الفصل الثانى

الثانى


ظل داغر يضع يده على رأسه وهو لا يصدق ذهابها بتلك السهولة.
أستمع داغر إلى أصوات ضجه وصوت صراخ قريب منهم، تأكدت شعوره حينما رأى منظر الردهة المنقلب رأسا على عقب وجد حقيبتها الساقطه أمام المنزل المقفل بإهمال وكأنهم خرجوا للتو، ازدادت اصوات الصراخ، أقترب داغر يحاول معرفه مصدر الصوت.

جرى داغر سريعاً ناحيه الشرفه، رأى رجل يمسك بيلا وهو يقيد حركها حتى لا تستطع الإبتعاد، بحث عن آدم بعيناه سريعاً كان يحاول ضرب الرجل بيده الصغيره وهو يحاول أبعاده، ركض داغر سريعا وهو يتحدث إلى أمه لعله يطمأنها قليلا:
- لا تقلقى، سأجلبها امى وأصعد سريعاً


ركض داغر سريعاً، اخذ الدرج فى خطوتين فقط وهو يحاول اللحاق بهم قبل أن يذهبوا بهم الى مكان آخر، وجد ذلك الرجل وهو يمسك بيد بيلا ويضعها فى السياره ثم يدير السياره ويتجه بعيداً، ركض داغر إلى سيارته وهو يحاول اللحاق بهم

وصلوا بعد مده قليله نظرت بيلا أمامها وخلفها تريد أن ترى أى شخص حتى يساعدها ولكنها صمتت حينما مال الرجل بجزعه تجاهها وهو يحادثها بتحزير:
- أن نطقنى سأقتل إبنك امامك.
اومأت برأسها بهستريه وهى تمشى بجابنه الا ان وصلوا إلى مكان بعيد فى وسط الصحارى كانت منطقه مرعبه ترتعش لأجلها البدن، وجدت رجل آخر يخرج بعد مده قليله يمسك بيده سلاح يعدل من وضعيته.


حاولت بيلا الصراخ وهى تبعدهم بشراسه تنظر إلى ابنها تبعد ذلك الرجل عنها.
تحدث الرجل وهو يضع يده على فمها حتى لا تصرخ مره اخرى:
- أن حاولتى الصراخ سأقتل ابنك.
اومأت برأسها بهستريه تحرك رأسها بهستريه وخوف على صغيرها.

أقترب الرجل منها وهو يتحدث لها بأمر قائلا:
- كونى مطيعه أستمعى إلى حديثى وأعدك بانني سأجعلك تغادري بدون اي خسائر اما اذا عاندتى لم تذهبي وفي يدك طفلك.
ارتعشت شفتيها وهى تتحدث له بطاعه ونبره حاولت إخراجها من بين شفتيها المرتعشه:
- لن اعارضك ولكن أجلعنى أذهب.

أومأ لها وهو يقترب منها يتحدث بصوت هامس:
- هل تعلمي كيف مات زوجك؟
حركت رأسها بالموافقه وهى تردد ببكاء:
- اقسم أننى لا أعلم أستيقظت من النوم وجدته بجوارى فاقد الوعى.
أبتسم الرجل وهو يظهر أسنانه الصفراء وانفاسه الكارهه التى ترتطم بوجهها نظرت له وهى تستمع له يردد:
- لا انا من قتلت زوجك، حتى أننى من وضعته بجانبك وانتى تذهبى فى نوما هنيئ.

ترنحت بيلا فى وقفتها تحاول الوقوف على رجليها ولكنها والآن تشعر أن قديمها لم تعد تحملها، أقترب منها وهو يخبرها بأمر:
- ستعودي مره اخرى الى داغر عثمان حتى تخبريه ان من قتله رجال المافيا
حركت رأسها برفض وهى تتحدث له:
- لكن ذلك لم يحدث، انا...

قاطعها وهو يتحدث بصوت حاد حتى تستمع اليه:
- أمامك دقيقه واحده أما أن تستمعى الى باقى حديثى، او اذهبى بدون ابنك.
صمتت بيلا للحظات تنظر له لا تستطيع ان تفتح شفتيها ستشهد شهاده كاذبه، اقترب منها ذلك الرجل يمد يده وهو يجلب منها طفلها من بين يديها بسرعه البرق


تحدثت بيلا وهى تنظر الى أبنها بصراخ بدون ان تفكر فى الأمر:
- سأفعل ما تطلبه اقسم لك، ولكن أريد آدم.
حرك الرجل رأسه وهو يحدثها بأمر وهناك ابتسامه شقت شفتيه:
- ستعودى مره اخرى وتتحدثى بأن قاتل زوجك المافيا مثلما قتلت حبيبته أمام عيناه قتلت أخيه، أخبريه أن يعد لنا مره آخرى ويستلم عمله.

نظرت له بتساؤل وهى تردد قائله :
- هل انتم عصابه مافيا؟
أومأ لها الرجل بأيجاب وهو يردد لها:
- نعم ياصغيره اكبر عصابه مافيا فى تاريخ الشرق كله، حتى عقلك الصغير لم يتخيل، وداغر كان يدير تلك العصابه، حتى زوجك كان يعمل معنا لاخر يوم.

أسترد الرجل مره اخرى وهو يخذرها بأصبعه:
- بيلا عمران أصبحتى الآن فى رأس عصابه المافيا بعد موت زوجك
(بيلا عمران ):
- تبلغ من العمر السادسه والعشرون عاماً متزوجة ولديها طفل صغير يبلغ من العمر أربع سنوات، لم تتزوج عن حب ولكنها كانت فرصه وجدتها جيده أو هكذا ما تحدثوا لها أهلها حتى يتخلصوا منها، بيلا فتاه جميلة تمتلك كل معاير الجمال ولكن روحها ذابله، تعيش من أجل طفلها فقط.


وفى لمح البصر لم تجد بيلا أى من الرجلان فروا هاربين بعد رؤيه داغر يأتى وهو يسرع بسيارته، نزل داغر من السياره سريعا وهو يجرى عل ذلك الطفل الذى فقد وعيه من شده رعبه

ركب داغر سياراته وهو يحمل آدم يحاول ايفاقته أخذته بيلا بين يديها وهو
اعتدلت بيلا فى جلستها وهى تستند على باب السياره تنظر فى وجهه تتسأل بتعجب:
- لماذا ذهبت خلفى ان كنت فى نهايه الامر سأهذب مره اخرى؟
ردد داغر وهو ينظر أمامه بثبات:
- آدم لن يبتعد عن أهله مره اخرى، أن كنتى تريدى العيش معانا لن ارفض، اذا تريدى المغارده اذهبى وحدك.

مسكت بيلا ابنها وهى لا تفكر مرتين وضعت يديها على باب المقود وهى تراه يسير بهدوء بسيارته، فتحت باب السياره وهى تحاول رمى حالها هى وطفلها، ولكنها لاحظت أن هذا الأمر مستحيل فإذا وضعت قدميها خارج السيارة ستتقلب هى وابنها هالكين، صرخت وهى تمد يديها تمسك ملابسه تحاول التعلق به.

حاول داغر مسكها وهو يمد يده سريعاً يسيطر على الآمر اوقف السياره ببطئ شديد وهو يجلب الطفل من بين أحضانها يمسد على شعره وهو يهدئه، ظل آدم وهو يمسك ملابس داغر ظنا منه أنه أبيه وعاد مره اخرى.

نظرت بيلا إلى داغر وهى تتحدث بخفوت:
- اترك لى ابنى أعدك سأجعلك تراه، يكفى ذهاب فاروق.
وضع داغر الطفل عل كتفه يربت عليه وهو يتحدث لها بتساؤل:
- كيف توفى فاروق، بالتأكيد تعلمى كل شىء.
حركت رأسها برفض وهى تخبره بجهل مصطنع:
- لا أعلم شىء، أستيقظت وجدته كذلك.

نظر لها وهو يخبرها بشك وهو يردد بتساؤل:
- هل تقصدى أنه لم ينتحر؟
نظرت له بذهول وهى تبلع ريقها تحاول إيجاد بعض الكلمات:
- لا أعلم كيف عملت ذلك؟
تسأل مره اخرى وهو يدفن رأسه داخل شعر ذلك الصغير:
- اصمتى الآن.

صمتت بيلا ونزل داغر من السياره وهو يمسك بالطفل بين يديه، نظرت بيلا برعب وهى تنزل من السياره لا تريد الصعود مره اخرى الى ذلك المنزل، مسكت حالها وهى تصعد معه، كانت أمه فى الداخل تجلس مع ابنها تتحدث له وكأنه حى يرزق أمامها.

نظر داغر وهو يوجهه لها حديثه بأمر وهو يشير إلى الصغير:
- لا أريد أن اجعله لا يرى أبيه، أجلسى هنا لا تتحركى.
اومأت له وهى تمد يديها تأخذ أبنها، خرجت ليله بعد مده قليله تنظر إلى ابنها والى حفيدها اقتربت منه وهى تحاول حمله تريد ضمه إلى صدرها.

ولكن تمسكت بيلا به وفعل الطفل كذلك مسك بملابس أمه بخوف وهو يرتعش تحدث داغر له ببتسامة مطمئنه:
- لا تقلق ياصغيرى هى جدتك.
نظر آدم لها وهو يشير إلى أمه ياخذ أذنها حركت بيلا رأسها بالرفض له، لذلك مسك الطفل يد امه بخوف، اقترب داغر بغضب يرفع يده وهو يحدثها بضيق.

لاحظ الصغير نظرات الهجوم نظر إليه وهو ينزل يمد يده يمسك برجليه وهو يتحدث له بنبره طفوليه جعلت قلبه ينفطر إلى نصفين:
- توقف ابى لا تمد يدك على أمى مره اخرى.
وقف داغر يستمع الى حديث ذلك الصغير، ماذا يقصد بأبى وبالاخص ماذا يقصد بمد يده على والدته، هل يمد فاروق يده على زوجته.

انتبه داغر على صوتها وهى تتحدث إلى ابنها:
- آدم صغيرى، هذا ليس...
قاطعها داغر بنظراته الحاده وهو يحذرها أن تنطق بكلمه اخرى، صمتت بيلا واقترب داغر من ادم وهو يحمله يقبله بأسف:
- لم افعل ذلك صغيرى.
أومأ له الطفل وهو يحرك رأسه يحتضن ابيه.

حمله داغر وهو يقترب منه وضعه داخل أحضان أمه وهو يقترب من أمه يهمس لها ببعض كلمات، دلفوا سويا الى غرفته فاروق، تحدث داغر إلى مشفى حتى تأتى وتنقله إلى بلدتهم ويستطيعو نقله مره الى بلدهم.

حاولت( ليله) جاهده أن تقف على قدميها لكنها لم تستطع سقطت منهارة بالبكاء تترج ابنها انه يفتح عينه تجلس جواره تتلمس وجهه ظلت تتحدث إليه ببكاء حارق، حاول داغر تهدئتها ولكنه تراجع وهو يريد تركها تخرج كل ما بداخلها طوال تلك السنوات.

بعد مرور خمس ساعات كان داغر يقف أمام قبر أخيه وتقف بيلا وهى تحتضن أبنها ترتدى وشاح على وجهها حتى يخفى ملامح وجهها الباكى، بدون ارادتها نزلت من عينيها دمعه، تتزكر معاملته لها لم ترى يوماً واحداً هادئ معه حياتها معه كانت شبه مستحيله.

اقترب داغر يتحدث لها بخفوت:
- هيا حتى نعد مره أخرى إلى المنزل.
اومأت له وهى تغادر وتعود مره اخرى،صعدت الى غرفتها وهى تفتح بابها نظرت إلى السرير وهى تركض تحتضنه، احتضنت طفلها وهى تذهب فى نوم عميق.


بعد مرور خمسه ايام كان الوضع هادئ قليلا، بيلا تفكر فى الهروب فقط من ذلك المنزل، لن تنزل الى الاسفل طوال الأيام السابقه الا للضروره وداغر يتركها ولكنه يصعد كل يوم حتى يرى ابن أخيه، وليله تجلس فى غرفتها حبيسه تبكى على فراق ابنها الذى قطع نياط قلبها ال عده أشلاء.


فى صباح يوم جديد
أشرقت الشمس بنورها الزاهى لتعلن عن بدايه يوم جديد استيقظت بيلا وهى تتمطئ بتكاسل نظرت إلى جميع أنحاء الغرفه وهى تتزكر كل ما حدث ليله البارحه، اعتدلت فى جلستها تزفر الدموع انقلبت حياتها من يوم وليله واحده نظرت إلى جانبها وهى تطمأن عل ابنها الذى لم تستمع إلى صوته.

انتفضت بيلا وهى تنظر إلى جميع أنحاء الغرفه ولكنها لم ترى أبنها، نادت عليه وهى تدلف الى المرحاض لم تجده نزلت إلى الأسفل سريعا نظرت أمامها وهى تهبط على الدرج الذي رأته أمامها، صرخت بأسمه وهى تضع يديها على قلبها برعب وبكاء عالٍ

انتبه داغر وآدم إلى صوتها خرج داغر من غرفه مكتبه يتجه اليها وهو يتحدث لها بصوت هادئ حاول اصتناعه أمام الطفل حتى لا يرى عصبيته:
- لماذا صوتك عال فى منزلى.
نظرت له وهى تقترب منه تتحدث له بصراخ:
- تبا لك انت ومنزلك، لمااذ تدلف الى غرفتى وتسرق ابنى.

اقترب آدم منها وهو يحادثها بنبرة طفوليه:
- أبى لم يدلف الى الغرفه انا نزلت إليه حينما استيقظت ولم أجدك.
وطت بيلا بجزعها وهى تنظر إلى أبنها تتحدث له بتساؤل:
- هل استأذنتى آدم؟
حرك آدم رأسه برفض وهو يردد لها برفض وتساؤل:
- أنا اذهب الى ابى لماذ سأخبرك امى؟


تحدثت بيلا وهى تخبره بغضب وتنظر إلى آدم وكل ما أتى فى بالها أن هذا الحديث خارج من رأس داغر ليس ابنها:
- انت سمعت حديثى لن تذهب له مره اخرى بدون ان تتحدث لى.
حرك الطفل رأسه برفض وهو يخبرها بعناد:
- لا سأذهب له دوماً.

فقدت بيلا السيطره على حالها اعماها ذلك المتعجرف وهو ينظر لها ويبتسم نصف ابتسامه يحاول إغاظتها، رفعت بيلا يديها وهى تصفع ابنها صفعه مدويه جعلت رأسه تلتف الى الجهه الاخرى.
ركض داغر وهو يحمل الطفل بين يده ينظر الى وجهه وهو يتحدث له بتساؤل:
- هل انت بخير تؤلمك ياصغيرى؟

حرك آدم رأسه برفض وهو ينظر إلى أمه نظرات متخاذله يتحدث الى أبيه:
- معتاد أبى منك ولكن أمى اول مره تفعلها.
نظر داغر إلى الطفل وهو يبتلع ريقه يقترب منه وهو يقبل يده ثم مكان صفعتها.
نظر له آدم يرفض البكاء ولكن فى النهايه هو طفل بكى وهو يضع يده على وجهه.

كانت بيلا تقف وهى تعتصر ملابسها بين يديها، لا تصدق انها مدت يديها على صغيرها بكت هى الأخرى وهى تقترب منه تجلس بجواره وهى تمسك يديه تتحدث اليه بأسف وهى تحاول مسح دموعها الغزيره، كانت تتحدث وهى تقبل يد أبنها بقهر:
- كانت تبتر يدى قبل أن ترفع عليك، لن أفعل ذلك مره ثانيه.

أومأ لها ادم وهو يقترب من أمه يحتضنها هو بين صدره ضمها إلى صدره وهو يضع يديه على شعرها يربت عليه بيديه الصغيره.

كان داغر يجلس وهو ينظر الي ادم الذى يبدو وأنه أخذ طيبه قلبه وحنيه وحبه لامه منه، وليس من ابيه رفع آدم رأسه وهو يتحدث باعتذار هو الآخر:
- اسف انا لم اذهب مره اخرى من الغرفه بدون ان استاذنك.

قبلت بيلا رأسه وهى تتحدث له بتساؤل:
- هيا على غرقتك حتى اتحدث الى أبيك قليلا.
أومأ لها ادم وهو يسير فى اتجاه ابيه، نظر داغر له وهو يشد بنطلانه حتى ينزل فى اتجاهه تحدث آدم له بهمس:
- سأذهب.
أومأ له داغر صعد الطفل إلى الأعلى وهو يشعر بالسعاده تغمره.

تأكد داغر من ذهابه، اقترب منها يمسك رسغها بين يديه وهو يتحدث لها بغضب كتمه طوال جلوس الطفل معهم:
- هل نظرتى الى ما ترتديه، أصعدى إلى الأعلى وغيرى ملابسك وضعى وشاح على شعرك.
تطلعت الى وجهه وهى تخبره بتمرد انثى، اقترب منها وهو يتحدث مره اخرى ولكن بصوت أعلى:
- أصعدى، لا أريد فقد اعصابى عليكى.


كانت ستغادر ولكنها نظرت له تردد بلامبلاه وبرود:
- سأذهب حتى أننى سأهذب من القصر بأكمله.
ركضت بيلا الى الاعلى بعد إنهاء حديثها.
ظل داغر يقف بعد أن نادى حرسه وهو ينبه عليهم تحصين القصر جيداً أكثر من السابق.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي