الثانى عشر

كان ممسك بكتفها بتملك وعنف ، وبعد كلماته القليله التى سمعتها هى فقط بعد أن حاول صرف كل من فى البيت من خدم ،تاكدت أنها ستقتل اليوم على يديه
أرادت أن تقول له الحقيقه وأنها لن تكن لتهرب دائما كانت ستهرب فقط حتى أن يقتنع بأنه من الضرورى اكمال دراستها كانت تنوى مساومته ولكن كان للقدر رأى اخر ،هل سيصدقها إن قالت له أنها بدأت مشاعر الحب تجاهه تولد  وأنه لا يجب أن يقتل تلك المشاعر بداخلها ، لكن كان الهاجس القوى بداخلها أنها ستموت اليوم يلغى فكرة تمسكها بمشاعرها له. ولكن هذا لا يلغى انها لابد ان تدافع عن نفسها فاقت من شرودها عندما وجدت سيده والخادمات يتحركون سريعا وجميعهم يرمقونها بنظرات حائره وسيده كانت تنظر لها بعطف وكأنها استنتجت أنها ستقتل اليوم  مثلما كانت تفكر.
ترك كتفها ليذهب ويغلق باب القصر خلفهم ،لقد وجدتها فرصه جيده للنجاه لتجرى بكل ما أوتي لها من قوه وسرعه هربا بنفسها لتتوجه للسلم الذى يؤدى لتلك الحجرات والتى تثق أنه وإن أغلقت باب احدهم عليها فلن يكون حائل بين رغبته فى الانتقام منها ولكن لتحاول
لسوء حظها وجدته اسرع منها ليقف امامها على سلالم القصر ويمد يده بجانبه وكأنه يقول لها لا مجال للهرب
ابتلعت غصه فى حلقها عندما رأت لون عيونه ووجهه المقفهر من الغضب أرادت أن تتكلم وتدافع عن نفسها ولكنها لن تستطيع أن تتفوه امام مظهره المرعب.
يوسف.رايحه فين ياملك
كان صوته مختلف تماما عن صوته قبل هذا اليوم ارتعدت من الداخل ونظرت له بخوف تحول لهلع عندما امسكها من شعرها بعد انهائه لجملته وسحبها بعنف إلى حجرتهم ،كان صراخها ليس فقط ناتج عن ألمها وانما ايضا لخوفها مما سيفعله بها.
دفعها بعنف لتقع على أرضية الحجره ولف ليغلق الباب فلم تفقد الأمل فى النجاه من برانثه لتهب واقفه وتتجه إلى باب قاعته الرياضيه الملحقه بحجرتهم وبعد أن دخلت ولفت لتغلق باب الحجره وجدت يده تدفع الباب ليدخل ،
اى قوه لها لتقف أمامه الان!
ليدخل للقاعه
ملك .يوسف انا كنت ابتديت احس بمشاعر ليك بلاش تعمل حاجه تقتل المشاعر دى
ليتكلم بغضب عارم
يوسف .بطلى كدب بقى ايه مش بتزهقى كدبتى عليا الاول وقولتى لى مفيش حد فى حياتك وكدبتى على زين وقلتى له عملتى حادثه كدبتى عليا وقولتى لى هتقولى له إنك متجوزة  كفايه بقى كدب
رفع حاجبيه وتكلم بطريقه مخيفه
يوسف.فاكره ياملك لما قلت لك لو حاولتى تهربى بعد الجواز زى الله يرحمها امك هعمل فيكى ايه
نظرت له بعيون دامعه  أنها تتذكر جيدا ما قاله ،رجعت للخلف عندما لاحظت اقترابه هل سيقتلها الان
ولكنه امسكها من شعرها وصفعها صفعه مهلكه اوقعتها أرضا عندما ترك شعرها وتكلم بصوت زلزل كيانها
يوسف.قلت لك هقتلك ،بيتهى لى افتكرتى دلوقتى
رفعها مره اخرى وصفعها بنفس القوه ولكنه لم يتركها لتقع  لتتوالى الصفعه الثالثه فتسقط أرضا وعندما اقترب منها ليكمل مابدء وجدها فاقده الوعى .
فاق وقتها عندما وجد شفتيها غارقه بالدماء ووجهها ملون بالازرق وانخلع قلبه عندما رأى الدماء تنزل من أنفها لا بل إنها تنزف لقد كانت دماء كثيره.
ليحملها سريعا ويضعها على سريرهم لقد كانت أنفها تنزف و بقوه
امسك هاتفه واتصل بالطبيب مرارا وتكرارا فلم يجيب أنها الان الساعه الخامسه والربع صباحا من المؤكد أنه ليس بمستيقظ
نظر لها بهلع هل سيكون سبب فى قتلها ،انه حقا كان يهددها فقط أو لربما يريد اخافتها ولكن لم يكن ليقتلها رد اخيرا الطبيب
يوسف.ماجد الحقنى
لقد كان ماجد صديق يوسف منذ الصغر
ماجد.فى ايه يايوسف
يوسف.مش وقت اساله تعالى بسرعه ملك بتموت منى
ليتكلم بجديه
ماجد.طيب أقل من خمس دقائق وهكون قدامك
ولحسن الحظ أنه يسكن بجانبه
وبالفعل فى غضون خمسة دقائق كان قد وصل بسيارته
فتح باب القصر ليصعد معه ماجد وبمجرد رؤيته لوجه ملك نظر ليوسف نظره غاضبه ودون أن يتكلم رفع قدميها على خداديه وإزال تلك التى تحت رأسها علق لها بعض المحاليل ،لقد حاول اسعافها على مايبدو ليوسف
بمجرد اقترابه منها وصفعه لها اول صفعه تأكدت ظنونها بأن موتها اليوم لا محال سيكون على يديه لتسقط أرضا ،الم يتركها بعد هكذا كانت تتسأل عندما صفعها للمره الثانيه لقد كانت تشعر أن روحها تخرج من جسدها مع كل صفعه وللاسف تعود واخيرا صفعها للمره الثالثه، لقد كانت تشعر أنه لن ينتهى من ما يفعله بها لتقع أرضا من شدة عنفه فتصتدم راسها بالحائط لينقذها دخولها فى الظلام الدامس من برانثه
هل ستموت الان هذا كان آخر تساؤل لها قبل أن تهرب فى هذا الظلام الذى اعتبرته منقذا لها.
أنهى الطبيب ماجد ما يفعل بهلع وتوتر وعلق لها بعض المحاليل ووضع أسفل لسانها اقراص لدواء على ما يبدو ليوسف الذى كان يراقبه بتوجس
أنهى ماجد مايفعل واقترب منه
سأله بتوتر يحاول اخفاءه
يوسف.لو محتاجه مستشفى ممكن انقلها،هى مش بتفوق ليه
ماجد .انت بتستهبل صح، انت لو دخلت بيها اى مستشفى كدا انت هتروح فى داهيه وخصوصا ان حالتها خطر، هى اتخبطت فى رأسها
يوسف.تقريبا
ماجد.ايه مكنتش حاسس انت بتضربها ازاى ولا ايه
يوسف.ارجوك انا مش ناقص تعالى ننقلها مستشفى ومش مهم اروح فى ستين داهيه مش هيفرق المهم نلحقها
لينظر له ماجد بمكر فلقد تعمد اخافته عليها
ماجد.وكنت فين وانت بتموتها
ليمسكه يوسف من ملابسه
يوسف.مين دى اللى تموت انت اهبل
نفض ماجد يد صديقه
ماجد.الاهبل هو اللى ضربها زى المجنون لدرجه انها تنزف بالشكل دا
بدءت اسواره تقع ويظهر ما بداخله له
يوسف.ارجوك ياماجد حاول تنقذها لو نقلها للمستشفى هينقذها يلا
ماجد. اهدى كدا وأجمد وخليك قد اللى انت عملته
يوسف.مش فاهمك
ليقول ماجد بمشاكسه لا تليق بالموقف
ماجد.هنقذهالك بس اعرف اللى حصل
يوسف.انت بتستهبل مش كدا
ماجد. متخفش مش هتموت ولا حاجه بس انت زودتها معاها
يوسف.طب هتفوق امتى
ماجد.اهدى بقى اهدى،ضغطها واطى اوى المحلول دا يمشى فى دمها هتفوق وواضح انها اتخبطت فى رأسها بس بيتهى لى هى فاقده الوعى علشان ضغطها واطى
خرج معه ليحكى له كل شئ
ماجد.بقى بذمتك جدك يجوزهالك  غصب وانت تحرمها من حبيبها ومن تعليمها ومش عايزها تهرب

يوسف. متستهبلش بقى ، انت  عايزها تهرب مع راجل تانى واقف اتفرج

تنهد ماجد وأكمل
ماجد.بص انا عارف انها غلطانه بس يايوسف هى اتجوزتك وهى بتحبه هو، عمر ما كان لا الحب ولا المشاعر بأيدينا ولا بنقدر نتحكم فيهم،والدليل على كدا أنها قالت لك أنها ابتدت تحبك
يوسف. كدابه
ماجد .معتقدش ،وياريت لما تفوق بعد شويه تبقى هادى معاها
غادر ماجد ليصعد يوسف لها جلس بجانبها يشعر بانفطار قلبه ينظر لما صنعت يده فى وجهها ،فوجنتيها متلونتين بالازرق وشفتها السفلى بهم جرح طولى وانفها تنزف ،ياالله ماذا فعلت بها

لقد كان يرى عمه ضعيفا مع خالته فلم يبحث عنها جيدا وحتى عندما أفسد محاولة هروب لها ذات مره لم يتعامل معها بحسم فلقد كان متهاون معها لأقصى الحدود ،وسامحها بمنتهى السهولة ،كان يوسف يظن نفسه مختلف عن سالم الحديدى ليكتشف أنه وللاسف يشبهه فهو سامحها بالفعل على محاولة هروبها ولكنه لن يسامح نفسه على ما فعله فى وجهها ،هل كان هناك أسلوب آخر لردعها.
بعد القليل من الوقت بدأت تستعيد وعيها حاولت أن تفتح عيونها ولكن كان الصداع قوى للغايه فقررت أن تغلق عيونها مجددا لم تنتبه لهذا القابع بجانبها الذى اقترب منها عندما لاحظ أنها تحاول فتح أعينها،كانت تشعر بدوار شديد و الم فى رأسها تشعر أن هناك شئ فى أنفها لربما دم متجلط لا تعلم وتشعر بطعم الدماء فى فمها
وعند قولها لكلمة (اه) شعرت بأن شفتيها بها جرح لتمد يدها على فمها فتجده متورم
هل بعد كل هذا مازالت حيه لقد كانت صفعات متتاليه قويه ومهلكه كانت تشعر أنها مع كل صفعه روحها تغادر جسدها ثم تعود تذكرت هذا الإحساس الان .
ودون أن تفتح أعينها تسألت اين هو الآن هل ظنها ماتت ام سيكمل مابدء بمجرد أن يراها تستعيد وعيها نزلت دموعها بهدوء تشعر أنها وعلى الرغم من كونها خاطئه إلا أنها حقا مظلومه ،فلم تقصد خيانته أو الهرب مثل والدتها كانت فقط تحاول أن تنقذ مستقبلها
كان يراقبها لم يستطيع أن يتكلم فمن المؤكد انها تكرهه الان وبشده
اخيرا بدأ الاحساس بالدوار يقل لتفتح عيونها وتحاول أن تعتدل فى جلستها لتنظر ليدها المعلق بها المحاليل ثم تنظر بجانب سريرها لترى هذا القابع الذى ينتظر استيقاظها لتنتفض برعب وهلع  وتشد ماهو معلق فى يدها لتزيد آلامها بانحناء هذا السن فى تريدها ،لم تهتم بهذا الالم، لتتحرك فى الاتجاه الآخر للسرير وتحاول الفرار منه ليلف لها سريعا ويمسكها من كتفيها
يوسف.اهدى ياملك مش هعمل لك حاجه
لقد عاد لها الدوار مجددا لتقع مره اخرى أمامه
ليشعر بانقباض قلبه على وقوعها مجددا
ياالله ماذا فعلت بها ،ليضعها على السرير برفق ويتصل بماجد فينصحه بأن يتركها لترتاح

ظل بجانبها إلى ان غفاه النوم لينام بجانبها على حافة السرير وينظر لوجهها ليتنهد بأسى اقترب منها بهدوء ورفعها لتصبح رأسها على صدره .
لا يعلم كيف له أن يسامحها ولكنه حقا عفا عنها
فإن كانت حاولت الهروب مع هذا الوغد الذى باعها بدون ثمن فلربما لانه قسي عليها كما قال ماجد .
تسأل هل كانت صادقه عندما قالت له أنها بدأت تحبه ام كانت تكذب كما كذبت على الجميع قبلا .
نام اخيرا لتستيقظ بعد عدة ساعات لم تكن بحال أفضل عندما استيقظت قبلا ولكنها الآن تستنشق عطره النفاذ القوى ياترى اين هو حاولت أن تفتح أعينها لقد كانت تشعر بصداع شديد ،انتبهت اخيرا لوضعها فهى نائمه على صدره العضلى ،لتنتفض بهلع وتقف بجانب السرير وتنظر له
انه نائم الان هل تختبئ ام ..لا لا ليس مجددا فمن المؤكد أن حاولت الهروب سيأتى بها ولربما يقتلها وياليته يقتلها دون أن يجعلها تعانى وخصوصا أنه  أصبح قاسي ،ماذا سيفعل بها إن استيقظ الان ..
بدأت تشعر بالهلع لتخيلها أنه من الممكن أن يكمل ما بدءه أمس لتتحرك بهدوء ليستيقظ
يوسف.رايحه فين ياملك هتهربى تانى
لتنظر له برعب وتجرى بكل ما فى قوتها لتدخل حجره هبه وتغلقها من الداخل
لم يحاول أن يمسكها لانه استنتج أنها ستفعل هذا ليتحرك بهدوء ويذهب لحجرة هبه ويتكلم من خلف الباب
يوسف.على فكره انا مش هعمل لك حاجه وانتى لازم تاخدى دول علشان  متتعبيش اطلعى نتكلم ياملك

كانت تشعر بالالم فى رأسها لقد كان عنيف  وقاسي ولا تثق فى كونه لم يفعل لها شي كما يقول
يوسف .ملك ردى عليا
كان طريقة كلامه حاسمه لترد بصوت كاد أن يخرج بمعاناه
ملك.نعم
يوسف.افتحى الباب
ملك.لا
ليبتسم على كونها مازالت تجادل معه
يوسف  طيب خلينا نتفق انتى لو فتحت الباب هتكلم  معاكى بس لكن لو انا فتحته بنفسي ساعتها مش هتكلم بلسانى اصلا
لقد.فهمت تهديده لتفتح الباب وترجع للخلف سريعا
كانت تشعر بالدوار وكادت أن تقع مجدداً ليمسك بها لتنتفض بطريقه جعلت قلبه ينقبض
لهذه الدرجه أصبحت تخاف منه هز رأسه بحزن
ثم وضعت يدها على جبينها واغمضت عيناها
ملك.انا تعبانه اوى
ليحملها يوسف ليدخل بها حجرتهم مجددا ويضعها على السرير ثم يذهب لإحضار الطعام الذى رفضته بشده
لا يعلم كيف يتعامل معها فمن الواضح أنها ستجعله هو الآن يعانى.
يوسف .ملك ضغطك واطى اوى و لازم تاكلى
هزت راسها بالنفي ونظرت له بتوجس هل هو أنهى ما بدأه ،هل عفا عنها ولن يقتلها
تسألت الآن كيف عرف بميعادها مع زين ولما زين لم ياتى
لا تعلم هل هو يقرأ افكارها
يوسف .طبعا عايزه تعرفى عرفت ازاى
امسك هاتفه وقرا لها رساله مرسله
(انا زين اللى انت اخدت منى حبيبتى واللى بسببك خانت عهدى معاها،ودلوقتى بقى بتطالبنى بأنى اهرب معاها،ابعد مراتك عنى لأنها مبقتش تخصنى)

تتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي