الجزء التاسع

يوسف.مين زين دا
لا تعلم بما ترد هل سمع حوارها
ملك .هو انت واقف من امتى
اقترب منها أكثر وعند محاولتها للرجوع للخلف مسكها من كتفها وسحبها إليه بقوه وهمس فى اذنها
يوسف .لما يوسف الراضى يسألك سؤال تجاوبى على قده مش تردى السؤال بسؤال
ثم ارتفع صوته وبدء الغضب المكتوم فى الانفجار
يوسف.ردى عليا مين زين دا
سمع طرق على باب الحجره
ليترك كتفها ويتجه لباب الحجره ليجد المربيه الخاصه به التى تدعى سيده
سيده.يوسف يابنى الحكيم وأبو العروسه تحت
يوسف.تمام روحى قولى لهم بيجهزوا وهينزلوا
كانت تمسك كتفها المتألم من أصابعه عندما لف لها وعينيه لا تنم عن الخير ابدا
يوسف.دقيقه وتبقى جاهزه وأوعى تفتكرى أن حظك حلو لأنهم اكيدا هيمشوا وساعتها هنكمل كلامنا
بلعت غصه فى حلقها ودخلت دون كلام لحجره تغير الملابس واختارت من كل تلك الملابس الجديده ملابس سوداء تعبر عن حزنها
لتخرج له لينظر لها استنتج أنها تحاول استفزازه
يوسف . ايه الاسود اللى انتى لبساه دا ياملك
ملك.انا حره
هز رأسه بتساءل محذر وكأنه يريد أن يسمع ما تقول جيدا
يوسف.بصى ياملك خليك كويسه متزوديش على نفسك الحساب
ثم قطع المسافه التى بينهم فى خطوتان
واقترب من اذنها وتكلم بهدوء أقل ما يقال عنه مخيف
يوسف.كفايه اوى حسابك معايا على اللى سمعته
أرادت أن تسأله منذ متى وهو يقف هل سمع كذبها على زين هل فهم طبيعه العلاقه بينهم
رأى فى عيونها الهلع ليكمل وبعيونه مكر
يوسف.خليكى واثقه أن زى ما فى وش ليا حنين وبيساعدك فهيكون فى وش تانى مش هيعحبك لو مرجعتيش عن اللى فى دماغك
شعرت بأنها تائهه أمامه تعلم أنه يقرأها وتعلم أيضا أنه لا يجب التلاعب معه ولكنها سألته بوضوح
ملك.انا مطلوب منى ايه دلوقتى
رجع للخلف وجلس على المقعد الوثير
يوسف.دلوقتى ادخلى البسى حاجه تليق بعروسه
وبعد ما يمشوا هيكون فى بينا كلام
هزت رأسها بأستسلام ودخلت لترتدى ملابس مختلفه لتسحب فستان قصير لونه ابيض به زهور صغيره بلون وردى
خرجت لتجده ينتظرها ،نظر لها نظرة إعجاب حاول إخفائها وراء هذا الوجه الذى أظهره بعد سماع مكالمتها مع زين
نزلت معه على السلم وبمجرد اقترابها وضع يده على كتفها
يوسف.اهدى بلاش فضايح
وابتسم ابتسامه هادئه جذابه للزائرين
لا تعلم منذ متى وقلبها ينبض بقوه مع ابتسامته
لتهرب من اقترابه بأن تذهب لأبيها وتحتضنه وتسلم على جدها بتكلف ثم تجلس بجانب ابيها
لم يفضل يوسف أنها جلست بجانب والدها لينظر لها نظره جعلتها تبلع غصه فى حلقها وتقوم بهدوء لتجلس بجانبه ،كان يرد على مباركة الجد عندما رمقته بنظره جانبيه ثم ابتلعت غصه لا تعلم اى كلام سيكون بينهم بعد أن يغادروا هل سيعاقبها إذا عرف بحقيقه زين ،اذا كان لم يفهم حتى الآن من المكالمه .
شعر يوسف بتوترها وبات متأكدا الان أن من يدعى زين هو هذا الشخص الذى رفضته لاجله ،ليس بذنبها أنها احبت هذا المدعو زين وهو يعلم جيدا أنها تزوجته مجبره ولكنها زوجته الان فلما تكذب على زين ولما لم تخبره أنه باتت متزوجه ،ليرى الى اى مدى سيصلها تفكيرها ينظر لها نظره جانبيه أنها مازالت فى سن المراهقه فعمرها لم يتجاوز التسعه عشر عام ولكن هذا لا ينفى كونها أيضا زوجته ويجب أن تحترمه وخصوصا أنه احترم مشاعرها وترك لها مساحه من الوقت لتتقبله فى حياتها ولكنه لن يسمح بدخول اى احد اخر فى حياتها منذ أن أصبحت زوجته وسيروضها لتخضع لقلبه ...هكذا كان يفكر عندما قال الجد
الجد.طيب هنستاذن ونسيب العرسان
انقبض قلبها فبقدر كرهها لهذا الجد الا أنها لاتريد أن يتركوها وحدها مع يوسف
ملك.ليه ياجدى خليك قاعد شويه
نظر لها يوسف بنظره ماركه واقترب من أذنيها بينما يقف سالم ليغادر مع أبيه
يوسف.كدا كدا مصيرهم هيمشوا وهنبقى لوحدنا
لفت راسها له لتنظر فى عيونه الماكره المخيفه لينقبض قلبها بقوه لدرجه انها وضعت يدها بين ضلوعها
نظر يوسف ليدها
يوسف.اجمدى كدا عايزك جامده علشان تتحملى معايا
وغمز بعينيه بطريقه زادت خوفها
اعتدل فى وقفته ليسلم على الجد وعمه وقبل أن يصلوا للباب ليغادروا،صعدت ملك قفذا على السلم كانت تأمل أن تصل للغرفه سريعا وتغلق الباب فهى حقا لن تستطيع مواجهته إن كان قد سمع بحوارها مع زين كاملاً
وقبل أن تغلق الباب وجدت يده تمنع غلقه لا تعلم متى وصل لباب الحجره ولكنه دخل وعلى وجهه ابتسامه ساخره وعيون بها نظره ماكره سوداء وسند على الباب بظهره
اما ملك فكانت تشعر بالتوتر وصغر النفس أمامه فلقد كان رائع معها وساعدها كثيرا لا تعلم كيف سيكون تصرفه الان معها
يوسف.يعنى انتى لما تجرى زى الاطفال اللى خايفين من العقاب وتقفلى الباب انا مش هعرف اوصلك
بلعت غصه فى حلقها اى عقاب يتكلم عنه
شعر بازدياد توترها ليرمقها نظره حنونه فهى حقا مراهقه
تحرك ليجلس على مقعد وثير وشاور لها بأن تجلس أمامه ، تأكدت أنه لا مفر من المواجهه ولربما أيضا سيكون هناك عقاب
جلست أمامه بتوجس ليبدء الحديث
يوسف.بصى ياملك انا كنت شاكك أن فى حد فى حياتك وسألتك وانتى انكرتى لكن من الواضح انك كنتى بتكذبى عليا لما قلت لى أن سبب رفضك بجوازنا انك عايزه تكملى دراستك ،
تنهد ثم اكمل كلامه
يوسف . رفضك امبارح ليا كان ليا معنى من اتنين ملهمش تالت ياانما انتى بتحبى واحد تانى ومش قابله غيره يقرب منك او انك مش عذرا
انتفضت واقفه
ملك.انا مسمحلكش انا انسانه محترمه وعمر ماحد لمسنى حتى زين نفسه عمره ما لمس شعره منى.
ابتسم بمكر
يوسف.حلو اوى مين زين دا بقى اللى بتقولى عليه حتى زين نفسه ... واضح أنه حد مهم اوى
عادت لتجلس أمامه وتكلمت اخيرا
ملك.زين دا ابن صاحبة ماما الله يرحمها وكانوا جيرانا ،انا وزين اتربينا سوا هو كان كل حاجه ليا هو الوحيد اللى ماما كانت بتسمح لى انى اكون معاه حتى اصحابى البنات مكنتش بثق فيهم ابدا الوحيد اللى كانت بتثق فيه هو زين
صمتت قليلا لا تعرف كيف تكمل حديثها ولكنها أقنعت نفسها انه لابد من قول الحقيقه كامله
ليشاور لها يوسف أن تكمل حديثها
ملك.ابتديت احس أنه مصدر امان ليا ،صديق ، اخ ،ومع الوقت ابتديت احس أنه مينفعش يكون اخ لانى مش هقدر استغنى عنه ابدا
اكتشفت أنه بيحبنى واعترف لى بكدا و...
أوقفت الكلام عندما وجدت هذا الوريد فى رقبته ينتفض كانت تشعر أنه سينقض عليها فى ايه لحظه
يوسف.كملى كلامك متخافيش
تعرف جيدا أنه صادق وطالما قال لها أن لا تخاف فهى كهذا فى مأمن
أكملت كلامها بتردد
ملك.انا كمان اعترفت ليه بحبى واتفقنا اننا نكون لبعض مهما حصل.
جلس يوسف بأريحية فى مقعده الوثير ورفع إحدى حاجبيه
يوسف .علشان كدا انتى مش قادره تقولى له إنك متجوزه
ملك ....
يوسف.بصى ياملك خلينا متفقين انى راجل وبغير على اللى ليا ،انا ممكن اكون متفهم جدا وضعك ومتفهمه انك اجبرتى عليا،وان جوازنا دا فى نظرك غلط بس مينفعش نصلح الغلط بغلط وانك تكدبى عليا وعليه فاهمه ،انا لولا انى عارف انك عيله انا كنت علقتك و زمانك واخده علقة موت
بلعت غصه فى حلقها هل حقا من الممكن أن يفعل بها ما بقول
يوسف . بس افتكرى حاجتين اولا مش معنى انك عيله انى هعدى كل أخطائك لا العيله لو محتاجه تربيه فانا هربيها ثانيا افتكرى أن فى غلط مش هينفع اقول فى عيله وساعتها على قد ما كنت رحيم معاكى وبساعدك على قد ما هتشوفى قسوه مش هتتخيلى أنها موجوده اصلا
لاحظ صوت نفسها المرتفع وعدم قدرتها على الكلام ومن الواضح أيضا أنها مشتته الذهن
يوسف.بصى ياملك لانى عارف انك للاسف ملقتيش اللى يسمعك أو ينصحك فبدايتا انتى لازم تعرفى زين انك اتجوزتى ،عايزه تحكى له انك اجبرتى انك جوزوكى لواحد مش بتحبيه ان جدك كان حابسك وواخد موبايلك براحتك المهم أنه يعرف انك متجوزه
ثم تنهد وأكمل كلامه
يوسف.ياريت كان الحوار دا دار بينا قبل جوازنا كان يمكن ميكونش فى جواز اصلا ساعتها
ملك.يعنى انت كان فى ايدك أننا منتجوزش
يوسف .لا ولسبب واحد بس بحترم كلام جدى ،بس ساعتها كنت ممكن أقوله انك مخطوبه أو فى حد متكلم عليكى كان هيبقى ليها الف حل
ملك.طيب وليه مقولتش كدا من غير ما قولك
يوسف. هو انتى هبله اروح اقول لجدى واحد متكلم عليها ولما يسالنى فين أقوله معرفش
ياليتها لم تكذب
تكلم بحزم
يوسف. كلامى واضح تعرفى زين انك اتجوزتى وبعد كدا متتكلميش معاه تانى
نظرت له فجاءه هل يطلب منها أن لا تتكلم مع زين
ليترجم انفعالها البادى على وجهها
يوسف .ياريت كلامى يتكسر ساعتها هربيكى بطرقتى لان للاسف خالتى امل معرفتش تربيكى
ملك.انت مينفعش تقولى كدا
بدأت بالبكاء وقامت من أمامه وهمت أن تخرج من الحجره لم تكن تعرف أين ستذهب ولكن يجب أن تهرب من أمامه الان فهو حقا مرعب وكلامه جارح لربما معه حق فى كل كلمه
يوسف.رايحه فين استنى عندك
لفت له
ملك.عايز ايه تانى
تكلم بصيغه أمره لا تستدعى اى نقاش
يوسف .عايز اسمع حاضر
ملك....
ليتكلم بصوت مرتفع
يوسف. قولى حاضر
لتقول بتلقائية
ملك.حاضر
يوسف.تمام لو عايزه تنزلى انزلى بس امسحى وشك محدش يشوفك من الخدم بتعيطى
خرجت دون أن تتفوه لتهرب من أمامه مسحت دموعها أثناء نزولها وخرجت للحديقه جلست على إحدى الارائك كان هاتفها فى يدها لا تعلم كيف تخبر زين بأنها تزوجت تركت هاتفها بجانبها وبدأت دموعها فى النزول مجددا
كان يراقبها من نافذة حجرتهم عندما وجدها تبكى ليتنهد بأسى بقدر غضبه منها بقدر ما هو يتعاطف معها ويجسد المدعو زين على حبها له ،لا يعلم هل هو متساهل معها ام أنه حقا يراعى أنها أجبرت عليه وبين ليله وضحاها أصبحت زوجته فهو مؤمن بالحب لدرجه كبيره يشعر انها ضحية تسلط جده ويشعر أيضا أنه لربما لو كان أعطاهم فرصه قبل زواجهم لكان فاز بقلبها واستطاع ابن يخرج هذا المدعو زين لكن كان للجد رأى اخر .
جلست حوالى ساعتين تفكر فى قلبها الجريح وتفكر كيف سيكون رد فعل زين اذا علم أنها لم تصبح له وأنها الان متزوجه كيف ستخبره بالامر ،كيف ستقول له أنها تزوجت غيره !
جاءت سيده لتخبر ملك بأن الطعام جاهز وان يوسف ينتظرها
ملك.مش قادره اكل قولى له ملهاش نفس
نظرة لها سيده بتعجب وذهبت لتخبر يوسف برد ملك
ليأمر سيده بالانصراف ،خرج لها فى الحديقه وجلس بجانبها
يوسف .ملك هو انا الصبح مش طلبت منك انك تتعاملى عادى قدام الخدم والضيوف حصل ولا لا
ملك .وانا متعاملتش عادى فين
يوسف.يعنى واحده تانى يوم من جوازها ملهاش نفس تاكل ليه
ملك.عادى
يوسف .طيب ياملك براحتك ،قولى لى كلمتى زين وعرفتيه انك اتجوزتى
ملك.لا انا محتاجه وقت اجمع فى افكارى وأشوف هقوله ازاى
رفع حاجبيه باستنكار ومد يده ليأخذ الهاتف من جانبها
ملك.انت اخدته ليه
يوسف.لما تبقى تعرفى هتقولى له ايه ابقى تعالى خدى موبايلك
ملك.لا انا عايزه موبايلى
هز رأسه بالموافقه ثم فتح الهاتف ليخرج الشريحه التى بداخله ويعيده لها
ملك.ايه دا انت كدا عملت ايه انا عايزه شريحة الموبيل.
ليهز رأسه بالموافقه ويكسر لها الشريحه إلى نصفين ويفتح يدها ويضع فيها الشريحه المنكسره
لتغضب وتبدء فى البكاء
ملك.ليه كدا ليه انا مصدقت أنى اخد موبايلى
يوسف. لا انتى ماصدقتى تلاقى وسيله تكلمى بيها زين
وغمز لها بمكر وتركها .
مر باقى اليوم فى هدوء فدخلت حجرتها لتغير ملابسها ثم بدءت فى التحرك فى القصر وعندما أسدل الليل ستائره عادت لغرفتهم لتجده فى قاعته الرياضيه
لم يحدث بينهم اى مشاجرات لعدة أيام ،مرت الايام فى هدوء حيث كان يغادر صباحا للنادى ثم يعود ليتناول الطعام معها وكانت تحاول أن تتجنبه وغالبا تذهب لهبه فى بيت أبيها أو تأتى لها وتجلس الفتاتان ليتسامرون سويا
وبعد حوالى اربع ايام على هذا الروتين عاد زين من تدريبه فى النادى ليتناولون الطعام سويا
يوسف. لو تحبى تيجى معايا النادى بدل ما بتكونى لوحدك انا معنديش مانع
ملك.انا عايزه ارجع الكليه الدراسه ابتدت من اسبوع
نظر لها فجأة
يوسف .وهترجعى ازاى الكليه بتاعتك هتعيشى فين فى القاهره
ملك.بيت ماما فى فتره الدراسه وبعدين ارجع
كانت متاكده أنه سيرفض ولكنها تفاجئت
يوسف .تمام معنديش مانع
ملك.بجد يعنى ارجع من بكره القاهره
نظر لها بعيون ماكره
يوسف. اسمها هنرجع
ملك.مش فاهمه هو انت هتيجى معايا
يوسف.طبعا امال هسيب مراتى لوحدها وعمتا انا عامل اشتراك فى نادى الجزيره فى القاهره هقدر ادخل اتدرب هناك لغاية البطوله بتاعتى.
هزت ملك راسها بأستسلام وأنهت طعامها سريعا
صعدت لتعد حقيبتها
كانت تفكر ،ماذا ستقول لزين لابد أن يعرف الحقيقه كامله وتسأله ماذا بعد أن يعرف الحقيقه هل سترضخ للأمر الواقع،انها متزوجه من يوسف الراضى الملاكم الشهير ،الوسيم، الحنون ،ذو الشخصيه القويه، الصبور لأقصى الحدود ....
وجدت نفسها تفكر بيوسف بإيجابية ولكنها عادت لتتذكر تهديده لها كم كان مخيف عندما علم بامر زين بقدر تفهمه للأمر بقدر كونه مخيف تذكرت كلماته عندما قال لها أنه (العيله لو محتاجه تربيه فانا هربيها) لتترك الحقيبه وتجلس بجانبها ماذا سيفعل بها إن لم تستطيع أن تقول لزين أنه حقا مخيف ،بدء قلبها ينبض بقوه شديده عندما تذكرت هيئته أثناء تدريباته حاولت أن تنفض تلك الأفكار ولكنه دخل حجرتها ليجدها مغيبه ،
من المؤكد تفكر فى هذا المدعو زين ،
يوسف . بتفكرى فى ايه ياملك
هل تقول له أنها تفكر به من المؤكد أنه لم يصدقها
يوسف.بتفكرى فى زين؟
ملك.لا.
يوسف .كدابه
نظرت له لما يظن بها ،ثم جلس بجانبها بهدوء
يوسف.على فكره انا ممكن انا أعرفه انك متجوزة بس مش هيكون بالكلام
ملك.مش فاهمه
ابتسم بمكر
يوسف.اوعدك انك هتفهمى لو كلامى اتكسر ومعرفتيهوش بنفسك فى اقرب وقت
بلعت غصه فى حلقها لقد فهمت تهديده ، لينظر لها نظره ماركه ويغادر بهدوء
مر باقى اليوم دون أن يتكلمون سويا فلقد اعتادت أن تتجنب الكلام معه
جاء ميعاد سفرهم فى اليوم التالى لقد جهزت ملك حقيبتها وبالمثل يوسف ليغادروا بسيارته، كانت تريد أن تسافر بالقطار ولكنه رفض
استقلت معه سيارته بدء معها الحديث
يوسف. قولى لى ياملك هو زين كلية ايه
نظرت له ملك بتوجس
يوسف.مالك مش بتردى ليه
ملك .انت بقيت بتتكلم عنه كتير
ابتسم بتلقائية
يوسف.لازم اعرف خصمى كويس
ملك.زين مش خصمك هو ميعرفكش اصلا
يوسف.بس انا أعرفه
ملك.ممكن نتكلم فى اى حاجه تانى
يوسف.وانا موافق احكى لى عن حياتك فى القاهره مع خالتى امل
على الرغم من حدة الحديث السابق إلا أنها أرادت أن تتكلم معه ،قصت له الكثير عن والدتها عن اسلوبها،عن تحفظاتها واخيرا كم كانت حنونه رغم كل شئ
يوسف.انا فاكرها كويس اوى ياملك لما هربت بيكى كان عندى ثمن سنين كنت بحبها جدا ،عارفه ياملك لما ماما ماتت كنت بدعى كل يوم أنها ترجع بس علشان اشوف وش انى فيها وطبعا لما عرفت بخبر وفاتها حسيت بضياع املى فى انى اشوف تؤام أمى ،بس تعرفى انك شبهم اوى
نظرت له بفضول
ملك.انا شبه ماما
يوسف. جدا بس انتى على أشقى
ابتسمت لطريقته،فى حقيقة الأمر بدأت تشعر أنه قد يكون صديق رائع ،لو لم يعرف بامر زين لكانت الأمور بينهم ستسير بخير فلقد كان حنون وهادئ ومتفهم بمشاعرها لأقصى الحدود ،لكن منذ أن عرف بأمر زين وعلى الرغم من كون رد فعله هادئ إلا أنه قام بتهديدها عدة مرات
لم تدرك كم من الوقت مر فى هذا الطريق الطويل ولكن حقا كان الحديث مع يوسف ممتع فلقد تكلم معها عن بطولاته وتحدث أيضا معها عن بطولة الجمهوريه التى يتدرب جيدا لاجلها الان
وصلوا اخيرا لمنزل والدتها لتشعر بتلك الراحه التى افتقدتها بمجرد دخولها المنزل ،نظرت لهذا المقعد المفضل لوالدتها رحمها الله لتقترب منه وتجلس عليه ثم تنزل دمعه مع عيونها .
لاحظ يوسف تأثرها ليقترب منها ويلمس شعرها بحنان
يوسف.الله يرحمها
أرادت من أعماقها أن تحتضنه الان فذلك الاحتضان الذى منحها اياه يوم الفرح كان كفيل بجعلها مطمئنه وهى الان فى أمس الحاجة لهذا الامان لربما تريد الامان منه هو نفسه.
مر باقى اليوم فى هدوء
لتشرق الشمس فى صباح اليوم التالى ليذهبا كل منهم لوجهته
أخرجت هاتف والدتها الذى أخذته من المنزل واتصلت بزين لتخبره انها متواجده فى الكليه ،لم يصدق زين مايسمع لياتى لها سريعا
لقد قررت أن تخبره بزواجها ولكن بالتدريج
خلعت خاتم الزواج الذى فى يدها ووضعته فى جيب يتطلبها وانتظرته
لم يصدق زين أنه حقا سيراها استأذن من المحاضره وذهب لها سريعا
بمجرد رؤيتها له وعلى وجهه تلك الابتسامه التى طالما جعلتها سعيده انقبض قلبها من الألم ، لما كان القدر قاسي معهم ليفرقهم
مسك زين يدها
زين.انا مش مصدق كل دا ياملك بجد وحشتينى جدا
ملك.وانت كمان اوى يازين
زين.فهمينى ايه الحكايه وفين موبايلك وليه طول الوقت مقفول
وقبل أن تتكلم سمعت صوت من خلفها ينادى باسمها
لتنظر فتجد يوسف خلفها
اقترب يوسف بعين ماكره
يوسف.ملك ياحبيبتى انا التمرين بتاعتى اتاحل للساعه اربعه فقلت اهدى عليكى نروح نتغدا سوا
ثم نظر لزين الذى لا يفهم شئ وبدء يغضب ومد يده ليسلم عليه وبالمثل فعل زين
يوسف.اكيد انت زين ملك حكيت لى عنك كتير
ثم نظر لملك
يوسف.ايه يا ملك مش هتعرف زين انا ابقى مين
زين .لا عرفنى انت بنفسك انت تبقى مين وليه بتقولها حبيبتى
ابتسم يوسف بمكر
يوسف.اعرفك بنفسى انا يوسف الراضى بطل الجمهوريه تلت مرات فى الملاكمه والأهم انا جوز ملك

زين. ايه اللى انت بتقوله دا جوز مين حضرتك
ثم نظر لملك
زين.هو ايه اللى بيقوله الكابتن دا
ليتكلم بسخرية لاذعه
يوسف.ايه ياملك انتى ازاى مش قايله لزين انك اتجوزتى
شعر زين أنه فقد عقله هل هى كانت تتلاعب به هل خانت العهد الذى بينهم هل كانت تكذب عليه لقد عشقها بتفاصيلها لقد كانت هى الهواء الذى يانفين هل هذا هو جزاء حبه لها لقد كان السند لها دائما
نظر لها نظره اخيره



ولم يعلق بحرف واحد ولكنه هز رأسه بانكسار وغادر بدون أن يتكلم
ملك.زين ...زين استنى
اقترب يوسف من اذنها بعد أن أمسك بكتفها بعنف
يوسف.يلا ياحلوى معايا على العربيه علشان بينا حساب لازم نصفيه
ودفعها للامام بقوه لدرجة أنها كادت أن تسقط أرضا
لقدكان قلبها يعتصر من الالم نار تأيد به ،ارادت أن تبرر لزين ولكنه من المؤكد ظن أنها خائنه
لتجد تلك اليد الفولاذيه تمسك كتفها بعنف وتدفعها داخل السياره
قبل أن يلف ليركب بجانبها، فى حقيقة الأمر تناست للحظات زين من خوفها من هذا الثائر الذى يتملكه الغضب الان من المؤكد أنها ستتلقى عقاب منه .



تتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي