البارت التاسع ليلة مشؤومة

(في منزل زينة )
استيقظت زينة باكرا ونظرة لزين النائمة وخطرت ببالها فكرة فابتسمت بعد بعض الوقت
زينة : زين هيا استيقظي زين هيا يا زين
زين بنعاس: زينة ما زال باكرا ارجوك اريد النوم
زينة : كلا استيقظي الان
وقامت بسحب الغطاء عنها و سحبها بالرغم عنها
زينة : سنقوم ببعض التعديلات اذهب الان و اغتسلي
زين : مزعجة ذهبت زين للحمام و اغتسلت وعادت لغرفتها انتبهت اخيرا للأشياء التي حضرتها زينة وكانت عبارة عن فستان ازرق غامق قليلا يصل لركبتها واكسسوار فضي ناعم وجميل وحذاء مرتفع قليلا باللون الابيض
زين باستغراب : ما كل هذا ؟!
زينة : بعض التغير هيا الان
ساعدت زينة زين بتغير من أسلوب ملابسها بذلك الفستان و الاكسسوارات الناعمة وايضا عملت على ترتيب شعرها و تصفيفه بطريقة جميله ووضعت لها القليل من مستحضرات التجميل و بالنهاية كانت فعلا جميلة للغاية بذلك المظهر الأنثوي كانت زين تنظر لنفسها بإعجاب واضح أنشطتها زينة من كتفيها
وقالت : تذكري بأن هذا التغير هو من اجلك انت وليس من أجل اي شخص آخر أو اي سبب وانك الان او حتى سابقا جميلة للغاية وذلك لان ما يميزك فعلا ويجعلك جميلة هي روحك انت
ابتسمت لها زين وإشارة لها بنعم
(في المستشفى )
هالة بصوت يختنق بالبكاء: قصي ما بها رغد ؟!
قصي مستغرب جدا : امي أنها تعاني من آثار انهيار عصبي حاد
هاله بصدمه : كيف ذلك ؟
قصي : هل حصل معاها اي مشكلة أو تعرضت لاي شي ؟
هاله: كلا ،وانت رأيتها البارحة صباحا كانت بأفضل حال
قصي : معك حق علينا الانتظار حتى تستيقظ و تخبرنا ما بها
وصلت زينة للمستشفى و بدلت ملابسها و استعدت لمباشرة عملها وبطريقها شاهدة هالة و قصي عند باب مكتب قصي يريدون الدخول اقتربت زينة منهما
زينة : صباح الخير
هالة : صباح الخير
زينة : كيف حالك ؟ انت بخير
هالة : أنا بخير ولكن رغد مريضة
زينة نظرة لقصي وكأنها تسأله ما بها وهي فهمت من اشارته أنه لا يريد التحدث الان امام والدته فقالت بحنو لهالة: لا تقلقي ستكون بخير
إشارة لها هالة بنعم
كانت زينة بطريقها للاسعاف ولكنها اصطدمت بمرام أو بصورة أدق مرام اردات إيقافها هكذا نظرت لها زينة
مرام : اعتذر أنا لم انتبه
زينة وهي تهم بالمغادرة : لا بأس
اوقفتها مرام :ابقي بعيدة لا مكان لك
زينة : عفوا ؟!
مرام : أتحدث عن كل شيئا يا زينة عن قصي و عن المستشفى و عودي لبريطانيا لا مكان لك هنا و الايام ستثبت لك ذلك
نظرة لها زينة من الاسفل للأعلى وقالت بسخرية : مسكينة
وغادرة وتركت وراها مرام المذهولة ماذا تعني بمسكينة ؟!
زينة لنفسها : لماذا يا قصي ؟ ثم هزت رأسها و كأنها تحاول إخراج الأفكار منها وحاولت الانشغال قدر الامكان بعملها
******************************************
دخلت زين لشركة وكان المعظم ينظرون لها بين مستغربين إطلالتها وببن معجب بشكلها الجميل
دخلت مكتبها و بدأت بتجهيز بعض الملفات
السكرتيرة : صباح الخير سيبدأ الاجتماع خلال خمس دقائق
زين : حسنا
ذهبت لغرفة الاجتماع و جلست على مكانها بهدوء متجاهلة تماما نظرات خالد ولكنها عجزت هذه المرة عن تفسيرها فليس الكره و الغضب من يسيطر عليها ولكنها مازالت غير مريحه بالنسبة لها بدأ اجتماعهم الذي كان الهدف منه هو توقيع عقد المشروع و الاتفاقية التي تنص على استلام خالد هندسة عمارة المبنى كاملا كممثل للشركة التي يعمل بها وزين كممثل لشركتها بالتصميم الداخلي و الديكورات
عادت زين لمكتبها بعد انتهاء الاجتماع و بدأت إكمالها حتى سمعت طرقات على الباب
زين : تفضل
كان خالد استغربت قدومه جدا ولكنها لم تعلق جلس على المقعد الذي أمامها
زين : ماذا تريد ؟
خالد : أن احيك على التغير فقط لم اعلم ان لي هذا التأثير عليك
ابتسمت زين بثقة : انت مغرور جدا بالمناسبة
خالد : بل واثق
زين : الثقة ليست هكذا ولكن لن اجادلك أكثر وبما انك اتيت لتقول ذلك فقط اظن انه لم لديك شي
خالد : تطردينني ؟!
زين : بطريقة أدبية نعم
خالد : على اي حال تذكري انني من بادر باللطف وانني لست كذلك طيلة الوقت وايضا
زين : سيبدأ من جديد بالتهديد
خالد : بل كنت سأقول يبدا أنه سيكون مشروعا ممتعا
خرج خالد وزين مذهولة مكانها إعادة رأسها للاخلف بأستنكار
زين : للاسف ما زال شاب صغير ولكنه فقد عقله ...
******************************************
دخلت زينة لغرفة رغد للاطمئنان عليها وجدتها نائمة ولكنها تهذي بكلام غير مفهوم ولكن بدأ الضيق و الرعب واضحا جدا على وجهها اقتربت منها و امسكت يدها محاولة تهدأتها أو جعلها تستيقظ على الأقل
رغد : لا لا تقتله لا
صدمت زينة مما سمعته قتل ؟!
بهذه اللحظة كان لابد من تهدأتها لأنها بدأت الدخول بحالة انهيار أخرى قامت لحقتها بمهدئ وبعد القليل من الوقت عادت لنوم مجددا
بقيت زينه تحدق بها بتفكير لا تستوعب كل ما قالته ولا حتى حالتها هذه هي مرعوبة للغاية و منهارة بقيت لديها وقد اسهبت بالتفكير ولم تشعر بذلك الذي جاء من خلفها ممسك يدها ارتعبت و التفتت إليه
قصي : اين وصلتي بتفكيرك ؟
افلتت يدها من يده ولم تتكلم بشيء
قصي : أنا أعتذر
زينة بعد صمت قد طال : لم يكن مهما من الأصل
قصي باستنكار : لم يكن مهما ؟!
زينة: لو كان كذلك لم اهديته لمرام
قصي وقد فهم أنها عرفت بأنه إعطى العقد لمرام احتضن كتفها ولكنها افلتت نفسها و عادت خطوة للخلف وكلما اقترب هو هي كانت تعود أكثر حتى اصطدمت بالحائط
قصي بصوت قريب للهمس جلعلها مرتبكة للغاية : عندما رفضتي انت ذلك العقد فقد قيمته و جماله واي معنى له بالنسبة لي بل وكنت أشعر بالضيق الشديد كلما نظرة له وأنه لم يعجبك لذلك أردت التخلص منه واعجبها هي ولذلك منحتها إياه ثم طالما لديك هذا العتب بقلبك انني منحته اياها لماذا لم تخبريني
زينة: لو أخبرتك كنت ستأخذه منها؟
قصي : مستعد لفعل اي شيئا من اجلك
جملته الأخيرة جعلت قلبها يخفق بقوة كبيرة ولم تلاحظ حتى وجهها الذي أصبح فيه بعض الحمرة من خجلها
قصي : سامحتني؟!
زينة : لا
قصي بمزاح :إذا حقا ستجعليني استرجعه منها
لا تعلم بتلك اللحظة لماذا خطر ببالها مشدهما وهو يساعدها بأرتداء ذلك العقد أغمضت عيناها بأنزعاج
احتضن وجهها بيده قصي : اخبريني ما الذي يزعجك حقا ؟
زينة وكانت حروفها ملعثمة بسبب أن كبريائها بالفعل لا يسمح لها بسؤاله ولكن أيضا ذلك المشهد يأرقاها جدا : لماذا البستها إياه انت يا قصي لم اغضب على منحه لها ولكن ...
قصي وقد انزعج من نفسه فعلا لتصرفه وايضا لما سببه من الالم لها بذلك التصرف ولكن شعر بالقليل من السعادة أنها ليست كما تبدوا لا تهتم له وإلا ما كان ليهمها ابدا قال بحنو بالغ لها : أنا حقا اسف جدا أنا لم اقصد ذلك
الأمر فقط انني كنت أتوقع أن تسعدك هديتي جدا ولكنها بدلا من ذلك ازعجتك وعقلي لم يستوعب رد فعلك ابدا وكلما نظرة له كانت الأسئلة تتزاحم برأسي أكثر أنا بالفعل لم اقصد شيئا
زينة : أخبرتك منذ البداية انني اتزوج بعقلي يا قصي وليس بمشاعري أنا لا أؤمن ابد بالصدف أو الحب أو اين من هذا وانت وافقت على ذلك بتلك اللحظة أما بالفعل لم أقدر على قبول تلك الهدية وليس لأي سبب يتعلق بك أنا مشتت جدا أنا .... أنا لا أقدر على الحب يا قصي وانت مختلف جدا عني وانا لا اريد ان تعيش بطريقة لا تحبها أو لا ترغب بها ولذلك إذا قررت الانفصال ذلك سيكون من حقك وانا
قصي : زينة اصمتي واياك وقول الانفصال مجددا بالفعل انت أخبرتني ولكنني لا استوعب السبب لماذا ؟! ولكن اعرفي شيئا انني عندما تقرر الانفصال يا زينة لن تحتاج لاذنك وجودي بقربك لأنني أرغب بذلك الاستمرار أو عدمه لا يكون من اول خلاف أو مشكلة أو شيئا لم يعجبنا بالشخص الذي اخترنا وانما عندما لا يعود هناك أي سبيل للبقى سويا وعندما نكون نأذي بعضنا بالاستمرار عدا عن ذلك يسمى ضعف وهروب وانا لست كذلك ابدا
زينة : ولكنني سأجلب الفوضى و المشاكل لك دوما و كثيرا ربما تجبر على حلها وحدك أنا لا أرغب بذلك
قصي : و يوما ساحتاجك واعلم انك ستكونين بقربي وانا لا مشكلة لدي بمجابهة الحياة يا زينة فذلك ما يعطيها رونقا
زينة : ربما
قصي : إذا تصالحنا ؟!!
زينة وقد هزت رأسها بنعم
قصي : ماذا جاء بك لهنا ؟!
زينة : جئت للاطمئنان على رغد
قصي : حالتها سيئة للغاية وانا لا اقدر على قول ذلك لامي أنا بالفعل لا افهم البارحة فقط كنا نتناول الفطور سويا وكانت بقمة إشراقها و سعادتها كيف استيقظ باليوم التالي واجدها منهارة هكذا ؟
زينة : لابد ان نفهم ما بها ولكن لا اظن انها سيكون لديها القدرة على التكلم لأن عندما دخلت كانت ببدايات نوبة انهيار أخرى
قصي : تمزحين !!!!
زينة: بلى وقالت اشياء غير مفهومة ولكن ..
قصي: ما الأمر ؟؟؟
زينة بعد أن أخذت نفسا عميقا : كانت تهذي بأن لا يتم قتل أحدهم أنا لم افهم تحديدا وأصبحت حالتها سيئة للغاية لذلك كان لابد من أن تهدأ
قصي بشرود : كيف ذلك ؟!!!!
******************************************
احمد : ما من اي اخبار عنها ؟
المتصل : لا للاسف الأمر صعب وانت لا تعرف عنها أي معلومات
احمد : حسنا سأجد طريقة إلى اللقاء
دخل راشد بعد أن سمع مكالمة ابنه
راشد : ما الأمر يا احمد ؟
احمد : لا شئ مهما
راشد : لماذا انت مهتم بايجادها هكذا ؟
احمد : البارحة وجدوا طالبا بإحدى الجامعات مقتولا بسبب جرعة مخدره زائدة وعندما وجدت تلك الفتاة كانت مرعوبة من أنها شهدت على جريمة قتل
راشد : احمد وبعد ؟ انت بجهاز المخابرات وما تتكلم عنه من اختصاص الشرطة
احمد : بل من اختصاصي لأن المخدر الذي وجد بدم ذلك الشاب مطابق لنوع الذي وجدناه مع تلك العصابة مما يعني أن لهم علاقة بموته واذ قتلوه لابد أنه شهد على شيئا وتلك الفتاة تعرف به لذلك لا تتكلم ابدا هي كانت مرعوبة للغاية حتى أنها فقد الوعي و نقلتها للمستشفى
راشد : لم يصلوا لها
احمد : ولماذا انت واثق ؟
راشد : لانه لو حصل لقتلة هي بذات الطريقة الان ولكن تذكر أن هذا احتمال وربما لم يكن ذلك ما شاهدته وربما ذلك الشاب ليس ضحية وانما مدمن وقتل نفسه بإدمانه
احمد : ربما ولكن على التأكد من ذلك
*****************************************
( في المستشفى )
كان قصي و زينة يجلسان سويا ومعهم هالة الذي أصر قصي عليها لتأكل كي لا تأخذ ادويتها وهي رفضت الاكل بدونه
هالة : متى ستشفى ؟
قصي : عليها الاستيقاظ اولا و بعدها نقرر
هالة : هل ستكون بخير ؟
قصي : أجل
عادت هالة للمنزل بعد اللحاح شديد من قصي وزينة عليها بأن ترتاح
كانا جالسين بغرفة رغد يراقبان حالتها والصمت مطبق على المكان
قصي : كيف عرفتي بأنني من ساعدها بارتدائه؟
زينة : أهذا ما تفكر فيه الآن ؟
قصي : كلا ولكنني سئمت من الصمت
زينة : كنت أحضرت القهوة لنشربها سويا و وكي أعتذار و عندها رأيتكما
قصي : و غضبتي وانا بقيت دون أن أشرب قهوتي يومها
زينة بسخرية : اون للاسف مرام على ما يبدوا بخيله لم تعزمك على القهوة بعد تلك الهدية الجميلة ؟
ضحك قصي رغم عنه : كل هذا حقد ؟
زينة : على من ؟
قصي : على مرام
زينة : من مرام !
قصي : إذا افهم انك لا ترينها من الأصل
زينة : لا يهمني أمرها و حسب
استمرا بالحديث بالكثير من الأمور بهدف أو دون هدف
وكان شعور جميل لكلاهم سعادتهما بالحديث رغم بساطته عدم شعورهما بالوقت رغم طوله ربما من أعظم النعم أن يكون لك دوما من تخبره بكل شيءو لا شيء ولكنه دوما موجود لتتحدث معه ....


( في صباح اليوم التالي )

جلس كل من قصي و زينة باستراحة المستشفى وهما يشربان قهوتهما وكان قصي في عالم اخر تماما نظرت له بأستغراب
زينة بتسأل : ما الامر ؟
قصي بعد ان افاق من شردوه : لا شي لا تهتمي
زينة : اخبرني !!
قصي بعد تنهد طويل : رغد انا لا اعلم ما اصابها يا زينة و من هوستها وحالة الانهيار الكبيرة التي هي فيها لا يبدوأ ان الامر بخير
زينة : فقط كن لجانبها
قصي : انا كذلك
زينة : هناك فرق بين ان تكون موجد حولي وان تكون لجانبي
قصي : ماذا تعنين ؟
زينة : بحكم انك اخوه انت بالفعل حولها طيلة الوقت ولن متى كسبت صداقتها ؟ الفترة القادمة يا قصي عليها ان تثق هي بك وان تخبرك هي بكل ما يدور ببالها سيكون متعبا ولكن ان فكرة بسؤالها بطريقة مباشرة
قد تتدهور حالتها اكثر و تعود لانهيارها عليها فقط ان تشعر انك صديق قبل ان تكون اخ كبير كي تخبرك بالسبب الحقيقي لما هي به الان
قصي: ربما معك حق لدي سوال
زينة : تفضل
قصي : ما الفرق برايك بين الصديق واي شخصا اخر ؟
زينة : الفرق شاسع لصديق هو الشخص الوحيد الذي تشاركه الكثير من التفاصيل دون ان تقلق لانه سيقدم لك النصيحة ولكن لن يرغمك على الاخذ بها يسمعك نعم ولكن لا يفرض عليك اي شي مهما كان ببساطة مهرب من كمية مشاعر سلبية كبيرة
قصي : اذا انت تخبرين اصدقائك بتفاصيلك ؟
زينة وقد ضحكة ضحكة خفيففة لم يفهمها : انا لست من النوع الذي يشارك المشاعر السلبية ابدا مع احد
قصي : لماذا ؟!
زينة : لا احب ان يرى احدهم انكساري لانني ادرك انني بعد فترة سأتخطى الامر ولكن لن ينسى لي احد ذلك الانكسار لا احب ان ينظر احدهم لي بشفقة ولا احب ان يذكرني احدهم بشي تجاوز عنه زماني ولكن كونهم يعرفون سيذكرونني دوما تفهمني ؟!
قصي : ليس تماما , ما العيب بان ننكسر ببعض الاحيان ونحن بنهاية جميعا بشر اقصد كلنا سنمر بفترة عصيبة بحياتنا ؟
زينة : لا عيب ابدا ولكن العيب بنظرات الشفقة العيب بأنهم لن ينسوا ذلك لك ابدا العيب الحقيقي انهم عندما يختلفون معك سيضغطون على جرحك الذي بالكاد سيطرت على نزيفة ليعود اسواء بكثير مما كان
قصي : ألم تجدي لليوم من لا يقود بذلك ؟
زينة وقد حركة كتفيها بمعني لا اعلم : لا فكلنا بشر
تركته يفكر بكلامها ورحلت بهدوء شديد ربما كان كذلك ولكن ترك فوضى عارمة داخله لم تقل صخب عما بداخلها
*****************************************************************************************************************************************************************
استفاقت رغد وكانت تشعر بدوار باعياء شديد نظرت حولها وكان اول ما تراه وجه هالة التي ابتسمت لها بحنوء بالغ اقتربت منها و احتضنتها وهي وجدتها فرصة لا تعوض بعد تلك الفترة العصيبة التي مرت بها
احتضنتها وبقيت لفترة ليست بقليلة تبكي بحضنها دون صوت وهالة تمسح على شعرها وتهمس لها بكلامات لتهدء من روعها بعد قليل من الوقت هدئة رغد ولكنها لم تتكلم ابدا دخل كل من قصي و خالد و زينة للاطمئنان عليها
زينة : الحمدلله على سلامتك يا رغد
اشارت لها رغد دون ان تتكلم
قصي : لقد اقلقتنى عليك يا رغد
رغد بصوت مبحوح : اسفة
قصي : لا عليك المهم انك بخير الان
خالد : ماذا حصل يا رغد ؟
نظر قصي لملامحها التي تجمدت فجأة
قصي : ان كنت تريدين التحدث نحن هنا حسنا ؟
رغد : ليس الان
قصي : متى ما اردت عزيزتي
اراد خالد الاعتراض ولكن قصي اسكته ابتسمت زينة لسماعه نصيحتها بأن يمنح رغد وقتا وانها من عليها اختيار اخباره وان لا يضغط عليها نظرة رغد لقصي بأمتنان كبير وهو ابتسم لها بهدوء
(مر اسبوع بدون احداث تذكر رغد رفضت تماما الذهاب للجامعة و بالكاد تخرج من غرفتها وكانت الامور مستقرة بين زينة و قصي استمرت زين بتجاهل خالد واهماله تماما توقفت عن مجادلته عن مناقشته باي شي )

قصي : اذا ما رايك ؟!
هالة : الفكرة مناسبة ولكن هل ستوافق ؟
قصي : دعي ذلك علي انا سأقنعها
هالة : حسنا
صعد قصي لغرفة رغد
قصي : رغد أيمكنني الدخول ؟
رغد : انك بالداخل بالفعل يا قصي !!
قصي : اقصد الدخول لعالم الافكار الذي حبستي نفسك فيه يا رغد
رغد : انا ...
قصي : الى متى يا رغد ؟
رغد : انا لا اعلم
قصي : اسمحي لي بمساعدتك
رغد : ولكنني لا اريد التحدث يا قصي
قصي : انسى ما حصل يا رغد انا لا اريد ان اعرف ولن اسئلك
رغد : اذا كيف ؟
قصي : ستسمعين كلامي ؟
رغد : اجل
قصي : المستشفى التي اعمل بها تنظم حفلا اليوم للطاقم وعائلاتهم مدعوين لذلك سنذهب اليوم
رغد : لحظة
قصي :ممنوع الاعتراض يا رغد لقد وافقتي سلفا الساعة السابعة كوني جاهزة اتفقنا ؟
رغد : ولكن
قصي : اتفقنا
استسلمت رغد امام اصرار قصي صعدت هالة لرغد واعطتها مجموعة الاغراض المغلفة
هالة : انها هدية من قصي
رغد بفضول : ماذا بها ؟!
بدأت رغد بفتحهم واحد تلو الاخر وكانت فيها مجموعة كبيرة من الحقائق و المكياج و الاحذية و الفساتين و ايضا الشوكلاته
شعرت رغد بسعادة بجمل هذه الهدية غير المتوقعة و بدأت اعداد نفسها نظرة لها هالة وهي تدعو ان تعود لها ابنتها كما كانت قبلا

ذهبت كل من زينة و اسرتها و قصي و عائلته لحضور ذلك الحفل الذي فاجئة ادارة المستشفى به كامل الكادر جلست كلتا العائلتين على طاولة واحدة

هنا : ما مناسبة هذا الحفل ؟1
قصي : لا احد يعلم ولكن يبدوا ان ادراة المستشفى لديها اعلان مهم او شيئ من ذلك
هالة : غريب
قصي : بل مشوق بصدق , زينة تعالي معي قليلا
بالفعل ذهبت معه
قصي : تبدين جميلة
زينة : شكرا
قصي : كنت اريد ان ...قاطعه صوت نداه من الخلف
مرام : مساء الخير
قصي : مساء النور
مرام : كيف حالك ؟
قصي : انا بخير وانت كيف حالك ؟
مرام : بخير ,أيمكنني التحدث معك ؟
قصي : تفضلي
مرام : لوحدنا
شعرت زينة بضيق واردت الذهاب امسك قصي يدها وشدها اليه وكانه يحضنها ابتسم قصي : يمكنك التحدث يا مرام انا بكل الاحوال لا اخفي شيئا عن زوجتي
نطرت له كلاهما وعيناهما تلمع ولن بطريقة مختلفة واحد بفرحه حاولة اخفاءها والاخرى بدموع ممزوجة مع الغضب اراد اخفاءها
مرام : زينة تكون زوجتك ؟!!!!
قصي : نعم
مرام : واكنك اخبرتني انك غير متزوج ؟
قصي : عندما سألتني كنت كذلك بالفعل كان ذلك قبل كتب كتابنا باسبوع
مرام : حسنا عن اذنك
قصي : لم يكن عليك الانسحاب
زينة : ربما كنت تود التحدث معاها على انفراد
قصي : كلا لا اود وان كنت اود ذلك سيكون معك انت فقط
ابتسمت زينة ولكن سرعان ما اخفتها ولكنه لاحظها دون ان يعلق نظرت نحو الباب والتمعت عيناها بفرحة
زينة : تعال اريد ان اعرفك على احدهم
قصي : من ؟
زينة : هيا
احضنت زينة احمد بسعادة شعر قصي بشعور غريب يجعله يريد سحبها من ذلك الشاب حقا وهذا ما فعله بالفعل امسك يدها وسحبها نحوه
قصي : كنت تودين ان تعرفين على احدهم ؟
زينة : اجل هذا احمد اخي لم تلتقي به قبلا لانه كان بمهمة عمل
شعر قصي بالاحراج قليلا صافحه احمد وواقترب منه : لو انه احد غيرك وابعد زينة عني قتلته
قصي : ولو انك لست اخوها لقتلتك ايضا
ابتسم له احمد : تشرفت بالتعرف اليك
قصي : وانا ايضا
زينة : هيا نعود لا احد سيصدق ابدا انك استطعت الحضور
ضحك احمد على ملامح قصي المنزعجة من لهفة زينة لحضور احمد ولكن تلك الضحك سرعان ما تلاشة عندما وقعت عيناه على رغد احمد شعر بالصدمه ونظر لها وقد تجمدت مكانها تريد الهرب ولكن الى اين ؟!
زينة : انظروا من استطاع الحضور ؟
ابتسمت عائلته له وسلم عليه بفرحة كبيره فربما كانت هذه اطول مدة يغيبها احمد كانت الافكار تتضارب برأسه بالفعل كيف يجدها هنا ؟ بعد ان استمر بالبحث عنها مدة اسبوعين كاملين ؟
بدأ راشد يعرفه على اسرة قصي وعندما عرفه على رغد مد احمد يده لمصافحتها
احمد بنبرة جامدة : الرائد احمد
مدة رغد يدها وهي ترتعش شعر هو برعشتها : وانا رغد
شعر راشد و قصي بتوترهما ولكنهما لم يعلقا بشي و اكتفيا بالمراقبه فقط

تجمعت انظار الجميع على المنصة التي صعد عليها سليم وبجانبه مرام
سليم : مساء الخير جميعا في هذه الحفل المميز اود شكركم جميعا كادرنا الرائع على مجهودكم الكبير طيلة الفترة الماضية
ارتفع صوت التصفيق من حوله
سليم : ولذلك بهذه المناسبة الرائعة اود ان اعرفكم بشريك الجديد بمستشفانا الدكتور سامر خياط
زينة كانت كمن سكب دلو من الماء البار فوق رأسها لا تصدق ما يحدث وهنا تنظر لراشد بصدمة وكانت عينا زين مثبة على زينة و تنتظر اي رد فعلا منها ولكنها متجمدة مكانها
صفق الجميع لسامر : مساء الخير شكرا لكم جميعا شرف كبير لي العمل معكم ( ونظر لزينة ) فالعمل هنا مرتبط جدا بالماضي وربما يكون ايضا بالمستقبل
اغلقت يدها بغضب وكأنها تريد لكمه الان ولكنها لم تتحرك من مكانها
طبق الصمت على طاولتهم فكل منهم اصبح بعالم خاص فيه مئات الاسئلة
ابتسم قصي : اسمحوا لي يا جماعة اريد اخذ زينة لنبارك للطبيب الجديد ومن ثم نخرج سويا وانا اعيدها لمنزل
ارادت هنا الاعتراض ولكن راشد : حسنا استمتعوا
قصي : تصبحون على خير
اخذ قصي زينة وذهبا نحو سامر وكان قلب زينة يخفق بعنف شديد
قصي :مبارك طبيب سامر انضمامك لنا
سامر : شكرا لك
زينة : مبارك
سامر : شكرا لك
قصي :لم اكن اعرف انك طبيب عندما كنت بمكتب زين مع والدتك
سامر نظر لزينة نظرة ذات معنى : ألم تخبريه عني ؟
قصي : أتعرفان بعضكم ؟!!!
سامر : نعم بالتأكيد فنحن كنا زملاء بالكلية
قصي : حقا ؟
زينة : بالفعل سامر اكبر مني بعام وكنا ندرس بذات الكلية ولكنني تخرجت وهو ما زال بالكلية ومن ثم سافرت لبريطانيا لاحصل على الاختصاص لم تخبرني يا سامر فيما تخصصت ؟!
تغير لون وجه سامر : اكملت دراستي في روسيا فقد تركت الجامعة و انا مقيم الان تخدير
زينة : لم تتخصص بعد اذا حسنا بالتوفيق
قصي : بالتوفيق والان عن اذنك نحن يجب ان نذهب
سامر : مرتبطين ؟!
زينة و قصي بذات الوقت : متزوجين
واكملت زينة : ان العلاقات العابرة لا تجذبي ابدا فهي اشبه بعمر ضائع مع شخص مراهق جاهل
قصي : معك حق , عن اذنك وبتأكيد نلتقى مجددا نظر لزينة ترافقينني بنزهة صغيرة ؟
زينة : طبعا
خرجا تحت انظار سامر الذي شعر بنار تخترق قلبه ومرام التي كانت تخطط لدعوة قصي للخروج بعد الحفل وهي الان تراه يغادر مع زوجته
*******************************************************************
نهضت رغد تريد الذهاب للحمام ولكنها بالحقيقة توجه لغرفة فيها شرفت وسمحت لدموعها التي حبستها بالخروج اخيرا كان احمد يراقبها وانتبه انها لم تذهب للحمام استئذن لك يجري اتصالا مهما
احمد : تفضلي و مد لها منديلا
نظرت له رغد ومسحت دموعها ونظرت للسماء
احمد : احمله معي دوما منذ لقاءنا الاخير لان على ما يبدو انك تبكين كثيرا
رغد : لست افعل
احمد : في كل مرة التقيتك كنت كذلك
رغد : وكل مرة والتي هي مرتين
احمد : اذا جيد تذكرينني , لماذا هربتي من المستشفى ؟
رغد : انا لم اهرب
احمد : بلا
رغد بانفعال : قلت لم افعل تحسنت ولذلك اردت المغادرة فحسب
احمد : اذا الان يمكنك ااجابة على اسئلتي
رغد : لا يوجد لدي شيئا اجيبك عليه
احمد : بلا مثلا من الذي قتل ؟ وما علاقتك به ؟ ومن ماذا كنت تهربين ؟ ولدي الكثير غيرها
رغد : وانا لا اعرف عما تتحدث
احمد وقد بدأ يشعر بالغضب : اجيبي و توقفي عن المراوغة
رغد : لا شأن لك بي
احمد : اجيبي
هزت رغد رأسها بأن لا فائدة وارادت المغادرة امسك احمد يدها مانعا اياها
رغد : اتركني انت تألم يدي
احمد : لا احب التعامل مع المدللات لان اسلوبي صعب لذلك لا تثيري جنوني
رغد وقد تجمعت الدموع في عينها من الالم : اترك يدي انت تألمني
احمد : اجيبيني
رغد وقد صرخت فيه : اتركني وسحبت يدها بعنف منه واسمكتها بالالم انتبه احمد لأثار اصابعه على يدها مسح على وجهه يحاول ان يهدء واستدار واخرج سجارة من جيبه و اصبح يدخنها بغضب وهي تريد الرحيل
احمد بتهديد : ان اخرجتي قدمك خارج هذه الشرفة اكسرها لك
رغد : لست اخافك
احمد : قلت ما لدي
امسك سجارته ووضعها تحت قدمه وداس عليها
احمد : تكلمي
رغد : لا شأن لك بما حصل معي وانا لا اريد اخبارك ببساطة وان لم تتركني اغادر الان سأصرخ واجمع الجميع عليك
احمد بعدم اهتمام لكلامها : اولا لا تجربي اسلوب التهديد معي لان ان فعلتي حقا ما تفكرين فيه حقا انا سأخبرهم انك متورطة بجريمة قتل واخذك لتحقيق امام عائلتك كلها يا مدلله
رغد بغضب : توقف عن مناداتي بمدلله انا لم اقتل اي احد بل كنت اهرب من الموت لا شأن لك بي وضربته على صدره ماذا تريد ان تعرف ماذا انني كنت شاهدة على ابشع جريمة قتل لشاب لا ذنب له الا انني من تجسس على عصابة تجارة مخدرات و قتل بجرعة زائد ؟ واستمرت بضربه ماذا تريد ان تعرف انني لسوء حظي سمعتهم ؟ او انني من سذاجتي عدت لارى مصير الشاب الذي لا اعلم ان مات بسبب المخدر او شدت الضرب ؟ ماذا تريد ان تعرف (وانهارت ببكائها اكثر )
كان احمد ينظر لها بجمود شديد فقد كان ظنه صحيحا بالفعل
احمد : توقفي عن البكاء
ولكنها لم تهدء بل تزداد شهقاتها لا يعلم كيف ولكن جاءت في مخيلته صورتها وهي يغمى عليها في المرة السابقة تأفف ولكنه احتضنها
احمد : ارجوك اهدئي سوف تتعبين كالمرة السابقة وانت ثقيلة ولا اخطط لحملك مجددا للمستشفى لذلك ان اغمي عليك صدقيني سأتركك هنا
رغد وقد ضربته تبعده عنها : لئيم من طلب منك حملي او اسعافي اغرب عن وجهي
احمد : ما هذا على ما يبدوا انك اعتدي على ضربي ثم تحولت نبرة صوته للجدية بشكلة مرعب : اسمعيني انت ستذهبين لكي تشهدي بما رأيتي وانا لن اسمح لاحد ابدا بايذاك اخبريني هل رأك احدهم ؟
رغد : لا وانا لن اذهب لمكان ولن اشهد بشي ابدا
احمد : بل ستذهبين
رغد قلت لا ألا تفهم ؟
استدار احمد ينظر لسماء يحاول تهدئة غضبه قبل ان يقتلها وهي استغلت الفرصة وهربت بسرعة نحو الطاولة التي يجلس عليها الجميع وهو ضرب يده بغضب : ساذجه
#على_حافة_الطريق
#waten
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي