السادس عشر

لم تفهم مايقول أو لربما رفض عقلها استيعاب أن يكون زين اصابه مكروه
ملك .انت بتقول ايه
قام يوسف واقترب منها بهدوء وكانت عيونه بها لون جديد من النظرات لربما نظرات بارده جليديه وتكلم ليجلد قلبها
يوسف.بقولك نقلوه المستشفى لانه عمل حادثه وتقريباً فقد الذاكره تماما
تنزل دموعها فى هدوء وهى تضع يدها على فاها
أرادت أن تقول له أنها تريد زيارته حالا ولكن تخاف لا تعلم كيف سيكون رد فعله هربت من أمامه لتدخل حجرة هبه وتغلق باب الحجره -لقد تعمدت هبه أن لا تعود كما اتفقت مع يوسف فقط لأنها تعلم أن يوسف سيصلح ما فعله مع ملك- ظلت تبكى بقوه كان من المؤكد صوتها يصل له وهى لا تعلم هل هى تبكى حبيبها الذى عاهدته يوما أن تكون معه ولم تستطيع أم تبكى قلبها الذى أصبح يعشق شخص لم تكن تعرفه يوما ام تبكى هذا الحنون الراقى الذى قسى عليها امس ام تبكى خبر اصابه حبيبها الأسبق .
الأسبق تلك الكلمه التى ترددت فى ذهنها هل هو أصبح الأسبق ،الن يكون فى حاضرها .
ثم تسألت هل استطاع نسيانها أن نسى العالم أجمع، يجب أن تزوره ولكن من المؤكد أن سألت يوسف أن تذهب له سيقتلها .
تذكرت كلمات يوسف التى قد تناستها اثر صدمتها بحادثة زين
لقد عرض عليها الطلاق !
هل هو رفع راية الاستسلام ،ام أنه لا يريدها فى حياته ولكنه أخبرها أنه يحبها
جاء دورها لتصلح ما أفسدته ولكن تعود لتتذكر زين ماذا عنه ؟
تركته وحده فى حجرتهم، كم هو تائه حقا لا يعلم ماذا يجب عليه فعله هل يجعلها تذهب لهذا المدعو زين وتقضى باقى حياتها معه وينسحب من حياتهم ولكنه لم يعتاد ابدا الاستسلام فكيف يستسلم لهذا الخصم ليفوز هو بقلب ملك،تذكر كلماتها القليله قبل صفعه لها عندما قالت له أنها تكن له المشاعر ،لقد كذبها وقتها ولكن هل هى كانت صادقه ام كانت  تكذب لتنجو بحياتها من افتراسه لها؟
وإن كانت صادقه فلابد أنه قتل تلك المشاعر بما فعله معها لابد انها تكرهه الان ،هكذا كان يفكر
مر من الوقت ساعتين قبل أن يدخل لها ليجدها تغط فى نوم عميق لابد أنها لم تأكل شيئا
هل يعيد الخدم ،لا يعرف لا يريد أن يرى وجه أحد الان .
عاد لحجرته وحاول النوم كثيرا ولكن دون أدنى جدوى ، ليستيقظ باكرا ونزل ليعد لها وله الإفطار بنفسه .
طرق على حجرة هبه التى تنام بها ثم دخل ليوقظها كانت الهالات السوداء حول أعينها دليل على بكائها ليلا كثيرا
اخيرا استيقظت لتجده يبتسم لها ابتسامه رائعه شعرت بوخزه في قلبها لتذكرها أمس انه عرض الطلاق عليها.
ابتسمت بالمثل لم تستطيع أن تمنع نفسها من ان تتجاوب مع تلك الابتسامه الجذابه الرائعه.
جلس بجانبها ومد يده على شعرها الحريرى أراد أن يقترب منها ويستنشق ذلك العطر الذى يفوح من شعرها دائما لا يعلم ما إذا كانت رائحه توت برى ام ماذا ولكنها رائحه تجعله يريد فقط الاقتراب منها .
حاول السيطره على نفسه
يوسف. ممكن تفطرى وبعدين انا بسببك هخسر المباره على فكره
ملك.بسببى!
يوسف.حضرتك مش بتاكلى وانا عايز حد ياكل معايا فمش بأكل وبالتالي مش هعرف اتمرن وهخسر
ملك.ان شاء الله تكسب
يوسف.يعنى مش بتتمنى خسارتى أو يعنى حد يضربنى وياخد حقك، وغمز لها بمشاكسه
انقبض قلبها بقوه من المؤكد أنها لن تتمنى له الخساره أبدا.
ملك.لا طبعا
نظر لها بعشق لتتسأل كيف له أن يحبها فى هذا الوقت القصير ولكنها هى أيضا أحبته والاغرب أن حبه دخل قلبها وهناك رجل آخر فى قلبها ،لا تعلم كيف أو متى .
يوسف.بصى ياملك انا فكرت كتير جدا وقررت انك لازم تروحى تزورى اللى اسمه زين دا ،رغم أنه واطى اوى ولو شفته ممكن اقتله بس اللى فهمته أنه مالهوش حد ولا حتى اهل يعنى من الاخر ميعرفش حد فى الدنيا غيرك وعارف ومتأكد انك عايزه تروحى له فانا هسمح لك بأنك تزوريه فى المستشفى وانا هاجى معاكى
لا تعلم  كيف له أن يكون رائع هكذا، كيف لم يظهر فى حياتها قبلا لربما كانت عرفت معنى الحب ،لاتنكر أنها تحب زين ولكنها اكتشفت الان فقط أنها أحبته لربما لأنها لم ترى غيره فى حياتها أو لم يكن هناك غيره متواجد طوال الوقت فى حياتها فأصبح اخ ثم صديق ولربما افرض الوضع عليهم ام يكونوا احباء ،اما يوسف فيستطيع أن يكون الأوحد فى قلبها مهما كان حولها من ازدحام.
يوسف.ملك انتى سمعانى
هزت رأسها بالايجاب
ملك.شكرا يايوسف
هل تشكره بعدما فعل معها مافعله لم يستوعب شكرها له
ملك.يوسف
نظر لها لا يعلم لما شعر أنها ستقول شئ غايه فى الاهميه
ملك.انا اسفه
هل تعتذر  الم يكن من الواجب أن يعتذر هو على عنفه معها
ملك.انا عارفه انك انسان حقيقى رائع وكنت معايا وساعدتنى قبل مانتجوز  وقفت قدام جدى حاولت تهربنى ودافعت عنى وسيبت لى مساحه من الوقت علشان اقدر أتقبلك كزوج وعلى الرغم من كدا انا كنت متهوره ،يوسف بجد انا مكنتش ههرب على طول انا بس كنت عايزه اكمل تعليمى
لم يكن يتوقع أن يسمع ما قالته
ملك.انا عارفه انى انا السبب انى اخليك تطلع اسوء ما فيك
بدءت بالبكاء 
ملك.انا مستحملتش دا وكنت هموت بين ايديك بس انا عارفه انى غلطانه وعارفه إن لو حد غيرك كان ممكن يقتلنى فعلا وواثقه انك لو كنت عايز تموتنى كنت هتموتنى، ومصر تخلينى صغيره قدام نفسي بانك تبقى رائع زى ماانت
كان يتابع حركات يدها المعبره عن كلامها ليمسك يدها ويسحبها لحضنه
يوسف.عارفه ياملك سواء كملتى معايا ولا لا انا هفضل جنبك .
لقد كان هذا الاحتضان كافى بجعلها تتأكد انها لا تريد شئ فى تلك الحياه سواه ،سوا هذا الامان الذى يسحبها بعيدا عن العالم عند ملامستها له،لقد كان هذا الجد على ثواب عندما اجبرهم عل الزواج لا تعلم كيف وجدت يدها طريقها لتلتف حول عنقه
ثم انتبهت لكلماته لتبتعد بهدوء
لقد شعر أنها تحبه ولكن!
ملك.انت بتقول كدا ليه يايوسف
يوسف .فلنفرض ان فى مشاعر فى قلبك ليا زى ما قلتى، دا ما يمنعش  أن زين لسه موجود فى قلبك وانا مش هينفع اكون ابدا رقم اتنين يا افوز بقلبك لوحدى يامينفعش اكون موجود فاهمانى ياملك
لم تستطيع الرد عليه أرادت أن تقول له أنها تحبه وان زين لربما فتره وانتهت ولكنها لم تستطيع أن تقول هذا
أما هو فأراد من أعماقه أن يسمع أنه هو الأوحد فى قلبها وعلى الرغم من أنه لن يصدق هذا حتى لو قالته .
حاولت التهرب من هذا الرد
ملك.يوسف انت سامحتنى يعنى
مسك خصلات شعرها الحريريه ونظر لها نظرة عاشق تذكرت بها نظرة زين لتغمض عيناها بتعب فتلك المشاعر المختلطه تجعلها معذبه
يوسف . سامحتك ياملك بس فعلا مش مسامح نفسي على ضربى ليكى
انقبض قلبها بقوه عند تذكرها لهذا العنف الذى تذوقته من يداه.
لاحظ انقباض ملامح وجهها
يوسف .يلا نأكل ياملك
اكلت معه بشهيه مفتوحه
يوسف.هخلص تمرين ونروح لزين سوا
أراد من أعماقه أن ياخذها له ليس فقط لكى يكون فعل التصرف المثالى كما اعتاد دوما ولكنه لربما أراد أن يثبت لنفسه أنه حتى وإن كان زين موجود فيوسف الراضى هو من سيفوز بأن يعود بها لقصره فى النهايه
يوسف.تعالى معايا يلا علشان تجهزى على مااخلص التمرين
وبالفعل ارتدت ملابسها وهو أنهى التمرين و اغتسل
ثم ارتدى ملابسه ونزل معها ليذهبوا إلى المدعو زين.
دخلت تلك المستشفى معه ،كان انقباض قلبها يجعلها تختنق ،ليس خوفا على زين وانما هناك شعور اخر بداخلها
دخلت مع يوسف لتجد فرد الاستقبال يسألهم عن اسم المريض وبمجرد معرفة انهم سيزورون زين
فرد الاستقبال .هو حضرتك استاذه ملك
ملك.ايوه انا
فرد الاستقبال.هو جه شبه فاقد الوعى لكن كان بينده باسم حضرتك طول الوقت ولما فاق مكنش فاكر حاجه خالص
نظر له يوسف بتوجس لا يعلم لما يشعر أن هناك ماهو غريب فى كلماته
شعرت ملك بالذنب لأقصى الحدود لتدخل مع يوسف حجرة زين الذى كان ينظر أمامه وعينيه فى عالم اخر وبمجرد رؤيته لملك ابتسمت عيناه ولكن شفتاه كانت بدون حراك
اقتربت ملك منه بهدوء ودقات قلبها سريعه فهناك نزاع قائم بين قلبها الذى أصبح يحب لا بل يعشق يوسف بين ليله  وضحاها و عقلها الذى يرفض تخلى قلبها عن زين رفيق عمرها
ملك.ازيك يازين
نظر لها نظره تعرفها جيدا هل هو لم ينساها ثم نظر ليديها ليرى خاتم الزواج ثم ينظر ليده
زين.طب ليه ليه حسيت انك ...انك مثلا حبيبتي رغم أن الدبله اللى فى ايدك مفيش زيها فى ايدى....انتى مين وليه حاسس بوجع فى قلبى لما شفتك
ابتسمت لسخرية القدر وادمعت عيناها اكلماته
ملك.لان ببساطه احنا كان بينا عشرة عمر وكان بينا عهد اننا نكون لبعض بس سافرت لبابا بعد سنين من غيابى عنه واجبرونى على جوازى من يوسف خفت اقولك تفتكرنى خونت العهد معاك رغم انى عمرى ما خونت عهدك معايا ،بس انت لما عرفت انى اتجوزت حبيت تنتقم منى فاتفقنا أننا نتقابل وتساعدنى اسافر اكمل تعليمى ففهمت جوزى برساله انى كنت ههرب معاك ...وطبعا كان هيموتنى بسببك و بسبب قرارى اللى اخدته انى اصدق انك هتساعدنى..... انت خونت عهدك معايا علشان كدا قلبك وجعك ثم نظرت ليوسف الذى عينيه أصبحت بلون الرماد
لا تعلم لما عاد لها الدوار المفاجئ الذى ارهقها اليومين الماضيين لتشعر بظلام دامس حولها فجاه انتفض كلاهما لها فمن الواضح ليوسف أن زين تذكر الان كل شئ
تم نقلها لغرفه مخصصه لها واخبرهم الطبيب أنها تعانى من انخفاض فى ضغط الدم
عاد زين لحجرته بأمر من الطبيب
ودخل يوسف لها جلس بجانبها القليل من الوقت ثم اقترب منها ليلمس يدها
بدأت تستعيد وعيها ولكن اول ما وصلها من احساس كانت تلك اليد القويه التى تحيط يدها وهذا العطر الرجولى الذى بدأت تعشق صاحبه فقررت أن لا تفتح أعينها
يوسف . ملك نفسي تكونى سمعانى ،عارفه انى عيشت عمرى كله بتمنى أن انتى وخالتى امل ترجعوا مش بس علشان اشوف امى فى توأمها تانى لكن علشان اشوف الصغيره صاحبة احلى عيون وضحكه فى الدنيا ،اول ما عرفت انك راجعه كنت فى القاهره خليت السواق يرجع بالعربيه وأنا ركبت القطر بس علشان اشوفك،واول ماشوفت عنيكى حسيت انى هبقى اسير لحبك لو تعرفى ياملك انا بحبك قد ايه عمرك ما هتفكرى فى اللى اسمه زين دا،انا منكرش انى حاسس انك بتحبينى بس للاسف ياملك انا مقدرش ابقى رقم اتنين فى قلبك ياانا اكون صاحب ومالك قلبك بس ياانما ابعد من حياتك ،فانا قررت انى هسيبك ، هديكى حريتك وانتى اختارى ياملك

فتحت أعينها أخيراً ماهذا الهراء الذى يقوله لتسمع اخر كلماته بعد ان راى تلك العينين التى فتحت أبوابها لتظهر هذا اللون الاخضر الذى يشوبه الصدمه  تاكد انها سمعت كلماته مسك خصلات شعرها الحريرى بين أصابعه ثم انحنى ليقبل يدها لتتكلم بتعب
ملك.ايه اللى انت بتقوله دا مش فاهمه
يوسف. انتى ليكى حريتك قدامك اسبوعين ياملك لغايه ميعاد المباراه ،صحيح هى اتاجلت ياانما تختارى انك تكملى حياتك معايا وتمسحى زين من حياتك تماما ياانما تختارى زين وساعتها انا هطلقك
هم أن يغادر من أمامها لتمسك يديه وتنظر له بعيون دامعه
يوسف.اختارى ياملك بس فكرى كويس
غادر ليتركها لترتاح ولكنه لاحظ دخول فرد الاستقبال لحجرة زين لا يعلم لما ولكنه اقترب من الحجره ليسمع حوارهم

فرد الاستقبال.عايز بقى الحلاوه بتاعتى انا قلت كل اللى انت قلت لى عليه قلت لها انك فاقد الذاكره ومكنتش فاكر حاجه غير اسمها
زين.وكان ايه رد فعلها
فرد الاستقبال. اتاثرت اوى عايز بقى الحلاوه
سمع يوسف كل الحوار ليشعر بأن النيران تأكله الان الم يكتفى بما فعله ليحاول خداعها أيضا لعن نفسه عندما اعطاها فرصه للاختيار بينهم 
بمجرد خروج فرد الاستقبال دخل يوسف الحجره لزين واغلق الباب خلفه
نظر زين ليوسف ليشعر بالقلق من وجهه المقفهر ولربما شعر بضئالته أمام هذا الملاكم الذى يكبره ما لا يقل عن ست سنوات وتلك العضلات التى تبرزها ملابسه
وقف يوسف وظهره لباب الحجره وقال
يوسف.انت عارف الميزه فى الباب اللى انا ساند عليه دا ايه
زين...
ابتسم يوسف بطريقه شيطانيه مخيفه واكمل
يوسف.انه عازل للصوت لولا الغبى اللى ساب الباب مفتوح عمرى ما كنت هسمع حواركم
واقترب من زين الذى بلع غصه فى حلقه عندما فهم ما يرمى له يوسف،وانه سمع حواره ومؤامرته على ملك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي