الفصل الخامس ٥

فجأة و بدون سابق إنذار، سُمع صوت انفجار قوي، مما دفع نوي لأن يتحول لضباب مرة أخرى و يحمي سيدته.
لا غبار، ولا آثار على الانفجار، فقط الصوت.
أما سيربيروس فقد ظلت قدماه على الأرض، يعلم جيداً مصدر هذا الصوت، إنه انفجار لن يدركه البشر.

راميل - عاد نوي لهيئته، و جلست هي على الأرض لأن قدماها لا تقويان على حملها [ ماذا حدث !]

تبادل سيربيروس و نوي نظرات مبهمة، و كأنهم يعلمون ما هو قادم.

نوي - [تلك الساحرة، التي كنت مدينا لها بروحي التي كانت ستُفقد يومها ! قبل موتها، أبرم ثلاثتنا اتفاقا بأن أول شخص سيموت بعدها، ستأخد هي جسده، و لكن كانت صاحبة الجسد ماتت ظلما ! و لم ترغب في التخلي عن جسدها حتى تأخد بثأرها ممن كانو سببا في هلاكها، ...]



راميل - لم يكن عقلها يستوعب ما يقوله نوي، قالت بنوع من الغضب [ أخبراني فقط ماذا حدث! لا أريد سماع أي قصص أخرى !]

نوي - لا رد.

سيربيروس - [الجسد الذي استحوذ عليه سيلاس، كان صاحبه نصف ميت، روحه لا تزال عالقة بجسده، أي يمكنه العودة للحياة !]

راميل - [ و أين المشكلة ؟]

نوي - [لا يمكننا أن نعرف من منهم يتحكم في الجسد ! هل سيلاس أو ... ]

راميل - بهمس [" هود سيناستير" و إن قتلنا الشخص الخطأ، فسيهلك كل أطراف العقد !].

[صحيح].

ستجن حقا، جمعت شتات نفسها بابتسامة لا تعلم سببها، تلك الابتسامة التي تظهر على محياها كلما شعرت بأنها وصلت إلى طريق مسدود.

راميل - توجهت ناحية سيارتها و هي تخاطب سيربيروس [ليبحث كل منا على حل ثم لنلتقي.]

ركبت سيارتها و تحركت إلى وسط جيناشي، حيث القلب النابض للمدينة بكل من السياح و الفنون، ركنت سيارتها في الأماكن المخصصة لها و ترجلت منها، نوي يقف فوق كتفها لكن لا يستطيع أي أحد رؤيته، تتمشى بين أزقة الواسعة، تنظر للناس حتى بلغت أحد المطاعم المخملية نوعاً ما، استقبلها الموظفون بِ ودٍ، و أعلموا رئيستهم بوصولها.

بعد دقائق ظهرت فتاة بنفس عمر راميل، ترتدي طقم الطباخين باللون الوردي، بشرتها بيضاء لامعة، و شعرها الأسود الطويل معقود بإحكام على شكل ذيل حصان، تحمل بين يديها كعكة صغيرة و شوكة، وضعتها أمام راميل، قبل أن يتبادلو عناقا طويلاً.

نيجو - جلست أمامها وجها لوجه، تنظر بصرامة لموظيفها الذين جلبوا لهما شوكة أخرى و كأسين و بعض العصائر [ما أخبارك ؟]

راميل - ظلت تُحدق بها، لا تعلم من أين تبدأ.

نوي - [يمكنها أن تراني إن طلبتي مني أن أظهر لها !]

راميل - قالت بهمس لصديقتها [اقتربي !]

نيجو - ظلت الابتسامة على شفتيها مع بعض الفضول، اقتربت بأذنها نحو فم راميل [ماذا يحدث!]

راميل - [سأريك شيئا، لكن لا تصرخي !!]

نيجو - بنوع من المزاح [هل وجدتي مخلوقا سحريا ؟]

راميل - لم تتكلم، لكن طلبت من نوي أن يُظهر لها نفسه.

نيجو - نظرت ل راميل تنوي الحديث، لكن توقفت قليلاً تنظر للقط الذي ظهر من العدم، و كذلك إلى عينيه، ففتحت فمها لتصرخ، لكن منعتها راميل، فخرجت صرخة مكتومة.

نيجو - [ ما هذا ؟]

راميل - تمسك يدي نيجو [اهدئي أولا و سأشرح لك، ألم تقولي لي أنك تريدين إيجاد شيء خيالي ؟]

نيجو - بخوف و عدم التصديق [ما هذا يا راميل ؟]

راميل - [ اسمه نوي و هو خادمي السحري !]

نوي - [ مرحباً بك].

نيجو - تبادلت النظرات مع كلاهما، تشعر و كأنها ترغب في الصراخ و البكاء و الضحك في آن واحد، مما دفعها للشعور بالغثيان، فنهضت من مكانها نحو المرحاض مسرعة، تستفرغ ما في معدتها.

راميل - تحاول مساعدة صديقتها و تخاطب نوي في نفسها [ لماذا تكلمت ؟]

نيجو - [أخبريني بما يحدث ؟]

لم يكن الشرح صعبا على راميل، لأن كلتاهما تدرسان نفس التخصص، أخبرتها بكل شيء، حتى روحين اللذان يستحوذان على جسد واحد.

نيجو - تنظر للصور [لدى عمك ذوق جميل !]

راميل - بابتسامة جادة [طبعا، إنه فرد من عائلة ايفيرسون] ثم عبست مجدداً [لكن لا يمكننا الوصول إليه ؟ ]

نيجو - تنظر للقط، و تمسح على رأسه [لا تقلقي، سأجد لك حلا ما لكن الباقي سيكون لك !]

راميل - [ أوجدي لي طريقة لأصل إليه مباشرة و بعدها لا تقلقي.]

نيجو - [لكن كيف ستعرفين إن كان عمك أم ... ما اسمه ؟]

راميل - [هود سيناستير.]

نيجو - [نعم، كيف ستفرقين بينهم ؟!]

راميل - [ ذلك سهل !]

نيجو - [كيف ؟]

راميل - [ سيلاس، ولد سنة 1987 و مات سنة 2002 كان عمره 15 سنة، و الآن نحن في 2024، سيكون عمره 37. سواء كانت روحه تكبر أو لا، لكن تصرفاته و أفكاره و أفعاله ستظل الخاصة بما بين 1987 و 2002، عكس هذا الذي دخل في غيبوبة مؤخرا، و كل ما علي فعله هو المراقبة].

نيجو - [جيد !]

راميل - [لا يزال لدي الكثير لأقوم به ! أريد جوابك الليلة!]

نيجو - [حسنا عزيزتي !]

تبادلا العناق، و ودعت راميل صديقتها،
توجهت إلى مكان آخر، كان محلا مُهملا يوجد في آخر الشارع، كان على الهامش، ألوانه داكنة و أعشاش العناكب واضحة في واجهته الأمامية، تخرج منه رائحة فواحة، لا تستلذ جمالها إلا عند استنشاقها لمدة طويلة.

راميل - وقفت أمامه تحاول استنشاق أكبر قدر منها لكي تعتاد عليها، ففي البداية تكون رائحتها كريهة، مما يجعل زبائنه منعدمة، و لا يأتيه إلا من حقا لديه رغبة [مرحباً!]

كانت نوعاً ما غير مكثرة لمعرفة هل صاحب المحل هنا أم لا، كان المحل فوضويا مليئا بالأشياء الغريبة، لكن ما يهمها، هو أمام عينيها، مجموعة من الكتب النادرة، التي لا يُمكن لأي أحد إيجادها بسهولة !

لم يكن لديها كتاب محدد، تبحث عن شيء عندما ستراه ستعرفه أنه ما تحتاج، تبحث لكن بدون جدوى، حتى أنها فكرت في البحث عنه في متاجر أخرى كهذه، لكن قاطعها صوت من الخلف !

[ أتريدين هذا ؟]
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي