9 لم أعد تلميذ إبليس

دلف يحيى إلى الغرفة واغلق الباب خلفه بعدما شاهد أشرف يستند برأسه إلى المكتب واقترب منه وسأله بهدوء:
- أشرف لِما تنام هكذا يا صديقي ولِما لم تنم بفراشك المعد لك هنا كي تستريح.

رفع أشرف رأسه ورمق يحيى بنظرات مبهمة فساور يحيى القلق فجذب مقعدًا وجلس بجانب أشرف وأردف:
- من الواضح أن هناك خضبٌ ما قد حدث يا صديقي ويبدو من ملامحك أنه شائك أليس كذلك أشرف، هيا أرمي على كتفي بأحمالك لأساعدك بحملها كما تعودنا دومًا.

زفر أشرف بضيق وأردف وهو يحدق بالحائط أمامه:
- لقد هاتفني عمر اليوم وأخبرني أن هناك حديث دائر عن سرقة إحدى سيارات قسم شرطة حلوان.

رفع يحيى حاجبيه بدهشة وقال:
- أتمزح معي أنا لا أصدق أن بإمكان أحد أن يجرؤ ويسرق إحدى سيارات الشرطة.

أومأ أشرف بالإيجاب يؤكد قوله وأردف:
- لقد حدث فعلًا يحيى والأغرب أن تلك السيارة تم استخدامها بحملة وهمية قبض بواسطتها على فتاة صغير تبيع المناديل بالطريق، والأغرب أن والدة الفتاة جالت بين الأقسام بحثًا عن ابنتها ولم تجد لها أي أثر.

لمعت عينا يحيى وتابع ملامح أشرف باهتمام ليردف أشرف بقوله:
- والأغرب من كل هذا أن السيارة عادت كما اختفت أما فرد الأمن الذي أبلغ عن سرقتها فقد تم التحقيق معه ونقله إلى مكانٍ أخر، ووصل الأمر باقتحام مجهول لمكتب عمر سرق تحقيقه مع والدة الفتاة الصغيرة.


وداخل مقر المتاهة وقف محفوظ بجسده المترهل ورأسه الخالي من الشعر يحدق بوجه وليد وعيناه تقدحان بالشر ليضرب بقبضته على سطح مكتب وليد ويقول بصوت هادر:
- وليد أحذر غضبي ولا تنس من أنت ومن أنا وتذكر أن محفوظ شاهين هو من صنعك بماله وأصدقائه ونفوذه، وأنك دوني لا تساوي أي شيء فأنت نكرة بل ستعود كما كنت شحاذ تستجدي كسرة الخبز الجاف لك ولابنتك، لذا عليك الحذر من غضبي عليك وليد وتذكر أنك لا تستطع تهديد أمني وصفوي وأنني أدفع لك ولغيرك نظير الخدمات التي تقدم لي، حتى ولو كانت تلك الخدمات أن تصبحوا عبيدًا أسفل حذائي.

اغمض حسن عينه لإدراكه أن محفوظ تخطى الخط الأحمر لدى وليد، فملامح وليد الجامدة وجسده الذي تصلب وأوردة عنقه التي نفرت دليل أنه سيتحول ويمكن أن يبطش بمحفوظ، لتتسع عيناه بعدما أصابته الصدمة حين جلس وليد وحدق بمحفوظ وقال بهدوء كأنه لم يسمع شيء من حديث محفوظ:
- حسنًا سيد محفوظ أنا سألبي لك كل ما تأمر به وأسمح لي أن أطلب منك مسامحتي لحديثي السابق معك وأعلم سيدي أن سبب كلماتي هو حرصي الشديد على مصالحك الخاصة من التضرر، وكما تعلم أن هذا الصرح لم يصنع من فراغ بل صنع من أموالك أنت والآخرين وإن سمحنا لأي هفوة أن تُضيع ما اجتهدنا لبنائه حتمًا سيضيع كل شيء ولن تجد من يخدمك ويلبي ما تريد ويشبع رغباتك، وللمرة الثانية تقبل اعتذاري محفوظ وأخبرني أين تريد أن تكون المتاهة وأنا حتمًا سأرتب لكل شيء حتى ترضى عنا.

لعق محفوظ شفتيه وجلس أمام وليد وأردف بتكبر:
- هل كان يجب أن أذكرك بماضيك وحياتك الفقيرة البائسة السابقة وأضع نصب عينيك من صاحب الفضل لتكون ما أنت عليه اليوم يا وليد كي تزعن لرغباتي.

ابتسم وليد بغموض وأردف:
- سيدي أرجوك عدّ ما حدث سهوًا ليس إلا ولتجنب سوء الفهم وتداركه أنا أعدك ألا يتكرر هذا الخطأ مرة أخرى، أما بما يخص رغباتك وما تريد فأنا كفيل بأعداد كل شيء كما ترغب وأفضل.

وضع محفوظ ساقًا فوق الأخرى وبادل حسن بصره بينهما بحيرة وأطرق يفكر بتغير وليد الغريب لينتبه لصوت محفوظ يقول:
- حسنًا وليد سأخبرك بأمرٍ مهم أنا دعوت صديقً لي من خارج البلاد يرغب بفتاة بنفس مواصفات الفتاة التي أخبرتكم عنها، ولكونه رجلٌا هام وذو منصب حساس لا يمكن أن يراه أحد أو يرتاب بوجوده لذا اقترحت عليه أن أستضيفه في منزلي الخاص، وعليه فأنا أكرر طلبي بأن يتم تجهيز باحة منزلي الخلفية بلمساتك الساحرة لتصنع لي نموذج فريد شعبي للغاية ليعيش صديقي الأجواء وكأنها حقيقية تمامًا.

لمعت عينا وليد ومال نحو محفوظ وسأله بخبث:
- ولكن كيف ستُمتع نفسك وصديقك هذا يتمتع بالفتاة التي رغبت بها أنت، أيعقل أن يجلس السيد محفوظ بين صفوف المشاهدين من أجل صديقه.

ابتسم محفوظ وأجابه وهو يلعق شفتيه:
- لا تقلق فأنا سأتمتع معه وسأتشارك كما نحب دومًا أن نفعل معًا بكل شيء.

أصاب اعتراف محفوظ حسن بصدمة واتسعت عيناه وهو يحدق بوجه محفوظ ليهتف باعتراضه ما أن وعى الصورة بعقله:
- ولكن الفتاة صغيرة سيد محفوظ ولا أظنها ستتحمل كل هذا وأظن أنكما ترغبان بـ شابة يافعة وليس فتاة هزيلة الجسد.

هز محفوظ رأسه بالنفي وأخبره وعيناه تضيق:
- اسمعني جيدًا حسن صدقني إن كان لدي ابنة ورغب بها صديقي لكنت أعطيته إياها ولكن كما تعلم لا أبناء لي، أما تلك الفتاة فهي حشرة لا قيمة لها بالحياة تحيا بين القاذورات وتنبش الحفر لتجد ما تأكله وموتها أو حياتها لا يهم أحد أبدًا.

تجهم وجه حسن للحظات وهم بالحديث ليمنعه محفوظ بقوله:
- إن كنت تشعر بالشفقة نحوها فأنا سأعطيك بعض المال لتسلمه لأسرتها ثمنًا لخدماتها وصدقني ما أن يرى والديها المال سينسون ابنتهم تمامًا فالجياع لا يهمهم شيء غير المال فقط.

استمع وليد إلى كلمات محفوظ ليردف دون اهتمام بصدمة حسن الجلية على وجهه:
- أنه لكرم منك سيد محفوظ والآن دعنا نهتم بتنفيذ ما ترغب على أرض الواقع لتنال وصديقك مطلبكم بأقرب وقت.


مرت الأيام ووليد يشرف بنفسه على إعداد كل شيء وَسَط دهشة حسن الذي شعر بالريبة بسبب غموض وليد معه، ليأتي اليوم المنتظر ووقف وليد وسلم الساحة إلى محفوظ ليقف الأخير أمامها فارغ فاهه ببلاهة ورمق وليد بنظرات سعادة وهو يصفق ويقول:
- لم أتخيل أبدًا أن تفعل ما أراده دان حقًا أنت ساحر وليد وحققت ما نريد بمهارة أتعلم لولا أنه أخبرني سرًا لظننت أنك استمعت إلى حديثه معي وهو يصف الطريق بما يحويه من عربات وحفر.

ابتسم وليد وأشار إلى إحدى العربات وأردف:
- وعربة لبائع الفول سيد محفوظ أظن أن من الممكن الاستعانة برجال الأمن ليتصنعوا لساعات أنهم الباعة الجائلين كي يطمئن قلبك لكل شيء، وهكذا أكون أنا قد اعتذرت إليك بشكل عملي عما بدر لي سابقًا فأنا أرغب برضائك عني سيد محفوظ.

ربت محفوظ كتف وليد وقال:
- اطمئن وليد وصدقني مكافئتك ستكون مضاعفة وما فعلته هنا سيجعلني آتيك بالمزيد من العملاء.

صمت محفوظ فجأة واقترب من وليد وأضاف:
- غير قرارك وسافر برفقتي كما طلبت منك لتلك الدولة وصدقني ستعود منها رجلًا أخر.

ابتسم وليد وأحنى رأسه وأردف:
- أنا دومًا بخدمتك سيد محفوظ وسأفعل ما تأمرني به دون مقابل ولكن اعفيني سيدي من السفر للخارج فأنا هنا أشعر بالأمان أكثر، والآن سأتركك لتنال متعتك أنت وضيفك ولا تقلق من شيء فقد جعلت أحد رجالنا يتحدث إلى الفتاة ويخبرها بأنها ستشارك بأحد الأفلام السينمائية وأظنها ستعيش دورها تمامًا لتنال منها مبتغاك.

غادر وليد وجلس خلف مقود سيارته وغادر فيلا محفوظ وَسَط دهشة وحيرة حسن الذي أخذ يحدق به ليسأله بعدما طال صمته:
- وليد أنا لا أصدق أنك بدلت رأيك بمحفوظ بل أنا على يقين من أنك تُدبر لأمرٍ ما لذا عليك أن توضح لي كل شيء فعلته.

انفجر وليد ضاحكًا وقال وهو ينظر للطريق أمامه:
- حسنًا سأخبرك بحقيقة ما فعلته حسن ليرتاح عقلك من التفكير، اليوم قررت أن يكون عرض محفوظ هو وصديقه دان مجانًا وسيذاع الحدث على الهواء مباشرة والبث للجميع من داخل فيلا محفوظ.

كان الصمت بليغ ولا يسمع إلا صوت أنفاس حسن المتسارعة بعدما حجب زجاج السيارة ضوضاء الطريق عنهم بعدما أنهى وليد كلماته التي اخترقت عقل حسن لتضيء كل مؤشرات الخطر لديه، وشحب وجهه بشدة وكاد يحاكى الأموات وجحظت عيناه بعدما أدرك ما فعله وليد فقبض على ساعد ليختل مقود السيارة بين يدا وليد فنهره وليد وهو يبتسم بقوله:
- احترس يا صديقي وألا تصادمنا قبل أن نحظى بمتعتنا الخاصة بالقبض على محفوظ، والآن استرح وتنفس بهدوء ودع عنك شحوب الموتى الذي اعتلى وجهك.

ازدرد حسن لعابه وشعر بالاختناق فحاول إجلاء صوته ليخرج صوته مُتحشرجًا ضعيف:
- وليد أتعي معنى حديثك فما فعلته لن يمر مرور الكرام وستكون نتيجته وبالًا علينا وتخاطر بكل شيء وصلنا إليه.

رمقه وليد بنظرة قاتلة وقال بصوت امتلاء غلًا وكراهية وهو يحدق بالطريق أمامه:
- أنا أعي كل شيء حسن ومدرك لِما فعلته ولتعلم أني لا أترك ثأري أبدًا حسن ومحفوظ عايرني وأهانني وكان عليّ أن أرد له صفعته صفعات، وعلى الجميع غيره أن يدركوا أننا لا نمس ولا تنس ماضينا حسن فنحن عُذبنا على أيدي من هم على شاكلة محفوظ ونمنا بالطرقات ليالٍ طوال وتلحفنا بأوراق الصحف البالية وكما سمعته نفسه يقول عن كل فقير أنه حشرة لا تستحق الحياة، لذا كان عليه أن يدفع ثمن قوله ولهذا رفعت أمره للكِبار ووضحت لهم كل ما فعله فأتى لي الأذن بالتخلص منه كي يكون عبرة لغيره.

ارتجف حسن لرؤيته هيئة وليد القاسية وللمرة الأولى يشعر حسن بالخوف يجمد أوصاله فهتف بصوتٍ مُتلعثم:
- ولكني أخشى أن يعترف علينا محفوظ فهو لن يقبل أبدًا أن تنال منه وليد.

انفجر وليد ضاحكًا للمرة الثانية وأطلق صفيرا هادئًا بعدما هدأ ورمق حسن الخائف بجانبه بنظرة جانبية ساخرة ليصف سيارته فجأة ويقول:
- محفوظ لن يعترف علينا حسن فهو لن يعيش لدقيقة بعد اكتشاف أمر البث وفضح أمره بل هو لن يجد الوقت ليتنفس، فصديقه دان سيتخلص منه ما أن يظهر حراس المجرة المتمثلين برجال الشرطة فأنت لا تعلم من أين أتى صديقه دان ولا رتبته العسكرية في بلاده، لذا اطمئن يا صديقي فأنا كنت على حذر تام وأنا أحفر لمحفوظ قبره وتعاملت معه بعقلٍ صافٍ ولتعلم يا حسن أن عرض اليوم سينال إعجابك فهو سيكون أشبه بعرض سينمائي مبهر بل يفوق أفلام الخيال، كما أني استغلَلْتُ الفرصة التي أتت إلينا على طبق من ذهب لأخدم الشرطة خاصة أشرف بعدما نال منه الجميع سخرية لفشله بالقبض علينا لينسى أمرنا قليلًا حتى ننتقل بأمان.

أنهى وليد قوله وعاد لقيادة سيارته والتفت لصديقه وأضاف:
- أريد اليوم أن تجلس في صفوف المشاهدين حسن لترى محفوظ والميجور دان بعرضهما سويًا.

شهقة رعب صدرت عن حسن واتسعت عيناه بعدم تصديق وهو يستمع إلى وليد المبتسم بسعادة، ليدرك أن ما سيأتي سيكون حدثًا صادمًا للجميع وأن صديقه تغلب على الشيطان في التفكير.


وبالمقر البديل قفز باسم عن مقعده وهو يحدق بشاشة حاسوبه وأسرع إلى هاتفه وضغط أزراره ولم يمهل محدثه أي وقت إذ قال بجدية:
- عاد بث التطبيق للعمل والغريب أنه أعلن أن العرض مجاني وعام.

اتسعت عينا يحيي بصدمة ولاحظة زملائه فقال وهو ينظر إليهم ويبتسم محاولًا إخفاء انفعاله عنهم:
- حسنًا أنتظر أنا لا أسمعك جيدًا لضعف الاتصال.

غادر يحيى مكتبه وتلفت حوله ليطمئن لخلو المكان وسأل بصوتٍ خافت:
- ماذا تعني بعرض مجاني باسم؟

أجابه باسم موضحًا:
- لا وقت لأوضح المعنى سيد يحيى فهناك ما هو أهم ويجب عليك أن تعرفه فقد ظهر أمامي وبكل وضوح عنوان البث الحقيقي.

صاح يحيي دون وعي لمكانه:
- أحقًا ظهر إذًا أخبرني به فورًا باسم فلا وقت لنُضيعه.

أملاه باسم العنوان وعيناه تتابع ما يتم بثه ليختم حديثه ويقول:
- أسرع سيد يحيى فعلى ما يبدو أن الضحية تلك المرة طفلة يافعة.

جحظت عينا يحيي بخوف لقول باسم وأخذ يتساءل أوصل بهم الانحطاط إلى هذا الحد لينهي اتصاله وهاتف أشرف وأخبره بصوتٍ صارم:
- أشرف أريدك بالأسفل فأنا وأنت سنقوم بمداهمة فيلا محفوظ شاهين بعدما ظهر لباسم أن التطبيق يبث من داخل فيلته.


و في فيلا محفوظ وقفت اعتماد تتابع بعينيها المكان بذهول لتهمس وعينيها تلمع بانبهار لرؤيتها الشارع الذي تبيع المحارم فيه مُتجسد أمامها كأنه نقل بالكامل إلى ذلك المكان، لتبدأ بالتنقل بين السيارات غافلة عن عينا دان التي تابعت خطواتها الرشيقة بشهوة مرضية، وحين وصلت اعتماد إلى سيارته فتح لها زجاجها الجانبي وقال لها بلغة عربية سليمة وكأنه ولد بشوارع القاهرة:
- ما اسمك يا صغيرة.

ابتسمت اعتماد وهي تخفض عينيها أرضًا فأجابته بصوت متلعثم:
- اسمي اعتماد ولكن هل لي أن أسألك عن شيء قبل أن نبدأ التصوير، هل أنت حقًا تعمل بالتلفاز سيدي كما أخبرني ضابط الشرطة؟

ابتسم دان بتهكم وأردف:
- نعم أنا أعمل بالتمثيل والآن أبدئي دورك كي أعطيكِ حقيبة مليئة بالحلوى.

ضحكت اعتماد ببراءة وقالت:
- أنا لستُ طفلة صغيرة تريد الحلوى سيدي وإن أردت مكافئتي فعليك أن تشتري مني علبة المحارم كي ينتهي دوري هنا وأسرع بالذهاب إلى الصيدلية لجلب دواء شقيقي الخاص، فحتمًا غيابي أثر على حالته بالسلب وأظنه لم يكف عن بكائه.

مَدّ دان يده ولمس وجهها ومرر أصابعه إلى خصلات شعرها المجعد وشد خُصْلَة منه وقال:
- أتعلمين أن خصلات شعرك نالت أعجابي يا فتاة والآن أريدك أن تجلسي بجانبي فأنا أريد الحديث معكِ بأمرٍ مهم.

حملقت اعتماد في وجهه بقلق طفولي وأبعدت رأسها عن يده ونهرته بقولها:
- أبعد يدك عني فأمي أخبرتني ألا أدع أحدًا يلمسني كما أوصتني ألا أجلس برفقة أيًا كان داخل سيارته والآن أخبرني هل ستشتري مني علبة المحارم أم لا؟

عبس دان فلم ينل رفضها له استحسانه وصاح بها بصوتٍ غليظ أرهبها:
- إن لم تستمعي لحديثي الآن فلا مال لكِ ولن تعودي إلى منزلك ولن تبتاعي دواء شقيقك أما إن نفذتِ ما أريد حينها سأسمح لك بالمغادرة ومعك قدرًا كبيرًا من المال.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي