الفصل السابع ٧

جاءها شخص يجلس على كرسي متحرك.
[ماذا تفعلين ؟]

راميل - اعتدلت في وقفتها، تضع يدها على قلبها تظهر له أنه أخافها، رفعت هاتفها توقف التسجيل، ثم قالت [ أعتذر، لا أعلم هل التصوير مسموح به هنا أم لا، لكني صورت فقط الرقصة !]

: مد يده لها [هود سيناستير ! بالعكس، لا توجد أي مشكلة !]

راميل - [ بادلته المصافحة و قالت تترقب تعابير وجهه ] اسم غريب، لست من سكان جيناشي.

هود - [ لا، لست كذلك، ... !]

راميل - تفحصت هاتفها [ اعذرني من فضلك، مكالمتي هذه مهمة.]

بالرغم من أنها ابتعدت عنه بالقدر الكافي لكي لا يسمع شيئا من كلامها، لكنه استطاع أن يلاحظ اعتدال وقفتها و كأنها تتكلم مع شخص ذو مرتبة عالية، ابتسامتها مما يظهر أنها تحترم الشخص الذي يُكلمها، رجفتها التي جعلته يخمن اتساع بؤبؤ عينيها ك اتساع ابتسامتها، فعلاً كانت يداها ترتجفان، لكن بتلك الابتسامة استطاع أن يقول أنها مشاعر سعادة، لم يتوقف عن مراقبتها، و قد لاحظ شرودها الطويل و نظراتها المطولة نحو السماء و كأنها تحاول أن تهدأ لدقائق طويلة حتى أراد هو أن يقف على قدميه و يتحرك نحوها لكن لم يستطع.

راميل - تحركت نحوه بخطوات مسرعة مع نظرات قلق [أأنت بخير ؟]

هود - بنوع من السخرية، مع ابتسامة صادقة [ لم يسبق لي أن كنت بخير كالآن.]

رفعت رأسها تنظر ليمينها و يسارها، المكان هنا شيء بين مطعم مخملي و بين مكان لتنظيم حفلات الأثرياء، لا تزال الرجفة بين الفينة و الآخرى تباغت جسدها، دفعت عربته مبتعدة أكثر عن ضجيج الناس.

هود - [ماذا تفعلين !]

راميل- همست بجانب أذنه اليسرى [سأذهب بك لمكان فارغ لأقتلك فيه !]

هود، ظهرت على محياه ابتسامة عذبة، لم يتكلم، كان فقط يتابع الطريق بعينيه، لكنه ضغط على أحد الأزرار المتمركزة وسط لوحة أزرار كرسيه المتحرك !

توقفت في مكان يمكنهما أن يشاهدوا الضيوف و هي تتراقص بوضوح، لكن لا يصله ضجيجهم، مكان جاء بين الأشجار و الأعشاب، تفحصت هل الأرض جافة، ثم ساعدته في أن يجلس على ذلك العشب ثم جلست بجانبه، تراقب السماء، و الرجفة توقفت بعد أن احتضنها سيربيروس، كانت مغمضة العينين، مبتسمة الثغر.

راميل - وجهت كلامها نحو هود [ هل تشعر بتحسن الآن ؟ صديقتي صاحبة المطعم، و بالصدفة كانت حفلتك هنا، و لم أستطع منع نفسي من الانضمام]

هود - يتحسس العشب البارد بأصابع قدميه، هز رأسه موافقا [جيد ]

لم يكن شخصا يصعب عليه الاندماج مع الآخرين، حتى و إن كان متشردا في الشارع، لا يستطيع أن ينكر أن الحفلة كانت فقط كما يُقال، إعلانا بعودته، و أن أغلب حضورها لم ينتبهوا لغيابه بالرغم من أنها على شرفه، حتى لمحها من بين الكل تذهب لمكان فارغ، لم يمنع نفسه من ملاحقة فضوله و استكشاف من هي و ما الذي تفعله هنا.

————— لا يعلم لكم من الوقت ظل مغمض العينين قبل أن يغفو، ثم يستفيق على أيادي حارسه الشخصي، كانت هي أول شخص يبحث عنه، لكن لم يجدها.

الحارس - [سيدي، ماذا ...]

هود - بنبرة متسائلة قلقة [أين هي ؟]

الحارس - [من هي، سيدي ؟]

صمت قليلاً، من هي ؟ هي لم تُخبره باسمها حتى ! أراد أن يثني يده اليمنى، فوجد بداخلها ملصقا، مكتوب عليه [ لنرقص في المرة القادمة و بالمناسبة، اسمي راميل ايفيرسون ].

هود - قال بكلمات شبه مسموعة [ ايفيرسون] ثم خاطب حارسه [اجلب لي معلومات عن راميل ايفيرسون.]

هز الحارس رأسه بامتثال لأوامر سيده، و أراد أن يساعده على العودة لكرسيه، لكن هود أوقفه بيده، يريد أن يبقى لمزيد من الوقت بمكانه.

----———— في منزل راميل ايفيرسون، فتحت مقلتيها لتجد نفسها ممددة فوق سريرها، لا تتذكر متى خرجت من الحفلة أو متى جاءت لمنزلها.

نوي : (تحدث دون أن يفتح عينيه) أحضرك سيربيروس.

لم يكن " كيف وصلت لغرفتها ؟" هو ما يشغل بالها، بل " هل سيبحث عنها هود ؟ " فتحت الكتاب الذي أخدته من البائع المجنون، تقرأ المزيد عن عالم الأرواح.

فصلها عن خيط تركيزها و تحليلاتها نفس المتصل لِـليلة أمس.

راميل - [ مرحباً سيدي .. نعم، فقط حدد لي موعدا معهم ! .. اليوم ! .. لكن اليوم هو الأحد ؟ .. دعني أتفحص جدولي أولا! حسنا سيدي، سأجيبك بعد قليل] قلبت عيونها بغضب، لا تعلم ما سبب إسراره على مجيئها اليوم { من يكون هذا الداعم ؟ ] توقفت عن الحركة [ لكنه في مجال الصناعة، لما اختار تمويل مسلسلي ؟]

المدير - [و أنا مثلك، ذُهلت بطلبه لميزانية السيناريو ! لكن من يهتم ؟ المهم أنه سيغطي ميزانية الممثلين و طاقم التصوير !]

راميل - [ أخبرني من البداية، كيف طلب منك أن يتكلف ذلك ؟ و هل لديه أي شروط !]

المدير - [ عزيزتي راميل، كل ما عليك فعله، هو أن ترتدي أجمل ما لديك و تأتي إلى الشركة الآن، التفاصيل اتركيها علي].

راميل - [حسنا، حسنا، سأتصل ب نيجو لتأتي أيضاً، فالسيناريو مشترك بيننا !]

المدير - [ هي في طريقها الآن لشركة ! لذلك لا تتأخري ! سيكون الضيف هنا مع الثانية بعد الزوال !]

راميل - ناظرت الساعة باستغراب [ سيدي، هل جُننت ؟ إنها العاشرة صباحاً ؟]

المدير - [ لا تتأخري] ثم فصل المكالمة

تفحصت نفسها، لا تزال بفستان الحفلة، اعتدلت في جلستها، ثم تحركت نحو خزانتها، تبحث عن شيء يصلح لمقابلات العمل !

سيربيروس - [ هل استمتعت ليلة أمس ؟]

راميل - ارتجف جسدها بسبب الخوف، أمسكت برف خزانتها [هل عليك في كل مرة أن تظهر من العدم ؟ أليس لك طريقة طبيعية لتخبرني بها أنك ستأتي ؟]

اقترب منها سيربيروس ببطئ، ينظر لها بعيناه سوداويتان، و التي استطاعت أن تستشعر أنهما متبتثان على مقلتيها مباشرة، أمسكها من عنقها.

راميل - دفعت يداه بعيداً عنها [ماذا تفعل ؟]

أعاد نفس الحركة و لكن هذه المرة باحكام، و اقترب بوجهه نحو خاصتها، حتى أصبحت أنفاسهما تتضارب في مجال واحد ثم ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي