4 سقطت في الفخ

انهارت همس بالبكاء فكلمات سامر زادت من إحساسها بالذنب كونها السبب بضياع فرصة زواجها من آدم، وما أن استمع سامر لصوت نحيبها حتى سارع بقوله مستغلًا حالتها ليحثها على محاولتها للمجيء:
- أرجوكِ همس أنا سأحاول أن أبقيه معي لبعض الوقت حتى تأتي أنتِ وتتحدثي إليه، سأنتظرك حتى الساعة الخامسة فحتمًا حديثك سيكون له تأثيره عليه، وأعلمي أن آدم عزم على السفر في المساء، أرجوكِ تعالي وأنقذي صديقي وأنقذي حبك من الضياع، فحب آدم لكِ لن يعوض أبدًا ولن تجدي في حياتك قلبًا يعشقكِ مثله، حاولي همس أن تضحي من أجله كما حاول هو أن يفعل ولا تكوني أنانية.

استمعت إلى كلماته ولم تدر ماذا تفعل، ففضل شقيقها يحكم زمامه عليها يمنع عنها النفس دون وجوده، فكيف لها أن تخرج دون علمه! لتحسم أمرها وتسللت مستغلة انشغال هنا عازمة على الذهاب لمقابلة آدم لتحاول إقصائه عن السفر.

وقفت أمام باب الجيم تمعن التفكير هل تدلف لتستجيب لنداء صديقه أم تعود أدراجها، مرت لحظات وتعاظمت الحِيرة بداخلها فأبعدت عيناها عن باب الجيم المغلق، ليقع بصرها على ساعة يدها فوجدتها تخطت الخامسة، تنهدت همسة وسحبت نفسا عميقًا ودفعت باب الجيم وولجت ليطالعها العديد من وجوه الشباب، تراجعت إلى الخلف بقلق بعدما ساد الصمت بينهم وأصبحت هي محط أنظار الجميع وبعد لحظات أتاها صوت صديقه يقول:
- كنت أعلم أنكِ ستأتين من أجله وأنكِ لن تخيبين رجائي بكِ، لذا تعالي همس لا تتجمدي هكذا ولا تخافي، هيا رافقيني إلى الداخل ولا تدعي أصدقائي الوحوش تلك تُخيفك.

خفض سامر صوته وأكمل كلماته وعيناه تلمع بمكر:
- حتى الآن على الأقل همس.

لم تسمع همس آخر كلماته وابتسمت بحرج وهي تخفض بصرها إلى الأرض هربًا من تحديق الشباب بها، وسألته بصوت مرتبك خفيض:
- أين آدم فأنا لا أراه، أرجوك أخبرني عن مكانه.

أبعدها سامر عن باب الجيم واضعا يده خلف ظهرها، فارتجفت من لمسته لها وابتعدت عنه بقلق، لتُفاجأ بتوجه أحد الشباب صوب الباب وأغلاقه إياه بإحكام، فنظرت إليه بذعر وسألت بخوف:
- لِما أغلق الباب؟ ولِما..

بترت حديثها بشهقة فزع ما أن تحولت ملامح سامر، فقد القى بقناع البراءة عنه بعدما مل رسم ابتسامته البلهاء أمامها وارتدى وجهه الحقيقي وجه الشيطان، وابتسم وهو يرمقها بنظراتِ اشتهاء وقال:
- لإن عليه أن يغلقه همس فما أن وطئت قدمكِ خطوتها الأولى داخل عريننا، حتى بات الأمر منتهي ولم يعد هناك أي داع ليبقى الباب مفتوحًا، فأنتِ جائزتنا وشغلنا الشاغل.

اندفعت الدماء بجسد همس وانتفضت رعبًا وتراجعت إلى الخلف أكثر هربًا من يد سامر التي حاول إحاطة جسدها بها، لتصطدم بجسد شاب أخر احتواها بين ذراعيه وأباح لأصابعه حرية ملامستها وعيناه تتوعدها، ليتراجع سريعًا رُغمًا عنه حينما نهره سامر قائلًا:
- أبعد يداك عنها ولا تنس المبلغ الضخم الذي دُفع من أجلها كي لا يلمسها أحدٌ غيره، لذا عليك التحلي بالصبر وأدخر لمساتك لحين بَدْء العرض، فحينها ستكون المتعة أكبر بعد أن ينتهي منها.

جحظت عينا همس ما أن أدركت معنى حديثه وازدردت لعابها بخوف ووجدت صوتها يطلق أول نداء لها باسم آدم، فوضع سامر يده فوق شفتيها قائلًا وهو يسجنها بين جسده وجسد الآخر الذي أبتسم بشهوة واضحة:
- اصمتي وإلا تركتك لرجالي.

انهمرت دموعها وباتت كالانهار فوق وجنتيها وحولها تعالت أصوات الضحكات التي تمازجت مع كلماتهم الخاصة، وما أن رأى سامر أنها على وشك الصراخ من جديد حتى اكفهر وجهه وحذرها بعيناه وهو يضغط على جسدها بجسده، ومال بوجهه نحو عنقها وأخبرها بصوتٍ خافت:
- سأخبركِ كل شيء كي يرتاح عقلك هذا، أترين حوائط المكان جميعها صممت عازلة للصوت أما كاميرا المراقبة بالخارج فهي لا تسجل إلا ما نريده فقط، والأخرى هي للزينة وبهذا ترين أن لا شيء يثبت أنكِ أتيتي إلى هنا، لذا أصرخي بأعلى صوتٍ لك فلن يسمعكِ أحد غيرنا وغير الجَمهور المتابع للحدث عبر التطبيق.

ابتعد عنها وغمز إليها وأضاف وهو يضمها بقوة إليه:
- أتعلمين أنكِ جميلة حقًا وأن ذاك الرجل محظوظ بكِ، فمنذ رآكِ وهو لا يستطيع أخراجك من تفكيره، فدفع قدرًا كبيرًا من المال نظير الحصول عليكِ خاصة بعدما رآكِ تصفعين آدم تلك المرة حين حاول تقبيلك، ففهم أنك كالقطة الشرسة وهو الأمر المحبب إليه في كل فتاة يرغبها.

انهارت همسة باكية تحاول الفِرَار منه لتجد نفسها محاصرة بين ذُمرة أنعدم منهم الضمير، وأخذ عقلها يصور لها ما يمكن أن يفعله بها هؤلاء الوحوش، فبكت أكثر على سذاجتها، بينما تابعها سامر بوجهٍ متبرم ومد يده تجاهها فدفعته بقوة عنها، فكانت حركتها تلك إشارة لأحد الشباب فتقدم منها ودفعها تجاه سامر وَسْط بكاؤها وصرخاتها مقاومتها، فقبض سامر على ساعدها بقوة وجذبها لتتبع خطواته، وما أن وصلا إلى باب أخر حتى أشار لها نحوه وهتف بصوتٍ ساخر:
- أترين تلك الغرفة إن بداخلها مفاجأة صغيرة أعدت من أجلك، وأنا على يقين من أنها ستسعد قلبك هذا قبل بَدْء العرض.

أدانها منه ومال بوجهه نحو عنقها واشتم بقوة عطرها وقال همسًا:
- أتعرفين من بالدخل همس؟ بالداخل حبيب قلبكِ آدم.

اتسعت عيناها وشخصت باتجاه الغرفة فاستكمل سامر كلماته قائلًا:
- من رهافة قلبي همس لم أرغب بفراقكِ عن آدم لذا قررت لم شملكما معًا للمرة الأخيرة، فهل ترغبين بوداعه قبل أن يتم قنصه؟ فأنا قررت ادخاله المتاهة معك لأرى من سيفوز بكِ حبيب القلب آدم أم ..!

انكمشت وأبعدت رأسها عنه وحاولت مقاومة قبضته، فهزها سامر بقسوة وصرخ بوجهها لتكف عن الحركة، فانتحبت همس وهزت رأسها بعجز، لتتسع ابتسامة سامر ويُردف:
- سأخبركِ أمرًا أخر، أنتِ كنتِ من أصعب الفتيات التي رتبت لمجيئهم لهنا وأخذتي مني وقتًا طويلًا وترتيبًا خاصًا حتى آدم ارهقني كثيرًا لأوقع به، لقد تلاعبت بكما سويًا قلبت والده ضده ليرفض زواجه منكِ، وطلبت منه أن يخبرك بأمر الزواج العرفي منه، فأنتِ بالنسبة لي غنيمة رابحة وأعلمي أنكِ بحالة مغادرتك للمتاهة وأنتِ على قيد الحياة، سأرسلك إلى الخارج لتحترفي بمتاهات كبرى.

أنهى سامر قوله وهو يدفعها دفعة قوية لداخل الغرفة، فوجدت آدم مُسجى أرضًا وعلامات التعذيب تملأ جسده، صرخت بجزع وهرولت لتلقي بجسدها إلى جواره وأخذت تربت فوق وجهه برفق وتبكي، وحاولت همس أفاقته وبعد ثوان ذرفت دومًا كثيرة فيها، فتح آدم عينيه وتأوه ورفع يده يتحسس جبهته وانتبه لوجودها معه فهتف برعب:
- همس أخبريني أني أتوهم وجودكِ هنا، أرجوكِ أكدي أمنيتي المستحيلة وقولي أنك لستِ هنا، أرجوكِ حبيبتي كذبي عيني.

ارتمت همسة بين ذراعيه تبكي وتختبئ داخل صدره عن عينا سامر المتابعة لما يدور بينهما بتلذذ، وأخبرته بشهقات باكية:
- سامحني آدم سامحني حبيبي فأنا خُدعت تمامًا ولم أعلم أني سقطت بفخ ذاك النذل، فبعد أن هاتفني سامر وأخبرني أن أتي لأمنعك عن السفر حدثني طويلًا وطالبني بنجدتك من الهروب والغربة، وأستحلفني بحبي لك فلم أستطع الرفض وأتيت، ولم أدرك أنه يتلاعب بي بتلك الطريقة الوقحة الـــ...

قاطعها آدم بصراخ وانفعال واضح وهو يبعدها عنه ليحدق بوجهها الباكِ وأردف بصوتٍ منكسر:
- لا لا تُخبريني أنك استمعتِ إلى حديث سامر وأتيتي؟ لِما يا همس لِما صدقتي حديث ذلك الكاذب؟ ليتني تمكنت من تحذيرك وأخبرتك ألا تستمعي إليه، ليتني مِت قبل أن أراكِ هنا بذلك المكان فأنتِ لا تعلمي بأي فخ سقطتِ يا همس، لا تعلمي أنهم ليسو ببشرٍ أبدًا بل هم وحوش ضارية ستفتك بكِ من أجل أغراضٍ دنيئة بنفوسهم، ليتكِ رفضتي طلبه ونبذتي حبك لي بعيدًا ليتكِ طعنتي قلبي بفراقكِ لي فهو أهون عندي مما سيحدث لك يا حبيبتي!

تعال صوت نحيبها وارتجافها، فضمها آدم بين ذراعيه وأخبرها بصوتٍ ملتاع:
- لِما حكمتي علينا بالضياع حبيبتي فأنتِ لا تعلمي بأي اختبار وضعتنا سويًا، فلو كان الأمر متوقف عليا أنا لضحيت بحياتي بسبيلك، ولكن بوجودك همس ماذا سأفعل أمامهم، حسنًا لا تخافي حبيبتي فأنا لن أيأس أبدًا وسأقاتلهم جميعًا من أجلك وسأحاربهم وأمنعهم من المساس بكِ، فنفسي فداءً لكِ حبيبتي.

منعه صوت سامر الساخر من أتمام حديثه وهو يصفق باستخفاف قائلًا:
- لا تخش شيء آدم فمصيرك مُحدد منذ البَدْء وموتك مؤكد حتمًا، لذا لا تستعجل في الأمر وأنتظر دورك حين يأتي.

أعقب سامر قوله، اندفاع ثلاث من الشباب إلى داخل الغرفة اختطفوا همسة من يدا آدم عَنْوَة، لتطلق صرخات استنجادها بآدم الذي حاول أن يبعدها عن أيديهم، ولكن بلا جدوى فأجسادهم تفوقه قوة وشراسة، ولم يستطع أن يقاوم من أحاطوا به حاملين إياه صوب أحد الأبواب، لتراه همس وهو يساق أمامها ويتعرض للضرب المبرح من تلك الرجال، حينها أدكت فداحة فعلتها وتمنت لو لم تفر هاربة من منزل شقيقها، تمنت لو كان بإمكانها أعادة الزمن إلى الخلف والسفر برفقة والدها، جذبتها الأيدي ودفعتها دفع لتطلق همس صرخة مدوية حين رأت آدم أمامها مدرج بدمائه أرضًا، فتراخت ساقيها وأحست بأنها على وشك فقدان الوعي.



مرت ثلاث ليال ما بين بكاءٍ وبحث ودعاء بقلبٍ ممزق مكلوم وفرحة عارمة بمالٍ لوثه الدم.
وبإحدى الغرف جلس خلف حاسوبه يعدل نظارته بين الحين والآخر مهملًا النظر إلى هاتفه الذي يومض كل بضع ثوان بصمت، ليعلن أخيرًا عن إشعار بأستلامه إحدى الرسالات، زفر بحنق وهو يبعد أنامله عن شاشة حاسوبه والتقط هاتفه بضجر وتطلع لاسم المرسل بسقم، ليُلقي بالهاتف مرة أخرى بلا اهتمام وصب كامل تركيزه على حاسوبه يتابع التحويلات التي أضيفت إلى حسابه، لتمر الساعات عليه دون أن يعي مرورها لينتبه على صوت صديقه يناديه، فترك الحاسوب ونزع نظارته والتفت إليه مبتسما يقول :
- حقًا لا استطيع أن أصف لك مقدار التحويلات البنكية التي تمت اليوم حسن، لقد عوضت كثيرًا فترة الغياب الماضية خاصة أن تلك الذمرة التي أرسلنا إليها جزءً من المقطع أرسلوا إلينا يطالبون بالمقطع كاملًا، فقررت استغلال الفرصة وأخبرتهم أنه لم تعد لدينا أماكن فارغة لهم وأن سَعَة التحميل مكتملة، فضاعفوا المبلغ المطلوب منهم مرة ومنهم من ضاعف لثلاث.

وقف حسن متذمرا أمامه ومد يده إلى هاتف صديقه الملقى بإهمال وقال بنفاذ صبر:
- أخبرني وليد لما أهملت طلبات العمل التي أرسلها العملاء إلينا، أخبرني لما تعمدت إهمال اتصال ذاك الرجل على وجه الخصوص.

مط وليد شفتيه وقال بلامبالاة:
- لأنك تعلم جيدًا أن محفوظ شاهين هذا يطلب منا دومًا كل ما هو غريب وذو كلفة عالية، وكما تعلم منذ فعلته السابقة وأسلوبه الفظ في التعامل جعل الجميع يُنفر منه، ذاك الغبي كاد يُسلم أعناقنا جميعًا إلى الشرطة حين ذاع جزءً من الفيديو الخاص بالعرض، ولولا أني كنت قد اتخذت الحيطة والحذر وراقبت المشاركين جميعهم، لكانت الشرطة ألقت القبض علينا، وحين واجهته بفعلته تعامل معي بغرور وتعال ورمى بحديثي وتحذيري أرضًا، لذا أنا لا أحبذ التعامل معه مُجددًا منعًا لحدوث أخطاء جديدة منه.

تذمر حسن وقال وهو يمد يده بالهاتف إلى وليد:
- ولكن يا وليد رجل كمحفوظ يَجِبُ ألاّ نستهين به ونهمل طلبه حتى وإن كان أحمق، فهو يمتلك الكثير من المال ويدفع بسخاء، لذا حتى وإن كان أحمق علينا تقبله، أتعلم وليد أقبله وزد عليه مبلغ التعاقد ولكن لا ترفض له طلب أبدًا، أرجوك وليد افتح هاتفك وانظر إلى طلبه فأنا على ثقة أنه سينال أعجابك حتمًا، فذاك الرجل طالبنا بشيء جديد سيُنعش الجميع ويرفع المُشاهدات عاليًا.

حملق وليد بوجه صديقه وقال وهو يحك ذقنه:
- حديثك أثار فضولي لأعلم طلب محفوظ تلك المرة.

اتسعت ابتسامة حسن ولمعت عيناه وقال وهو يراقص حاجبيه لوليد:
- أقرأ رسالته صديقي وستعلم كل شيء ثم أعد الاتصال به وأعتذر إليه لتأخرك بالرد عليه، وأبدأ بعمل حملة دعاية قوية ودعني أفكر بطريقة أُلبي بها طلبه لتكون فريدة من نوعها.

غادر حسن وفتح وليد هاتفه وقرأ تلك الرسالة وانفجر ضاحكا وهو يقول:
- أنك حقًا لرجلٌا غريب لا يفهمك أحد وطلبك تلك المرة يدل على ميولك الغريبة كُليًا.



عاد فضل إلى منزله عاقد الحاجبين محتقن الوجه وأغلق الباب وهو يرمي هنا بنظراته النارية المتهمة، فخفضت هنا عيناها أرضًا خجلًا من نظراته وخوفا من غضبه المستعر، ففضل ألقى بكامل اللوم عليها لهروب همسة من المنزل واتهمها بتسهيل خروجها لتدافع هنا عن نفسها وتقسم أمامه، ألا أنه لم يصدقها وخرج يبحث عنها، وها هو يجلس بعيدًا عنها يشعر أن شقيقته وضعت رأس عائلته جميعها في الوحل بهروبها هذا، ولم يستطع فضل إخفاء الأمر عن والده وشقيقه أكثر فتناول هاتفه وأغمض عيناه ساخطا لما سيناله من شقيقه وانصت فضل إلى هاتفه منتظرا إجابة شقيقه، وما هي إلا ثوان وأجابه طاهر بصوت ناعس، فرمق فضل ساعة الحائط ليدرك أنها تخطت الحادية عشر مساءا ولام نفسه لعدم انتباهه للوقت لينتبه إلى صوت طاهر يقول:
- خيرًا أخي أخبرني ماذا حدث يا فضل لتُهاتفني بوقتٍ متأخر كهذا، طمأن قلبي عليكم أخي أأنتم بخير؟ هل أصابك مرض أو أصاب زوجتك أو همس، تحدث إليا فضل وأخبرني ما الذي حدث لتتصل بي الآن؟

ازدرد فضل لعابه بأسى وقال بصوت وضح فيه شعوره بالخزي:
- ليس خيرًا يا طاهر حقًا ما حدث ليس خيرًا أبدًا فأنا...

اعتدل طاهر في فراشه ليلقي نَّظْرَة خاطفة على زوجته وغادر بعدما أضاعت نبرات فضل النوم منه، وقف بعيدًا عن سمع زوجته وهتف مقاطعا شقيقه بعصبية:
- أنطق يا رجل وأخبرني بما حدث لتقول أنه ليس بالخير، تحدث فضل أم ستدعني هكذا أحترق من القلق وأنت تُحدثني بالألغاز.

زفرات حارة خرجت من صدر فضل ليستجمع قدرته على الحديث، فقال مسرعًا حتى لا تهرب الكلمات منه:
- هربت همس يا طاهر هربت وجلبت لنا العار.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي