الجزء الثامن

لقد جاءها هاجس أنه خلف عهده هل سيطالب بحقوقه الان هل كان يهدئها فقط
لقد تكلم معها وهو نائم على ظهره مغمض العينين ولكنه عند سماع عدم رد منها فتح أعينه وتكلم بصوت محذر جعلها تنتفض من الداخل وتتأكد أن له وجه آخر غير هذا الوجه الذى كان يظهره لها
يوسف.انتى مسمعتيش انا بقول ايه
لتتحرك بهدوء وحذر وتقف بجانب السرير
ملك.نعم
اعتدل فى جلسته ونظر لها بعيون ضيقه ليرى هذا الخوف يعود فى عينيها ،لا يعلم لما جاء بداخله هاجس قوى أنها ليست كما تخيل وأنها من المؤكد عذراء لربما رفضها له لأنه غريب عنها ليستغفر الله على ظنونه بها ليحاول ان يهدء من نبرة صوته معها
يوسف.ملك انا قلت لك انى مش هلمسك غير لما تكونى مستعده  رايحه تنامى على الكنبه ليه ،(ليتكلم بسخرية)انتى متخيله انك كدا هتأمنى نفسك منى يعنى!
بلعت غصه فى حلقها فهو من المؤكد ان أراد أن يأخذ حقوقه منها كزوج لن تستطيع ردعه حتى وإن كانت نائمه على تلك الأريكة فعلى الأقل تحترم كلمته وتنام بهدوء على هذا السرير الوثير
صعدت على السرير دون أن تتكلم ولكنها رمقته نظره جانبيه لتشعر بالخجل يتأكلها، لتتحرك لطرف السرير
كان يتابع توترها وخجلها ليتأكد أنها خجل عذراء رقيقه .
باتت متاكده أن نبض قلبها يصل له فلقد كانت من التوتر تتمنى أن تهرب ليس فقط من هذا السرير المريح وانما من الحجره بأكملها
أعطته ظهرها وبدأت تحاول تهدء من روعها ،
لقد كان يسمع صوت أنفاسها العاليه التى تدل على توترها المبالغ به ليتكلم بهدوء وصوت حانى ليطمئنها
يوسف.متخافيش ياملك اهدى ونامى
كانت كلماته البسيطه القليله دواء عاجل ليزال توترها سريعا لقد شعرت بصدقه وبالامان لتغمض عيناها لتنام
كان ينظر لهذا الشعر المنسدل الحريرى خلفها تمنى من أعماقه أن يلمسه ولكن لن يجعلها تفقد ثقتها به فهو متأكد انها ستكون له فى النهايه وإن كان هناك رجل آخر فى حياتها فهو قبل التحدى وسيفوز بقلبها ويجعلها تتأكد أنه لم يكن من الصواب أن يدخل قلبها رجلا سواه
أولاها ظهره وقرر أن ينام اخيرا
ليتسيقظ قبلها  فيجدها نائمه على ظهرها تفتح فاها الكرزيه وبعد الخصلات الحريريه بين تلك الشفاه الرائعه ،كانت تنام بعمق  عندما اقترب منها ليستنشق هذا العطر الرائع الذى تخلل انفه طوال الليل
اعتدل فى جلسته وقرر الابتعاد عنها سريعا ليؤمن نفسه منها
استيقظت لم تجده بجانبها اعتدلت  فى جلستها لتسمع صوت لم تترجمه فى البدايه لتتحرك فى اتجاه الصوت وتفتح هذا الباب لتجد قاعه رياضيه وتجده يلكم عمود الملاكمه أو ما يسمى مرد البوكس شعرت بالتوتر والقلق من مظهره ، انتبه لها ليبتسم لها ويخلع قفازات يده ويقترب منها
يوسف.صباح الخير ياعروسه
احمرت خجلا
ملك.صباح النور
وضع يده على كتفها بموده لتشعر بالتوتر والخجل وتحاول أن تبتعد
يوسف.لالا اهدى كدا احنا المفروض أصحاب
ملك.والاصحاب مش بيحطوا ايدهم كدا
ضحك يوسف وإزال يده ثم رفع يده بطريقه مسرحيه مرحه
يوسف.طيب تعالى عاملك مفاجئتين
فتح درج صغير واخرج علبه من القطيفه ومسك يدها ليلبسها خاتم غايه فى الروعه
يوسف .دا خاتم الماس مؤقتا لغايه لما انزل اشترى ليكى احلى  شبكه
ابتسمت لجمال الخاتم على الرغم من انقباض قلبها
ملك.شكرا يا يوسف
ثم أخرج هاتفها
يوسف.جبتهولك من جدك
نظرت للهاتف ثم له ولم تنتبه لما فعلت الا عندما وجدت نفسها ملتصقه بصدره العضلى فقط لادراكها انها ستسطيع الان أن تتكلم مع زين
ابتعدت عنه بخجل ولعنت غبائها ،حيث خجلت من فعلتها وتكلمت بتردد وخجل
ملك.انا اسفه .... مكنتش.... يعنى اقصد انى
قاطعها يوسف
يوسف.ملك على فكره انا جوزك والمفروض متتكسفيش منى كدا،عمتا هجيب لك كل يوم موبايل لو (واقترب من اذنها)هاخد حضن حلو كدا
سمعت طرق على باب الغرفه لتشاور له حتى يتركها فى خجلها
وبمجرد ابتعاده فتحت هاتفها ليصل اشعارات الرسائل المرسله أثناء ما كان مغلق لتشعر بالحزن عندما وجدت رسائل من زين يطالبها بمهاتفته أو ارسال رساله لتطمئنه عليها ،ووجدت الكثير من المكالمات الفائته منه
كانت فى عالم اخر ولكن هناك عيون تراقبها ليستنتج يوسف نظراتها لهاتفها ويترجم تلك اللهفه التى فى عيونها على أنها عاشقه تقرا رسائل من حبيبها !
يوسف.ملك
لتنتفض ملك عند سماع صوته وتنظر لعيناه أرادت أن تهرب الان وتتكلم مع زين فوسيله الاتصال الوحيده بزين معها الان
انتبهت لعيونه التى تحولت للون الرمادى تذكرته جيدا فهذا اللون يدل على غضب مكتوم هل كشف أمرها
لتبتسم بحماقه  و تقول
ملك.شكرا على الموبيل
يوسف.العفو يلا نفطر سيده جابت الفطار
كانت تشعر أنه غاضب من هذا الوريد الذى ينتفض فى عنقه كان يتناول الطعام دون النظر لها
ملك.يوسف
نظر لها
ملك.هو انت زعلت ليه فجاءه
لا يعلم بما يرد ولكنه تكلم بجد
يوسف.عايز اطلب منك طلب
ملك.اتفضل
يوسف .زمان جدك وعمى وهبه جايين يباركوا لنا ياريت يحسوا ان الامور بينا طبيعيه
ملك.حاضر
انتهوا من افطارهم
يوسف.انا عندى مباراه مهمه اوى الاسبوع الجاى هدخل اكمل تمرين على ما يجى الضيوف
بمجرد أن غادر مسكت هاتفها واتصلت بزين.
أما عند زين فمنذ هذا الميعاد الذى لم تأتى به وهو لم ياكل تقريبا ولم يذهب لمحاضراته كان يشعر أن قلبه ذهب معها، يشعر لا بل يثق أنها لن تصبح له وأنهم حقا افترقوا
لم يفهم أحد ما بينهم يوما ولم يجرب أحد ما معنى أن يكون اثنان لبعضهم نجاه ،يريد أن تهرب روحه من جسده ليذهب لها يشعر بأسرها يريد أن يذهب بروحه التى تأيد بها نار الشوق ليخطف روحها ويهربوا بعيدا
نمت لحيته قليلا كان مغيب تقريبا منذ غيابها نظر لهاتفه وهو يتمنى أن يصل لها بأى شكل.
لم يصدق عينيه عندما وجد اتصال هاتفى برقمها
ليرد على اتصالها بلهفه
زين.ملك ....ملك انتى فين  ، فهمينى ايه اللى بيحصل لو سمحتى
ملك.انت كويس يازين
زين.انا بموت ياملك ،بموت من غيرك انا عايز اعرف انتى موبايلك مقفول ليه وليه كنتى عايزانى اخدك فى نصف الليل ومجتيش الميعاد والرقم اللى اتصلت بيا منه اتقفل فهمينى ارجوكى
لا تعلم بما تجيب لا تستطيع أن تقول له أنها تزوجت غيره بهذه السهولة لن تستطيع
ليغضب زين ويتكلم بصوت مرتفع
زين.ردى عليا فهمينى
تكلمت دون أدنى تفكير
ملك . جدى كان واخد منى الموبايل راجل شرير جدا وبعدين كنت ههرب منه بس فى اليوم اللى كنت جيالك فيه عملت حادثه
لينتفض زين ويتكلم بلهفه
زين.حادثه ...حادثه ازاى طيب انتى كويسه اجيلك.    طيب انتى فى مستشفى ايه فى سوهاج
ملك.اهدى اهدى يازين وانسي انك تيجى لى خالص انا ....انا بقيت كويسه بس رجلى تخف وهنزل القاهره علشان محاضراتى بس كل اللى عايزاه تجمع لى المحاضرات علشان لما انزل مايكونش فاتنى كتير
زين.طيب ليه مش عايزانى ازورك
ملك.لا يازين بلاش مش هينفع
زين.ماشى ياملك ابقى كلمينى
ملك.حاضر يازين اكيدا هكلمك
زين.انا بحبك اوى ياملك
ملك.وانا كمان يازين ....سلام
هل ستنهى المكالمه سريعا أراد من أعماقه أن تبقى تلك المكالمه الهاتفيه إلى الابد
زين.سلام
لفت لتضع الهاتف على المنضده لتجد يوسف يسند على هذا الباب المفتوح الذى يفصل بين القاعه الرياضيه وحجرتهم
لتنظر له بهلع هل سمع مكالمتها كانت عينيه غير مقرؤه اقترب منها بهدوء ربما هذا هو الهدوء الذى يسبق العاصفه
تراجعت مع اقترابه للخلف  كان قلبها ينبض بخوف من نظراته وغالبا توقف مع سؤاله
يوسف.مين زين دا
تتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي