العهد

Mary Nabil`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-02-09ضع على الرف
  • 32.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الشخصيات والجزءالاول

ملك
فتاه فى الثامنة عشر من عمرها ،كانت طوال حياتها مدلله إلى أن توفت والدتها وبدأ لها عهدا جديدا تسبب فيه اب لم تكن تعلم يوما أنه على قيد الحياه ولم تستمر حياته طويلا فأتته المنيه سريعا بعدما تقابلت معه
زين
رفيق الدرب لملك هو الوحيد الذى يفهم كيف يفتح أبوابها المغلقه دائما فى وجه الجميع ،هو بالنسبه لها الحبيب والصديق الوفي لم تتخيل حياتها يوما بدونه لربما لانها نشأت معه حيث كان ابن صديقة امها المفضله
كما أنه يدرس فى كلية الطب فى السنه الرابعه
يوسف الراضى
ملاكم شهير وفاز فى عدة بطولات على مستوى الجمهوريه والوطن العربى،ايضا هو الوريث الوحيد لعائلة الراضى هو واخته الصغرى حيث مات باقى اخواته ووالدته فى حادثة طريق سنخوض بالتفصيل فى أحداثها
هبه
اخت يوسف الصغيره تربت تربيه شرقيه إلى حد كبير،مقربه جدا ليوسف ولكن وللأسف بسبب بطولاته يسافر كثيرا في تركها مع أبيها الكهل وحدهم وبالتالى فهى تفتقد الجو الأسرى للغايه

الجزء الأول

كانت الساعه الثالثه فجرا يوم الثلاثاء الموافق الواحد وعشرون من شهر مارس عندما حملت ملك حقيبتها ووضعت هاتفها فى جيب بنطالها وفتحت باب حجرتها بهدوء وترقب لتذهب الى تلك الحجره الشرقيه فتحت بابها ودخلتها ثم أغلقت خلفها الباب من الداخل ،فتحت شباك الحجره وقررت النزول منه لقد كان البروزات التجميلية فى حائط هذا القصر تساعدها على التشبث إلى أن نزلت على الأرض ثم نظرت للباب الخلفى لحديقة القصر تحركت بهدوء إلى أن وصلت لهذا الباب وفتحته وفرت هاربه.
لم تغلق هذا الباب ورائها فلم تريد تلك الضجه التى ستصدر عن غلقه توقظ أحدا
وبمجرد خروجها جرت باقصى سرعه لديها لتخرج من هذا المجتمع الذى يحتوى على عدة قصور وصلت للطريق الذى ستنتظر فيه هذا الحبيب الذى ستهرب معه.
كانت الساعه الان الثالثه وربع و الميعاد المتفق عليه فى الثالثه ونصف ،نظرت حولها وهى خائفه تريد أن تمر تلك الدقائق سريعا ليطمئن قلبها .
تذكرت والدتها وكلماتها فى تلك الرساله التى تركتها لها قبل أن تموت عندما قالت لها(أنها كانت ستخون روحها أن بقيت مع زوجها)
وها هى الان تقرر أخطاء الماضى الذى كانت ستدفع ثمنه ،انتبهت للوقت لتجد الان الساعه الرابعه الا خمسة عشر دقيقه اى أن حبيبها تأخر على ميعادهم أخرجت هاتفها من جيب بنطالها واتصلت به لتجد هاتفه مغلق !
شعرت بالتوتر حاولت الاتصال به أكثر من عشرون مره ولكن كان الرد واحد فهاتفه مغلق،بلعت غصه فى حلقها عندما انتبهت لحالها الان هل سيخون حبيبها عهده معها !
ماذا تفعل الان ،ماذا لو اكتشف زوجها أنها هربت من المؤكد سيصل إليها الان ،ولكن ماذا اذا عادت لقصر ابيها سيكون غضبه أقل فهى تركت بيته لتذهب لابيها وليس للهروب ،لتنفض تلك الأفكار من عقلها من المؤكد أن حبيبها لن يخونها ابدا من المؤكد أنه سيأتى لها الان امسكت هاتفها وحاولت الاتصال به مجددا ولكن كان هاتفه مازال مغلق
بدأت دموعها بالنزول ماذا اذا حاولت أن تعود لقصر زوجها كما غادرت لا احد سيكتشف محاولة هروبها ولكن ماذا اذا جاء حبيبها الآن ولم يجدها ،يالله أنها حقا ستموت من الخوف والقلق .
خلعت حقيبتها ووضعتها أرضا وجلست عليها كانت ممسكه بهاتفها وتنظر له عندما سمعت صوت احتكاك شديد لعجلات إحدى السيارات التى تقف أمامها لتنظر على أمل أن تكون سيارة حبيبها .
توقف حولها الزمان ومن المؤكد أن قلبها أيضا توقف عن العمل عندما وجدت أن تلك السياره التى تقف أمامها ليست إلا سيارة زوجها وهذا الذى ينزل من تلك السياره من المؤكد أنه زوجها .
بلعت غصه فى حلقها من هيئته المرعبه كان الغضب البادى على وجهه كفيل بجعلها تموت رعباً لتكمل مابدأت وتترك حقيبتها أرضا وتجرى بأقصى سرعه لديها بعيدا عنه ولكنها تسمع صوت خطواته خلفها تعلو صوت أنفاسها كانت تحاول أن تهرب بحياتها لتقرر فجأه أن تعبر الطريق وبدلا من أن تنظر للطريق
نظرت لوجه زوجها الذى يجرى ورائها التى تحولت نظراته من الغضب للخوف وتحذير من أن تعبر الطريق ثم تنظر يسارها لتجد حافله كبيره تقترب منها باقصى سرعه وقبل أن تصطدم بها وجدت تلك اليد القويه تسحبها بعيدا عنها لتصتطدم بعضلات صدره المفتوله ياليته تركها لتصتطدم بتلك الحافله فمن المؤكد أنها ستكون أكثر رحمه منه الان .
وجدت هذا الوريد الذى ينتفض فى عنقه وعيناه التى تحولت نظراتها لخوف بدلا من الغضب هم أقرب شئ لوجهها الان لتبتعد وتحاول أن تفك يدها من بين أصابعه
ملك.سيبنى ابعد عنى انا عايزه ارجع من مكان ماجيت
لم يرد عليها ولم يتفوه بكلمه وانما سحبها خلفه كشاه فى طريقه للذبح كانت خطواتها متعثره وصوت أنفاسها يفوق صوت احتكاك عجل السيارات التى تسير بسرعه عاليه على هذا الطريق ،وصل بها للسياره ليفتح بابها ويلقيها بعنف داخل السياره .
لتنظر له وهو يلف ليركب بجانبها وتلعن هذا اليوم الذى ركبت فيه ذلك القطار لتأتى لهذه البلد الملعونه ياليتها نست أمر تلك الرساله التى تركتها لها امها ....

رجوع بالزمن (يوم الاحد الموافق السابع والعشرون من فبراير)
دلفت ملك إلى القطار المتوجه لسوهاج حيث كانت ترتدى ملابس لا تليق ابدا بكونها ستستقل القطار ،لربما اعتادت أن ترتدى مثل تلك الملابس عندما كانت تركب فى سيارتها الفارهه حيث يقودها أحد السائقين الذين يعملون لدى والدتها .
دخلت إلى القطار وجلست بجانب النافذه لتنظر إلى زين الذى كان يقف فى انتظار مغادرة القطار بعدما أوصلها ،كانت ابتسامته الرائعه وهو يلوح لها اخر ما رأت قبل أن يتحرك بها القطار .
كانت تشعر بالقلق حيال أنها تسافر بدونه لربما لاول مره لا يكون معها فى اى مكان تسافر له فلقد كانت والدتها تثق به لدرجه كبيره وهو حقا جدير بهذه الثقه من وجهة نظرهم ،ولكنه لم يحبذ أن يسافر معها لربما لانها ستذهب لعائلة والدها وللمره الاول ولكنها من المؤكد أنها ستكون على اتصال به دائما.
كان يلوح لها ويشعر أن روحه تغادر مع هذا القطار بعيدا عنه،ولكنه كان مبتسم لها ثم تلاشت تلك الابتسامه تدريجيا إلى أن غادر القطار ولم يبقى على مرمى البصر فحل بدلا من تلك الابتسامه الوجوم على وجهه.
كانت تنظر للطريق وهى تشعر بالقليل من السعاده لمجرد أنها فى قطار لقد كانت دائما تطلب من والدتها أن تركب مع اصدقائها أثناء سفرهم الحافله أو القطار ولكنها كانت ترفض دائما لربما لاقتناعها بأنه طالما هناك وسيله مريحه فلما تركب مع العامه حتى وإن كان هؤلاء العامه هم اصدقائها لقد كانت لها اراء غريبه وتعتقد أن وسائل النقل مثل القطار والحافله ماهى الا للعامه او الفقراء .
تنهدت اخيرا فعلى الرغم من تحكمات والدتها إلا أنها كانت خير ام وصديقه ،ياليتها تعود وتعود بتحكماتها .
تذكرت يوم عيد ميلادها الثامن عشر حيث كانت امها متعبه للغايه وبعد انتهاء الحفل الذى اثرت والدتها أن تقيمه وتدعى صديقاتها أعطت لها ظرف كبير وقالت لها بتعب أن تقراء ما به عند موتها ولقد رفضت ملك فكرة موت امها رغم أنه لا محال منه فهى كانت مريضه وحقا فى تعداد الموتى .
نزلت دمعه من عيون ملك لتلك الذكرى وأخرجت هذا الظرف من حقيبتها
لتنظر له وتتذكر ما قراءت بعد موت والدتها بعدة أيام فلقد قراءته أكثر من عشرون مره لا تعلم هل لأن تلك الكلمات موجه لها من امها ام لانها لا تصدق ماتقرأ
كانت صدمه لها أن تعرف كل تلك الحقائق المكتوبه فى هذة الرساله من امها فلقد كان محتواها
(حبيبتى اعلم انك قد تظنين بى السوء ولربما تغضبى منى بعد انتهائك من قراءة هذه الرساله ولكى كامل الحق فى غضبك ،لذا طلبت منك تأجيل قرائتها بعد أن اقابل وجه الكريم لاننى لم يكن لى القدره على مواجهتك بعد معرفتك للحقيقه ،
حبيبتى ثقى أننى احبك واننى لم أخطأ سوا فى هروبى من ابيكى منذ سبعة عشر عام فبمجرد ولادتك هربت منه ولم اخبرك يوما عنه خوفا من أن تبتعدى عنى أو تطالبينى برؤيته لقد أخبرتك أنه فى تعداد الموتى لاجعلك لا تسألينى عنه،
لقد كنت انانيه للغايه ومازلت انانيه حتى تخرج منى اخر انفاسي ،فانا انانيه فى حبى لكى.
لقد كان ابيكى له عدة أعمال غير مشروعه وانا لا أحبه لقد تزوجته إجبارا من والدى لا أنكر أنه كان رحيم معى للغايه فى بادئ الامر ولم يؤذينى يوما ولكنى لم استطع أبدا أن اعطيه قلبى، عانيت كثيراً لاننى لم احمل له أى مشاعر كنت اكره قربه منى وأكره نفسي بعد كل مره يقترب منى فقررت أن اهرب بحياتى بعيدا عنه حاولت كثيرا ولكننى كنت دائما أفشل فى الهروب منه وكل مره يستطيع أن يعيدنى له يعاقبنى بأن يجعلنى ابتعد عن اهلى واصدقائي إلى أن ماتت امى ولم اراها لا أنكر أننى السبب فى جعله قاسي معى ولكننى لم اسامحه يوما واستطعت اخيرا الهروب منه والهروب بك لأبدء حياه جديده بعد ان سافرت للعمل خارج البلاد وعدت معكى إلى مصر بعد سنوات كثيره كان من المؤكد أنه نسي أمرنا
لقد قررت اخيرا أن أبلغه بأنكى على قيد الحياه ليتولى هو رعايتك بعد موتى لقد فكرت كثيرا قبل أن اخطوا تلك الخطوه ولكن كان لا مفر من أن أكفر عن ذنب حرمانكم من بعضكم ،لا تجعليه يقنعك باننى خائنه أننى لم اخونه يوما ولكنى كنت سأخون روحى أن بقيت معه ،ولا تقلقى فابيكى ثرى للغايه لا يقل عن حالنا ولربما لديه أموال أكثر من تلك التى كانت لدينا يوما ولا اكذب عليكى لربما هذا هو السبب الأساسى فى أن اجعلك تظهرين الان فانتى لك كامل الحق فى أمواله ويجب أن ترثيها
اخيرا اريد ان اقول لكى انى احبك وأتمنى أن تظل محبتى فى قلبك كما هى )
تنهدت اخيرا واعادت الظرف عندما دخل أحدهم كابينه القطار لتنظر له وهو يجلس بجانبها بعد أن رمقها بنظره جانبيه
ماهذا انها تعرفه جيدا أنه ملاكم مشهور على ماتعتقد لا تتذكر اسمه ولكنها تعرف شكله جيدا يبدو عليه الثراء من ملابسه وهذا الهاتف الذى يمسكه بين أصابعه القويه ابتسمت ابتسامه ساخره وتسألت فى عقلها اين انتى يا امى لترى بعينك أن القطار ليس فقط للفقراء
أنهت تحليلها للموقف وقررت أن تغمض عيناها عندما تذكرت نصيحة زين بان تنام حتى لا تشعر بالملل فأغمضت عيناها وتذكرته بابتسامته التى تخطف قلبها دائما أنها تحبه لا بل تعشقه يا ليته وافق أن يذهب معها
فتحت أعينها عندما سمعت صوت محصل التذاكر يمر ويمنع أحد الرجال من دخول كابينة القطار التى يجلسون بها
المحصل.معلش يافندم الكابينه دى محجوزه باسم يوسف الراضى
لينظر هذا الرجل لهذا الشخص القابع بجانبها ثم اليها ويمر بهدوء للكابينه التاليه، فتحت حقيبة يدها ونظرت فى رقم التذكره لتتاكد من أنها تجلس فى المكان الصحيح ولكنها تفاجئت بحركه هذا المدعو يوسف ليحرك حقيبتها من الكرسي المقابل لها ويجلس أمامها ثم ينظر فى أعينها ويقول
يوسف. انتى تذكرتك مظبوطه ياملك
لتنظر لتلك العيون الخضراء التى تنظر لها وتتسال من اين يعرف اسمها



تتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي