شديد من طريقته التي لم تنال إعجابها ابدا:

-لِمَ تتحدث معي بتلك الطريقة يا سيد؟ مكانك مسجل بأسمك ام ماذا؟ عندما أتيت أنا إلى هنا لم أجدك فَـ ليس لك الحق أن تطردني أذن.

اردف أرغد بغضب وهو يشدد على يديه بنفاذ صبر:

-يا فتاة الم تفهمي؟ اخبرتك أنني هنا من قبلك، أنا لم اراكِ هُنا من قبل! من أين خرحتِ لي انتِ؟ اليس يكفيني "عنايات" لتخرجي لي انتِ ايضًا.

قطع تلك المشاجره صوت امرأة قائلة بلطف:

-أريد رزمتين من "الجرجير" ابنتي.

نظرت ليليانا لتلك المرأة التي أتت للتو لتشتري منها، وكانت على وشك أن تناولها رزمتين من "الجرجير" مثلما أرادت لتتوقف على صوته الغاضب هاتفًا:
-وتأخذين مني زبائني ايضًا؟ يالكِ من فتاة حمقاء.

-هيييه، أنا لا اسمح لكَ بالتطاول عليّ، احترم نفسك يا سيد.

صاحت ليليانا بتلك الجملة، وهي ترفع اصابعها أمام وجه أرغد بغضب مهدده إياه.

انتهت من حديثها لتناول المرأة طلبها، ثم تأخذ منها النقود حق ما أخذت، لتنظر للنقود بسعادة ورضا.

نظر لها الآخر بغيظ مرددًا:
-من الممكن أن تبتعدي عن مكاني الآن؟

ابتسمت باصفرار مجيبة إياه باستفزاز:

-اخبرتك من قبل، إنه لم يكن مسحل بإسمك، أتيت من قبلك ووجدته فارغ، اذن ليس لديك الحق في أن تجعلني اتركه يا سيد.

قبض على يديه بعصبية من تلك المختله قائلًا:

-يا فتاة ابكِ خللًا بعقلك ام ماذا؟ اخبرتك للمرة التي لا أعلم عددها، أن هذا المكان لي وتقولين أنتِ إنه مسجل بأسمي! ما هذه التصرفات الطفولية؟

هتفت بتذمر ممتزج بالحنق:

-طفولية! ماذا تقصد بالطفولية يا سيد؟ بل أنت هو من الطفولي.

حرك رأسه بيأس من تصرفاتها التي جعلت رأسه تؤلمه، ليقول بعدها بتساؤل:

-لن يفيد الحديث معكِ بشئ، يبدو وكأنُكِ جديدة هنا ولم تفهمي نظام الماتجر صحيح؟

رفعت رأسها للأعلى بكبرياء مصطنع تتظاهر له بأنها تفهم كل شيء، ليبادلها الآخر النظرات بأخرى ساخره، فَـ من الواضح أنها جديدة هنا ولا تفهم اي شيء عن نظامهم.

-سأذهب وأتركه لك، وأنت الذي لا يفيد معه الحديث بشيء، إلى إللقاء يا سيد.
قالت جملتها بضيق وانزعاج.

أمسكت بِـ العربة الممتلئة بِـ "روزيمات الجرجير"، لتجرها حيث لا تعلم إلى أين، قررت أنها ستتجول بهذا المتجر علّى وعسى يشتري منها أحد.

استدارت برأسها ترمقه بحنق وهي تقول:

-لم ينالُني الشرف بمعرفتك يا سيد، إلى اللقاء.

وبعدما انهت جملتها، سارت في الإتجاه المعاكس له لتستدير له مرة أخرى بغضب طفولي قائلة:

-اسحب إلى اللقاء لا تستحقها ها.

ضحك عليها بخفة بعدما ذهبت، وهي تردد عدة كلمات غير مفهومة، ولكن الذي خمنه بداخله انها اكيد كانت تسبّه.

-ما هذا الأحمق؟ أنا من جئت اولًا، من يظن نفسه هو، لقد خرب لي ما كنت أنوي فعله، سحقًا له.

ظهرت ابتسامة على ثغره لم تظهر منذ اسبوع، ليحرك رأسه برفض ثم بعدها امسك بالعربة خاصته ليبدأ بفرش خضرواته من جرجير ونعمه وغيره.

أتى له صديقة في العمل وعلامات التعجب باديه على وجهه، ليقول بعدها بتساؤل:

-لماذا تأخرت اليوم يا رجل، ليست بعادتك! ومن تلك الفتاة التي كانت تجلس مكانك؟

حرك كتفيه بجهل على سؤاله الثاني، ليجيبه على سؤاله الأول قائلًا:

-كنت مريض قليلًا، هيَّا اذهب لتكمل عملك الزبائن تنتظرك يا صديقي.

خرج المعلم من الفصل مودعًا الطلاب بعدما انتهى الإختبار الأول بسلام.

كانت ليلى تقوم بتوضيب أغراضها مستعدة للذهاب لتأتي فتاة مرتديه ملابس يظهر عليها الثراء الفاحش، لترمق "ليلى" بنظراتها المحتقره وهي تقف امام الدرج الخاص بِـ ليلى محاوله لفت انتباهها.

امسكت بجديلتُها بتكبرٍ ثم من ابتسمت لأصدقائها الحاقدين مثلها هاتفه:

-حقًا متكبرة، ماذا تظن نفسها؟

ضحك الفتاتين باستمتاعٍ لتقول واحدة منهما باستحقار:

-بائعة جرجير وتتكبر علينا، تظن نفسها اميرة.

-لا، وأيضًا تريد أن تُظهر لنا بأنها الفتاة المثالية، الفائقة في المهاره ولا أحد مثلها، وهي في الحقيقة لا تسوى شيء.

قالت تِلك الكلمات الفتاة الثالثه بنبرة يغلفها السخرية، وهي ترمق "ليلى" بنظراتها الحارقه والتي ايضًا لم تهتم لها "ليلى".

بل نهضت عن مقعدها بهدوء شديد غير عابئة بحديثهم، ثم قامت بِـ ضب أغراضها بأكملها، وكانت على وشك الخروج إلى الاستراحة لريثما يأتي موعد الاختبار الثاني.

ولكن توقفت عن السير عندما أمسكت الفتاة الأولى تُدعى "لُبنى" يدها مانعه إياها من السير، وهي تقول بوقاحة:

-هل نحن نقول شيء خاطئ بائعة الجرجير؟ نحن نريد أن نعرف ما هو سر علاماتك المرتفعة هذه وتفوقك؟ ماذا تفعلين لكي يذيد لكِ المُعلم علاماتك، هيَّا اخبرينا السر، اووه هل تنظفين له المنزل؟

حررت "ليلى" ذراعها من يد زميلتها بقوة ممتزجة بالغضب، وبعد انتهاءها الأخرى من القاء جملتها، صفعتها ليلى بقوة أدت إلى احمرار وجنت لُبنى، ثم بعدها جذبتها من تلابيب زيّها المدرسي والشرر يتطاير من عينيها هاتفه بغصب أسود:

-انا بائعة ولي الشرف أنني بائعة، اكون بائعة أفضل بكثيرٍ من أن أكون قليلة الحياء مثلكِ، ماذا تظنين انتِ، أنني لا أستطيع أن أأخذ حقي بيدي؟

تبًا لكِ ولحقارتك لُبنى، سكوتي هذا لا يعني أبدًا بأنني ضعيفة الشخصية لا استطيع أن أأخذ حقي منكِ ومن امثالكِ، وإن كنتِ تظنين أن كُل هذا كثيرٌ عليّ فَـ حاولي أن تفعلي مثله، بدل ما تحقدي على اذكى منكِ

لا أفهم حقًا لماذا عندما تشاهدون شخص يحاول أن ينجح تحقدون عليه وتحاولوا أن تجعلوه يفشل بأي طريقة كانت، بدلًا من أن تفكروا وتفعلوا مثله بل وتصيروا احسن منه، يالكم من اوغاد.

توسعت حدقتي لُبنى بصدمة من جراء حديث ليلى، فَـ لم تتوقع كل هذا منها حقًا، يظهر على مظهرها الخارجي كم هي فتاة بريئة ومسالمة، ولكن في الحقيقة ليلى عندما تغضب لا تُرى أمامها تصبح شرسة وقوية ايضًا.

هتفت لُبنى بغضبٍ مماثل لغضب ليلى ولا يخلو من السخريه ايضًا التي ظهرت بوضوح من حديثها:
-دائمًا الفقراء يملكون وجهات نظر، وكلمات رنانة بدلًا من الأموال.

ابتسمت لها ليلى باصفرار وهي تنظر لها باشمئزاز قائله:

-والأغنياء لا يملكون إلا اموالهم، لا مبدأ ولا عقل ولا حتى أدب لديهم.


استدارت ليلى لتذهب نحو الخارج ولكن تراجعت مرة أخرى لتنظر نحو لُبنى واصدقائها بكبرياء قائله:
-آه، نسيت أن أخبرك سر تفوقي وعلامات المرتفعه، يا عزيزتي أنا لم انظف منزل أحد بل انظف عقلي.


وبعدما أنهت جملتها تركتهم واستدرات مرة أخرى متجه نحو الخارج حيث الحديقة.


كان الجميع يشاهد ما يحدث بتركيز واهتمام، منهم المستمع لما حدث لِـ لُبنى ويرى أنها تستحق ذلك، ومنهم الغاضب لما حدث لها ومن ضمنهم أصدقائها بكل تأكيد.

ضربت لبني قدميها بالأرض بغضب كبير قائلة:

كيف تتجرأ وتتحدث معي بهذه الطريقة؟ ماذا تظن نفسها؟ أنا سأريها مع من وقعت.

هتفت صديقتها الأولى بخبث:

-تجرأت وتحدثت معكِ بتلك الوقاحة، لا تصمتي لها، نحن معكِ دائمًا.

أكدت الفتاة الثانية على حديث الأولى لتقول بعدها:

-نعم معكِ كل الحق، يجب أن تجعلها تندم.

نظرت لبنى أمامها تفكر في حديث صديقاتها السام لتتوعد بداخلها لتلك الليلي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي