الفصل الثالث

-  لقد علمت الآن، أنك ما زلت تعشقني سامر.
ثم تركته، و دلفت إلى المنزل، و أغلقت الباب، و ذهب و هو يتذكر تلك اللحظات البريئة بينهم، و إبتسم و لكنه فور ما تذكر الوقت، و ظن أن شقيقته عادت إلى المنزل.
فى منزل ليث، لم يكن ليث نائمًا، لذلك هبط الدرج، و ذهب إلى الحديقة يريح أعصابه قليلاً لكت
نه رآها أمامه، و قال:-
-  لما إستيقظتِ الآن؟! هل ما ذلتِ متعبة؟!
قال جنات بـ إبتسامة:-
-  بلا ما ذلت متعبة، لكن لم أستطيع النوم أشعر بـ حدوث شيئا سيئًا.
إبتسم ساخرًا، و قال:-
-  لا أعلم. لماذا علي تصديقك في كل ما رويتيه لي؟!
قالت جنات:-
-  أنا حقا أقول الحقيقة، أنا لا أعرف ماذا أكون لدي قدرات تظهر أثناء غضبي لدرجة أن من غضبي يمكنني حرق العالم بأكمله لا أعرف كيف، و لكن هذه القدرة قمت بورثها من أبي رحمه الله كنتُ ضغينة، و يتنمر علي الجميع، لكن عندما أيقنت أن لدي تلك القوة الجميع الآن يحترمني، و الآن أنا أتدرب على كيفية السيطرة على تلك القوة للآن، لا أعرف كيف أسيطر عليها.
قال ليث بـ تهور:-
-  لا أعلم ما تفعلونه، و لكنِ لا أؤمن بـ تلك الأشياء حقا أسفًا، و لكن كل هذا عبارة عن خرافة، لا يمكن لـ فتاة صغيرة مثلكِ أن تمتلك قوة أسطورية مثل هذه القوة، كيف تستطيعين كسر الزجاج، و أيضا إرجاعه هذا مستحيل، لأبد أن أحدًا يساعدكِ في إرجاعه هذا جنون.
قالت جنات بـ صوت غاضب:-
-  لقد جنيتُ على نفسك حقًا.
ثم قامت بالنظر إلى الزجاج الذي خلفه فـ تكسر الزجاج آلاف من القطع ورائه، فـ نظر ليث إلى الزجاج المحطم، ثم نظر إلى جنات التي كان وجهها غاضبًا، و بـ اللون الأحمر إرتعب ليث من ملامحها الغاضبة، و قال:-
-  .....
قال ليث، و هو ينظر إلى ملامحها:-
-  هل أنتِ حقا ساحرة؟!
أردفت جنات قائلة، و هيا تُخفي يداها، كي لا تفتعل مصائب أكثر، و تُرعبه:-
-  بلا. أنا إنسانة مثلك، و لكن أمتلك قدرات خاصة و فعلت هذا بسبب رفضك، و عدم إيمانك بي أردت فقط أن تصدقني، لم أكسر الزجاج عمدًا أردتُ فقط أن تُصدقني.
وقف ليث، و إقترب منها، ثم وقف أمامها لا يفصلهما سواء مترًا فقط قال مبتسمًا:-
-  أنا أصدقك، و لكن يجب عليكِ إخفاء تلك الهبة، حتى لا يستخدمها أحد ضدكِ أريد فقط أن أعرف، كيف لكِ بـ فعل مثل هذه الأشياء؟!
قالت جنات بـ خفوت:-
-  لا أعلم حقًا، لكن والدتي قالت لي أنا، و شقيقي سامر أن أبانا كان بطلاً خارقًا، و كانت جميع النساء تحبه بـ شدة لكنه إختار أن يحيي بجوار أمي، و عندما توفي ماتت الحياة في عيناي أيضا بعد فراقه، لم أعد أرغب بالإهتمام بأحد سواء أخى، و والدتي حتى نسيت نفسي، و نسيت أنني فتاة تخليت عن طفولتي و عن حب طفولتي أيضا، لأنه تركني، و هجر منذ زمن مع عائلته، حتى إذا رأيته الآن لن أعرفه مؤكد ملامحه تغيرت كثيرًا كان أكبر مني، و وسيم لدرجة أنه تخطى علامات الجمال مهما أوصفه لك، لم يكن كافيًا عليه.
قال ليث:-
-  و لما لا تحاولين الوصول إليه الآن؟!
قالت جنات، و هيا تنظر إلى الفراغ بـ حزن:-
-  لم ينفع لا يصح ذلك أنظر إلي أتعلم ليس لدى شيئًا من الأنوثة أرتدى ملابس شبابية شعري قصير أيضا أنظر إلى ملامحي، لن يحبني أحد، و لا هو أيضا الجميع يعاملنوني على أنني شابًا هذا أول شئ، و الثاني أنني أعلم لما هجر، لأنه خاف أن أؤذيه أثناء ما كان سيرحل، كان يجب علي أن أودعه، و عندما جئت رأيت والدتي تقول له ذلك السر اللعين الذي حد الآن لم أنعم بحياة طبيعية بسبب هذا الحديث، و مؤكد أن هذا الحديث، هو من جعله يتركني، و بذهب مع عائلته.
أردف ليث قائلاً بتساؤل:-
-  لماذا؟! ماذا قالت له؟!
أجابته جنات:-
-  قالت له السر الذي أحاول لحد الآن تخبئته عن أعين الناس، حتى لا يكتشفون أن لدى قوة تستطيع إيقافهم جميعًا تحت قدماي، أنه لدي قوة تستطيع قتله، لكنني سمعته يقول سأعود إليها مرة أخرى، و لكن لم يرجع إلى الآن.
قال ليث:-
-  مؤكد أنه يتذكركِ.
قالت جنات:-
-  هذا مستحيل، لأبد أنه الآن تزوج، و أصبح لديه حياة جديدة، و عائلة. لما سيفكر فيني اذا!
أردف ليث قائلاً:-
-  أنا لا أعرف لما أشعر أنني أعرفكِ، لكن لم أذكر أي شئ.
جنات قالت:-
-  و لما لا، أنا أيضا منذ إن رأيتك أشعر أنني أعرفك، و لكن أين رأيتك لا أعرف.
ليث:-
-  يجب أن تخلدى للنوم، حنى تستيقظين باكرًا، و أستطيع أن أعرفكِ على والدتي، و شقيقتي يارا، و شقيقي، هو سيعود من إيطاليا غدًا.
أردفت جنات بخفوت:-
-  و هل يعقل أن أبقى بـ منزل يوجد به شابان، يجب أن أرحل غدًا و شكرا لك على مساعدتي.
أجابها ليث:-
-  لا تقلقي، أنتِ فتاة بمائة رجل ستبقين، و سأذهب للبحث عن شقيقكِ غدًا أعدكِ بهذا، و سأقول له أنكِ ستبقين هنا، حتى تتحسنين، و أنا لن أتركك، حتى أتأكد من هذا.
ذهبت جنات دون أن تقل له شيئا، و إستغرب ليث أنها لم تعطيه موافقة، و لكن تجاهل، و ذهب هو أيضا إلى غرفة الضيوف، و نام بها، حتى حل صباح غد.
إستيقظت جنات من ثبات نومها، و قالت بـ نشاط:-
-  يجب أن أذهب للتدريب، و إلا ستقلق سارة كثيرًا، لا أعلم لما أشعر أيضا، أنني أعرف سارة كثيرًا أكثر من والدتي الحقيقة، حتمًا هذا الشئ مؤذي جدًا.
ثم وقفت، و ذهبت إلى المرحاض، كي تتوضئ و تؤدي فريضتها ثم جائت لـ تذهب إلى الخارج، رأت ليث أمامهم قائلاً:-
-  جئت لأطمئن عليكِ. هل أنتِ بخير الآن؟!
أردفت جنات قائلة:-
-  نعم أنا بخير، و لكن يجب أن أذهب إلى التدريب المدربة تنتظرني.
أجابها ليث بهدوء:-
-  ما ذلتِ متعبة، و تقولين لي، يجب أن أذهب إلى التدريب ستمرضين أكثر هكذا.
قالت جنات:-
-  لكن يجب علي الذهاب، أنا أنتظر هذا التدريب منذ أشهر.
ليث بـ تفكير:-
-  إذا هيا سأوصلكِ، و أجلبكِ إلى المنزل، عندما تنهين، و إن شعرتِ بالتعب قومي بـ الإتصال بي على الفور، و سآتي أعديني بهذا.
جنات بتوتر:-
-  أعدك.
إبتسم ليث بـ لطف، و قال:-
-  هيا إذا، سأوصلكِ، و سأذهب إلى المطار لأستقبال شقيقي ثم، سأذهب إلى منزلكِ في الليل لأرى شقيقكِ.
هزت جنات رأسها بـ نعم، وذهبوا إلى الخارج.
فى مكان آخر، كان ما زال في الطائرة، فقام بسؤال مضيفة الطيران قائلاً:-
-  إذا سمحتِ. متى ستهبط الطائرة؟!
أجابته المضيفة، و هيا تنظر إلى عيناه الزرقاء التي تشبه البحر:-
-  ها!!
أعاد سؤاله مرة أخرى، و قال:-
-  متى سنصل إلى مصر؟!
أفاقت المضيفة على صوته المزعج العالِ، حتى وصل إلى أحراجها أمام الناس التي كانت جالسة، و قالت:-
-  تبقى لدينا نصف ساعة، و سنهبط لا تقلق فقط قم بـ ربط حزام الأمان من الآن.
قال بغضب:-
-  تمام فلتذهبي أنتِ.
ذهبت المضيفة بإنزعاج، بينما نظر من نافذة الطائرة، و يبتسم قائلاً:-
-  لقد عدتُ جنتِ لا أحد سـ يبعدكِ عني الآن أو يقف بطريقي أتمنى فقط أن تعرفينني، عندما تريني إشتقت لكِ كثيرًا، و أكثر من أي شئ آخر، أتذكرين ذلك الوعد أن ننتظر بعضنا البعض بعد عشرون عامًا؟!
فلاش باك منذ عشرون عامًا، كان يقف في إنتظارها أمام السيارة التي ستأخذهم إلى المطار، و لكن تأخرت كثيرًا، و قال لوالده:-
-  أبي إنتظر رجاءًا دقائق فقط جنات ستأتي.
هبط والده إلى مستوى رأسه، و قال:-
-  بني، يجب أن نرحل الآن، إذا فاتتنا الطائرة، لا يمكننا السفر.
حزنت كثيرًا، و قررت أن أكتب لها على جدران المنزل كلمة "إنتظريني سآتي إليكِ بعد عشرون عامًا، و ستكونين معي إلى الأبد جنتِ"
كتبت هذه الجملة، و رحلت رحلت، و لا أعلم إن كانت أتت بالفعل، و رأتها أو لا.
باك كنتُ حزينًا جدًا، لأنها لم تأتي، لتودعني مع إني قمتُ بانتظارها مرتين الأولى أمام منزلها، عندما خرجت والدتها، و قالت حديث سئ عنها والثانية أمام منزلي لأراها، و أعطيها تلك الرسالة، لكن هل تتذكرني الآن!!
أثناء ذلك الحديث، كانت جنات تتدرب مع منه، و التي هزمتها بضربة قاضية أوقعت منه أرضًا، فـ نظرت جنات إليها بـ إنتصار، و نظرت منه إليها نظرة حاقدة، و كأنها تنوى لـ جنات الشر.
بعد الإنتهاء من التدريب، ذهبت جنات، كي تأخذ نفسًا عميقًا، و تبدل ثيابها السوداء المطاطية دلفت إليها منه، و قالت بـ إنبهار مصطنع:-
-  لم أكن أعلم أنكِ ستعودين قوية بين ليلة، و ضحاها.
إستغربت جنات من حديثها، و قالت متسائلة:-
-  لم أفهم عليكِ؟!
قالت منه بسخرية منها:-
-  ستعلمين اليوم ما لا تفهمينه عزيزتي، جئتُ لأخبركِ فقط أنكِ حتى لو إنتصرتِ علي اليوم لم تنتصري غدًا أعدكِ بهذا سأبذل قصاري جهدي، لأقضي عليكِ جنات، حتى و إن واصلت حبسك، و سجنك بعيدًا.
إبتسمت جنات ببرود، و قالت:-
-  إفعلي ما شئتِ، لم يعد يهمني فـ أنتِ فتاة ناضجة، و عاقلة لما تفعلينه، و أكبر سنًا مني لذلك لا أريد الإصغاء إليكِ.
غضبت منه كثيرًا، و قالت:-
-  سوف أبعدكِ من هنا ليس من حياة المدربة سارة فقط، سأجعلها تكرهكِ ضعف ما كانت تحب إبنتها رحمها الله سيكون كرهها فاضح لدرجة لا تتخيليها، أنتِ كفتاة صغيرة صحيح أنكِ صغيرة، و قوية لكن هذه الأشياء السخيفة التي سأفعلها بكِ ستجعلكِ فتاة سخيفة في أعين الآخرين أعدكِ بهذا.
أردفت جنات بـ سخرية من حديثها:-
-  لقد فعلتِ ما يكفي مسبقًا، و لم تصدقكِ سارة في شئ على العكس، لقد إقتربنا من بعض أكثر فـ لا تجعلينني أندم أني أعطتكِ مساحة لـ كرهي، لأنه لا يهمني في شئ، إن كنتِ تكرهينني أو تحبينني، حتى لم يعد يهمني ما تفعلينه لإبعادي، و سنتقابل يومًا ما أمام العالم، و سأهزمكِ، لأن الخير في قلبي ليس عقلي فقط، و أنكِ حقا حاقدة، لأنكِ حتى لو أبعدتينني عن سارة لم تستفادي شيئا عكسًا ستعيشين بالندم لـ بقية حياتك، و لن أسامحكِ المرة القادمة، إن فعلتِ شيئا نحن لسنا غرباء يا منه، أنتِ إبنة خالتي صحيح، انكِ تكرهينني لكن لا أعلم إلى الآن ما سبب كرهك لي!
أجابت منه عليها:-
-  هل إنتهيتِ من حديثكِ السخيف؟! أنا أكرهكِ منذ صغرنا، لأنكِ دائمًا تأخذين كل شئ لا يهمكِ ما سيحدث المهم أن يحدث ما ببالك فقط أنتِ تلعبين بالخير، و لكن أنا ألعب بالشر لأن الخبث، هو دائمًا المنتصر، لو كنتِ مكاني، و حدث معكِ ما حدث معي ستشعرين بـ الفرق أيضا لـ هذا السبب، أنا أكرهكِ، و أكره كل ما يأتي خلفكِ، و من ورائك، و أكره سارة، لأنها تحبكِ مثل إبنتها التي توفيت منذ صغرها بسبب الإهمال، لقد سمعت كل شئ حدث مع إبنة سارة في هذا اليوم.
وقفت جنات، و قالت غاضبة:-
-  هل تتجسسين علي؟!
أجابتها منه:-
-  لا. ليس تجسسًا بل أنني أشفق على سارة، لأنها أحيت بالذنب بسبب إهمالها لأبنتها، و قريبًا سأرسلكِ بعيدًا عنها، و عن البطوبة و عن كل شئ، و حتى، و إن إستطاعتي الوصول للبطولة، سيكون بكره منه إلكِ ليس حبًا بكِ.
إنتظروا الفصل الرابع بـ قلمي نهار أحمد ""
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي