الفصل الخامس مدينة هابو

الفصل الخامس مدينة هابو

يلتقي الدكتور شوقي مع نيّرة خارج المعبد، أول ما يشاهدها يبتسم.
:لقد تأخرتي كثيرآ ياعزيزتي.
-اعذرني، لقد كان الاستدعاء قوي، شعرت بأن عقلي قد ذهب.

تُخرج من حقيبتها القلم المسنون الذي كان في غرفة سلمى، يأخذه منها شوقي ثم يدخلون المعبد ومعه رجال ملثمون يرتدون ثياب سوداء (يشبهون المرتزقة ) تقف أمل مع سلمى، منتظرين شوقي يدخل مع نيّرة، عندما تقف الفتيات بجانب بعض يشاهدون نقش رسم فى أيديهم اليسرى، لونه أزرق يتحرك وكأن داخله شيئآ حي، وأصبح الدكتور شوقي مسيطر عليهم تمامآ.

يأخذهم الدكتورشوقي في مكان خلف معبد (الملكة حتشبسوت) الموجود في البر الغربى في مدينة هابو، ينظر إلى السماء وهي ممتلئة بالنجوم والتي ترتسم علي شكل مثلث مقلوب، تقترب عليه سلمى ويأخذ منها خنجر من الذهب.

عليه نقوش فرعونية رأس مقبض الخنجر حجر كهرماني أحمر شديد اللمعان، يمسك في يده الأخرى بردية وكتاب قديم مصفر مهترئ.

تقف الرجال خلف الفتيات وتقف كلآ منهن على مثلث مرسوم على أرض المعبد، يقف الدكتور شوقي داخل دائرة في منتصف المعبد، يفتح الكتاب ومعه بردية يبدأ يقرأ المكتوب وهو يحاول إن يحدد موعد التقاء النجوم ويضع الخنجر في منتصف عين مرسومة داخل دائرة على الأرض لينطلق شعاع من باطن الأرض يكاد يلمس البصر يخترق ارض المعبد ويضرب في السماء، وبرق البرق، يهز المكان كله كأنه زلزال ضرب المعبد، يسود المكان ظلام دامس، يقرأ الدكتور شوقي في البردية، وفجأة يصبح المعبد نهارآ ساطحآ، يلتفت إليهم شوقي.

:الميعاد سيكون غدآ بعد منتصف الليل.
تحدثه نيّرة وقد أصبحت الأقوى بينهم، ملامحها حادة.
-هيا بِنا نذهب الي وادي الملكات (تا- ست – نفرو) لإستكمال الطقوس.

يتجهون إلى وادي الملكات تشعر أمل بتعب وأرهاق ودقات قلبها تتواثب في أسفل عنقها، تكاد تسقط، يمسك أحد الحرس أمل من الخلف قبل ان تسقط على الأرض، يتفحصها الدكتورشوقي ويطمئن نيّرة التي كانت منزعجة عليها.

:جسدها بدء يستجيب للتحضير لكن أخشي ان قلبها لايتحمل.
-يجب أن نسرع، قبل إن تصاب بحمى أو تمرض مننا.

تسأله سلمى.
:هل من الممكن نستغني عنها إذا لازم الامر؟ فهي ضعيفة واعتقد أنها لاتتحمل دخول الملكة إلى جسدها.

يحملون الرجال أمل إلى السيارة، بينما تقف نيّرة مع شوقي وسلمى يقراؤن في الكتاب عن أعمال السحر والاستدعاء في عهد الفراعنة.
يشاهدون الرسومات التي كانوا يقفون عليها مع شرح كل رسم يقرأ لهم شوقي الأسطورة تقول.

:كل شخص موجود هنا له نصيب من الوجود فى طاقة اسمه.
: رأس المثلث الأول يجب ان تقف عليها فتاة جميلة عذراء اسمها مشتق من السلام لحضور الروح وشعورها ب سلام المرور الي الجسد، من خلال التعويذة، اسمك (سلمى) معناه لتمر الروح بسلام من عالمها إلى عالمنا.

-الفتاة الثانية التي تقف داخل المثلث الثانى هي التي تحدث توازن كالميزان اسمها طاقته مشتق من الأمل يجب ان يكون هناك أمل ويقين في مرور الروح من العالم الآخر ب سلام إلى جسدها، لكي تحضر إلى عالم الأحياء تعيش الروح معنا ويجب أن نقدم (أمل ) قربان لها.

-الفتاة الثالثة اسمها مشتق من النار، نار تخترق اي حاجز وتحرق كل من يقف في طريقها وتنتقم من، من يحاول إن يقترب منها(نيّرة) تشعر معها الروح بالحماية والاطمئنان والقوة، بكم انتم الثلاثة تكتمل اضلاع المثلث.
لاأستطيع ان استبدالها بفتاة أخرى، لقد كُتبت التعويذة عليها وأصبحت المختارة كيف يمكن استبدالها.

تفكر نيّرة وتحاول أن تجد حل.
: سوف نكمل بها وأن فقدناها اثناء التحضير، أنا سأستقبل الروح في جسدي هي في الأساس شخصية ضعيفة هزيلة كالهشة، اختيارك من الأول كان خطأ وقد حذرتك قبل أن تقوم بإلقاء التعويذة عليها، ونقش بوابة المرور.
تقاطعها سلمى وتتحدث بثقة.
-لاتقلقى أنا أعلم جيدآ أنها سوف تستيقظ وتسترد قوتها بمجرد ان تقف على المثلث.

تلتف سلمي إلى شوقي تسأله وهي حزينة.
:أريد أن أعرف لماذا قتلت تغريد؟
يحدثها بحدة وعصبية.
-لأنها كانت غبية، حمقاء، تقص وتروي عن المعبد ومدينة هابو كثيرآ، وتغرد في كل مكان عن سر المقبرة والأسطورة، انتٍ السبب منذ البداية لأنه كان اقتراحك لها أن تقوم بعمل دراسة وبحث عن المقبرة والأسطورة، كانت ستكشف أمرنا، كان يجب ان أتخلص منها.

    ***
تقف الدكتورة سلمى سليم مع الدكتور فارس في (مقبرة الملك رمسيس الثالث) مستغرقة في عملها بينما يقترب عليها أحد العمال معه جاسر وأدهم ويعرفهم العامل بأن هذه هي الدكتورة سلمى سليم.
ينظرون إلى بعضهم البعض لايصدقون أنها هي يسأله جاسر مرة أخرى.

-متأكد أن هذه هي الدكتورة سلمى سليم، أم ان الشمس الحارقة تجعلك تتخيل انها هي.

يأكد له الرجل بانها هي، يقترب إليها وهو يدفع أدهم بغيظ ويعنفه.
: يا أهوج، لقد كانت محتالة، أين نبحث عنها الآن فى السجن.
-من المحتمل يكون هناك تشابه في الأسماء لاتتسرع في الحكم يا جاسر.
يشعر جاسر بالغضب تجاة أدهم٫ لكن يحاول ان لا يخرج هذا البركان من الغضب في وجه وتمالك أعصابه.

يقفون أمام الدكتورة سلمى“شابة جميلة ترتدى بنطال وقميص ونظارة طبية وقبعة على رأسها٫ كما وصفت سلمى نفسها من قبل” ويخرج أدهم هاتفه النقال، به صورة سلمى التي يعرفها وسط فريق العمل، تأن تهمل تكلم بكل تؤدة وروية.
-عذرا يا سيدتي أليست هذه الدكتورة سلمى سليم.

تحملق إلى الصور في دهشة وأول ما يضع يده على صورة سلمى وسط الفريق وايضآ الدكتورة سلمى سليم تقف معهم، صاحت على الدكتور فارس، دلف اليها، وأخذ من يديها الهاتف وشاهد صورة سلمى، يلتفت الى ادهم، حدجه بنظرة ثاقبه وقال بجدية.
: أين هذه الفتاة المحتالة، انها سلمى أنها سارقة، مجرمة، أين هى؟!

يحاولون ان يفهموا كيف هي سلمى، وليست الدكتورة سلمى سليم، يوضح لهم الدكتور فارس، قائلا.
: اسمها سلمى بالفعل٫ لكن تدعي انها الدكتورة سلمى، وهي ليست دكتورة، مازالت تدرس في كلية الآثار وقد سرقت مقتنيات وبرديات من احد المقابر الفرعونية، بعد ان قامت هي ومن معها بقتل حارس المقبرة واختفت، وقد ابلغنا الشرطة وهم يبحثون عنها في كل مكان.

يسأله أدهم، وهو متردد ومرتبك.
-صديقتها تغريد تعرفها ؟!

بنبرة حزينة تتحدث الدكتورة سلمى .
= أستاذة تغريد هي معيدة في الكلية كانت تعمل معنا هنا وسلمى كانت أقرب فتاة في فريق العمل لها كانت صديقتها المقربة.

الشرطة الآن توجه أصابع الأتهام لها، لأن سبب مقتلها سرقة بحث عن وادي الملكات ومقبرة رمسيس الثالث والملكة تيي، كانت الأستاذة تغريد مكلفة بالعمل عليهم.

-لماذا تسأل كل هذه الأسئلة؟ هل تعرفها ؟

يبدء جاسر في سرد الحكاية لهم، بعد إن يستعمون له، يسألها أدهم.
:لما ادعت سلمى كل هذا؟ وماهى الحقيقة؟؟

تُخرج الدكتورة سلمى سليم بحث عن أسطورة عملية إعادة بعث (الملكة تي) قاتلة الملك (رمسيس الثالث) الأسطورة تقول لإحضار روح (الملكة تي)، يجب رسم تعويذة كانت تستخدمها٫
قائدة الحرب (سيخ مت) التى قامت بحملات حربية ضد (شعوب البحر) وانتصرت عليهم.

اعتقدوا بإن التعويذة التى كانت تحملها معها الوزيرة (سيخ مت) مصدر قوة خارقة لها، وسبب أنتصارها فى حملاتها الحربية فهي كانت تستدعى المحاربين القدماء في المشاركة مع جيوشها، في هذه الحملات الحربية التى كانت تقودها، لذا اعتقدوا بإن من يقوم برسم التعويذة قادر على مساعدة ادخال روح من عالم الموتى مرك اخري.

(الملكة تي) كانت فائقة الجمال، سيدة ذكية٫ وقوية٫ فأحد الكهنه في ذلك الوقت، قام بعمل طلاسم على تابوتها ومقبرتها حتى لاتبعث مرة ثانية إلى العالم الأخر، وتظل تعذب في الجحيم لما اقترفته، لأنها هي من قامت بذبح الملك (رمسيس الثالث)

يقاطعها أدهم باهتمام وهو ينظر إلى البحث والصور الموجودة داخله، ويركز على صورة الخنجر.
:لما يريدون استدعاء الملكة؟

-لمعرفة مكان اكبر كنز مخبأ في مقبرة لايعلم مكانها غير (الملكة تي) لأنها بعد ان قامت بقتل الملك رمسيس الثالث قامت بإخفاء كنز الآله الأعظم والد الملك، هو كنز متوارث من الآلهة حتى الآن لم نعثر عليه والبعض شكك فى هذه الأساطير.

يشاور لها على الخنجر الموجود في الصور.
:ما سر هذا الخنجر؟
-أنه الخنجر الذي قتل به الملك رمسيس الثالث ومكتوب علية تعويذة (الملكة تيي) لكن لم يعثر عليه حتى الآن سرقه لصوص المقابر قديمآ، وفي بعض الرويات يقال انه غير موجود في الأصل مدفون مع الكنز، تتغير ملامح وجه الى الحزن واليأس وهو يعترف.

:لقد كان هذا الخنجر معى كنت احتفظ به في مخبأ لدى واظن ان سلمى عثرت عليه وقامت بسرقته.
تقاطعه الدكتور سلمى قائله.
-إذا سيقومون بإستدعاء الملكة اليوم في منتصف الليل مع أستطاف الكواكب.

تكمل الدكتورة سلمى شرحها للتعويذة، ولماذا ترسم بهذا الشكل.
ليصيح أدهم وهو يكاد ان يجن.
: انها بالفعل هذه التعويذة المرسومة أعلى ظهر سلمى وأمل.

تكمل حديثها الدكتورة سلمى.
:رسم التعويذة في هذا الوقت٫ كما تقول الأسطورة حاملة النقش معرضة للأضحية، وتقديمها قربان لإستدعاء (الملكة تي).

يتصدم أدهم، لطمه جاسر علي وجهه بقوة.
:انت قتلت أختك الوحيدة٫ يا أحمق.
يحاول الدكتور فارس ان يهدئهم٫ يتركه جاسر ويغادر المكان، ويخبره الدكتور فارس.
-يجب ان نبلغ الشرطة الان.

يطلب أدهم من الدكتورة، ان تخبره أين المكان الذى سوف تقام فيه شعائر الإستدعاء.
تنظر الدكتورة إلى فارس٫ لا تريد إن تخبره٫ يتوسل لها٫ تحاول تشرح له، بإن المكان خطر لأن معهم الكتاب والخنجر والفتيات ولو صدقت الأسطورة فإنه لا يستطيع ان يفعل شيء.
تخشي ان يصاب بمكروه، بالأخص في هذا التوقيت، يصر أدهم ويتوسل اليها.

: أرجوكى يا دكتورة أختى الصغيرة هذه هي كل ما لى في هذه الدنيا أننى أعيش لأجلها وبها، هي أمى التي تحتوينى، وعندما تضيق الدنيا، لا أجد أحدّ سواها، أختى هي ضوء عينى، من سأجده في حياتي يساندنى ويواسينى بعدها٫ ما المرء إلا بإخوانه يحيا.

يعود في هذه اللحظة جاسر ويحتضن أدهم.

-لا يمكن إن تواجه مخاطر الحياة من غير اخوانك يا أبن العم٫ ما المرء إلا بإخوانه يحيا.
يربت أدهم على كتفيه، ويكمل حديثه مع الدكتورة التي إمام إصراره وافقت.

تخرج من حقيبتها قلادتين على شكل مفتاح الحياة وتطلب منهما ان يرتدونها، تخبرهم.
:مفتاح الحياة هي عين حامية لمن يرتديها.
تقرر إن تذهب معه هي والدكتور فارس٫ يتصل بالشرطة، ويبلغها بما حدث ومكان وجودهم.
  ****
-يقود شوقي السيارة ومعه الفتيات متجهين إلى المعبد الذي سوف تقام به الطقوس.
تلتف نيّرة إلى سلمى تعنفها.
-أضعنا كثيرآ من الوقت بسببك، لولا هروبك المستمر كنّا إنجازنا مهمتنا، من أول يوم لميلاد الكوكب.

تحاول تدافع عن نفسها.
:لستُ أنا السبب بل هو الدكتور شوقي، مارس عليا سحره إلى أن ذهب عقلى ولم أعد أتذكر من انا؟؟.
يقاطعها شوقي، يرمُقها بمكر.
-هي من كانت تتجسس علي وأصابتها اللعنةً٫ وظلت تهرب حتى وصلت إلى منزل زهرة، ظننت انها كانت مشتاق لها تريد ان ترها.
يرمُقها بخبث، ويبتسم ابتسامة صفراء، تسأله نيّرة.
-من زهرة؟!

:هذه فتاة، قررت سلمى التخلص منها فقامت بحرقها يوم عرسها.
تقاطعه سلمى بحدة، تلتفت الي نيّرة قائله.
-كانت تستحق ما نالت.
:ماذا فعلت لكي تستحق الحرق يوم زفافها ؟!
تقص سلمى القصة عليها ببرود وكأنها تروى قصة فيلم .

-كان الدكتور يريد شراء المنزل لأنه علم من الخريطة التي بحوذته، بوجود بردية مدفونة تحت المنزل هذه البردية مهمة جدآ، لأنها سوف ترشدنا على مكان كتاب تحضير الكاهن العظيم، أرسل من يفاوضهم على شراء المنزل لكنهم رفضوا البيع عرض الدكتور مبلغ كبير، وحاول معهم لكن كل محاولاته باءت بالفشل، قررت انا
ان اخذ هذا المبلغ، وأذهب إلى زهرة ووالدتها أقنعهم ببيع الدار، رفضوا هم ايضآ.

كان فى ذلك اليوم عرس زهرة، دخلت دورة المياة قبل إن أغادر البيت شاهدت أنبوب غاز فتحت الغاز وغادرت، هي أول ما دخلت تشعل النور انفجرت الأنبوبة في وجهها حاولت والدتها ان تنقذها حرُقت معها، حدث ذلك كله صدفة لم أكن أتخيل إن يحدث بهذة السهولة، للأسف حرُقت مثل القمامة، هي وولدتها.
:قلبك كالحجر يا سلمى.

تضحك سلمى بصوت مرتفع، بسخرية وهي ترمُقها بمكر.

:وأنتى قلبك كالماس، من ياتري تتحدث ؟! نيّرة، سيدتي أنتى وافقتى ان تكونى معنا ليس من تأثير سحر الدكتور شوقي، لكن من الطمع الذى داخلك، لم تتذكري حبك لأدهم، وأخذتى حبيبتك القطة الصغيرة لتقدم قربان.

تحملق نيّرة إلى أمل النائمة على المقعد الخلفي في السيارة٫ بنبرة انتقام قائله.
:هي السبب في ضياع أدهم من بين يدي تزوج صديقتها٫ وكانت تعلم جيداً أنني أحبه.
لكنه سيُصبِح لي قريباً عندما تختفى ويشعر بالوحدة لا يجد أحد بجواره غيرى.

تقف سيارة الدكتور شوقي ويدخل مع الحرس والفتيات وأدى الملوك في أحد المعابد
يشكلون دائرة يقف بداخلها شوقي وكل فتاة تقف في مكانها يبدء شوقي في استدعاء الروح ويضع الخنجر في المنتصف، المكان يهتز بقوة تخرج صاعقة قوية من الحجر الكهرمان الموجود في مقبض الخنجر، يصيب سلمى في قلبها ويشاهدون ضوء ساطع لونه أحمر كجمر النار، يخرج من صدرها يخترق عنان السماء.

يظهر (شبح مومياء فرعونية ضخم الجثه يحلق فوق المعبد وحولهم) تمهل وتأن ودلف الي سلمى وقف امامها ومد يداه وانتزع قلبها، ظل قلبها ينبض في يده الي وضعه على ميزان، به ريشة يثقل قلبها كف الميزان يغضب الشبح ويقوم بقذفه بعيدآ.

يركض أدهم الى أمل، لكن قوة خفية تدفعه إلى الوراء ليسقط على الأرض، تقف الدكتورة سلمى وفارس في ذهول أول ما يشاهدون الدكتور شوقي، مازال يقرأ في الكتاب الموجود بين يده.
:الدكتور شوقي؟! أننى لا أصدق ما أري.

يُخرج فارس خاتم الملك رمسيس يرتدية، يقف أدهم يحاول دخول الدائرة مرة أخرى ومعه جاسر، لكن لايستطيعون الدخول اليهم.
:نحن تأخرنا، لانستطيع الدخول.
-لا، بل نستطيع إن نفعل شيء لإنقاذهم .

تُخرج الدكتورة سلمى من حقيبتها مادة بيضاء تضع عليها أشياء أخرى، توزعها على المكان بطريقة دائرية، ويساعدها جاسر وأدهم، يسألها أدهم.
:ماهذه الأشياء؟
-هذا المخلوط كانت تقوم بتحضيره الملكه (تي مرن إسي) والدة الملك رمسيس وتنشره حول عرشه لحمايته من قوي الشر التي كانت تحيط به.
بينما يبدء فارس ان يقرأ بصوت مرتفع يهز المكان، يقرأ النقوش المكتوبة على جدران المعبد التي تقوم بحمايته.

تصرخ أمل من شدة الألم الذي تشعر به، ونيّرة ترتجف تحاول إن تتحرك لكن لاتستطيع، أول ما أدهم يشاهد أخته تصرخ وتأن وتبكٍ، والنقش الموجود على ساعدها يحترق يحلق الشبح حولها، يمسك أدهم بيد جاسر ويتخطون الدائرة وأول ما يمد الشبح يده إلى قلب أمل لكي ينتذعه، يضربه أدهم بقلادة مفتاح الحياة هو وجاسر في نفس اللحظة لتخترق يده.

يركض أدهم وجاسر إلى أمل، يدفعها خارج المثلث يبدء المكان يهتز ويسقط شوقي على الأرض يحمل أدهم أمل ويخرج بها وينزع قميصه ويضعه على الحرق يطفئه يحاول جاسر أن ينقذ نيّرة لكن النقش الموجود أسفل رقبتها في المنتصف يجعلها لأ

تسطيع الحركة والخروج من الدائرة، يدفعها الشبح بقوة داخل جدران المعبد لتختفي وكأنها ذابت داخل الجدران، يحاول إن يقف شوقي لكن الشبح يلوح له بأصبعيه ويغلق الكتاب ويقذف شوقي بقوة تنشق الأرض ويدفن الدكتور شوقي داخلها، هو والكتاب والبردية ويتحرك الخنجر من مكانه يستقر في يد شبح المومياء، يأخذه ويلحق فوق المعبد ويختفى من المكان كله.

ينظرون حولهم إلى المعبد الذى يظل شامخا، ويعود كما كان ليبلغ رسالته للعالم أجمع.

"سر مدينة هابو كالقبر من ينبش داخله يدفن به” ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي