الجزء الثالث

نظر لها سالم بحزن ،لا يريد أن يعيد الماضى نفسه فهو يعلم سبب هروب امها أنها لم تكت لتحبه يوما لا يريد أن تقع ملك فى نفس الفخ وتتزوج بيوسف وهى لا تكن له أية مشاعر لربما وقتها يتكرر الماضى ولا احد يعلم ما سيكون رد فعل يوسف وقتها فهو من المؤكد أنه غيره ومن المؤكد أيضا أنه لن يحبها مثلما هو احب والدتها .
ملك.انت ساكت ليه انا هقول لجدى لا
سالم.بصى يابنتى الحل الوحيد أن يوسف يقول معاكى لجده لا فهمانى .
ملك.خلاص انا هكلم يوسف واقوله انى مش عايزه اتجوزه
سالم.اصبرى ياملك فكرى قبل ماتتكلمى
ملك.انت ليه متقولش لجدى لا
سالم .لان كان فى عهد بينى وبين اخويا بكدا
ملك.ايه الكلام الغريب دا ،شكلكم من بره يقول انكم متحضرين اوى لكن للاسف تفكيركم قديم اوى
نظر لها سالم بعين مكسوره فهى معها حق ولكن ما باليد حيله فهو يعلم ابيه جيدا وكيف هذا العجوز الكهل يستطيع أن يفتك بها أن عصت كلامه
سالم.اصبرى ياملك واسمعى كلامى.
ملك.لا مش هصبر ويارتنى ماكنت جيت هنا اصلا
وتركته وحده وصعدت لغرفتها كيف يمكن أن تكون لرجل غير زين حبيبها ،شعرت بالألم يعتصر قلبها عندما تذكرت ابتسامته وهو يلوح لها قبل أن تتحرك بهذا القطار وتاتى لهذه البلده لا لن تستسلم ستذهب غدا لبيت عمها وتقابل هذا المدعو يوسف وتحذره من فكره التفكير فقط فى الزواج بها .
كان الليل طويل جدا أرادت من اعماقها أن تهاتف زين ولكن لا تعلم ما تقوله له هل تقول له أنهم يريدون أن يزوجوها برجل لم تعرفه يوما رجل غيره لا لن تقبل تلك الفكره حتى فلن يكون هناك بدلا ابدا لزين لا فى حياتها ولا فى قلبها فهو حبيبها وصديقها منذ الصغر هو كل شئ لها بعد وفاة والدتها ،لتتذكر ابيها و تلعن أنه سلبى فلقد كان ذو شخصية سلبيه مع امها والان مع جدها ولم ولن يدافع عنها أما إذا كان زين هنا الآن لكن منع هؤلاء الغرباء الذين ظهروا فجأة على أنهم عائله لها عن ما ينون فعله بها.
ولكنها لن تكون سلبيه ولن تسمح لأحد بأن يفسد حياتها لذا ستذهب فى الصباح لهذا المدعو يوسف .
مر الليل بطوله واخيرا اشرقت الشمس لتخرج تقف فى بلكونتها لقد كانت بلكونتها ترى قصر عمها فرأت هبه تقف فى بلكونة حجرتها من المؤكد أنها لم تتعرف عليها أمس لربما تكون صديقه لطيفه ،من الواضح أنها وحيده فى هذا القصر الكبير .
مر حوالى ثلاثة ساعات تفكر كيف تقول له أنها لا تريده زوجا وأنه لابد من اتفاق مع هذا الجد السليط.
ارتدت ملابسها ونزلت لم تجد ابيها فى بهو القصر فخرجت لتصل لقصر عنها وتسأل عن يوسف الحارس ليخبرها أنه ذهب لنادى سوهاج الرياضى
وبالفعل استقلت سياره بسواق من قصر ابيها وذهبت لهذا النادى لتدخل وتسأل عنه ليخبرها أحدهم عن مكان وجوده لقد كانت قاعه للتدريب على ما يبدو.
لقد كانت تسمع صوت تدريباته على مايسمى بعمود البوكس شعرت بانقباض فى قلبها فهى تكره العاب العنف اقتربت بهدوء ، كان شكله مخيف لها لا تعلم لما شعرت أنها لا تتذكر ما أتت لتقوله لقد كان مظهره كفيل بجعلها تنسي كل شئ من الخوف والتوتر قررت أن تغادر مره اخرى فى هدوء قبل أن يراها،لتلف وتعود إدراجها من حيث أتت وقبل أن تفتح باب القاعه لتغادر سمعت صوته يشوبه التعجب
يوسف.ملك!
بعد مغادرة الجميع من عزاء أبيه فى اليوم السابق كان يشعر بأنه مشتت وحزين ودون قلب مكسور على موت أبيه ولكن كلما تذكر هذه الصغيره التى طالما تمنى عودتها هى وتؤام أمه تجد الابتسامه طريقها لفمه ،هل ستصبح زوجته حقا لا يعلم لما يشعر أن قلبه سيعانى معها لربما لم يحبها بعد ولكنه متأكد أنه أن رآها مره واحده اخرى فلربما سيكون قلبه اسير لها أو لتلك العيون التى تشبه عيون والدتها ووالدته شعرها بلونه شفاها الكرزيه كل تفاصيلها كما أن شخصيتها القويه أيضا تجذبه ولكنه متأكد انها ستكون متعبه جدا فى التعامل معها ولكنه لربما يستطيع أن يكسب قلبها ،لا يعلم ما سيكون رد فعلها أن عرفت برغبه جدهم بتزويجهم فمن الواضح أنه ذات شخصيه مستقله ولكن لما لا يكسب قلبها .
فتح درج صغير فى مكتبه ليخرج تلك السلسله التى اتهمته بسرقتها وتذكر عندما عاد لكابينة القطار ليتأكد أنها غادرت فوجد السلسله واقعه على الأرض فأخذها وقرر أن يعيدها لها فيما بعد ابتسم عندما تذكر جلستها بتعالى فى القطار ياليت أبيه عاش ليراها فلقد تمنى الجميع عودتها ولربما هو من أكثر من أراد عودت تلك الصغيره الرائعه التى كان يكبرها بسته اعوام يوم هروب امها بها ..
نام بقلبه الحزين على والده وعقله القلق حيال أمر زواجه بملك فهو متأكد انها ستعترض أو سيكون رد فعلها غير متوقع ،قام فى صباح اليوم التالى يريد أن يفرغ طاقته السلبية فقرر الذهاب ليتدرب قليلا ثم يعود ليكون فى منزله لانه من المؤكد أنه سيأتى الكثير ليقوم بواجب العزاء
ذهب لنادى سوهاج الرياضى وارتدى ملابسه الرياضيه وبدء تدريبه لقد كان يتدرب بعنف يحاول أن يفرغ كل الطاقه السلبيه التى به عندما استنشق عطر انثوى رائع قد استنشقه أمس وهو فى القطار مع هذه الصغيره التى اتهمته بسرقتها ليتوقف عن التدريب وينظر حوله ليجدها حقا موجوده ولكنها تغادر المكان ليتسأل لما أتت ولما تغادر أيضا دون أن توجه كلام له
يوسف .ملك
لفت ملك له بحظر وقالت وهى تحاول أن ترسم ابتسامه على وجهها فمن المؤكد أن شخص مثله لا يليق ابدا ان تكلمه كما كانت تنوى فلربما يعلقها مكان هذا العمود الذى يتدرب عليه
بلعت غصه فى حلقها وحاولت أن تخرج كلماتها دون توتر ظاهر
ملك.ازيك يايوسف
لف يوسف لها بكامل جسده الممشوق العضلى وتوجه لها وهو يرفع إحدى حاجبيه
لا تعلم لما شعرت بالقلق من توجهه لها لتعود للخلف بتلقائية ،فيلاحظ حركتها التى تنم عن خوفها من مظهره
ليقف مكانه ويضع يديه فى جيب زيه الرياضى
يوسف.ازيك ياملك انتى جيتى هنا ازاى
ملك.سالت عندك فى القصر والسواق وصلنى .
من المؤكد أنها عرفت بخبر زواجهم ليبتسم ابتسامه ماكره ويعود ليجلس على إحدى الكراسي فى قاعه التدريب ويشاور لها لتجلس بجانبه
كانت تنظر له بقلق فمظهره حقا يجعلها تتوتر
وخصوصا أنه كان يربط هذا الشريط حول يديه.
نظر لها وكأنه يقول لها أنه يسمعها



بلعت غصه فى حلقها وجلست بهدوء على الكرسي المجاور له
ملك.يوسف
كان ينظر لها لتكمل كلامها ولكنها تشعر أنها فقدت الكلام فى حضرته،تشعر أنها تخاف من مظهره جدا
يوسف . انا سامعك على فكره
تكلمت دون أن تنظر له
ملك .يوسف انا ....بابا قالى على قرار جدى أننا نتجوز
ليعود للخلف وينظر ليده التى لف حولها هذا الشريط ويتسأل دون أن ينظر لها
يوسف.ورايك ايه فى قراره
تشجعت اخيرا لتكمل كلامها
ملك.لا طبعا مينفعش نتجوز و..
لينظر لها نظره اسكتت باقى الكلمات فى لسانها
يوسف.ليه مينفعش
ملك.لاننا ببساطه منعرفش بعض ...انا اول مره اشوفك كان امبارح ازاى يعنى اتجوزك ...
كانت تشعر من نظرته أنه لربما يريد الزواج بها وأنه معترض على رأيها هى
يوسف.وايه المطلوب منى ياملك
ملك .كلم جدى وقوله انك رافض جوازنا
ليلف لها وهو مازال جالس على كرسيه ويتكلم بمكر
يوسف.بس أنا مش رافض بالعكس
لتتكلم بجديه وغضب
ملك.بس انا رافضه
يوسف.طيب قولى لجدك بنفسك
وقام من مكانه ليكمل تدريبه
لتتحرك خلفه
ملك.ماانا هقوله بس عيزاك تقول انت كمان انك مش عايزانى
لف و نظر لها نظره لم تستطيع تفسيرها
يوسف.وانتى متخيله ان جدك هيسمع لكلامك ولا كلامى ولا حتى كلام سالم الحديدى نفسه
بلعت غصه فى حلقها
ملك.ممكن نحاول
شعر بانقباض فى قلبه فلما ترفض الزواج به ولكنه يأبى أن يغصبها عليه فهو لديه من الكرامه ما تجعله يرفض أيضا الزواج بها أن كانت لا تريده
يوسف.حاضر ياملك اطلعى استنى بره وانا هغير لبسي ونروح لجدك
تتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي