الفصل الرابع

أجابتها منه:-
-  لا. ليس تجسسًا بل أنني أشفق على سارة، لأنها أحيت بالذنب بسبب إهمالها لأبنتها، و قريبًا سأرسلكِ بعيدًا عنها، و عن البطوبة و عن كل شئ، و حتى، و إن إستطاعتي الوصول للبطولة، سيكون بكره منه إلكِ ليس حبًا بكِ.
قالت جنات بثقة:-
-  في إنتظار ما تفعلينه ماذا سأنتظر من فتاة حاقدة سواء الغيرة، و الحقد، و الهزيمة أيضا.
تركتها منه، و هيا تستشيط غضبًا منها بينما جلست جنات، كي تتصل على ليث لـ يأخذها مثلما وعدته.
عند ليث كان يقف في إستقبال أخيه، حتى رآه يخرج أمامه، فـ إقترب منه ليث بسعادة كبيرة، و إحتضنه قائلاً:-
-  أخي، لقد إشتقت إليك كثيرًا.
أردف أدم قائلاً بسعادة كبيرة:-
-  أنا أيضا إشتقت إليك، و إلى يارا.
أردف ليث قائلاً:-
-  لما لا ترد على مكالمات والدتنا؟!
أجابه أدم بصوت يشبه القلب المكسور:-
-  لا أريد سماع شيئا عنها رجاءً ما ذلت، لم أفيق من تلك الصدمة التي وضعتني بها غصبًا.
أردف ليث بهدوء، و قال:-
-  أعلم أن هذا الشعور صعب، و أنك كنتُ صغيرًا جدًا، لكن هذا ليس بيداها و لا بأيدي أحد.
أجابه آدم بحزن:-
-  لو حاولت أن تشعر بي، لـ كنت فعلت أكثر مني، عندما تقع في الحب ستعرف هذا ستعرف أن لا يستطيع إبعادكما، و لكن لحد الآن، لم آراها مؤكد أن ملامحها، لم تتغير أن لست متغير كثيرًا عن ذي قبل، لأبد أنني سأعرف عندما آراها، صدقني يا أخي عندما تقع في حب فتاة ما ستدرك، حينها الدفئ الحقيقي، و ستعلم ما معني الحب الحقيقي، لكن أتمنى أن لا تفعل مثلي، و أتمنا أيضا أنها تكون معك للأبد، و أن لا تفقد الأمل في إيجادها.
شعر ليث، أنه يقول هذا الحديث لنفسه ليس هو، و تمنى أنه بالفعل يقع في الحب مثلما وقع شقيقه أيضا، لكن لا يعرف أين يجدها.
و في هذا الحديث رن هاتفه، و عندما رأى المتصل إبتسم، و لاحظ شقيقه آدم هذا، لكنه لم يتحدث.
أثناء المكالمة، كان ليث متوترًا لأول مرة، و لا يعرف لما يتحدث هكذا و قال:-
-  هل إنتهيتِ؟!
أجابته بـ نعم.
قال ليث بخفوت:-
-  سآتي إليكِ أنا، و شقيقي، حتى لا أتأخر عليكِ.
قالت له:-
-  ....
أردف ليث قائلاً بصوت قلق:-
-  ما بكِ؟! ماذا حدث!
قالت جنات:-
-  ....
ليث بقلق:-
-  سنأتي حالاً لا تقلقي.
ثم أغلق المكالمة، و لم يعطي فرصة لشقيقه أن يسمح له بالكلام بينما قال:-
-  هيا بنا سريعًا.
شعر آدم بالقلق أيضا، لكن لا يعرف هذا الشعور، و لم يفيق غير على صوت أخاه، و هو يناديه مرة أخرى.
بعد وقتًا ليس طويلاً وصلا الإثنان إلى مكان تدريب جنات، و كانت هذه المرة الأولى لي ليث، و آدم أن يُدخلوا مكان يشبه العالم الآخر بالفعل توجد أجهزة بتقنية محدثة، و أكياس ملاكمة غريبة، و كأنها مصنوعة خصيصًا لهذا المكان فقط، و ليست موجودة بمكان آخر، و لاحظوا أيضا، أنه يوجد باب غرفة مصنوع من الزجاج الكريستالي ولا يوجد عليه أي رسوم، حتى لتعطيه منظر جمالي، كانت هناك أماكن كثيرة، و لكن الغريب أن هذا المكان من الخارج ليس كبيرًا ليكون به كل هذه المساحة من الداخل، شعر آدم بـ وجود شيئا ما و قال:-
-  أين تلك الفتاة؟!
أجابه ليث، و هو يهز رأسه بمعنى، أنه لا يعرف و قال:-
-  حقا. لا أعلم هذه المرة الأولى التي آتي بها إلى هنا.
و أثناء ما كان آدم يتجول خبط في إحدى أذرع الفتيات. و قال:-
-  أوه. أعتذر منكِ.
قالت له الفتاة بإستعجال:-
-  لا يهم. على ماذا تبحث؟!
أتى ليث. و قال:-
-  على فتاة أسمها جنات أين هيا؟!
أردفت الفتاة. و تبين القلق على وجهها فـ قلق آدم أكثر. و قال:-
-  جاوبينا أين هيا؟! و لما أنتِ قلقة هكذا؟!
قالت الفتاة. و هيا تبتعد عنهم:-
-  لا يصح لي التحدث عن هذه الفتاة، هيا ليست رحيمة مثل ما يُبين عليها في الحقيقة، هيا قاسية القلب، كان هناك تدريبًا اليوم، و كانت الخصم له إبنة خالتها، و المفترض أن تكون رحيمة معها، لكن أمسكتها، و قامت بضربها مبرحًا، حتى الفتاة ذهبت إلى المشفى.
كان ليث يشك في حديثها، لكن ليس عنده أي دليل خصيصًا أن شقيقه معه، و بالتأكيد سيصدق حديث تلك الفتاة.
ذهبت الفتاة، و أخذ آدم يتشاجر مع ليث بعتاب أنه أدخل تلك الفتاة منزلهم، و قال:-
-  لما تفعل ذلك معها، أرأيت إفترض أنها قامت بأذية يارا، و نحن غائبين أو أذت شخصًا آخر ماذا سنفعل؟! هل تريد جلب المصائب إلينا!!
حاول ليث تهدأته، و قال:-
-  آدم، هذه الفتاة تكذب علينا، و سأثبت لك هذا، و سأعرف كل شئ من جنات.
شعر آدم كأنه سمع هذا الإسم من قبل، لكنه متأكد أنها لا يمكن أن تكون هذه الفتاة التي في باله مؤكد أنه تشابه في الأسماء فقط.
إستأذن منه ليث لـ يذهب للبحث عنها، حتى قدماه أخذته أمام غرفة تغيير الملابس للفتيات، و قام بمحادثتها، و عندما تأكدت جنات، أنه هو، و أنه لا يوجد أحد سواها خرجت إليه، و قالت:-
-  ليث. أنا في أشد الحاجة إلى وقتًا وحدي رجاءًا لا تسألني ما حدث.
نظر ليث إلى عيناها، و علم أنها كانت تبكي منذ قليل، و قال:-
-  لا تقلقي، أنا معكِ.
إحتضنته جنات بـتلقائية منها، و قالت:-
-  رأيتك أمس فقط، و إهتممت بي هذا الشئ، لم يفعله أحد بعد شقيقي سامر شكرا لك على كل ما فعلته من أجلي، لكن أنا يجب أن أبتعد عن كل شئ الآن، حتى لو لفترة يجب إرجاع حساباتي في كل تلك السنوات الماضية لا أعلم إن رجع الزمن، لوراء عشرون عامًا، هل كنت سأختار هذا المجال الذي جعل من الأقربين لي كرهي لهذه الدرجة!!
أردف ليث قائلاً:-
-  جنات. يجب إثبات برائتك الآن.
لم تفهم جنات أولاً، و لكن عندما تذكرت حديث منه علمت أنها فعلت شيئا، فقالت:-
-  ليث ماذا حدث؟!
حكى لها ليث كل ما حدث بالخارج، و حكت له جنات كل ما حدث اليوم ثم قالت:-
-  قدرات إبنة خالتي تتمتع بالشر، و هيا هنا لتطويرها، لكن قدراتي تتمتع بالخير منذ الصغر، لذلك كانت خالتي تحبني كثيرًا، لأنها كانت إلى جانب الخير، و زوجها إلى الجانب المظلم، و عندما تتم الخامسة، و العشرون عامًا سيكون عليها الإختيار أيضا إلى أي جانب ستكون، أنا أيضا لم أختار بعد، و لكن مؤكد جانبي الخير، لأن الخير الذي بي لا يؤذي أي شخص، يمكنني هزيمتهم، لكن لا يمكنني أذيتهم.
جاء ليث ليتحدث، و لكن سمعوا تصفيق يإتي عن بعد، ويقترب منهم آدم قائلاً، و هو يوجه حديثه إليها:-
-  حقا. أنكِ فتاة موهوبة بالتمثيل، كيف تفعلين كل هذا، و تقولين أنكِ لم تفعلي شيئا!! أتعلمين أنكِ تذكرينني بـ فتاة صغيرة، كانت و ما ذالت كل الحياة بالنسبة لي، و لكن أنتِ لا تأتين إلى ظفرها حتى.
إنصدم كلاً من ليث، و جنات، و بالأخص جنات، و قالت:
-  ....
قال ليث بغضب عارم:-
-  ماذا تقول أنت؟! هذه الفتاة مثل شقيقتي!
أردف حمزة بخفوت:-
-  لا هي لم تأتى إلى أظافرها حتما هذه الفتاة تريد فقط التسلية وعندما تأخذ الأموال ستبتعد سأوفر عليكِ كل هذا.
أخرج آدم من جيبي بنطلونه مبلغاً ضخماً وقام بإعطائها إياه وسط صدمة جنات.
أجابته جنات وهيا تنظر إلى أمواله:-
إنتظروا الفصل الخامس بـ قلمي نهار أحمد "القناع"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي