الفصل الثامن

بعد خروجها من المنزل خاصتهم توجهت نحو مقعده الذي يجلس عليه بخطوات بطيئة خافته؛ كي لا يشعر بها.

أخذت تنظر خلفها من حين لأخر تطمئن أن لا أحد من والديها يراها، تشعر بقلبها سيقفز من محله؛ بسبب خوفها المبالغ فيه.

عندما اقتربت من مقعده والآخر يعطيها ظهره غير شاعرًا بها من الأصل، فقد كان شاردًا في عالم آخر، عالم لا يوجد فيه سواهما متذكرًا أوقاتهم الماضية سويًا، وطفولتهم البريئة.

وضعت يدها على كتفه رابته عليه برقة، ثم من سارت خطوتين للأمام بحيث تكون مقابله أمام انظاره.

رسمت ابتسامة رقيقه على ثغرها، ليبادلها الآخر بأخرى متسعة حنونه مغلفة بالأمان، لينهض عن مقعدة قائلًا بنبرة سعيده وكأنه قد خرج للتو منتصرًا من معركة استنفذت كل طاقته:
-لقد كنت اعلم أنني لن اهون عليكِ، وكنتِ ستأتين لرؤيتي، وها أنا ذا قد صدق حدسي.

أنهى كلماته وهو يُلقي جسده بداخل احضانها، مشددًا على حضنها بقوة وهو يستنشق عبيرها بشوق، مرددًا باشتياق كبير:
-تأخرتِ في الهبوط ولكن لا يهم، المُهم انكِ اتيتِ، اشتقت اليكِ كثيرًا نوري.

شددت نورسين من احتضانه لها، ناسية خوفها وقلقها الذي كان متمسكًا بها منذ لحظات، لتقول ببكاء:
-لست أكثر مني أوس، افتقدك وبشدة، إلى متى سنظل هكذا أوس إلى متى؟

صمتت لبرهة ماسحة وجهها الممتليء بالدموع بقميصة بطفولية، ليقول الآخر بغيظ وهو مازال محتضنها:
-ما هذه الأفعال نوري؟ انظري كيف لطختي ثوبي بدموعك، اخبريني وما ذنب ثوبي الجديد بكل هذا؟

رفعت رأسها لتنظر إليه بضحكة خفيفه يظهر عليها المرح وهي تقول بترقب:
-ألديك اعتراض أوسي؟ أنا مسموحٌ لي أن أفعل ما أحب.

وضع أوس رأسها أعلى صدره محتضنًا إياها وهو يقول بحب:
-انتِ لديكِ الحق بأن تفعلي أي ما شئتي نوري، فِداكِ الثوب وصاحبة أميرتي.

تحمحمت بحرج لتدفن رأسها بصدره دون أن تجيبه، تريد فقط أن تنعم وتستمتع بهذا الشعور الذي يراودها دائمًا بقربه، اخذت تمسح على ظهره برقة، والآخر ساندًا ذقنة أعلى رأسها مغمضًا عينيه في هدوء تام.

بعد فترة ليست بقصيرة من الصمت، تحدثت نورسين بقلق ممتزج بالخوف من القادم:
-أوس.

فتح عينيه ليبعد ذقنه عن رأسها ناظرًا إليها وهو يقول بحب:
-ماذا يوجد حبيبتي؟

ابتلعت غصتها بخوف وهي تقول:
-ماذا سنفعل أوس بهذه الورطة؟ الوقت يمر ونحن بِـ اماكِنُنا لم نتحرك بعد!

تنهد بحرارة ليقول بعدها:
-انتظري نورسين، سأتحدث معكِ أنا ونحدد موعدٍ في يوم ما نتقابل فيه، لنفكر ماذا علينا فعله، ولا تقلقي حبيبتي لن اسمح لهذه المهزلة بأن تحدث، حتى أرغد لن يسمح بذلك، أرغد يعرف كم أنا أحبكِ ولن استطيع أن اتخلى عنكِ؛ ولهذا السبب ترك المنزل بعدما تشاجر مع أبي الذي كان يجبره على الزواج منكِ.

شعرت بالحزن الشديد على أرغد صديقها وأبن عمها، لتقول بإبتسامة باهته:
-أرغد لا يستحق كل هذا أوس، أنا اعدك بأنني سأفعل اكثر من جهدي لأمنع هذا الزواج.

مسح أرغد على خصلات شعرها بحنان مجيبًا إياها:
-اخبري والدتكِ نورسين، والدتكِ بالتأكيد لن ترضى بأن يجبركِ والدكِ على شيء،هي تحبكِ كثيرًا.

ابتعدت عنه قليلًا لتنظر للاشيء قتئلة بحزنٍ ودموع على مشارف الهبوط:
-أوس أمي ليس بوسعها فعل شيء، أمي تحب أبي كثيرًا وللأسف بسبب حبها له لا تستطيع فعل شيء، لا تستطيع أن تقف أمام وجهه معارضه إياه من أجل ابنتها الوحيدة، أنا أعرف أنها تُحبني وكثيرًا، ولكن ليس أكثر من حبها لأبي، أنا منزعجة من أمي كثيرًا يا أوس، كنت اتمنى فقط هذه المره أن تقف معي ولا تتركني وحيدة، أنا احتاجها بجانبي، احتاجها معي لا ضدي وأجباري على شيء أنا لا ارغبه، فقط بسبب أنها لا تريد أن تكسر كلمة لأبي.

انهت حديثها وهي تنفجر باكية بخذلانٍ معتاد عليها من والدتها هذا ما اتضح!

احتضنها أوس بشدة رابتًا على ظهرها بحنان ونبرته الدافئة كان يخبرها:
-نوري حبيبة روحي، اهدأي عزيزتي أنا معكِ وبجانبكِ لا تضايقين نفسك، والدتك ايضًا خارج عن إرادتها.

ازدادت شهقاتها ارتفاعًا وهي تجيبه:
-كيف خارج عن إرادتها أوس؟ لا تدافع عنها أمي تستطيع أن تتحدث مع أبي وحتى اذا لم يستمع إليها أو رفض يكفي شرف المحاولة، ولكن أمي لم تحاول! أوس أنت تعرف أمي جيدًا هذه ليست أول مرة، هي دائمًا ما تأتي عليّ من أجل أبي زوجها وحبيبها، وأنا قد تعودت على ذلك.

كان أوس على وشك أن يتحدث يجيبها، ولكن قاطعته هي وهي تمسح دموعها بقوة بعدما ابتعدت عن احضانه قائلة:
-يجب أن اصعد الآن، سأتحدث معك، إلى اللقاء.

أنهت كلماتها وركضت نحو بوابة المنزل قبل حتى أن تعطيه فرصة للرد.

وعند وصولها إلى البوابة، استدارت إليه بجسدها كله وهي تلقي عليه نظرة اخيرة بإبتسامة مغلفة بالحزن والألم، لتدخل بعدها إلى الداخل.

"بعد مرور عدة ساعات أُخر"

استيقظت ليليانا مُبكرًا كالعادة، لتذهب أولاً حيث غرفة والدتها تُلقي عليها نظرة متفحصة.

فتحت باب الغرفة بهدوء كي لا تُفيقها، لتراها غافية والغطاء يغطي نصف جسدها فقط، اقتربت منها بخطوات سريعة وهي تحرك رأسها بيأس من لللامُبالاة والدتها هذه.

عدلت الغطاء لتقوم بتغطية جسدها بالكامل، ثم قربت وجهها من وجه والدتها مقبّلة إياها على وجنتيها بحنان.

جلست على ارضية الغرفة أمام فراش والدتها، وهي تنظر لوالدتها بحب كبير، قائلة بصوت منخفض به طيف من الحزن:
-في الأمس عندما سعلتِ بهذه الطريقة وانتِ تتحدثين مع صديق ليلى أنا شعرت بالحزن والعجز الشديدين أمي، تعرفين لِمَ شعرت بالعجز؟ لأنني لم استطيع أن اساعدكِ، أنا لا استطيع أن اساعدكِ أمي اخبريني لِمَ! أنا اتمنى أمي بأن أأخذ كل مرضكِ، كل ما تشعرين به من تعبٍ أأخذه بذلًا عنكِ، صدقيني لن اشكي أو ابكي قط، أنا كُل ما أريده في هذه الحياة أن تكوني بخير انتِ وأختي ليلى أمي.

مسحت دموعها التي هبطت بألم وحزن مكملة بوعد:
-أعدكِ أمي بأنني سأفعل كل ما بوسعي من أجلك، من أجل أن اراكِ بخير،  كوني بخير من أجل ابناءكِ الذين يحبونكِ ناري.

أنهت حديثها وهي تمسك بيدها مقبله إياها برقة، ثم بعدها نهضت عن الأرض متجهة نحو الخارج؛ لتفيق اولًا شقيقتها ثم تحضر لها طعام الإفطار كي تذهب سريعاً إلى مدرستها، وهي تقوم بتنظيف المنزل ثم بعدها تذهب إلى المتجر.

ذهبت إلى غرفتها المشتركة بينها وبين شقيقتها لتفيقها، ولكن رأتها قد استيقظت بمفردها، ابتسمت بتعجب قائلة:
-صباح الخير، كنت آتيه اليكِ.

اغلقت ليلى آخر زر يوحد بِـ زيّها المدرسي لتستدير لشقيقتها قائلة بحب:
-صباح الخير حبيبتي، لم احب أن اتعبكِ معي، يكفي بأنكِ ستذهبين إلى المتجر مرة أخرى، ويوجد اشياء كثيرة لتفعليها.

احتضنتها ليليانا بحنان مع ابتسامة رقيقة ارتسمت على ثغرها وهي تقول:
-حبيبة قلبي لا تتحدثين هكذا، أنا معكِ دائمًا ولا يوجد أي تعبٍ عزيزتي، هيّا تعالي لأحضر لكِ الإفطار قبل أن انظف المنزل.

ابتسمت ليلى بسعادة لتقول بمرح:
-احم احم، أنا قد أحضرت إفطاري لنفسي بيدي.

ضحكت ليليانا بصدمة ممتزجة بالتعجب وهي تقول:
-ماذا يوجد اليوم! أأنتِ مريضك ليلى، اظن بأن قد اصابتكِ حُمى!
قالت هذه الكلمات وهي تضع يدها على جبينها تستكشف حرارتها، وعندما تجدها طبيعية تقول بمزاح، حرارتكِ طبيعية، اذن ماذا يحدث؟ ليلى انا الآن سأخاف عليكِ من الحسد، أأنتِ احضرتي الإفطار لنفسكِ وبيدكِ؟ كيف حدث هذا؟ انتِ التي منذ عذة ايام قليلة تعلمت كيف تقلي البيض تحضر إفطار!

نظرت لها ليلى بنظرات مقتضبة وهي تضم يدها إلى صدرها قائلة:
-ماذا تقصدين ليليانا بكلماتك هذه؟ الحق عليّ أنا التي فكرت بكِ ولم أريد أن اتعبكِ معي، هذه جزاتي؟

ضحكت ليليانا بقوة لتلكز ليلى أعلى كتفها بمرح قائلة:
-امزح معكِ يا فتاة، اخبريني اخبريني متى فعلتِ الإفطار أنا عندما استيقظت وجدتكِ نائمة!

سارت ليلى نحو الخارج وهي تتمسك بيدي شقيقتها تخبرها بسعادة؛ لأنها استطاعت أن تفعل هذا الإنجاز:
-في الأمس عندما ذهبتً انتِ للنوم وأتى رفيقي أرغد و.. آ

قاطعت كلماتها وهي تقول بتذكر متسائلة إياها متعجبة من نومها المبكر:
-صحيح ليليانا، لِمَ تركتينا في الأمس وذهبتِ لتنامين على غير فَـ انتِ تنامين آخر شخصٍ فينا؛ عندما تطمئنين عليّ أنا ووالدتنا!

ارتسمت معالم الحزن على وجه ليليانا، لتقول وهي تقف بنصف المطبخ الذي وصلوا إليه للتو؛ لترى ما فعلته شقيقتها الصغرى:
-أنا حزينة على أمي ليلى، كُل بومٍ تزداد سوء ونحن نجلس مربوطين الأيدي لا نعرف كيف نساعدها! في الأمس عندما اخذت تسعل بتلك الطريقة فقط لأنها ضحكت قليلًا شعرت بالاسى، وأيضًا يا ليلي دواء البخاخ الخاص بها اقترب على الإنتهاء ولم نأتي بواحد غيره للأن!

ابتسمت ليلى إبتسامة محاوله فيها بث الاطمئنان للأخرى وهي تقول:
-لِمَ كُل هذا الحُزن والقلق ليّليّ؟ لا تقلقي عزيزتي سنساعدها صدقيني، اخبريني مازالت معكِ النقود التي اعطتها لكِ هند؟

نظرت ليلى في ساعة الحائط الموجوده بالمطبخ لتقول بلهفة:
-ليلى الساعة صارت سبعة بالضبط يجب أن تذهبي الآن، عندما تعودي سنتحدث في هذا الأمر.

توجهت ليلى ناحية البراد لتخرج منه صندوق بلاستيك صغير الحجم، يحوي على طعاممها الذي أحضرته في مساء أمس قبل أن تخلد إلى النوم، لتقول بإبتسامة بسيطه:
-تعالي اولًا؛ لترين ماذا صنعت أختك الماهره.

فتحت صندوق الطعام الصغير ليظهر بداخله بيضة واحده مسلوقه، وقطعة خبر، والقليل من توابل الملح والفلفل الأسود في أحد الجوانب، وخيارة مقطعة إلى قطع صغيرة الحجم وقطعة خبز ثانية محشية جبن.

قالت بمرح وهي تتابع نظرات شقيقتها التي كانت تصطنع الصدمة والتفاجئ:
-ما رائيك، كل هذا فعلته أنا بمفردي، لكِ تصدقين بأن شقيقتك لم تعد طفلة بعد، بل كبرت ونضجت وأصبحت آنسة جميلة.

ضحكت ليليانا بقوة وهي تلتقط واحده من قطع الخيار ثم تقذفها في فمها بمرح قائلة بنبرة مغلفة بالسخرية:
-ممتاز ليلى ممتاز، واضح جدًا انكِ طباخة أمهر من الماهره أيضًا، اخبريني هذا كُل ما قدرك عليه الله؟ أنا لا ارى أي شيء صعب قد فعلتيه! اووه تقصدين سلق البيض صعب؟ أم تقطيع الخيار؟ أم حشو الخبز؟
انهت كلماتها وهي تضع يدها على فمها تكتم ضحكاتها المرتفعة بصعوبة.

ضربت ليلى قدميها بالأرض بانزعاج وهي تضم شفتيها بعبوس مضحك، لتغلق غطاء صندوق الطعام باقتضاب قائلة:
-أنا استطيع فعل أي شيء يا غبية، ولكن أنا من رغبت بأن اسلق بيض، فَـ مذاقة يكون أروع مع الخيار والجبن، فهمتي أم لم تصل لكِ المعلومة بعد؟

ابتسمت لها ليليانا باستفزاز قائلة:
-اذهبي اذهبي إلى اختبارك يا فتاة تأخرتي كثيرًا.

اغلقت ليلى سحاب حقيقتها، بعدما وضعت بداخلها صندوق الطعام خاصتها، ثم سارت نحو خارج المطبخ، وخلفها ليليانا التي قررت أن توصلها لباب المنزل داعية لها بالتوفيق.

استدارت ليلى لها بتذكر ضاربه على رأسها متذكرة:
-صحيح ليليانا، نسيت اخبارك بأن أرغد سأل عليكِ.

قطعت حديثها مقتربه من ليليانا بحماس وهي تصفق بيديها بسعادة بالغة:
-ليّليّ نسيت اخبــارك، رفيقي أرغد قد نالت إعجابه كثيرًا السجاحيد التي صنعتيها، لا أعرف كيف أصف لكِ كم اعجبته الغرفة كاملة، واخبرني ايضًا أنه يريد أن يراكِ، فقد سألني عنكِ أمس وأخبرته بأنكِ نائمة.

ابتسمت ليليانا بسعادة مفرطة لتصفق بيديها قائلة:
-حقًا ليلى؟

حركت رأسها بتأكيد قائلة بنبرة سعيدة:
-نعم ليّليّ نعم، هو أخبرني أن اصعد له عندما استيقظ وقبل أن اذهب الى مدرستي، سأصعد له سريعًا ثم بعدها سأذهب حسنًا حبيبتي؟

ابتسمت ليليانا بحنان شاكرة ربها بداخلها على لُطفة وكرمة معها، ثم قالت لشقيقتها بحب:
-حسنًا حبيبتي، ركزي باختبارك ليلى ولا تستعجلين بالإجابة اتفقنا، إلى اللقاء حبيبتي.

صعدت ليلى إلى الأعلى حيث السطح، متوجه ناحية غرفة أرغد لتطرق عليها عدة طرقات متتالية منتظره اجابته.

بعد عدة ثواني معدودة انفتح باب الغرفة، ليظهر من خلفه أرغد الذي من الواضح عليه بأنه الآن فاق من غفوته على صوت طرقات ليلى.

ضحكت ليلى بخفوت بعدما رأت هيئته المضحكة، فقد كانت ثيابه فوضويه مع شعره المبعثر، أظهرته بمظهر مضحكٍ للغاية، لتقول ليلى بمزاح:
-تشبة الرجل الشرير برواية احدهم أرغد، هيئتك مثيرة للضحك حقًا.

مسح على وجهه بيديه صاعدًا لرأسه وهو يقول:
-ماذا تريدين ليلى في هذا الصباح؟

كتمت ليلى ضحكاتها بصعوبة قائلة:
-يا رجل أنت من أخبرتني أمس بأنني اصعد إليك قبل ذهابي إلى المدرسة، نسيت؟

حرك رأسه بتذكر ليقول بهدوء:
-تذكرت تذكرت، حسنًا ها أنا قد رأيتك اذهبي هيَّا الي مدرسنك.

نظرت له بعيظٍ وهي تقول:
-جعلتني اصعد إليك لِمَ من الأساس أرغد لا أفهم؟ أنت شخص مستفز أنا ذاهبة إلى مدرستي تأخرت كثيرًا بسببك، هيَّا أنت ايضًا يجب أن تذهب إلى المتجر تأخرت.

توجه أرغد ناحية المرحاض المجاور للغرفة ليغسل وجهه قائلًا:
-أردت أن اراكِ قبل ذهابك ليلى، هيَّا اذهبي الله معك، سأصلي واذهب خلفك حبيبتي.

ودعته ليلى طالبة منه أن يدعو لها ثم هبطت نحو الأسفل ذاهبة إلى مدرستها.

بعدما أنهت أرغد وضوءه دخل إلى غرفته ليصلي ثم يذهب إلى عمله.

"في الأسفل"

انهت ليلى تنظيف الصحون والمطبخ وأحضرت لوالدتها الطعام، لتتوجه ناحية الخارج تبدأ في تنظيف صالة المنزل وبعدها تذهب إلى المتجر.

رأت والدتها تخرج من غرفتها لتسير نحوها سريعًا قائلة بحنان:
-صباح الخير والسعادة لأجمل أم في العالم.

ابتسمت ناريمان بحب رابته على ظهرها وهي تقول:
-صباح الخير حبيبتي ليليانا.

قبلت ليليانا وجنتي والدتها برقة قائلة:
-أحضرت لكِ الطعام يا روحي، وأنا سأقوم بتنظيف الصالة، وبعدها سأذهب إلى المتجر حسنًا؟

نظرت لها ناريمان بعبوس وهي تقول:
-لا أعرف لِمَ تريدين أن تتعبي نفسك ليليانا؟ لا يهم ذهابك إلى المتجر، اجلسي واستريحي قليلًا فَـ انتِ تعبتي كثيرًا في هذه الفترة.

ابتسمت لها ليليانا بحنان مجيبه اياها:
-لا يوجد تعب أمي صدقيني، أنا اذهب الى المتجر وأجلس محلي لا أفعل شيء يأتي اليَّ الزبائن وأبيع لهم.

لم تعطي لوالدتها فرصة للرفض أو التحدث، فَـ قد سبقتها بقولها السريع، وهي تأخذها ناحية الاريكة لتجلس عليها:
-تعالي واجلسي امي، سأحضر لكِ الطعام سريعًا قبل أن أذهب.

وللمرة الثانية لم تعطي لوالدتها فرصة للرد، فقد ركضت إلى المطبخ بعجلة؛ لكي تلحق أن تذهب إلى المتجر ولا تتأخر.

"بعد مرور نصف ساعة تقريبًا"

خرجت ليليانا من باب المنزل لتغلقه خلفها مباشرة، وهي تسير متجه نحو الخارج منشغلة في إغلاق سحاب حقيبتها الذي علق منها لا تعرف كيف، غير منتبه للذي يهبط الدرج بسرعة مستعجلًا.

اصطدمت ليليانا بصدر أرغد بعدم انتباه متأوه بألم بسبب قوة الاصطدام.

عادت للخلف عدة خطوات بضيقٍ لترفع رأسها ناظره للشخص الذي اصطدمت به لتنصدم بأنه نفسه ذالك الشخص الذي قابلته في أول يوم لها في المتجر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي