الفصل التاسع

أردفت جنات بـ صدمة قائلة:-
-  ماذا؟! كيف حدث هذا!
أجابها ليث، و هو يضم ذراعيه ببعضهما البعض:-
-  لا أعلم حقاً. هذا ما قاله الطبيب، عندما قام بفحصه قال إنه أتى له فقدان ذاكرة بسيط، و سيعود إلى سلامته مرة أخرى، و إحتمال أن يتذكر أنه رآكِ منذ أيام فقط، وإحتمال لا أنا لا أعرف ماذا حدث، وكيف حدث هذا الإصابة بـ كتفه. كيف سيحدث فقدان ذاكرة بالرأس!!
هنا خرج الطبيب، و قال:-
-  إنه بالفعل حدث ذلك اثناء، و هو يحاول الدفاع عن صديقه وقع أرضا، و قام أحد ما بجرحه في رأسه لا أعلم ماذا سبب له، لكن أثناء العملية الجراحية رأينا أن هناك جرحاً؛ لم يكن نزيفاً حاداً، لكن عندما إقتربت من الجرح أكثر، و عملنا تفحص علمنا أن النزيف إقترب من المخ، وهذا ما سبب له فقدان ذاكرة؛ ولم يعد يذكر شيئاً منذ عام، هو مُتذكر شقيقه وكل شخص قابله، لكن لم يذكركِ أنتِ، لأنه رأكِ منذ أيام قليلة فقط لهذا السبب فعل كل هذا.
أردفت جنات بهدوء، و هي تحاول تمالك نفسها، حتى لا تقع أرضاً:-
-  ماذا علينا فعله الآن؟!
قال الطبيب، و هو ينظر لها، وأعينه بـ أعينها:-
-  أن تختفي من حياته. لأن حسب حديثي مع الأستاذ ليث أنكِ تُشبهين حبيبته كثيراً أن إفتعل أي شئ سئ بنفسه، فـ سيكون بسببك أنتِ وحدك لـ هذا عليكِ الإبتعاد عنه.
ثم ذهب الطبيب بينما وقف ليث في حيرة كبيرة من أمره، هو سـ يكون السبب الأساسي في وجعها عاجلاً أو آجلاً إن كان الحب يعطي الثقة، و الإحترام، والمحبة فـ أيضاً الوجع يعطي الكره، والألم، والعذاب، حتى الممات سـ نظل نتعذب و نعطي بلا أخذ شيئاً في المقابل، سـ يكون هذا صعباً جداً على أي حد تحمله أعلم أنني مُخطئ، لكن أيضا هذا القرار سـ يمحو كل الحب الذي سـ يدلف إلى جنات من ناحية شقيقي آدم ما فعلته سيكون خاطئاً بالنسبة للجميع، لكن أنا أراه صحيحاً بالنسبة لي أعلم أيضاً أن هذا صعباً على مشاعر جنات، لكن يجب علي دفنها قبل أن تبدأ لا يجب على جنات أن يكن لها مشاعر تجاه أي أحد سوايا، لإنه إن حدث هذا سـ تُفتح أبواب الجحيم على الجميع.
قال ليث، و هو يوجه حديثه إلى جنات:-
-  جنات. يجب أن تذهبي للمنزل الآن؛ لقد تأخر الوقت كثيراً.
هزت جنات رأسها بـ نعم، وذهبت مع نور، و هي تقول لها بـ هدوء، وآثار دموعها على وجنتيها:-
-  هيا بنا. يجب أن نذهب من هنا.
هزت نور رأسها بـ نعم، و أثناء خروجهم من المشفى رأوا سام يُدلف، هو أيضاً إلى المشفى، و عندما رأى جنات تذكر ملامح جنة منذ طفولتهما؛ و لم يقول شيئاً بل إكتفى بـ نظرة ثاقبة إليها، و هي تذهب حتى أتى إليه ليث، و قال:-
-  إلى ماذا تنظر أنت؟!
قال سام، و هو ينظر إلى أثرها:-
-  لا شئ. أين آدم؟! كيف حاله الآن؟!
أخبر ليث صديقه أنه بخير الآن، لكن أتى له فقدان ذاكرة مؤقت؛ و لم يعد يتذكر آخر سنة مرت عليه، و أنه يجب أن تُعاد له تلك السنة، و لكن حسب معيشته هو.
قال سام بـ شك:-
-  هل أنت متأكد أن هذا ما حدث؟!
توتر ليث، و قال:-
-  نعم. ما بك؟!
تجاهل سام شعوره، و قال:-
-  لا شئ. سأذهب للتحدث مع آدم، و أطمئن عليه.
ثم تركه سام و ذهب، و أثناء ما هو يتمشي بـ إتجاة غرفة صديقه، كان يتحدث مع نفسه قائلاً:-
-  الشبه بينهما كبيراً؛ لقد شككت بـ أنها هي بالفعل، لكن كيف سيحدث هذا لا أعلم حقاً، كان آدم معه حق إن كانت تلك الفتاة هي بالفعل جنة، و أنها لم تمت، يجب علي عودة الروح لـ قلب صديقي مرة أخرى، يجب علي تقربتهما من بعضهما البعض أعلم أن ليث سـ يتأذى كثيراً من هذا هو للآن لم يعلم بأي شئ يخص جنة؛ و لا حتى ملامحها؛ و لا يعلم أنها تشبه جنة كثيراً، لذلك سأستغل تلك النقطة لـ صالحي سيكون الحرب بينهما كبيرة، و محتمل سيكرهون بعضهما لكن ستهدأ الأمور بينهم، عندما يتأكدان أن كل شئ بـ مكانه الصحيح.
وصل سام إلى غرفة صديقه، و دلف لـ يرى آدم نائماً فـ دلف، وجلس بجانبه في هدوء، جلس سام يتفحص ملامح صديقه المُتعبة، و جرح رأسه، و هو لا يعلم ماذا حدث وكيف حدث له كل هذا، حتى مر الوقت، و بدأ آدم في الإستيقاظ لـ يرى أمامه صديقه نائماً على الأريكة، فنادى عليه بـ صوت ملئ بالتعب، والوجه الشاحب قائلاً:-
-  ســام.
إستيقظ سام سريعاً، عندما سمع صوته، و قال بصوت قلق:-
-  هل أنت بخير؟!
هز آدم رأسه بمعنى نعم ثم، قال:-
-  أين ليث، و البقية؟!
أخبر سام صديقه بـ أنه ترك ليث في الخارج منذ أن دلف؛ و لم يخرج له منذ حينها ثم قال شئ هام:-
-  آدم. ماذا فعلت مع جنات؟! لأنها كانت تبكي بالخارج!
لم يفهم آدم ما يقوله، و قال:-
-  مَن جنات؟! لا أعرفها مؤكد كانت تبكي على شخص آخر؛ لا تأخذ ببالك.
هنا علم سام أن ما يقوله ليث صحيحا، و أنه بالفعل لم يتذكرها، لكنه لا يعلم السبب الحقيقي وراء ذلك، لكنه واثقاً بأن هناك شيئاً مُريباً يحدث مع صديقه المقرب.
إقترب سام من آدم أكثر، و قام بتفحص رأسه قائلاً:-
-  أريد فعل شئ؛ ولا تصدر صوتاً!
قال آدم بـ عدم فهم:-
-  ماذا تعني؟!
أردف سام قائلاً:-
-  لا تقلق. سأتفحص رأسك فقط.
هز آدم رأسه بـ معمى ماشي، و قام سام بفك الضماد، و رأى أن جرح آدم ليس كبيراً بـ الدرجة الكافية لـ فقدان الذاكرة، فـ بدأ بالتحسس على رأسه، حتى يتأكد حتى بدأ آدم يصدر صوتاً ببطئ، و هو يقول:-
-  رأسي تؤلمني.
أردف سام، و كأنه يشكك بشئ ما فـ قال بهدوء:-
-  إهدأ. أريد فقط معرفة أين مكان الجرح الحقيقي، لأن ذلك الجرح الخارجي بـ رأسك، هو ليس الجرح الحقيقي الذي سبب لك كل هذا.
سكت آدم بينما أكمل سام في محاولة معرفة أين الجرح الداخلي الذي سبب له فقدان الذاكرة، لكنه لم يرى لقد فحص رأسه كلها؛ و لم يجد شيئاً سواء الجرح الداخلي؛ فـ لم يقل شيئا، لأنه علم الحقيقة، و جاء لـ يتحدث رأى الطبيب أمامه، و يقول بـ غضب:-
-  مَن أنت؟! و ماذا تفعل هنا! لقد أزعجت المريض.
قال سام بـ غضب هو الآخر:-
-  أنا الطبيب سام السيوفي، و أعلم بكل ما فعلتوه لا يوجد جرح بداخل رأس صديقي بل يوجد جرح خارجي فقط، و هو جرح صغير جداً إذا يا حضرت. كيف فقد ذاكرته أريد شرحاً مُقنعاً لي.
توتر الطبيب، و قال:-
-  هل قمت بفحصه بالأجهزة مؤكد لا. لأنه لا يوجد أجهزة طبية داخل الغرفة؛ لقد فحصناه بالأجهزة الطبية، و تأكدنا أنه بالفعل يوجد لديه فقدان ذاكرة جزئي، وهو الآن لا يذكر عام من عمره أنت بالفعل لا تعلم شيئاً. و أيضاً الأشعة لقد فعلنا له أشعة لنتأكد، و إتضحت شكوكنا.
نظر سام إلى آدم الذي ينظر له بعدم فهم فـ قال:-
-  سام صديقي، و هو لا يكذب أو يخترع شيئاً من رأسه صحيح أني لا أذكر شيئا في تلك السنة، لكن هذا لا يعني أن صديقي سيخترع شيئا من العدم. أفهمت، وأيضاً أحكي معه بإحترام!!
أردف الطبيب قائلاً في هدوء تام، و برودة أعصاب:-
-  رجاءً فلتخرج. يجب علي لف الضماد مرة أخرى.
هنا تحدث ليث قائلاً:-
-  سام. تعال رجاءً.
كاد أن يتحدث سام، و يعترض لكنه رأى ليث يؤشر له بالخروج، و هو يقول:-
-  هيا سام.
خرج سام بينما إقترب الطبيب من آدم، و قام بـ لف الضماد له مرة أخرى، و في الخارج قال سام، و هو يوجه حديثه إلى ليث:-
-  شقيقك لم يفقد ذاكرته، أنا متأكد من هذا.
أردف ليث بـ ثقة قائلاً:-
-  و ماذا عن الإشاعات، و عن حديثه لقد أبعد جنات عنه، عندما أفاق، أنا أعلم أن آدم يرى جنات على إنها جنة؛ لقد رأيت صورة تذكارية لـ جنة على هاتف والدتي، و عندما رأيت جنات نفس ملامح جنة الطفولية أحببتها كثيراً، و عندما أفاق آدم، و نظر لها لم يتذكرها، حتى كيف سـ تفسر هذا الشئ؛ لقد رأينا ذلك بـ أعيننا سام كادت الفتاة أن تقع من كثرة إبعاده عنها، أنا لا أريد أن يتأذي أحد؛ و ما حدث فـ كان يجب أن يحدث منذ زمن هذا الأفضل للطرفين علاقة إنتهت قبل أن تبدأ.
أردف سام بـ غرور:-
-  جنات لأدم، لأنه يستحقها أكثر منك، أنا أعلم أنك أعطيت شيئا لـ شقيقك، حتى لا يتذكر شيئا أعدك أنه سيتذكرها قريباً جداً، ولن يسامحك على ما فعلته أبداً صحيح أنك شقيقه الأصغر، لكن تصرفك تصرف حقير، و حقود.
حاول ليث كتم غضبه بينما كان الآخر يريد إشتعال غضبه، حتى تشاجروا مع بعضهما البعض، و خرجوا الأطباء و قاموا بطلب الأمن ثم، ذهبوا إلى الخارج الإثنان تحت أنظار الجميع ثم قال سام، و هو ينظر إلى ليث بـ تقزز:-
-  أنا نادم جداً على صُحبتك. لما تأذيه بـ هذه الطريقة؟!
قال ليث ببرود:-
-  لأنني لم أحب غير تلك الفتاة، و هو يريد أخذها مني؛ لقد رأيت ذلك، أنا لست أعمى، أنا أعلم أن مشاعر آدم تحركت تجاه جنات لذلك آدم؛ لم يتذكر شيئاً، و لم يتذكر أي شئ يخصها، حتى و إن رآها مئة مرة...
نظر له سام و قال:-
-  ....
إنتظروا الفصل العاشر بـ قلمي نهار أحمد "القناع"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي