الفصل الثامن

صعدت بيلا إلى الأعلى تشعر انها تحترق من الداخل، لا تحب أن يعاملها احد مثل معاملته تلك السيده لها، هي لا تنكر أنها ردت اعتبارها ولم تتركها تخوض به؛ حتى لا تعتاد على ذلك فكانت تصمت لزوجها حتى تعتقد ان ذلك ضعف منها وظل يعاملها وكأنها عبده لديه.

استمعت الى باب الحجره يدق بعد مده قليله، دلف آدم من باب الحجره وهو يبتسم لها يتحدث بنعاس شديد:
- امى اريد النوم، ولكن قبل ان اذهب الى النوم اريد ان تحكي لي حدوته مثل ما كنت تفعلي في الماضي.

أومأت له بيلا وهي تفتح زراعيها الى ركض ادم في اتجاهها وهو يحتضنها ويتحدث لها بنعاس شديد:
- هل يمكنني ان اسالك سؤالا؟
أومأت له بيلا وهي تعلم جيدا ان ذلك السؤال بالتاكيد خاص ب ابيه او داغر.

تحدث آدم وهو ينظر إليها قائلا:
- لماذا لا تكوني انت وابي في غرفه واحده مثلما كنتى في الماضي لماذا الان عندما اتينا الى ذلك القصر اصبحت انت في مكان وهو في مكان اخر؟


وضعت بيلا يديها على رأسه تتحسس شعره وهى تخبره
ببتاسمة:
- لا صغيري لم يحدث شيء كل ما في الامر انني اريد النوم معك.
استردت بيلا وهى تخبره بنصف عين:
- هل لا تريد النوم معي وادخل احضاني؟

حرك الطفل رأسه دلاله على الرفض وهو يخبرها بحب:
- لا امى بالعكس اريد ولكن أريد أن تصبح الامور بينك وبين أبى على ما يرام.
وطت بيلا بجزعها قليلا تقبل رأسه وهى تتحدث له ببتسامة:
- سيحدث كل ما تتمناه اعدك بذلك ولكن هيا الى النوم الان.


أومأ الطفل لها بحب وهو ينظر لها يذهب إلى النوم فى اقل من دقائق، ظلت بيلا تجلس تمسك بهاتفها تتصفحه لا تعلم ماذا تفعل ت انها اختنقت من الجلوس في تلك الغرفه نهضت من مكانها وهي تتجه الى الاسفل.


كان الصمت يعم المكان لا يوجد صوتا ألا صوتها قديها فقط، نزلت الى الأسفل وهى تضع الشال على شعرها وكتفها من شده البروده التي تشعر بها، نزلت الى الجنينه وهي تجلس على كرسي كبير جلست بيلا وهي تنظر الى السماء الصافيه التي لا تخلو من النجوم.


ظلت تتطلع إلى منظر السماء الصافيه وهى تفكر في كل ما حدث في حياتها من اول زواجها فاروق الى الان كانت تتمنى ان لا تقابل شخص مثله قاسي القلب لا تتذكر شيئا له واحدا فقط جيد كل ذكرياتها معه كانت صعبه ولكن تحمد ربها الان.

لا تنكر انا ربها عوضها بطفلها ادم الذي خرجت به من ذلك العالم ولكن تلك الحياه كانت قاسيه معها كثيرا لا تعلم ماذا فعلت هي حتى تكون الحياه قاسيه عليها هكذا.
جاء في بالهاء الان داغر.

لا تعلم لماذا شعرت بقلبها يدق بتلك الطريقه، ولكنها أزاحت كل ما أتى فى بالها وهي تعاتب قلبها الذي فكر به تعلم انه مختلف عن اخيه كثير، هذا يظهر من طريقه حديثه مع ادم فهو مختلف تماما عن فاروق فاروق عصبي عندما كان ياتي له ادم حتى يلعب معه او يتحدث اليه كان دائما يتحجج بعمله وانشغاله.

ولكن داغر، عكس فاروق تماما يعشق ادم ويعشق الجلوس معه حتى انه يفضله عن عمله هذا ما استمعت اليه اليوم حينما دلفت الى غرفه مكتبه وسمعته يتحدث الى احد في الهاتف يخبره بأنه لم ياتي اليوم الى العمل من اجل الطفل.


أما عن فاروق كان من الممكن ان يظل في عمله الى اكثر من اسبوع لم ياتي لهم وحتى لم يكلف خطوه ان يرفع سماعه هاتفه يضعها على اذنه حتى يطمئن على ابنه وزوجته هذا الاختلاف الذي لاحظته بينهما على الرغم من ان داغر قوى فى جسمانه يمتلك هيبه وكاريزما طاغيه، الا أنه أحن من أخيه.

لا تصدق للان أن فاورق زوجها كان يعمل فى المافيا، هي في الاساس تناست ان تسأل داغر عن ذلك الاب لا يهمها ولكن تريد ان تعلم سبب موته هل كانت المافيا لها يد في ذلك ام لا قاطعه افكارها صوته وهو يتحدث لها بصوت هامس:
- ادلفى الى الداخل، الجو ليس جيد.

نظرت بيلا إلى الخلف، كان يقف وهو يضع يده داخل جيبه ينظر لها نظرات حاده بعيناه الضيقه التي تشعر وكأن الصقر ينظر لها اعتدلت بيلا في جلستها وهي تنهض اقترب منه وهي تتحدث بصوت هامس هي الاخرى:
- هل يمكنني ان اتحدث معك في امر هام؟

نظر لها داغر بجبين مقطب وهو يقترب منها يتحدث لها بتساؤل:
- تحدثى ماذا؟
لاحظت بيلا اقتربوا منها ظلت تفرك في يديها من كسوفها وتوترها بسبب اقترابه شديد منها.

ابتلعت تلقها وهي تتحدث له تحاول تنظيف حلقها، تحدثت بتساؤل:
- انا اريد ان اعلم ماذا كان يعمل زوجي اقصد فاروق رحمه الله.
جلس داغر يمسك بسيجارته يشعلها وهو يضعها داخل فمه.


لاول مره تتحدث فى شيء خاص بفاروق فهو اعتقد انهم كانوا منفصلان قبل ان يتوفى اخيه لانها من يوم موت اخي لن تاتي بسيرته او تتحدث في اي شيء يخصه تحدث لها وهو يخبرها بنظرات غامضه:
- لم افهم مقصدك هل لا تعلمي ماذا يعمل زوجك.

حركت بيلا رأسها لليمين ولا اليسار بجهل حقيقي فهي لا تعلم اي شيء من ما يتحدث به اذا كان هو او ذلك الرجل الذي رأته اكثر من مره قائله:
- لا صدقني انا لا اعلم شيء، لا اعلم الا حينما رايت ذلك الرجل الذي يسمى بديفيد.


نظر داغر لها بعدم تصديق لا يصدق بالفعل أنها لا تعلم شىء، فكان يتوقع معرفتها بكل شىء فهي زوجته هو الشخص الوحيد الذي كان يعرفه في تلك الحياه فكان يقاطع اخيه وامه وكل اصدقائه هذا ما علموا حينما تساءل عنه بعد موته.

ف داغر بالتأكيد لم يصمت او يكتفي بموت اخيه ظل يعلم كل شيء عنه حتى علم انه لا يملك في تلك الحياه سوى زوجته وابنه ادم، ولكن يبدو انه كان غامض حتى مع زوجته وابنه، ردد داغر بتساؤل:
- هى تقصدى أنكى لا تعلمى اى شىء عن زوجك؟

رفعت بيلا كتفيها وهى تتحدث له بأيجاب، فهي بفعلت لا تعلم اي شيء عنه حينما كانت تتسائل عن ماذا يعمل او طبيعه عمله كان يتحدث بأنه مندوبا في داخل شركه فقط، وبالفعل هي كانت تصدقه في حديثه لم تدرك كذبه أبدا:
- اذا كنت اعلم شيء بالتاكيد لم اجلس معك تلك الجلسه ويتساءل عن ماذا كان يفعل زوجي.

ضغط داغر على شفتيه يبتلع حديثها بغضب شديد، هي بالفعل لا تستطيع مسك لسانها او التحدث باحترام ابدا مع غيرها، وهو لا يحب ان يراها من الاساس ولكن يضغط على حاله من اجل ابن اخيه الصغير والذي لا ذنب له في كل ما يحدث


تحدث داغر وهو ينظر لها بغيظ شديد يتحدث قائلا:
- لا اعلم انا أكرهه ان يتطاول علي احد ولكن كل هذا من اجل الصغير ساتحدث لك بما اعلمه انا فهذا حقك.
ابتسمت بيلا بسخريه وهى تخبره بغيظ:
- من الجيد انك تتحدث في الحقوق وحقي الاصغر انا اطالب به بأن اذهب من ذلك المنزل.

ضرب داغر على الطاوله بعنف وهو ينظر لها يتحدث بغيظ شديد:
- تحدثنا بذلك الامر العدد من المواقع واخبرتك برأيي وانتهى لماذا تحاول فتح ذلك الموضوع مره اخرى انا لا افهم.


رفعت بيلا كتفيها وهى تخبره بنظرات غاضبه تتحدث له بأسف من شده غضبه والذى رأتها داخل عيناه:
- اعتذر لم اكن اقصد اعلم ان حديث يخرج بغضب ولكن انا لا اريد ذلك اريد ان اعلم فقط ماذا كان يعمل زوجي.

اخذ داغر أنفاسه بصعوبه يخبرها بنبره جاده:
- فاروق كان يعمل في المافيا والعديد من السنوات لا اعلم كيف لا تعلمين ماذا يفعل زوجك وماذا يعمل بالتاكيد كان يغيب على البيت اكثر من ايام او اسابيع.

أومأت له بيلا وهى تخبره بحزن:
- بالفعل كان يغيب ايام واسابيع وكنت اتحدث اليه يخبرني بانه في العمل لانه كان يعمل مندوبا في احد الشركات لكن لم اكن اتوقع انه يعمل في المافيا هل تقصد ان عشت معه تحت سقفا واحدا كانت حرام.

نظر داغر لها يتحدث لها بأستفهام لم يفهم مقصدها:
- لا افهم مقصدك ماذا تعني بحرامه فاروق كانها متزوجه بك على سنه الله ورسوله يعني هذا كان زواج.
نظرت بيلا له وعيونها بها الكثير من البكاء:
- لا انا اعلم ذلك ولكن قصدي انه كان يعمل في المافيا بالتاكيد كان كل امواله تاتي من طرق غير مشروعه


أومأ داغر لها لديها كامل الحق في حديثها، يعلم جيدا عالم المافيا اموالهم تاتي من اي شيء غير مشروع قتل خطف سرقه اعضاء اي شيء من هذا القبيل، ردد داغر وهو يخبرها قائلا:
- اعلم جيدا ان ما تتحدثي به صحيح، ولكن الان هو ذهب الى خالقه، تمنى له الرحمه.

أومأت له بيلاا وهى تخبره بينما تمد يديها تمسح دموعها التى علمت طريقها جيدا، وهى تتحدث له تخبره ببتاسمة:
- فاروق كانت حياتي معه كذبه كلها لا اعلم كيف كنت غبيه هكذا، لا اصدق انني كنت معه اعيش تحت سقفا واحدا بالحرام.

ضغطت على صدرها وهى تتحدث له بألم حقيقى:
- حتى اخبرني أن اهله جميعهم موتى وانه مقطوع من شجره لا احد بها وتفاجات بعد موته ان لديه ام واخ واهله لا اعلم لماذا كان يكذب علي، كنت اعيش في كذبه كبيره واتحمل، هل باطلب مني ان اتمنى له الرحمه وهو لم يرحمني طوال حياته معي.

أومأا لها وهو يعلم صدق حديثها جيدا فهي محقه بكل كلمه تتحدث بها هو بالفعل يضع حاله مكانها تحدث وهو يخبرها مواساه:
- لا بأس اعلم انه ظلمك ان كنت تتحدثي بالحقيقه فهو ظلمك وعند الله تلتقي الخصوم.


ابتلع داغر ريقه وهو يخبرها بعقلانية:
- ولكن حاولي ان تفتحي مع حالك صفحه جديده انسي كل ما حدث حتى تستطيع ان تعيش حياه جديده مع ابنك، صدقيني ادم يستحق ذلك فهو سيقبل بدون اب انا لم اتركه طول حياتي، ولكن ابيه من الصعب أخذ مكان ابيه الحقيقى.


أومأت له بيلاا برأسها وهى تتحدث له بشهقات تصاعدت من حديثه:
- انا اتحمل كل ذلك من اجل ادم تحملت تواصل ثالثه سنوات مع فاروق تحت سقف واحده من اجل ادم انت لا تعلم كم عانيت مع اخيك لا اعلم لماذا اتحدث لك بذلك الحديث، ولكن تحملت كل ذلك مو اجل ابنى.

مدت بيلا يديها تمحى دموعها وهى تخبره بجديه:
- والان اتحمل العيش هنا من اجل ابني اتحمل المراه الثانيه الجلوس في مكان اكرهه لاجل ان يعش ابني حياه مستقره، بين امه وبين ابيه حتى ان كنت ليس ابيه الحقيقي.

وقف داغر وهو يتحدث لها بجديه:
- تحدثت لك في المرات السابقه انني لا اترك ابن اخي وسيبقى هنا مدى الحياه لا اتخلى عنه ان كنت تريدي الذهاب من ذلك البيت بامكانك ان تذهب ولكن بمفردك، ان كنت تريدى الجلوس معي هنا وازواج بي انا اوافق.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي