الفصل الحادي عشر

تذكر في الصباح عندما أخبرته انها تكون شقيقة  ليلى صديقته.

"عودة لوقت سابق".

-تمزحين أنت صحيح؟
خرجت تلك الكلمات من فوه أرغد بصدمة وعدم تصديق.

ابتسمت ليليانا باصطناع قائلة:
-ومن أنت لأمزح معه؟ لا يوجد بيني وبينك شيء؛ لأمزحك معك.

نظر لها بغيظٍ من لسانها السليط ليقول:
-لا اعرف لماذا أشعر انكِ لا تحتميليني، وكأنني قتلت لكِ قتيلًا! ما بكِ هكذا تخانقين ذباب وجهك؟

نظرت له بضيقٍ  مجيبه عليه:
-تشعر؟ لا تأكد من ذلك يا سيد، أنا بالفعل لا اتحملك.

ابتسم لها باصفرار ليقول بنبرة مغلفة بالاستفزاز:
-وأنا لا اجلس فوق قلبكِ كي تتحمليني أو لا يا جميلة.

رمقته بنظرات مشتعلة بالغضب الأسود ولم تجيب عليه، لتتركه وتذهب أمامه وهو خلفها حاملًا العربة بإبتسامة متسعة مستمتعة باستفزازها.

فاق أرغد من شروده على صوت رنين هاتفه، ليتمسك به ناظرًا للشاشة؛ كي يعلم هوية المتصل ولم يجده سوى شقيقة أوس فَـ لا يوجد غيره يسأل عليه.

زينت ابتسامة  هادئة ثغره ليجيب عليه قائلًا:
-مرحبًا عزيزي أوس.

اجابه أوس عبر الهاتف:
-مرحبًا أخي، أنا تحدثت مع نورسين وأخبرتني أنها ستأتي معنا.

نظر أمامه نحو الدرج، ليري شقيقته تهبط الدرج بسرعة على عجلة، ممسكة بين يديها بِـ قفصٍ من الحديد متوسط الحجم يحتوي على العصافير خاصة أرغد، ليقول موجهًا حديثة لشقيقه:
-ها هي توليب قد إنتهت، سنذهب لنحضر نورسين أولًا ثم نأتي اليكِ، حسنًا أخي؟

اعتدل أرغد في جلسته محركًا رأسه بموافقة وكأنه أمام نظره يراه، ليقول بتذكر: لا تنسى عصافيري أوس، أهم شيء فهمت، هيَّا تعجلوا أنا بانتظاركم.

ضحك أوس بمرح ليقول:
-لا تقلق قد احضرتهم توليب أول شيء.

ابتسم أرغد باتساع وهو يقول بمرح:
-حبيبة اخاها عزيزتي تولي، أخبرها أنني سأحضر لها شوكولاتة من نوعيتها المفضلة.

ضحك أوس مرة أخرى ليجيب عليه ثم يغلق معه مخبرًا إياه بأنه لن يتأخر عليه، وسيأتي في  بعدما يمر على بيت عمه ليجلب حبيبته نورسين.

وبالفعل وصل أوس إلى منزل عمة في وقت قياسي،  ليترجل من السيارة هو وشقيقته توليب، بعدما تركت قفص العصافير بالسيارة.

طرقوا الباب عدة طرقات متتالية، لتفتح لهم  نجلاء والدة توليب بعد عدة دقائق قصيرة، رحبت بهم كثيرًا محتضنه أوس بشوق وحب صادق قائلة:
-أوس حبيبي، متى عُدت؟ اشتقنا لك كثيرًا يا أوس طال غيابك هذه المرة، جيد إنك عدت.

ابتسم لها أوس بحب لا يختلف عنها مجيبًا عليها باحترام:
-منذ وقت قصير خالتي نجلاء، وأنا اشتقت اليكِ أكثر، اخبريني كيف حالكِ وحال صحتكِ؟ اعذريني خالتي دون إرادتي والله؛ بسبب دراستي وأشغالي أيضًا.

ربتت نجلاء على كتفه بحنان وابتسامة سعيدة به وبرؤيته تُنير وجهها، لتقول له:
-وفقك الله حبيبي أوس، أنا بخير نشكر الله.

انهت كلماتها لتوجه حديثها لِـ توليب قائلة بحنان:
-صغيرتي تولي كيف حالك يا جميلة، لِمَ لم تأتين؟

ابتسمت لها توليب برقة قائلة بأسف:
-أنا بالف خير خالتي الحمدلله، اسفة حقًا على تقصيري في زيارتكم.

في تلك الثناء أتت نورسين، التي كانت ترمق أوس بنظرات عاشقة، من أول هبوطها الدرج حتى وصلت إليهم، لتلقي بعدها التحية قائلة:
-مرحبًا يا رفاق، أنا قد انتهيت، نذهب؟

ابتسم لها أوس وهو يرمقها بنظراتٍ عميقة حنونه ليقول:
-نعم هيَّا بنا.

هتفت نجلاء بتعجب متسائلة يحزن من ذهابهم السريع:
-إلى أين ستذهبون نورسين؟ انتظروا قليلًا؛ لنجلس سويًا أنا افتقدكم كثيرًا.

احتضنها أوس بحنان وهو يربت على ظهرها قائلًا بوعد:
-لا تزعلين خالتي، سنعود لكِ مرة ثانية صدقيني، توليب تريد أن تتسوق قليلًا، فقررت أن أأخذها هي ونورسين سويًا.

حركت نجلاء رأسها بتفهم مجيبه عليه:
-حسنًا حبيبي أوس افعلوا ما تحبون، على وعدك سأنتظركم في يومٍ قريب.

احتضنتها توليب بقوة مرحة قائلة:
-لا تقلقي ستأتي اليكِ حتى تشعرين بالكللِ منا.

ضحكت نجلاء بارتفاع قائلة:
-تأتون بأي وقتٍ تُنيروا قلبي قبل منزلي.

صافحها أوس بحب شديد فَـ هو يحترمها ويحبُها كثيرًا، ليودعوها الثلاث ثم يذهبون تجاه سيارة أرغد التي يستقلها أوس، جلست توليب سريعًا بالخلف قائلة بمكرٍ:
-اجلسي انتِ نور في الامام فَـ لا يوجد مكان في الخلف للأسف، أضع صندوق العصافير وكما تعلمين كم هو كبير نسبيًا، وأيضًا موجودة الحقيبة الخاصة بِـ أرغد أضع بها ملابسة وغيره.

رمقتها نورسين بنظرات غاضبة بعدما تفهمت مغزى حركتها، لتجلس في الإمام مضطرة، ليبدأ أوس بالقيادة وهو ينظر أمامه بإبتسامة مستمتعة.

قام أوس بتشغيل اغنية رومانسية لتصدح بارتفاع في السيارة، اختطف نظراتٍ سريعة لِـ نورسين التي تنظر أمامها شاردة الذهن بكلمات الأغنية، متذكرة لحظاتها السعيدة بينها وبين أوس.

مال أوس برأسه منها قائلًا بنبرة مغلفة بالمكر مع ابتسامة سعيدة:
-بماذا شاردة؟ شاريين أفكارك نور ظلمتي.

ظهرت ابتسامة رقيقة على ثغر نورسين لتُنير وجهها، كالقمر الذي يُنير السماء كاحلة السواد، لتجيب عليه برقة:
-شاردة بك أوس، تحب أن اشاركك؟

القى نظرة سريعة على شقيقته توليب عبر المرآه الامامية، ليجدها ممسكة بهاتفها تبعث به باهتمام، ليقول بعدما نظر للطريق أمامه:
-أحب وكثيرًا، استمع لكِ.

ابتسمت نورسين بحنان وشوق لتلك الذكريات القديمة، لتقول:
-تتذكر في السنة الماضية، عندما قام أحد الأشخاص بالتغزل بي في الشارع وأنا عائدة إلى منزلي، وبالصُدفة أنت كنت عائد من سفرك الذي غبت فيه لفترة ليست بقصيرة، ولسوء حظي حينها قابلتني بهذا الشارع وأنا أسير متحاشية النظر للفتى، لتذهب أنت له وتنقض عليه تبرحه ضربًا حتى تاب.

ابتسم بخفة لتلك الذكرى قائلًا بتساؤل:
-ولِمَ من سوء حظك؟ كنتِ تُريدين مني أن أذهب واصفق له بتشجيع وأنا أراه يتغزل بحبيبتي؟

كانت نورسين على وشك أن تجيبة، ولكن الآخر لم يعطيها فرصة للاجابة، فقد قرب وجهه من وجهها سريعًا قائلًا بجدية حانيه:
-لا أحد مسموحٌ له بأن يتغزل بكِ غيري، أنا فقط فهمتِ؟

أنهى كلماته الحاسمه معتدلًا سريعًا لينتبه للطريق أمامه بعدما القى لها قبلة في الهواء.

رأته توليب وهو يلقي لها قبلة في الهواء لتهتف بمرح ممتزج بالخبث:
-اكملوا اكملوا ما تفعلون كأنني لست موجودة، ولكن انتبه أوس قليلًا للطريق، أنا لست مستغنية عن روحي.

انفجر أوس ضاحكًا بقوة على كلمات توليب، لينظر لِـ نورسين التي اصطبغ وجهها بحمرة الخجل من شدة حرجها، ليقول أوس موجهًا حديثه لشقيقته عبر المرآة:
-لا تقلقي حبيبة اخاكِ، أنا منتبه جدًا للطريق، سأتصل بِـ أرغد؛ ليخبرني العنوان بالضبط.

اومأوا له بموافقة ليمسك الآخر بهاتفة بعدما اعلق الأغنية، ثم قام بالإتصال عليه منتظرًا اجابته.

لم تمر ثواني وأجاب عليه أرغد قائلًا:
-ها أوس، أين أنتم؟

زفر أوس بهدوء قائلًا:
-في الطريق أرغد، أخبرني العنوان بالضبط؛ لكِ نأتي اليكَ.

نهض أوس عن فراشه ليلتقط قميصه من جانبه مرتديًا إياه على عجلة، وبعدما انتهى قال:
-تعالي عند مسجد التوحيد الكبير وأنا سأأتي إليك هناك، حسنًا؟

وافق أوس ليقول بهدوء:
-حسنًا أخي، هيّا نحن قد اقتربنا على هذا المسجد، تعال انت.

اغلق أرغد مع شقيقه ليهبط الدرج سريعًا متوجهًا نحو المسجد الذي اخبرهم به.

أوقف سيارة أُجرى ليستقلها مخبرًا السائق بالعنوان، لم يكن المسجد بعيدًا بكثير، ولكن أراد أرغد أن يذهب بسيارة ليصل في أسرع وقتّ.

وبالفعل وصل أرغد إلى المسجد الذي اخبرهم به قبلهم، هبط من السيارة ليعطي للسائق أجرته شاكرًا إياه.

لم تمر لحظات حتى رأى سيارته الحبيبة تقترب منه، سار قليلًا بتجاههم، ليهبط أوس من السيارة سريعًا متوجهًا ناحية شقيقه، احتضن الأخوة بعضهم بعض بقوة واشتياق كبير بعد فراق دام لفترة ليست بهينه.

ادمعت أعين كُلًا من توليب ونورسين بتأثرًا من هذا الموقف الحساس، فَـ الجميع يعلم كم أرغد وأوس مقربين من بعض، لا يتفارقون أبدًا ويشيرون بعض في كل كبيرة وصغيرة.

اقتربت منهم توليب بحزنٍ، لترفع ذراعيها محاصرة الاثنين بقوة و تدفن رأسها بينهم بطريقة لطيفة ابتسموا هم عليها، لتقول بدموع:
-لا أريد أن نفترق أبدًا، اعدوني بأنكم ستكونون معي وبجانبي دائمًا.

احتضنها الاثنين بحنان اخوي قائلين بصوت واحد:
-لن نفترق أبدًا ان شاء الله تولي حبيبتي.

ابعدت توليب رأسها عنهم ناظره لِـ نورسين التي كانت تتابعهم بصمت، لتقول بإبتسامة مرحة:
-تعالي انتِ ايضًا نور، فَـ انتِ لستِ غريبة علينا.

نظر أرغد لِـ نورسين بمرح ليقول لها  بمزاح:
-زوجة الغفلة، تعالي انتِ.

سارت نورسين نحوهم بخطوات سريعة وكأنها كانت تنتظر أن يأذنوا لها، لتحتضنهم ايضًا مع توليب بحيث صار الاربعة يحتضنون بعضهم البعض، لتقول نورسين بغيظٍ بعدما لكزت أرغد أعلى كتفه:
-لا أعرف أين كان تفكيرهم عندما قرروا بأن يختارونك انت زوجًا لي، لا أفهم بماذا قصّر أوس معهم؟

ضحك أوس بصوته كله قائلًا لها بمزاح:
-اظن أنهم كانوا اعمياء حينها، لا تقلقي عزيزتي سنحاسبهم.

هتف أرغد ممازحًا إياهم وهو ينظر للماره الذين ينظرون لهم بتعجبٍ من احتضانهم لبعضهم كل هذه الفترة:
-الناس ستفهمنا بطريقة سيئة، ابتعدوا أراكم أحببتك الأمر، سيشكون في أمرنا.
أنهى كلماته وهو يضحك بمرح ليشاركونه الثلاث.

ابتعدوا عن بعضهم لتقول توليب فجأة  بصوت مرتفع أفزع أرغد:
-أرغـــد.

صاح أرغد بفزع وهو يقفز من مكانه بطريقة مضحكة قائلًا:
-لم أفعل شيء اقســم.

ضحكوا الثلاثة عليه بقوة من انتفاضة لتقول توليب من بين سيل ضحكاتها:
-أحضرت لكَ أبناءك وأحفادك يا رجل.

ابتسم أرغد باتساع قائلِا بلهفة واشتياق لعصافيره:
-اقسمي؟ توليب حقًا يا لكِ من اختٍ ولا اروع منها.

ذهبت توليب ناحية السيارة لتصعد إليها؛ كي تأتي بقفص  العصافير.

سار أرغد نحوها سريعًا عندما رآها تمسك بالقفص بين يديها، ليأخذه منها بلهفة واشتياق محتضنًا القفص بحنان وكأنهم بني آدميين.

هتف أرغد باشتياق محدثًا عصافير وهم ينظرون له بنظراتٍ متأثرة مضحكة: اشتقت إليكم كثيرًا ابنائي وأحفادي.

ضرب أوس على ظهره بمزاح قائلة بسخرية:
-أين العصفورة الأم سيد أرغد؟ كيف لم تأتي وتأخذك بالأحضانِ، فَـ أنت قد غبت عليها هي وابناءك وأحفادك مدة ليست بقصيرة ايضًا.

اكملت نورسين عن أوس بسخرية مرحة:
-اذا كنت أنا بمكانك لكنت أخذت موقفًا كبيرًا، لكان لي تصرف آخر.

ضحكت توليب باستمتاع داخله معهم في هذه الدراما لتقول:
-كل الحق لكم يا رفاق، لا لا لقد خرج عن طوعه، يبدو أنه لا يُجيد التحكم بالأمر.

نظر لهم أرغد بنظرات حانقة غير راضية أبدًا بتصرفاتهم، وكلماتهم التي لمس فيها استهزائهم عليه، وكان على وشك أن يجيبهم معنفًا إياهم، لفت نظره تلك الفتاة التي تناول للمارة شيء ما جهل عن معرفته.

قوس حاحبيه بتعجبٍ، عندما علم هوية الفتاة والتي لم تكن غير ليليانا، تلك الفتاة التي يستمتع بإثارة حنقها واستفزازها.

رأى ايضِا ليلى تفعل مثلها، توقف الناس المارين بالشارع، وتناولهم شيء ما مبتسمه لهم بهدوء.

نظروا كلًا من أوس ونورسين وتوليب حيث ينظر أرغد، ليجدوه ينظر لهؤلاء الفتيات باهتمام شديد من أدى إلى تعجبهم.

رأى أوس احداهم تقترب منهم وعلى ثفرها ابتسامة لطيفة لتناول كل شخص ورقة ما قائلة:
-حظ سعيد.

عرفها أرغد سريعًا فَـ هذه نفسها الفتاة التي وجدها في منزل ليلى، اخذ منها الورقة بإبتسامة مجامله ليقوم بفتحها بفضول لمعرفة ما تحتوية الورقة والذي لم يكن سوى:
-يجب أن يكون إحساسك إيجابيًّا مهما كانت الظروف، ومهما كانت التحديات، ومهما كان المؤثر الخارجيّ.

ابتسم أرغد بإعجاب شديد بهذه العبارة لينظر لشقيقة الذي كان سيفتح ورقته ايضًا ليقول له بمرح:
-أشعر وكأنها إشارة!

ضحك أوس على كلماته ليفتح هو ايضًا ورقته قارءًا ما مدون عليها:
-لا تيأس فَـ خزائن الله أكثر من حاجاتك.
ابتسم أوس بعدما قرأها متنهدًا براحة، داعيًا ربع بداخله على أن يكون القادم أفضل بكثير.

هتف أرغد لِـ نورسين وتوليب قائلًا:
-اخبرونا ماذا وجدتم بها؟

فتحت نورسين ورقتها لتبدا بالقراءة بصوت مرتفع قائلة:
-لن يحملك الله ما لا تطيقه لذلك أنت دائمًا تستطيع.

نظر لها أوس بحب قائلًا:
-بالفعل انتِ دائمًا تستطيعين نوري.

ابتسمت له نورسين برقة لتقول موجه حديثها لِـ توليب:
-وأنتِ توليب ما مكتوب لكِ؟

اتسعت ابتسامة توليب بإعحاب شديد بالذي مدون له، قائلة:
-أطلق مشاعرك لجمال الحياة، فحياتنا قصيرة ولا يجب أن نضيع لحظات في التفكير في القيل والقال، دع الخلق للخالق، وأمشي مطمئن بين الأنام.

انهت قرائتها ليقول أرغد:
-أحببت كثيرًا.

نظر أمامه باحثًا عنها بلهفة، ليراها بالفعل توقف الناس بالشارع، وتعطيهم إحدى الأوراق متمنية لهم حظٍ سعيد.

وجد ليلى تفعل مثلها ايضًا تقترب منه بعدما لمحته من بعيد لا يعرف كيف، ابتسم بيأس ليراها تكض نحوه باستعجال قائلة:
-أرغوده ماذا تفعل هنا؟

توجهت جميع الأنظار نحو أرغد، وعلى وجههم علامات الاستفهام، متسائلين من هذه، ومن أين تعرفك، وما هذا اللقب الذي تنعتك به؟

نظر لها أرغد بغيظ كبير من قولها لهذا اللقب الذي يمقته وبشدة، ليتحمحم ثم من يقول بإبتسامة متوعدة لها:
-هذه صديقتي ليلى، تعمل معي في المتجر.

ابتسمت لهم ليلى باتساعٍ قائلة:
-مرحبًا، أنا أسمى ليلى صديقة أرغوده، أخبروني من انتم وبما تقربونه لصديقي؟

ضحكت توليب ومعها نورسين على لقب أرغد الجديد عليهم، لتقول توليب معرفة نفسها بضحك لم تستطيع كتمه:
-تشرفت بمعرفتكِ ليلى، أنا اسمي توليب وإنا تكون شقيقة صديقك أرغوده.

أشارت نورسين على نفسها قائلة بمرح:
-وأنا أسمى نورسين يختصرونه بِـ نور وأنا أحبه، اكون ابنة عم أرغد.

توسعت حدقتي ليلى بصدمة لتنظر لِـ نورسين بإعجاب لمع بعينيها قائلة:
-لحظة واحده، لا تقولين انكِ انتِ نفسها زوجة الغفلة التي يجبرون عليها أرغوده صديقي؟

صمتت لبرهة تحت صدمتهم بكلماتها المضحكة لتكمل هي موجهة حديثها لأرغد بغيظٍ غير عابئة بنظراتهم لها:
-أأنت أعمى يا رجل؟ أترفض كل هذا الجمال؟ سحقًا لكَ ولأمثالك يا أخي، أنا لا اظنها حقًا بكل هذا الجمال، اذا كنتَ مكانك لكنت تزوجتها دون تفكير لحظة واحده حتى، آه انتم الرجال.

اقترب أرغد منها مكممًا فمها بغيظ كبير قائلًا:
-اصمتِ اصمتِ، لا شيء يثبت بفمكِ أبدًا.

انفجر الجميع ضاحكًا متفاجئين من تلك الفتاة غريبة الأطوار، لتقول نورسين بدراما:
-اخبريه ليلى، كيف أتت له الجراءة يرفضني أنا فتاة يركض خلفي جميع الرجال متمنيين نظرة مني فقط، وهذا الأبله الذي لا يفهم أي شيء يرفضني ببردو.

قال أرغد بغيظ أكبر عن ذي قبل وهو يرمق نورسين بنظراتٍ حارقة قائلًا بندم؛ لأنه احضرهم إليه:
-أنا السبب، أنا من فعلت كل هذا بنفسي، أنا المخطئ.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي