الفصل الخامس

أخرج آدم من جيبي بنطلونه مبلغاً ضخماً وقام بإعطائها إياه وسط صدمة جنات.
أجابته جنات وهيا تنظر إلى أمواله:-
-  صحيح. أنا لستُ غنية وليس لدي ملابس من أماكن فخمة، ولم أذهب إلى مطاعم كبيرة، وأكل بها بل أنا صحيح أني فقيرة، ومن الطبقة المتوسطة، لكن يوجد لدي كبرياء، وفخامة هذا النادي الذي تنظر له، أنا مدربة به لستُ أتدرب هنا، هذا المكان إنولدت به هنا قام شقيقي بجلبي إلى نفس المكان الذي رآني به، أنا لستُ بشعة الملامح، ولستُ جميلة أيضاً، لكنِ إمرأة قوية تستطيع هزيمة أي شخص من أمثالك، لقد أتى الأستاذ ليث إلى هنا، لأنني كنت بحاجة إليه كان يوجد لدي مشكلة كبيرة، لهذا السبب جاء الأستاذ ليث.
أردف آدم قائلاً بسخرية:-
-  حقا. ما تقولينه لا يهمني كل ما يهمني ان لا ينخدع أخي بكِ، أنتم الفتيات الفقراء تخدعون الشباب الذي مثلكم، يجب أن يكونون بمكان آخر لا يجب أن تبقوا بين البشر ابداً، أنتم وضيعي..
لم يكمل آدم حديثه بسبب صفعة ما نزلت على وجنتيه، وقالت بـ صوتاً عالِ:-
-  أصمــت. أنت من يجب أن لا يبقى بين البشر أبداً الفتيات ليسوا مثل بعضهم البعض، إذا كنت مررت بتجربة فاشلة، فهذا لا يعني أنني مثلها، أنت حقا وضيع كيف تفكر هكذا!!
غضب آدم كثيراً، و كاد أن يتحدث، لكن أوقفه ليث، و قال:-
-  آدم أخي هذه الفتاة لا تكذب حقا هكذا مؤكد، أنه حدث شيئا جعلك تفكر بها هكذا!
أشر آدم على فتاة ما لتظهر أن هذه الفتاة، هي تلك الفتاة اللعينة التي قالت له أن جنات ليست رحيمة بل قاسية حد الموت.
لتنظر جنات إلى الفتاة، و تعلم أن إبنة خالتها هي من فعلت هذا.
نظرت الفتاة إليهم بتوتر، وقالت:-
-  أنا لم أكن أقصد ما فهمت سيدي، كنت أحكي عن فتاة أخرى.
ثم نظرت إلى جنات، والخوف يُحالفها و قالت:-
-  أعتذر سيدتي على هذا الموقف المحرج.
نظر آدم إلى الفتاة بغضب، و قال:-
-  هذا لم يكن حديثك منذ دقائق!!
أخفضت الفتاة رأسها أرضاً بينما ذهبت جنات خارج النادي، وورائها ليث الذي يحاول الإعتذار منها على ما فعله شقيقه، حتى وصل به الأمر، أنه أمسكها من معصم يدها، وقال:-
-  أنا أعتذر بشدة على ما فعله أخي، هو في الحقيقة، لقد أحب فتاة من الطفولة، ولكنها رحلت وتوفيت في حادث، و هو إلى الآن لم يُصدق هذا، ولم يصدق أنها تركته، هو يظن أنها ما زالت حية، وأنها تركته، لهذا هو كارهاً لها وجميع الفتيات أيضاً.
أردفت جنات، وعيناها تدمع:-
-  هذا ليس ذنبي، أنه يظنني مثلها أنا بلا رحمة؟! هل أنا أجري وراء المال؟! إذا كان هذا صحيحاً لما لم أخذ منك المال، عندما أوقعت أمام سيارتك لقد ذهبت معك بإرادتي، لأنني أعلم أنك إنسان صالح ولم تؤذينني، كان هذا خطأي لأنني لم أخذ بالي من الطرقات، لكن لما يظن أن جميع الفتيات مثل حبيبته الصغيرة قل لي أنت هذه الفتاة متوفية أعلم أنه يتألم كثيراً، لكن ماذا عني؟!
أردف ليث قائلا:-
-  إهداي رجاءً لا أحتمل رؤيتكِ هكذا او رؤية دموعك صحيح أنني أعرفكِ منذ أيام قليلة، لكنكِ أصبحتِ غالية جدا على قلبي.
قالت جنات، و هي تذهب تاركة إياه:-
-  يجب أن أرحل الآن.
قال ليث بحزن:-
-  إنتظري.
لكنها رحلت بينما أتى شقيقه آدم إليه قائلاً بصوت أجش:-
-  لما فعلت هذا. هذه الفتاة شخصية صالحة ما ذنبها، هذه الفتاة ليست جنة خاصتك يا آدم حاول أن تفهم هذه الفتاة ليست حبيبتك، لأن حبيبتك ماتت منذ سنوات لما لا تنساها، و تكمل حياتك؟!
آدم بصدمة:-
-  أنت تكذب جنة حية، لقد كرهت جميع النساء، حتى لا أنظر لأي فتاة سواها لما أنت تدافع عن تلك الفتاة؟!
أجابه شقيقه ليث:-
-  لأننى أحببتها أخي أحببتها منذ أن رايتها، علمت أنني معجب بها، وعندما تقربت منها أكثر، علمت أنني أحبها بصدق، هي ليست كبقية الفتيات الذين يبعن أنفسهم من أجل المال، هذه الفتاة إبنة خالتها، هي من فعلت هذا و قالت لتلك الفتاة أن تقول لك هذا الكلام، لأنها تكره جنات، وتحقد عليها، لأنها اقوى منها بكثير، وأشجع منها أضعافاً صحيح، أنها قامت بهزيمتها، لكن لم يُصيب إبنة خالتها خدشاً واحداً، لأنه ممنوع هذا إلا في حلبة الملاكمة فقط و أنت عرضت الفتاة إلى موقف محرج لن أسامحك على ما فعلته.
اردف آدم قائلاً بـ خفوت:-
-  أنت معك حق يجب أن أعتذر منها. هل تعلم أين تسكن؟!
أجابه ليث:-
-  نعم أعلم، لكن لا أظن أنها ستذهب إلى هناك بسبب مشكلة ما.
قال آدم:-
-  أينما ستذهب. قل لي، لأنه يجب أن آراها، وأعتذر منها.
هز رأسه ليث بأنه سيذهب إلى المنزل، فقال له آدم:-
-  سأذهب معك ايضاً، يجب أن أرى شقيقتي يارا.
في مكان آخر مظلم، كانت مُربطة إمرأة ما، حتى دلف عليها شخصاً وقال:-
-  ستعانين كثيراً، لقد عانيت مسبقاً، حتى كدتُ أمرت، ولم يفرق معكِ هذا، ولهذا ستعانين مثلي تماماً، أنا أكرهكِ، و أكره آدم أيضاً أنتِ نقطة ضعف السيد آدم المنياوى، يجب أن تموتي.
ظلت المرأة تترجاه أن لا يقتلها، و لكنه أطلق النيران عليها بلا رحمة بأكثر من رصاصة في جسدها، حتى إختفى صوتها عن الأرض.
فـ قال بـ حقد:-
-  ستعاني من فراقها سيد آدم هذه الدرع الأيمن لك، وها هي ماتت الآن، و أخذت تلك المستندات التي أخفيتها معها الآن لا يوجد من ينقذك من بين يدي، سآتي إليك إلى مصر، وستري، كم أجعلك تعاني أكثر فأكثر، حتى تنتهي من الوجود.
في مصر دق جرس باب إحدى المنازل، فـ فتحت لها قائلة:
-  أهلا بكِ جنات تفضلي بالدخول رجاءً.
دلفت جنات، و قالت بـ خجل:-
-  لقد قلتِ لي إن إحتجت إليكِ سآتي إليكِ.
قالت منه مؤكدة:-
-  بـ الطبع هذه منزلكِ مرحب بكِ في أي وقت.
قالت جنات مبتسمة:-
-  شكرا لكِ. هل يمكنني البقاء هنا الليلة فقط؟!
منه بـ توتر:-
-  .....
في منزل ضخم، دلف كلا من ليث، و آدم كان ليث متضايقاً مما فعله شقيقه، و جعله صغيراً الفتاة التي أعجب بها فـ جاءت إليهم يارا، و هي تنظر إلى شقيقها آدم بـ برود قائلة:-
-  لقد عدتُ، و أخيرًا أنا في الحقيقة تعودت على غيابك، أنت لم تكن موجوداً، عندما إحتجت إليك، أنا غاضبة منك كثيراً يا آدم ثلاث سنوات لا اعرف عنك شيئاً!!
إقترب منها آدم، و إحتضنها قائلاً:-
-  أنا أعتذر بشدة عزيزتي. لقد كنت منشغلاً، حتى تفتخرين بي أمام أصدقائك، و تقولين لهم شقيقي أصبح ضابطاً شجاعاً.
لمعت أعين يارا، وسُعدت كثيراً لسماع هذا الحديث منه، و قالت:-
-  هل هذا صحيح؟! لقد تعينت أخيراً بـ قسم القوات الخاصة؟! مثلما كنت تريد.
إبتسم آدم بـ حزن، و قال:-
-  ليس كل ما نتمناه يحدث. صحيح لقد أصبحت ضابطاً، لكن بـ قسم المخابرات، و ليس العمليات الخاصة.
أردفت يارا ببؤس:-
-  لما تخليت عنها؟!
أجابها ليث، كي لا ينجرح شقيقه:-
-  المخابرات أفضل بـ كثير من قسم العمليات الخاصة عزيزتي، و هيا بنا يجب أن يستريح آدم.
أردفت يارا:-
-  نعم بالتأكيد. إصعد إلى غرفتك، لقد قمت بـ ترتيبها بـ نفسي، و سأظل أرتبها لك، حتى تأتي زوجتك إلى هذا المنزل.
إبتسم آدم إبتسامة على وسعيها، و قال:-
-  بـ التأكيد سأبحث عن جنة، و أجلبها إلى هنا، و نتزوج.
حزنت يارا بـ شدة، لأن شقيقها، لم يصدق إلى الآن أن جنة توفيت في حادث، و ما زال على أمل أنها حية مع إننا رأينا السيارة تنفجر بأعيننا، و لكن هو يرى غير ذلك فإبتسمت يارا بـ حزن و قالت:-
-  بـ التأكيد سنبحث عنها سويا لا تنسى أن جنة صديقتي أيضاً.
إبتسم آدم بينما تنظر يارا إلى ليث، و هي حزينة، و ليث ينظر لها بـ عتاب شديد، لأنها فتحت معه موضوع الفتيات مرة أخرى، كلما تأخر الوقت كلما يإسوا من شقيقهم، و عدم تخطيه الأمر.
قال ليث:-
-  هيا آدم يجب أن تذهب إلى غرفتك الآن.
قال آدم:-
-  فلنصعد ثلاثتنا. لقد إشتقت إليكم كثيراً.
هزت يارا رأسها مبتسمة بشدة و مؤكدة كلامه بينما ليث، كان شارداً في اين ذهبت جنات...!في اليوم التالي، إستيقظت جنات على صوت رنين هاتفها الذي جلبه ليث لها، فـ رأت المتصل لـ ترآه ليث، فـ قامت بالرد عليه قائلة:-
-  ماذا حدث؟!
أردف ليث، و هو منزعج و بإعتذار قال:-
-  أنا اعتذر كثيراً. هل ما زلتِ منزعجة مما فعله شقيقي؟!
أجابته جنات:-
-  لا. لم أعد منزعجة، لقد فكرت طوال الليل في حديث الأستاذ آدم و علمت أنه معه حق، يظنني هكذا اي شخص مكانه سيصدق أيضا.
صمت ليث قليلاً، ثم قال:-
-  لكنني لم أصدق حديث تلك الفتاة صحيح أعرفكِ منذ ثلاثة ايام بالعدد، لكن اعلم أنكِ شخصية صالحة.
قالت جنات بـ خفوت:-
-  شكراً لك.
أردف ليث قائلاً بـ تساؤل:-
-  أين أنتِ؟!
أجابته جنات:-
-  لقد بقيت بـ منزل مدربتي منه، هذه المرأة مثل والدتي، و أكثر.
قال ليث بـ إطمئنان:-
-  إبقي في منزلها، حتى أجد لكِ منزلاً فقط اليوم؛ و لا أريد إعتراضاً منكِ فلتعتبريه هدية إعتذار مني لكِ على ما فعله شقيقي.
سُعدت جنات لإهتمامه بها، و لكن قالت:-
-  شكراً لك أستاذ ليث، و لكن لا يصح هذا. شقيقك لا يتقبلني إلى الآن، أنا حقاً أعلم كم من الألم عانَ، و لكن ما ذنبي، أنا لا أشبه تلك الفتاة لا بالإسم و لا بالوجه لما لا يعطينى فرصة أن أثبت له عكس ما قالته تلك الفتاة في الحقيقة، هذه الفتاة صديقة إبنة خالتي سارة حقودة جداً، منذ سنوات أحاول إبعادهما عن بعضهما البعض، لأنها ستفسد سارة، و تجعل منها شخصاً سيئاً، هي لم تكن هكذا أبداً، لكن تلك الفتاة أعمت عيونها بـ الحقد تجاهي، حتى كرهتني، و تريد الآن أن تتخلص مني، و تقهر شقيقي سامر علي هي تعلم كل العلم، أنني غير قادرة على أذيتها، لأنني سـ أكون مؤذية لـ عائلتي، و أنا لا أريد هذا لا أريد أن يظنني الجميع شخصية سيئة، أنا رحيمة جداً لا أحكي عن نفسي، و لكن أكثر من نصف ملاكمين النادى صارعتهم بـ داخل الحلبة منهم سارة، كنت رحيمة معهم فيني أن أكون مؤذية، و بلا رحمة، و لكن ماذا سـ يفيد عائلتهم سـ يدعون علي بـ الشر. ماذا سأستفيد غير الدعاء علي؟!
أردف ليث قائلاً:-
-  معكِ حق بـ حديثك خصوصاً أنه لديكِ شقيق يحبكِ كثيراً، و يثق بكِ، و أنتِ لا تريدين إهتزاز ثقته بكِ، و تظلين بـ أعينه الفتاة التي يعرفها، و قام بـ تربيتها و رعايتها.
أجابته جنات:-
-  نعم هذا صحيح، و أيضا لا أريد منك معروفاً لا أعلم. كيف سأسدده لك فيما بعد.
قال ليث، و هو يبتسم:-
-  لقد تحدثت مع أخاكِ سامر قبل أن أحادثكِ، و قال لي أنني سأهتم بكِ ما دمتِ لا تودين العودة إلى المنزل، و هو يريد رؤيتكِ أيضاً.
قالت جنات، و هي تبتسم بـ سعادة:-
-  نعم بـ التأكيد سأكون سعيدة جداً سأتحدث معه، و يكفي الهاتف الذي جلبته لي حقاً شكراً لك لا أعرف. كيف سأسدد ثمنه لك.
هنا دلفت منه إلى غرفة جنات كي تُفيقها، و تقول لها أنها جهزت الفطور، و لكن لم ترآها بـ الغرفة، فـ نادت إليها قائلة:-
-  جنــــــات. هل أنتِ بـ المرحاض؟!
أتاها صوت جنات، و هي تقول:-
-  نعم سوف أخرج الآن.
عدت ثوانِ، و خرجت جنات من المرحاض قائلة بـ إبتسامة رقيقة:-
-  لقد عدت. شكراً لكِ على هذه الليلة التي أبقيتيني بها في منزلك.
أردفت منه قائلة، و هي تمسح على خديها:-
-  لا تقولين هكذا كما قلت لكِ مسبقاً أنتِ مثل إبنتي. لا تنزعجي مني، و لكن أريد معرفة لما تركتِ المنزل، لم تسبق لي معرفة هذا في وقتاً باكراً.
أجابتها جنات:-
-  هذه قصة طويلة إن ظللت أحكي لكِ قصة إستمرت منذ خمسة، و عشرون عاماً، لم أنتهى منها قصتي تؤلم قلب من حديد.
قالت منه بخفوت:-
-  إحكي عزيزتي. ليس ورائنا أي شئ اليوم إحكي لي ما بـ قلبك لـ نستطيع إيجاد الحل الأمثل لكِ.
أجابتها جنات بـ حزن، و يإس:-
-  لقد علمت منذ أيام فقط، أنني لا أنتمي إلى تلك العائلة هناك شخصاً آخر، أنا إبنة شخصاً آخر، و بالتأكيد أنه ما زالوا أحياء أريد فقط معرفة لما تركوني، و ذهبوا و ما العلاقة التي تربطهم بـ تلك العائلة، عندما علمت أبلغت والدتي بـ كل شئ رأيته و سمعته واحهتها بـ كل شئ، و لكن ماذا كانت علامات وجهها لم تدل عن الصدمة، حتماً علامات وجهها كانت ساخرة حاولت معها معرفة من هم والداي، لكنها لا تريد الحديث فـ مؤكد أن تلك المرأة لها علاقة بعائلتي. أريد حقاً معرفة الحقيقة. هل هم أحياء بالفعل أو أموات، و لو أحياء لما تركوني و ذهبوا؟!
أردفت منه قائلة:-
-  جنات. أريدكِ فقط أن تعلمي أي إن كان ما حدث بالماضي عليكِ نسيانه والدايكِ مؤكد، أنهم كانوا في حالة سيئة هذا لا يبرر لهم موقفهم تجاهكِ أو مسئؤليتهم عليكِ، لكن يجب أن تعلمي أنهم في الأول، و في الآخر والداكِ. لا أريدكِ أن تكرهي أي منهم؛ لابد أنهم حكمت الظروف عليهم بذلك.
أردفت جنات بـ صرامة:-
-  أي كان ما حدث بالماضي لما لم يأتون لما لم يبحثون عني لما يشعروني دائماً أنني يتيمة نعم لقد أحييت مع سامر و والدته سامر أحبني كثيراً هو أبي و ليس فقط شقيقي و لكن عائلتي الحقيقية أين هي؟!
أجابتها منه بـ حزن:-
-  أعتقد، أنه حان الوقت لـ تعلمي الحقيقة.
نظرت لها جنات بـ عدم فهم، و قالت:-
-  حقيقة ماذا؟! ماذا تقولين أنتِ؟!
بادلتها منه نظرتها، و لكن كانت تحمل معاني اليإس، و الحزن، و كأنه حدث شيئاً بالفعل في الماضي جعلهم في رعب كبير من المستقبل.
قالت منه:-
-  ما سأحكيه لكِ الآن أعديني، أنه لا أحد آخر يعلم بهذا، حتى لا تكون نهايتك مثل والدايكِ. منذ خمسة، و عشرون عامًا، كانت والدتكِ بطلة بـ أعين الجميع، كانت ملاكمة قوية جداً، و ما جعلها قوية قوة أخرى خلقها الله بها، كي لا يصيبها أي مكروه مهما حدث شقيقتها، كانت تغار منها كثيراً، و تحقد عليها مثلما تفعل سارة بكِ الآن، لكن كان حقد شقيقتها على والدتك، كان قوياً بشدة كان أكثر من القتل نفسه، لكن بسبب حماية الله لوالدتكِ، لم تُصيب والدتكِ بـ أذي، و تعرفت على والدك، هو كان شخصاً طبيعياً جدا أحبها من اول مرة رآها بها، لكن في كل مرة كانت تحاول أن تحكي والدتكِ له أنها ليست ملاكمة فقط، كنت أمنع والدتكِ عن هذا حاولت شقيقة والدتكِ قتلها أكثر من مرة، لكن والدتكِ كانت قوية جداً في بعض الأحيان، كانت تحمي والدك أيضاً، كان شيئا مثل السحر، و لكن إنقلب السحر على الساحر شقيقة والداتكِ، حاولت أن تدبر مكيدة لـ والدك، و نجحت في ذلك دبرت له حادث سير، كان في ذلك اليوم والدتكِ، كانت على وشك الولادة، و عندما علمت بـ وفاة والدك أغشي عليها، و دلفت إلى العمليات، و ولدتكِ، و توفيت بعد ذلك أخذت، أنا رعايتك، لكن لم استطيع كل ما كان متبقي معي قمت بـ دفن والداكِ في مقابر أجمل من مقابر الحكومة كانت، هذه أمنية والدتكِ قبل أن تموت لم أستطيع الإعتناء بكِ لـ ذلك أعطيتكِ لـ تلك المرأة بعدما أحبك سامر، كان سامر في عمر الخامسة او السادسة من عمره تعلق بكِ كثيراً، و هو من قام بـ رعايتكِ معي والدتكِ، كانت تحبكِ كثيراً عزيزتي جنات؛ و ما زالت تحبكِ لقد قامت بـ زرع قواها بكِ قبل ان تموت، لم تكن تستطيع العيش بـ دون والدكِ، و لم تكن تستطيع رعايتكِ لكنها كانت تحبكِ، و تتمنى يوم ولادتكِ.
كانت جنات تستمع إليها، و دموعها تهبط على وجنتيها بـ غزارة، و قالت:-
-  ماذا حدث لـ خالتي؟!
توترت منه، و قالت:-
-  لم تكن والدتكِ تعلم بـ أن كل ما حدث بسبب شقيقتها، و يوم ولادتكِ كانت موجودة أيضاً بـ المشفى، أنا هي شقيقة والدتكِ الذي قتلت والدك، و والدتكِ ماتت من قهرة قلبها على زوجها، و أنتِ أحييتِ يتيمة بسببي عندما أمسكتكِ بين يداي شعرت أن كل ما فعلته، كان إنتقام، و إنتهى بدأت معكِ حياة أخرى، و قررت ان أصبح شخصية صالحة، أنا أعتذر بـ شدة على ما فعلته بـ الماضي، لـ هذا كنت أمنعكِ من معرفة الحقيقة عذاب الضمير يحاوطني كل يوم كل يوم أتألم من عذاب الضمير، أنا الآن حكيت لكِ كل شئ، و كل ما حدث، لكن لا تنسين أنني قمت بـ رعايتك لـ هذا كنت أقول لكِ إن حدث شيئاً سأحميكِ الحقد بـ داخلي، لم يستغرق وقتاً طويلاً في قلبي بسببك فقط منحتيني حياة جديدة، لكن لم أنسى الماضي أبداً إبتعدت بكِ عن عائلتي، حتى لا يؤخذونكِ مني لم استطيع العيش بعيدة عنكِ لـ وقتاً طويلاً، لهذا قررت أن أكون معكِ دائماً، و قريبة منكِ، لم أستطيع أن أكون بعيدة عنكِ لـ سنوات سامحينني رجاءً.
وقفت جنات و قامت بمسح دموعها قائلة:-
-  هل تطلبين مني السماح بعد كل ما فعلتيه؟! لقد حطمتِ أمي، و أبي لقد حطمتيني. كيف أسامحكِ لقد أبعدتِ أمي، و ابي عني قتلتيني، و أنا حية حاولتِ قتل أمي أكثر من مرة قتلتِ ابي. كيف اسامحكِ؟! لما تطلبين مني أن اسامحكِ، أنتِ تستحقين أن يلتف حولكِ حبل المشنقة، أنتِ لا تستحقين أن تكوني معي؛ لا تستحقين أن تكوني خالتي تلك المرأة التي قامت بـ رعايتي أفضل منكِ، هي على الاقل سيئة معي، لأنني لستُ من عائلتها، لكن أنا من عائلتكِ، و أمي من عائلتكِ أبي، كان من عائلتكِ. كيف إستطاعتي فعل هذا بنا؟! كيف أتى لكِ قلباً تقتلي والدي!
ثم أمسكتها جنات من ياقة قميصها، و هي تبكي بشدة، و تقول:-
-  ماذا فعلوا لكِ؟! أجيبي ماذا فعلوا؟! لما قتلتيهم؟! لدي تساؤلات لكِ أجيبي، أنا أسالكِ.
أجابتها منه، و هي تبكي:-
-  الحقد! كان معمي على قلبي سامحينني، كان الجميع يُفضل والدتكِ علي، كان الجميع يُحبها أكثر مني، أنا أعتذر منكِ كثيراً جنات.
تركتها جنات و في حالة من الهستيريا قالت:-
-  إياكِ أن تنطقِ إسمي على شفتيكِ أبداً؛ لا أريد سماع أي شئ منكِ يكفي ما قلتيه، و يكفي ما سأفعله بكِ، أنتِ خالتي صحيح، لكنِ الآن أكره الدماء الذي يجري بعروقي، لأنه دمك ليتك، لم تنقذينني من الموت، أنا أكرهكِ أكرهكِ أكثر مما أكره أي شخص آخر؛ لا أريد رؤيتكِ، لأنني إن رأيتكِ سأقتلكِ بـ يدي، و حقاً أفعلها، و أنتِ تعلمين هذا تعلمين، أنني أفعل كل شئ حتى، و إن بلا رحمة أنتِ لم ترحمي والدتي لـ ذلك من الآن فـ صاعداً سـ أنتقم منكِ بـ القانون مثلما قتلتيهم، سـ تدفعين ثمن هذا الشئ غالياً.
ثم ذهبت من الغرفة و من المنزل بـ أكمله بعد توسلات منه لها أن تسامحها. بعد قليل من الوقت، وقفت جنات أمام منزل والدتها المزيفة، و عندما فُتحت الباب رأت سامر أمامها، فـ ذهب سريعاً إليها، و إحتضنها بـ شدة قائلاً بـ عتاب قائلاً:-
-  أين كنتِ؟! لما تركتِ المنزل، و ذهبتِ!
أجابته جنات بـ صوت متعب:-
-  أنا متعبة أخي، يمكنني أن أستريح أولاً، و في الليل نتحدث.
هز سامر رأسه بـ نعم، و قال:-
-  بالطبع. إذهبي غرفتك ما زالت مترتبة قمت بـ ترتيبها، حتى تعودين إنتظرتكِ كثيراً.
إبتسمت جنات بـ حزن، و قالت:-
-  نعم أعلم قال لي الأستاذ ليث كل شئ اليوم، و أنك قابلته.
أجابها سامر:-
-  نعم. لقد تقابلنا هذا الشاب صالح جداً بعدما علمت ما حدث معك، و أنه لم يتركك إحترمته أكثر، و هذه التي تدعى سارة سأجعلها تدفع ثمن ما فعلته معكِ غالياً.
أردفت جنات بـ هدوء:-
-  ليس هناك داعي الله سينتقم منها في الوقت الحالي أريد منك فعل شيئا واحداً لأجلي.
أجابها سامر بـ قلق:-
-  ماذا هو؟!
جنات، و هي تضع حقيبتها بـ الغرفة:-
-  أريد أن أرفع قضية ضد منه البنهاوي.
إستغرب سامر من حديثها، لأنه يعلم أنها مدربتها فـ قال:-
-  ماذا حدث لـ ترفعي قضية على مدربتك جنات. هل حدث شيئاً و تقومين بتخبئته عني؟! و ما القضية التي تودين رفعها؟!
أجابته جنات بكره:-
-  قتلت عائلة! لقد دبرت مكيدة للأب، و حاولت قتل الأم أكثر من مرة، حتى ماتت من قهرتها على زوجها، و قتلت الإبنة عندما علمت الحقيقة لذلك أود رفع تلك القضية عليها، و في أسرع وقت سامر رجاءً إفعل هذا لأجلي إن كنت تحبني حقا ستفعل هذا.
أردف سامر قائلاً:-
-  لم أفهم عليكِ من قتل من؟!
أجابته جنات بـ صوت غاضب:-
-  منه خالتي سامر بـ تكون خالتي، هي قتلت والداي الحقيقين. هل علمت الآن لما أود رفع تلك القضية أريد سجنها، حتى لو مر مائة عام سأجلب حق والداي منها؛ لا يهمني أحد كل ما يهمني الآن أن لا أحد يقف أمامي، أنا للآن لا أعرف إسم والداي الحقيقين لا أعرف شيئا؛ لقد حكت لي تلك المرأة كل شئ، و لكن لم تذكر اي أسماء، أنا حقا أكرها، كنت أعاملها أكثر من شقيقة، و لكنها خدعتني، و قتلت والداي لم اسامحها، حتى لو مر سنوات، و يجب أن أجلب حق والداي منها أو أقتلها أنا بـ يدي، و ألوث يدي بـ دمائها، هذه الدماء التي تجري بـ جسدي من نلك الحادثة التي حدثت لي، و قامت هذه المرأة بالتبرع لي، أنا سيئة الحظ بـ تلك الدماء، هذه المراة، يجب أن تكون الآن بـ السجن، لأنها تستحق ذلك سامر؛ لقد قتلت أغلى شخصين على قلبي.
إنصدم سامر من حديثها، و جلس أرضاً قائلاً:-
-  .........
إنتظروا الفصل السادس بـ قلمي نهار أحمد "القناع"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي