٢ حب مشمول بالفشل

لا زالت على فطرتها حتى بعد زواجها يشتعل وجهها حرجًا لذا ما أن سمعت هنا صوت همس حتى ابتعدت عن فضل الذي استدار لشقيقته حاجبًا هنا بجسده عنها لتهدأ نوبة خجلها وابتسم قائلًا:
- للمرة الأولى أركِ وقد استيقظتِ مبكرًا، حسنًا لا عليك أنا لن أؤخرك أبدًا على موعدك، فقط امنحيني القليل من الوقت سأغتسل وأبدل ثيابي وأتيكِ سريعًا.

هزت همس رأسها وابتعدت هي الأخرى تشعر بالحيرة لخجل ابنة عمها واتجهت لتجلس أمام التلفاز وأخذت تبحث عن إحدى القنوات، لتسمع صوت هنا تسألها بصوتٍ مهتز:
- همس ألا تعلمين إن كان جدول اختباراتي تم وضعه أم لا؟

علقت همس عينيها بالتلفاز وأجابتها باستنكار:
- أَحَقَّا تسألين هنا، أنا لا أصدق أنك تسألين عن أَمْرًا كهذا ونحن لم نبدأ بعد حسنًا أنا سأزيح عن كاهلك ثقل الجدول وأخبرك بأنه لم يوضع بعد وأعدك بأن آتِيكِ به ما أن يتم نشره، والآن اتركيني أنعم بمتابعة مسلسلي قبل أن يظهر فضل ونغادر.

وبعد مرور ربع ساعة قضتها همس بين مزاح زائف ووجه معتل بابتسامة باهتة، انتهت من تناول إفطارها وسارعت بالوقوف تنتظر مجيء شقيقها فضل، الذي وقف يرمقها بنظراتٍ متفحصة لا يدر لما يشعر بخوف مُبهم نحو همس لا يُريدها أن تغادر، ومن مكانها تابعت هنا شرود فضل وتحديقه بوجه همس وقطبت جبهتها وتساءلت هل يمكن أن يكون الشك تسلل إلى نفس فضل؟ زفرت بخوف ودعت الله ألا يكتشف فضل أو ابن عمها الأكبر عِلاقة همس بآدم وإلا ستكون العواقب وخيمة عليها هي قبل همس.

لم تصدق همس أنها أخيرًا وصلت إلى وجهتها فودعت شقيقها بابتسامة شاحبة وغادرت سيارته وجالت بعينيها حولها تبحث عنه مثل كل يوم قبل ولوجها إلى داخل حرم الجامعة، تنهدت بحزن بعدما أصابتها خيبة الأمل لعدم رؤيتها له، وتوجهت صوب مدرجها وهي تنظر أرضًا بفكر مشغول لا تصدق أنه أختار الابتعاد عنها وضحى بها بسهولة لخلافها الأخير معه بسبب إلحاحه عليها أن يتزوجا سرا بعدما أخفق بإقناع أسرته بالموافقة عليها، صدمها يومها رفض والديه لها دون أن يعرفا عنها شيء وألمها تقليلهم من شأنها، فثار كبريائها ووقفت تحدق به بغضب وقالت:
- أشكرك جزيل الشكر آدم على تلك الكلمات الجارحة التي أخبرتني إياها عن لسان والدك، حقًا أنا لم أتخيل يومًا أن تقف بلا حول أو قوة هكذا وتدعهم يخوضون بسمعتي ويقولون عني حديثًا باطلًا أتعلم أنت لم تخطأ بل أنا المخطئة هُنا أنا من سمحت لك ولوالدك بأن تسبون أسرتي، أنا أخطأت يوم أحببتك ليتني استمعت إلى نصيحة ابنة عمي هي حذرتني من أن أتمادى معك وأخبرتني ألا أسلمك مشاعري وقلبي، حذرتني من مغبة تهوري وأن بأقصى أحلامي وإن وافق والدك على ارتباطنا لن يوافق والدي وشقيقي أبدا، خاصة شقيقي فهو متمسك بتقاليد الأسرة أكثر من الجميع وينفذها حتى وإن وضعوا السيف على عنقه.

جلس آدم يستمع إليها ليقف مسرعا أمامها ويقول:
- كُفِ همس عن حديثك ذاك أرجوك لا تتسرعي وتطلقين أحكام واهية ولا تظني أني وقفت أمامهم بلا حِراك، لا همس أنا لم أتقبل حديث والدي عنكِ أو عن أسرتك رفضت الإنصات إلى كلماته وحديثه الفارغ، فأنا أعرفك بالقدر الكافي لي ولم أهتم برأي والدي بكِ لذا رحلت، نعم أنا رحلت عن المنزل همس تركت لوالدي سيارتي وأموالي وكل شيء ورحلت من أجلك وأخبرته أنكِ لست مجرد فتاة عادية، لا بل أنتِ مالكة فؤادي وحبي وأني مهما قال عنكِ لن أترككِ ولن ابتعد وأفهمته أنني متشبث بقرار زواجي منك.

حدق بعينيها ليرى داخلهما بريق غريب، فتنهد وهو يمرر يده بين خصلات شعره وأردف مُضيفًا:
- لم أتخيل أن يأتي يوم وتتهمِيني بالتقاعس وأنا الذي سعيت نحوك وطلبي لزواجي العرفي منك ليس تقليلًا لشأنك، وإنما هي خطوة اتخذتها لكي أقلل المسافة التي تتسع بيننا وكذلك يكون زواجنا العرفي هو ورقة الضغط التي سأضعها نصب أعين الجميع.

تبدل صوته من الشدة إلى اللين بقوله:
- أرجوكِ همس انظري لي جيدًا فأنا لست بالكاذب أبدًا وتذكري أني توسلت سابقًا أن تدعيني أخوض فرصتي وأسافر إلى والدك لأقنعة ولكنكِ رفضتِ، لذا لا تحكمي عليّ أن أحيا بالعذاب بعيدًا عنك فأنا أعشقك وعلى أتم الاستعداد للسفر لأسرتك والتحدث مع شقيقك، صدقيني أنا قادر على إقناعه وإقناع شقيقك فضل الذي حذرتني من التحدث معه أريد مقابلته أرجوكِ همس دعي لي الفرصة لأطلب يدك كما أريد.

حاولت أن تستعيد هدوءها وهي تفكر في حديثه، هي من رفضت حقًا لأنها تعلم أنه سيقابل بالرفض وبمجرد مغادرته سيأمرها أخيها طاهر بالعودة إلى البلد منهيًا مسيرة تعليمها، حينها انتبهت لنظرات آدم فقالت:
- آدم أن رفضي لسفرك لأني أعلم كيف سيكون الوضع معك فأنا أدرى بأهلي منك وأخبرتك سابقًا أن عقليتهم عقيمة لا يزالون يتمسكون بالتقاليد البالية والمعتقدات التي عفى عنها الزمن، وإن أنت ذهبت إليهم بمفردك سيكون الوضع كارثي فقط الفرصة الوحيدة لنا معًا أن تتقدم لخطبتي وبرفقتك والدك.

زفر آدم بضيق وهز رأسه بيأس لحديثها الذي لا يتغير وقال:
- أنتِ تجعلينني أشعر بالعجز التام لا تتيحي لي الفرصة لأتنفس وأفكر، كبلتي يديا برفضك هذا لكل حل أبديته لكِ رفضتِ الزواج مني عُرفيًا فماذا عليّ أن أفعل لأحظى بكِ همس؟

غضت بصرها عنه وأدارت وجهها وقالت بيأس:
- حقًا أنا لا أعلم يا آدم ما العمل؟ وعجزك هذا أنا أشعر به أضعافًا مضاعفة!

رمقها بعصبية ليقول بحدة بعدما يأس من الحديث معها وإقناعها:
- حسنًا همس أنتِ تأخذِينني معك لطريق نهايته حائط صد وتضعين العراقيل أمامي فكيف سأعبر كل تلك الحواجز وأنا بمفردي، أ تعلمين أمرًا أنا سأرحل وحين تجدين حلًا أبلغيني وداعًا.

فرت دمعة دون إرادتها ومسحتها سريعًا قبل يلاحظها أحد من زملائها ليعترض طريقها جسدا ما، فرفعت عيناها لتقف وعيناها متسعة تحدق به لتسرع بالالتفات برأسها تنظر إلى بوابة الدخول بحثا عن أخيها لتعود بعينيها من جديد إليه وتحدق باضطراب، وقف أمامها ينظر إليها وفجأة مَدّ يده وجذبها إلى خارج الجامعة مرة أخرى وفتح باب سيارته وأجلسها بداخلها ولدهشتها لم تعترض حتى حين استقل مقعده وأدار سيارته وانطلق بها مسرعا، ازدردت همس لعابها وهي تحدق بجانب وجهه فلاحظت تصلب ملامحه وانتظرت أن يُحدثها أولا ولكنه التزم الصمت، ليصف السيارة فجأة أمام إحدى البنايات وغادر والتف إلى جانبها وفتح لها باب السيارة، فغادرت هي الأخرى تحدق به بحيرة ليمد يده مرة أخرى جاذبًا إياها لتسير خلفه بهرولة طفيفة وقلبها يخفق وعقلها يتساءل لِما تلزم الصمت وتتبعه؟ وقفت همس بجانبه داخل المصعد حتى توقف في الطابق الثالث عشر ليغادره مصطحبا إياها ووقفا أمام باب إحدى الشقق وأخرج مفتاحها من جيبه وفتح بابها وأشار إليها بالولوج، فتجمدت وهي تحدق به بقلق، أغمض عيناه وكأنه يكظم غيظه وقال من بين أسنانه:
- لِما تحدقين بِي وكأني غريبًا؟

صمت آدم وأمعن النظر بها وما أن أدرك ما تُفكر به همس حتى أردف مُضيفًا:
- فهمت أنتِ لا تثقين بِي بالقدر الكافي حسنًا همس بإمكانك الرحيل أن كان تفكيرك بشخصي وضيعًا، أما إن كنتِ على ثقة كبيرة بحبي لكِ فتفضلي همس إلى الداخل وأعلمي أني جئت بكِ إلى هنا فقط لنتحدث معًا دون أن يزعجنا أحد حتى نصل إلى حل يُرضينا سويًا، فأنا لا أريد خسارتك بأي حال من الأحوال رُغم حزني بسبب مقاطعتك لي أهنتُ عليكِ همس أسبوعٌ مر بِرُمَّته وأنتِ بعيدة عني لم تتواصلي معي ولو بكلمة واحدة، أ لهذه الدرجة لم يشعر قلبك باشتياقي لكِ!

فركت همس كفيها لتقرر الولوج وسبقته إلى داخل الشِّقَّة وأخذت تجول فيها بعينيها، ليلج آدم خلفها وأغلق باب الشِّقَّة واتجه إلى الشرفة وفتحها على مصرعيها وجلس على الأريكة القريبة منها، وأشار إليها لتتقدم بالجلوس بجانبه، وانصاعت همسة له وجلست بارتباك تنظر أرضًا وسمعت صوت تنفسه وشعرت أنه يعاني مثلها الم البعد والفراق، فالتفت آدم إليها وقال:
- آه يا همس لو تعلمي كيف مرت تلك الأيام وأنتِ بعيدة عني اشتقتك كثيرًا وافتقدتك أكثر مما تتخيلين، أسبوع مر كالجحيم لن تفي الكلمات حق وصف إحساسي بالعذاب دونك، همس أنا لما أكف خلال الأيام الماضية عن البحث عن حل لنا، حتى أني تواصلت مع أصدقاء لأبي ليتوسط أحدهم لي عنده بعدما فاجأني بأمر رغبته بارتباطي بابنة شريكه بالعمل لقد وصل به الأمر لتهميشي وإبلاغي بموعد قراءة فتحتي عليها، حتى أني تحدثت مع سامر صديقي ووضحت له الأمر فأخبرني بذاك الحل الذي رفضته أنتِ زواجنا العرفي، أخبرني بأنه الحل الأمثل لنضع الجميع أمام الأمر الواقع كي يخضعوا لرغبتنا وحين شرحت له تقاليد أسرتك وتفكيرهم، أبلغني أن انتظر حتى تنتهي مدّة دراستك وأذهب إلى والدك كما ترغبين بعد انتهاء الدراسة، ولكني أشعر بالخوف همس أخاف أن أتفاجأ بكِ تبلغيني بأمر تقدم أحد أفراد عمومتك كما يحدث للبعض، حينها صدقًا أنا لا أعلم ماذا سيحدث لي أظنني سأموت دونك همس.

لامستها كلماته وإحساسه بالحب إليها وتمسكه بها، فلمعت عيناها بالحب ومدت يدها ولمست أصابعه ونظرت إلى عينيه ولاحظت أنفاسه المضطربة، فقبض آدم على أصابعها محتضنا إياها براحتيه وانحنى وقبل أناملها وهو يهمس بحبه لها وعشقه، لترتجف فتلك هي المرة الأولى التي تلمسها شفتاه، فجذبت يدها المرتعشة تحاول إخفاء اضطرابها ووقفت سريعًا وتقدمت إلى الشرفة وقالت بصوت إِرْتَجَفَ لعِظم إحساسها:
- آدم أن لساني يعجز عن الحديث فأنا لا أجد كلام يفي حقك أو يفيد بحل لنا، أتعلم أن حبي لك ازداد بداخلي فأنت تسعى لارتباطي بك وتتمسك بي، لذا أنا سأحاول إيجاد حلًا فقط دعنا ننتظر انتهاء هذا الفصل الدراسي، أتعلم أنا سأتحدث مع والدي بالأمر وسأخبرك لتأتي لطلب يدي منه، فوالدي إن تقبلك وأحبك حتمًا سيرغم شقيقي الكبير على تقبلك والموافقة عليك، لذا أنا أريدك أن تكسب والدي لصفك حتى لا يستطيع أحد معارضه قراره أبدًا وعليك كذلك الحذر من أشقائي هم يحبوني ولكن بداخلهم عصبية قبلية لا مثيل لها، حتى فضل شقيقي رُغم سنواته التي قضاها هنا إلا أن تفكيره كتفكير شقيقي طاهر.

تحرك آدم من مكانه ووقف بجانبها وقال بقلق:
- حسنًا أنا أوافقك تماما على تلك الخطوة ولكن بداخلي ما زلت أشعر بالريبة، فكيف سيكون الأمر أن فشلت بمهمتي ولم يوافق والدكِ عليّ؟

حدقت همسة بوجه آدم الخائف وانتقلت إليها حالة الخوف والقلق، لتزفر بأسى وتقول:
- حينها سنعود للحل الوحيد الذي أرفضه فهم لم يدعو لنا أي طريق أخر نسلكه.

سألها آدم ليقطع ظنونه بيقين إجابتها:
- ماذا تعنين همس؟

زفرت بحزن ولكنها سرعان ما نفضت حزنها بعيدًا عنها وأردفت بجدية:
- سأتزوجك آدم عُرفيًا كما طلبت مني وسأرافقك في سفرك إلى الخارج فأنا حينها لن أبقى على من يريد لي الحزن، سأترك لهم البلدة كُلها وأرحل معك.

لانت أسارير وجهه وابتسم بهدوء وقال:
- هل تعنين ما تقولين همس، أحقًا ستفعلين.

أومأت همس فاتسعت ابتسامة آدم وقال:
- حسنًا أن كان حديثك هذا فهيا بنا الآن نذهب.

وقفت تتابعه وهو يتجه صوب الباب، فقالت تساله بفضول:
- إلى أين آدم أخبرني إلى أين سنذهب؟

غمز إليها وهو يمد يده للباب وفتحه وأجابها بصوت عاشق:
- سأعيدك إلى الجامعة مرة أخرى كي تتابعي محاضراتك حتى ينتهي هذا الفصل الدراسي على خير وأذهب إلى والدك وأطلب يدك منه، فأنا لا أريده أن يخبرني بأني عطلت مسيرتك التعليمية.


وفي إحدى مدن الصعيد ولج طاهر إلى ساحة المنزل عاقد الحاجبين يفكر في طلب ابن خالِه، فاصطدم بزوجته فايزة التي تفاجأت بعودته فصاح بها بحدة قائلا:
- ويحك يا امرأة ألا تبصرين الطريق أمامك ألم تريني أقف.

تراجع طاهر وحدق بها بعيون ضيقة ولاحظ ارتباكها فأردف موقفا الكلمات على لسانها يسألها:
- أخبريني فايزة لما ترتدين ثيابك تلك فهل أنتِ على موعد ما؟ أخبريني يا زوجتي العزيزة أكنتِ ستغادرين منزلي دون أن تُبلغيني.

من نظراتها المذعورة أدرك طاهر أنها كانت ستغادر حقًا دون أن تُعلمه فاستشاط غضبًا وصاح مستكملًا حديثه:
- أنا لا أصدق فعلتك تلك تغادرين دون إذني كأني لا شيء بحياتك.

اتسعت عيناها وعقلها يخبرها أنها هالكة لا محال فهي اختارت تلك الساعة لتغادر إلى وجهتها لعلمها أنه لن يعود قبل المساء مثل كل ليلة وبالتالي لن يعلم بمغادرتها، ازدردت فايزة لعابها وفركت كفيها باضطراب وقالت بصوت مهزوز:
- لا طاهر إن سبب ذهابي على عجل هو هو مرض أمي، صدقني هذا هو السبب الذي جعلني أسرع بالمغادرة دون إبلاغك فأمي مريضة وأردت الذَّهاب لأطمئن عليها، فكما تعلم يا طاهر هي تعيش بمفردها تمامًا وو...

صمتت وعيناها تهرب من تحديقه بها لتسأله في محاولة لإبعاد تفكيره عنها وقالت:
- ولكن يا طاهر ليس من عادتك أن تعود مبكرًا، أخبرني أكل شيء بخير أم أن هناك أمرًا ما قد حدث معك و.

أشار بيده لتصمت وقال وهو يزفر أنفاسه بنفاذ صبر:
- أخبرتك سابقًا ألا شأن لكِ بعملي فايزة والآن أخبريني أين والدي فأنا لا أراه.

امتعضت ملامحها بضيق أمام قسوته وودت لو كان حنونًا ودودُا معها بدلًا من جفائه وصلابته تلك حتمًا لكانت حياتها معه مختلفة عما هي عليه، انتبهت فايزة لنظرات طاهر الحادة فأجابته:
- خالي يجلس بمكتبه منذ استيقظ وأمر ألا يزعجه أحد، أتعلم هو على هذا الحالمنذ البارحة لا يتحدث إلى أحد حتى الطعام رفض تناوله.

تذمر طاهر من استرسال فايزة بالحديث فقال وهو يبتعد عنها:
- حسنًا يكفي حديث فايزة والآن أذهبي إلى والدتك واطمئني عليها وعودي باكرًا، ولا تنسي أخبارها بأني سأذهب لأطمئن على صحتها مساءًا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي