الفصل الثالث

الثالث

صعدت بيلا إلى الأعلى وهى تجلس على سريرها، تصاعدت إلى رأسها افكار شيطانيه ستهرب اليوم، نهضت من مكانها وهى تتجه نحو الشرفه تفتح بابها وهى تقف بها ترى حارس القصر الذى لم يكن يقف وحيداً كان هناك جيشاً بجانبه، عادت مره اخرى وهى تنزل الى الاسفل وخاصة إلى المطبخ.

وجدت سيده تجلس اقتربت بيلا منها وهى تتحدث لها ببتاسمة وتساؤل:
- هل هناك باب يصل للحديقه غير الباب الرئيسي؟
اومأت لها السيده وهى تتحدث لها بأيجاب:
- نعم يوجد هل تحتاجى الى شىء سيدتى.
اومأت لها بيلا وهى تخرج كل الأموال التى تمتلكها، نظرت السيده الى الأموال وهى تشعر بسيلان ريقها.

لاحظت بيلا نظراتها ابتسمت عالمة جيدا أنها لن ترفض طلبها:
- ما رأيك أن يصبحوا لكى والان.
ابتعلت ريقها وهى تتحدث بعدم تصديق:
- كيف؟
وضعت بيلا الأموال داخل يديها وهى تنظر داخل عيناه تتحدث بهمس حتى لا يسمعها أحد من الموجودين:
- أريد الخروج من ذلك المنزل بأقصى سرعه والليله.

اومأت لها سعاد الخادمه حنيما علمت أن الأمر سيكون سهلا ورددت بتساؤل:
- كيف سأفعل سيدتى!
ظلت بيلا تخبرها عن كل ما تريده الآن أن انتهت من حديثها، اومأت لها سعاد وهى تردد بمواقفه.

صعدت بيلا مره اخرى، تمسك يد أبنها وهى تقبله، قفلت الانوار بعد مده قليله وهى تحتضن أبنها بين يديها، ظلت تربت على شعره حتى ينم سريعاً.
أسدل الليل سوداه ليعلن عن نهايه يوم لم تعلم بيلا بدايته ولكنها تعلم جيداً مااذ ستفهل فى نهايته.

اطمئنت بيلا على أبنها وأنه ذهب فى النوم، اقتربت منه تقبله وهى تحمله سريعا على كتفها، نزلت إلى الأسفل وهى لا تستمع إلى اصوات قدميها، ظلت تسير بخفه وهى تخلع حذائها؛ حتى لا يراها أحد، نظرت خلفها تجد الخادمه وهى تشير لها بيديها بعد ان ظلت لوقت طويل تتحدث الى الحارس وهى تشتت فكرهه.


خطت بيلا سريعاً وهى تخرج من باب المنزل، بعد أن ظلت الخادمه تراقب لها الاجواء حتى تجعلها تذهب
نظرت خلفها ترى اذا رأها أحد ام لأ ولكن كان الصمت سائد الليل، ركضت فى تلك اللحظه وهى تحمل أبنها على كتفها وتركض.


لن تستمع إلى شىء سوى صوت بوق سياره ظهر من العدم، انتبهت بيلا إلى تلك السياره وهى تحاول الاتبعاد ولكنها لن نتجح فى ذلك، اصتدمت بيلا بالسياره أحتضنت طفلها وهى تأخده داخل احضانها تضعه أعلاها وهى تسقط على ارضيه الطريق، اصتمدمت بيلا بشئ صلب شعرت بعضلات جسدها تدعس من الألم.

وجدت باب السياره يُفتح وهناك رجل يترجل منها، اقترب ذلك الرجل منها وهو يميل بجزعه عليها يتحدث لها بتهديد وهو يقترب منها يهمس لها بفحيح أفعى:
- هذا عقابك مدام بيلا.
نظرت له وهى تحاول النهوض من مكانها ولكنها لن تستطع، تحدث لها ذلك الرجل ببحته المرعبه:
- للمره القادمه سأقتلك ولكن دعينى اقرص اذنك حتى لا تستهونى بينا.

نظرت له بيلا وهو يمد يده يجلب إبنها من بين يديها، صرخت بيلا بأعلى صوتها وهى تمسك بأبنها ترفض تركه، ظلت تتمسك بأبنها الذى أستيقظ على الفور وهو يبكى ويصرخ بأمه برعب، غادر ذلك الرجل ولكنه وطى مره اخرى وهو يتحدث لها قائلا:
- ستتحدثى الى داغر ان زوجك كان يعمل مع رجال المافيا (مافيا ديفيد) وهو سيفعل الباقى، وسيأتي حتى يجلب الصغير.

رمى ذلك الرجل الحديث وهو يغادر يضع أبنها داخل السياره، كانت تتسطح على الطريق وهى تستمع الى صراخ ابنها الذى صم أذنها، نهضت ولكنها لن تستطع، حاولت مره اخرى وهى تركض للقصر لم، دلفت وهى تصعد الى الاعلى كان القصر يسوده الهدوء.

ركضت هي تصعد إلى الاعلى تتجه الى غرفته التي لمحته في الصباح وهو يخرج منها، لم تترك على الباب وانما فتحته وهي تقترب منه تضع يديها على جسده وهى تحركه بهسيرته وقلب مفتور على أبنها.
هب داغر فى مكانه وهو ينظر إليها بصدمه يتحدث بقلق:
- ماذا حدث هل حدث شىء لادم؟

اومأت لا هو برأسها وهي تصرخ بصوت حاد يقسم انه وصل الى كل ركن في ذلك القصر اقترب من هو يحاول فهم ما حدث من حديثها:
- اذا استمريتى في الصراخ لم افهم شيئا.
اومأت برأسها وهى تحاول مسح دموعها الغزيره وهى تتحدث بكلمات مقطعه ليست مفهومه سوى أنها تحدثه عن آدم.

زفر داغر وهو يصرخ فى وجهها بنفاذ صبر يحاول أن يجعلها تعود الى رشدها قليلا، يعلم جيدا أنها فى حاله هيستريه:
- أن لم تصتمتى واستطع فهمك سيظل آدم فى خطر.
اومأت له برأسها وهى تتحدث له تتصنع الصمود:
- سرقوا ادم لقد اخذوا ابني من داخل أحضانى.


اقترب وهو يمسك رسغها يرجها بصراخ جعل جسدها يرتعش:
- من تجرأ ودلف إلى ذلك المنزل تحدثى بيلا.
ظلت تشهق وهى تبكى تحاول الحديث مره اخرى بثبات:
- لم يدلف أحد الى المنزل انا اخذت آدم حتى أغادر وأذهب الى بلدى مره اخرى.
أستردت وهى تمسح دموعها بظهر يديها:
- ولكن عندما خرجت اخذوا آدم.

صمتت بيلا وهى تعود للبكاء الحارق مره اخرى تتحدث له بترجى وهى تمسك قميصه ببكاء:
- أجلب ابنى لى، أريده سافعل اى شىء مقابل ذلك اعدك.
مسك داغر يديها وهو يضعها بجانبها، اقترب منها وهو يتحدث بتفكير، ظل يفكر لبعض الوقت عن اي اعداء له ولكن لم يستطع ان يجد احد فلذال لا يعلم احد بموت اخيه وعودة إبنه

نظر داغر إلى بيلا وهو يتساءل لعله يخرج بأى معلومه آخرى لا يعملها هو:
- لم يتحدثوا بأى شىء آخر، اقصد هل طلبوا شىء مقابل آدم، اموال أى شىء.
حركت رأسها برفض وهى تردد له وكأنها تزكرت للتو ما تحدثوا لها:
- تحدث فقط بأن اخبرك ان فاروق كان يعمل فى مافيا ديفيد، وان اخبرك بديفيد

التفت داغر ينظر لها بذهول، مسك هاتفه وهو يجرى اتصالاً هاتفياً، جاءه الرد بعد وقت قليل، كان سيغادر الغرفه ولكن مسكت بيلا به وهى تحادثه برجاء:
- اريد الذهاب معك، ارجوك.
ردد داغر برفض وهو يتحدث بنبره جاده يحاول تمالك أعصابه عن أفعالها، أن لم تتصرف وتريد الهروب لن يكونوا فى ذلك الوضع الآن:
- لا سأذهب أنا.

غارد داغر وتركها وهى تجلس تضع يديها على رأسها تتحسس شعرها وجهها ببكاء حاد، ظلت تبكى وهى تضع يديها على قلبها تحاول تهدئه حالها قليلاً.
أما عند داغر وصل بعد مده قليله إلى ذلك المصنع المقصود، دلف إليه وهو يعدل وضعيت مسدسه داخل جيبه.

كان ديفيد يجلس وهو يضع الطفل على رجليه يحاول أن يجعله يصمت، ظل آدم يصرخ بصوت عالٍ الا ان وجد ابيه، صرخ الطفل وهو يحاول الذهاب الى ابيه، رآه ديفيد وهو ياتى فى إتجاه رفع ديفيد يده وهو يصفع آدم على وجهه يتحدث اليه:
- أن لم تصمت سأقتلك، مثلما فعلت بأبيك.

اقترب داغر وهو يتحدث لها بهدوء وابتسامه ثابته تعكس كل ما يدور داخل عقله وقلبه، كان جسده يرتعش ولكن يظهر ثابت يقف وهو يرفع وجهه الى الأعلى، اقترب داغر منه يحدثه بتساؤل:
- اليس عيبا عليك خطف طفل صغير.

وقف ديفيد وهو يعرج على قدميه يقترب من داغر ينظر إليه بشر شديد ظهر على ملامح وجهه الغاضبه، استرد ديفيد بشيطانيه وهو يتحدث له بكرهه:
- أن كنت ستعود الى العمل، ساترك الصغير، أن رفضت سأقتله أمامك.

رجع مره اخرى وهي يجلس على كرسيه يتحدث له ببتسامة:
- مثلما فعلت مع حبيبتك سيد داغر، اعتقد لم تنسى ما حدث، ولكن أذا تريد المخاطره مره اخرى لم أمانع.

(داغر صالح عثمان):
- بطل الروايه يبلغ من العمر الثالثه والثلاثون، رجل وقور يحمل ملامح حاده مثل طبعة تماماً لا يهتم سوى بالعمل والمال، عمل لعده سنوات فى تهريب السلاح والممنوعات خارج البلاد ليقرر بأنه لم يعد إلى ذلك الطريق مره أخرى بعد موت حبيبته أمام عيناه بسببه

داغر رجل قوى شامخ يقف أمام الضعيف، وبجانب بلدتة ضد أى عدو لم يستطع أحد من أهل بلدته أن يعارضه فى قرار أخذه، عُين شيخ لبلدة، ليقف كالسد المنيع أمام كل ظالم ويتحول من رجل يعشق الظلم إلى رجل يحكم بالعداله.

حرك داغر رأسه بالموافقه ضغط على يده وهو يغرز اصبابع داخل لحم يده، ردد قائلا:
- ماذا تريد حتى ننتهى من ذلك؟
وضع ديفيد الطفل على جانبه وهو يتحدث ببتاسمة حينما علم أنه سيعود ويعمل مره اخرى معهم:
- لم أكن أعلم انك تحبه لتلك الدرجه، لم تفعل ذلك من أجل...


صرخ داغر فى وجهه وهو يقترب منه يضع يديه على رقبته وهو يتحدث له بصراخ:
- لا تنطق بسيرتها، سأجعلك عاجز تلك المره كلياً ولن اكتفى بقدم واحده.
أومأ له ديفيد وهو يضع يده على يد داغر التى تخنقه بقوه جعلته لا يستطع التنفس حاول أن يرفع يده وهو يشير الى الصغير ويردد:
- أبتعد قبل أن اؤمر رجالى بقتله.

أبتعد داغر سريعا يحاول التحكم فى دقات قلبه، وغضبه السريع، بصق داغر وهو يتطلع إليه بصراخ:
- ماذا تريد ايها الوغد، تحدث.
أومأ له ديفيد وهو يخبره يحاول ان يجعل حاله ليس خائفاً منه قائلا:
- أريد قتل مساعد رئيس المافيا واحتل انا مكانه

ضحك داغر بصوت عال وهو يوطى بجزعه قليلا يتحدث له بتساؤل:
- وهل تستطيع أن تدير تلك المافيا وانت كالطفل الذى يتعلم المشى؟
مسك ديفيد المسدس بين يديه وهو يوجهه تجاه رأس آدم الذى صرخ وهو يتحدث الى داغر بخوف:
- ابى لا اريد ان امت.

أومأ له داغر وهو يرفع يده ديفيد يتحدث له بمواقفه على الفور؛ حتى يخفض ذلك السلاح:
- سأفعل ما تريده ولكن أتركه.
فك ديفيد حصار الطفل وهو يتركه يجرى باتجاهه داغر، أحتضن آدم قدم داغر وهو يبكى، شعر داغر بأرتاعاش الطفل اسفل يده التى تربت على شعره.

اقترب رجال ديفيد وهم يحملوا الطفل مره اخرى من بين أحضان داغر، حاول داغر السيطره على حاله وهو يتحكم جاهداً فى حاله، حتى لا يفعل شىء يندم عليه.

اومأ ديفيد له وهو يخبره بصوتا عال حتى يستمع إليه:
- امامك أسبوع واحداً فقط واريد الجلوس على ذلك الكرسي ياصديق تستلم الطفل، انتبه جيدا الى زوجه أخيك بعد الآن داغر المافيا تريدها.


وقف داغر للحظات وهو يستمع الى حديثه، خرج داغر من المصنع وهو يركب سيارته سريعا، أدار السياره هو يخبط بيده بقوه على مقود السياره كان يشعر بالغيظ الشديد فى داخل رأسه.

وصل داغر إلى المنزل اتجهه إلى غرفته مكتبه وهو يجلس على كرسيه بتعب ارجع رأسه إلى الخلف وهو يدعى ربه من داخل قلبه، مسك هاتفه وهو يدق عليها حتى تنزل للأسفل
رددت بيلا وهى تسأله برعب عن أبنها ولكنه طمأنهاا وهو بخيرها أنه بخير وفى غرفته.

وصلت إلى باب مكتبه تزكرت اول مره جاءت بها إلى ذلك القصر، فتحت الباب وهى تراه يجلس يستند على الكرسى وهو يضع رأسه عليه بألم وإرهاق واضح، قد قاربت على اذان الفجر، ظلت بيلا تقف وهى تنظر له، تتزكر اول مره دلفت به الى المكتب لديه هاله خاصه محيطه به، منظره مخيف صامت دوما.


تتأكد أنه يحمل بداخله وجع سنوات وألم كبير يظهر على ملامح وجهه، شعر داغر أن هناك أحد فى غرفته مكتبه فتح عيناه سريعاً وهو ينظر لها سريعا ظنا منه أنه شخصاً آخر، تحدثت بيلا سريعا وهى تشهق برعب:
- هذا انا لا تقلق.

عاد داغر مره اخرى وهو يستند برأسه ينتفس بعمق شديد تحدث وهو يشير لها بيده:
- أجلسى مدام بيلا أريد التحدث لكى.
جلست بيلا وهى تؤمى له برأسه حتى يكمل حديثه قائلاً:
- ما فعلتيه اليوم لن يضرك انتى، بقدر ما أضر بطفلك، بالطبع انتى تعملى ذلك.

أومأت له وهى تتحدث باعتذار شديد له لأنه من تحمل كل ما يحدث لأبنها:
- اعتذر لم أعلم أن الأمر سيصير هكذا، ولكن اين آدم هل هو فى الأعلى؟
حرك داغر رأسه برفض وهو يخبرها بصوت هامس:
- لا آدم معم سيده بيلا.

وقفت بيلا مكانها وهى تصرخ به بعدم تصديق اقتربت منه وهى تضع يديها على يده تنزل إلى مستواه تحاول تقبيل يده وهى تتنجب بقهر:
- اريد الذهاب الى ابنى أرجوك.
أبعد داغر يديه وهو يتحدث لها بصريخ جعل كل من فى القصر يستيقظ من نومته:
- أردتى الهروب، وإبعاد آدم عنا، ها قد ابتعد عنا.


حركت رأسها وهى تخبره ببكاء تضع يديها على صدرها وهى تخبط على الكثير من المرات بهستريه:
- ورحمه اخيك إريد ابنى، أقسم اننى لن أحاول الهروب مجددا ولكن أريد ابنى، افعل أى شىء.
أومأ لها داغر قائلا حينما لاحظ شحوب وجهها وشفتيها التى انسحبت منهم الدماء:
- سأفعل ذلك حتى أن كلفنى حياتى.

هنا دلفت السيده ليله وهى تستند على عكازها، استمعت إلى حديثهم، أقتربت من ببيلا وهى تتحدث لها بتساؤل:
- سأقتلك أن حدث له شىء
صرخت بيلا ف وجهها وهى تخبرها ببكاء:
- هل ستقلقى على ابنى أكثر منى.
اومأت لها ليله وهى تخبرها بتهديد:
- عندما يعود ذلك الطفل لم اتركه فى يديك مره اخرى.


شعرت بيلا بالغضب يتصاعد رويداً رويداً تحدثت وهى لا ترى أمامها بصراخ:
- كنتى فعلتى ذلك مع ابنك، الذى ظللتى طوال حياتك لن تحاولى إيجاده
رفعت ليله يديها بجبروت وهى تهبط على وجهها بصفعه مسك داغر يديها سريعا وهو يحاول تقيديها أمه وتهدئتها قليلا

تحدث داغر بغضب الى امه:
- اهدئى امى واجلسى.
جلست حينما لاحظت عدم مقدرتها على الصمود اكثر من ذلك
تحدثت ليله بتساؤل وصوتا مترعش:
- مااذ ستفعل ابنى؟

نظر داغر إلى بيلا وهو يتحدث بغضب ويضغط على أسنانه بغل:
- سأعود مره اخرى إلى ذلك العمل، سأعود الى عالم المافيا؛ بسبب طيش وتصرف أطفال.
وقفت ليله وهى تتحدث له تتمنى ان يكن ما يتحدث به خطأ:
- مااذا تقصد بأنك ستعود الى العمل.
ردد داغر بقوه وهو ينظر إلى أمه:
- المافيا أمى سأعود مره أخرى.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي