الفصل الثاني

ي ذلك البيت الكبير الذي يخص عائلة الخيام والذي يتوسط الحي الشعبي الموجود به، إستأذنت "ألما" من أمها وصعدت إلى شقة عمها بالطابق الثاني وهي تحمل بيدها طبق من المخبوزات الشهية التي تجيد صنعها.

إستقبلتها زوجة عمها راضية بنظرة معاتبة فأسىرعت ألما تبرر لها موقفها قائلة برقتها المعهودة:
-أقسم لكِ أن أمي أصرت على تنظيف البيت بالكامل فإنتهيت منه في وقت متأخر ولم أستطع أن أصعد إليكِ سوى الآن.

إبتسمت لها راضية بحب صادق تجاه تلك الفتاة التى أسرت لُبها منذ ولادتها؛ فمدت ألما يدها إليها تناولها الطبق الذي تحمله وهي تقول وإبتسامتها اللطيفة تزين ثغرها الأنيق:
-تفضلي، صنعت لك مخبوزات الجبن الحادق لأني أعلم أنكِ تفضلينيها عن ذلك النوع الآخر بالشيكولاتة.

تناولتها منها راضية بعيون باسمة ووجه بشوش كعادتها وربتت على كتفها بحب، ثم سألتها بمشاكسة:
-نفذتي الطريقة كما أمليتها عليكِ بالظبط؟

أومأت لها ألما مؤكدة:
-تمامًا
-هل علمت أمك أنها وصفتي؟

حركت ألما رأسها يمينًا ويسارًا بالنفي وتلك الإبتسامة الناعمة لاتفارق محياها، فأكملت راضية مشاكستها:

-هذا أفضل، فلو علمت أنكِ تتعلمين مني الوصفات لأصابتها ذبحة صدرية.

رفعت ألما يدها البيضاء الرقيقة ووضعتها على فمها تكتم ضحكتها التي كادت تنفلت منها، بينما قالت راضية وهي تتجه إلى المطبخ:
-تعالى معي، أُحضّر الطعام فقاسم في الطريق.


إرتبكت ألما بشدة وأخذت تفرك كفيها ببعضهما وقالت بتلعثم:
-الوقت تأخر، سأنزل الآن وأصعد إليكِ في الصباح.


إلتفتت إليها راضية قائلة:
-إبقي معي قليلا، لازال الوقت مبكراً.

أسرعت الأخرى قائلة والإرتباك لم يرحل عنها فأخذت تلقي نظراتها على الباب بين حين وآخر خوفًا أن يقتحم قاسم البيت في أي وقت:

-أنهكني التعب طيلة اليوم فسأنزل لأرتاح قليلًا وأصعد إليكِ في الغد إن شاء الله.

أومأت لها راضية قائلة برضا:
-حسنًا حبيبتي، إذهبي وإرتاحي أنتِ الآن.

وكأنها أطلقت سراحها للتو فهرولت ألما وخرجت من باب الشقة مسرعةً حتى لا يراها، ولكن كان للقدر رأيًا آخر.

عاد قاسم أخيرًا إلى البيت بعد أن ظل يجوب بسيارته كثيرًا بين الطرقات بلا هدى، يحاول أن يوقف عقله لو قليلًا عن التفكير الذي كاد يفتك به.

لما لم يحدد الجد لكلٍ منهم عروسه وينتهي الأمر وكأنه الأمر مُدبر حتى لا يفتضح لهفة قلبه العاشق الذي يعاني منذ زمن؟

لما لم يضع شروطًا قوية لتمنعهم حق الإعتراض، فالإجبار في حالته محمود حتى لا يَخِّل بكرامته التي تتردد للإفصاح عما يريد؟!

هو يعلم ان الجد لن يجبر أحدًا على الزواج دون رغبته لكن تلك الوصية جعلت الأمر مفتوح بعض الشيء.

ليته قالها صراحة "يا قاسم ألما لك"، حينها لن يعير لشخص إهتمامًا، كان ليفعل المستحيل لا لشيء سوى تنفيذًا لوصية جده مهما كلفه الأمر، وبالتأكيد لا يتعلق الأمر بقلبه الذي يَأن شوقًا، حتى أنه لن يلتفت لتحكمات عدي المتسلطة.


وكأن القدر أراد به خيرًا حين رآها تخرج من شقتهم وأطلت عليه بوجهها المليح؛ فصافحت قلبه بسلام صامت لم يروي عطش شوقه لرؤيتها، ولكنه كان كرشفة ماء أعادت له الحياة.


وعندما فاق من فرحة رؤياها إنتبه لكونها شاحبة تنظر له بإرتباك أقرب للفزع وهي تفرك كفيها ببعضهم بقوة، فصعد عدة درجات أخرى لتتقلص المسافة بينهما قليلًا، لتزداد سرعة أنفاسها وصارت خفقاتها عاليةً.

أخفض نظره عنها وسحب نفسًا عميقًا ليستجمع شتات نفسه ويُهدئ تلك الثورة التي تثيرها بداخله،
ثم رفع عينيه إليها مجددًا يغوص بنهر العسل الكامن بمقلتيها ويُملي عينيه من رؤيتها قبل أن تختفي في قوقعتها مجددًا.

فإزداد توترها وشحوب وجهها وكأنها ترى شبحًا أمامها، فخاب أمله كالعادة وأفسح لها الطريق كي تهبط قبل أن يُغشى عليها.

إزدردت ألما ريقها وشعرت أن قدميها أصبحت غير قادرة على الحراك، وأن قلبها سيتوقف قريبًا من شدة ضرباته، أجبرت نفسها أخيرًا على النزول وهي تلتصق بالحائط كمن يسير على حافة شرفة ويخشي الوقوع بالهاوية.

من فرط توترها تعثرت في طرف فستانها الطويل، فكان ساعده القوي الذي مده ليمسك بها طوق نجاة لها.

تلاقت الأعين في لقاء نادر وعناق طويل لم يكن مقصودًا ولكنها لهفة اللقاء.
فقال قاسم بنبرة هادئة أمام عينيها وصوته الرخيم يتخلل قلبها وكفها الصغير يقبض على ساعده فزاد من إرتباكها:
-إهدئي ألما، هل رأيتي عفريت؟!
أنهى كلماته بشيء من الإستنكار فسحبت يدها سريعًا وهرولت إلى شقتها.

تنهد قاسم بأسى وهو يلاحقها بعينيه حتى إبتلعها الباب، فلملم شتات نفسه وصعد هو الآخر إلى شقته، ورغم شعوره بالضيق من فزعها الزائد كلما رأته والذي لم يجد له تفسيرًا واضحًا، إلا أن رؤيتها منحته أملًا جديدًا بالقرب.


أغلقت ألما الباب وإستندت بجسدها عليه واضعة يدها على صدرها تحاول تهدئة هذا الصخب المثار بداخلها، وحمدت ربها أن الجميع نائمون وأن عدي لم يعد بعد حتى لا يراها أحد بتلك الحالة المزية.



تحركت أخيرًا وخلعت عنها حجابها لينسدل شعرها البرتقالي ذو التموجات الناعمة على كتفيها ثم دخلت غرفتها وبدلت ملابسها بأخرى مريحة؛ فإنتبهت لصوت الباب فعلمت أن عدي قد عاد.

لم تَفت سوى لحظات حتى إقتحم غرفتها كعادته ووقف أمامها يحك جبينه بإرهاق فقالت بنعومتها المعهودة:
-حمدًا لله على سلامتك.
أومأ لها ولف ذراعه حول رقبتها وسحبها معه متجهًا إلى المطبخ قائلًا:
-أنا جائع، ماذا طبختي اليوم؟

كادت تجيب وهي تكتم ضحكتها من طريقته التي يتبعها عندما يكون مهموم، فأوقفها وهو يحرك أنفه بالهواء يتشمم رائحة ما ليكمل:
-لا أريد طبيخ، أريد من المخبوزات التي صنعتها

رفعت رأسها لأعلى تنظر له بصعوبة من شدة قبضة ساعده حول رقبتها وسألته:
-كيف عرفت بأمر المخبوزات؟!
أشار لأنفه بفخر ورد
-حاستي القوية أخبرتني.

ضحكت برقة وقالت:
-نسيت أن هناك مستذئب يعيش معنا.

ضربها بخفة على رأسها قائلًا:
-إذن هيا أحضري الطعام قبل أن يتحول المستذئب ويأكلك حية.

ثم دفعها برفق، فطاوعته بمحبة وأحضرت له صحنًا كبيرًا مملوءًا بالمخبوزات بعضها بالجبن والبعض الآخر بالشيكولاتة التي يفضلها.

وضعته على الطاولة الموجودة بالمطبخ في دعوة صريحة منها لسهرة ليلية والتي دوما ما تشهد عليها تلك الطاولة.

شعرت أن هناك ما يؤرقه ويريد الحديث معها كعادته، فهو لا يهتم بأمر الطعام بينما يفعل ذلك كلما ضاق صدره.

جلس على المقعد أمامها وتناول قطعة من الطبق ووضعها في فمه يتذوقها بإعجاب قائلا:
-سأفتح لكِ مطعم، فأكلك شهي جدًا.

لاحظت تخبطه وطريقته المتعمدة لإخفاء ما يشعر به، فنظرت له بتفحص وأسندت خدها على يدها دون أن ترد على ما قال، فهتف:
-لم تنظرين إلي هكذا، عندك شك في جودة طعامك ؟

هزت رأسها يمينًا ويسارًا بالرفض وردت:
-في الحقيقة لا أشك في جودة طعامي، ولكن هات ما عندك.


زفر بضيق وأعاد قطعة المخبوزات إلى الصحن مرة أخرى ثم قال:
-أشعر بالتخبط يتغلل داخلي، وكأنني بدوامة أصارع فيها كي أحصل على الهواء.

سألته بقلق:
-ماذا حدث لكل هذا؟

رفع يده يدلك بها جبينه ثم رد:
-هناك أمرًا عليّ القيام به ولكني غير قادر على ذلك .

-ما هذا الأمر؟ وهل يستدعي كل هذا القلق؟

أجابها وهو يحاول ألا يبوح لها بأكثر من اللازم:
-هو لا يستدعي لأن الأمر محسوم بالنسبة إليّ، لكن ماذا إذا غضب صاحب الطلب؟

سألته تحاول أن تستشف سبب تلك الحيرة البازغة بعينيه:

-هل يهمك أمره إلى هذا الحد؟

-جدًا
قالها مسرعًا وكأنه يؤكد لنفسه أن وصية جده مهمة بالنسبة إليه.

ردت ألما بهدوء:
-فلتخبره بالحقيقة إذن، تحدث معه حول ما يثير قلقك وما دام يهمك إلى هذا الحد؛ فبالتأكيد هو أيضًا يحمل لك مَعزة خاصة، سيتفهم الأمر لا تقلق.

لم يُرِد أن يفصح لها عن أن الأمر يخص الجد عز الدين فهي أيضًا طرف في الوصية والتي أوصى فيها الجد ألا يخبروا الفتيات بشيء عما ورد بها، لكن سيليا هي الخيار الوحيد أمامه لتنفيذ الوصية، وهو يعتبرها شقيقته الثالثة فهي وُلدت وتربت على يده وهذا ما يجعل تنفيذه للوصية دربًا من دروب الخيال.

فسألها بدبلوماسية:
-ماذا لو لم استطع إخباره ولم تسمح لي الفرصة وتجمعني به في الوقت الحالي؟


-إذن، ليس أمامك سوى الله، أخبره بكل شيء إحكي له ما تشعر به وما يؤرقك، وكُن على يقين أن كل مُر سيمر.
قالتها بإبتسامتها الرائعة فأصابته بعدوى الإبتسام، ورفع يده يمسد على ذقنه وهو يتطلع إليها بحب أخوي صادق قائلًا بمشاكسة ليخفي تأثره بالحديث معها:
-رائعة أنتِ حقًا يا بنت، مختل من يظن أني سأتركك لأحدهم يومًا

إبتسمت وردت بصوتها الناعم:
-ومن قال أني سأترككم يومًا؟ سأظل هنا وللأبد.

رفع إبهامه مشجعًا إياها على ما قالت، ليقطع حديثهم صوت أنثوي آخر يقول بإستنكار
-ها قد عدنا لتلك السهرات مرة أخرى.

أدار عدي رأسه إلى أخته الصغرى ورد:
-ما شأنك أنتِ؟

أجابته بتذمر طفولي:
-شأني أنها بدوني، إجتماع ناقص لضلعٍ هام من أضلع المثلث الأخوي لعائلة الخيام.

فقال مشاكسًا:
-وما ذنبي أنكِ تنامين كشوال البطاطا ولم تنتظريني يومًا حتى أعود من العمل؟!

زمت أسيل شفتيها بحنق وعقدت يديها أمام صدرها تتمتم:
-حسبي الله في تلك المحاضرات التي تجعلني أستيقظ في السابعة صباحًا وتتوالى واحدة تلو الأخرى حتى أعود إلى هنا فأنكب على الفراش ولا أشعر بما يدور حولي، أنا حرفيًا أعيش أسوأ أيام حياتي.

شعر عدي بالإشفاق عليها؛ فإستقام من جلسته ووقف أمامها فاردًا جزعه بشموخ وقال:
-إستمتعي بمراحل حياتك يا أسيل، مهما كانت متعبة ومرهقة فبالتأكيد بها لحظات تستحق أن تكون تذكارًا جيدًا لكِ بالمستقبل.

ثم إلتفت إلى ألما التي تتابع حديثهم فأردف:
-أليس هذا صحيح ألما؟
كانت رسالته واضحة إليها أنه يذكرها بما تخبره به دوما، فأكدت عليه قائلة وإبتسامتها لا تفارق محياها كعادتها:
-كل مُر حتمًا سيمر.


إبتسم لها ثم عاد لأسيل مرة أخرى وقال مشاكسًا:
-ما المشكلة إن صرتِ هادئة وعاقلة مثل ألما هل سَينغلق ثقب الأوزون؟!


-وإن بقيت كما أنا سيزداد إتساع الثقب؟!
قالتها بحنق فإنفجر عدي وألما من الضحك فنظرت لهم بغيظ وإتجهت لغرفتها مرة أخرى وهي تتمتم بعبارات لم يفهموا منها شيء سوى أنها تتذمر كعادتها.

لاحت من عدي نظرة مستفهمة إلى ألما يسألها:
-ما بها؟ أشعر أنها ليست بخير.

أكدت على كلامه قائلة:
-أنا أيضًا أشعر بذلك.

-تحدثي معها ألما ربما لديها مشكلة.
رفعت أصابعها الرقيقة تغطي فمها وهي تتثاءب ثم قالت
-أنت تعلم أنها لا تحكي شيئًا، لكني سأحاول.

أومأ لها عدي وقال:
-هيا إذهبي للنوم وأنا أيضا سأنام قليلًا فعندي الكثير من الإجتماعات غدا، تصبحين على خير.

***
في صباح اليوم التالي


كان يغط في ثبات عميق بعد أن عاد متأخرًا بالأمس وأخذ التفكير يأكل عقله حتى سقط بالنوم.

تململ في فراشه عندما صدح صوت هاتفه عاليًا، وجذب الوسادة ووضعها على رأسه ولم يعيره إهتمامًا وأكمل نومه بهدوء خاصة بعد أن توقف الهاتف عن الرنين.

لكن لم يَدُم ذلك الهدوء طويلًا، فما هي سوى لحظات حتى عاد الصوت مرة أخرى، مع إلحاح المتصل الذي يعلم هويتها جيدًا، أزاح الوسادة وجذب الهاتف يرد بتأفف لكنه تراجع عندما إنتبه لنبرتها المتوترة عندما أخبرته أنها تريده بأمر هام، فإنتفض من مكانه بقلق وأسرع يبدل ملابسه ليذهب إليها.


عدّل هندامه وهو يهبط الدرج سريعًا فلمحها تقف في مدخل البناية وتقضم أظافرها بإرتباك شديد ونظراتها زائغة في اللاشيء.

إقترب منها وهو يطالعها بأعين ضيقة يحاول أن يستشف ما سبب هذه الحالة حتى أنها لم تنتبه لوجوده.

هيئتها توحي أن كل شيء على ما يرام، متأنقة كعادتها، شعرها القصير تعقده للخلف كما تفعل دائما، ليس هناك ما يوحي أنها بكارثة كما أوحى له صوتها بالهاتف، نفض كل ذلك عن رأسه وسألها بقلق:
-ماذا حدث؟
إنتبهت أخيرًا لوجوده فأبعدت يدها عن فمها وهي تقول بلهفة:
-عمار، أخيرًا أتيت.

نبرتها زادت من قلقه وأشعرته أن هناك خطب ما فقال:
-لم أتأخر سيليا، لما كل هذا التوتر؟ هل حدث شيء؟

رفعت يدها إلى فمها مرة أخرى تقضم أظافرها وهي تتمتم:
-اليوم هو الأول في إختبارات هذا العام.

ثواني إستغرقها كي يستوعب ما قالته للتو، مع تلك النظرة البريئة المرسومة بعينيها، تخصر عمار وهو يغمض عينيه بقوة محاولًا التحكم بغيظه الذي دومًا ما تنجح تلك الفتاه في إثارته وتمتم من بين أسنانه:
-أيقظتيني في هذا الوقت وبهذا الشكل الذي كاد أن يصيبني بجلطة لأن عندك إمتحان؟!

إستمرت على قضم أظافرها وهتفت تقول بقلق حقيقي:
-وهل هذا أمرٌ عادي؟!

فهتف هو الآخر بحنق وهو يراها بتلك الحالة:
-نعم سيليا أمر عادي، الإختبارات أمر يفعله ملايين الأشخاص على مستوى العالم بشكل مستمر ولا يستدعي كل هذا الزعر.

شردت نظراتها وغاصت بأفكارها؛ فهو محق الجميع يؤدون الإختبارات والأمر لا يتطلب كل هذا القلق لكن لا تعلم ما سبب تلك الحالة التي تنتابها عادة قبيل موعد الإمتحانات؟

أخذت تفكر وعينيها الرماديتين تجوب هنا وهناك بغير هدى، حتى أنها لم تنتبه أن أصابعها إنجرحت، فضربها بخفة على يدها وقال بغيظ:
-كفى، لم تعودي طفلة لفعل ذلك، حتى الأطفال الآن لا يأكلون أظافرهم بهذا الشكل، والله عيب.


أخفضت يدها وهي ترمقه بنظرات بؤس طفولي سريعًا ما تحول لحنق حين هتفت وهي تتجه إلى الخارج:
-هيا، هات سيارتك وأوصلني إلى الجامعة.

جذبها من حقيبتها بغيظ وقال
-كل هذا الفيلم الهابط كي أوصلك!

-هل تريدني أسوق سيارتي وأنا بهذه الحالة لأصطدم بإحدى الشاحنات الكبرى للنقل التي قد تكون مُحملة بمواد شديدة الإشتعال فتنفجر السيارة وأنا بداخلها وأموت وتصاب عمتك بإنهيار عصبي و......

إبتلعت لسانها حين هتف بها من تحت أسنانه حتى لا يصرخ ويوقظ النيام
-إخرسي سيليا، وتحركي أمامي دعيني أوصلك إلى الجامعة بسلام قبل أن أضعك بنفسي أمام الشاحنة.

رفعت كفها أمامه كي يهدأ ثم حضنت حقيبتها وتحركت معه في صمت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي