الجزءالخامس

فهمت من نظرته أنه كشف محاولة هروبها،ليجلس بعد أن أغلق الباب على الأريكة وينظر لها بعينيه ذات اللون الرمادي
يوسف .هتفضلى واقفه كتير
جلست ملك يترقب
يوسف.بصى ياملك اتعودى قبل اى تصرف تفكرى ،يعنى مثلا مش معنى أن مفيش حراس قدام الشباك أن مفيش حراس على بوابة القصر وان بوابه المدينه ملهاش حراس و بمكالمه من جدك هيمنعوا خروجك .
ثم قام ووقف واقترب منها لترفع راسها لتنظر له وهو يتكلم بسخريه
يوسف.وبعدين مش معنى انى عرفت انزل من الشباك انك تعرفى زى انتى اكيدا لو  حاولتى تنزلى زى هتقعى وهتتكسرى وساعتها جدى هيفهم  وهيعاقبك ومحدش هيرحمك
ملك.لا مش من حق جدك ولا اى حد أنه يعاقبنى
ابتسم بسخرية لاذعه
يوسف .معاكى حق بس انا بقولك اللى هيحصل
بدأ الخوف يتغلغل لقلبها مجددا فلقد أعطت لنفسها امل أنه سيساعدها ولكنه ومن الواضح أنه سيخذلها لتتسال ببراءه وتلقائية
ملك.انت ليه بتتكلم زيه انا كنت فاكراك مختلف عنه
ليتكلم هو الآخر بوضوح وطريقه أقل حده
يوسف.بصى ياملك انا هريحك عايزه تهربى ،انا اللى بقولك اهربى بس قبل ما تبقى مراتى(ثم أصبح صوته محذر ومخيف  ) لان لو اتجوزنا وصدقينى انا مش عايز دا مش هسمح انى اعيش زى ما عمى سالم كان عايش فاهمه
ملك......
ليرى فى عينيها الخوف وفقدان الأمل 
يوسف.بصى ياملك انا حاسس بيكى وفاهم ومقدر كل اللى انتى فيه بس انا مش بحب الغلط ياملك علشان كدا بقولك عايزه تهربى اهربى بس دلوقتى ،لان بعد جوازنا  مش هيكون فى فرصه ولو حصل ولاقيتى فرصه للهروب وهربتى دا لو عرفتى يعنى فانا بقولك انى ساعتها هجيبك وهقتلك لانى انا مش سالم الحديدى انا يوسف الراضى ياملك فهمانى؟
كان يتكلم وهو يشعر أنه من المؤكد أنه سيعانى كما حدث مع عمه فبمجرد رؤيته لها وهى تحاول الهرب ترأى له مستقبله معها ولكن حقا لن يكون سالم الحديدى .
ولكن انقباضها الذى أظهرته من كلماته جعله يتعاطف معها أراد من أعماقه أن يكتمل زواجهم ولكن بدون أن تكون مجبره ولكن من الواضح أنها متمسكه بموقفها لذا فقرر أن يساعدها ولربما فى حقيقة الأمر أراد أن يساعد نفسه لأنه بات متأكدا أنها ستكون سبب فى الم قلبه
ليهز رأسه بالنفي وكأنه معترض على مايحدث وما سيفعله ولكنه  أصبح مجبر الان
يوسف.بصى ياملك انا مش بقولك الكلام دا علشان اخوفك منى أنا بقولك الكلام دا لانى انا اللى فعلا خايف انى اعانى زى ما عمى عاش حياته كلها بيعانى من هروب خالتى فهمانى ،ولانى خايف عليكى منى لو فكرتى فى أنك تهربى أو تختفى زى ما عملت خالتى امل بعد ما تكونى على أسمى ،مش هقبلها على نفسي ،فعلشان كدا انا هحاول اساعدك دلوقتى
نظرت له باهتمام وتسألت
ملك .هتساعدنى ازاى
يوسف.سيبينى افكر وهقولك تمام
هزت راسها بالموافقه فعلى الرغم من كلامه الذى به تهديد إلا أنها تثق به
ثم عاد  ليجلس وأكمل كلامه
يوسف .هبه لما عرفت انك موجوده أصرت أنها تشوفك وهى معايا بره تحبى تقابليها ولا ناويه تكملى محاولة هروبك اللى اكيدا هتفشل
لا تعلم لما شعرت بانقباض رهيب فى قلبها هل حقا لا مفر من الزواج به ،لقد هددها أن حاولت الهروب
يوسف.ردى عليا ادخلها ولا لا
ملك.دخلها طبعا
كان ردها هادئ للغايه ولكنه عندما هم أن يغادر تكلمت بصوت متردد
ملك.يوسف
نظر لها ثم لف ليقف ويستمع لها
قامت من جلستها ودون أن تنظر له
ملك.انا صحيح مش عايزه اتجوزك لكن لو حصل واتجوزتك اكيدا مش هغلط غلطة امى
ابتسم ابتسامه باهته وقال
يوسف. اتمنى أنى اعرف اساعدك
لتنظر له بأمل
ملك.ارجوك حاول تساعدني
هز رأسه بالموافقه وخرج ليسمح لهبه بالدخول
دخلت هبه بملابسها السوداء ووجهها الطفولى التى أحبته ملك لتسلم ملك عليها بعد مغادرة يوسف
هبه.انتى اللى جيتى قعدتى جنبى فى العزاء
ملك.بصراحه مكنتش عارفه اقولك ايه او اعرفك بنفسي ازاى بس حسيت انى نفسي اتكلم معاكى
شعرت هبه بالراحه لملك وبالمثل ملك أيضا،ليتكلموا كثيرا ولم تشعر كلتاهما بالوقت
حكت ملك لعبه أنها لاتريد الزواج بيوسف ليش لأنها معارضه على شخصه وانما لها أسبابها .
لقد كانت هبه من وجهة نظر ملك رائعه فلقد تفهمت مشاعرها لأقصى الحدود وقالت
هبه . تكونى مرات يوسف أو لا انا وانتى لازم تبقى اصدقاء
لقد رحبت ملك بالفكره جدا فلقد كانت والدتها تتحكم فى صديقاتها أيضا لم ترتاح لأحد مثل هبه التى تكلمت معها لمده لا تقل عن ساعتين
ملك.ياريت بجد انا نفسي يبقى لى أصحاب زيك
نظرت لها هبه هل يوجد مثلها فتيات بدون صديقات هل ملك تعانى من الوحده مثلها

فى حقيقه الامر  على الرغم من أنه كان لديها العديد من الزميلات وجميعهن يودون التقرب لها إلا انها لن تعترف بصداقه حقيقيه لربما كانت تشعر أن تقربهم لها ليس إلا المصلحه الوحيد الذى كانت تشعر معه بالراحه وأنه صديق حقيقى هو زين فإنه ليس فقط حبيب وانما خير صديق وسند لها
طرق يوسف الباب ودخل لتنظر له ملك نظره لم يفهمها فلقد كانت تراه رغم كل ما قال إنه منقذا له وأنه هو من يعيدها لحبيبها، لينظر لها فى صمت ويتسأل هل تلك النظره بها استغاثه ،وبقدر رغبته لإنقاذها مما هى فيه بقدر توعده لها أن فشلت محاولته فى تهريبها وتم تزويجهم إجبارا وحاولت أن تهرب منه أو تعيد الماضى اللعين فمكن المؤكد أن لا احد سيغيثها منه وقتها ،ثم تنهد ليشعر أنها حقا مظلومه لقد فرضت عليها حياه من الواضح أنها لن تريدها يوما .
لاحظت هبه تلك النظرات التى لم تفهم معناها ولكن كان شعورها يؤكد لها أن تلك الزيجه ستكمل ،تكلم اخيرا
يوسف.يلا ياهبه علشان انا عندى تمرين و عايز اوصلك
هبه.تمام
ثم نظرت لملك
هبه .هاجى لك وبكره تانى
ملك.هستناكى
خرجت هبه أمام يوسف ليخرج ورائها ثم يفتح الباب ويقول لها بصوت منخفض
يوسف .هاجى لك بليل نتفق
هزت راسها بأمل.
مر النهار ليسدل الليل ستائره لتجد يوسف يقفذ من النافذه كالمره السابقه

لتقف بمجرد دخوله ليمد يده لها بحقيبة الطعام لاتعلم لما تشعر بالخجل منه ولكنها لم تفتح الحقيبه كالمره السابقه وتاكل
ملك .شكرا يايوسف
يوسف.طلعى كلى اكيدا انتى جعلته.
لم تستجيب له ولكنها قالت
ملك .ممكن تقولى هنعمل ايه
ابتسم ابتسامه يشوبها الحزن وقال
يوسف.قولى لى لو مشيت من هنا هتروحى فين وهتعملى ايه لوحدك من غير عيله ولا سند
لا تعلم كيف تقول له أنها من المؤكد ستتزوج زين ويكون هو السند لها ولكنها قالت
ملك.انا عندى شقة ماما
يوسف.ملك لو احتاجتينى فى اى وقت كلمينى فهمانى
لقد رأت فيه خير سند أنه حقا رائع لو لم يكن هناك زين من المؤكد أنها كانت ستكون معه
ملك.اكيدا يايوسف هكلمك لو احتاجتلك
يوسف.انتى تعرفى اى حد ممكن يجى لك من القاهره ياخدك من على الطريق السريع
ملك.اه اعرف
يوسف .طيب خدى موبايلى أتصلى باكتر حد بتثقى فيه وأنا هخرجك من هنا بكره وهطلعك على الطريق لولا انى مش عايز يتشك فى امرى كنت وصلتك بنفسي
ملك.لا تمام اوى وبجد شكرا
أخذت الهاتف واتصلت بزين فهى تحفظ أرقام هاتفه
ليرد زين
ملك.الو
زين .ملك ...
لقد شعر أن روحه عادت له ليتسأل بلهفه
زين.ملك طمنينى عليكى انتى كويسه
ملك .كويسه يازين
ليتكلم بغضب
زين.طالما انتى كويسه مش بتتصلى بيا ليه موبايلك مقفول ليه مش بترد على رسايلى انا كنت هموت من القلق
نظرت ملك ليوسف الذى كان ينظر لها بعيون غير مقروءه ،لتبتعد قليلا
ملك.هفهمك كل حاجه بس محتاجلك بكره تيجى تاخدنى من الطريق السريع اللى فى سوهاج
شعر زين بالقلق وفهم أن هناك الكثير لا يعرفه
زين.حاضر بس ارجوكى طمنينى
ملك.مش هعرف اتكلم دلوقتى تعالى بكره استنى لحظه
ثم نظرت ليوسف لتسأل
ملك.الساعه كم.
يوسف .سبعه
ملك .زين الساعه سبعه يازين
وقبل أن تكمل كلامها سمع كل من يوسف وملك صوت بالخارج ليشاور يوسف لملك ويتجه ناحيه الباب ليفتح سريعا. لكنه لم يجد احد
ملك.باى يا زين دلوقتى اوعى تتأخر بكره
رد بقلق
زين.حاضر ياملك سلام
اغلق يوسف الباب ليعود إليها ويأخذ هاتفه
يوسف .مين زين دا ياملك
ردت ببساطه
ملك.زين دا ابن صاحبة ماما ومتربى معايا من وانا صغيره وهو اكتر انسان بثق فيه
يوسف.تمام ياملك يلا انا هامشي دلوقتى وهكون هنا بكره الساعه سبعه
مر اليوم سريعا لياتى اليوم التالى ويستعد الجميع فزين لم يذهب لمحضاراته ليستعد لسفره ويوسف احضر منوم من الصيدلية وذهب لتدريبهم كما يفعل كل يوم وفى الساعه السادسه ذهب لجده  ،حيث جلس مع جده.
يوسف.هقوم اعمل اى واحدة لك ياجدى
الجد.متتعبش نفسك تنده على فتحى يعمل الشاى
يوسف.ليه ياجدى انا كول انى اخدمك بنفسي
ابتسم الجد.وقال له
الجد.طيب يايوسف روح اعمل لى الشاى
وبالفعل دخل يوسف واعد الشاى ووضع به المنوم
وخرج لجده ليشربه جده وبمجرد انتهائه من الشاى نام الجد كما خطط يوسف
اقترب منه يوسف وهزه برفق
يوسف .جدى ....جدى انت نمت
ليبتسم يوسف بمكر ثم تكلم بصوته الجهورى
يوسف .ياادهم ياادهم 
لياتى ادهم سريعا ويجد الجد مائل الرأس ومغمض العين ايظن انه توفى فيحدث توتر فى أجواء القصر ويتحرك الخدم والحرس ليروا الجد.
أما يوسف فدخل لحجرة ملك سريعا وقال لها
يوسف .يلا ياملك
أخرج من حقيبة ظهره  حبل وربطه حول خصرها بأحكام،كانت تشعر بالخجل لأقصى الحدود لربما لانه يلف هذا الحبل  حول خصرها ولمسها أكثر من مره
انتهى من ربك الحبل جيدا لتحركوا معا للنافذة
يوسف .انزلى وانا  هسيب الحبل بالتدريج علشان متقعيش
رأى الخوف فى عيناها
يوسف.ثقى فيا
وبالفعل استجابت له لينزلها بالتدريج بهذا الحبل ثم ينزل خلفها قفذا
لقد كانت فى حقيقة الأمر منبهره بموقفه ولربما رشاقته وقوته فلقد كان يحملها من خلال الحب وانزلها بسهوله ،ثم قفذ ورائها بخفه و رشاقه!
وصلوا إلى بوابه المدينه التى يقف عليها العديد من الحراس ليحاول منعه الحارس
الحارس.حضرتك واخد الانسه فين
شعرت ملك الخوف هل سيمنعهم هؤلاء الحرس
يوسف.انت مالك انت هتحقق معايا
الحارس .لا يايوسف بيه بس الحكيم مانع خروج الانسه
يوسف .ايه الهبل اللى انت بتقوله دا،دى خارجه معايا.
الامان الذى شعرت به من رد يوسف لم يقدم طويلا فبمجرد انتهاء الحارس من رده وجدت يوسف يقع أرضا امامها
الحارس. انا عندى أوامر من الحكيم أن ممنوع خروجها
وقبل أن يرد يوسف ياتى أحدهم من خلفه ويضربه بصاعق كهربائى ليقع أرضا أمام ملك
لتصرخ ملك مع وقوعه وصوت الصاعق الكهربائى الذى قتل هدوء الليل الذى أسدل ستائره
لتجد حارسين بأجسام عضليه واشكال مخيفه أحدهم يمسك ملك من كتفها ويسحبها ورائه والآخر يحاول تحريك يوسف مع حارس البوابه ليدخلوه فى كابينة الحراسه إلى أن يفوق.
تتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي