6 وئدت بيدها

- لماذا ظلمتني هكذا يا ابن عمي؟ لِما كسرتني بيدك بعدما وعدتني سابقًا أن تحميني وتداوي آلامي؟ كيف استطاع قلبك الذي أخبرتني أني أسكنه أن يظلمني؟ أتعلم أني وكلت الله بأمري معك فليس لي دخل أبدًا بفرار همس أقسم بالله يا ابن عمي أني حاولت معها كثيرًا لتبتعد عن ذاك الشاب، أخبرتها أنه يتلاعب بها وأنه ليس كما يحاول أن يظهر أمامها كنت أعلم صدقني كنت أعلم وقلبي أدرك أن بالأمر أكذوبه، ولكنها لم تصدق كلماتي ورفضت الاستماع إلى تحذيري وللأسف تحققت مخاوفي وباتت يقين بعد ما حدث لهمس فرت هي لتُغتال بكل خسة على يد قلوب انتزعت منها الرحمة، ووضعتني أنا بذلك المأزق الصعب وضعتني بموضع الاتهام أمامك وأمام عمي وأنا...

أجفلتها لمسة فوق كتفها جعلتها تبتر أفكارها والتفتت بخوف لترى عمها يقف إلى جوارها شامخا مرفوع الرأس يرتدي جلبابه، فزفرت بترقب وسألته بصوتٍ مرتجف:
- متى جئت يا عمي؟

حدق بها بوجه غامض وأهمل سؤالها وقال:
- جئت منذ قليل برفقة طاهر والآن اتركيني يا ابنتي برفقة ابني قليلًا غادري ودعيني أجلس معه بمفردي.

هبت مسرعة من مكانها ومدت يدها عدلت حجابها وثبتت نقابها وقالت:
- كما تأمرني عمي سأغادر ولن أزعجك بوجودي.

غادرت تنفيذا لأمر عمها فهي تخشاه خاصةً حين يعقد حاجبيه هكذا ويسود وجهه تشعر بأنه سيقبض روحها وكيف لا بعد اتهام فضل لها، وقفت بجوار الباب منكسة الرأس لا تقو على الابتعاد وارتجف جسدها ذعرا ما أن سمعت صوت طاهر يسألها بصرامة:
- لِما أنتِ هُنا؟ ولِما لستِ برفقة فضل؟ أليس عليكِ كزوجة أن تلزمي جوار زوجك ولا تغادري أبدًا!

استدارت هنا وهي تزدرد لعابها بخوف لتزداد رهبتها برؤيتها ملامحه الغاضبة، فأجابته بصوت خافت مهتز:
- كنت جواره ولكن طلب مني عمي أن أغادر الغرفة وأتركه بمفرده برفقة فضل.

تحديقه بها جعلها ترفع يدها بتلقائية تشد نقابها خَشْيَة أن يكون وجهها مكشوف، لتنتفض بشدة حين قبضت يداه فجأة على يدها، ونظر إليها باتهام وهو يجذبها بعيدًا عن غرفة أخيه وقال بصوته الصارم:
- ألن تخبريني الحقيقة يا هنا ألن تعترفي بتواطؤِك مع همس لتفر، أخبريني كيف سمحتِ لها بالهروب وأنتِ تعلمين أن فعلتها تلك ستوصمها بالعار.

ارتعاشه جسدها بين يديه أعلمته أنها مذعورة وبشدة فضغط بقوة أكبر وأردف:
- وضعتي رؤوسنا جميعًا في الوحل يا هنا بمساعدتك لهمس بالخروج لتقابل حبيبها، وصمتنا بالعار لذا أخبريني كيف تشعرين الآن بعدما قُتلت همس كيف تشعرين ونحن نقف منكسي الرأس أمام الجميع بسبب ما حدث؟ أخبريني أهان عليكِ فضل وما حدث له بعدما رأى صورة همس وهي جثة بلا حياة! أخبريني ألم يرأف قلبك بما أصابه أيُرضيكِ غيبوبته تلك ونحن نقف بلا حول أو قوة لا نعلم إن كان سيتعافى ويغادر المشفى أم سيرحمه الله من العار الذي لوثنا.

- أترك ابنة عمك يا طاهر فمنذ متى ونحن نتطاول على بناتنا.
قالها عبد الحميد بعدما غادر غرفة ابنه ولسانه يبتهل إلى الله يدعوه أن يشفي ولده ويسترد عافيته، فنفض طاهر يده باشمئزاز عنها استجابة لأمر والده وقال ونظراته تتوعدها:
- استعدي فنحن جميعنا سنعود إلى البلدة وذلك بعد أن نطمئن على شقيقي فأنتِ لن تعيشي بمفردك هنا وزوجك بالمشفى.

ربتت يد عبد الحميد على كتف ولده طاهر وقال وهو ينكس رأسه أرضا:
- أخبرني يا طاهر هل تسلمت جسد شقيقتك من المشفى وتصاريح الدفن.

تغيرت ملامح وجه طاهر وأظلم وشعرت هنا بالرعب من احمرار وجهه وبرزت أوردته ونفرت كأن يدا تقبض على عنقه بعنف وقال:
- نعم تسلمتها يا والدي فوكيل النائب العام أخبرني أن التسجيلات التي تم أذاعتها وضحت بأن همس هي من قامت بقتل نفسها قبل أن يمسسها أحد، لذا أنا أريدك أن تطمئن يا والدي فـ شقيقتي عاشت وماتت محافظة على نفسها وشرفها وما حدث بعد ذلك لا يُعيبها أبدًا ولا نحن.

استند عبد الحميد على الحائط بضعف وفرت دمعة من عينه حاول أن يخفيها عن ابنه طاهر الذي وقف أمامه كالصقر وخشى أن يبيح بما يود قوله فهو ورغم أنه ابنه إلا أنه يخشى ردة فعله، فالجميع يهاب طاهر صاحب القلب القاسي حاكم الصعيد أحس طاهر بضعف أبيه وأشفق عليه مما سيناله من أقاويل وأحس بما يؤلم قلبه ويؤرق فكر والده، فقال وهو يحدق بهنا بغضب ونظراته تحملها مسؤولية ما حدث:
- أبي لا تخفض رأسك أبدًا فأنا أقسم لك أني سأخذ بثأر أختي ولن أسمح أبدًا لأحد بأن يُحني لك قامة، وأعلم بأننا لن نقيم أي مراسم عزاء قبل أن أسترد حقها وأعدك بأن أنال من ذاك الذي مسها وهتك عرضها ولم يُراع حُرمة موتها.


دلف إلى منزله ينادي بصوت حاني وعيناه تبحث عنها في كل مكان، فهرولت إليه وهي تضحك بعفوية وارتمت بين ذراعيه وهي تصيح بمرح:
- أخبرني أبي أولًا ماذا جلبت لي معك؟ فأنا لم أنس وعدك لي بأنك ستأتيني بهدية فريدة ومختلفة عن كل مرة.

أوقف وليد سيل كلماتها فهو يُدرك مطلبها الذي لن ينفذه لها أبدًا، فاحتضنها وقبل وجنتها وحملها ودار بها وقال:
- جلبت لحبيبتي ملك الكثير من الحلوى كما جلبت لها!

صمت وحدق بوجهها الذي بهت وخبت ابتسامته فرفع حاجبه بتساؤل، في حين زمت ملك شفتيها وزفرت بقوة ولكن ما أن أعادها إلى مكانها أرضًا أمامه وأخرج عُلبة الحلوى حتى عادت ابتسامتها التي اعتادت رسمها فوق شفتيها، كي لا تتسبب بحزنه وسألته بأمل وهى تحتضن العُلبة:
- ماذا أيضًا يا والدي أخبرني أرجوك؟

ربت فوق رأسها وابتسم وأردف:
- اشتريت لكِ الدُمية التي حدثتك عنها بعدما طلبت أن تصمم خصيصًا من أجلك من أجل ابنتي ملك نبض قلبي واليوم تسلمتها.

زيفت فرحتها وقفزت أمامه وهي تصيح:
- أنا أحبك كثيرًا أبي وأشكرك كثيرًا أتعلم أنك أفضل والد في هذا العالم، والآن أخبرني أين تلك الدُمية فأنا لا أراها!

أجلسها وليد على الأريكة وأسرع إلى الخارج وعاد حاملا صندوقًا ضخمًا أعطاه لابنته، التي أخذت تمزق غلافه وأخرجت بيدها العروس فحدقت بها بدهشة وعادت بعينيها إلى والدها وقالت:
- رباه أنها تشبهني كثيرًا أحقًا أبي جعلتهم يصممون دُمية بملامحي أنا!

تركت مكانها ووقفت أمامه وقبلته واستأذنته لتصعد إلى غرفتها، ولكنها عادت وتوقفت بعد بضع خطوات والتفت إليه وسألته:
- هل يمكن أن تطلب منهم أن يصممون لي في المرة القادمة دُمية تحمل ملامح والدتي كي احتضنها ليل نهار كما أحلم وأتمنى.

أكملت ملك باقي الدرجات واختفت داخل الردهة الصغيرة وولجت إلى غرفتها تحتضن عروستها، غافلة عن نظرات والدها التي غامت بحزن غريب، هز وليد رأسه واتجه صوب غرفته ليأتيه أشعارا إلى هاتفه، فزفر وهو يطالعه فعقد حاجبيه وهو يقرأ رسالة حسن التي يخبره فيها بزيادة الطلب على الاشتراك بالتطبيق بعد تسريبه لمقطع همس، اغمض وليد عيناه وهو يسترجع المشهد بعدما دفعتها أيدي رجاله داخل المتاهة لتقف تتلفت حولها بذعر وجسدها يرتجف كغزال سقط في فخ ليث جائع، لتنتفض قبل أن يتجه إليها إيهاب فأخذت تجري للتدخل إلى أول المتاهة، فوقف إيهاب يغمز إلى زملائه وأعطى إشارة البَدْء، ليفتح أحد الأبواب السرية ودلف أحد الرجال بعدما أرتدى زيًا اسود اللون وغطاء رأس أخفى ملامحه ما عدا عيناه لتنير له أسهم باتجاهات داخل المتاهة، تحرك الرجل يتبعها وهو يطلق صفيرا ويسير بترو، وحينما غادر إيهاب والشباب المتاهة أكتشف إيهاب غياب سلاحه الأبيض فأسرع إلى حسن ويقول بارتباك:
- أظن أن سلاحي سقط مني وأنا داخل المتاهة دون أن أنتبه.

زم حسن شفتيه وقال بضيق:
- وماذا بعد إيهاب ألم نُحذر مرارًا بأن يتم ترك أي سلاح بالخارج وأن لا حاجة لحملها بالداخل إلا حين تأتي النهاية، حسنًا انس الأمر الآن فالعرض سيبدأ ولن تتمكن من الدخول وأظن أن الشبراوي ذاك رجل قوي البنية، ومن المحتمل ألا تتحمل همس قوته المفرطة ويتركها جثة هامدة كما فعل مع سابقتها.

تطلع وليد إلى شاشة العرض وانامله تسرع على أزرار حاسوبه تسجل ما يحدث أمامه، ليُفاجأ بتعثر همسة أرضًا فابتسم و نظر إلى حسن وقال:
- أظنها فتاة ضعيفة فاشلة وأظن أن الشبراوي سيقتنصها قبل أن تُدرك.

ليعود بعينيه إلى الشاشة ويعدل نظارته ليحدق بهمس التي جلست أرضًا تضم ساقيها إلى جسدها وتسند رأسها إلى ركبتيها تبكي بقهر وصوت انهيارها يصل إليه عبر المذياع، ليراها تحدق بشيء أمامها وتتحرك صوبه لتظهر يدها التي قبضت على سلاح إيهاب الأبيض وتقف في تحفز، ليعقد حاجبيه حين رأى الشبراوي يقف أمامها ويحدثها قائلا:
- لا لِما توقفتِ عن العدو والفرار يا فتاة؟ ألا تعلمين أن متعتي الخالصة تكمن باصطيادي لك بعد معافرة ومعاناة حتى تكون اللذة كاملة، أما سقوطك بقبضتي سريعًا هكذا لا متعة فيها أو لذة، حتى المغامرة تفقد معناها دون قتال لذا أنا سأعقد معكِ اتفاقًا جديدًا أنا سأغمض عيني عنك وأدع لكِ الفرصة لتهرولي بعيدًا عني وتختبئي لأبحث أنا عنك كما أريد وأتمنى.

صمت الشبراوي ليغمز لها بعينه ويردف قائلا:
- وحين أجدك سنحظى سويًا بلحظة لن تنسيها أبدًا لذا عليك أن تتمنعي ولا تتساهلي بتسليمي نفسك لي.

جحظت عينا همس وهي تستمع له لتدرك أنها هالكة ولن تغادر ذلك المكان أبدا، فدمعت عيناها وهي تتذكر ابتسامة والدها واحتضانه لها وعينا فضل التي طالما نظر لها بحنان، حتى قسوة طاهر أخيها الأكبر تفهمتها الآن لأنها كانت خوفا عليها وليست أبدا ظلما لها، لتنهمر دموعها أكثر وهي تتذكر ما نال آدم على أيدي هؤلاء الأوغاد، لتنتبه إلى السكين بيدها فتنفست بعمق وأخذت تجفف دموعها لتشمخ برأسها وتفاجئه برفع يدها القابضة على السكين وتقول:
- ومن أخبرك أني سأسلمك نفسي أو أني سأعطيك الفرصة لتلمسني، أنه لمن المستحيل فأنا لن أُمكنك مني أبدًا ولن تلمسني وأنا على قيد الحياة، فأنا فتاة من الصعيد وتعلمت من صغري أن شرفي هو حياتي وأن الموت أهون لدى الفتاة من أن يسلب منها، لذا أنا لن أفرط به غير بـــ...

وصمتت لتُفاجأ الجميع بتكملة حديثها فعلًا بغرز السكين بقلبها وهي تبتسم وتقول بصوت يودع الحياة:
- غير وأنا جثة هامدة فشرفي لن تمسه إلا بموتي فقط.

وسقطت همس أرضًا جثة هامدة ليهب وليد واقفا يحدق بالشاشة بغضب ويصيح:
- أغبياء أغبياء.

ليتحول المشهد أمام أنظار وليد وحسن والشباب من صادم إلى أبغض الصور، حين قام الشبراوي بتمزيق الثياب عن جسد همسة واغتصب جثتها بوحشية دامية دون أن يرف له جفنًا وَسْط عيون أغمضت من هول المشهد.
انتفض وليد يبعد عنه مشهد همسة المروع ووقف متجهًا إلى شرفته يتذكر تلك الأرقام التي ازدادت تطالب بنسخ عن العرض، لتعلوا المزايدة فجأة وتحول السخط والسقم إلى طمع وعيون تلهث خلف تلك الأرقام التي تقفز بسرعة تزيد من رصيدهم البنكي.


بأحد أحياء القاهرة دوت صفارات سيارة الشرطة في الميدان وغادرها عدد من العساكر أخذوا يسرعون الخُطى تجاه إحدى الفتيات ليقبض عليها أحدهم، بعدما ارتبكت وتجمدت أوصالها خوفا من رجال الشرطة المحيطين بها وفرار زميلاتها حينما سمعوا صفارات الشرطة، لتسحبها الأيادي متجهين بها إلى السيارة ويقفا باحترام أمام أحد الضباط الذي ترك مقعده وغادر لينحني إليها ويقول:
- لا تخافي من شيء يا فتاة فنحن نُريدك أن تُرافقينا إلى قسم الشرطة لتُدلي بأقولك لنا بعد أن نعرض عليكِ بعض الصور، وأن كنتِ تخشين على ما تحملينه من محارم فأنا سأعطيك ثمن كل العُلب، حتى تطمئني بأن صبوح لن يمسك بأي سوء ولكن عليكِ أن تخبرينا الصدق حين نسألك عن كل صورة اتفقنا يا صغيرة.

تنهدت بارتياح بعدما أدركت أنه سيعوضها ثمن المناديل التي فقدتها فأومأت برأسها وقالت:
- اتفقنا سيدي واعلم أني لن أكذب عليك أبدًا وسأقدم لك المساعدة كما تُريد، فأنا أعلم جيدًا أننا جميعنا بخدمة الوطن وأنا بخدمة الشرطة سيدي.

ابتسم واعتدل ليعود إلى مقعده داخل السيارة وأشار إليها فاتجهت صوب نافذته، ليبتسم لها وهو يربت فوق رأسها ويقول:
- أخبريني ما أسمك يا فتاة؟

اتسعت ابتسامتها وأجابته ببراءة:
- اعتماد اُدعىَ اعتماد سيدي.

بصباح اليوم التالي تعال صياح مُهجة للمرة الخامسة توقظ ابنتها، وحين لم تجد من محاولتها جدوى ولجت إلى الغرفة وهتفت بصوتٍ جهوري:
- أمل أنتِ يا فتاة هيا استيقظي كفاكِ نومًا فقد أُذن لصلاة الظهر وأنتِ لا زلتي بفراشك نائمة، هيا انفضي عنك كسلك هذا وأخبريني أين شقيقتك اعتماد فهي لم تعود إلى المنزل منذ أبلغتيني بأن الشرطة أوقفتها.

جلست أمل وهي تبعد عنها ساق شقيقتها الصغرى، تطالع وجه والدتها الغاضب بعيون ناعستان ففركت وجهها لتجلي النوم عنها وقالت وهي تتثاءب:
- يا أمي أنا لا أعلم ماذا حدث لها فجميعنا هربنا من المكان ما أن رأينا سيارة الشرطة وشقيقتي كانت بعيدة عني بكثير، ولكني كما أخبرتك حين استدرت رأيت أحد الأمناء يقبض عليها، صدقيني كنت سأعود إليها ولكن سيد فتى صبوح أمرنا بالهرب وقال على لسان صبوح أنه لن يذهب أبدًا إلى قسم الشرطة لأيًا منا وأن من تقبض عليه الشرطة عليه تحمل مسئولية نفسه، لذا أكملت عدوي بعيدًا خَشْيَة أن تقبض الشرطة عليا أنا الأخرى.

لوت مُهجة فمها وقالت ساخطة:
- أقال صبوح هذا الحديث حسنًا دعيه فهذا طبعه دومًا ما يسرق غيره وما فعله ليس بأمر جديد فهو نذل، أأخبرك أمرًا دعينا من الحديث عن صبوح وأخبريني إلى أي قسم شرطة أخذوا شقيقتك.

هزت أمل رأسها بالنفي وأردفت:
- أنا لا أعلم إلى أي قسم اصطحبها رجال الشرطة ولكني أريدك أن تستريحي أنتِ وأتركي لي الأمر، فأنا سأذهب للبحث عنها فهي حتمًا ستكون بالقسم التابع لمسكننا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي