الفصل التاسع ٩

عُزفت العديد من الألحان، و الجميع كان يرقص باستثناء البعض مثلها هي، كانت مندمجة مع الحفلة لدرجة أنها لم تستشعر ذلك الجسد الذي يقف خلفها.

[ أتسمحين لي برقصة ؟ ]

استدارت مبتسمة لتعتذر منه بلباقة، لكن أُلجم لسانها، عادت خطوات للوراء تتفحصه يقف على قدميه، إنه هود.

راميل - أجابته بابتسامة سعيدة [ طبعا ].

طلب هود من الفرقة الموسيقية أن يعزفوا موسيقى سالسا - SALSA، كانت حركاتها حرة بينما هو كان يبدو و كأنه أمضى أيامه في تعلم الرقصة أو أنه لم تزل عنه بعد آثار الغيبوبة.

بعد انتهاء الجميع من الرقص، صعدت راميل على المنصة، تتحدث بطلاقة و دون خوف بل بابتسامة جميلة تُلقي معها بعض النكات، أعلنت عن مسلسلها الذي هو هدية من مموله إلى ابنه، و أعطتهم ملخصا مشوقا عنه، ثم انصرفت حيث استقبلها أستاذها.

جون - [مبارك لك!]

راميل - [ شكراً سيدي، أخبرتك بأني الوحيدة في فصلك من ستُقدم لك عرضا خياليا و وفيت بوعدي، أليس كذلك ؟]

جون - يتفحص المدعووين، و الذي من ممكن أنه لم يكن ليراهم في حياته بأكملها [لقد أخدت علامة كاملة، و وقعت على رسالة توصيتك !]

راميل - أعينها على هود [شكراً سيدي] أنهت حديثه بلطف و تركته لنيجو ثم انصرفت نحو هود، القابع حول أحد الطاولات في الزاوية [مرحباً].

هود - [تقديم جميل للفيلم].

راميل - بابتسامة عذبة [ إنه مسلسل و أعلم ذلك.]

هود - طال الصمت بينهما، يراها ترتشف من عصيرها و كأنها تستريح فقط على طاولته [هل يُمكنك الخروج قليلا ؟]

راميل - [بالطبع، لِم ؟]

هود - [أريد أن أتنزه قليلاً ! أتنزه معك و هناك موضوع] ظهرت ملامح القلق عليه [هناك موضوع أرغب في الحديث معك عنه، يتعلق بك أيضاً].

راميل - [حسنا، أمهلني دقيقتين.]

هود - [ كل الوقت لك !]

انصرفت راميل و يداها ترتعشان بالفعل، تظن و تتمنى أن تكون تعويذة لقائهما الأول قد أجدت نفعا، فتلك النظرات القلقة و المتفحصة لمن حوله لا تدل إلا على شيء واحد، هو أن تعويذة الإيقاظ لروح عمها سيلاس تعمل.

دخلت غرفة الكواليس، ثم أغلقتها جيداً من الداخل بعد أن تفحصت أن لا أحد داخلها، أخرجت آحد الكتب الذي أخدته من أحد المشعوذين و ليس السحرة، فَـ كلاهما يستعمل السحر لكن المشعوذ سحره من الأشياء الملموسة و التي تكون من الطبيعة أما السحرة، فهي قوة داخلية موروثة.
في الكتاب، ذُكرت مجموعة من المخلوقات، منها التي تعامل معها جدها لنقل اتفاقه مع سيربيروس إليها، و مخلوقات أخرى كان تخصصها في حالات كعمها سيلاس و أكثر.

سيربيروس - [ ماذا تفعلين ؟ و أين نوي ؟]

راميل - ناظرته بنظرات مخيفة لكن استطاع أن يرى من خلفهما خوفها من القادم [اخرج ! هناك عمل علي إنهائه].

سيربيروس - [وضع يده على عنقها، ينظر لصورة ذلك المخلوق، ابتعد عنها و قال ] لماذا تريدينه ؟

راميل - [ لأتأكد من أنه سيلاس !]

سيربيروس - [ و هل تعرفين أن شروطهم قاسية ؟].

راميل - بانفعال [و هل لديك حل آخر ؟]

سيربيروس - تحرك نحوها [ تنحي جانبا، إنها تتغدى على الأرواح، هل ستعطينها روحك ثمنا لإعادة عمك لبئر برهوت ؟ و هذا الكتاب لن ينفعك بشيء].

سيربيروس - [لا أحد سيرغب في إفشاء أسراره لمخلوقات مُغفلة].

راميل - [من تقصد بالمغفلة ؟].

سيربيروس - نظر إليها و كأنه يؤكد لها من يقصد بالمغفلين، نبس ببعض الكلمات فظهر أمامهما رجل ذو بشرة زرقاء و شعر أسود، أذناه طويلتان و أعينه كبيرتان مع مُقلتين بنيتان [ مرحباً پور].

پور - انحنى باحترام، و قال بنبرة تضيف احتراما على كلامه المحترم [سيدي سيرب، هل يُمكنني مساعدتك] رأى راميل [هل هذه هي ؟]

سيربيروس - [نعم].

پور - تحرك نحوها، يتفحصها من أخمص قدميها إلى أعلى رأسها، ثم من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، أخد خصلة من راسها.

راميل - بألم [عذرا !]

پور - يمدغ شعرها [حسنا فهمت، ترغبين في أن نتأكد من أنه سيلاس].

راميل - متفاجئة [كيف علمت ؟]

پور - يعبر بيديه [ عزيزتي، الكل يتحدث عن الفتاة التي ورطها جدها، تعلمين الأمور العائلية بينكم].

راميل - بسخرية [ نعم، على ما يبدو].

سيربيروس - [بعد أن تنتهي ستذهب إلى زيرتير، هو سيمنحك ما تريد].

بور - [حسنا سيدي، و شيء آخر، الشعر يحمل ذكرياتنا و مشاعرنا أكثر مما نتخيل].

خرجت راميل و خرج معها الاثنان، يتبعانها أينما تحركت، و ايضاً ذلك الثرثار و الذي ذكرها ب راتاتوسكر لم يسكت، يحكي أخبار العالم الآخر بالتفصيل، اقتربت ببطئ من هود، و الذي لم يسلم من الناس.

راميل - [ حسنا، لنذهب].

جعل هود من ذراعه حبل مشنقة لذراعها، خرجا نحو حديقة الشركة، تشعر هي و كأن نبضات قلبها قد هاجرت من مسكنها نحو حلقها، تكونت حُبيبات العرق على جبينها، بينما مُقلتيها تحوم حول پور الذي أمسك رأس هود يتفحصه.

يتفحص عينيه و بعض الأجزاء من رأسه، ثم ...

هود - لاحظ نظراتها المرتبكة فابتسم لها و استدار ناحيتها، ليصطدم ظهر بور مع وجهها.

راميل - ابتسمت بتكلف، و كأنها تداري عن توترها، و عيناها تتحركان مع بور الذي هذه المرة يتفحص قلبه، تراه يستطيع إدخال يديه و إخراجهما بسلاسة من صدر هود.

هود - أراد أن يتكلم و لكن قاطعه هاتف راميل الذي توالات إليه الرسائل و كذلك بعض الإتصالات من مديرها و طاقم العمل، و تزامنا مع ذلك انتهى بور من عمله و ظهر نوي على كتفها.

راميل - اختلطت الأمور عليها و لكن قالت [ أعتذر، لكن يتوجب علي أن أعود لشركة، هل يمكننا أن نؤجل حديثنا لما بعد، أنا فضولية لأعرف هذا الموضوع الذي يهمني أيضاً.]

هود - [ حسنا !]

راميل - لا رد.

هود - [ هل تسمحين لي بأن اُقلك لمنزلك بعد الحفلة ؟ يمكننا الحديث حينها.]

راميل - وقفت تُفكر قليلا، لمعت عيناها بشيء ما ثم قالت [ حسنا ].

عادت أدراجها نحو الشركة بخطوات سريعة، تسمع لما يَقول كل من بور و نوي و سيربيروس.

بور - [ إنه سيلاس، لقد امتزجت روحه مع روح صاحب الجسد، و إن لم نتدخل سيستحوذ على الجسد و الروح بأكملهما ].

نوي - [ هم هنا، سيرافقونك أينما ذهبت، عليهم فقط أن يسمعوا الكلمة تخرج من فمه و سيقومون هم بالباقي. ]

راميل - وضعت سماعاتها لكي لا يظن الآخرون أنها جُنت [ سيربيروس، سأقوم بالآمر الليلة، لن تكون هناك فرصة جيدة كاليوم].

سيربيروس - بتساؤل [ كيف ذلك ؟ ]

راميل - وضعت يدها على مقبض الباب [ احرس فقط على عدم هروبه مرة أخرى ] ثم دخلت حيث استقبلها العديد من الضيوف الذين يرغبون في الحديث معها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي