الفصل السادس

فى صباح يوما جديداً، استيقظت بيلا ونزلت إلى الأسفل، وجدت داغر يجلس وآدم وجدته معه يلاعبوه، قلقت كثيرا من علاقة آدم بعمه التى تطورت فى مده قليله لا تزكر، قلقت أن يسرقوا طفلها منها، بالتأكيد يستطيعوا أن يفعلوا ولن يتجرأ أحد على الوقوف أمامهم.


نظرت ليله لها وهى تتحدث له ببتاسمة:
- تفضلى بيلا أجلسى معنا.
جلست بيلا وهى تتحدث الى ابنها أن يصعد إلى الأعلى؛ حتى يفعل وجباته، ولكن ف حقيقة الأمر لا تريد تطور تلك العلاقه بينهم.

تحدثت ليله وهى تخبرها ببتاسمة:
- جيد أنه صعد إلى الأعلى، هناك امر هام يجب التحدث به معكم.
أومأ داغر برأسه بقلق وهو يتابع حديث أمه الذى ألقته فى وجوههم:
- عندما تنتهى عدتك بيلا داغر سيتزوجك، وهذا من أجل آدم أن ترى بعيناكى أنه يعمل أنه أبيه.


كشرت بيلا وهى تعقد حاجبيها وهى تستمع إلى حديث تلك المرأه يتردد مره اخرى ستصبح زوجته.
نظرت بيلا له تحرك رأسها برفض، التقت عيناه داخل عينيها وهو ينظر إلى والدته هو الأخر بوجهه غاضب لحديثها، كان سيتحدث إلى أمه ولكن لم تعطى بيلا له فرصه، رددت بيلا تنظر لهم بغضب تتحدث بصوت جهورى عالياً:
- هذا على جثتى لن ولم يحدث.

اقترب داغر يحاول لملمه تلك البلبله التى فعلتها أمه؛ حتى لا تحمل أبنها وتغادر:
- أهدأى مدام لن يحدث شىء من حديث امى، من المستحيل أن أتزوج زوجه أخى.
مسكت ليله عكازها وهى تدق بيه على الأرض دليلاً على عصبيتها ورفضها لحديث أبنها:
- سيحدث داغر وستترك خطيبتك وتتزوجها.

نظرت بيلا له وهى تشير إلى ليله وهى تعقد يديها أسفل صدرها بتساؤل:
- هل ستركض خلف كلامك والدتك ام ستكن رجلاً.
اقترب داغر منها بغنجيه وابتاسمه لم تختفى من وجهه، وهو يميل على اذنها بخفه يخبرها قائلاً:
- لا تحاولى اثاره غضبى، لن تنجحى، والآن على غرفتك أجلسى بها وآدم لن يعلم شىء عن كل ماحدث.

كانت بيلا ستصعد إلى الأعلى ولكن تحدثت ليله مره اخرى وهى تحاول زعزعتها فى نفسها:
- فكرى فى الأمر لا نريد تخير آدم مع من يبقى، وخاصه أنه أصبح يعشق داغر.
وقفت بيلا ولكنها أسرعت إلى الاعلى تفكر مااذ ستفعل.


أدرات ليله رأسها تتحدث له بتساؤل:
- لم افهم هل ستكسر كلامى داغر.
حرك داغر رأسه برفض وهو يخبرها بهدوء حتى يمتص غضبها الظاهر:
- لا عاش أمى من يكسر كلامك، ليس هذا ما قصدته بالطبع، ولكن هى كانت زوجته اخى.

اومأت له ليله وهى تردد له قائله:
- كانت هذا فى الماضى الان ستتزوجها.
غارد داغر بعد أن رمى حديثه الجااد والغير قابل للنقاش فى وجهها:
- آسف أمى لن أفعل ذلك الأمر.

أما فى الأعلى كانت بيلا تجلس وهى تمسك هاتفها تتحدث الى أهلها، ردد خالد إبن عمها وهو يخبرها بأنها يجب أن تأتى حتى تعيش معهم مره اخرى بعد موت زوجها.

رددت بيلا وقد بدأ شيطانها يلعب فى رأسها مره أخرى، هزت رأسها برفض قاطع وهى تتزكر ما حدث لأبنها وكيف نجاه الله، انتشلها خالد من داخل افكارها وهو يخبرها بنبره بريئه حتى تقتنع إلى حديثه:
- إذا تريدى أن أتى لبيتك سأفعل ذلك، تعلمى جيداً مقدار حبى لكى، إذا عودتى فى حديثك رقمى معك، وسأتى أسفل منزلك حتى لا تذهبي بمفردك

قفلت بيلا الهاتف وهى تتزكر حديث تلك العقربه، نظرت إلى أبنها تحرك رأسها برفض، لن يخيروا طفلها ليس لديهم الحق من الاساس، مكست الهاتف وهى تنورى تلك المره الهروب ولكن الهروب من بلده بأكلمها ستنزل إلى الصعيد من المستحيل أن يعثرو عليها.

مسكت الهاتف وهو تتحدث الى خالد تخبره بالموافقه وتتفق معه أن ياتى اليوم حتى يذهب بها الى منزل العائله مره اخرى الذى ينتظروها بأستقبال حافل، او هكذا تحدث لها خالد.
مسكت بيلا ابنها وهى تضعه بين زراعيها مثلما فعلت المره السابقه، نزلت إلى الأسفل وهى تنوى الرحيل.



انتهى اليوم سريعاً، كانت بيلا تقف وهى تجهز حالها؛ حتى تغادر ذلك المنزل سريعاً، ذهبت إلى طفلها وهى تجعله يرتدى ملابسه ثم جلست بجانبه وهى تضعه داخل أحضانها نظر لها آدم بنصف عين وهو يحادثها بقلق:
- مااذا بكى امى، هل سنغادر مره اخرى؟
أومأت له بيلا بالرفض وهى تحرك رأسها يمين ويسار سريعا حتى لا يرتعب الطفل مره أخرى.


مد آدم يديه وهو يمسك يديها يقبلها وهو يتحدث لها بحب:
- أمى أنا سأصبح رجل مثل إبى، اليس كذلك؟
أومأت بيلاا له وهى تمد يديها تلمس علي شعره وتخبره بهمس:
- ستصبح ياصغيرى رجلاً عظيماً، وستصبح اقوى رجل فى العالم.


نظر أدم لها بنصف عين وهو يخبرها بتساؤل:
- أريد أن اسألك شيئا؟
نظرت له بيلا وهى تريده أن يصمت ويكف عن الحديث حتى يذهب فى النوم ولكنه أبى ذلك، لذلك اقتربت منه وهى تخبره بنبره حاولت ان ترسم بها النعاس:
- اخبرينى ياصغيرى سريعا.
نظر أدم لها وهو يتحدث بنبره ناعسه هو الآخر:
- لماذا تغير ابى؟

نظرت بيلا له وهى تخبر حالها أنه يجب أن يعلم أنه ليس إبيه الحقيقى، وان ابيه الحقيقى قد توفى، حاولت أن تتحدث له بنبره جامده وهى تخبره بصوت حاد:
- هذا ليس أبيك ادم، هل تسمعني.
كان الطفل ينظر لها وهو يذهب فى النوم وعقله الباطن هو من يتحدث له.

اغمضت بيلا عينها بتأنيب ضمير، فهى تعلم أن أبنها تعلق بداغر كثيراً كان يجب أن تصمت؛ حتى لا تحزنه، وضعت يديها على فمه حتى تتأكد أنه ذهب فى نوما عميق، حملته وهى تجلب حذائها ترتديه حتى تغادر سريعا، ولكن قبل ان تخطو خطوه واحده، استمعت إلى صوت أبواق سيارته فى الخارج ومن سيأتى فى تلك الساعه المتأخره غيره.

ركضت بيلا وهى تنظر من شرفتها حتى تراه كان يترجل من سيارته وهو يمسك بين يديه حقيبته، وفى اليد الأخرى كان يمسك هاتفه يضعه على أذنيه، صعد داغر وهو يتحدث الى الهاتف بغضب، قفل الهاتف وهو يضعه داخل جيبه، نظر الى غرفتها حتى يرى أن كانت مضئه ام لا، لكن وجد الغرفه مظلمه، بالتأكيد ذهبوا إلى النوم.

لم يكن يعلم أين تسير مشاعره ولكن الشئ الوحيد الذى يعلمه انه لم يترك ابن أخيه أبدا ومهها كلفه الامر، سيبقى معه يعوضه عن كل ما حدث، ولكن ماذا عنها هل سيتزوجها، طرد تلك الأفكار من رأسه وهو يدلف إلى غرفته يرمى جسده على السرير، اتت له رساله نصيه بعد مده قليله، مسك داغر الهاتف و هو يفتحه، اعتدل فى جلسته سريعاً وهو يخطو خطوات سريعة يقف أمام الشرفه.

ظل ينظر إلى تلك السياره التى تقف على بعد سنتيمترات من منزله، مسك هاتفه يتحدث الى حارسه الذى أخبره بوجود تلك السياره منذ فتره قليله:
- ما الذى يحدث هنا، من هذا؟
تحدث له الحارس من الجهه الاخرى وهو يتحدث له بجهل حقيقى وأنه لاول مره يرى ذلك الشاب.


نزل داغر إلى الأسفل وهو يرتدى ملابسه سريعاً بعد ان خلعها وجد أدهم بيلا وهى تحمل هاتفها تنزل درجات الدرج وهى تتحدث الى احد تخبره بهمس:
- لا اننتظر بعيداً سيراك الحارس.
قفلت الهاتف وهى تضعه داخل جيبها، نزلت الدرج تنظر أمامها وخلفها برعب عسى أن يكن أحد امامها.
وصلت اخيرا إلى نفس المكان ركضت سريعا حتى تلحق به فى الخارج.

كان داغر يقف وهو يبتسم نصف ابتسامه فتلك الصغيره تريد اللعب معه، ذهب وهو يتحدث الى الحارث بكلمات أمره ثم توجه الى داخل غرفته، دلف داغر وهو يريح جسده يسيجارته بين يديه، كان ينفثها بغضب اعمى وهو يحدث حاله بعضب لمتى ستحاول الهرب، لماذا تريد الابتعاد عنهم، لا تعلم حقا، ولكن يجب أن يأخذ موقع صعب معها حتى لا تفعل ذلك مره اخرى.

هو حقا لا يريدها كل ما يريده وهو ابن أخيه يريد أن يبقى معه، لا يتركه، ولكن هى لا تفهم ذلك الامر، ظل يجلس يحاول قدر الإمكان أبعاد الغضب عنه فإذا دلفت له وهو بتتلك الطريقه ستصبح هالكه بلا محاله.
دلفت بيلا بعد مده قليله وهى تمسك لطفلها تحاول بث الأمان منه، كان الحارس يمسكها وهو يجبرها على المشى أمامه بعد أن ظلت تتضربه رافضه أن يمسكها هكذا.

اقترب داغر من الحارس وهو يتحدث له بتساؤل:
- ألم أخبرك أن لا تلمسها أو تضع يدك عليهم.
أومأ الحارس له وهو يخبره بخوف من نظراته الغاضبه:
- أخبرتتى سيدى اقسم اننى لم اقترب منها فقط مسكت بها.
اقترب داغر من الحارس وهو يلكمه فى وجهه حاول اخراج غضبه به، أبتعد داغر وهو يستمع إلى صوت الطفل وهو يبكى.


نظر داغر إلى آدم وهو يحاول التحدث يخبره بأى حجه ولكن نظر الطفل له وهو يخبره قائلا:
- أبى لمااذا تفعل ذلك، الان تأكدت أن ابى كنت اعتقد أمى تتحدث خطأ.
نظر داغر لها نظره حرقتها فى مكانها، تطلع داغر للطفل مره اخرى وهو يميل عليه يتحدث اليه بصوت خافت حتى لا يرعبه أكثر من ذلك:
- استمع الي جيدا ادم


نظره الطفل الى ابي وهو يتحدث ويشهق بصوت خافت حتى لا يضربه ابي:
- أستمع اليك.
مد داغر يديه وهو يمسح وجهه بيداهي يتحدث اليه بهمس:
- اصعد الان الى غرفتك وانا ساتحدث الى امك بضع كلمات حتى لا تحزن وتحاول الهروب مجددا.


نظر ادم الى امه ثم نظر الى داغه مره اخرى يحادثه بتمني:
- انا اتمنى ذلك ابي اريدك ان تصبح انت وهي علاقتكم جيده حتى لا تحاول الهروب مره اخرى وانا ساذهب معها.
أومأ داغر له وهو يمسك يديه يقلبها بحب.
صعد الطفل بعد أن تحدث الى ابيه وهو يقبل يديه:
- سأصعد ولكن اعطنى وعد بأنك لم تمد يدك عليها


أومأ داغر وهو يوعده، ثم صعد الطفل الى الاعلى اقترب داغر من بيلا التي كانت تقف فى ركن تشبك يديها ببعضهم وهى تنظر له، باحاول قدر الامكان ان تعلم ردة فعله على ما فعلته فهي تعلم جيدا لم يمرر فعلتها.
اقترب داغر بخطواته البطيئه ينظر إليها بنظراته الحاده، يحاول قد الامكان اني تمالك اعصابه عن فبالنسبه له فعلتها لا تغفر.

نظرت بيلا له بريبه وهى تتحدث له بهدوء، تحاول ان تجعله يشعر انها لا تشعر باي ذنب تجاه ما فعلته:
- كنت اريد الذهاب الى اهلي الان هذا المنزل ليس منزلى، الان اهلي يرودونى حتى اذهب لهم مره اخرى.
ابتسم داغر بسخريه شديده وهو يقتررب منها يتحدث اليها بتساؤل:
- اهلك اظن انك ليس لديك اهل هذا ما تعلميني جيدا على من تتحدثي الان.

نظرت له بيلا بصدمه، لا تعلم من اين اتت بذلك الحديث تحدث داخل مره اخرى وهو لا يترك لها مجالا ان تتحدث:
- تزكرى جيدا باصغيره، اول يوم اتيت الى ذلك المنزل كان معك ملف اكمن بدايه حياتك حتى الان اعلم ان ليس لديك ام او اب ولا اخوه لذلك لا تحاولي ان تلعبي معي.

أومأت بيلا له بثقه، فكل ما يتحدث به صحيح ولكن لديها اعمام لذلك تحدثت وهي تنظر له بغيظ:
- لديه امان يريدوني الان حينما علموا ان زوجي توفى ينتظروني حتى اعود اليهما مره اخرى، اظن ان ذلك شيء من حقى.


أومأ داغر لها يفكر سريعا ماذا يفعل فهى الان في الهروب ولكن بطريقه تجعله لا يستطيع ان يرفض، لذلك ردد وهو يرفع كتفيه:
- علينا التفكير الان فى حل يجعلك تجلسى دوما هنا.
لم تفهم بيلا مغزى حديثه ولكنها رددت وهي ترفع كتفها هي الاخرى بجهل هي تريد الان الذهاب الى منزل اهلها، وهي تعلم جيدا ان اعمامها لم يحبوها في يوم، ولكن اين تذهب؟
تفكر في ابنها تعلم جيد لانها يحب يمكن اكثر من ابيه.

تحدث داغر وهو يصعد إلى غرفته ولكن قبل ان يرمى بكلماته الجاده:
- اعدك بقى انا ناسي ناصر الى حل قريبا حتى يجعلك تجلس دوما هنا. ولكن قبل ان نصل الى حل لا تفكري في الهروب مجددا لانك لن تنجحي في ذلك.
صعد داغر إلى غرفته يريح جسده على سريره مره اخرى كان اليوم مجهدا وطويل بالنسبه له.

ظلت بيلا تجلس على سريرها تحاول التفكير في حل حتى تذهب من ذلك المنزل ولا تذهب الى منزل عمها، كانت تريد الذهاب الى مكان ثالث مع ابنها فقط يجلس سويا هو وهي لا تعلم لماذا تكرهه ذلك البيت هي حقا لم تراه منهم اي شيء سيء تجعلها تاخذ او تكرهه ولكن لا بالتأكيد هو مثل اخيه وامه تحمل نفس القسوه هي ذلك في عينيها.



ظلت بيلا تجلس الا ان استمعت الى أذان الفجر، نهبط من مكانها وهي تتجه نحو حمامها تتوضئ؛ حتى تصلي فوضها ظلت تدعى ربها ان يوجهها الى الطريق الصحيح فهي بدونه تائهه لا تعلم رأسها من قدميها.
انتهت من صلاتها وهى تتجه حتى تذهب فى نوما عميقا فهي شعر بالنعاس الشديد يحتل عينيها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي