الفصل الثالث

بلا هدى تجري لاهثةً وكأنها في سباق مع الزمن، خصلاتها السوداء تسبح خلفها في ظلام دامس، تلفح وجهها الشاحب عندما تتلفت وتنظر خلفها بين الحين والآخر ثم تعود مرة أخرى هائمةً تطير بقوة اندفاع صاحبتها.

تتعثر في طريقها لكن ذلك الخوف من المجهول يجعلها تركض غير عابئة بألم قدميها الحافيتين من عثرات الطريق، وكأنها تسعى للأمان لكن بلا أمل.

ظلت على حالتها والسكون هو المسيطر على الأجواء حولها سوى من هدير أنفاسها العالية التي تزداد مع الوقت، وبين إلتفاتاتها بحثًا عن الطمأنينة وركوضها أملًا في النجاة، توقف قلبها عن الخفقان وتملك منها الرعب حين اصطدمت بجسد صلب وعندما رفعت أنظارها تتطلع فيه غامت عينيها ولم ترى شيئًا.

انتفضت كارما من نومها بفزع بعد ذلك الكابوس الذي يراودها بإستمرار، وفي كل مرة تراه تشعر بالخوف وكأنها أول مرة.

حوقلت في سرها ومسحت وجهها بكفيها وذلك الشعور بالخوف الذي يصيبها بعد ذلك الكابوس يتمكن منها كالعادة.

لاتعلم هل ذلك الفزع الذي ينتابها هو شعور طبيعي لما تعيشه من أجواء مظلمة في هذا الكابوس؟!
أم لأنها وحدها؟!
ذلك الهاجس المرعب بداخلها أن تبقى وحيدة كفيل أن يصيبها بحالة هلع وإكتئاب دائم.


تسلل إلى مسامعها صوت القارئ المفضل لديها يخرج من المذياع الموجود بالمقهى المجاور للمنزل، يتلو بعض الآيات القرآنية التي تبعث السكينة والطمأنينة بقلبها؛ فنهضت من مكانها وخرجت من غرفتها قاصدة المرحاض لتتوضأ وتصلي لعل الله يزيل ذلك الهم الجاثم على صدرها.


بعد قليل إنتهت من صلاتها وخلعت إسدالها ثم إتجهت إلى المطبخ تُحضر الفطور لوالدها قبل الذهاب إلى العمل، فوجدته يجلس على المقعد المواجه للتلفاز وبيده جهاز التحكم يبحث عن القناة الإخبارية كعادته اليومية.

قابلها بإبتسامته المعتادة وألقى عليها تحية الصباح؛ فردت عليه قائلة:
- صباح الخير أبي، ألن تتوقف عن تلك العادة السيئة؟

نظر إليها ببراءة متعمدة وهتف:
-ماذا فعلت أنا؟

رمقته هي الأخرى بنظرة حانقة وردت وهي تتجه إلى المطبخ:
-تصر على مشاهدة القنوات الإخبارية كل صباح، ثم تعليقات متحفزة وغاضبة عما يُقال فيها، وبعدها نوبات متكررة من إرتفاع الضغط.

رد كامل:
-هل ستمنعيني أيضًا عن مشاهدة القنوات التي أفضلها؟ ألا يكفي أنواع الطعام التي أعشقها وترفضينها!

هتفت كارما بإستنكار
-أنا لا أمنع سوى الطعام المُملح؟!

رد كامل بحنق طفولي وهو يترك جهاز التحكم من يده:
-وما ذنبي أن هذا هو النوع المفضل لدي؟

أحضرت كارما الأكواب لتصب بها "الشاي" وأكدت:
-بالتأكيد، فلو لم يكن المفضل لديك لما عانيت من الضغط المرتفع.

ثم حملت الصينية المحملة بالأكواب والطعام ووضعتها أمام والدها، فلمحته ينظر لها بحنق طفولي جعلها تبتسم بتلقائية ثم جلست بجواره وربتت على كتفه تقول:
-يا أبي يا حبيبي، هداك الله، إنتهى عملك مع الشرطة منذ زمن لما تُصر على تتبع الأخبار بهذا الشكل المُلِّح؟

قال والدها بمراوغة:
-وهل إذا إنتهى عملي مع الشرطة إنتهت حياتي؟! ها أنا أمامك أعمل في مكان آخر وصحتي جيدة والحمد لله، وما العلاقة بين تركي لعملي للشرطة ومتابعة الأخبار لا افهم؟!

تنهدت كارما ولم تعلق على ما قاله والدها، فبعد ما كان يعمل في الشرطة أصبح الآن عامل "بوفيه" بمصنع الخيام للأثاث.
مدت يدها وناولته كوب الشاي؛ فأخذه منها وهو يقول بمشاكسة:
-ألا يرفع الشاي الضغط أيضًا؟

ردت وهي تبتسم وتتناول فطورها:
-لا بأس بالقليل منه.

-لا أعلم ماذا كنت سأفعل دون طيبة قلبك هذه.
قالها بلمحة مازحة إلتقطتها كارما سريعًا وردت:
-هيا تناول فطورك حتى لا نتأخر على العمل.


أطاعها كامل وبدأ بتناول الطعام وهو يقول:
-والله أنا لا أعلم سبب إصرارك على مساعدتي في العمل وخصوصًا وأنك لا تتقاضين راتب على ذلك.

-لا أستطيع تركك وحدك وأنت تعلم هذا.
أنهت كلماتها ونفضت يدها ثم أردفت وهي تستقيم من جلستها:
-الحمد لله، سأذهب لأبدل ملابسي.

***

تململت في فراشها بنعومة قسماتها الهادئة، والإبتسامة تزين ثغرها الرقيق كعادتها ولكنها بدأت تتلاشى شيئًا فشيئًا حينما إنتبهت أن الوقت قد تأخر!
فتحت عينيها العسليتين تستقبل شعاع شمس طفيف تسلل من خلف الستار، ومدت يدها تنظر في ساعة هاتفها؛ فتيقنت أن الوقت قد تأخر بالفعل.


نهضت سريعًا ووقفت أمام شرفتها تفتح النافذة ببطء وحذر تبحث بلهفة عن سيارته؛ فعادت الإبتسامة تشق الطريق لمبسمها المليح حين وجدتها تصطف أمام المنزل ولم يذهب إلى العمل بعد.

وما هي سوى ثواني معدودة وبدأت تزداد وتيرة خفقاتها عندما لمحته يخرج من الباب ويبدو عليه الإستعجال، وقف أمام سيارته وهو يلقي السلام على أصحاب المحال المجاورة ثم رفع رأسه ينظر لأعلى؛ فإرتبكت وإختبأت خلف الستار سريعًا تضع يدها على صدرها وهي تدعو ربها ألا يكون قد رآها.

سحبت الستار مرة أخرى ومدت ناظريها بحرص باحثة عنه لكن خاب أملها حين وجدته قد غادر.

لم تتح لها الفرصة اليوم للإستمتاع برؤيته بأكبر قدر ممكن كما تفعل يوميًا، رحلته من باب المنزل إلى باب سيارته هي بمثابة ربتة حانية على قلبها الهش لتبدأ يومها على ذكرى تلك اللحظات التي تراه فيها.

هيئته التي تخطف أنفاسها وصوته الرجولي الرخيم الذي يدب رعشة في أواصرها، عيناه الحادتين رغم الدفء النابع منها، كل هذا وقلبها الضعيف لا يقوى على التحمل، فتكتفي بتلك الفتات التي تلتقطها برؤيته صباح كل يوم.

سحبت نفسًا عميقًا وسحبت معه نفسها مبتعدة عن النافذة وعادت إلى فراشها وجلست على طرفه تلملم خصلاتها البرتقالية بكفيها الناعمتين، ثم فتحت "الدُرج" وإلتقطت منه حقنة فرفعتها تنظر لها بألم قائلة:
-لا أعلم متى ستنتهي علاقتنا سويًا، لكنهم أخبروني أنك ستلازمينني ما دُمت حية، وما عليَّ سوى الصبر لأجلٍ غير معلوم.

فتحت الغطاء ثم أغمضت عينيها تستعد للألم الذي ما هو سوى وخزة صغيرة وبعدها ينتهي كل شيء، فضربتها بذراعها بتمكن ليتسلل الدواء ببطء الى جسدها فتنهدت براحة حينما إنتهت من ذلك الأمر الذي تفعله بشكل يومي.

خرجت ألما من غرفتها فوجدت أن الجميع قد إستيقظوا من نومهم، ألقت تحية الصباح على والدها الذي يجلس أمام الطاولة ينتظر الفطور التي تحضره أمها بالمطبخ.

رد عليها والدها التحية وتابع قراءة الجريدة الذي لا يتخلى عنها أبدًا.

إتجهت إلى المطبخ وقالت لأمها:
-صباح الخير يا أمي، سامحيني أني لم أساعدك في تحضير الفطور اليوم، فقد سهرت مع عدي إلى وقت متأخر من الليل، فأخذني النوم ولم أستطع أن أستيقظ باكرًا.

هتفت كريمة بنزق:
-عدنا لتلك السهرات مرة أخرى.

تدخلت أسيل قائلة وهي تلتقط إحدى ثمار الفاكهة الموضوعة على الطاولة الصغيرة:
-عادوا للأسرار ثانيًا يا أمي، يبدو أن عدي قرر الزواج ولم يفصح عن الأمر لأحد سواها.
أنهت كلماتها بمكر وهي تنظر لأختها بمشاكسة.

نجحت في مهمتها وإبتسمت حين وجدت كريمة تقترب من ألما التي إنكمشت على نفسها وإلتصقت بالحائط وهي ترى والدتها وملامح الغضب مرسومة على وجهها تقول:
-ما تقوله أختك صحيح؟ عدي قرر الزواج وأخبرك قبل أن يخبرني بالأمر؟!

أسرعت ألما تهز رأسها يمينًا ويسارًا بالنفي:
-أبدًا أبدًا، لم يحدث هذا صدقيني.

ضيقت كريمة عينيها بنظرة متشككة لتسرع ألما قائلة:
-أقسم لكِ، لم يُبدِ عدي أي رغبة للزواج، كانت سهرة عادية لم يخبرني فيها بأي شيء، سهرة عادية بريئة.
أنهت جملتها سريعًا قبل أن تنفجر أمها بوجهها فهي تعلم أن لعدي مكانة خاصة بقلبها وتتملكها الغيرة حين تشعر أن هناك من يأخذه عنها بديلًا.

-سأدخل المرحاض.

قالتها وهرولت لتختفي من أمام أمها التي بدأت تفكر بالأمر بشكل جدي وتمتمت:
-لا أعرف ماذا ينتظر ليتزوج؟! جلبت له صور للكثيرات من معارفنا بدون فائدة، ماذا أفعل معه ليريح قلبي ويتزوج؟!

ربتت أسيل على كتفها قائلة بسخرية:
-لا تتعجلي يا أمي فحين تأتي زوجة عدي ستقام الحروب العالمية هنا.

إلتفتت لها أمها ورفعت حاجبها وسألتها:
-ماذا تقصدين؟

أجابت أسيل
-أقصد أنك تغارين أمي، إنك لم تتقبلي فكرة أنه قد يكون أخبر ألما بأمر زواجه قبلك، فكيف ستقبلين بزوجة تشاركه حياته كاملة وتنفصل به عنا؟!

ضربت كريمة على صدرها بفزع وردت:
-تنفصل به عني! وهل هي من أنجبته أم أنا؟! كيف ستنفصل به عني لا أفهم؟

حاولة أسيل تهدئتها وتوضيح لها ما تقصد فأردفت:
-إهدئي يا أمي، أنا قلت تنفصل به عنا وليس عنكِ وحدك؛ فبالتأكيد سيتزوج عدي في شقة منفصلة وستكون له حياته الخاصة، هذا أمر طبيعي.

أجابتها أمها بالرد القاطع
-لا يا حبيبة أمك، إبني سيتزوج ويعيش معي هنا لن يقبل أن يتركني ويرحل هذا ابني الوحيد، وحتى لو فكر بالأمر من سيسمح له؟ إنه أمر منهي وأنا سأتحدث معه حين يعود من العمل.

رفعت أسيل حاجبيها بإستغراب وهتفت:
-ستتحدثي معه عن ماذا أمي؟! ستضعين الشروط وتتحكمي بحياته من الآن؟! من قبل أن يفكر حتى بالزواج؟

لم تهتم والدتها لحديثها وناولتها "صحن الفول" وقالت:
-لا تتدخلي بيني وبين ابني، خذي هذا وضعيه على الطاولة بالخارج.

تنهدت أسيل بنفاذ صبر من طريقة أمها وأخذت منها الصحن ونفذت ما أمرتها به.

بعد قليل كان الجميع قد إنضم إلى محمود وبدأوا في تناول فطورهم، فقطعت أسيل الصمت قائلة:
-الفطور اليوم له مذاق خاص، يبدو أن أمي راضية عنا.
قالتها ومدت يدها تسحب رغيف خبز فلمح والدها تلك النقوش المرسومة على معصمها، فإقتضب جبينه وسألها بشيء من الغضب:
-ما هذا الذي على يديكِ؟!

إرتبكت أسيل وأخفضت معصمها تحت الطاولة بتلقائية ثم ردت بتلعثم:
-إنها نقوش بالحناء.

-أعلم ما هي، فأنا لا أسأل لأعرف، أنا أسأل عن السبب، لما وضعتها؟

شعرت كريمة بإرتباك إبنتها فمسدت على عضد زوجها وقالت محاولة تهدئة الأجواء:
-إهدأ يا أبا عدي، إنها مجرد نقوش بالحناء تضعها الفتيات من أجل الزينة ليس إلا.

-ولماذا من الأساس تضع شيئًا كهذا، لم أرى أختها يومًا تضع مثل هذه الأشياء، لكنها تصر أن تفعل أي شيء لإثارة الجدل ولفت الإنتباه وهذا لن أسمح به.

ثم إلتفت إلى أسيل التي وضعت يدها على ذراعها لتخفي تلك الرسمة وأردف:
-أزيليها لا أريد رؤيتها مرة أخرى، فهمتي؟
أومأت له وهي تحاول بقوة منع الدموع التي تتجمع في عينيها ثم إستقامت وذهبت إلى غرفتها.

فقالت كريمة بعتاب:
-أيرضيك هذا، إنها لم تأكل شيئًا.

زمجر قائلا:
-لا تتدخلي يا كريمة، إنتهى الأمر.

أومأت له قائلة وهي تنهض من مكانها:
-سأحضر الشاي.

نظر محمود إلى ألما التي تجلس بهدوء كعادتها وسألها:
-لما لم تنصحيها وتخبريها أن هذا خطأ؟

وضعت ألما فتات الخبز من يدها وتحدثت برزانة:
-أولًا أنا لم أكن أعرف بالأمر، ثانيًا أني لا أرى به شيء.

نظر لها والدها بدقة وقال:
-أنتِ لا تعرفين كيف ينظر الناس إلى الفتيات اللاتي يفعلن ذلك، هذا خطأ.

-ربما خاطيء ولكنه ليس حرام، فالخطأ أمر نسبي أما الحرام فلا جدال فيه.

سألها وقد بدا عليه علامات الإهتمام:
-ماذا تعني

أردفت ألما:
-أعني يا أبي أن الأمر شائع جدا بين الفتيات والسيدات أيضا وكونها لن تظهره لأحد لن يجعل الأمر خاطيء، في الحقيقة لا أجد سببًا لكل هذا الغضب.

هدأت ثورته قليلًا ورد:
-لا أعلم لكني لا أحب هذا الشيء.

إعتدلت ألما في جلستها ومالت برأسها عليها وقالت برقة:
-وأنا أيضًا مثلك لا أحبه، لكن أسيل تفعل، تحب تلك الأشياء، تحب الإنطلاق والحرية وعدم التقيد، إنها مختلفة عني أبي فلا تقارنها بي، حاول أن تتفهم إختلافها فهذا لا يعيبها، ولا تحاول تلجيمها بعنف حتى لا تفلت زمام الأمور.

شرد محمود يحاول أن يضع الحقيقة التي أغفل عنها في غضبه نصب عينيه، فإستأذنت منه ألما بلطف ودخلت إلى أختها.

***
طرقت على الباب ثم دخلت فوجدتها تجلس على فراشها تعبث بهاتفها، فأغلقت الباب خلفها وإقتربت منها ثم قالت مشاكسة إياها:
-إعتقدت أني سأجدك تنهاري من البكاء.

أجابتها الأخرى ببرود:
-ولما أبكي من الأساس، أنا لم أفعل شيئًا خاطيء لأشعر بالندم عليه.

-ولما لم تدافعي عن نفسك وتبرري موقفك مادام الأمر هكذا؟

إنفعلت أسيل وهتفت ووخز الدموع بعينيها تؤلمها لكنها تأبي الخضوع:
-لأنه لا يريد مني تبرير، هو يريد أن يراني مخطئة، يتحسس ما أفعل ليجد لي خطأ، لا أعرف ما مشكلته معي.
نهرتها ألما قائلة:
-إخفضي صوتك وتحدثي بأدب عن أبيكي فلو سمعك لجاء وقطع لكِ لسانك هذا.

أكملت بإنفعال:
-لماذا؟ حتى التعبير عن غضبي ممنوع! أنا حقا أريد أن أعلم ما مشكلته معي !
إنظري لسيليا فالجميع يعاملونها بحب ويتغاضون عن تصرفاتها ولا يروا بها عيبًا رغم أنها إلى الآن لا ترتدي الحجاب ولا يتدخل أحد بالأمر، ولم أسمع كلمات مثل الناس ستقول وستفعل وكأن البشر جميعًا لا يرون سوى أسيل التي تسبب المشكلات للجميع!

-أنت تعلمين أن سيليا لها ظروف خاصة؛ فإتركيها وشأنها.

نظرت لها أسيل بإستنكار وقالت:
-ما هي ظروفها الخاصة تلك؟! هل إنفصال الوالدين أصبح ظرفًا طارئًا يُفرض له إستثناءات خاصة به؟!الآف الفتيات نشأوا في مثل ظروفها ولم يجدوا كل هذا الإهتمام.

حاولت ألما تهدئتها وتوضيح الأمر لها فقالت بنبرتها الحانية:
-ليس معنى أنكِ ترين الأمر عاديًا فهو كذلك بالفعل يا أسيل، لا تحكمي على أحد لم تعيشي معاناته، دعيها وشأنها فالله وحده أعلم بحالها.


أشاحت أسيل بعينيها عنها وأولتها ظهرها وهي تتمتم بغيظ، فتنهدت ألما وقالت محاولة تغيير مجرى الحديث:
-ما رأيك أن تصعدي معي إلى زوجة عمك؟ كانت تلومني أننا لم نصعد لها بالأمس.

عقدت يديها أمام صدرها وقالت وهي مازالت توليها ظهرها:
-لا أريد أن أصعد لأحد، سأذهب لجامعتي فلدي محاضرة بعد ساعة، وسأحرص أن أدعو الله كثيرًا كي يرزقني بزوج في أسرع وقت حتى أرتاح من الهم الذي أعيشه هنا.

سحبت نفسها وهي تقول:
-هداكِ الله.
ثم خرجت من الغرفة وهي تدعو لها بالهداية وصلاح الحال.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي