الفصل الخامس

على أعتاب أبواب الجامعة، لم يستطع الحراك بعد أن رأى حالتها قبيل الإمتحان، تلك الحالة الفزعة التي يكتشفها للمرة الأولى، والتي جعلت قلبه ينخلع عليها، والذي لم يستطع الفرار للعودة إلى منزله ويغط في سبات عميق، بل آثر الإنتظار حتى تنتهي ويعود بها إلى المنزل.

جلس في سيارته وأسند رأسه للخلف مغمض العينين والصداع يضرب رأسه بسبب عدم نومه بشكل كافٍ.
فتح درج سيارته ومد يده والتقط علبة سجائره ثم أخرج منها واحدة ودثها بين شفتيه، ثم أخرج قداحته من جيب بنطاله وأشعلها وبدأ ينفثها بقوة وهو يدلك جبينه بإصباعيه لعل هذا الطرق الذي ينخر رأسه يهدأ قليلًا.

ألقى نظرة سريعة على هاتفه فوجد أن لازال هناك ما يقرب من ساعة على إنتهاء الوقت المخصص للإختبار، فأعاد رأسه إلى الخلف وأغمضها ربما ينعم بغفوة هادئة.

صدح صوت هاتفه ليفزعه من غفوته التي كانت تقف على أعتاب عقله، فالتقط هاتفه بغضب وحينما علم هوية المتصل زاد غيظه وهتف:
-يا الله عليكِ يا عمتي، إبنتك توقظني في الصباح وأنتِ الآن، الصبر يارب على الأم وابنتها.

ضغط بقوة على جبينه ثم أجاب على الهاتف قائلا:
-نعم عمتي.

جاءه صوتها متلهفًا حين قالت:
-عمار يا بني كيف حالك وكيف حال سيليا طمْئِن قلبي، هل خرجت من الإمتحان؟ وماذا فعلت؟ هل أخطأت بشيء؟ أم أنك تركتها ورحلت، أخبرني أرجوك ولا تخفي عني شيئًا.

دلك جبينه ضاغطا على عينيه بقوة يحاول استجماع هدوءه ثم قال:
-اهدئي عمتي فأنا لم ارحل وأنتظرها حتى تنتهي، لكنها لم تنتهي بعد.

هتفت بفزع:
-كيف لم تنتهي؟ الوقت المحدد إنتهى منذ دقائق، كيف لها ألا تنتهي؟!
أجابها ساخرًا:
-لا، هي لا تمتحن على البوابة حتى تخرج في نفس اللحظة عمتي، الجامعة كبيرة وابنتك ما شاء الله عليها تخشى على الأرض أن تنكسر تحتها؛ فتسير كسلحفاة مقعدة.

لم يغفل عنه ضحكتها التي إنفلتت منها وهي تقول:
-الله يجازيك يا عمار، أنت الوحيد الذي تنجح دومًا في إضحاكي، حمدلله أنك تركت العمل مع الشرطة فهذا العمل لايليق بك، وقلبي كان يأكله القلق عليك طيلة الوقت.

تنهد عمار وإبتسم ثم أخذ نفسًا من سيجارته وماجه في الهواء ببطء وهو يتذكر عمله السابق بالشرطة وكيف كان مرهقًا لأعصابه رغم براعته ومهارته التي أثبتها خلال سنين عمله، لكنه لم يستطع الإستمرار.
لاحت منه نظرة على النافذة بجواره فجذب إنتباهه شيء جعله ينهي المكالمة محاولًا ان يبدو هادئًا:
-حسنًا عمتي، لدي مكالمة هامة على الإنتظار وبعدها سأعاود الإتصال بكِ.

أغلق الهاتف وألقى به على المقعد ثم خرج من سيارته سريعًا بعد ان رآها قادمة تنهار من البكاء.

هرع إليها وسألها والقلق ينبش صدره:
-ماذا حدث؟
زاد نحيبها وأخذت تمسح عينيها بقوة لكن لا فائدة، فشعر بأن هناك أمرًا خطيرًا فأعاد سؤاله وقد بدأ القلق يتحول إلى وحش غاضب يتلبس ملامحه:
-تحدثي سيليا، ماذا هناك؟
وحين لم يجد منها جواب هتف من بين أسنانه:
-أجيبي سيليا قبل أن أفقد اعصابي.

تحدثت أخيرًا من بين شهقاتها قائلة:
-لم استطع الإجابة على السؤال الأخير.

أخذ يحدق بها لثواني يحاول ان يستوعب ما ألقته بوجهه الآن، أصابته لحظة صمت ممزوج بالذهول والعجز عن الرد، لم يجد نفسه سوى أنه هتف بها غاضبًا:
-ماذا؟ كيف لم تستطيعي إجابة السؤال الأخير؟! ألم تذاكري دروسك جيدًا؟

اومأت وزاد نحيبها حين هتفت قائلة:
-بل أتذكر إجابته جيدًا، لكن لا أعلم ماذا حدث؟

زاد تعجبه من نفسه حين قال:
-أريني ورقة الأسئلة لأرى هذا السؤال اللعين.

صرخ بها هو الآخر دون أن يهتم بالأعين التي باتت تلاحقهم بإستفهام، فهناك مجذوبان يصرخان خارج الحرم الجامعي على السؤال الأخير بالإختبار!

أخرجت ورقة مطوية من جيب سترتها وناولته إياه فأخذه منها والغضب كاد يفتك به، ثم أخذ يتفحصها حتى وجد السؤال الأخير؛ فجحظت عيناه وهو يعيد قراءته مرة تلو الأخرى ربما أخطأ في القراءة، ثم رفع أنظاره إليه يسألها بهدوء مفاجيء تملك منه:
-ما هذا؟ إنه إختياري.

-نعم.
قالتها ببؤس زاد من ذهوله فأردف غير مستوعب الأمر:
-نعم! وتقوليها بكل برود، نعم! ولما كل هذا البكاء مادام السؤال إختياري وليس إجباري؟!

صمت قليلًا ثم أكمل:
-هل تشكين بإجابتك للسؤال الآخر مثلًا؟

حركت رأسها يمينا ويسارا بالنفي وقالت وهي مازالت على حالها:
-لا، أنا متأكدة من إجاباتي السابقة.

حاول كتم غيظه لكن أعصابه إنفلتت وهتف بها بغضب:
-وما المشكلة إذًا؟ ما المشكلة إذا لم تجيبي على السؤال الأخير ولا على الذي يسبقه؟ ما مشكلتك أنتِ أنا لا أفهم؟
رُسمت ملامح الحزن على وجهها فصاحت هي الأخرى:
-لا تصرخ في وجهي هكذا، فلم اطلب منك أن تنتظرني، إذهب أنت وأنا سأتولى أمر نفسي.

قالتها وانفجرت في البكاء ثانيًا، فحاول عمار أن يستجمع هدوءه مرة أخرى، شدد على خصلاته البنية ومسح وجهه بكفيه بعنف ثم سحب نفسًا عميقًا وأشار لها ان تتقدمه وهو يرسم إبتسامة مفتعلة على وجهه، فمسحت عينيها بكفها كالأطفال ورفعت رأسها لأعلى وسارت بإتجاه السيارة ودخلتها دون أن تلتفت إليه.


جلس بهدوء بجوارها وتحرك بسيارته وقلبه يتمزق عليها فهي لم تكف عن البكاء، لا يعلم سبب الغضب الذي أعتلاه عندما علم سبب بكاءها.

سحب سيجارة أخرى وأشعلها ثم بدأ ينفثها بقوة محاولًا السيطرة على فرط إنفعالاته.

حاول أن يصلح ما فعله فبادر قائلا:
-هل الأمر مهم إلى هذا الحد؟

رمقته بنظرة جانبية وردت بهدوء نسبي:
-أكثر مما تتخيل، المشكلة أني في تلك اللحظة أتذكر إجابة السؤال كاملةً وقبل بدء الإمتحان بثوانٍ كنت أذكره، لكن عندما وصلت إليه لا أعلم ماذا حدث، كأن عقلي أصبح كصحيفة بيضاء، لا أتذكر شيئًا وأصبح عقلي مشوش بطريقة أزعجتني.

إنتابته الشفقة عليها وشعور مبهم يتملك منه، فقال بهدوء:
-ربما بسبب التوتر الزائد الذي كنتِ عليه منذ الصباح.
أومأت في صمت فأردف ممازحا:
-سأشتري لكِ المثلجات، لكن كفي عن إزعاجي ببكاءك فأنا لا أطيقه.

إبتسامة مشاكسة إغتصبت مكانها بين الملامح البائسة على وجهها، فأعادت خصلة صغيرة من شعرها القصير الذي يحتضن وجهها وأعادتها خلف أذنها قائلة:
-ستجلبها لي من المحل الذي أفضله؟

سحب نفسًا آخر من سيجارته وماجه لأعلى ثم رد:
-رغم أنه بعيد جدًا عنا، لكن حسنًا سنذهب، لكن علينا أولًا أن نُطَمئن عمتي فهي أيضًا منهارة مثل ابنتها.

لاحظ التوتر يعود إليها مرة أخرى، لكنها أومأت له في صمت.

***
-أي وصية تريدنا أن نطلع عليها؟ ولما الآن تحديدًا؟

هذا ما قاله محمود حين ذهب مع أخيه عبدالله إلى مكتب السيد راضي المحامي، حتى يخبرهم بأمر الوصية.
فقال راضي للدفاع عن نفسه بعد أن لمح نبرة الإتهام واضحة بكلام محمود:
-وصية كتبها المرحوم عز الدين بخط يده وبمحض إرادته وهو بكامل قواه العقلية وتستطيع التحقق من الأمر في المحكمة إذا أردت.

تدخل عبدالله لتهدئة الأجواء قائلا:
-نحن لا نشكك بنزاهتك يا سيد راضي أبدا لا سمح الله، كل ما في الأمر أنك لم تُعلمنا من قبل بوجود وصية وأننا اكتشفناها بمحض الصدفة حين قررنا الذهاب للمقهى.

ليأتيه راضي مؤكدًا:
- كنتما ستظلان لا تعلمان بأمرها لو لم تقررا الذهاب إلى المقهى.

نظر محمود له بشزر بينما رمقه عبدالله بأن يهدأ وسبقه قائلا:
-ولِمَ كل ذلك؟

إعتدل راضي في جلسته ثم فتح درج مكتبه وأخرج منه ورقة وهو يقول:
-دعوني أقرأها عليكم أولًا وبعد ذلك أعدكم أني سأجيب على جميع أسئلتكم.

إرتدى نظارته الطبية التي تتدلى على صدره بسلسال معدني ثم شرع في القراءة
"أبنائي الأعزاء، ميراثي الوحيد بدنياي، أحييكم بالسلام دومًا وأبدا.

لا أعلم تحديدا متى ستقرأون وصيتي، لكن بالتأكيد سيكون هذا بعد ذهابكم إلى المقهى للمرة الأولى بعد وفاتي، وأتمنى أن تفعلوها في أقرب وقت.

حين تذهبون ستعرفون أن المقهى ليس ملكًا لي، بل أني كتبته وبكامل إرادتي إلى حفيداتي"ألما، سيليا وأسيل" لهن مطلق الحرية بالتصرف به لكن قبل ذلك سيكون المقهى تحت إدارة أحفادي الشباب وهذا بعد أن تعلموا بالأمر.

رفع راضي أنظاره يتابع وقع ما يقول على وجهيهما ثم أردف:
"هذا لا يعني مطلقًا عدم ثقتي بكما، لكن للأمر أبعاد أخرى أود أن احتفظ بها لنفسي وأنا على يقين أنكم ستنفذون ذلك بنفس راضية، لكن هناك أمر آخر يخص البيت.

هذا البيت ليس مجرد حوائط وأحجار وبعض الأشجار التي زرعتها أنا وألما يومًا، إنه ذكرياتي كاملة، ثروتي العظمى الذي رزقني بها الله بعد سنين من التعب، إنه أنتم في جميع مراحلكم، إنه أنا في ضعفي الذي سبق قوتي، لم يكن مجرد بيت بل هو بالنسبة لي حياتي التي فارقتها، حافظوا عليه ولا تفرطوا به يومًا مهما كانت الأسباب، لا تهجروه واجعلوه ملجأكم الوحيد.

هذه وصيتي فتقبلوها بصدر رحب ونفس سمحة ولا تنسوني من دعائكم فأظنكم من الصالحين.

طوى راضي الورقة مرة أخرى ووضعها أمامه وشبك يديه ببعضهما على المكتب ينتظر أسئلتهم.

فلمح عبدالله يمسح طرف عينيه من بقايا عَبَرات سلكت طريقها لا إراديًا

فاق محمود من دهشته وسأل:
-يعني هذا أن معرفتنا بالوصية كانت مشروطة بذهابنا إلى المقهى؟! لماذا؟
رد راضي بهدوء:
-ببساطة أن الحاج رحمة الله عليه كان له وجهة نظر خاصة بالأمر وهي أنه يود معرفة متى ستتذكران المقهى الذي كان يخصه وحده ولم يجعل لأحد منكم فيه نصيب، بمعنى آخر بما أنه لم يعلن عنه في إعلان الوراثة ولم يذكر في ممتلكات الحاج رحمه الله فهل ستتذكرا ما لا تمتلكاه؟ أم ستلهيكم الحياة؟


تناول محمود كوب الماء الموضوع على المكتب وارتشف منه ببطء محاولًا إستغلال الوقت لترتيب أفكاره ثم قال:
-من المفترض أن أوافق على الوصية لأن إبنتاي سيكون لهم النصيب الأكبر بالمقهى، لكني ولا ارغب بقول أني أشعر بالظلم لأن رحمه الله لم يكن ظالمًا يومًا، لكن دعني أقول أن انتابني شعور بعدم الراحة، فما ذنب عبدالله أن ليس لديه بنات؟

بادر عبدالله بالرد قائلًا:
-ما الذي تقوله يا محمود جميعهم بناتي سواء كانت ألما وأسيل بناتك أو سيليا إبنة أختي.

ابتسم راضي وأكمل موضحًا:
-الحاج كانت له حسابات أخرى يا أستاذ محمود، هو حسبهن حفيداته ولم يقسمهن إلى من لديه بنات أم لا، كما أوضح أيضًا أن الأمر يخصهم وحدهم وأن الإدارة ستكون لعدي وقاسم وعمار بالتناوب بينهم حتى يزيح عنكم أي حرج.

أومأ له عبدالله وسأل:
-وهل الشباب يعلمون بالأمر؟

أكد راضي قائلًا:
-نعم أخبرتهم قبل عدة أيام وأوصيتهم ألا يخبروكم بشيء.
صمت قليلًا ثم تابع بتردد:
-لا تنسيا أن تخبرا السيدة جميلة، فهي الآن لها حق المعرفة.
ابتسم عبدالله وهو يومئ لها بالموافقة ثم اعتذر منه محمود عن سوء التفاهم الذي حدث بينهم قائلا:
-اعتذر عما بدر مني ولكنه كان عن جهل بالأمر ليس إلا.
منحه راضي ابتسامة وقورة ثم رد:
-اتفهم موقفك جيدًا، لا تقلق.
شكره محمود على سعة صدره وخرجا الإثنان قاصدين منزلهم.

***
دخل كامل إلى مكتب عدي يحمل في يديه صينية تحمل فنجان القهوة خاصته، بعد أن هدأ قلبه عندما حدثته كارما وأخبرته أنها عادت مع الكلب إلى البيت فهو يحتاج إلى رعاية، فقد كان يشعر بالقلق عليها بسبب تأخرها.
لمحه عدي فقال بترحاب:
-كيف حالك يا رجل يا عجوز؟
ابتسم كامل بمحبة ورد وهو يضع ما بيده على المكتب:
-بخير نحمد الله.

شكره عدي ثم سأله:
-كيف حال الضغط معك؟ هل تتناول أدويتك بانتظام؟
أومأ كامل وقال:
-سألت عنك العافية يا بني، هل تريد مني شيئا آخر.

رد عدي بعد أن رفع فنجان القهوة إلى فمه يرتشف منه بإستمتاع:
-نعم أريد منك شيئًا هامًا.

نظر له كامل باستغراب فأردف:
-أريد "سكرتيرة"، أنت تعلم أن أحلام بشهرها الأخير وقد حل عليها التعب بشكل واضح لكنها ترفض الإعتراف بذلك.
رد الآخر بإستياء:
-إن ظروف زوجها سيئة للغاية، لهذا هي مستمرة في العمل رغم تعبها.

تنهد عدي بضيق وأومأ له قائلا:
-نعم أعلم ذلك، لذا أريد فتاة أخرى كي تساعدها حتى لا يزداد الحِمل عليها، وتتعلم منها أيضًا لتحل محلها حين تأخذ أجازة الوضع، لكن أرجوك تحرى الدقة في اختيارها فلابد أن تكون بحاجة إلى العمل لا أريد ذوات الكعب العالي اللاتي يصيبونني بصداع مضاعف، بكفي ما أعانيه.

ضحك كامل على عدي ثم قال:
-جدك أيضًا كان يطلب مني ذلك، رحمه الله، أنت تشبهه كثيرًا يا بني.

ابتسم له عدي بهدوء وقد تملك منه الندم مرة أخرى لأنه لا يستطيع تنفيذ الوصية وهو يعلم أن كان له مكانة خاصة عند جده.

قطع تفكيره صوت كامل حين قال:
-هل إذا رشحت لك ابنتي كي تساعد أحلام ستعتبره تحيز وطمع؟

-هل لديك ابنة؟
سأله عدي بإستغراب لجهله بالأمر، فرد كامل قائلًا:
-نعم، إنها تساعدني في العمل هنا ، رغم أنها تحمل مؤهلًا تعليميًا مناسبا، لكن الحظ لم يحالفها بعد.


-تعمل هنا؟! وكيف لا أعلم بالأمر.

شعر بأنه أخطأ حين أخبره بمساعدتها له فأسرع يبرر له الأمر:
-إنها تعمل دون مقابل، فقط هي تخشى علي من العمل لذلك أصرت على أن تساعدني.

هز له عدي رأسه بتفهم وقال:
-لا بأس، أرسلها لي.


-لكنها ليست هنا الآن.
رفع أنظاره إليه ثم عاد ينظر في الملف أمامه قائلًا:
-حسنًا سأنتظرها في الغد إن شاء الله.

***

بعد قليل دخل عمار إليه وارتمى بجسده على الأريكة الجلدية وهو مازال يدلك جبينه بإصبعيه تحت نظرات عدي المتعجبة والذي قال مناكفًا:
-أي بحر حدفك إلينا؟

نظر له عمار بأعين ضيقة يؤثر عليهم ضربات رأسه التي لا تهدأ ثم قال ممتعضًا:
-كفى سماجة يا عدي، فالوضع حقًا لا يحتمل.

اعتدل عدي في جلسته وأسند ظهره للخلف ورد ببروده المعهود:
-لماذا؟ ما به وضعنا؟!

هتف عمار متهكمًا:
-وضعنا صعب يا حبيبي، هل لك أن تخبرني كيف ستنفذ وصية جدك؟

ابتلع ريقه ثم عاد ينظر بالملف أمامه مرة أخرى وقال:
-سأتزوج سيليا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي