الفصل الثامن، التميمة

الفصل الثامن، التميمة.

تستقل سها قطار الإنفاق تحت الأرض، وهي تحمل حقيبة ظهر مثل طلبة العلم، وتقف في منتصف عربة السيدات تصيح بصوت مرتفع حتي تستطيع كل السيدات والبنات المتواجدين داخل عربة القطار سماعها، وتخبرهم بانها طالبه تدرس في الجامعه البريطانية قسم علوم وتظهر لهم بطاقة تعريفها التي ترتديها علي صدرها، وتبلغهم بانها اخترعت مع مجموعة من طلبة الجامعة، زيت ينبت الشعر ويغذي ويطوله في اقل من شهر وأشرف علي هذا الاختراع اكبر الاساتذه في الجامعة حتي ظهر هذا المنتج للنور وأصبح متوفر في المتاجر وسيدات كثيرة تستخدم هذا الزيت، لكن هم من طبقه الأغنياء، وتخرج من الحقيبة زجاجه صغيرة تعرضها علي البنات، وتخبرهم بانها قررت ان تنزل بهذا المنتج الي البنات والسيدات تبيعه لهم لكي يستفيدوا، لان هذا حقهم عليها، قائله.

:ان رسولنا الكريم (عليه أفضل الصلاه والسلام) قال:
"المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس"

وقد قررت ان أبيع هذا المنتج بسعر التكلفة للطبقة المتوسطة لكي تستفيد بهذا الاختراع حتي لو تم فصلي من الدراسة، وتخبرهم وهي متأثرة، والدمع يملء عينها، قائله.

بإن والدها قبل ان يتوفاه الله طلب منها ان تفيد الناس جميعاً، وتكمل حديثها بان هذه العبوة تباع في اكبر المتاجر بأكثر من الف جنيهاً، لكن هي قررت ان تبيعها بحجم اقل من الموجود في المتجر ب مائة جنيه فقط، الكل يستمع لها فهي بارعه في الاسترسال، لكن لا احد يقترب منها ويشتري الزيت فهي عبوة صغيرة جدا، في احد المحطات تدخل سحر اختها وهي شعرها طويل، كثيف وناعم، اول ما تشاهدها داخل العربة تقترب منها وتقوم شراء خمس عبوات.

والكل يبدء يتحاور مع سحر عن هذا الزيت، تجيبهم بإنه رائع وهي قام بتجربته اكثر من مرة وبالفعل عالج شعرها وجعلها بهذه الكثافة.

تتزاحم البنات والسيدات علي شراء العبوات، وتهبط سحر في احد المحطات المتفق عليها، وتستقل امل القطار ومعها فتاة صديقة سها، تقترب اليها تتكلم الفتاة عن الزيت وعن مميزاته وأنها تستعمله هي وكل اصدقائها وأهلها، وتقوم شراء عبوات من الزيت هي وامل، وتظل سها في بيع كل العبوات التي معها.

وبعد ان تنتهي سها من بيع كميه العبوات التي معها، تتقابل مع اختها وأمل والفتيات في بيتها لتحاسبهم، تأخذ الفتيات كلا منهن أجورهن ويغادرون، تبدء في حساب النقود التي معها هي وسحر فقد ربحت من بيع الزيت، اكثر من عشر الألف جنيهاً، تفرح سها بالمال وتاخذ سحر النقود.
تحملق أمل في وجه سحر وهي مندهشة، فائقة.
-اريد ان اعرف لما تعملين في الغش والاحتيال مع ان معكٍ شهادة وتستطيعين ان تشتغلي غير ذلك؟!.
تتنهد وهي تنظر الي سها التي تراقب حديثهما، دون ان تنطق.

:لأنني اربح كثيراً من هذا العمل، أتدرين ان سها ايضاً معها شهادة وكانت متفوقة، لكن نحن نربح في اليوم الواحد اكثر مما نريحه في شهر، من عمل اخر شاق ومرهق، يوجد به من يمارس عقدة عليكٍ.
تقترب منها سها، ساخرة وهي تنظر الي سحر.
-نحن نخاطر وأبي معه نقود تجعلنا أغنياء، لكن هو رجل بخيل يخفيها ولا نعرف أين يخبئها.
تقاطعها سحر، قائله.

:بلي، بل نخشي ان نعرف مكانها لتصيبنا لعنة منها، ونحلم باليوم الذي نغادر به من هذا البيت اللعين، لكن ايضاً نخشي ان تطاردنا لعناته في المكان الذي نذهب اليه، لذا نشعر بلذة الحياة في مخاطر الاحتيال.
تبتسم سحر ساخرة، وتغادر البيت وتترك أمل مع سها في البيت، وتذهب لشراء ثياب جديد.

دلفت أمل الي غرفة الشيخ زرقا وكانت هناك سيدة تجلس معه أغمضت عينيها في إعياء فسالت دموع حارقة علي وجنتيها تشي بمعاناتها

النفسية، يقاطعها الشيخ زرقا، ويطلب منها ان تهدأ وتخبره عما بداخلها، بدات تحدثه بكلمات سريعة تزاحمت حروفها علي شفتيها لتحرر أنفاسها المحترقة لعلها تخفف عن حرارة نار الاشتعال التي تلتهم صدرها.
تبكي من ظلم الدنيا وزوجها والنَّاس، وتطلب منه ان يقوم بعمل سحر لزوجها لانه تزوج من اخري لعدم قدرتها علي الإنجاب، كانت تخبره وهي منفعلة تنهمر دموعها كالمطر.

:انا كنت له عاشقه وزوجه واخت وأمً وصديقة، منذُ اكثر من عشر سنوات، لكن لما يشاء الله ان أنجب له ولداً وهو يحب الأطفال كثيراً، يريد ان يصبح أباً، لكنه لم يفكر

انني ايضاً كنتُ اتمني ان أكون امً لكنها أرده الله، سعادتي معه كانت لا توصف لكن خيانة الدنيا اصعب من خيانته هو، عندما كنت أسير بجانبه واضع يدٍ في يدهُ كنت اشعر بأنني كطيور

النورس تغني محلقه في السماء، استمد قوتي من وجوده معي و بجانبي كان حصنً لي من أعداء الدنيا التي تريد الخلاص مني، لم أكن اعلم بان الدنيا ستدير وجهها في يومً وضُحاها.

حين ظهرت تلك السيدة التي تشبه حية قرمزية داغرة تنفث سمومها في وجوة البشر خرجت من باطن الأرض استطاعت ان تستحوذ علي عقله لأنني علي يقين بأنني مازالت امتلك قلبه.

يريد ان يتزوجها لانها ستحضر وريث العرش الذي يتمناه، لكن النار تنهش قلبي لا أطيق ان يتزوج من غيري وتكون هناك سيدة اخري بجانبه، ارجوك ساعدني لا أريده ان يصبح أباً، ويعيش سعيداً مع ولده بجوار سيدة غيري انا، أريده ان يكون عقيمً مثلي ولا أريد له ولداً يحمل اسم أم غيري، تفرح وتسعد به.

يرمُقها بمكر، قائلا.

-هذا امر بسيط لا تقلقي يا سيدتي.
تخرج السيدة ظرف به نقود يأخذها منها الشيخ زرقا، وتغادر المكان.

تتجول أمل بنظرها في المكان وتتجه الي الصندوق الخشبي تفتحه ببطء وتخرج منه الشمعدان تبتسم وهي تنظر اليه، تحول ملامح وجهها ونظرة عينيها، ليشاهد الشيخ زرقا امامه، نيّرة، تحدثه بثقه.

: علمت ان ادهم وجاسر حضروا اليوم هنا، وقد علموا بأمر الشمعدان، اعتقد الان سيبحث عن التميمة، انتظر عليه قليلاً سيجدها ويحضرها لك، أفكر ان اعود مرة اخري الي القصر، لان هناك أشياء موجودة داخل القصر يجب ان احصل عليها.

يرفض الشيخ زرقا، ان تذهب الي هناك قائلا.
-لا تذهبي اليه، لان جسدك بدا يتحول وملامحك تتغير وتصبحين نيرة، فإن نيّرة هي التي تظهر الان.
تضحك وهي تتحسس وجهها، وتخبره بإن لا يقلق فهي من تستدعي نيّرة داخلها وتوريدها ان تستمر بها في تكمله عملها، لانها تشعرها بالقوة والثقه والاستمرار عكس أمل.

-أمل انسانه ضعيفة، تهدر طاقتها وحياتها في العطاء لكل من حولها انسانه بلهاء غبية، لا يعتمد عليها لانها تتصرف بقلبها اغلب الوقت ولا أستطيع السيطرة عليها وان استطعت ذلك سيتمزق قلبها وتفارق الحياة، فهي تعاني قصور في التميز بين قوة الخلود والحب والعطاء، نحن الان في ذلك الزمان الفاجع الذي نمت فيه الأعشاب الضارة داخل كل البيوت وظلت تنمو بداخلها حتي امتصت الجذور الخصبه والحب، وهذا الزمان يليق بينا فهو ما ابحث عنه.

يخرج الشيخ زرقا قطعة قماش بيضاء ملفوف داخلها خاتم مصنوع من الفضة به حجر ازرق صغير، يمد يده لها به تأخذه وترتديه، وهو يخبرها بان لا تتركه من يدها ابداً.

****
يجلس جاسر في بهو القصر مع ادهم، وهو يفكر في كلام الشيخ زرقا بينما يقف أدهم متوتر يشعل سيجار، يتجول جاسر بنظرة في ردهة الاستقبال الي ان يحملق الي لوحة قديمة موجودة علي

حائط القصر بها فتاة نائمة علي الأرض في مكان مظلم والقمر ينير السماء، كان يتذكر بانه شاهد رسم علي تلك اللوحة مختلف بعد الشيء، الوانها مبهجه لكن يغمض عينه، ينتفض من مكانه مرة واحدة ويبدء في استجواب أدهم.

-ماذا كان يقصد ذلك الرجل عندما طلب منك احضار شيء انت تخبأه.
ينفعل عليه وهو ثائر، من سؤاله.

:أولاً، هذا الرجل كاذب، فهو شوقي انا أتذكره جيداً، مهما مر الزمن، أتأكد الان انه من أرسل عتمان للعمل في القصر، لكي يقوم بسرقة التحف الموجودة، قام بسرقة الشمعدان واعطاه إياه، انا علي يقين ان زرقا يعلم جيدا بإن جدي وأبي كان لديهم متجر للتحف والاشياء الثمينة، ويريد ان ابحث له عن شيء ثمين ذو قيمة يريده بشدة، لكن ما هو ذلك الشيء؟!

يقاطعه جاسر، وهو يفكر معه بصوت مسموع، قائلا.

-لكن عتمان لا يعلم اين الغرفة المخبأ فيها هذه التحف، لا احد يعلم بها غيرك انت امل.
:بلي، ذلك المحتال عتمان كان يتجول في القصر ليل، نهار ممكن ان يكون شاهدني في احد المرات او شاهد أمل وعلم بمكان الغرفة، او شوقي يعلم بها منذُ البداية.

ينفي جاسر كلامه.

-انت قمت بتصميم هذه الغرفة حديثاً بعد شرائك للقصر، كيف عرف الشيخ زرقا مكانها.
يفكر أدهم مع جاسر.

:إذاً، كيف وصل الشمعدان الي يد ذلك الدجال، ومن ذبح الهرة وألقاها علي السرير بهذا الشكل.
يقاطعه جاسر وهو يفكر معه.

-السؤال الأهم، ما هو الشيء الذي يريده الشيخ زرقا وانت تعرف مكانه.
:لا ادري بماذا يقصد، اقسم لك، وهناك تحف واسرار كثيرة تركها جدي وأبي، ورث كبير وانت تعلم ذلك، وكنتُ أخشي ان أبيع منهم.

نظرة شاردة، وجاسر يتذكر كلامه عمه.

-أتذكر جيداً كانت اخر كلماته، أوصاك، وحذرك بإن لا تفرط في أي شيء او تبيع أي قطعه هو تركها، وأكد علي هذا امامي.

يتجولون بنظرهم في القصر يبحثون حولهم، ويخبره ادهم.
:هيا بِنا نبحث في الغرفة السرية، سنعثر علي أي شيء هناك.

يركضون الي الدور الثاني ويفتح ادهم الغرفة الموجودة في اخر الرواق، دلف الي الغرفة وهي مظلمه يشاهد رجل يقف امامه نحيف، طويل القامه يفزع جاسر وأصبحت دقات قلبه كطبول الحرب يسمع صوتها، ويتراجع الي الوراء، ويشعل ادهم نور الغرفة، لا يجد احداً، يبحث مع جاسر داخل الغرفة، يحملق ادهم في وجه جاسر، قائلا.

:الم تشاهد ذلك الرجل الذي كان يقف هنا الان.

-نعم، اكيد ذلك الشيخ زرقا أرسل احد عفاريته الي هنا يبحث معنا، ياإللهي، سنفقد عقولنا قريباً.
ويلتفت حوله وهو متوتر.

*****
تقف سها مع شاب يدعي دسوقي، علي جانبي الطريق القريب من منزلها امام احد المقابر، فهي تحب دسوقي، تعرفت عليه عندما كان يعمل بائع متجول في وسط المدينة، وتعلقت به، كان دائماً

يتغزل بها واعترف لها بانه احبها من اول مرة رآها بها، وكانوا يتقابلون بشكل يومي وظلت مرتبطة به طوال ثلاث سنوات، مع انه لم يدخل مدرسة ولم يتعلم القراءة والكتابة، وهي تعلمت في مدارس وكانت طالبة متفوقة ودخلت جامعه الي انه كان يسيطر عليها وتطيع أوامره أصبحت

كالخاتم في إصبعيه، تنتظر ان يتقدم لها وتتزوج منه، لكن هو اصبح حادة الطباع معها بعد ان ملك قلبها وأصبحت أسيرة له، فكان دائماً يقوم بمحاسبتها علي كل النقود التي تدخرها ويأخذها منها، بعد ما كان بائع متجول في الطرقات لا يكسب من عمله الا القليل، اصبح صاحب تجارة

في وسط المدينة لديه طموح وهدف يريد ان يصل اليه، كان يقوم باستغلال سها طوال الوقت، يطمع بان يكون لديه متجر كبير في وسط المدينة، يحملق دسوقي في عينها ويربت علي كتفيه، قائلا.

:اين نقود عبوات زيت الشعر؟
-معي، ادخرها لأنني اريد ان اذهب الي طبيب تجميل تواصلت معه، سيجري لي عملية التجميل لهذه الندبة لأنني اريد ان استعيد وجهي مرة اخري وأستعيد ثقتي بنفسي، فأنا اجمل من غيرها.

ينفعل عليها ويصيح في وجهها.
:لا، لا، انا في أشد الاحتياج الي هذه النقود لشراء بضاعة ستزيد من تجارتنا، أريدها الان، لا تنسي، انا صاحب فكرة عبوات زيت الشعر، ونقود ربحها من حقي، انتي لا تعرفي ان تفكري مثل هذه الأفكار الإبداعية، اعطيني النقود، اين هي؟

يمسك حقيبتها ويبحث داخلها، يشاهد النقود يأخذها وهو يقوم بعدها، تحدثه وقد أسجمت الدمع عينيها.

-لماذا تفعل معي هذه الأفعال وانت تعلم جيداً، انني احبك وانت كل اتمني في هذه الدنيا، انت من كان يجب ان تأخذني عند الطبيب لعمل العملية، لانها ستسعدني، لم تريد سعادتي.

يقاطعها، ببرود، قائلا.

:أهدأ، لما كل هذه الدراما يا قطتي، سعادتك معي وانا اراكٍ اجمل بهذه الندبة لا اريد أزلتها فهي تميزك وتنير وجهك، وهذه النقود فهي لكٍ وانتٍ تعلمين ذلك، انا أتاجر بها لكي نستطيع ان نشتري منزل نعيش فيه سوياً يا عمري، فأنا أحتاجُكِ بجانبي في بيتي، لا اريد ان نتقابل هنا ثانية وسط المقابر.

عينها تلمع من السعادة، وهي تسمع كلماته عن الزواج وكأنها غريق تعلق بطوق نجاة، تحدثه بحماس.

-إذاً، سأخبرك ببشارة ستسعدك، انت معاك خمسون الف جنيها هذه نقودي التي تدخرها لي، وانا جمعت منزل نستطيع ان ندفع هذا المبلغ فيه ونستأجره، ونتزوج.

يرتبك، ويرن هاتفه النقال، كان الاتصال من فتاة، يغلق هاتفه، ولا يرد، سها تشعر بالغيرة، قائله.
-من علي الهاتف؟ من يرن علي الهاتف النقال؟

ينفعل ويغضب عليها، ويصيح في وجهها، قائلاً.

:انتي اليوم تتحدثين كثيراً، وتسألين اكثر، لا اريد ان اخبرك كفاكٍ أسئلة اصبحتٍ ثرثرة، انا ذاهب لدي اعمال كثيرة يجب ان أنجزها.

ويتركها ويغادر، تقف سها تبكي وحيدة حزينة علي جانبي الطريق تشعر بوخز في قلبها، تقف وسط الظلام تشاهد اختها سحر تمسك بيد محمود شاب معجب ب سحر لكنها لا تفكر في الارتباط، ويضحكون مع بعضهم البعض كلمات العشق التي يتحدث بها محمود لسحر، ونظرات الحب

والإعجاب من محمود لها، تشعل نار الحقد والغيرة داخل سها وهي تشاهدهم، يقف محمود قبل ان تتركه سحر ويخرج من جيبه علبه بها ساعة براقة جميلة، ويطلب من سحر ان تغمض عينها،

ليفاجأها محمود بالهدية تفرح كثيراً، تشاهد سها بان محمود يريد ان يسعدها باي وسيلة، تحدث نفسها، والدموع تملء عينها، قد ضاق صدرها من الألم ونخر الحزن قلبها بلا هوادة كانت تغربل ذهنها باحثة عن لحظات سعادة مع من وهبته قلبها حتي تتفاد الغيرة والحقد الذي بداخلها ل سحر، لكن لا تذكر، تشعر فقط بنار تحترق داخلها تلتهم قلبها وتملكه.

:لماذا لم احظي بالسعادة مثلها؟، لماذا هي كل ما تتمناه تجده وأكثر، وانا لا؟ لما هي اجمل وانا لا؟ مع انني اتمتع بالذكاء، لكن تلك الندبة البغيضة التي تتملك وجهي تشعرني دائما بان هناك ما ينقصني لأصبح فتاة جميلة مثل باقي الفتيات، لكن اشعر بانها هي من سرقت حظي في الدنيا، فأنا اكرهها، وأريدها ان تحترق.

تسير في طريق المقابر المظلم وهي شارده الذهن تفكر كيف تدمرها.

*****
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي