الفصل السادس

عندما جلس سامر أرضاً قال:-
-  أبيكِ، وأمك صحيح؟!
نظرت له جنات بشك، وقالت:-
-  كيف علمت بذلك؟!
مسك سامر كفيها ثم، أجلسها على الأريكة، وقال بتوتر:-
-  جنات. أنا أعلم كل شئ. لقد علمت منذ يومين فقط، وواجهت منه بكل ما سمعته، لكنها أنكرت كل هذا، وقالت أنها تريد الإيقاع بشخصاً ما يريد تهديدك أنتِ كشخص، وطلبت مني أن لا أحكي أي شئ عن ما سمعته، حتى لا تقلقين.
أخذت جنات تفكر، وتفكر وبعد القليل من التفكير قالت:-
-  هذا يعني أن منه تُخبئ شيئاً ما أو أحد ما يريد توريطها!
وقف سامر ودلف إلى غرفة والدته، وهو يقول:-
-  مؤكد أن ما نبحث عنه موجوداً بغرفة والدتي. إنتظريني.
ثم أغلق باب الغرفة في هدوء بينما جلست جنات أيضاً في هدوء، حتى لا تفيق والدتهما، حتى مر وقتاً وعاد إليها سامر مرة أخرى قائلاً:-
-  لم أجد أي شئ بالداخل؛ ولا حتى أوراقاً تخصكِ.
قالت جنات:-
-  ماذا سنفعل الآن؟! أنا أشعر أن هناك أشياء كثيرة مخبأة عنا، ولم تنكشف إلا إذا رفعنا تلك القضية، وسأثبت نسبي لتلك العائلة وأعلم الحقيقة، ومؤكد سأجد أشخاصاً آخرين من عائلتي غير منه، لأني الآن لم أعد أثق بها.
قال سامر:-
-  إذا أردتِ رأي الشخصي عليكِ طلب المساعدة من الأستاذ ليث أو الأستاذ آدم، هو أيضاً شخص متفاهم وصالح.
رفعت جنات إحدى حاجبيها قائلة:-
-  ماذا قلت؟!! هل أتى آدم إلى هنا!!
هز سامر رأسه وقال:-
-  نعم. لقد أتى بالفعل وسألني عنكِ، وعندما علم أني شقيقك أعطاني المال، ولم أخذه، لأني أعلم ماذا ستشعرين في ذلك الوقت وستنزعجين كثيراً، وأنا لا أود حدوث ذلك ولا رؤيتكِ حزينة في الحقيقة لقد قلت له أني مكتفياً بالأموال التي أجلبها بإجتهادي، حتى وإن كانت قليلة كي لا أحرجه أو أحرج نفسي أو أحرجكِ.
إبتسمت جنات بتعب وقالت:-
-  عليك رفع تلك القضية فقط؛ ولا تهتم بباقي التفاصيل ستنحل قريباً، وسيعلم الجميع أني قوية مثل والدتي الحقيقية.
أردف سامر بحزن:-
-  تحلي بالصبر فقط.
تجاهلت جنات حديثه، وذهبت إلى غرفتها دون أن تنطق بكلمة واحدة بينما جلس سامر يفكر ماذا سيحدث في الغد!!
فى منزل آدم، كان في غرفته ونائماً على الفراش، وهو يتذكر في وجه الشبه بين جنات، وجنة حبيبته التى توفيت، وهو يقول إلى نفسه:-
-  لما أنا مُتوتراً أمام تلك الفتاة؟! هي حقاً تُشبه جنة كثيراً، لكن هذه الفتاة لديها عائلة هذا ما يجعلني بارداً حقاً إن كانت هذه الفتاة جنة، كنت سأعلم بهذا أنا أشعر أن وراء تلك الفتاة أسرار مختبئة، لكن لا أعلم ما هي ويجب أن لا يشك ليث أني ورائها، هو مُعجباً بها، وأنا لا أريد عداوة مع أخي بسبب تلك الفتاة، لكن لا أستطيع الإبتعاد عنها.
أخذت الأفكار تدور برأس آدم، حتى وجد حلاً لكل هذا، وهو أن يعلم كل شئ عن تلك الفتاة منذ ولادتها وهنا سيعلم الحقيقة.
في غرفة ليث، كان يُحادث صديقه المقرب الذي يحكي له كل شئ حدث بينه، وبين جنات فقال صديقه له بتشجيع:-
-  حقاً أنا سعيد جداً بهذا الكلام. لقد أصبح صديقي مُغرماً بفتاة ما، أريد رؤية تلك الفتاة، حتى أتشكرها على ما فعلته.
ضحك ليث بحزن، ويإس:-
-  أشعر أني لم أرآها مرة أخرى؛ لقد أفسد أخي آدم كل شئ سام، لقد أهانها أمام الجميع، وقام بإذلالها لا أعلم لما فعل هذا. هل كان يُعاتبها على إنها جنة أو يهينها على إنها جنات لا أفهم.
أردف سام بحزن:-
-  ليث أن تعلم ما مر به آدم أكثر مني، أنا صديقكم أنتما الإثنان، لكن أؤكد لك أنه من المستحيل أن يفكر آدم بشئ يؤذيك أبداً.
وقف ليث وأخذ يدور ويسير بالغرفة، وهو يتحدث ويقول:-
-  أنا أعلم هذا. لكن ما الشئ الذي دفعه ليفعل هذا بها، هي ليست جنة حبيبته سام جنة ماتت، وأنت تعلم بهذا ورأينا جثمانها جميعاً.
أردف سام وقال متسائلاً:-
-  أريد سؤالك بشئ بما أنك وقعت بالحب. إن أصاب جنات مكروهاً، وأصبح من المستحيل شفائها أو توفيت جنات لقدر الله. هل ستعود حياتك إلى طبيعتها مرة أخرى؟!
توتر ليث لكنه قال بثقة:-
-  في الحقيقة لا.
إبتسم سام، وقال له:-
-  هكذا أصبح شقيقك يا صديقي أصبح بارداً، ومُتغيراً أصبح قلبه مثل قطعة الحجر لا يُشفى بسهولة، وجرحه لا يلتئم إلا إذا حدثت معجزة، وأتت فتاة تُغير حالته من سئ لأفضل؛ وهذا صعباً جداً في هذا الوقت.
أردف ليث قائلاً:-
-  سام. أنت تعلم أخي أكثر مني، لكنك مقرب لي أكثر منه منذ إن عاد إلى مصر من تلك المهمة، وهو مُتغيراً بشكل لا يصدق أولاً أهان جنات بدون أن ترتكب أي شئ، كان الخطأ خطأي رأيت دمعتها؛ ولم أستطع فعل شئ لها، والثاني عندما عاد إلى المنزل؛ لم يعزل نفسه مثلما كان من قبل، هذا شئ جيد، ولكن ما فعله بعد ذلك جعلني أشك به.
قال سام بفضول مميت:-
-  ماذا فعل؟!
أجابه ليث:-
-  ذهب إلى منزل جنات، وتحدث مع شقيقها، وحاول إعطائه المال كي يذله، ويحرجه؛ ولم يأخذ شقيقها سامر المال، لأنه رجلاً ذو عزة نفس كبيرة.
أردف سام، وهو يقهقه:-
-  في الحقيقة لا أصدق ما فعله أخاك؛ لقد جعلني أضحك بالفعل. سأتحدث معه، وأفهم ماذا يفعل حقاً لديه سبب.
قال ليث ببرود:-
-  على ماذا تضحك أنت؟! نعم تحدث إليه، لأن ما يفعله خاطئاً وهكذا سيؤثر على علاقتي بها، أنا أريد الزواج من جنات، وسأتحدث إليها قريباً.
قال سام:-
-  بالتأكيد، وسأتحدث معه الآن.
قال ليث:-
-  سأغلق إذا.
ثم أغلق المكالمة دون أن يستمع إلى رده، لأنه يعلم أن حديثهم لن ينتهي إلا بتلك الطريقة ثم، ذهب في ثبات نومه. وفي غرفة آدم رأى إتصالاً من سام، فإبتسم وفتح المكالمة التي كانت مكالمة صوتية، وقال آدم مبتسماً:-
-  كيف حالك؟!
أجابه سام:-
-  بخير. لكن ماذا فعلت أنت؟! لقد حكى لي شقيقك كل ما حدث أريد معرفة كل شئ آدم.
تنهد آدم، وقال:-
-  في الحقيقة، أنا أيضاً لا أعلم ماذا حدث لي عندما رأيتها مع أخي قمت بتوبيخها رأيتها جنة سام هي تُشبهها كثيراً لا أعلم ماذا فعلت حقاً، لكنِ عندما رأيتها هكذا ومع أهي شعرت أن قلبي يرتجف؛ ولم يعد حجراً وعندما قال ليث اليوم أنه معجباً بها شعرت بنفس الرجفة التي شعرت بها من قبل، ولكن أشد بكثير.
قال له سام، وهو غير مصدق ما يسمعه:-
-  آدم هذه الفتاة ليست جنة شقيقك يحبها لا أعلم ماذا أقول لك، ولكن هذه المشاعر تحركت فقط، لأنها تشبه جنة، لكن ليست هي عليك فهم هذا إن كانت جنة كانت تذكرتك أو تحرك منها مشاعر تجاهك، لكن هذا لم يحدث.
فكر آدم مع نفسه قليلاً، وأخذت كل تلك الأحداث التي مر بها في عقله، و هو يرى أن لا تشابه في الأسلوب؛ و لا المستوى الإجتماعي فقال، و هو يوجه حديثه إلى صديقه:-
-  سام. أنا لا أعلم حقاً ماذا حدث معي، لكن مثلما قلت لك أنها تشبه جنة، وكثيراً أنا لحد الآن؛ لم أنسى ملامح حبيبتي، هي بقلبي ليس عقلي فقط أشعر بالذنب على ذلك الحادث؛ لم أستطع إنقاذها.
قال سام، وهو في أشد حزنه على حال صديقه:-
-  الحب الحقيقي لا يموت بل يحيي من جديد بداخلك يا صديقي إن هذا حدث مع جنات ستكون هذه الفتاة السبب في خراب الإخوة بينكم.
جلس آدم يفكر في حديث صديقه فقال:-
-  .....
إنتظروا الفصل السابع بـ قلمي نهار أحمد "القناع"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي