الفصل السابع

أتى اليوم التالي سريعاً، كانت بيلا تقف امام المراه تمشط شعرها وهي تتحدث الى حالها بهدوء وعقلانيه تشعر انها حقا لا تريد افتعاد المشاكل او تجعل ابنها يبكي من ابتعاد عن ابيه دق هاتفها تلك اللحظات على اذنيها تستمع الى خالد بن عمها
تحدث خالد لها بتوبيخ فبعد أن ظل طوال الليله الماضيه ينتظرها اسفل المنزل لم تخرج له.

ظل يتحدث لها بصوت عالي وغضب:
- لماذا لم تخرجى هل انا عيل اللعب معك بيلا؟
تمتمت بيلا له بصوت خافت تخبره بأعتذار شديد تحاول ان تمتص غضبه حتى لا يحزن منها:
- استمع الى خالد، اقسم لك انني نزلت الا الاسفل واخذت ادم ولكن داغر لم يترك لي فرصه حتى اذهب وظل يعطى لى درسنا حتى الصباح.


تحدثت مره اخرى وهى تحاول استعطافه:
- ارجوك لا تحزن اعلم جيدا انني جعلتك تذهب الى مشوارا بعيدا.
تنفس خالد بعمق يحاول تمالك أعصابه، فقد ظل طوال تلك الليله الماضيه فى انتظارها، ولكنه لم يراها تخرج، ردد بتساؤل:
- كيف سيتركك، هل تحدثتى اليه بانك تريد الذهاب الى منزل عائلتك؟

أومأت بيلا له تخبره بأسف:
- بالتاكيد اخواته بقى مني اريد ان اذهب اليكم ولكن هو رفض وتحدث بانه سيأتي بحجه حتى اجلس هنا لاخر حياتي.
غمغم خالد من الجهه الاخرى:
- ساتحدث الى عمك حتى نأتي وناخذك سويا بالتاكيد لم يرفض حينما يعلم اننا نريد ان ناخذ بنتنا.

كانت بيلا سترفض ما يتحدث به ولكنه لم يترك فرصه وقفل الهاتف، رمت بيلا الهاتف وهى تقف تمسك شعرها بغيظ شديد

٧

نزلت بيلا الى الاسفل وهي تنادي على ابنها حتى يتناول طعام فطاره ولكنها لم تجده ظلت تتساءل عنه اخبارها الخادمه انه داخل غرفه السيد داغر، تنفست بالله بعمق باحاول تمايل اكبر قدر من الامكان من الهواء داخل صداها وهي ترفع يديها طلبت على الباب حتى تاخذ ابنها.

أتى الرد بعد مده قليله وسمح لها داغر أن تدلف الى الداخل، ركض آدم في اتجاهها وهو يقبلها ويحتضنها، وطت بالله بجزعها حتى تكون امام وجهه وهي تتحدث له بلين:
- هل تناولت طعامك ام لا؟


أشار الطفل الى ابيه وهو يتحدث لها ويؤمى براسه:
- تناولت أمى، ابى جعلنى اتناول طعامعى كله.
قبلته بيلا وهى تحمله من الأرض وتنظر إلي داغر تتحدث له بعدوانيه:
- ماذا تناول ادم لديه حساسيه من بعض انواع الطعام والجبن ماذا جعلته يتناول.


كان داغر سيهم بالرد عليها، ولكن آدم رد على امه وهو يتحدى اليها بابتسامه بسبب عصبيتها:
- لا تقلقي امي انا اخبطه بالشيء الذي احبه واتناول دوما وهو جعل الرجل يذهب وياتي به وتناولته.

أومأت له بيلا وهى تميل تتحدث له بصوت هامس:
- اذهب ادم الان الى غرفتك وسااتي اريد فقط ان اتحدث الى ابيك في بعض الامور.
استمع ادم الى حديث امه وابتسم الى ابيه وهو يذهب من الغوفه ويصعد الى غرفته.


ولكن قبل ان يصعد لقاء جدته تجلس وقف قليلا وهو ينظر الى تلك السيده كان سيغادر ولكنها تحدثت اليه بحب وحنيه شديده وكانها ابنها الذي افتكره ربه:
- تعال ياصغيرى، سأعطيك شىء.

نظر الطفل الى ما فى يديها كانت تحمل فى لديها الكثير من الشيكولاتات، نظر الطفل لها ولعابه يسيل، اقترب وهو ينظر الى غرفه امه حتى لا تخرجه وتصيح به، وقف امام جدته يتحدث لها وهو يخبرها بصوت خافض:
- هل ستخبرى امي؟

أومأت له جدته بالرفض وهى تقترب منه تقبل يديه:
- لا يا صغير انا لم اتحدث اليها.
ابتسم لها آدم ابتسامه واسعه، كانت تشعر بأن أبنها من يضحك وليس ابن أبنها رحمه الله، كان ادم نسخه من ابيه في كل شيء شكله ابتسامته.

نظر أدم الى جدته باستغراب فكانت تطلع اليه بوجهه باكى وشرود تحدث لها الطفل وهو يقترب منها يتحدث لها بتسائل:
- مااذا بكى لمااذا تبكي هل انا احزنتك؟
حركت رأسها برفض وابتسامه ارتسمت على وجهها بمجرد أن استمعت الى حديثه.

اقتربت منه وهى تبسط يديه تريده الشعور بدفئ صدره، كان ادم يقف ينظر لها بتردد، لكن في نهايه الامر اقترب منها وهو يحتضنها ظلت جدته تمشد على شعره وهي تقبل يديه وتقبل راسه شعر الطفل بالحنان الظاهر على وجهه جدته.

أما فى الداخل، ظلت بيلا تقف وهى تربع يديها تنظر له بغضب ظهر على ملامح وجهها، اقترب داغر منها بخطوات بطيئة، يتطلع إلى ملامح وجهها وهو يبتسم بخبث ويتحدث قائلا:
- لمااذ تريدى اخذ الطفل مننا، تعملى جيدا سعاده ابنك لن تكن الا داخل احضاننا.


ضغطت بيلا على شفتيها تعلم تمام العلم ان مصلحه ابنها داخل أحضانه ولكن ما عليها أن تفعل، كل ما ياتي في عقلها فكره ان ابنها يخرج عن طوعها ويحبه داغر اكثر منها بالغضب وبالغيره تنهش داخل قلبها فلتو علم ابنها ذلك الرجل.

تحدث داخل لها بتساؤل:
- تحدثي مدام بيلا، هل تستطيع الاجابه على سؤالي او تصمتي ولا تتحدثي لابنك بأنني لست ابيه؟
نظرت بيلا تتطلع داخل عنياه وهى تخبره بصوت خافت:
- لا أريد قربك من ابنى، انت ستجعله يجبك أكثر منى، اظن حقى بأننى لا اريد قربك منه.

زم داغر شفتيه بغضب، يفهم ما تريده جيداً، هى تريد أبنها والمغادره خارج البلاد ردد داغر لها بتساؤل:
- ان لم اعرضك وتحدثت لك ايه بقى تاخذي ابنك وتغادرين ماذا تتحدثي له عندما يسالك عني هو يعلم جيدا الان انك تريدي الابتعاد.


فكرت بيلا قليلا، فهو لديه حق في حديثه تعلق ابنها به كثيرا عندما شعر بالحنيه منه لذلك رددت بتسائل هي الاخرى:
- ولمااذا سأظل هنا؟ سيأتى يوما ويعلم ادم بانك لست ابيه، وقتها بالتاكيد هينجرح وسيتحدث لي بحزن انني اخفيت عليه كل تلك السنوات.

حرك داغر رأسه برفض وهو يخبرها بهمس يحاول آماله عقلها قليلا:
- لا لم نخبره على الاقل حينما يكبر، ساتحدث انا له بانني لست به الحقيقي ولكن انا بمثابته سأظل كذلك طوال حياته لم اتركه يخطو خطوه واحده من ذلك المنزل هذا اخر حديث اتحدث به.

أومأت بيلا له وهى تمسك هاتفها حتى تغادر، صعدت إلى غرفتها رأت طفلها يجلس وهو يمسك بالشوكولاته بتناولها، بمجرد أن رأها آدم مسك الشيكولاته وهو يخفيها خلفه سريعا حتى لا تراهه، اقتربت بيلا منه وهى تتحدث له بعصبية:
- من اعطاك تلك الشيكولاته الم تعلم انك تتحسس منها.


أومأ الطفل لها بخوف وهو يتحدث ببكاء من صوت امه العالي دوما:
- اعلم لم اكل كثيرا فقد تناولت قطعه صغيره.
لم تقل عصبيتها وانما مسكته وهى تخبره بصوت عالي اخاف الطفل منها:
- بالتاكيد ابيك هو من اعطاك تلك الشيكولاته الان اصبحت تكسر كلامي وتعصيني الليس كذلك؟


حرك الطفل راسه يمينا ويسرا دليلا على رفض حديثها ولكن بالا لم ترى امامها ظلت تتحدث له بغضب وغيظ:
- رأيت أن ابيك لا يحبك، ان كان يحبك لم يجعلك تتناول الشيكولاته وهو يعلم جيدا انك تتحسس منها.


صاح الطفل بصوت عالى يحاول ان ياخذها ان ابيه ليس من فعل ذلك وانها جدته ولكن هي لم تتقه لها فرصه من صوتها:
- ليس ابي هو من اعطاني الشيكولاته جدتي هي من اعطتني ولم تعلم أننى أتحسس منها، لانني اخذتها منها وصغطت حتى لا تبيني اجلس معها وتحزني مثل كل مره.

وقفت بيلا تنظر له وهو يمسك الشيكولاته يضعها جانبا ثم يجلس على كرسي ويمسك هاتفه يلعب بيه كأي طفل صغير ظلت بالله تقف مكانها تحاول ان تصالحه تقترب منه تتحدث له بأسف:
- اعتذر بسبب صوتى العال عليك صغيرى ولكن.

قاطعها ادم وهو ياخذها بغضب شديد وصوت خافت حتى لا يكن مرتفعا عنها
- ماذا امي تحدثي لماذا لا تريديني ان اقترب من جدتي وابي لم افهمك حينما تغير ابي واصبح افضل واصبح لا يمد يده عليك تريدى انتى الابتعاد.

اكمل وهو يمسح دموعه:
- كنت دائما تتحدثي لي بانك تتحملي كل ذلك من اجلي وتعيشي معه تحت سقفا واحدا حتى لا ابتعد عن ابي ولكن الان لا اعلم ماذا حدث اتركيني احب ابي ويحبني.


أومأت له بيلا وهى تقترب منه تحتضنه وهى تبكى هى الاخرى، أبنها لديه كامل الحق وداغر لديه كامل الحق يبدو أنها هى من تفكر بمصلحتها فقط، زلط طوال تلك السنوات تعيش معه من اجل ابنها.

ماذا حدث الان لماذا تريد الابتعاد عن ذلك البيت والذهاب الى منزل عائلتها والتي تعلم جيدا انهم لم يتركوها بدون ان يخطبوها من ابن عمها الذي تكرهه، حركت رأسها برفض رافضه ما يدور داخل عقلها.


لا تريد سوى ان يعيش ابنها في استقرار وحب من ابيه وامه وجدته رفع ادم وقوه وهو ينظر الى امه يتحدث لها بأسف:
- اعلم ان حديثي ازعجك اعتذر عن ذلك ان كنت تريد الابتعاد عنهم موافق، ولكن على الاقل نعود مره اخرى الى بيتنا مع ابي ونبتعد عن جدتي.

مسكت بيلا آدم وهى تمسح دموعه تتحدث له بحب ونبره هادئه:
- ادم حبيبي استمع لي انا لا اريد ان ابعدك عن جدتك هي تحبك كثيرا انا فقط كنت على خلاف مع ابيك وكل شيء اصبح جيد الان لا تقلق ولا تحمل هم اوعدك انني لم افعل ذلك مره اخرى.

نظر أدم لها بتساؤل وعدم تصديق يردد لها:
- هل ما تتحدثى به صحيح، تعنى أنك لم تحاولى الهروب من القصر مره أخرى؟
أومأت له بيلا وهى تتتحدث له ببتاسمة، تعلن نفسها فى كل لحظه تسببت بها فى حزن ابنها:
- نعم لم أحاول مره اخرى أعدك.


أبتعد آدم عنها وهو يقف يتحدث لها وهو ينظر لها بترقب:
- هل تعنى انكى ستوافقي انت تحدثت لكى اننى اريد الذهاب الى ابي الان؟
أومأت له وهى تمسك أنفه عن طريقته الطفوليه، أبتسم الطفل لها وهو يقبل يديها ويغادر.


تنفست بيلا وهى تنظر فى اتجاه ذلك الفراغ الذى تركهه، دوماً يفجأها بعقله السابق لسنه كثيراً، آدم يا احمد ذكاء فبيت من نوعه وحديث بانطلاقيه حتى انه يتحدث باشياء كبيره عن سنه لا تعلم من اين ياتي بكل ذلك الحديث فهي لم تكن كذلك ابدا وهي صغيره.

ظلت تجلس مكانها تتحدث الى خالد ابن عمها، دوماً تشعر أنه اخيها تراه وكأنه نجده من ربها، لا يهمها اى شىء آخر، فقط تحب الحديث معه، انتهت من الحديث وهى تنزل الى انا اسفه حتى تتناول طعامها بعد ان صعدت اليها الخادمه تقبلها بان الطعام جاهز.


كان داخل كالعاده يتراس الطاوله وتجلس بجواره امه وعلى الجانب الاخر يجلس ادم جلس هو الاخر بجانبهم، جلست بيلا بعد ان القت التحيه عليهم كانت تشعر بالخجل الشديد وهي تجلس بجوارهم ولكن حاولت التغلب على ذلك والبدء في تناول طعامهم..

لاحظت بيلا حنان داغر وهو يمسك بأبنها يضعه على ركبتيه، ظل داغر يربت على شعره وهو يجعله يتناول طعامه ويقبل يديه وراسه الا ان انتهى ادم من طعامه وذهب حتى يغسل يده مع عمه.


نظرت ليله الى بيلا وهى تتحدث له بنبره هادئه لاول مره:
- انظرى داغر يعشق ابن اخيه وادم هو الاخر يعلم انه ابيه هو بالطبع يحبه لا تحاولي الهروب مره اخرى انا اتحدث لك تلك المره بهدوء لا اريد استعمال اي طريقه اخرى.

ابتسمت بيلا بسخريه وهى تستند بكرسيها تربع يديها اسفل صدرها وهى تتحدث لها:
- لا يعجبني ابدا طريقتك ولكن سأمررها تلك المره فقط، من اجل انني اعلم ان ادم يحب داغر.


ابتسمت له وهى تقف ترمى تحادثها بتهديد:
- لا اضمن لك بقائي في ذلك المنزل عندما اريد الذهاب سأذهب انا وابني انتبهى جيداً الى حديثك معي المراه القادمه.
كان داغر يقف وهو يستمع الى كل كلمه تخرج من فمها.

ظل يمسك حاله من أن يذهب لها ويلقنها درسا لن تنساه بقيته حياتها، ويعلمها كيف تتحدث مع امه المره القادمه ولكن ليس والصغير معه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي