التاسع عشر الأخير

اقترب منها وعينيه لا تنذر بالخير
يوسف. كنتى عنده بتعملى ايه يا ملك
ملك.كنت بقوله انى
قطع كلامها بحده
يوسف.خليكى فاكره الكلمتين اللى هقولهم لك دلوقتى  حتى لو مكنتش انا اختيارك مش هسمح انك تكونى مع الواد دا على جثتى ياملك
وهم أن يغادر ولكنه لف ليقول لها
يوسف .المباراه بعد اسبوع من انهارده فى نادى الجزيره عايز ردك فى نفس اليوم
لم يعطيها فرصه للكلام ولا الدفاع عن نفسها لتلقى بنفسها على تلك الأريكه ،لما تركها وغادر أليست زوجته
غادر يوسف وهو يشعر أنه يترك روحه ورائه ولكن كان قراره مع نفسه قبلا واضحا أن يتركها وحدها حتى تستطيع أن تكرر ما تريد أن اختارت أن تكون معه فليكن ،وان اختارت أن تتركه فليكن لها أيضا.
أما عند زين فكان متأكدا من أنه خسرها حقا للابد كم كان احمق بحق .
مر الأسبوع سريعا لقد عملت ملك فى هذا الأسبوع على أوراق نقلها من الجامعه لجامعة سوهاج لتبقى معه مع بدايه العام الجديد
جاء اليوم المنتظر بالنسبه ليوسف  ليذهب للمباره
لم يكن قلق بشأن المباراه بقدر قلقه من قرار ملك.
دخل للمباراه وسط الجموع الغفيره
كان ينظر بعينيه بينهم ليبحث عن ملك التى لم تأتى بعد ،ليهز رأسه بيأس وتنتبه عيناه لهذا الخصم الذى تمتلئ عيناه تحدى

دقت طبلة البدايه ليقترب الخصمان ويشاور الحكم لبدايه المباراه ، بدء يوسف بتسديد اللكمات التى يتصداها الخصم ببراعه ليهز يوسف رأسه بتحدى ويلكمه لكمه مفاجأه ليرجع الخصم للخلف خطوتان وينظر له بتحدى صارخ ليهجم عليه أملا أنه يرد له اللكمه ولكن دون جدوى ،تذكر يوسف ملك لينظر سريعا بعينيه بين الحشود ويتسأل لما لم تأتى إلى الآن ،انتبه لأنه فى المباره عندما لكمه الخصم لكمه قويه فى وجهه نظر يوسف له ولمس أنفه التى تنزل منها الدماء ليتذكر ملك عندما صفعها ووقعت أرضا نازفه من أنفها ليستطيع الخصم النيل منه ليلكمه عند معدته لكمه قويه ينحنى لها يوسف فتتوالى اللكمات واحده تلو الأخرى إلى أن يقع أرضا.
كانت ملك منذ الصباح الباكر مستيقظه لتستعد للذهاب للمباره ولكن عندما فتحت باب المنزل المغادره فتح زين باب منزله ليقف أمامها
حاولت العبور دون النظر إليه فهى مستاءه منه للفايه، ولكنه أوقفها
زين.ملك ارجوكى تسمعينى
ملك.مش عايزه اسمع منك حاجه
زين.انا اسف ياملك
لفت لتنظر له
زين.ارجوكى ياملك سامحيني انا عارف أننا خلاص مش هنكون لبعض بس على الاقل يكون اللى بينا كل خير
ملك.عايز ايه يازين
زين.سامحينى انا ممكن اكون كنت غبى وبتصرف بانانيه بس انا حبيتك وللاسف حبك عمانى عن الصح والغلط
ملك.حب ايه دا اللى يخليك تبيعني يا زين انت عارف رغم كل اللى عملته مع يوسف من غلطات إلا أنه عمره ما باعنى وقف قدام جدى وقاله مالكش دعوه بمراتى ،الحب يعنى امان وانا مبقتش حاسه بالأمان معاك يازين .
نظر أرضا وقال
زين . بصى ياملك انتى معاكى حق فى اى حاجه هتقوليها بس صدقينى انا بحبك ارجوكى سامحينى

ملك.هحاول يازين هحاول
انتبهت للوقت التى اضاعته لتستاذن وتجرى على السلم نزولا لتصل فى ميعادها لقد كان الطريق مزدحم للغايه ولكنها ستصل.
وصلت اخيرا لساحة المباراه لتجد يوسف ملقى أرضا ووجهه مغطى بقطرات من الدماء لتنزل باقصى سرعه لديها على تلك السلالم التى بين مدرجات المشاهدين للمباره حاول إحدى أفراد الحراسه منعها
ملك.ابعد انا مرات يوسف الراضى وسع
عبرت من خلال فرد الأمن لا تعلم كيف ولكنها وجدت نفسها تمسك فى تلك الحبال حول ساحه المباره
اقتربت لتصرخ بأعلى صوت لديها
ملك .يوسف قوم ....قوم يايوسف لازم تكسب
كان الدوار برأسه قويا  ولكنه سمع صوتها لا يعلم هل يهيئ له أم أنها حقيقه ليفتح عينيه ويراها أمامه تمسك فى تلك الحبال كيف أتت أو متى أتت
سمع صوت صراخها
ملك.يوسف ارجوك قوم اوعى تخسر...بقولك قوم
لا يعلم من اين اتت له تلك القوى لينتفض واقفا ويهز رأسه يمينا ويسارا
ويلكم هذا الخصم بقوه مره تلو الأخرى  ليتسأل الخصم هل هو يلاعب ملاكم واحد  ام أكثر كيف أتت له تلك القوه فجاءة
ليقع اخيرا خصمه أرضا ويعلن الحكم فوز يوسف برفع يده لأعلى وإعطائه هذا الحزام الذهبى
لقد كان شعور ملك بفوزه يجعلها اكثر سعاده أنه بطلها وحبيبها ومصدر امانها لا تعلم لما لم يكن فى حياتها من قبل ولكنه هنا الآن ومعها ولن تتركه ابدا لا تعرف كيف قفذت فوق تلك المنصه لتجرى له وهى ترى عيونه مثبته عليها وتقفذ لتحتضنه
يالله هذا الاحتضان الاروع على الاطلاق الذى يبث لديها احساس بالأمان والراحه وأنها نالت العالم أجمع باحتضانها له
لقد القى يوسف هذا الحزام الذهبى ارضى وترك يد الحكم ليحاوط خصرها ويرفعها ويلف بها
لقد شعر فقط الآن أنه فائز لربما اول مره فى حياته يفوز حقا رغم أنه فاز كثيرا بمباريات إلا أن فوزه اليوم مختلف تماما فهو فاز بقلب تمناه كثيرا
تركت رقبته وحاولت أن تبتعد عنه لقد كان كلاهما غير منتبه لتلك الاصوات التى تخص التصفيق وأصوات الصفير التى تملئ الأجواء
لتقول ملك بهدوء ولربما خجل مما فعلت أمام الجميع
ملك.يوسف على فكره انا اخترتك انت
يوسف. ما واضح..... وغمز لها
لتخجل منه أكثر ولكنه لم يأبه بتلك الجموع الغفيره لينزل يأخذ هذا الحزام و يضعه على كتفه ويحمل حبيبته وزوجته ويعبر بها تلك الحبال ويخرج بها من وسط الجموع التى كانت تنظر لهم .
لقد كان كلاهما يشعران أنهم وحدهم ولا احد معهم.
_____________
ليعود بها لقصره ويبدءون حياتهم الزوجيه  الجديده وكلاهما راضى كل الرضا عن كونهم معا .
لقد كان هذا الجد الحكيم له نظره ثاقبه حقا هكذا كانت تفكر ملك بينما تنظر ليوسف بعد عدة شهور  من هذا اليوم الذى أعلنت اختيارها له لقد كان يستحق أن تكون له قلبا وقالباً أنه حقا رائع
مدت يدها على بطنها السفلى التى أصبح بروز قليل مع تقدمها فى شهور حملها الاول
عندما وجدها يوسف تنظر له وهى تجلس على المقعد امام حمام السباحه فى قصرهم ليخرج من المياه ويجلس بجانبها
يوسف. بتفكرى فى ايه
ملك .فيك يايوسف
ضحك يوسف بقوه وقال
يوسف.انا بحبك اوى ياملك
ملك.قول حاجه جديده بقى
يوسف .طيب جدى عزمنا انهارده على الغدا
ملك . جدو دا حبيبى
ضحك يوسف
يوسف.الله يرحم
ضحكت ملك وقالت
ملك.لولا العهد اللى كان بينه وبين بابا أنهم يجوزونى ليك علشان يصالحو بابا وعمى عمرى ما كنت هبقى سعيده كدا
هز رأسه وقال
يوسف.العهد الحقيقى ياملك هو اللى اتعاهدته على نفسى يوم ماشفت عنيكى انى افوز بقلبك والحمد لله كنت قد العهد دا
تمت .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي