الفصل السابع

قال آدم بعد تفكير:-
-  معك حق. يجب علي الإبتعاد عن تلك الفتاة، لإنها ليست جنة.
حاول سام تهدأته، وإقناعه:-
-  أخي أنت أكبر مني، ولكن أحيانا أشعر أنني أكبر منك عقلاً أريدك أن تعلم فقط أن تلك الفتاة ستسبب خراباً إن أحبها الأخوين؛ ستكون العداوة بينك وبين أخاك كبيرة؛ وستكون هي السبب في هذا أنا لا أريد حدوث شيئاً لكما يجب عليك الإبتعاد عنها، وتركها إن تقدم لها ليث عليك تركه يختار صحيح أني لم أرآها لكنك رأيتها، ولا أحد يعلم ملامح جنة أكثر منك.
أردف آدم بخفوت قال:-
-  هذا صحيح.
قال سام:-
-  بما أنك فهمت يكفي من تلك الألاعيب، وأُترك كل شئ بيد القدر.
تجاهل آدم الحديث معه وقال:-
-  سأغلق الآن.
ثم أغلق آدم الهاتف بوجهه، وجلس يفكر ماذا سيفعل في الغد!
في منزل سام، كان جالساً في غرفته، وهو ينظر إلى هاتفه، ويقول:-
-  هذه غلطتي. لأنني أحاول حل مشاكلكما حقا سأنام أنا أيضاً.
في اليوم التالي، إستيقظت جنات باكراً على غير عادتها، وتوضأت، وقامت بتأدية فريضتها، وجلست تدعي الله أن يوفقها فيما ستفعله، وعندما أنهت خرجت من المنزل لترى آدم في وجهها، فقالت ببرود:-
-  أنت! ماذا تفعل هنا؟!
قال آدم، وهو حزين:-
-  لقد جئت إليكِ لأعتذر منكِ حقاً لم أقصد حدوث كل هذا لكِ في الحقيقة، أنتِ تشبهين جنة حبيبتي كثيراً، هي كانت أغلى شخص في حياتي كنا نحب بعضنا، لكنها توفيا في حادث، ولم أستطع إنقاذها رغم أننا كنا أطفال، لكن لحد الآن ما ذلت أتذكر ملامحها التي كانت بالنسبة لي ملامح ملائكية، عندما رأيتك مع أخي ليث تذكرتك جنة، وأخذت أعاتب بكِ وأذلكِ، لأنني للمرة الأولى أشعر بوجودها بجانبي.
أردفت جنات، وهي مُحرجة:-
-  لم يحدث شيئاً.
أمسكها آدم من ذقنها، وقال بهدوء:-
-  لا تخجلي مني. منذ إن رأيتكِ تشبهين حبيبتي، وأنا أحاول منع حالي منكِ، لكن لا أستطيع لا أعلم لما أود رؤيتك دائماً.
كادت أن تتركه جنات، وتذهب لكنه أمسك معصم يدها، وكاد أن يتحدث لكن رأى أمامه شقيقه، فسكت بينما نظر ليث إلى ما يفعله أخاه، وإقترب منهما أكثر، وهو غاضب وحل يد شقيقه الأكبر من يد جنات، وقال ساخراً من آدم:-
-  لم أكن أعلم أنني سأراك هنا. ظننتك بالمنزل.
قال آدم ببرود:-
-  لقد جئت فقط كي أعتذر لا أكثر. وهي لم تقبل إعتذاري صحيح؟
كادت أن تتحدث جنات بالنفي، لكنه قاطع حديثها قائلاً بعناد:-
-  الآن جاء أخي سأتي فيما بعد لأراكِ.
هزت جنات رأسها بـ ماشي، وذهب آدم وهو لا يعلم ماذا قال، ولما قاطعها في الحديث، فأخذ يفكر طيبة الطريق في هذا الحديث، حتى وصل إلى مكان ما فنظر إليه، وهو لا يعلم ما الذي أتى به إلى هنا، ولما أتى إلى هذا المكان الذي يُذكره بـ وفاة حبيبته فنظر إليه، وهو يتذكر ويستمع إلى صوت إستغاثتها وهي تبكي قائلة:-
-  أريد الخروج من هنا. آدم فلتلحق بي رجاءً، أنا خائفة.
جاء لـ يدلف إلى هذا المكان الذي تحطم قلبه به، لكن قام صديقه سام، وشقيقه ليث، ووالدته بمنعه عن فعل هذا كان يستمع إلى صراخها، وهو يتردد في أذنيه، حتى إختفى الصوت، فجلس آدم أرضاً، وهو يصرخ بـ علو صوته، حتى أغشي عليه، ودخل إلى المشفى.
باك جلس آدم أرضاً، ولكن هذه المرة لا يبكي، ولا يصرخ بل قال:-
-  طيلة حياتي، وأنا أشعر بالذنب الشديد أني لم أستطيع إنقاذك من ذلك الحريق؛ لقد أخذ مني كل شئ حلو بـ حياتي، ظننت أني سأنسى، لكن مرة خمسة عشر عاماً؛ ولم أنسى بهم شيئاً، لقد إقترب عيد مولدي الثلاثون، لقد مر خمسة عشر عاماً على فراقك، وأنا لم أستمتع بأي شئ من دونك.
جاء أحد ما، وطبطب عليه، وهو يقول:-
-  كنت أعلم، أنك ستكون هنا.
نظر آدم إليه، ليرى أنه سام فوقف، وإحتضنه بشدة، وهو يقول:-
-  كان بيدي إنقاذها، ولم أستطيع.
أردف سام، وهو في حزن شديد:-
-  هذا قدرها لما أنت تعترض دائماً على قدرة الله.
بكى آدم لأول مرة منذ خمسة عشر عاماً، وهو يقول بإنهيار حاد:-
-  هذا ليس اعتراضاً أشعر أنها بجانبي يا سام، أشعر أنها قريبة جدا مني، لكن لا أستطيع الحديث معها أو لمسها أو حتى رؤيتها.
أردف سام قائلاً:-
-  أنا أعلم هذا أعلم أنك في أشد الحاجة إليها، لكن هي الآن بيد الأحسن منك، والجميع يجب عليك الإبتعاد عن جنات يا آدم شقيقك أبلغني، ماذا فعلت اليوم ما فعلته كان خاطئاً. لما ذهبت إلى هناك؟! مؤكد هي الآن تفكر لما قاطعت حديثها.
أزاح آدم رأسه، وإبتعد خطوات عنه، و قال بصوت غاضب:-
-  هذه الفتاة تُذكرني بـ جنة، أنا لحد الآن لم أنسى ملامحها، حتى لقد مرة خمسة عشر عاماً منذ وفاتها سأبلغ عامي الثلاثين، ولم تستطيع أي فتاة تملك قلبي سواها، لقد كانت قطعة من قلبي؛ وستظل هكذا دائماً.
في مكان ما جلس كلاً من ليث، و جنات في إحدي الكافيهات الثرية؛ حيث جلست جنات، ولم تشعر بالإرتياح فـ قالت:-
-  لما جئنا إلى هنا؟!
أجابها ليث، وهو يتفحص قائمة المشروبات:-
-  في الحقيقة، أنا أحب هذا المكان جداً. لهذا جلبتك إلى هنا.
قالت جنات، وهي تجز على أسنانها:-
-  لكن أنا لا أحب الجلوس في الأماكن الثرية، أنا فتاة متواضعة ومن الطبقة المتوسطة لا تجلبني بعد ذلك إلى مثل تلك الأماكن، لأني لا أشعر بالراحة أبداً.
قال ليث بهدوء:-
-  حسنا المرة القادمة ستختارين أنتِ أين سنذهب!
وقفت جنات، وقالت ببرود:-
-  أنا لا أشعر بالراحة هنا؛ إما نذهب من هنا أو سأذهب أنا.
وقف هو الآخر، و قال:-
-  جنات إهدأي الجميع ينظر إلينا.
جائت لـ تذهب جنات من أمامه، لكنه أمسكها من إحدى ذراعيها، و قال بخفوت:-
-  إجلسي رجاءً. الجميع يُحدق بنا.
قالت جنات بلا مبالاة:-
-  لا يهمني أحد. فلتجلس أنت، وأنا سأرحل.
ثم أزاحت ذراعيها من يده، و ذهبت إلى الخارج فـ رآهم أحدهم، و أبلغ شخص ما بهذا فقال له:-
-  أريد منك مراقبة تلك الفتاة هي المفتاح الذي سندلف منه إلى عالم آدم نقطة ضعفه شقيقه، ومن الواضح أنه ليس شقيقه فقط بل هذه الفتاة أيضاً أرأيت كيف كانت معاملة آدم، و كيف كانت معاملة ليث مع تلك الفتاة أشعر أن هناك شيئا يجمع آدم بتلك الفتاة.
أجابه الرجل:-
-  أجل. وأنا أيضاً أشعر بهذا لم أرى آدم يقترب من أحد من قبل مثلما إقترب من تلك الفتاة.
في مكان ما في مقر المخابرات، كانوا معظم الضباط يستعدون إلى مهمة ما، لكن غاب أحدهم ويحاولوا الوصول إليه، لكن بلا جدوى فأصدر قرار اللواء بإعادة آدم مرة أخرى إلى المقر، وبأسرع وقت فإتصل به زميله حتى رد عليه، وقال:-
-  ماذا حدث؟!
أجابه صديقه:-
-  يجب عليك العودة إلى المقر، والآن. نحتاج إليك لقد غاب وليد؛ ولم نستطيع الوصول إليه، ويجب علينا تغطية المكان، أنت تعلم كم هذه المهمة ضرورية.
قال آدم، وهو يقود سيارته:-
-  سآتي في أسرع وقت لا تقلق جهز لي فقط كل شئ، وأنا قادم.
شكره زميله وقال بإمتنان:-
-  شكراً لك يا صديقي، لن أنسى هذا المعروف أبداً.
قال آدم:-
-  فلتشكرني بعد نجاح المهمة لا قبلها.
أغلق زميله المكالمة وقال:-
-  آدم سيإتي قريباً سأقوم بتجهز ملابسه.
هز اللواء رأسه، و قال بإستعداد:-
-  الجميع مستعداً صحيح؟!
قال أحدهم بـ حماس:-
-  نعم سيدي.
أردف اللواء بتحذير:-
-  لا أريد أي خطأ في هذه المهمة أريد رجوعكم جميعاً منتصرين في المهمة.
بعد قليل جاء آدم، وإرتدى الدرع الخاص بي، و قال:-
-  أنا أيضاً أصبحت جاهزاً.
نظر إليه اللواء نظرة ثاقبة، و قال:-
-  أعلم أن هذه المهمة هي المهمة الأولى لك في مجال المخابرات، ولكن أتمنى من كل قلبي أن لا تكون الأخيرة أريدك منتصر دائماً.
إبتسم آدم، وقال:-
-  بإذن الله سنكون جميعاً عند حُسن ظنك.
إحتضنه اللواء، وقال:-
-  فلتذهبوا الآن إلى مكان التسليم أريدهم جميعاً أحياء، حتى يعترفون على رؤوسهم الأكبر.
الجميع بتحية أمنية:-
-  أمرك سيدي.
ثم ذهبوا جميعاً إلى ذلك المكان، وإختبئوا حتى رأى آدم أحدهم يخرج، ويتأكد أن لا أحد يراقبهما، وعندما تأكدوا سرعان ما كُشفت وجوههم، وخرجوا جميعاً ليتأكدوا من وصول الأموال، والآخرين يتأكدوا من وصول البضاعة، وعندما فُتحت الصناديق أمامهم ظهروا القوات، وأخذوا يضربون النيران على الجميع وأخذوا هؤلاء البشر يضربون أيضاً، ويهاجموا القوات حتى قُتل أكثر من سبع ضباط إستشهاداً، وتم إصابة ثمانية عشر شخصاً، عندما رأى آدم أن جميع أصدقائه يموتون، ويُصابون يحاول مهاجمتهم أولاً، لكنه رأى أحدهم يُكاد يهاجم صديقه؛ فجاء ليقتله، لكن لم يجد ببندقيته أي رصاص فـ جرى إليهم، وأخذ تلك الرصاصة بدلاً من صديقه ليأخذ سلاح صديقه سريعاً، ويقوم بضرب ذلك الرجل بالرصاص في رأسه حتى وقع.
في مكان آخر، كانت جنات بالنادي، فشعرت بنغزة شديدة في قلبها لا تعلم ما سببها، لكنه شعور مؤلم أكثر مما ينبغي، فحاولت أن تذهب إلى التدريب، لكنها ما إن وصلت إلى حلبة الملاكمة، وقعت مغشي عليها...
إنتظروا الفصل الثامن بـ قلمي نهار أحمد "القناع"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي