الفصل السابع

جلست سيليا بجوار ألما تحاول تهدئتها بعد أن إستردت وعيها أخيرًا بعد المحاولات العديدة التي قامت بها، أخذت تمسد على كتفها حتى تكف عن البكاء فمنذ أن فاقت من غمامتها السوداء وهي تبكي، فقالت سيليا:
-إهدئي ألما وأخبريني ماذا حدث لكل هذا؟!

جففت دموعها ومسحت عيونها التي تصبغت باللون الأحمر من أثر البكاء وقالت بصوتها الرقيق من بين شهقاتها:
-لا أعلم سيليا، لا أعلم ماذا حدث لكل هذا، لا أعلم ما الذي يحدث معي؟ لما ينتفض قلبي لرؤيته، لما ترتجف جوارحي لقربه، لا أعلم سبب لإرتباكي بوجوده، لا أعلم لما يحدث معي كل هذا؟


جحظت سيليا عينيها وهي لا تصدق ما تسمع وهتفت:
-كل هذا ولا تعلمين؟! أنتِ غبية حقًا ألما؟!

نظرت لها ألما ببكاء فأكملت الأخرى:
-أنتِ تحبين قاسم يا ألما.

أدارت ألما وجهها تتحكم في دموعها فأردفت سيليا:
-لما تخفي الأمر؟ سمعت ما قاله لكِ قبل أن تفقدي وعيك، واضح جدًا أنه أيضًا يحبك، لما كل هذا العذاب إذًا؟!

أسبلت أهدابها وأغمضت مآقيها تستجمع تلك الكلمات التي كانت كقطرة ندى تروى ظمأ فؤادها المكلوم، كألحان عزفها بحرفية على أوتار قلبها ليقع في حبه للمرة التي فشلت في عدها، لكنها تأبى الإستسلام لتلك المشاعر التي ستجلب لها المزيد من المتاعب.

فقالت بحدة واهية:
-أنا لا أحب أحد ولا أريد من أحد أن يحبني، أريد أن أبقى كما أنا سيليا، وحدي دون شفقة من أحد.


نظرت لها سيليا بإستنكار وسألتها:
-شفقة! شفقة مِمَّن ألما ولما؟ لما كل هذه التعقيدات؟ دعي الأمور تمر بسلام ولا تحملي همًا لشيء.

ردت ألما بنبرة تحمل كثير من الألم:
-لكي تمر الأمور بسلام يجب أن يبقى كل شيء كما هو سيليا، أن أبقى أنا كما أنا ويبقى هو بالنسبة إلى قاسم وكفى.

"وما أدراك ما هو قاسم بالنسبة لها، ستتحمل العذاب والألم وحدها، ستدفن عشقه بمقبرة بأعماقها، وتجلس على أعتابها تنتحب في خَفَر، ستخرج صرخاتها مكتومة حتى لا يستمع إليها أحد"

فقدت الأمل في إقناعها وإحادتها عن رأيها فقالت:
- رغم اني لا أعلم شيء عن تلك الحسابات التي تدور برأسك، لكن على الأغلب أنتِ إخترتي الهروب، إخترتي الحل الأسهل.

إبتسمت ألما بمرارة وغمغمت:
-نعم إنه الحل الأمثل للجميع، سواي

حاولت النهوض من فراشها وهي تقول:
-علينا النزول إلى الأسفل قبل أن يصعد أحد إلينا وحينها لن نفلت من التساؤلات.

***

اللًَمَة، رفقة صالحة تدفء القلوب وتغزي أرواح تائهة بين عثرات الحياة، ماذا أفضل من العشرة الطيبة؟ حتى لو تخللتها بعض الثقوب، لكن بالنهاية هي شريان الفؤاد إن إنقطع مات صاحبه.

على مائدة كبيرة إجتمعت عائلة الخيام في تجمع عائلي محبب للجميع بعد غياب طال شهرين كاملين منذ وفاة الجد عز الدين الخيام.

شمر عدي عن ساعديه ومد يده يتذوق الطعام قائلا:
-خير ما فعلت يا عمي، كم إشتقت للطعام من يد أم قاسم.

رمقته أمه بحنق فأكمل مسرعًا قبل أن تغضب عليه كريمة:
-طعام أم عدي أيضًا لا يُعلى عليه، لكن من باب التغيير ليس إلا.

ضحك الجميع عندما أرسل لها قبلة في الهواء فقالت راضية:
-بألف هنا على صحتكم جميعًا.

إنتبهت كريمة لإبنتها ذات الوجه الشاحب تعبث بالطعام ولا تأكل منه شيئًا فسألتها:
-لما لا تأكلين يا ألما؟
لم تنتظر منها رد وأكملت:
-هل أخذتي جرعة علاجك اليوم فوجهك يبدو شاحبًا؟
حمحمت ألما بحرج وأخذت تنظر بوجوه الجميع ودلكت جبينها بتوتر وهي تغمغم:
-نعم أخذتها.

حانت منه نظرة جانبية إليها يتأمل وجهها الشاحب الذي تصبغ بالحمرة بعد أن شعرت بالحرج مما قالت والدتها، تأملها وهي تدفن وجهها في الصحن أمامها وتدفن معه الألم الذي تسببت به كلمات خرجت بقلق حقيقي لكن دون حساب.


إنتهى الغداء وتجمعت النساء بالمطبخ لتنظيف المكان، بينما خرج محمود وأخيه عبدالله ليجلسان أمام المنزل كعادتهم يردون التحية على من يمرون أمامهم.
قال محمود:
-لا حرمنا الله منك يا أبا قاسم، لم تأتي بتفكيري أن أقيم العزيمة مكان أبي، لكنك دائما سباق بالخير.


ربت عبد الله على كتف أخيه قائلًا:
-لأكون صادقًا لم تكن فكرتي من الأساس، بل هي فكرة أم قاسم، هي من إقترحت علي الأمر وأنا وافقتها.

أومأ له محمود وأكمل:
-بارك الله فيك وفيها، لكن دعنا نتشارك في الأمر، فأنت تكفلت بالعزيمة هذا الإسبوع، إترك لي الإسبوع المقبل، وهكذا جمعة عليك وجمعة عليّ.

-الأمر لا يستدعي يا أبا عدي

ربت على يد أخيه مرة أخرى وأكمل:
-أعلم أنك كفيل بها يا عبدالله، لكن دعني أشاركك الثواب.

وافق عبدالله ورد قائلًا:
-حسنا، جعلنا الله دومًا شركاء بالخير.

أمن محمود على دعاء أخيه ثم قال:
-أردت أن أخبرك أمرًا.

أومأ له عبدالله فأكمل:
-سأعود للعمل في المصنع مرة أخرى، أنت تعلم بعد أمر المقهى سيكون الشباب مضغوطون بين إدارة المصانع والمقهى في آن واحد، فقررت مساندة عدي بإدارة مصنع الأثاث.


-خيرًا فعلت يا أبا عدي، أنا أيضا سأساعد قاسم في إدارة مصنع الأخشاب، عمار يرفض التدخل بأمر المصنع ومتمسك بعمله بالسياحة، وقاسم يتحمل المسؤولية وحده.

تحدث محمود:
-هو خير من يحملها يا أبا قاسم، الشباب بارك الله فيهم يتحملون المسؤولية وجديرين بالثقة وإستطاعوا تطوير المصانع بشكل مذهل، لكن لا مانع من مشاركتنا لهم، عوضًا عن جلستنا هذه.

-لديك كل الحق.

إقتربت جميلة منهما ووضعت أمامهما صينية عليها كوبين من الشاي وقالت:
-تفضلا الشاي، صنعته لكما بنفسي.

رد عليها محمود بحب:
-سلمت يداكِ يا أم سيليا.

بينما قال عبدالله وإبتسامته البشوشة تزين محياه:
-لا حرمنا الله منكِ يا جميلة، نريد أن نتحدث معكِ بأمر هام.
نظرت له بقلق فسألته:
-خيرًا إن شاء الله يا أبا قاسم؟

إبتسم لها عبدالله وأردف:
-خير لا تقلقي، لكن دعينا نحتسي الشاي ثم ندخل ونتحدث بالداخ..
قطع حديثهم عندما دست سيارة سوداء مجهولة الهوية نفسها ووقفت بجانب المنزل، فعدلت جميلة من حجابها وأحكمته على رأسها بتلقائية،
بينما تطلع كل من محمود وعبدالله داخل السيارة بفضول يحاولون التعرف على صاحبها، لكن زجاجها الداكن لم يمكنهم من الرؤية.

وما هي سوى ثوانٍ حتي ترجل منها رجل تجاوز الخمسين من عمره يبدو عليه الأناقة والثراء، إنتابهم الفضول لكن عندما إقترب جحظت أعينهما وهما يدققان النظر فيه بخلاف جميلة التي أخفضت عينيها وإستدارت لتدخل إلى المنزل دون أن تعلم هويته.
وقف أمامهم وعدّل هيئته ثم قال:
-مساء الخير.
تصنمت مكانها عندما سمعت صوته، الصوت الذي لا تستطيع ألا تتعرف عليه، إلتفتت مرة أخرى لتتأكد مما سمعت فإنتابتها الصدمة وجف حلقها وشعرت بالدوار يضرب رأسها.



***

في حين تنحى الشباب واتخذوا موضعهم بالحديقة الخلفية للمنزل يتبادلون أطراف الحديث.
سأل عمار:
-ماذا ستفعلون في أمر الوصية؟ هل تحدث السيد راضي مع أحد منكما بشأنها مرة أخرى؟

رد قاسم بعد أن أخذ رشفة من فنجان قهوته:
-لم يكن ليتحدث مع أحد منا مرة أخرى بشأنها، خاصة بأنها غير مشروطة، قد أخبرنا بها وانتهى الأمر.
نظر له عمار بإستفهام وسأله:
-يعني أنكما صرفتا نظر عنها؟!

رد قاسم بهدوء:
-لم أقل هذا، أنا فقط أجيب على سؤالك.

فنظر عمار إلى عدي الذي يتابع الحديث وسأله:
-وأنت
فقال عدي وهو يرفع كوب الشاي إلى فمه:
-أخبرتك من قبل، سأتزوج سيليا.

سأل قاسم بتفاجؤ:
-حقًا؟!

-كفى هراء يا عدي.
قالها عمار بغيظ فترك عدي ما بيده ورفع أنظاره إليه قائلا بهدوء:
-اي هراء؟! هل ترى حل آخر يخصني من أجل تنفيذ الوصية؟

تحفز عمار في جلسته وضرب بيديه على الطاولة وهدر بعصبية:
-أنت واعي لما تقول؟ كيف لك أن تفكر بهذا؟!

نظر له عدي بقوة قائلًا:
-إهدأ يا عمار، فلا تنقصني عصبيتك الآن.

هتف الآخر:
-وأنا لا ينقصني برودك هذا الذي سيصيبني بجلطة لا محالة، ألم تخبرني أنك لا تحمل لها أية مشاعر وأنها بالنسبة إليك مثل ألما وأسيل؟!


اعتدل عدي في جلسته وأكمل:
-يا بني آدم أفهم، هل ترى لي حل آخر؟! عندما كتب جدك الوصية بالتأكيد لم يقصد أني سأتزوج إحدى أخواتي، إذًا فليس أمامي سوى سيليا، هو لم يترك لنا مجال للإختيار كما تظن.


غامت نظرة عمار الذي بدأ يرتب الحديث في رأسه مرة بعد أخرى، فوجد أن عدي مُحق، هو أيضًا لا يجد سببًا محددًا لعصبيته تلك كلما ذكر عدي أمر زواجه من سيليا، ولا ينكر أنه أراد إثارة الأمر مرة أخرى ليتأكد من الإجابة السابقة لعدي الذي أخبره إياها بالمكتب والذي ظن أنها قد تكون على سبيل المزاح.

بسمة جانبية شقت ثغر قاسم وهو يتمتم:
-كلعبة الشطرنج، حركة واحدة لعدي تحدد مصيرنا ويقول بمليء فمه "كش ملك"، أوهمنا أننا مخيرين لكن الأمر غير ذلك تمامًا، لم يكن رحمه الله هينًا أبدًا.

حك عدي ذقنه وهو ينظر لعمار الذي كاد الغضب يأكله والذي هم قائلًا بإندفاع:
-ولا شطرنج ولا غيره، هو لم يجبرنا على تنفيذها من الأساس، فلننحيها جانبًا وإنتهى الأمر.

رد عدي بتعقل:
-لا، لم ينتهى عمار، هل كان يتوجب عليه أن يربط تنفيذ الوصية بالميراث حتى نُجبر على تنفيذها؟!

نفى عمار قائلا:
-بالطبع لم أقصد ذلك، فحتى لو كان جعلها شرطًا أساسيًا للميراث، لم أكن سأرتبط بمن لا أحمل لها أية مشاعر لمجرد الحصول على بعض الأموال.


خرج قاسم عن صمته وقال:
-الأمر لا شأن له بالأموال يا عمار، إنها محبة صادقة لتنفيذ أمنية للجد تمناها وطلب منا تنفيذها بعد وفاته،
نحن جميعًا لا نهتم للأموال وأنت تعلم ذلك، لا ننكر أهميتها بالطبع وكم تعبنا لنصل سواء بمصنع الأخشاب او الأثاث إلى هذا المستوى، لكننا أيضًا لم نكن لنربط مصيرنا بإحداهن لمجرد المال.

كتم عمار غضبه وسأله بضيق:

-هل أخبرتها بالأمر؟

وضع عدي الكوب على الطاولة ثم أسند ظهره للخلف ورد بهدوء:
-ليس بعد، سأنتظر حتى تنتهي من الإمتحانات.

أشاح عمار عينيه عنه يخفي الغضب الذي يشتعل بها.

أما قاسم فشارد بجميلته التي تعامله كالشبح كلما رأته، وحالتها التي تركها عليها وقلبه يتمزق لأجلها، وكيف سيعرض عليها الزواج وهي تخشاه إلى هذا الحد؟ الأمر يزداد تعقيدًا فما يكفي عدي وتحكماته بما يخص إخوتيه؟!
-الرحمة والصبر من عندك يارب.
تمتم بها قاسم وهو يتنهد بما يفيض به صدره.


***
بجرح الماضي إستقبلت جميلة مشاعر دفنتها جميعها بل وأدتها منذ تلك اللحظة التي تركته بها،
بأنفاس متسارعة نظرت له ولهيئته التي لم تتغير كثيرًا، وكأن العمر لم يمر عليه.

إنتفض محمود من مكانه يهتف بغضب:
-ما الذي أتى بك إلى هنا.

نظر له رأفت بضيق بينما قال عبدالله:
-إهدأ يا أبا عدي.
ثم نظر إلى الآخر ثم أردف:
-أهلًا بك رأفت، تفضل.

كاد محمود أن يعترض لكنه رضخ لكلام أخيه وتنحى جانبًا وجلس على المصطبة وترك لعبدالله زمام الأمور.

جلس رأفت بأدب ثم شكر عبدالله قائلًا:
-شكرًا لك يا أبا قاسم.

ثم نظر إلى جميلة التي لم تفق من صدمتها إلا بعد أن وجه إليها حديثه قائلًا:
-كيف حالك يا جميلة.

هتف محمود مرة أخرى قائلًا بعصبية:
-لا توجه لها حديثًا.

رمقه عبدالله بحدة وقال:
-إهدأ يا محمود هداك الله ولا تجعلنا فُرجَة للناس.

ردت جميلة مدعية الثبات:
-في أفضل حال، الحمد لله.

وجه عبدالله الحديث إلى أخته وقال:
-أحضري له واجب الضيافة يا جميلة.

رفض رأفت بأدب ورد:
-لا، لا داعي أنا جئت لأتحدث معكم بأمر سيليا وسأرحل.

إنتابها الفزع فهتفت:
-أمر سيليا؟! وهل صار هناك أمر جديد يجمعك بسيليا؟!
رد رأفت سريعًا:
-إنها إبنتي يا جميلة.

قالت جميلة باستنكار وهي تنظر إليه بغضب:
-والآن فقط تذكرت أنها ابنتك، بعد كل هذه السنين لم تتذكر سوى الآن أنها ابنتك؟!!

أخفض عينيه بإرتباك ورد بتلعثم:
-أعترف أن الحياة شغلتني عنها لكن لا يستطيع أحد أن ينكر أنها ابنتي.

كادت أن تتحدث مرة أخرى لكن قاطعها عبدالله حين قال:
-لا أحد ينكر أنها ابنتك، أنت من تنصلت من مسؤوليتك تجاهها يا سيد رأفت، تركتها مع أمها خمسة عشر عامًا كاملة دون أن تسأل عليها ولو حتى بمكالمة عبر الهاتف، لسنا نحن من ننكر الحقيقة يا رأفت بل أنت من تركتها ورحلت.

إرتبك رأفت من حديث عبدالله وما زاد إرتباكه أنه لم يجد إجابة واضحة تشفع له ما فعل فقال:

-لا أنكر أني ربما أخطأت، أخذتني الحياة وشردت وسط زحامها، سافرت إلى إحدى الدول العربية وعدت مؤخرا، كان لدي طموح وسعيت لتحقيقه وفعلت، لكني لم أنساها مطلقًا.


قال محمود ساخرًا:
-ربما أخطأت؟! ألا تدرك حجم ما فعلت بالماضي يا سيد رأفت؟!

رمقه الأخير بضيق لتحفزه معه بالحديث لكن لفت إنتباهه رد عبدالله برزانته المعهودة حين قال:

-وهل كانت سيليا ستحيلك عن تحقيق أحلامك؟!سعيت كما تقول وحققت أحلامك وطموحاتك بعيدًا عن ابنتك، بل صار لديك أسرة حقيقية وأبناء لكنهم لم يعيقوا طريقك للوصول لأهدافك أليس كذلك؟! يبدو أن سيليا وحدها هي من تعيقك يا سيد رأفت.

نجح عبدالله في محاصرة أفكاره وجعل عقله يتخبط بشكل واضح، فقرر المراوغة قائًلا:
-دعوني أتحدث إليها وأنا سأحاول إقناعها.

هتفت جميلة بفزع:
-تحاول إقناعها بماذا؟ يستحيل أن أسمح لك بمقابلتها.

نفذ صبره وهدر هو الآخر قائلًا:
-إنها ابنتي ولا يحق لأحد أن يمنعني من رؤيتها.

بدأ المارة ينتبهون لصوتهم العالي، فهتف به عبدالله بعد ان خرج عن هدوءه:
-اخفض صوتك يا رأفت ودعنا نصل إلى حل، أنا إلى الآن أحمل خاطر أنك كنت يومًا زوجًا لأختي وأبو ابنتنا، فتعقل واخفض صوتك حتى لا يأتي الشباب وحينها سيحدث ما لا يحدث عقباه، فأنا أحترم وجودك ببيتنا وعليك أنت أيضًا أن تحترم هذا.


-أنا أحترمك يا أبا قاسم وأنت تعلم قدرك عندي جيدًا، لكن هما لا يتركان لي مجالًا للتفاهم.

قالها وهو يشير على محمود وجميلة التي تقف كالقطة المذعورة.

أخذ عبدالله يهدأ من روعه وقال محوقلًا:
-لا حول ولا قوة إلا بالله، ماذا تريد يا رأفت الآن لننهي هذا الأمر؟

سحب نفسًا عميقًا ثم رد وهو ينظر إلى جميلة بتوتر:
-أريد أن أرى ابنتي وأتحدث معها وحدنا.

ليأتيه صوتًا من خلفه قائلًا:
- حسنًا، ستراها في المحكمة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي