الفصل. الرابع.اتفاق

البارت الرابع اتفاق
غادر قصي وزينة تشعر بفضول قاتل لتعلم بماذا تحدثا دخلت زينة عند راشد مجددا
وكانت تفرد بيديها و تنظر حولها لا تعلم كيف تسأل ابتسم راشد على هيأتها فهي هكذا عندما تريد شيئا ولا تعرف كيف تطلبه
راشد : زينة ؟!
زينة بانتباه : نعم !
راشد : أتريدين شيئا؟
زينة : انا لا ماذا عسى اريد ؟!
راشد : حسنا ظننتك تريدين شيئا اذا عن اذنك اريد الذهاب للنوم
زينة : الان ؟ اعني
راشد : زينة اسألي
زينة : عن ماذا ؟
راشد : عما تفكرين فيه الان
اخذت زينة نفسا عميقا : كنت فقط أتساءل عمّ كنتما تتحدثان ؟
راشد : قبل ان اجيبك سأسألك شيئا
زينة : تفضل
راشد : ما رايك بقصي ؟
زينة :انا لا اعرفه حتى يكون لي فيه رأي فقد بدأ العمل اليوم فقط وانا ذهبت له صدفة عندما اخبرني دكتور عادل انه اخصائي بارع وانه عالج الكثير من الحالات المماثلة فقط
راشد : اتفهّم , اذا زينة انا قررت شيئا واتمنى ان توافقيني
زينة : ما هو ؟
راشد : خطوبتك انت و قصي
زينة : عفواً ؟!!!
راشد : اجل كما اخبرتك
زينة : ولكن ..
قاطعها راشد : انني اعطيت كلمتي لقصي و سيأتي بعد يومين هو واسرته للتتقابلا
زينة : انا لم اوافق على ذلك
راشد : ولكننك قلتي انك تثقين بقراراتي
زينة : اجل
راشد : وهذا قراري يا زينة
زينة :ابي
راشد : زينة لا اريد نقاشا بالامر واتمنى ان لا تتصرفي بطريقة تحرجني يا زينة مفهموم ؟
زينة : حاضر
راشد بحنان : تصبحين على خير حبيبتي
زينة : وانت بخير

( في منزل قصي )
دخل قصي المنزل وعلى ثغره ابتسامة واضحة
هالة : ما سر الابتسامة ؟
قصي : كيف لا ابتسم وامامي اجمل امرأة بالعالم ؟
هالة : اخجلتني ولكن هيا اعترف
قصي : امي هل من الممكن ان تجهزي لبعد يومين لنذهب و نطلب فتاة لي
هالة : يوم المنى يا بني ولكن من هي سعيدة الحظ ؟
قصي : ومين غيرها يا امي زينة ابنة العم راشد
تغير لون وجه هالة : لم انت مصرّ على الارتباط بها هكذا ؟
قصي : ما الامر يا امي ؟ ألم تكوني موافقة
هالة بعقلها : لانني ظننتها سترفض وقالت بصوت مسموع : اجل ولكن انت لم تكن ترغب حتى بالذهاب للموعد والان انت سعيد جدا بموافقتها ما الامر ؟
قصي بابتسامة : لانني لم اكن اعلم انها هي انا لم اكن اعرف بانها ابنة السيد راشد كما تعلمين التقيتها صدفه بالطريق بتلك الحالة الاسعافية ومن وقتها اريد الاعتراف لك لانك امي وهي لم تخرج من رأسي ابداً وعندما التقيتها المرة الثانية بموقف السيارات شعرت بسعادة الكون
تمتلكني لانني كنت انتظر رؤيتها مرة اخرى اما عندما رأيتها هي الفتاة التي ذهبت لخطبتها شعرت وكأن القدر يضحك لي و يخبرني انها قدري و نصيبي يا امي والان بموافقتها و موافقة والدها تأكد هذا الشعور , ألست سعيدة يا امي بهذا الارتباط ؟
هالة ابتسمت بحنان لابنها : ما يسعدك يسعدني يا بني سأبدأ من الغد لاجهز كل شي لا تقلق
قصي : شكرا لك جدا يا امي تصبحين على خير
هالة : وانت من اهل الخير يا بني
صعد قصي لغرفته وهالة بقيت في مكانها تنظر له بتفكير حتى اختفى عن عيناها ولا تعلم لماذا لا تشعر بالسعادة موقف زينة عندما طلبوا التعرف عليها مازال في ذهنها ولا يريحها ابدا
كانت ليلة عجيبة عليهم قلوب سعيدة لا تنام و قلوب مهمومة لا تنام وقلوب تفكر اين المصير و لا تنام و قلوب تدعو لمزيد من الوقت ولا يسعها النوم وكأنها اطول ليالي عمرهم
*********************************************************************************************************************
في الصباح
هنا : هيا يا اولاد راشد الفطور جاهز
اقتربت زين بسرعة كعادتها و قبلت هنا و احتضنت راشد و اخذت تفاحة ووضعت بفمها لقمة من الطعام
هنا : على مهل على مهل
زين و الطعام لازال بفمها : لا اقدر يا امي لقد تأخرت كثيرا اليوم لدي اجتماع مبكر و مهم
راشد : لا تتغيرين ابدا بالتوفيق
زين : شكرا لك واخذت اشياءها و ذهبت
وبعد قليل خرج كل من احمد و زينة
زينة : صباح الخير
راشد : صباح النور تعالي و افطري
زينة : كلا انا لست جائعة وعلي الذهاب
راشد : لا بأس لا تنسى اخذ اجازة غدا
هنا باستغراب : لماذا ؟
راشد : لان قصي و عائلته قادمون غدا لطلب يد زينة وانا موافق
هنا بفرحة : حقا ؟
راشد : اجل
زينة مازالت واقفه مكانها ملامحها جامدة لا تعطي اي تعبير
اقتربت منها هنا و احتضنتها : مبارك لك
احمد : اجل عزيزتي مبارك
زينة : شكرا لكم عن اذنكم الان
هنا و قد نظرت لراشد بشك : كيف اقنعتها ؟
راشد : لا عليك من ذلك جهزي كل شي لغد اذا سمحتي
هنا : حاضر
قادت سيارتها بسرعة كبيرة و وعندما وصلت للمستشفى قاطعة طريقها سياره كانت سيارة قصي نظرت له ببرود و دارت بسيارتها و ركنتها و نزلت منها دون ان تنتظره
قصي : زينة
توقفت مكانها دون ان تستدير
قصي ممازحا: اذا انت لا تنظرين خلفك الا اذا كان هناك جيش كامل
زينة : أيفترض بأن يكون هذا مضحكا ؟
قصي بأبتسامة : اجل
زينة : تفضل ماذا تريد ؟
قصي : اريد القول صباح الخير
زينة : صباح النور عن اذنك
وقف قصي مكانه وهمس : لن يكون الامر سهلا ودخل للمستشفى بدّل ملابسه و نزل وعندما نزل اصطدم باحدهم
قصي : انني اسف حقا انا لم انتبه
مرام : اانت اعمى ؟
قصي : اظن لا
نظرت مرام لشاب الوسيم الذي امامها : من انت ؟
قصي : طبيب جديد اسمي قصي
مرام : وانا مرام
قصي : اهلا مرام
مرام : طبيب ماذا ؟
قصي : اخصائي جراحة دماغ و اعصاب
مرام : في هذا السن و اخصائي
ضحك قصي : لست صغيرا كما تتخيلين عمري اثنان و ثلاثين عاما
مرام : لا يبدوا عليك
قصي : شكرا لك
نظرت ليده مرام : ظننتك صغيرا لانه على ما يبدوا لست متزوجا
قصي : واو كيف لاحظتي ذلك ؟ بالفعل انا لست متزوجا
مرام : تلفتني التفاصيل
ابتسم قصي : اظن انني سأتزوج قريبا عن اذنك
مرام وقد ارتسمت الابتسامة على وجهها : لنرى
(في الشركة )
دخلت زين بسرعة لمكتبها ووضعت حقيبتها وبحثت عن ملف معين ثم وجدته طرق باب مكتبها
زين : تفضل
السكرتيرة : انسة زين سيبدأ الاجتماع بعد خمس دقائق و المدير يطلب تواجدك بغرفة الاجتماعات
زين : حاضر
ذهبت زين لغرفة الاجتماعات وقبل ان تدخل اخذت نفسا عميقا فهذا يتعبر من اهم المشاريع التي تستلمها ودخلت
جلست على الكرسي الخاص بها تنتظر بدأ الاجتماع وبعد قليل دخل المدير و معه شخص
المدير : صباح الخير يا سادة
رفعت زين رأسها من الملف : صباح النور وتوسعت حدقتيها وهي تنظر للذي دخل مع المدير
زين لنفسها : ماذا يفعل هذا هنا : اتمنى ان تكون شخصا غير الذي اظنه اتمنى اتمنى
المدير : اعرفكم بالسيد خالد مندوب الشركة المشاركة معنا بالمشروع
اغمضت عينها : لماذا اتمنى اصلا ؟
كانت عيون خالد مثبتة عليها
واكمل المدير : سيد خالد اعرفك بالانسة زين مهندسة الديكور الاولى لدينا وهي التي ستعمل مع حضرتك بالمشروع وستتولى كامل التصميم الداخلي
خالد : اهلا انسة زين
زين وهي تحاول التماسك لتخرج من هذا الموقف المحرج : اهلا سيد خالد
خالد : هل التقينا سابقا ؟
زين وقد شتمتته داخلها : لا اظن سيد خالد
خالد : اشعر انني رايتك سابقا
زين بسرعة : لو كان مهما لتذكرت لا اظن ذلك
خالد : معك حق ربما كان موقفا طفوليا سخيفا
زين وقد شعرت بالغضب و تريد الرد ولكن قاطعها صوت مديرها : انسة زين أيمكنك البدأ
زين : حاضر
بدأت زين بعرض مشروعها وهي تتجنب النظر لخالد قدر الامكان وبعد ان انتهت : هذا كل شي يا سادة انتظر سماع رايكم ؟
اثنى الجميع على مشروعها وانه بالفعل جميل و مميز
خالد : هذا التصميم اقل من عادي و شركتنا لن تقبل به
صدم الجميع من رأيه فالتصميم اقل ما يقال عنه رائع
زين بصدمه : عادي ؟!
خالد ببرود : جدا
المدير : ولكن سيد خالد التصميم بالفعل جميل
خالد : حضرت المدير انا لا اقول ان التصميم بشع ولكنني اقول لك انه عادي وان مشروعا بهذا الحجم وبهذه الميزانية الضخمة يحتاج لشيء مميز و ابداعي اكثر
زين : لا بأس سيد خالد اعطني ملاحظاتك عليه وانا اعدلها
المدير : نعم سيد خالد زين مهندسة مبدعة وانا اثق بقدرتها على انجاز الامر فقط اعطها ملاحظاتك وهي ستفاجئك بعمل رائع و مميز
زين : شكر لك سيدي شهادة اعتز بها جدا
بدأ خالد بانتقاد كل شيئا تقريبا و زين تضبط نفسها بصعوبة وخاصة ان اسلوبه بملاحظاته بها شيئا من السخرية
زين : حاضر سأعدل كل ما قلت عنه
خالد : جيد واتمنى ان تخرجي بنتيجة مرضية
المدير : اذا هذا كل شي لليوم على ما اظن
خالد : نعم هذا كل شي
المدير : حسنا سيد خالد تفضل معي الان لاخذك لمكتبك الذي جهز هنا
خالد : حسنا
رن هاتف المدير : عفوا لحظة
خالد اقترب من زين التي تجمع اشيائها
خالد : اذا انت فقط سليطة اللسان وطويلة اليد وعند العمل انت عادية
نظرت له زين بعيون نارية وهو قابلها ببرود
المدير : اعتذر سيد خالد ولكن علي الذهاب الان هناك امر طارئ انسة زين أتمانعين اخذ السيد خالد لمكتبه تعرفين اين هو
زين : يمكن لسكرتيرة ان تفعل انا اخبرها
المدير : لا لا قومي بذلك بنفسك من بعد اذنك
زين : حاضر , وبقلت صبر : تفضل
تبعها خالد ووصلوا لمكتب جميل و مرتب
زين : هذا هو مكتبك
خالد : لا بأس به ولكنني لا احب ترتيب الملفات هكذا رتبها بطريقة افضل
زين وقد رنت جرسا بالغرفة فتح باب المكتب ودخلت منه فتاة
زين : انسة نادية مساعدتك والسكرتيرة الخاصة بك نادية من بعد اذنك الاستاذ لا تعجبه طريقة ترتيب الملفات اتمنى ان تعيدي ترتيبها كما يحب
خالد : اولا المهندس وليس الاستاذ ثانيا طلب ذلك منك
زين : مهندس خالد انني اعمل معك و بنفس منصبك ولست مساعدتك فانا مهدسة مثلك هنا وايضا انت لم تطلب انت امرتني وهذه طريقة غير مقبولة تتحدث بها معي لذلك التزم حدود الذوق معي بالتعامل
خالد بسخرية : أليس من الذوق ان تعتذري على ما بدر منك
حركة زين وجهها بايحاء لا مبالاة : دعني اقل كل شيئا كل شخص يأخذ ما يستحق وانت اخذت ما تستحق تماما
خالد : ستدفعين الثمن
زين : لن تقدر على فعل شي واياك وتهديدي وثق تماما انا لست مثل انا لا اهدد انا افعل فقط وتركت كتلة الجمر خلفها تشتعل خرجت وهي لا تترك نوعا من الشتيمة والا تلقي به عليه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي