الفصل السادس ٦

[ أتريدين هذا ؟ ]

اعتدلت في وقفتها ثم تحركت ناحيته تشعر بتشجنات في مشيتها اثر جلوسها الطويل.

راميل - مدت يدها لأخده [دعني أفحصه أولا!]

سمح لها بأخده، كان فعلاً الكتاب الذي تحتاج، كتاب يتحدث عن الأرواح، الأشباح، مخلوقات لامرئية، و كل ما قد ينفعها للتعرف عليهم.

راميل - [كم ثمنه ؟]

: ليس له ثمن !

راميل - لا تزال تتفحص ماهيته [أهو مجاني ؟]

- لا، ليس مجانيا !

راميل - ابتسمت له [و كيف سأدفع لك ؟]

: بخادمك السحري !

راميل - [خادمي السحري ؟ أي خادم ؟]

: لا تتغابي، ذلك القط الذي يقف على كتفيك !

راميل - بإصرار [ هل أنت مجنون ؟ أي قط !]

لم يكن برهانه كلاما، بل كان كأسا من الأشواك، رماها ناحية راميل مباشرة، لتسقط تلك الأشواك، قبل أن تصل إلى حقلها المغناطيسي.

: ماذا الآن !

راميل - ظهر على ثغرها ابتسامة مبهمة، قالت بعد تفكير طويل [لدي خادمان، هل تقبل بالثاني ؟]

: مقبول!

راميل - [و إن رفض البقاء ؟]

: المهم أن يكون هنا !

أمسكت الكتاب بإحكام، و اقتربت من الباب، ثم رددت بعض الكلمات، ليظهر أمامها راتاتوسكر و تبتسم له ابتسامة عريضة و تقول للآخر [إنه لك ]، ثم تخرج من باب.
تشعر براحة كبيرة الآن، ليست سعيدة بما فعل جدها، و إن لم يخرج هو من تلقاء نفسه، ستدفعه لذلك !

عادت نحو سيارتها، و توجهت إلى مركز الشرطة، تُبلغ عن اختفاء ماثيو ايفيرسون، تعلم جيداً و إلى حدود الآن، أن المخلوقات التي تعامل معها جدها، لا يُمكن أن تخفيه من على وجه الأرض، و لن تتعب هي في البحث عنه، لذلك وكلت الآمر للشرطة، ففي كل الأحوال، تلك وظيفتهم !

عادت لمنزلها، سواء كان ذلك الجسد مملوكا لعمها أو صاحبه، فعليها أن تستعد لكل شيء يُحتمل وقوعه أو لا !

أخبرت أبويها بأن جدها اختفى و لا تعلم أين هو ! كما أخبرتهم عن حديثهم عن عمها سيلاس و عن الأساطير، هو دائما يتحدث عن الأساطير، لكن هذه المرة كان الأمر مختلفا.

---------- مر على حديثها مع نيجو ثلاثة أيام، راميل لم تسأل و الأخرى لم ترد، لأنها تعلم، عندما ستجد صديقتها طريقة ما، ستتصل بها و تخبرها عن ذلك.

أما هي فقد كانت تتناوب بين جامعتها و مركز الشرطة، ثم إلى دراسة حياة هود سيناستير، حياته دراسية و المهنية، لم يذكر أي شيء عن الشخصية، كذلك في مجموعات مشجعيه، لم يكن هناك أي معلومات إضافية تفيدها، لذلك كان عليها أن تبحث عن شخص مقرب إليه سواء من بعيد أو قريب !

أُرسل لها إشعار، ففتحت هاتفها لتجد دعوة إلى أحد الحفلات، تفحصت المرسل كانت تحت اسم هود سيناستير، ظهرت على ملامحها علامات الدهشة، ف عرجت نحو جهات الاتصال، تتصل ب نيجو.

راميل - [كيف حصلت عليها ؟]

نيجو - يوجد ضجيج بجانبها [رد جميل من صديق قديم، ليست هناك فرصة أخرى للوصول إليه غير هذه الحفلة !]

راميل - تقفز في مكانها من الفرحة [لا تقلقي، سبق أن أخبرتك، عائلة ايفيرسون لا تخسر !]

قُطع الاتصال بينهما، كانت الحفلة في نفس اليوم لكن بالليل، تبدأ مع الساعة التاسعة، لحسن حظها أنه لديها بعض الفساتين، لكن هل ستنفع ؟

و مع أول فستان ارتدته، ظهر أمامها سيربيروس، تبدو عليه علامات الانزعاج، لأنه لم يجد اي طريقة أخرى لأخد روح سيلاس دون أن يموت !

راميل  - وقد همس لها نوي بما يحدث، قالت بينما تحاول إغلاق سحاب فستانها [ لا تقلق، الحل لا يأتي بالتفكير، يأتي صدفة مع العمل !]

سيربيروس - يقترب منها ببطئ [أي عمل ؟]

راميل - تحاول جاهدة رفع السحاب [ ستعرفه حينما يصل وقت ذلك، المهم أن تكون مستعدا في أي وقت لأخد روح سيلاس!]

سيربيروس - اصطدم ظهرها بصدره، فأزال يديها يساعدها في ما تفعله [ هل تعلمين ما سيحدث إن تأذيت ؟]

راميل - توقفت عن الحركة و الكلام لثوان حتى ظن أنها لا تعلم، ثم نبست ببعض الكلمات [ سأذهب لقعر الجحيم !]

ثم ابتعدت عنه، تتفحص الفستان الذي أبرز منحنياتها الأنثوية، لاق عليها.

راميل - أضافت قائلة [ هل ترغب في الذهاب لحفلات البشر ؟]

سيربيروس - [لماذا سأذهب و لا أنا لا هم نستطيع رؤية بعضنا البعض!]

راميل - اقتربت منه و سحبته من يده نحو النافذة [ انظر جيدا إلى الخارج ] ثم رفعت يده و وضعتها على الوشم الذي تغير شكله و ليضيئ سامحا ل سيربيروس أن يرى الناس كبارا و صغارا يتجولون في الشارع ..

سيربيروس - يبعد يده و يعيدها، يبعدها و يعيدها، غير مصدق ما تراه عيناه [كيف ؟]

راميل - ابتعدت عنه تريد اكمال تحضيراتها [ قرأتها بأحد الكتب، و للمعلومة ...]

سيربيروس - سحبها في عناق يضع يده على عنقها و يتفحص الزقاق غير مكثرت لها هي التي تشعر و كأنه ينوي خنقها، ف بادلته العناق و أكملت كلامها [ هم لا يستطيعون رؤيتك !]

مرت ثوان تليها دقائق، دفعت راميل سيربيروس بعيدا عنها متحججة بأنه يتوجب عليها الاستعداد لحفلة ليلة !

------------ عند الساعة الثامنة و النصف، استقلت راميل سيارة أجرة نحو مكان إقامة الحفلة، إنه على شرف هود، الذي نجى من الموت.
كان المكان مليئا بالأغنياء بل كلمة أثرياء قد تناسبهم أكثر، حفلة مخملية، لها طابع كلاسيكي راقٍ جدا.
عند وصولها، مسح الحارس على دعوتها، لتظهر أمامه كل معلوماتها، و هل الدعوة حقيقة أم مزيفة، و لم يتركها تدخل حتى جعلها تشكك في نفسها.

كان سيربيروس يلازمها كظلها، يضع يديه فوق وشمها، و يتفحص الناس كأنه طفل رضيع يحفظ أوجه من حوله !

توقفا أمام أحد الطاولات، كانت تتفحص الناس بابتسامة لطيفة، تبحث بينهم عن هود، بالرغم من أنها تبدو وحيدة إلا أنها تبدو مستمتعة، تجمع المدعوون في الوسط لرقص السالسا، ظلت تناظرهم بهدوء، و تنظر بين الفينة و الأخرى ل سيربيروس، كان تبدو عليه الدهشة و السعادة.

راميل - [ أتريد الرقص ؟]

لم يجبها، لكنها سحبته إلى مكان بعيد عن أنظار الناس تصله الموسيقى، وضعت هاتفها للاحتياط و كأنها تصور، ثم طلبت منه أن يتبع خطواتها.

ظلت ترقص و تضحك،

حتى جاءها شخص على كرسي جعل مقلتيها تتسعان من الصدمة !
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي