الفصل الثاني

فى منزل جنات، كان شقيقها قلقًا، لأن شقيقته لم تصل الآن إلى المنزل، و قال بصوت غاضب لوالدته:-
-  أين ستذهب؟! إذا لم تعرفي بالتأكيد جرحتيها بحديثك مثلما تفعلين دائما معها.
أردفت والدته قائلة بصوت غاضب:-
-  هذه الفتاة لن أدخلها منزلي مرة أخرى، هل تفهم؟ هيا من تسببت في ذلك الحادث الذي حدث لي، ولأبيك.
قال شقيقها بصوت عالِ، و غاضب من أفعال، وأحاديث والدته:-
-  هيا لم تفعل شيئا، كان كل شئ مجرد حادث لما تحملينها الذنب دائما فيما يحدث لما تتهمينها بأشياء، لم تفعلها هذا، لأنكِ تحقدين عليها، لأنها ليست إبنتكِ صحيح؟!
قالت له والدته، وهيا منصدمة:-
-  كيف علمت؟!
أجابها قائلاً:-
-  علمت وحدي، أنا لستُ صغيرًا معاملتكِ معها سواء، و كأنها إبنة زوجك، وليست إبنتكِ من دمكِ، وأيضا هيا لا تشبهني، ولا تشبهكِ.
قالت والدته بخبث:-
-  هذه الفتاة بالفعل، ليست شقيقتك بل هيا من إمرأة تمتلك قوة فولازية قادرة على تغيير هذا العالم، ولكن يجب إستخدام هذه القوة بشكل خاطئ، حتى تستطيع فعل هذا الشئ.
إنصدم الأخ، وجلس على الأريكة في صدمة كبيرة أمام والدته، و نظر إليها قائلاً:-
-  .....
أجاب الأخ، و هو ما زال مصدومًا من حديث والدته:-
-  إذا، جنات ليست شقيقتي الحقيقية!!
أردفت الأم قائلة:-
-  نعم. و أيضا يجب جنات أن تختار الجانب الشرير منها، و إلا لن يتغير هذا العالم، و لا المجتمع بل سيصبح فيما بعد كتلة من الرماد الذي لا قيمة له، هيا فقط من تستطيع إحياء الماضي سـ تكون هيا فقط، لكن عليها الإختيار إلى اي جانب ستكون، و إلا ستكون حياتها مُعلقة ما بين الإثنين. و بالتأكيد سـ تموت قبل أن تتم الخامسة، و العشرون عامًا في هذا العمر، يجب أن تختار إلى أي جانب سـ تكون و بناءًا على إختيارها هـ تكون نهايتها جانبها، هو اللي بيحدد نهايتها على حسب ما قالت لي والدتها.
أردف الأخ قائلاً بخفوت:-
-  إلى ماذا إنضمت والدتها؟!
أجابت والدته قائلة:-
-  إلى جانب الشر، لأن هذا كان قدرها.
أجابها الأخ، و هو مُنزل رأسه أرضًا:-
-  جنات تختلف كثيرًا عن والدتها لا أريدها أن تعرف شيئا عن ماضيها هل فهمتِ؟! إن علمت جنات بـ شئ سأرحل، و لن تعرفي شيئا عنى أو عن حياتي سـ أختفي تماما.
حركت والدته رأسها مؤكدة حديثه بـ قلق، ثم قال الأخ:-
-  سأذهب إلى الخارج، لأبحث عنها لا علم ماذا قلتِ لها، حتى رحلت إن لم تعود جنات إلى المنزل سأبقيكِ وحدك، لأني ليس لدي وقتًا لكِ هيا فقط من كانت تهتم لأجلكِ.
ثم ترك والدته، و ذهب إلى الخارج وسط المطر لـ يبحث عن شقيقته.
دلف ليث إلى المنزل، و هو يحمل جنات بين يداه، حتى هرولت شقيقته لورا، و والدته، و قالت لورا:-
-  لا تقلق الفتاة مغشي عليها فقط.
أردف ليث قائلاً بـ توتر:-
-  لورا لـ نذهب لأعلى، كي تستريح مؤكد أنها تحتاج إلى الراحة فوجهها متعب بشدة.
نظرت لورا إلى جنات، و لم تتحدث فـ قالت والدته:-
-  معك حق. إذهبي معه للأعلى، كي لا يبقون وحدهم.
قالت لورا بـ عدم أهمية، و تبين أنها يسبق لها معرفة ما بـ جنات:-
-  لا دخل لي فـ لتذهب أنت، أنا لدي أعمال في غرفتي، و يجب أن أذهب الآن.
كاد أن يتحدث ليث، و لكن ذهبت شقيقته، و هو يجز على ألسنته قائلًا:-
-  ماذا حدث لهذه الفتاة يا أمي؟!
أجابت والدته قائلة:-
-  لا أعرف. لكن يجب على الفتاة أن تستريح لذا، فلتذهب أنت.
كاد أن يعترض و لكن قالت له والدته:-
-  لما أنت متوتر، هذه الفتاة يتضح لي أنها أصغر منك بسنوات، لذا فلتذهب أنت.
نظر ليث إليها ثم إلى والدته، و قال:-
-  حسنا. سأصعد أنا.
نظرت له والدته نظرة ثاقبة، و قالت:-
-  هيا إذا.
كان ليث شاعرًا بـ حدوث شيئا ما، و لكن لم يتحدث إلى أن وصل إلى غرفته، و أدخلها الغرفة دون أن يُغلق الباب، ثم قام بإراحة جسدها على فراشه، و أيضا تغطيتها جيدًا ثم، جلس بـ جانبها قائلاً بهدوء:-
-  لا أعرف ما يربطني بكِ حقا، لكنني منذ إن رأيتكِ و أن أشعر، و كأن يوجد شيئا يربطني بكِ، أعلم أن هذا لا يصح لي أن أقوله لا أعرف، لما أنتِ من بين جميع الفتيات، أشعر أني أعرفكِ من قبل لكن لا أعلم متى، و كيف لي أن أشعر بهذا الإحساس لك، إن كان هذا الشعور صحيحًا، كانت تحدثت أمي أو لورا شقيقتي أو حتى أنتِ كنتِ تحدثتِ اليوم، حين رأيتينني لكن هذا ليس ما حدث.
ثم وقف، كي يتركها تستريح، و يذهب إلى غرفة أخرى، لكنه رأى أن أحدًا ممسكًا بيداه و عندما رآها قالت بـ تعب:-
-  إبقَ إلى جانبي رجاءً.
لم يفهم ليث لما تقول هذا الحديث، و عندما عاد إلى مكانه إلى جانبها مرة أخرى قال بقلق:-
-  جنات. هل أنتِ بخير؟!
أجابته جنات:-
-  لا، أنا متعبة بشدة الجميع ضدى، و ضد فكرة إن البنات اللي زي يكون لهم موهبة يتمتعون بها أينما ذهبوا، والدتي تكرهني، و تخاف على سامر شقيقي مني، لكنِ أقسم بالله، أنني أعشق سامر أخي أكثر من أي أحدًا آخر، فهو أبي بعد ما توفاه الله، و شقيقي الأكبر، و سندًا لي في هذه الحياة البائسة، هو من يهون علي، و يخاف علي أتمنى أن أتزوج، و أرتدي فستان زفافي مثل بقية الفتيات، لكن هذا لم يحدث لـ سبب ما أنا عليه الآن أخاف أن يإتي يومًا، و أرتدي فستان الزفاف، و يتركني زوجي فيما بعد أخاف من كل شئ حولي ليس من والدتي التي تحقد علي دائما، و تُفضل سامر علي لـ درجة أنها قامت بـ طردي اليوم لا أعلم لما تفعل كل هذا بي، أنا لم أفعل لها شيئا قط، أنا مثل بقية الفتيات أتمنى أن أحيا بسعادة هل هذا كثيرًا علي؟! حتى أنا لا اعرف لما أقول لك كل هذا الحديث، و اليوم هو المرة الأولى التي نلتقي بها، لكنِ أظن أني رأيتك من قبل وجهك مألوفًا لي كيف يحدث هذا أنا لا أعلم حقا.
شعر ليث بالشفقة تجاهها، و قال:-
-  طمئني قلبكِ يا جميلتي كل شئ سـ يكون بخير.
قالت جنات بخفوت، و تساؤل:-
-  ماذا قلت للتو؟!
أجابها ليث:-
-  أقول لكِ كل شئ سيكون بخير.
أردفت جنات قائلة:-
-  لا ليس هذا قلتُ شيئا آخر.
أجابها ليث، و هو ينظر لها نظرة ثاقبة، لم تفهم جنات معناها، و قال:-
-  بلا. لم أقل شيئا آخر.
قالت جنات إلى نفسها:-
-  كيف لم يقول شيئا آخر، لقد قال جميلتي للتو هذه الكلمة أشعر أنني سمعتها من قبل، لكن لا أعلم أين، و مِن مَن!!
أردف ليث قائلاً:-
-  خذي وقتًا للراحة، و الإسترخاء، و أنا سأذهب إلى غرفة الضيوف، و أنام بها.
أجابت جنات:-
-  لا داعي، أنا سأذهب الآن مؤكد أن شقيقي قلقًا علي كثيرًا.
قال ليث بـ عناد:-
-  رجاءً فـ لتبقي هنا عدة أيام حتى تتحسنين، و سـ أوصلكِ إلى المنزل، حين أتأكد إن هديت الأمور، و إطمئني هنا معي والدتي، و شقيقتي لورا سـ تحبينها، و أنا غدًا سوف أحكي مع أخاكِ لـ يأتي هنا، و يراكِ لكن لن تذهبين إلى أي مكان، حتى تتحسنين.
إبتسمت جنات برقة و قالت:-
-  لما أنت لطيفًا معي هكذا؟! أنا أعتذر. لأنني فهمتك بشكل خاطئ أعدك، لن يحدث مثلما حدث اليوم أبدًا.
إبتسم هو أيضا، و كأنه شعر بـ ألمها و قال:-
-  هل قدماكِ تؤلمانكِ كثيرًا؟!
جنات إلى عقلها:-
-  كيف علم أنني أتألم، أنا لم أوضح أي شئ!!
قالت جنات، و هيا توجه حديثها إليه:-
-  كيف علمت؟!
أردف ليث قائلاً:-
-  لا أعرف حقا، لكنِ أشعر أنني رأيتك من قبل، لكن لا أعرف متى، و لمَ أنا أشعر بكِ أنتِ فقط مؤكد أن ورائكِ شيئا.
قالت جنات كلمات غامضة:-
-  لن تهدأ، حتى تعلم كل شئ عني، و أظن أنه حان الوقت لـ تعلم كل شئ..
إنتظروا الفصل الرابع بـ قلمي نهار أحمد (القناع)

















الفصل الرابع
كان يقف أمام الحديقة التي كانت دائمًا ما تذهب إيها شقيقته، عندما تكون متضايقة، ثم سأل الحارس على شقيقته، وأبلغه أنها لم تأتِ اليوم.
قال سامر بـ حزن، و يإس:-
-  أين أنتِ الآن؟! لن أسمح لأي أحد أن يؤذيكِ، حتى لو كانت والدتي نفسها، أنا حقا لا أهاف منكِ عكسًا أنا أحبكِ كثيرًا، و ليتكِ هنا الآن، وتسمعين حديثي عنكِ.
جاء أحد، و طبطب عليه فـ التفت إليه سامر، و قال:-
-  أنتِ!! ماذا تفعلين هنا؟!
أردفت الفتاة و قالت:-
-  لا أعرف حقا كيف اتيت إلى هنا، هل لك بإيصالي إلى المنزل؟!
سامر بـ برود و كأنه تذكر شيئا أتعبه، و قال:-
-  تفضلي.
بعد دقائق كان أوصلها سامر إلى منزلها، و الذي كان قريبًا من منزله أيضا، و أردفت الفتاة قائلة بـ تساؤل:-
-  لماذا لم تتحدث معي طوال الطريق؟!
أجابها سامر، و هو ما زال باردًا:-
-  يجب عليكِ الدخول الآن الطقس يشتد كثيرًا، و لابد أن عائلتك قلقين عليكِ.
هزت الفتاة رأسها بـ لا، و قالت:-
-  قبل أن تجاوبني على سؤالي أولاً قبل أن أدلف.
قال سامر، و هو ينظر حوله، و يتصنع الإبتسام:-
-  أنا أعلم كم مشاعركِ بريئة، و رقيقة أيضا، و أعلم أيضا أنكِ كنتِ تراقبينني، و أقسم لكِ أن لا أحد بـ حياتي أبدًا غير شقيقتي جنات هيا كل ما لدي أحبها، و أعشقها أكثر من اي أحد آخر، حتى أكثر من والدتي التي دائما تكرهها، و تصنع الحقد فيني لأكرهها، و كانت تفشل دائمًا في ذلك أشعر بـ حملاً ثقيلاً حقا، أنا أحبكِ أيضًا لكن صديقتي، و تربينا معًا صحيح أنكِ رحلتِ سنوات، و عدتِ مرة أخرى أعلم أنكِ ظننتِ أنه يوجد فتاة دخلت إلى حياتي منذ الصغر، لم يكن أحد موجودًا بعدك غير جنات، هيا من كانت تدفعني دائمًا لإنهاء دراستي لا أريد أن أزعجكِ أو تتضايقِ مني صحيح أنكِ عدتِ إلى مصر لـ ترى سامر الشاب الطفولي اللي كانت كل الفتيات ورائه منذ الصغر، لكن الآن أمامك سامر الذي تحمل مسئولية والدته و شقيقته و خرجت جنات من دراستها لـ تعمل اي شئ، حتى إستطاعنا أن نخرج من الفقر مثلكِ لقد تحملت مسئولية كبيرة، و ثقيلة جدًا علي، و لا اريد أن ينقص شقيقتي شيئا حينما تقرر الزواج.
أردفت الفتاة قائلة بـ شفقة، و حب:-
-  أنا اعلم أنك حزين، أنا أعلم عنك كل شئ سامر كنت من والدتي أن ترسل لي أخبارك بما أنها صديقة قريبة من والدتك، لكن أن تعلم أن والدتي طيبة القلب، ليست مثل عمتي هذا ما يزعجني أنها لا تستطيع، حتى أن تعطي فرصة لـ جنات كي تثبت لها أنها غير مسئولة عن ذلك الحادث، لكن أنا أعلم كل شئ عنك، و لكن فعلت كل هذا، كي تلاحظ أنني حقا أحبك من قلبي، و أستطيع العيش معك، حتى و إن كنت فقيرًا هذا لا يهمني كل ما يهمني، هو أنت طوال تلك السنوات تمنيت أن تكون كلمة أحبكِ حقيقة منك، عندما قلتها لي قبل أن أغادر ظلت دائمًا معي صحيح أنها مجرد كلمة بسيطة، و بريئة منك لكن كان معناها قويًا، و نقيًا بالنسبة لي.
أردف سامر بـ برود و قال:-
-  أراكِ غدًا. و إعلمي انني لا يمكن أن أفكر بـ نفسي قبل أن أفكر بـ شقيقتي يا رهف.
أجابت رهف:-
-  أتعلم أن هذه المرة الأولى التي تُناديني فيها بإسمي، عندما عدتُ لـ درجة ظننتك نسيته.
قال سامر، و هو ينظر إلى عيناها التي بـ لون البحر، و كأنه يرآن في عيناها:-
-  كيف أنسى إسمك و رؤية عيناكِ تشبه الماء الذي يجري بأتجاه الشاطئ.
إبتسمت رهف، و شعرت أنه سيعود قريبًا، و لديها أملاً في تحقيق ذلك و قالت:-
انتظروا الفصل الثالث بقلمي نهار أحمد (القناع)
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي