الفصل السابع

ألقت ليليانا نفسها على الأرضية بتعب شديد، تأخذ انفاسها المتقطعة قائلة:
-اه كم كان هذا العمل شاقًا.

بينما تسطحت ليلى على الأرضية وهي تباعد بين يديها وقدميها تنظر الى السقف بتعب صائحة:
-تبًا لكِ لأفكارك ليليانا، أين كان عقلي عندما قررت أن اساعدك! اه ياربي أشعر بعمودي الفقري قد تحطم بسببكِ.

تسعت عيناها بضيق شديد، وهي تنظر الى ليالينا بغيظٍ وهي تقول:
-اصمتي ليلى، الآن بسببي اذا؟ ومن التي جلبت هذا المستأجر، أنا ايضًا؟

اعتدلت ليلى بِـ جلستها، رامقة شقيقتها بنظراتٍ حانقة مغلفة بالضيق وهي تقول:

-ومن التي فكرت من الأساس في هذه القصة؟ اصمتِ ليليانا فَـ انتِ السبب.

أكملت بنبرة غاضبة وهي تقلد طريقة حديث ليليانا، ومن شدة غيظها خرجت نرتبها مضحكة:
-الغرفة ليست متسخة كثيرًا أمي، سنقوم بإخراج كل ما بداخلها ثم ننظفها جيدًا من الأتربة.

ثم زفرت بضيق وقد عدلت نبرة صوتها لتتحدث بطبيعتها ساخرة:
-اوه بالفعل ليست متسخة كثيرًا، بدليل أننا نجلس كَـ الموتى مكسرين العِظام، سحقًا لكِ يا فتاة.

استدارت ليليانا برأسها تنظر للغرفة بأعين تلمع بالإعحاب والسعادة؛ لأنها قد استطاعت أن تنجز كل هذا بمفردها، نعم قامت شقيقتها بمساعدتها في حمل الأغراض والتنظيف قليلًا، ولكن العبء الأكبر كان عليها.

رددت وهي ما زالت تتأمل هيئة الغرفة التي تغيرت كليًا بإعجاب شديد:
-نظراتك للغرفة الآن بعدما تغيرت تمامًا وصارت أجمل من ذي قبل، تمحي أي تعب ليلى حقيقي، لا تعرفين كم أنا سعيدة لأننا فعلناها و بمفردنا.

ابتسمت ليلى بخفوت بعدنا وجهت انظارها نحو الغرفة هي الاخرى، ثم من قالت مجيبة على كلمات شقيقتها:
-كُله بفضلك انتِ ليّليّ، انتِ من فعلتيها سلمت أناملك حبيبة قلبي، سأخبر صديقي أرغد اليوم بأنه يستطيع أن يأتي ما رأيك؟

هتفت ليليانا بعدما نهضت عن الأرض وهي تنفض تراب وهمي تقول باستعجال:
-افعلي ما تشائين حبيبتي، هيَّا يجب علينا أن نهبط الآن فقد تأخرنا على والدتنا.

أنهت ليليانا كلماتها لتسرع في خطواتها نحو الأسفل، ومعها شقيقتها التي ركضت خلفها وهي تتراقص بسعادة بالغة.
-أين أنت أرغد؟

خرجت تلك الكلمات من فوه أوس الذي صاح بهم بتعصبٍ، بعدما استعار هاتف شقيقته؛ كي يحدثه من خلاله.

هتف أوس بتعجب كبير بعدما استمع لهذا الصوت المقارب لصوت شقيقه، قائلًا بتساؤل:
-أوس؟

تنهد أوس بضيقٍ مجيبًا عليه:
-نعم أوس، أين أنت أرغد؟ إلى أين ذهبت دون اخباري؟

لم ينصدم أرغد كثيرًا فَـ كان متوقعًا ذلك، ولكن توقعه حدث سريعًا، ابتسم بهدوء وهو يقول :
-أتيت سريعًا كنت متوقع هذا، اشتقت اليك كثيرًا يا رجل، كيف حالك،وحال والدك؟
قال آخر كلمتين في جملته باستهزاءٍ ساخر.

شعر أوس بِـ سُخريته ليجيبه بنفس طريقة الآخر:
-والدي في أحسن حال، تنقصه رؤيتك.

صمت لبرهة قبل أن يقول بجدية:
-أريد أن أراك أرغد.

ابتسم أرغد بخفة مجيبًا اياه:
-تعال.

تفهم أوس ما يرمي إليه شقيقه ليقول:
-ولِمَ لا تأتي انتَ؟

زفر أرغد بقوة قبل أن يقول ناهيًا الحوار:
-أوس أنا الآن أجلس في الفندق القريب للبحر أنت تعرفه، تريد أن تأتي تعال، يجب أن استيقظ في الغد مبكرًا لدي عملًا شاق.

زفر أوس بضيق ظهر من نبرة صوته قائلًا:
-ماذا يوجد أرغد؟ أنا أتحدث معك انتظر قليلًا لما الاستعجال؟

شعر ارغد ببعض الضيق وهو يحاول انهاء الحديث مع شقيقه:
-أوس أنا لا أريد التحدث الآن، اعتذر يا أخي ولكن أريد أن ارتاح قليلًا، ونتحدث في الغد.

اغلق أرغد مع شقيقه عندما رأى ليلى تتصل به عن طريق هاتف والدتها، ظهرت علامات التعجب على وجهه من مهاتفتها لع في مثل هذا الوقت، فَـ قد كانت الساعة تخطت السابعة مساءًا.

وليلى لا تتصل بِـ أرغد إلا لأمرٍ طارئ جدًا، سار القلق إليه بعدما أتت في ذهنه والدتها، والتي أخبرته ليلى ذات يوم بأنها مريضة، ليدعو الله بداخله قبل أن يجيب عليها، بأن تكون شكوكه خاطئة.

-مرحبًا عزيزتي ليلى.
قالها أرغد بخفوت منتظرًا صياحها بخبرٍ سيء.

وكأن ليلى شعرت به، فَـ بالفعل صاحت بصوت مرتفع كثيرًا، ولكن الغريب أن صياحها ذاك مغلف بالسعادة التي ظهرت من نبرة صوتها:
-صديقي ورفيق المشقة، رغد لقد انتهينا.

ابعد أرغد الهاتف عن أذنيه بانزعاج من صوتها المرتفع المزعج، لِـ يسبُها بداخله هي واليوم الذي عرفها فيه، وضع الهاتف على أذنه مرة أخرى، عندما استمع لصوتها تقول لها بمرح:
-يا رجل تبًا لك، وأنا التي اتعب نفسي من أجل راحتك، وأنت تسبُني؟ عيبٌ عليك والله، تظن أنني لم اسمعك؟

نظر أرغد للهاتف بزهول بعدما ابعده عن اذنه، فَـ كيف سمعته هو تحدث بداخله!

وضع الهاتف على اذنه وهو يقول بنفاذ صبر:
-ماذا هناك ليلى؟ أنا الآن ليس لدي رغبة في المزاح.

تحمحمت ليلى بمرح غير عابئة بنبرته التي ظهر عليها الحزن، لتقول بعدها:
-تعال في الحال يا أرغوده.

قوس حاجبيه بتعجب قائلًا:
-إلى أين؟ أنا لا أفهم شيء!

صاحت ليلى بنفاذ صبر وهي تقول:

-يا رجل إلى أين سيكون؟ إلى منزلي بالتأكيد، هيّا هيّا أسرع نحن في انتظارك.

بعدما أنهت كلماتها اغلقت الهاتف بوجهه دون أن تعبأ به.

القى الآخر الهاتف على الفراش ساببًا إياها، وكان على وشك الذهاب للمرحاض، استمع لصوت رنين هاتفه مرة أخرى.

امسك الهاتف بين يديه ليراها هي تتصل ايضًا، صغط على زِر الإجابة وقبل أن يتحدث، سبقته ليلى بالحديث وهي تقول:
-سمعتك وأنت تسبُني مرة ثانية، سأخبر الله بِـ كُل شيء.

ضحك أرغد هذه المره رغمًا عنه، لتتسع ابتسامة ليلى وهي تقفز بسعادة لنجاح خطتها، فَـ قد فعلتها واستطاعت اضحاكه.

هتف أرغد بابتسامة مرحة:
-هل احد جعلك بلاءٌ فوق رأسي يا هذ؟ ارحميني قليلًا

ضحكت ليلى بصوتها كله مجيبة عليه، بعدما جلست بجانب شقيقتها وفتحت مكبر الصوت:
-تنكر أنه أجمل بلاءٌ كان؟

هز رأسه بيأس مع ضحكاته الرجولية قائلًا:
-أجمل بلاءٌ يا ليلتي، هيَّا اذهبي صرتِ ثرثارة جدًا، نحن غدًا لدينا عملٍ شاق يجب أن نستيقظ مبكرًا.

نظرت ليليانا لشقيقتها بتعجب، تحاول أن تتذكر أين سمعت تلك النبرة من قبل! فَـ هي تشبه على هذا الصوت، تشعر وكأنه سمعته من قبل ولكن أين لا تتذكر!

هتفت ليلى بجدية:
-غدًا لدي اختبار ايضًا ستذهب شقيقتي ليليانا بدلًا مني، أرغد هيَّا تعال الآن أنا في انتظارك.

-لماذا أأتي؟ أنا لا أفهم حقًا يا ليلى؟
قال أرغد تلك الكلمات بتعجب.

هتفت ليلى سريعًا بعدما ركضت نحو غرفة والدتها التي كانت على وشك النوم:
-تفضل أرغد أمي تريد أن تتحدث معك.

ولم تعطيه فرصة للرد، فَـ قد كانت وضعت الهاتف على اذن والدتها التي تفاجئت بِـ فعلتها تِلك.

رمقتها ناريما بنظراتٍ حارقة متوعدة، استقبلتها ليلى بأخرى آسفة، وهي تمنع ضحكاتها التي كادت تنفلت منها دون إرادتها، لتقول بعدها موجه حديثها لِـ أرغد:
-السلام عليكم بُني، كيف حالك؟

ابتسم أرغد بخفة، ليجيب إياها قائلًا:
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أُمي، أنا بخير والحمدلله، كيف حالك انتِ وحال صحتكِ؟

هتفت ناريمان بحنان أمومي:
-دائمًا ان شاء الله، الحمدلله بفضل الله في تحسن.

أشارت لها ليلى بيديها بمعنى أن تخبره بشأن الغرفة، لترمقها ناريمان بنظراتٍ غاضبة بمعنى "اصمتِ" ثم قالت بعدها لأرغد بهدوء:
-نحن لدينا غرفة في منزلنا في الأعلى يا أرغد، وأخبرتني ليلى بأنك بحاجة إلى غرفة تمكث فيها لبعض الوقت، فَـ استطاعت هي وشقيقتها الكُبرى في تجهيزها لك في أحسن وجه.

رسم أرغد ابتسامة خفيفة على ثغره، وهو يشعر بالحرج الشديد من هذا الموقف الذي وضعته فيه ليلى، ليقول بعدها:
-ليس لديه داعي أمي، أنا حقًا اشكركم لاهتمامكم بشأني، ليلى دائمًا تضعني في مواقف محرجة كهذه، أخبريني ماذا أفعل بها؟

ضحكت ناريمان ومن قوة ضحكها سعلت قليلًا، لتقترب منها ليليانا بقلق تتناول الكوب الممتلئ بالماء من أعلى الكمود، ثم تناولها إياه وهي تهتف بحنان ممزوج بالقلق:
-أمي، أشربي قليلًا.

على الجانب الآخر

استمع أرغد لذاك الصوت المألوف بالنسبة له، محاولًا التذكر أين سمعه يا ترى!

حرك رأسه بعدم اهتمام خارجي قائلًا:
-سلامتك أمي، شفاكِ الله وعفاكِ.

اخذت ليلى الهاتف من بين يدي والدتها لتتحدث معه هي قائلة:
-تعال أرغد هيَّا.

حرك رأسه بموافقة وكأنها أمام نظره قائلًا:
-حسنًا ليلى.

اغلق مع ليلى ليلقي الهاتف أعلى فراشه، ناهضًا ليقوم بتجهيز اغراضة كي يستعد للذهاب.

قفزت ليلى بسعادة، وهي تلقي كلماتها على والدتها، وشقيقتها المحتضنة والدتها:
-سيأتي الآن يا حلوات.

قوست ليليانا حاجبيها بتعجب من سعادة ليلى المبالغ فيها من وجهة نظرها، ثم من قالت:
-ما بكِ ليلى، اراكِ تُبالغين قليلًا في حماسك! هيّا اذهبي؛ لتستقبلين رفيقك يا فتاة، أنا سأخلد إلى النوم.

وقبل أن تستمع لرد أي أحد كانت قد ذهبت من أمامهم، ذاهبة إلى غرفتها المشتركة بينها هي وشقيقتها.

نظرت ليلى لوالدتها بتساؤل قائلة:
-ما بها ليليانا أمي؟ أشعر أن بها خطب ما.

هزت ناريمان كتفيها بجهل قائلة:
-لا أعرف ليلى، ساعديني هيّا في النهوض لأرى رفيقك ونستقبله.

في منزل أمير والد أرغد.

صاح أمير بغضبٍ، وهو يلقي نظراته الساهمه على أبنائه، الذين يقفون أمامه بضيق ظهر من نبرة صوته:
-أين اختفى هذا العاطل، يهرب مني، يظنني سأغير قراري بزواجه من ابنة عمه؟

هتف أوس بهدوء خارجي:
-أبي، أرغد كبير وناضج بما يكفي، ليتصرف ويأخذ قراراته بمفرده.

سخر أمير من كلمات أوس مجيبًا عليه بنفس غضبة:
-لحظة، من الذي يعرف كيف يتصرف؟ أنه لا يعرف أن يفعل أي شيء في هذه الحياة، ليس منه فائدة في اي شيء.

أدمعت أعين توليب من قساوة كلمات والدها على شقيقها الغائب، فَـ هو دائمًا هكذا، يسخر ويهين أبنه الأكبر جاهلين عن السبب.

اغمضت عينيها بقوة مانعة دموعها من الهطول، لتقول بعدها بهدوء:
-أبي، لِمَ دائمًا تُقسي على أخانا أرغد؟ هو لم يفعل شيء، أنت دائمًا تقوم بجرحة وإهانته، أبي أرغد مثلنا إبنك كما نحن ابناؤك، أنت دائمًا تغصبه على أشياء لا يريدها، لِمَ لا تفعل معنا نحن اذن مثله؟

لِمَ تُفرق بينُنا أبي، لِمَ لا تغصب أوس على الزواج من ابنة عمي رأفت؟

رمقها أمير بنظراتٍ حارقة ممتزجة بغضبٍ أسود، ليقترب منها بخطوات سريعة تُعبر عن غضبه، ثم قال بعدُها:
-كيف تتجرأين على التحدث معي بتلك الطريقة يا فتاة؟ نسيتِ أنني والدكِ؟ اذن عليّ أن اذكركِ بذلك، من الواضح أنكِ تعلمتِ من أرغد ذاك المتخلف قلة الحياء.

سالت الدموع على وجنتي توليب بحزنٍ من طريقة حديث والدها وكلماته الجارحة، لتنظر للأرض دون أن تجيبه، ليقول أوس الذي يتابع ما يحدث بينهما باختناق، وغضب جاهد لِكتمه ونجح بالفعل.

ليقول بعدها مصطنعًا الهدوء الخارجي ناهيًا هذا النقاش الحاد:
-أبي، أنا سأتحدث مع أرغد لأعلم أين هو، هيَّا تولي تعالي معي.

هتف أمير بقسوة وغضب:
-أتمنى أنك تستطيع أن تجعله يعود لرشده، وأنا عندما أراه سيكون لي معه تصرف ثاني.

حرك أوس رأسه بنفس هدوءه، ليمسك بيدي شقيقته ذاهبًا بها نحو غرفتها، ليروا حل لذلك المأزق.

نعود مرة أخرى إلى منزل ناريمان والدة الفتيات.

اقترب أرغد من ناريمان، التي نهضت عن مقعدها بمساعدة ابنتها ليلى مصافحًا إياها بإحترام.

ربتت ناريمان على يديه بحنان قائلة له:
-أنرت منزلنا المتواضع بُني.

ابتسم أرغد بحبٍ كبير لها، نعم أول مرة يراها وجهًا لوجه مسبقًا ولكن يعرفها من كثرة حديث ليلى عليها، اجابها بإحترام وحُب:
-منير بوجودك أمي، سلمتِ.

اقتربت منه ليلى مصافحة إياه بطريقة مرحة، وهي تقول بمرحها المعتاد:
-تأخرت كثيرًا يا رجل، أجلس سأتطوع وأفعل لكَ شيء لتشربه.

نظرت لها ناريمان بغيظ من قلة ذوقها لتقول مستفزة إياها:
-ستفعلين غصب عنكِ، هيَّا اسرعي يوجد ليمون بالثلاجة، افعلي له عصير ليمون طازج.


ضحك أرغد بأسى من تصرفات ليلى الطفولية، ليقول بعدها بجدية:
-أخبرتني ليلى بأنكِ مريضة، كيف حالك الآن، تنتظمين على الأدوية التي دونها لكِ الطبيب؟


ابتسمت ناريمان بهدوء وهي تجيبه:
-الحمد لله يا بُني، نعم انتظم هو لا يوجد ادوية كثيرة ولكن اهمهم هذا البخاخ الذي يجب دائمًا يكون معي.


تساءل أرغد بهدوء:
-مريضة بالربو صحيح؟


اومأت ناريمان بنعم ليقول أرغد بعدها:
-هذا المرض يكون أكثر شيء لدي الأطفال، الذين لم يتعدى عمرهم العشر سنوات، نادرًا عندما يكون للبالغين، كان لدى ابن صديق لي وللأن مصابٌ به للأسف:
-يجب عليكِ أن تستمري على دواء البخاخ أهم شيء، ولا تتعرضي للأتربة والتلوثات، والأهم اجعلي ليلى بعيدة عنكِ.

في تلك الأثناء أتت ليلى لتستمع لأخر كلمات أرغد، سارت بخطوات سريعة غير عابئة بصينية المشروبات التي بين يديها، ثم من وضعتها على المنضدة الصغيرة بعدما اندلق نصفها تقريبًا.

قائلة بغضب مضحك وهي ترمقه بنظراتها الشرسة:
-ماذا تقصد أنت يا رجل؟


غمز لها أرغد بمرح ليثير استفزازها قائلًا:
-لا أقصد شيء عنايات حبيبتي، أنا امزح فقط، انظري كيف قُمتي بدلق نصف كأس العصير؟


امسكت ليلى بكأس العصير خاصتها، وخاصة أرغد، وتركت على الصنيه فقط كأس والدتها، ثم قالت بشراسة مضحكة:
-من قال أنني سأجعلك تشرب منه؟ الحق عليّ؛ لأنني قُمت وأتعبت قدمي ويدي وأنا أفعل لك المشروب.


نظر أرغد بساعة يده ليجدها قد تعدت العاشرة مساءًا، ليقول باستئذان بعدما اقترب من ليلى والتقط كأس العصير خاصته متجرعا إياه في توقيت واحد:
-عليّ الذهاب الآن؛ لأن لدي عمل مبكر، استأذنكِ أمي.


ابتسمت ناريمان بحنانها المعتاد قائلة:
-إلى أين ستذهب إبني أرغد؟ أخبرتك أننا قد جهزنا لكَ غرفة في الأعلى ستمكث فيها، وأتمنى انها تنال اعجابك.


هتف أرغد:
-لِمَ هذا التعب أمي، ليس كان لديه لزوم والله.


هتفت ليلى بمرح وهي تلكزه أعلى ذراعة:
-لا تتحدث هكذا يا رجل فَـ نحن أخوه.

هتفت ناريمان بابتسامة بشوشه ملقيه كلماتها إلى ابنتها ليلى:
-اذهبي ليلى معه إلى الأعلى؛ لتريه الغرفة.


وضعت ليلى كأس العصير على الطاولة بعدما تركته ايصًا، لكنها أخذت الخاص أرغد لتضعه قائلة:

-هيَّا تعال معي أرغد، متأكدة ستنال اعجابك وبشدة.

هتفت أرغد بجدية قبل أن يذهب:
-أمي لدي شرط قبل.


قوست ناريمان حاجبيها بتعجبٍ قائلة:
-تفضل بُني أخبرني، ماهو شرطك؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي