الفصل العاشر

ظل داغر يحاول التمسك بمقود السياره العديد من المرات، ولكنه سرعة تلك السياره التي اتت أمامه غلبته لم يستطع إيقافها بسهوله، تحامل بثقله على السياره، حمد داغر ربه وهو يقف السياره، ظل ياخذ نفسه بصعوبه شديده.

نظر الى جانبه يرى امه التي غابت عن الوعي من رعبها نظر للخلف سريعا وهو يتزكر الطفل الذى نسى امره تماماً ولكن وجده في مكان لا يتحرك حمد ربه وهو يمد يده ويجلبه سريعا يحاول ايقاظه حتى يطمئن عليه استجاب طفل الى محاولاته وهو يفتح عيناه ينظر اليه.

تحدث داغر وهو ينظر إلى داغر بتساؤل:
- ماذا حدث هل وصلنا الى المنزل ام لا؟
اخذ داغر انفاسه بصعوبه وهو يحتضن الطفل يحاول الهدوء قليلا فقد اقترب من فقدان وعيه هو الاخر من رعبه على والدته وابنه الذي لم ينجبه.


أقترب داغر من امه سريعا وهو ياخذ مياه يرشها على وجهها وهو يتحدث لها برعب من ان يكون قد حدث لها شيئا:
- امي فيقى هل انت بخير انظري الي قليلا؟
فتحت ليله عيناها وهي تنظر الى ابنها تحاول التقاط انفسها بصعوبه وهي تنظر الى جميع الاتجاهات.

حمدت ليله ربها وهي ترى السياره لم تنقلب فعقلها صور لها انها ستموت هي وابنها وحفيدها نظرت الى ادم تطمئن عليه والى تتحدث اليه بصوت جاهدت في اخراجه:
- لا تقلق ابني انا بخير فقط الدنيا دارت به حينما لم تستطع ايقاف السياره.

أومأ داغر لها وهو يضع يديه على وجهه يمسحه بأطمئنان وهو يردد لها:
- الحمد لله على سلامتك اوقعتى قلبى ان يكون قد حصل لك شيء لم اسامح حالي.
نظر الطفل يتحدث الى أبيه بنبره متسائله:
- ماذا حدث ابي هل انتم بخير اريد الذهاب الى امي الان.

أومأ داغر له وهو يمد يده يفعل سيارته مره اخرى حتى يذهبوا الى المنزل، وصلوا بعد مده قليله وترجلخ الطفل من السياره يجري سريعا في اتجاه غرفه امه حتى يطمئنها عليه صعد ادم وجده امه في الغرفه تجلس وهي تتصفح هاتفها.

أقترب الطفل من امه واتحدث لها باشتياق شديد فهو لاول مره يبتعد عنها هكذا دوما معها في كل مكان حتى عندما كانت تعمل كانت تذهب الى العمل في اوقات نومه، تحدثت بيلا وهي تنظر له بعتاب:
- اتفقنا في المره السابقه انك لم تذهب الى مكان الا وانا اعلم به اليس كذلك؟

أومأ الطفل له وهو يضع اصبعه داخل فمه تحدث لها بأسف خوفا من حزنها منه:
- اعلم ذلك وان اعتذر ولكن اقسم لك يا امي ان ابي يتحدث لكى، ولم تحزني وهو تحدث لك هو نحن عند عمي وانت وافقتي.

كشرت بيلا على ملامحه عمه ؟ لم تفهم عن اي عم يتحدث على احد علمها انا داخل لم يمتلك اخوات هو فاروق رحمه الله تحدثت له بتساؤل:
- لم افهم حبيبي عن اي عم تتحدث اين اخذك ابيك.

جلس الطفل وهو يلتقط أنفاسه يتحدث لها وكأنه يخفى سر خطير لا يجب ان يعلمه لأحد:
- اخذني الى اعمامي وكانت هناك فتاه تقف مع ابي تتحدث له وهي تحتضنه وعندما اقتربت انا ابتعدت عنه وكانت تنظر لي بطريقه ارعبتنى لا اعلم لماذا امي؟

نظرت له بيلا تضيق عينيها بجهل لما يتحدث به صغيرها، ولكنها شعرت بالضيق الشديد يحتل صدها، لا تعلم لماذا ولكنها تضيقت بشده من ذلك المنظر الذي وضع داخل ابنها به فهي لا تحب ابدا ان يرى ابنها مثل تلك المناظر.

تحدثت الى صديقها تحاول الضحك عليه:
- لا تقلق حبيبي بالتاكيد هي قريبته وهو يحتضنها لانه يشتاق اليها، هو تحدث له بانه يعتبرها مثل اخته.
نظر الطفل لها وهو يضع يديه اسفل ذقنه بتفكير يسألها بأستفهام:
- هل تقصدي امي انني من الممكن ان احتضن اقاربي.

ضغطت بيلا على شفتيها تلعن داغر فى سرها تعلم جيدا انها لم تخلص من اسئله ابنها فهو يعشق اساسا ولم يكتفي حتى صباح اليوم التالي تحدثت له تحاول الهاؤه:
- انت هنا ادم من ذلك الحديث اوعدني حبيبي انك لم تذهب من ذلك البيت الا حينما تستاذن مني لانني اتضايق كثيرا.

لاحظت بيلا أنفاسه الغير منتظمه، اقتربت منه تتحدث له وهى تضع يديها على رأسه:
- هل انت بخير حبيبي لماذا تعبث بوجهك هكذا هل حدث لك شيئا؟
تنفس الطفله بعمق بعد ان الله العديد من المرات يحاول التقاط انفاس ولكنه فشل.

تحدث لها وهو يضع يديه على قلبه:
- لا امي لا تقلقي انا بخير ولكن اشعر ان قلبي يؤلمني لا اعلم لماذا.
اعتدلت بيلا فى جلستها تقترب منه وهى تتحدث له بخوف نهش قلبها:
- لا افهم ماذا بك حبيبي تحدث هل نذهب الى الطبيب حتى نطمئن عليك؟

حرك الطفل رأسه بالرفض وهو يخبرها ببتاسمة؛ حتى يطمئنها فهو يعلم جيد ان امه تقلق عليه بشده:
- لا امي لا تقلقي انا ساصبح بخير ولكن شعرت ان قلبي يؤلمني لاني اشعر بانك تضايقت من خروج من المنزل بدون ان اجعلك تعلمي.

اقتربت بيلا منه وهى تحتضنه بحب، ظلت تمسد على شعره تتحدث له بقلب ام وحنيه فاقت الحدود:
- لا حبيبي انا لم احزن منك لم استطع من الاساس ولكنني اقلق عليك اشعب ان قلبي يؤلمني عندما تذهب من جانبي لا اريد ابدا ان تبتعد عني.

أومأ الطفل لها وهو يشعر بيتعب شديد ولكنه اقترب من امه وهو يحتضنها ويذهب في نوما عميقا بعد مده قليلا اطمئنت بالله انه ذهب في النوم اقتربت منه تقبل راسه وتقبل يده وهي تبدل ملابسها سريعا حتى تنزل الا اسفل.

كانت تريد ان تلقن داخل درسا لم ينساها طوال حياته وبرغم من ذلك كانت تشعر بالسعاده لانه ياخذه معه في كل مكان يعرفها على اهله تريد ان تعلم ماذا يقصد ادم بعمه وهي تتحدث الى عقلها بان يصمت قليلا وستنزل الان وتفهم كل شيء.

نزلت بيلا اللى الاسفل رأت ليله تجلس في مكانها المعتاد اقتربت منها وهي تلقي التحيه عليها وتتحدث لها بتسائل:
- هنا السيد داغر في الداخل ام لا؟
أومأت له برأسها وهى تعود مره اخرى تنظر الى التلفاز.


تشجعت بيلا وهي تفتح الباب بدون حتى ان تطلق عليه تحدث الى داغي والذي كان يمسك هاتفه ويتحدث اليه بجديه شديده ووجهه صارم:
- سيد داغر اريد التحدث معك في امر هام.
نظر داغر لها هو ايه العصبياتها التي احرقت المكان ابعد الهاتف عن اذنه قليلا وهو يقبلها بنظرات الحارقه:
- أجلسى سأنهى المكالمه واتحدث لكى.

وضعت بيلا يديها أسفل خصرها وهى تخبره بغضب:
- سريعاً فليس لدى الوقت؛ لكى اعطيه لك.
ضغط داغر على شفتيه وهو يعود مره اخرى يتحدث الى تلك المكالمه كان يريد ان يعلم من تلك السياره التي خرجت من العدم وكانت تريد ضياع حياته..

يعلم جيد انها لم تكون صدفه ابدا وان كل ما حدث كان مدبر، من خلف احد، تلك الحادثه ولكن حينما يعلم لم يرحم من فعل ذلك فهو شعر ان قلبه خرج من مطرحه في تلك اللحظه لا يعلم ماذا كان يفعل اذا مات أمه هو كان السبب في ان يحدث شيئا لذلك الصغير.

لا يعلم حقا متى احبه ومتى اصبح مغرم به لتلك الدرجه اصبح يعشق الهواء الذي يتنفسه ذلك الصغير فعلى الكثير به وضع الهاتف بجانبه وهو ينظر الى بيلا يتحدث لها بغضب شديد:
- اذا ظلت تتحدثين معى الطريقه صدقيني ساقتلك ولم يوقفني احد.


نظرت له بيلا وهى تبتسم بسخريه شديده تتحدث له بغيظ:
- أستمع سيد داغر فأنا لم اقرر كلامي الكثير من تحدث تلك فى المرات السابقه انني لا اريد ابدا ان يبتعد عني ابني ولو دقيقه واحده واذا تريد ان تاخذ الى مكان سأكون معه غير ذلك لا اوافق.

وقف داغر وهو يقترب من ذلك الكرسي التي كانت تجلس عليه ويجلس امامها على تلك المنضضه التي توضع بين الكرسى التي تجلس عليها والكرسي الاخر، تحدث داغر بأبتسامه حاول ان لا يخفيها من وجهه حتى يستفزها اكثر فهو يعشق رؤيه غطبها واحمرار وجهها عندما تغضب.

تحدث لها وهو يمد يديه داخل جيبه يخرج علبه سجائبه واخويا ضاع تلك السجاره بين الشفتيه بطريقه جعلتها تتناسى الشهور بالغضب الشديد وكل حديثها ابتعلته داخل حلقها تحدث بغمزه:
- اوافقك، والمره القادمه أعدك اننى سأخذك معي ولكن كنت اريد الذهاب وسيادتك تغطي في نوم عميقا.

رفعت كتفها تتحدث له بغيظ شديد، في اي تعلم جيدا انها يريد اغاظتها بحديثه المستفز:
- حديثك لا يمت للواقع بصله اذا ذهبت لي وايقظتني...
ابتلعت حديثها وهى تتستمع الى حديثها، فكيف ساذهب اليها ويوقظها لم تفهم تحدثت له بتوتر وكلمات حاولت ان ترتبها:
- اقصد انك من الممكن ان تجعل ادم يذهب لي ويوقظني.

أومأ داغر لها وهو يغمز بعيناه يستند برأسه على يديه ويحادثها بنبره لعوبه:
- حسنا المره القادمه اسافعل ذلك لا تقلقي ولكنني ذهبت سريعا حتى لا اتاخر على عملي الذي اتيتى انت في اقل من دقيقه وجعلتيني اقفل الهاتف حتى استمع الى حديثك.

وقفت بيلا وهى تتحدث له بغضب مره اخرى، لا تعلمن ماذا تحب اظهار غضبها له بالخصوص أمامهم ابدل لم تكن عصبيه بالمره بالعكس تماما كان البرود سلاحها دائما، هو حلها هذا ما كانت تتبعه مع فاروق بينما داغر وامه دوما تظهر عصبيتها امامهم.

دوما تعاملهم وكانهم عبيد لديها ابدا انهم تحملوا منها الكثير من الضغط، بسبب ادم وان يظل معهم تخجل من حالها كثيرا وهي تضغط عليهم بتلك الطريقه، ولكنها عندما تزكرت أن آدم تحدث لها منذ قليل فانه رآه داغر يحتضن فتاه امامه شعرت بالغضب الشديد.


رددت له وهى تجلس مرهه اخرى وكأنها تزكرت شىء خطير:
- بافكرت شيئا هاما للغايه أريد أن تخبرنى كيف تفعل ذلك؟
نظر لها ده غير ما احد فهم لا يفهم ماذا تتحدث تلك الفتاه فهي ستطير برج من عقله:
- لا افهم ماذا تقصدي ماذا فعلت انا؟

نظرت له وهى تتطلع إلى ملامحه التى تبدو وكأنه لم يفعل شىء، تنفست بغضب تخبره بغيظ وهى تضغط على أسنانها:
- كيف تحتضن فتاه سيد داغر وابني يقف معكم لا تستطيع ان تتحمل حتى يغادر ادم.


وضع داغر يديه على رأسه بحزن من حاله، فهو بالفعل حزن من حاله لأن الطفل رآه فى وضع هكذا، تحدث الان وهو يسالها باستفهام:
- تقصدي انها راني عندما كنت احتضن ثريا؟
رفعت بيلا كتفها دليلا على الجهل فهي لا تعلم من يقصد بسريا.

وضع داغر يديه على رأسه يتحدث لها بغضب:
- لم انتبه صدقيني انه يراني سريا خطيبتي وكانت تقف معي قليلا.
أبتسمت بيلا وهى تخبره بأستفهام:
- خطيبتك وتحتضنها هكذا امام انظر ابني ماذا ستفعل عندما تتزوجوا؟

اقتربت داغر منها وجهه عابث للغايه يتحدث لها بغضب:
- لم افهم لماذا تتدخلي في شيئا ليس من شانك احتضنها اقبلها هذا الشيء لا يعنيك ابدا اعلم انني مخطئ انني فعلت ذلك امام ابنك ولكن هذا لا اقصده ابدا.
ابتعدت بيلا عنه حينما وجدت انه من الممكن ان يرفع يديه من شده غضبه

لا تفهم لماذا كل ذلك الغضب، عندما اتت فقط بسيرتها يبدو انه يحبها ويعشقها تحدثت له وهي تحاول اصلاح ما فعلته فهي بالفعل لا دخل لها بما يفعله وهو بالتاكيد لا يقصد ابدا ان يراها الطفل في وضع مثل ذلك :
- انا لا اقصد ابدا ما فهمته انت فانا ليس لدي دخل هذه حياتك وانت حر بها ومع ذلك اعتذر.

أومأ له داغر وهو يتحدث لها ببتسامة يريدها أن تصعد إلى الأعلى، فقد شعر بالارهاق الحقيقى من حديثهم:
- لم يحدث شيء اصعدى الان الى غرفتك لدي عمل اريد ان انهيه سريعه.
أومأت له وهى تغادر الغرفه تصعد إلى الأعلى.


اراح داغر جسده على اريكته وهو يتنفس بصوت عال، فلا يعلم احد كم الضغط الذي يعانيه وهي بجانبه لا يعلم لماذا يشعر لذلك الشعور وهي بجواره حاول ان يخرج كل ذلك الاحاسيس، وهو يقنع حاله بانه الان مع خطيبته يحاول ان يشعر بأى احاسيس تجاهها، ولكن ذلك الشيء الوحيد الذي ليس بيده.

حاول العديد من المرات ان يتقبلها او يحاول حتى ان يتزوجها فقد كسر داغر الثلاثون عاما وهو لم ينجب حتى طفلاً واحدا يجعله يستند عليه بعد مماته، او حنيما يكبر، ظل داخل يمسك هاتف وهو يعمل يريد ان يقنع حاله بالعمل لوقتا طويله،ظل يطحن حاله بعمله الى ان استمع الى دقات على مكتبه اتمنى ان لا تكون هي.


ولكنه ابتسم ابتسامه واسعه وهو ينظر الى الطفل الذي اتى اليه وهو يركض في اتجاهه، فتح داغر يديه وهو يستقبل طفله جلس الطفل على فخذيه هو يتحدث اليه ابتسامه طفوليه حركت قلبه من مطرحه:
- اشتقت اليك من الصباح الى الان فقط، امي لم تحزن مني هي اخبرتنى بذلك.

أومأ له داغر وهو يقبل يديه ببتاسمة، وقد ترك كل العمل الذي كان على عاتقه من أجل طفله فقط، أخبره داغر بحب:
- لم اجعلها تحسب منك بسببي يا صغير مره اخرى اعلم انك تحب امك كثيرا وتعشقها.

أومأ له الطفل برأسه، وهو يخبره بحب ويشير إليه:
- هذا صحيح انا احبها واعشقها ولكن الان اصبحت احبك انت الاخر فقد تغيرت كثيرا ابي اصبحت اشعر بحبك تجاهي وانك تخاف علي..
كشر داغر وهو ينظر إليه بتساؤل:
- هل تقصد انني لم اكن احبك يا سيد ادم؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي