السابع عشر

اعتدل زين فى جلسته وقال له
زين .انت ايه اللى جابك وبتعمل ايه
ابتسم يوسف ابتسامه شيطانيه وقطع الخرطوم الموصل بيد زين ليتألم ويحاول أن يفر بنفسه ولكن يوسف كان من المؤكد اسرع منه ليمسكه ويلف هذا الخرطوم حول عنقه بقوه
حاول زين بكل ما أوتي له من قوه أن يردعه أو يبعد هذا الحبل عن عنقه ولكن  من المؤكد أنه لن يستطع أن يتصدى ليوسف الذى لف الخرطوم حول عنقه بيد وكتف ذراعى زين خلفه بيده الاخرى
يوسف.اهدى كدا واسمع الكلمتين اللى هقولهم لك وبدل ما انا حلو وطيب كدا معاك و بخنقك على خفيف هتلاقينى بشد  عليك وهتموت فى ايدى
زين.خفيف ايه روحى هتطلع  أبعد انا هوديك فى داهيه
يوسف.بس ياشاطر متقولش كلام انت مش قده المهم بس
و شد يوسف الخرطوم حول عنقه ليختنق أكثر زين
يوسف.انا كنت عارف انك واطى بس مش للدرجه دى وللاسف قلت لملك أنها تختار بينا بس اوعدك بعد اللى سمعته دا لخليها تمسحك من حياتها مش بس من قلبها واقولك انا مش هعرفها اللى سمعته وهخليها تختارنى من غير اى مجهود
ثم القاه بعنف بعيدا عنه وترك  ما فى يده
وهم أن يغادر ولكنه عاد ليأخذ الخرطوم معه
يوسف.هخليه معايا عارف ليه ولا لا
كان زين اوشك أن يفقد وعيه ولكنه كان يسمعه جيدا عندما اقترب من اذنه وقال له
يوسف .علشان لو لعبت بديلك تانى هعلقك بالخرطوم دا من رقبتك .
تركه وخرج ليعود ويجلس أمام حجرة ملك ،يشعر أنه احمق لأقصى الحدود كيف يجعلها تختار بينه وبين هذا الوغد المتلاعب كيف لها أن تراه رائع .

للاسف لا يصح أن يخبرها بما سمع، وإن أخبرها فمن المؤكد أنها لن تصدق ،اذن فلقد توصل لقرار أن لا يتركها له مهما كلفه الامر، وبعدما كان سيعطيها مطلق الحريه فى أن تختار فلن يسمح لها بأن تكمل مع زين حتى ولو اختارته فقط لأنه لن يتركها لوغد.

دخل الطبيب ليعطى ملك بعد المهدئات لانه لاحظ توترها ولم يمر الكثير من الوقت ليدخل ويجدها تغط فى نوم عميق تركها كما أمره الطبيب لهذا اليوم فى المستشفى ولكنه من المؤكد انه لن يتركها وحدها.
استيقظت فى اليوم التالى لتجد بجانبها الكثير من الزهور لقد كان المنظر حقا رائع وهذا الورود البنفسجيه أنها تعشقها ،من المؤكد أنه زين هو من احضرها،من المؤكد أنه تذكر كل شئ الان هكذا كانت تفكر لربما لانه الوحيد الذى يعرف كم تعشق تلك الزهور ولكن ياترى اين يوسف شعرت بانقباض فى قلبها  عند تذكرها لكلماته ولكنها من المؤكد أنها ستقول له أنها ستختاره هو
لم تنتبه لهذا الشخص الذى دخل الحجره الا عندما سمعت أحدهم يتكلم  بجانب اذنها ويقول لها
يوسف.عجبك الورد ياملك
لفت لتجده يوسف ،لتتكلم باندهاش
ملك.هو انت اللى جبت الورد دا
ليرفع إحدى حاجبيها باستنكار من سؤالها
يوسف.امال مستنيه مين يكون جابه
ملك.لا مش قصدى  حاجه  ...بس .....اصلك جايب الورد اللى بحبه ،انت عرفت ازاى انى بحب البنفسج
يوسف.اصل امل الله يرحمها كانت بتحبه جدا فتوقعت انك زيها زى ما انتى شبهها فى كل حاجه
ابتسمت ابتسامه رائعه ليدق قلبه لها بجنون ،لاول مره يرى تلك الابتسامه على وجهها
جاء صوت لمكالمه وارده على هاتف والدة ملك ابتسم بمكر واخرج الهاتف من جيب بنطاله لابد أنه الوغد يحاول الاتصال بها هل هو مجنون ليتصل برقمها وهى فى المستشفى ومريضه ومن المفترض أنه أيضا مريض
اعطاها الهاتف
يوسف.ردى على زين ياملك
لقد تذكرت كلماته أنها سيعطيها مطلق الحريه فى الإختيار بينهم ولكنها حسمت الأمر بأنه سيكون يوسف هو اختيارها حتى وإن قررت أن تخرج زين من حياتها نهائياً وإن كان هذا الأمر يؤرقها ولكن لابد أن يكون هناك خساره .
لتقطع كلماته وصلت افكارها
يوسف.بس افتحى مكبر الصوت
ماهذا الذى يقوله لما ؟
الم يعطيها المساحه الخاصه بها
يوسف.مالك اتصدمتى ليه هو انا معنى انى اقولك اختارى بينا انى اخليكى تكلمى راجل تانى وانتى على ذمتى واسيبك كمان لوحدك وانتى بتكلميه وخصوصا لو الشخص دا خصم ليا فيكى
ظلت مصدومه من كلماته إلى أن رأت لون الغضب فى عيناه وتكلم بطريقه محذرة
يوسف.ردى عليه وافتحى مكبر الصوت
بلعت غصه فى حلقها من أسلوبه معها فكيف يستطيع أن يتحول من هذا الرومانسي الذى احضر لها الورود المحببه لقلبها لهذا الشخص الذى تأيد بعينيه نيران قد تحرقها الان إن لم تطيعه

فتحت مكبر الصوت بعد أن أخذت منه الهاتف لترد على مكالمة زين ليسمع يوسف الحوار كامل بينهم
زين .ملك وحشتينى جدا
ملك.انت افتكرت خلاص يازين
نظرت لعيون يوسف التى كان بهم مكر مخيف
زين.افتكرت كل حاجه لما شوفتك،انا عملت حادثه علشان كنت راجع افهم يوسف انك كنتى هتهربى بس علشان تنقذى مستقبلك من واحد انانى مش عايزك ناجحه فى حياتك زيه ،بصراحه خفت يضربك انا لما بلغته برساله كان كل هدفى انى اخليه يعرف انك بتحبى واحد تانى أو بصراحه اوقع بينكم ،ملك انا بحبك وهفضل احبك
كان قلبها ينتفض رعبا من تلك النظرات التى بعيون يوسف
شاور لها يوسف لتتكلم معه
ملك.زين انا متجوزة ايه لازمه الكلام دا دلوقتى
زين.ملك حاولى تطلقى منه ونتحوز انا وانتى وهساعدك تكملى دراستك معايا فى كلية طب اللى ياما حلمنا ندخلها سوا هذاكرلك هكون جنبك وسندك
ملك.انا مش قادره اسامحك ولا عارفه اصدقك لقد كانت كلماتها صادقه للغايه لتكمل
ملك.انا مش عايزه اسيب يوسف يازين
وكأنها أرادت اخبار يوسف بقرارها وليس اخبار زين فى الهاتف
زين.ايه الهبل اللى انتى بتقوليه دا انتى مشدوده بس لشكله وشهرته اكيد منستيش اللى كان بينا وايامنا سوا
لقد كانت تلك الكلمات الاخيره من زين هى شعلة النار ليسحب يوسف الهاتف من يدها ويغادر فى هدوء ولكنه هو الهدوء الذى يسبق العاصفه.
ما معنى تلك الكلمات الاخيره ماذا كان بينهم هل هناك أكثر من الحب والعهد ،هكذا كان يتسال لم يهتم بكونها اختارته وفى حقيقه الامر أنه لم ينتبه الا لتلك الكلمات التى نطق بها هذا الاحمق،سيقتله الان هكذا كان يفكر عندما فتح حجرته ليجده غير موجود بها لعن نفسه أنه لم يقتله سابقا ،هذا الاحمق الوغد ليحصل عليه اولا ثم يفهم معنى كلماته فيما بعد ،نزل لاستقبال المستشفى ليعلم منهم أنه أخذ إذن خروج عاجل من المستشفى انس مساءاً.
قرر أن يعود ليرى ملك وليسألها ما معنى تلك الكلمات ولكن ليعود بها اولا لقصره،وبالفعل عاد لها ليجدها تمسك إحدى الازهار التى احضرها ولها وتنظر لها بعيون حزينه ،ياترى هل هى حزينه لأجل هذا الوغد.
نظرت له لتجد عيناه مشتعله وهذا الوريد ينتفض بعنقه بقوه ،لا تعلم لما تراه بهذا المظهر كانت تعتقد أن كلماتها لزين لربما تجعله اهدء هل هو لم ينتبه لأنها اختارته وتفضله عن زين ؟
ماذا به يجعله بهذا المظهر
يوسف.يلا ياملك انا سألت الدكتور وقالى أن ضغط الدم عندك بقى تمام وممكن نمشى وعملت إذن خروج يلا هنرجع سوهاج خمس دقائق وهرجع لك تكون الممرضه فكت اللى فى ايدك دا محل المحاليل
وبالفعل دخلت إحدى الفتيات من فريق التمريض لها وغادر يوسف
كانت إجراءات الخروج سريعه لم يكن يتكلم أو ينظر لها ولكن كانت عينيه تشتعل بنيران لا تعلم مصدرها ولو كانت النظرات تستطيع أن تقتل لكان كل من حولهم الان قتلى، ركبت معه السياره كان يقود بهدوء وينظر أمامه أرادت أن تسأله ما به لكن حقا تخاف من هيئته ووجهه المقفهر ، لقد كان أمس اكثر هدوءا حتى عندما قال لها أن تختار بينهم كان هادئ للغايه إذن ماذا حدث الان

كان عقله يتسأل سؤال واحد فقط ما معنى تلك الكلمات التى قالها هذا الاحمق هل كان بينهم بعض اللمسات ام أنها .....
انتهر أفكاره التى كانت ستجعل عقله يجن ولكن لابد أن يواجهها ويسألها بمنتهى الوضوح هل هى عذراء ام لا وماذا يقصد هذا الوغد ( بما كان بينهم وبأيامهم معا)
كانت المسافه بين المستشفى والقصر فى سوهاج ليس ببعيده فمن الواضح أن هذا الاحمق كما أسماه يوسف كان صادق بأنه كان سيأتى لهم وقت الحادث
دخلت معه القصر وهى تشعر بتوجس من نظرته وقفت مكانها لا تريد أن تصعد حجرتهم معه الان لشكله المريب للغايه
لاحظ أنها تقف مكانها ليتكلم بصوت صارم حاد هز كيانها
يوسف.واقفه ليه  اطلعى ورايا
كان أسلوبه الأمر الذى لا يحمل اى جدال يجعلها ترتعب هل سيعنفها ،لم يكن هذا هو السؤال الأرجح
لياتى السؤال لما أصبح غاضب بهذا الشكل ماذا حدث
دخلت ورائه الحجره واغلق الباب ورائهم وظل واقفا ثم شاور لها أن تجلس على هذا المقعد الوثير
لقد شعرت للحظات أنها ستدخل محاكمه أمام إحدى القضاه الغاضبين
يوسف.هسالك سؤال واحد ياملك وتردى بمنتهى الوضوح
لم تتفوه ملك وانتظرت سؤاله ولكنه سحب مقعد ليجلس أمامها وبالقرب منها ثم نظر فى أعينها وسأل
يوسف.ايه معنى الكلام اللى قالهولك زين
ملك.انهى كلام
يوسف.مترديش على سؤال بسؤال
شعرت بالقلق من طريقته
يوسف.ايه معنى أنه يقولك الايام اللى كانت بينا
ملك.العشره ....يقصد العشره
جلس بأريحيه على مقعده وسألها بطريقه محذره
يوسف.ميقصدش حاجه تانى يعنى
ملك.حاجه زى إيه
لقد ربط رفضها له يوم زفافهم وكلماته عن تلك الايام معا أنها من الممكن أن لا تكون عذراء ،ليسالها بدون تفكير فى كلماته
يوسف. يعنى ياملك الحيوان دا لمسك قبل كدا ولا لا  ،وانتى عذراء ولا لا!
لقد فقدت النطق بمعناه الحرفى أمام هذا الهراء الذى يتفوه به وادمعت عيناها ووضعت يدها على فاها.
للاسف عدم ردها اثار غضبه ليتكلم بصوت مرتفع محذر
يوسف.ردى على سؤالى
انتفضت واقفه وتكلمت بغضب وقوه لم يراهم فيها من قبل
ملك.انت ازاى تتهمنى اتهام زى دا وازاى اصلا تفكر فيا كدا انا محدش لمسنى ولا كان حد يقدر ابدا
يوسف.وايه اللى يأكد كلامك
شعرت بأن قلبها سيتوقف مما يقول
ملك.اتاكد بنفسك بس ساعتها عمرى ماهسامحك على اتهامك وهتندم
ثم انهارت باكيه وبقوه على هذا المقعد الوثير
لقد تكلمت أمامه بقوة مظلوم يدافع عن نفسه
ياالله ياليته يصدقها لن تحتمل  ابدا شك كهذا غير أنها ليست مستعده نفسيا على الاطلاق لان تصبح زوجته بما فى الكلمه من معنى الان فقط ليتاكد من كونها عذراء.
نظر لتلك الباكيه وتسأل اى حماقه تفوه بها ليجلس بجانبها ويلمس كتفها لمسه حنونه
يوسف.انا اسف
نظرت له لترى وجهه أصبح هادئ
يوسف.انا بغير من الحيوان دا جدا ونفسي اقتله بايدى وكلامه وثقته وهو بيتكلم ورفضك ليا يوم فرحنا خلونى اتجنن ،حقك عليا ياملك
نظرت له بعيون دامعه وبنظره بها براءه
ملك.يعنى انت مصدقنى
يوسف .اه ياملك مصدقك
لمس شعرها الحريرى بيده وبيده الأخرى مسح دموعها لقد عادت لون عيونه كما كانت ولكنها أيضا بداخلها  قلق لتحوله المفاجئ ،انه يصبح حقا مخيف فى الكثير من الأوقات
لا تعلم لما قامت بعيدا عنه فلقد شعرت للحظات أن هناك قوى مغناطيسية تخرج من تلك العيون التى أمامها تجذبها له و بقوه
لاتعلم كيف وجدت نفسها فى حديقة القصر هاربه من تلك المشاعر الغريبه عنها ،اصبحت متاكده أنها تعشقه وان لامفر من اختيارها له
مر باقى الساعات فى هذا اليوم بهدوء وعند صعودها لحجرتهم قررت أن تذهب لحجرة هبه لتنام وعند مرورها بجانب حجرتها وقبل فتحها لباب حجرة هبه سمعت صوته
يوسف.ملك رايحه فين
ماهذا الم يكن فى قاعته الرياضيه لقد كان يرتدى ملابسه على مايبدو أنه كان بالخارج كيف لم تلاحظ دخوله وخروجه من القصر
يوسف.مش بتردى ليه
ملك.هنام فى
وقبل أن تكمل كلامها
يوسف.مفيش نوم غير معايا وعلى سريرى ياملك وبيتهى لى انتى عارفه انى لو عايز حاجه منك كونك تنامى فى مكان بعيد عنى مش  هيمنعنى
كان كلامه الصارم غير قابل للنقاش لتدخل حجرتهم ،لتجد الطاوله عليها بعض الاطعمه والمشروبات لقد كانت جائعه بالفعل للغايه جلسوا معا ليتناولوا طعامهم فى هدوء،الى أن تكلم يوسف لاستفسار
يوسف.تحبى ترجعى كليتك امتى
نظرت له لاتصدق ما تسمع هل هو سيجعلها تكمل دراستها
نظر لها ليترجم نظراتها ثم عاد لينظر لطعامه الذى يتناوله
يوسف.اكيدا ياملك مكنتش هدمر مستقبلك انا بس كنت بوريكى انا ممكن اعمل ايه
انت حقا رائع أرادت أن تحتضنه بشده ولكنها تخجل فعل هذا ،الم يستطيع قول ما قاله الان منذ عدة أيام لكانت لم تفكر فى الهروب
كانت عيناها تفضح مشاعرها لينظر لها غير مصدق مايراه بهم هل هى نظرات اعجاب أم امتنان ،الم تكن تلك النظرات تخص العشاق فقط ،لينتهر أفكاره من المؤكد أنها لم تصل لمرحلة العشق .
ملك.انت انسان رائع يايوسف
يوسف. دا علشان هخليكى تكملى دراستك ولا علشان انا رائع بجد ...وغمز لها مشاكسا
أرادت أن تقول له أنه رائع بكل ما أوتي بالكلمه من معنى فكم هو ناجح فى حياته فهو ملاكم شهير ،كم هو جذاب ووسيم، كم هو ذو شخصيه قويه ، كم هو أيضا سند يستطيع أن يدافع عنها ضد العالم أجمع ،كم هو متساهل معها أيضا لقد تساهل معها فى العديد من الأمور على الرغم من أن قسوته قد تكون مهلكه الا أنه حقا رائع أرادت أن تقول له أن أثناء وجودها فى حضرته تشعر أنها تستطيع أن تقف أمام العالم أجمع
ولكنها لم تقل سوى
ملك . انت رائع علشان ....علشان سامحتنى على كل العك اللى  عملته
يوسف.ماشى ياملك من بكره هترجعى الكليه بتاعتك هرجعك القاهره ولو احتاجتى اى حاجه انا هكون موجود
لم تفهم كلماته هل سيتركها وحدها ،الم ياتى معها،وكما كان دوما قرأ افكارها
يوسف.انا هسيبك فى القاهره وهرجع سوهاج لان المدرب بتاعى عايش هنا وانا لازم اكون معاه الفتره دى عايز أركز فى المباراه ياملك
ملك.هل يبعدها عن حياته لقد شعرت بفقدانها للشهيه اى هراء يتفوه به الان ،تركت طعامها وقامت لتغتسل
كانت عيونه الماكره تدل على أنه سيصل لهدفه بهذا الفراق الخادع
تتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي