3 – خارج الحسبان

أسرعت فايزة وغادرت كي لا يلحظ اضطرابها وهرولت حتى وصلت إلى منزل والدتها، فوقفت تلتقط أنفاسها وطرقت بابها بوجهٍ عابس حتى فتحته والدتها فدلفت سريعًا وهي تقول:
- لقد رآني طاهر وأنا أغادر وكاد يتشاجر معي لأني لم أبلغه بمُغادرتي، لذا تحججت وأخبرته بأنكِ مريضة وجئت إلى هنا مباشرة خوفًا من أن يتبعني إلى هنا فهو دومًا ما يرتاب بكل شيء، والآن أخبريني كيف سنذهب لتلك المرأة دون أن يرانا أحد ويبلغه؟ فأنا وأنتِ نعلم أن طاهر لن يسامحني أبدًا إن علم بذهابي لها وقد يصل الأمر به لطلاقه لي.

ربتت والدتها كتفها وقالت:
- لا تخافي يا ابنتي فأنا رتبت للأمر جيدًا، والآن أدخلي إلى غرفتي وبدلي ثوبك بأخر وأخفي وجهكِ أسفل النقاب الأسود الذي ابتعته من أجلك، فهكذا لن يتعرف إليك أحد ولن يعرف طاهر بشأن ذهابك لتلك المرأة المباركة.

ولجت فايزة إلى غرفة والدتها تفكر في تلك المرأة صاحبة الكرامات، التي اتفقت والدتها أن تذهب إليها لتجد لها وسيلة تساعدها على الحمل، بعدما أخفقت في الحمل لثلاث مرات بعد معاناة وجراحة ومتابعة مع الأطباء، وتنهدت وهي تتذكر تحذير زوجها حين قال:
- أنا لا أريد سماع أي حديثٍ أخر بذاك الموضوع لقد انتهى ويكفي يا فايزة ذهابًا للأطباء، صدقيني أنا لا أريد أطفال وتقبلت مصيري وأمري المكتوب وأحمد الله على ما نعيشه أنا وأنتِ، لذا أتركي التفكير بالأطفال وتقبلي مصيرك أنتِ أيضًا وصدقيني حتمًا سيعوضك الله على صبرك هذا.


و في غرفة والده جلس طاهر بجانب والده ليلاحظ تعبه وإرهاقه فقال بقلق:
- أبي أرجوك دعني أخذك إلى الطبيب فأنا أشعر بقلقٍ كبير نحوك، أرجوك تحدث معي أسمعني صوتك ولا تلزم الصمت هكذا.

ربت عبد الحميد يد ابنه وقال بصوت ضعيف:
- تريد مني التحدث إليك حسنًا أخبرني كيف يا طاهر أتبادل معك أطراف الحديث بعد ما فعلته معي بالأمس.

صمت ينظر إلى ابنه بعتاب وأردف قوله:
- حقًا أنا لا أفهم تفكير ابن خالك هذا ولا أعلم ماذا يريد منا؟ تارَة يطلب يد هنا للزواج ويجعلنا نبادر إلى تزوجيها من شقيقك فضل ونسعى لسفرها بعيدًا عنه، وبالأمس يأتي هكذا ويطلب مني الزواج من شقيقتك ويأمرني كأنني طفل صغير أن أمنعها من إكمال دراستها، بل وصل به الأمر يخبرني بأنه الأحق بها من غيره وأيد المشاركين بالجلسة مطلبه حتى أنت يا طاهر وافقت على طلبه أمامهم وتحديت إرادتي ووضعتني بموقف حرج أمامه وأمام الجميع لأبدو وكأن لا شأن لي بابنتي وأني لا أصلح لرعايتها ولا رأى لي بأمر زواجها.

زفر طاهر لعلمه أنه أخطأ بحق والده، فقد تخطى حدة بالأمس معه وأيد طلب عصام فقال في محاولة منه لإصلاح ما أفسده بالأمس:
- أرجوك أبي فكر بأمر عصام جيدًا فهو شاب على خُلق وعلى صلة قرابة بنا، وحتمًا سيضع همس بعينيه وسيرعاها ويتقي الله فيها، وإن كنت تريدها أن تستكمل دراستها فأنا أعدك بأن أتحدث إلى عصام وأخبره برغبتك تلك واجعله يعدني بأن يدعها تكمل تعليمها كما تريد، أرجوك يا والدي دعني أعيد شقيقتي إلى هنا فيكفيها الحياة بعيدًا عنا بمفردها.

عقد عبد الحميد حاجبيه وقال بحدة:
- شقيقتك همس لا تقيم بمفردها يا طاهر لا تنس أنها تعيش برفقة شقيقك فضل لذا لا تتقول بأحاديث عصام ذاك، حقًا أنا لا أصدق أنك تشهد بكلمات عصام ضد شقيقتك التي أحسنت تربيتها ونشأتها، أتعلم أنا سأسافر إليها وسأتحدث معها برغبة عصام وإن وافقت هي سأوافق أنا، أما إن رفضت فلا أحد على سطح الأرض سيرغم ابنتي على الزواج دون رغبتها حتى ولو كنت أنت يا طاهر، وأعلم أني سأراعي الله فيها ولن أجبرها أبدًا على الزواج ويكفي خطأي الأول بحق هنا وأجباري إياها على الزواج من شقيقك رغمًا عنها.

أنتاب طاهر الضيق لذكر والده أمر هنا بحديثه ووقف بوجه عابس رافضا كلمات والده الأخيرة فهتف قائلًا:
- والدي لا تنس أننا نحيا وفق تقاليد مجتمع قَبلِي وموافقة الفتاة على الزواج ليست بذي أهمية لدينا، والآن أنا سأذهب لأبلغ فضل بأمر سفرنا إليه ليستعد لمجيئنا.


ولج فضل مسرعًا إلى شقته وأخذ ينادي بصوت عال:
- هنا يا هنا أين أنتِ؟

تركت مكانها أمام الموقد وغادرت مطبخها بقلبٍ مضطرب، ووقفت أمام فضل تحدق بوجهه بحيرة وعقبت على مجيئه مبكرًا قائلة:
- جئت باكرًا أخبرني هل أنت بخير فضل؟ أخبرني هل حدث معك أمر ما أتعبك فعدت من عملك سريعًا بسببه، أرجوك أخبرني الصدق أنك بخير.

أسرع يضمها بين ذراعيه ويُقبل وجنتها بقوة ويقول:
- اطمئني هنا فأنا بخير تمامًا وعدت مبكرًا لأني أحمل لك خبرًا سارًا، أن والدي وطاهر قادمون لزيارتنا خلال أيام، فقد تقدم أحدهم لهمس وطلب يدها من والدي.

تفاجأت هنا بالخبر وبهتت ملامح وجهها وانتابتها رجفة لتذكرها نظرات طاهر الغاضبة دومًا إليها، فهي لطالما أخافتها عينيه برماديتيها الغريبة، لتدارك الموقف بسرعة حتى لا يلاحظها فضل وقالت:
- ماذا تقول، تقدم أحدهم لخطبة همس وهي لا زالت بالجامعة، ولكن فضل كيف وعمي قال سابقًا أنه لن يوافق على ارتباطها بأحد إلا بعد إنهائها لدراستها الجامعية؟

جلس فضل على المَقْعَد وأجلسها على ساقيه رُغم معارضتها وأهمل حديثها وأخذ يداعب وجهها، لتنهره بأن يكف عما يفعله، فقطب جبينه وهتف بصوتٍ حاد:
- ماذا حدث هنا ألا تلاحظين أننا بمفردنا وهمس ليست معنا، لِما تبتعدين عني وأنتِ تعلمين مبلغ شوقي واشتياقي لكِ؟ ألا تعلمين أني أتحين الفرصة لاخلو بكِ دون أن تتواجد همس بالجوار، هيا حبيبتي تعال لأحضاني فأنا أفتقد إليكِ كثيرًا وأود أن أبادلكِ الحب، هيا قبل أن تأتي همس وتضيع تلك الفرصة فأنا أريد أن أبثك غرامي وحبي كأولى أيام زواجنا.

أوقف حديثه وهو يحدق بها برغبة واضحة، فازداد رجيف قلبها وقبل أن تتهرب منه، تفاجأت به يقول وهو يجذب رأسها نحوه:
- دعيني أترجم حبي فوق جسدك وأكتب احتياجي بلمساتي، دعيني حبيبتي أغرق ببحر عشقك وأتوه بملذات نفسي معك، هيا هنا أتركِ لي نفسك كي أرشدك فوق درب العشق واغمريني بحبك الذي أفتقده دومًا منك.

و لم يدع فضل لها أي فرصة للاعتراض وحملها واتجه إلى غرفتهم، وأغلق خلفه بابها وهو يهمس في أذن هنا بكلمات الشوق والغرام.


لا زالت تبكي منذ أبلغها شقيقها بطلب عصام ابن خالها يدها للزواج وفشل محاولات الاتصال بآدم وأخذت تعد الساعات حتى تغادر إلى كليتها باكر كي تبحث عنه وتخبره، وأتى عليها النهار وهي مستيقظة وعقلها يبحث عن مخرج ليُفاجئها فضل برفضه ذهابها إلى الجامعة معللًا اتصال والده وإبلاغه إياه أنهم بالطريق إليهم، لتتسع عيناها بحزن تشعر أن حياتها تسلب منها.
مرت الساعات عليها تشعر أنها تقتلها حتى وصل والدها وشقيقها طاهر، الذي ما أن رآها حتى علق على ملابسها، وجلس يرمق هنا التي جلست بجانب شقيقه تختفي عن عيناه بنقابها، فأشاح ببصره عنها وينظر لشقيقته من جديد ويخبرها بأمر عصام.

وبعد مرور ساعة جلست همس إلى جوار والدها بعيون دامعة، وأسرت إليه بعدم رغبتها بالزواج حتى تنهى دراستها وأنها ترفض الزواج من عصام خاصة لكبر سنه، فثار طاهر عليها وكاد يصفعها فتدخل فضل ليُهدأ من ثوران طاهر الذي أقسم أن يعيدها معه إلى البلدة، نهره والداه مُوضحًا بحدة أنه لن يسمح لأحد بفرض رأيه على ابنته الوحيدة وهو حيٌّ يُرزَق، وضم همسة الباكية إليه فتشبثت به وعيناها تلاحق شقيقها طاهر لتسمعه يقول:
- أرى أن علينا الانتظار حتى تنتهي همس من أداء اختباراتها لتعود إلى البلدة برفقة فضل، وكما أخبرتك سابقًا ولدي أنا سأحرص بنفسي على أن تحظى بفرصة التحدث إلى عصام بمفردها، وبعدها سنتمم الخِطْبَة وسأتفق مع عصام على أن يدعها تُكمل دراستها، إلا إذا أحبت أن تُكملها بعد زواجها منه.

غادروا وحاولت همس من جديد الاتصال بآدم وحين فشلت أرسلت إلى صديقه سامح رسالة، أخبرته فيها بكل ما حدث وطلبت منه إبلاغ آدم، وأتاها الرد منه في رسالة يطلب منها أن تأتي لتقابل آدم.


في اليوم التالي؛ وبعدما قام فضل بإيصالها إلى كليتها أسرعت وغادرتها ولم تلحظ سيارة شقيقها تتبعها، لتُقابل مع آدم الذي جلس بانتظارها بإحدى المقاهي عاقد الحاجبين وما أن رآها حتى قال:
- ها قد حدث ما كنت أخشاه وأخافه فهل بإمكانك الآن إيجاد حل؟ أخبريني همس كيف سنحل تلك الكارثة التي حلت علينا بعد أن ضاعت منا الفرصة؟

تطلع آدم إليها وهز رأسه بيأس وأردف:
- أنا لن أقبل أبدًا بهذا الأمر ولن أقف مكتوف الأيدي وأشاهدك وأنتِ تتزوجين غيري وأصمت.

بكت همسة ونظرت إلى وجهه الحزين وقالت:
- صدقني آدم أنا رفضت وبشدة حتى والدي نفسه رفض طلب عصام، والآن لم يعد أمامنا غير ذهابك لوالدي وطلبك يدي منـــــ...

شهقت همس بذعر وابتلعت باقي جملتها حينما وقعت عينيها على شقيقها فضل يقف أمامهم، فهبت واقفة عن مقعدها تحدق به بذعر، فرفع آدم عيناه ورآه فوقف ومد يده يصافحه وقال:
- أنا.

قاطعه فضل بحدة وهو يجذب همسة إليه ويقول:
- أصمتي فأنا لا أريد أن أسمع صوتك بعدا لأن.

ورمق آدم بغضب وأردف بصوتٍ صارم:
- وأنت عليك الذَّهاب من هنا فورًا وصدقني إن رأيتك بجوار شقيقتي مرة أخرى فأنا سأقتلك حتمًا.

عاد فضل وتحدث إلى همس بصوتٍ أسف وقال:
- أتعلمين أني منذ أبصرتك تبكين بانهيار ما أن علمتِ بتقدم عصام لكِ وأنا أشعر بالريبة بتصرفك، ولكني عدت ونهرت نفسي ورفضت فكري ذاك وذكرت نفسي أنك يا همس لن تفعليها أبدًا، قلت لن تسمح همس بأن تضع رؤوسنا بالوحل، ولكن إرادة الله كانت فوق كل شيء فهو لم يشأ أن أظل مخدوعًا بكِ طويلًا، لذا وبسبب تسرعك نسيتِ حقيبة كتبك بسيارتي فعدت إليكِ لأعيدها لكِ، وحينها رأيتك وأنتِ تغادرين فتتبعتك وصدمت لرؤيتك برفقته لم أصدق عيني وأنا أراكِ تجاورين رجلًا غريبًا عنكِ هكذا.

زاد غضب فضل لبكاء شقيقته فزفر بقوة وأضاف:
- هيا بنا سأعود بكِ إلى المنزل لأرى منذ متى تخدعيني بمعرفتك تلك، وصدقيني همس أنا لن أتوان أبدًا عن إبلاغ والدي وطاهر بفعلتك تلك.

جذبها وغادر تاركا آدم يتابعهما بعينيه بملامح غاضبة، وما أن وصل فضل إلى منزله حتى دفعها إلى داخل غرفتها واغلق بابها عليهم، وَسْط دهشة هنا التي استغربت عودتهم وتملك منها القلق بسبب ملامح فضل الغاضبة ووجه همسة الباكي، ووصل إليها صياح فضل وهو يقول:
- أخبريني منذ متى وأنتِ على عِلاقة بذاك الشاب؟ منذ متى وأنتِ تخونين ثقتنا بكِ أهذا جزاءنا وجزاء والدي لموافقته لكِ على استكمال دراستك وعارض الجميع من أجلك وتشاجر مع طاهر ليدعكِ تمكثين برفقتي، وفي النهاية تخذليه وتحطين من شأنه وتقللين من قدره، أتعلمين أني لوهلة كنت سأتحدث إلى طاهر وأطلب منه رفض عصام من أجلك، ولكن بعد ما حدث منكِ سأكون أنا أول الموافقين على زواجك وسأتخذ منكِ نفس موقف طاهر، لذا من اليوم وصاعد ممنوع عليكِ مغادرة المنزل حتى أنتهي من عملي وأخذك بنفسي وأعيدك إلى البلدة، لتعاد هناك تربيتك من جديد.

تركها فضل وغادر ثائرا ليقول بصوت عال لزوجته:
- إن رأيتها خارج غرفتها سأحاسبك أنتِ حسابً عسيرًا عنها، وإياكِ يا هنا أن تفتحي لها باب الغرفة أو تعطيها هاتفك، فهي ممنوعة من كل شيء حتى الهواء، وأعلمي أني لن أدع الأمر يمر هكذا دون محاسبتكِ أنتِ الأخرى فمن المؤكد أنكِ كنتِ على علم بعلاقتها تلك.

غادر فضل مُغلقًا الباب بحدة، لتسرع هنا إلى غرفة همس فوجدتها تبكي فسألتها عما حدث، فقصت عليها همسة كل شيء، فصفعت هنا وجهها بخوف وقالت بذعر:
- لطفك بنا يا الله لطفك بنا أنا لا أعلم لِما فعلتِ هذا همس، لقد حذرتكِ مرارًا من مغبة تلك العِلاقة، أخبرتك أن فضل إن علم بأمر آدم سيكون كالطوفان فهو بتفكيره الصعب يوازي تفكير طاهر.

استمرت همسة على حالها حبيسة غرفتها تحسب الأيام الباقية على عودتها بصحبه شقيقها، فاقدة الأمل خاصة بعد اختفاء آدم مرة أخرى.


وفي داخل شَقَّة يحيى جلس بجانبه أشرف يحدقان بشاشة العرض التي أوصل باسم جهاز الحاسب بها لتكون الرؤية أوضح، فلم يتحمل أشرف البقاء ساكنًا فهب عن مقعده وصاح يستفسر عما يدور بغضب:
- ليخبرني أحدكم بما يحدث؟

صمت للحظات ليعود لصياحه يقول:
- هيا على أحدكم توضيح الأمر لي لأفهم ماذا يحدث، فأنا لا أصدق أن الوقت المتبقي لنا للبقاء مشاركين أقل من النصف ساعة.

التفت إليه خاطر الشاب الآخر وقال:
- أهدأ سيدي وأنا سأخبرك بكل شيء، منذ ساعة تقريبًا تسلمنا رسالة نصية برقم حساب بنكي وطُلب منا إيداع مبلغ مالي للاشتراك، للأسف لا يملك أحدً منا هذا المبلغ حينها حاولنا جمع أي معلومات عن الحساب، ولكن بائت محاولاتنا بالفشل كون الحساب مُشفر وعلى درجة عالية من التأمين، كما حاول باسم اختراق الجدار الناري للتطبيق ولكن للأسف لا نتيجة حتى الآن.

قاطعهم باسم وقال بيأس:
- أعتذر إليك سيدي فقد أرسلوا الآن بأن الحساب أغلق وانتهت فترة السداد المؤقتة، ولكن لأننا التزمنا معهم وسددنا قسط كبير من الاشتراك أبلغوني بأنهم سيرسلون لي جزء من العرض بعد انتهائه.

دفن يحيى وجهه بين راحتيه يشعر بالفشل والأسى على تلك الضحية التي لن يستطيع أياً منهم إنقاذها.


في اليوم التالي تمكنت همس من استخدام هاتف قديم لديها وأرسلت إلى آدم، فأتاها اتصال من صديقه بعد مرور يومين، استجابت له همس واستقبلته بتوتر لتسمع سامر يقول:
- لماذا فعلتي هذا همس بآدم فقد دمرتِ صديقي وتطاول عليه شقيقك بالضرب والسب، ووصل به الأمر أنه هدده إن رآه بأي مكان بالقرب منكِ مرة أخرى سيقتله، والآن علمت من صديق مشترك بيننا أنه تحدث إلى والده بشأنك مرة أخرى فهدده هو الأخر لذا قرر آدم أن يترك البلاد ويسافر بعيدًا، وعليه فأنا أتوسل إليكِ يا همس أن تأتي لتتحدثي إليه وتحاولي إثناءه عن قرار السفر ذاك، أرجوكِ همس تعالِ لرؤيته لعل كلماتك ورؤيته لكِ تهون عليه ما أصابه من حزن ويأس.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي