البارت العاشر

كان بالشرفة يتنفس سجارة بغضب شديد امسكها ورماها بغضب على الارض و داس عليها ووضع يديه بجيابه وعاد يجلس على الطاولة و البرود يصيطر على ملامحه ارتعبت عندما رأته ولكنها سيطرت على ارتعاشها
همس راشد لاحمد : ما بك ؟
احمد : لا شي
راشد : واثق ؟!
احمد : اجل
كان برأسه الكثير من الافكار ولكن واجهه يخلو من اي تعبر ام هي فكان التوتر يسيطر عليها تلعن نفسها التي وافقة من الاصل القدوم رغد لنفسها : حمقاء....غبية ....أكان يجب ان تأتي ؟ وليس ذلك فقط بل و انهض ليتبعني اللعنة علي

في الجهة الاخرى كانت مرام تجلس بهدوء تام على طاولتها عيونها جامدة من اي تعبر لا تتكلم و لا تفعل شيئا سواء النظر بنقطة وهمية صنعتها ايقظها ذلك السائل الساخن الذي نزل من عيناها كانت دموعها مسحتها سريعا ونظرت حولها لتجد والدها الذي يجلس
بجانبها مشغول بالكلام مع المستثمرين ولم ينتبه حتى لها وان انها كانت تبكي شعرت بغصة تسيطر عليها ولكنها امسكتها رغما عنها تركت الطاولة وذهبت تسير وحيدة بالحفل وقفت تتأمل طاولات من حولها بمكان ترى الجميع منه و لا احد يرها تقريبا تنظر بشرود
فالذي يجلس بين عائلة و الذي مع اصدقائه او حتى مع حبيبه أما هي فمن لها ؟! رغم اختلافهم الا انهم يجمعهم شيئا واحد فقط وهو انهم جميعا لديهم من يستندون عليه من يشاركونه الحديث من يضحكون معهم او حتى من يزعجونهم امسكت هاتفها ونظرت لذلك الرقم الذي وصلها رسالة واحدة منه منذ
مدة شهور طويلة وهي فتحتها و لكنها لم ترد كان مضمون الرسالة "انا اسفة يا صغيرتي , لن استطيع القدوم فأختك مريضة " ابتسمت بسخرية فقد كان ذلك اليوم هو يوم عيد ميلادها وكانت تريد حقا ان لا تبدأ عامها الجديد وحيدة ككل عام كانت مستعدة لمسامحتها كانت حقا تحتاج لوجودها ولكنها لم تأتي
حفل ممل ولكن انتن الفتيات تحببن هذه الاجواء لالتقاط بعض الصور نظرت خلفها لترى صاحب هذا الصوت
مرام : لنقل انني لست بمزاج جيد لذلك اليوم
سامر : تعلمين ولا حتى انا
مرام : من المفترض ان هذا الحفل لاستقبالك
سامر : شكليات اكرها جدا
مرام : وانا لا اطيقها بصدق ولكنني احضرها
سامر : انا مجبور على حضورها وانت ؟
مرام : ذلك الرجل والدي وكانت تشير لسليم
ضحك سامر : اذا حتى انت مجبرة مثلي ,كان ليكون مثيرا ولكن للاسف رحلت
مرام : لست حلا بديلا بالمناسبة
سامر : انت اجمل من ذلك
مرام : ارغب بالبقاء وحدي من بعد اذنك
سامر : ألم يصبك الملل من الوحدة ؟!
مرام وقد استدارات معطية ظهرها لسامر : اعتدها
سامر : اتريدين تذكرت هروب ؟!
مرام : لم افهم
سامر : تذكرت هروب من هذا الحفل الممل ؟
مرام : بالطبع ولكن مجبرة على الانتظار صرخت بغضب : ماذا فعلت يا احمق ؟ كان سامر قد سكب العصير على فستانها
سامر بهدوء : تذكرت الهروب , العفو لم افعل شيئا ذهب تاركا اياها
نظرت مرام لفستانها الملوث بالعصير ابتسمت قليلا اتصلت بوالدها
سليم : اين اختفيتي ؟
مرام : علي الذهاب
سليم : لا طبعا
مرام : ذلك النادل الاحمق سكب العصير علي واصبح فستاني ملوثا جدا ولا يمكنني الظهور هكذا امام احد
تنهد سليم بغضب : اذهبي حيث تريدين
كانت تنظر له وعندما تبدلت ملامحه بسرعة من الانزعاج للابتسام للمستثمرين
مرام : تصبح على خير ابي
خرجت من الباب الخلفي وتركت ذلك الحفل وهي تشعر بالاختناق الشديد وضعت يدها على قلادتها وكانت تشعر بالالم يسيطر على قلبها
مرام : لن اسمح لك بالسخرية من مشاعري وبدأ صوتها يرتجف لماذا تأخذها هي ؟ لقد وصفتني بالمسكينة كيف فعلتم ذلك ؟
مسحت دموها بعنف لا لا لا لن اخسر انا لن اسمح بذلك ستكون لي سأخذك لي رغم عنها ....
***************************************************************************
قصي : وهذا الذي حصل وانكسرت يدي ومن بعدها اصبحت افضل استيقظ باكرا على تسلق سور المدرسة
ضحكة زينة وهو اصبح تائها بتلك الضحكة زينة مد يده ووضعها على تلك الغمازة اليتيمة صمتت زينة وشعرت بتوتر
قصي : عندما تضحكين تظهر بشكل جميل لا تتوقفي يوما عن الضحك ابتسم قصي لتوترها واعاد يده , دورك ؟
زينة : دوري بماذا ؟
قصي : هيا اعترفي ماذا كنت تشاكسين وانت صغيرة ؟
رفعت يديها ببراءة مصطنعة : انا لم اكن افعل شيئا على العكس كنت طالبة مجتهدة جدا
قصي : اعتبريني صدقت هيا اعترفي
زينة : كنت افضل الجلوس بالمقعد الاخير رغم ان هناك من هن اطول مني لاغني اثناء الحصص براحتي او اكل
ضحك قصي : اين ذهبت الطالبة المجتهدة ؟!!
زينة : انه حس فني فقط
قصي : اسمعيني اذا لاقرر
زينة : مستحيل انا لن اغني
قصي : ألم تكوني تفعلين ذلك قبلا
زينة : ذلك منذ فترة طويلة
قصي : لو سمحتي
زينة : حسنا ولكن لن تطلب ذلك مجددا
قصي : حاضر
بدأت بالفعل بالغناء وكان صوتها جميلا للغاية :
بعرف الغياب بيقتلني دخلك انت لا تهملني
بعرف عيونك شافو كتير نسيو عيوني وشو نسيو

رح كمل حياتي بلاك بنسى كل سنيني معاك
بنسى عذابي وياك يعني انساك

كان شعورها مبعثرا للغاية من ظهور سامر الان بحياتها وكانت ذكريات السنوات الماضية كلها تدور برأسها لقد نجح بالفعل بسرقة سنوات كثيرة من عمرها اكملت بغصة او ربما بالامل حقا ان تسعدها الايام مجددا

عادي بكرا الأيام بتسعدني
بتغير كل وجع بيكسرني

وبيضل قلبي بده اياه

بعرف الغياب بيقتلني دخلك انت لا تهملني
بعرف عيونك شافو كتير نسيو عيوني وشو نسيو

رح كمل حياتي بلاك بنسى كل سنيني معاك
بنسى عذابي وياك يعني انساك

عادي بكرا الأيام بتسعدني
بتغير كل وجع بيكسرني

لا يعلم لماذا ولكنه شعر بشعورا غريب شعور لم يريحه ابدا ربما لانه كان يتمنى سماع شيئا اخر ولكنه ابتسم لها
قصي :احيانا لا يجب علينا سؤال الحياة لماذا اخذت منا بل انتظار ما تمنحنا اياه لانه الاجمل صدقيني
ابتسمت له زينة : ربما هي بالفعل ستسعدني بالنهاية
نظر لها قصي بحب واضح ولكنه لم ينطق باي كلمة اخرى وهي بادلته الصمت ولكن نظراتها اختلفت عنه فقط امتزجت بالتشتت بين الرغبة بالسعادة من جديد ولكن الخوف من التجربة الجديدة
وقفا امام منزلها لم تبادر لنزول وكانها كانت بعالم اخر هي بالفعل لم تنتبه انهم وصلوا
قصي : وصلنا
زينة : ايمكنني سؤالك شيئا ؟
قصي باستغراب : طبعا
زينة : ألم تحب قبلا ؟
ضحك قصي
زينة : بجدية !!
قصي : لاكون صادقا لا
زينة : ابدا ابدا ؟
قصي : كنت انتظر التي تخطفني من اول نظرة
زينة : هذا وهم لا يوجد شيئا كذلك
قصي : صدقيني يوجد ...يوجد تلك الفتاة التي تسابقني انفاسي وانا معها ...ارغب بالوقت ان يطول فقط لأتامل ملامحها و كانني احاول حفظها رغم انني احفظها بالفعل .... توجد تلك الفتاة التي اكره الوصل معاها لوجهة ما كي لا اودعها
يوجد تلك التي اضرب معها كل مبادئ الحب معاها بالحائط ....لا تتخيلين كم يأسرني اختلافها
زينة : وماذا ان لم تكن تستحقك ؟!
قصي : معاها هي بالذات انافس نفسي جدا لاقدم لها الافضل دوما هي فقط من فعلت ذلك بي لذلك هي تستحق
لا تعلم لماذا ولكنها شعرت انها بالفعل ترغب بان يحتضنها ولكنها ودعته وصعدت لمنزلها بسرعة
قصي : لا اعلم ما تفعلينه بي يا زينة انك تقودينني للجنون
*******************************************************************
كانت جالست على سريرها و التفكير ينهشها لا تعلم اين يأخذها المصير لا تصدق ما حصل الليلة استفاقت على صوت احدهم يطرق الباب
رغد : تفضل
هالة : أيمكنني الجلوس معك قليلا صغيرتي ؟
رغد : طبعا
هالة : لن اسئلك ما بك او ما يشغلك كل هذه الفترة ولكن اريد ان اذكرك بشي
رغد : ما هو ؟!
هالة : انك الاقرب لي , وذلك ليس فقط لانك ابنتي الوحيدة بل لانني لطالما احبتت فيك مجابهة الحياة عندما ولدتي كانت تعانين من الكثير من الامراض وجميع الاطباء اتفق انك لن تستطيع الاستمرار كثيرا وانه وان حصل ستعانين الكثير من الامراض , رفضت تصديق ذلك جدا لم اكن اتحمل بعد خسارتي لوالدك ان اخسرك انت ايضا ولكن انت ايضا لم تستسلمي وحاربتي كثيرا و اخذتي شوطا طويلا من العمليات ولكن بالنهاية نجوتي
نامت رغد على قدم والدتها وبدأت هالة باللعب بشعرها رغد : ابي مات قبل والدتي صحيح ؟
هالة : اجل بالفعل كنت بأخر شهور حملي بك عندما مات
رغد : تمنيت جدا مقابلته
هالة : وهو كذلك لن تتخيلي سعادته عندما علم انني حامل بفتاة
رغد : لماذا ؟!
هالة : كان دائما يرى ان الفتاة اكثر عطفا وانها لا تتحمل رؤية احدهم يعاني انها الاكثر حنانا من وجه نظره وانت كذلك بالفعل يا رغد لقد كنت دائما اعجب بتصرفك عندما تتبرعين بملابسك للاطفال المحتاجين او تتقاسمين مصروفك مع زميلاتك عندما تنسى مصروفها وكنت اتذكر كلام والدك عندها انك انت من سوف تكونين الرحمة و الحنان الجميلان بالمنزل
رغد : امي أتظنين انني بالفعل شجاعة لمواجهة هذه الحياة ؟!
هالة : نعم يا صغيرتي انت كذلك حقا وانا واثقة جدا من ذلك
رغد : امي اريد العودة للجامعة
شعرت هالة بالسعادة انها نجحت بتشجيع ابنتها للخروج من هذا الاكتئاب هالة : تذكري بأن لا شي يدوم وان هذه الايام الصعب ستمضي كما كانت تمضي دوما
اشارة لها رغد بنعم : أيمكنني النوم هكذا بحضنك ؟
هالة : بالطبع فانت ابنتي الصغيرة
استيقظت رغد في صباح اليوم التالي بنشاط وكلام والدتها يدور برأسها وانها عليها الاستمرار لان هذه الفترة الصعبة ستمر ذهبت لجامعتها ووقفت قليلا امام بابها اخذت نفسا عميقا و شجعت نفسها و دخلت ذهبت لحضور محاضرتها اقتربت منها صديقتها سارة واحتضنتها
سارة بعتب : اين تختفين هكذا و لا تجيبين اتصالاتي ؟
رغد : انا هنا الان كانت فترة سيئة و مضت الان
سارة : انت بخير اخبروني انك كنت مريضة ؟
رغد : انا بخير
بدأت المحاضرات و عادت رغد لتندمج بأجواء الجامعة مجددا و شعرت حقا بالانتعاش
ياسر : الحمدلله على سلامتك
التفت له رغد و تفأجئة به حقا : شكرا لك هذا لطف منك
ياسر : بل انه واجبي واهلا بك مجددا بيننا
رغد : شكرا لك
ياسر : ان اردتي اساعدك بالمحاضرات التي فاتتك
رغد : سأتعبك معي
ياسر : لا ابدا
رغد : حسنا شكرا لك الان عن اذنك علي الذهاب
ياسر : تفضلي
كانت تسير وهي تشعر بسعادة كبيرة : لقد لاحظ غيابي ويريد ايضا مساعدتي اوه لا اصدق لا اصدق حقا
صرخت من تلك اليد التي امسكتها
رغد : انت ؟!!!!!!!!!!!!
احمد : عليك القدوم معي
رغد : كلا لا اريد اتركني
احمد : انا لا اسئلك بل اخبرك فقط
نظر احمد لتلك اليد التي امسكت يده رفع رأسه ليكون ياسر
ياسر : انها لا تريد الذهاب معك ألا تفهم ؟
دفعه احمد : ليس من شأنك
عاد ياسر نحوه : بل من شأني
احمد : بأي صفه ؟!
ياسر : ليس من شأنك
احمد : هيا الان
امسكه ياسر مرة اخرى يمنعه رفع احمد نظارته عن وجهه ولكم ياسر لكمة قوية جعلت فمه ينزف صرخت رغد بفزع : ياسر !!!!
احمد : ان لم تركبي الان اقتله امامك
رغد لم تتحرك وقام احمد بضرب ياسر مجددا بقدمه رغد : توقف
احمد : اركبي
رغد : ستدفع ثمن هذا وصعدت لسيارة و تبعها احمد الذي قام بضرب ياسر مرة اخيره
رغد : توقف يا ****
احمد : اياك و تكرار كلمتك هذه والا تدفعين انت الثمن
ارتعبت منه و لم تنطق بأي كلمة ....

"احيانا الحياة بتكون ما بتستحق كمية الالم الي برافقها ...ولكن يصعب التخلي عنها "
وتين
***********************************************************************
صرخت هنا بفزع : راشد !!!!!!!!!!! استيقظ يا راشد ارجوك ماذا حصل لك ؟
(بدات دموعها بنزول )راشد ارجوك
اتصلت بزين : زين ارجوك ساعديني !!
زين : ما الامر يا امي ؟
هنا : راشد لقد كنا نتناول الفطور سويا و نتحدث ولكنه تعب فجأة و فقد الوعي ساعديني انه لا يستيقظ ابدا
زين شعرت بالارتباك و الخوف سيطر عليها : انا ...انا قادمت فورا اتصلي بالاسعاف
انتبه خالد لأرتباكها ورغبتها بالمغادرة سريعا تبعها سريعا
خالد : زين
زين لم تتوقف بل اسرعة نحو سيارتها
خالد : زين
وقفت امام باب سيارتها ويداها ترتجفان تحاول فتح الباب
خالد : ما الامر ؟
زين : لا وقت علي الذهاب
خالد : سنذهب و لكن الى اين ؟!
زين : ارجوك لا وقت للاسئلة
خالد : حسنا اركبي انا سأقود
ركبت زين و بدأ خالد بالقيادة
خالد : الى اين ؟
زين : لا اعرف
خالد : ما الامر ؟
زين : انتظر قليلا , اجل اين انتم الان ؟
هنا : جاء الاسعاف ونحن بطريقنا للمستشفى ارجوك اسرعي انا وحدي
زين : نلتقى بالمستشفى لا تقلقي
زين لخالد : الى المستشفى
خالد : حاضر ولكن اهدئي انت
زين : اسرع ارجوك
وصل خالد و زين للمستشفى احتضنت زين هنا التي كانت انهارة من كثرة البكاء
هنا : لقد كان بخير ولكن لا اعلم انا كيف حصل كل ذلك ؟
زين : اين هو الان ؟
هنا و قد ازداد بكاءها : انه بالانعاش
تراجعت زين خطوة للخلف امسكها خالد من كتفها و ضغط على كتفها برفق : تماسك
زين بشرود: اين زينة ؟!
هنا : بالداخل
اجلس خالد زين على احد المقاعد وامسك يدها يشجعها كانت الدقائق تمر ساعات لا احد منهم قادر على استيعاب فكرة الفراق ومن منا يقدر على استيعابها رغم معرفتنا بأنها الحقيقة المطلقة وهي الفناء ولكن لا نتخيلها مع الغالين على قلبنا
***********************************************************************
احمد : انزلي
رغد : الى اين احضرتني لا اريد النزول
احمد : لن اكرر كلامي
نزلت رغد والغضب يتملكها امسك احمد يدها و سحبها خلفه غير مهتم بكلامها صمتت فجأة عندما نظرت حولها يبدوا كعزاء
رغد : اين احضرتني ؟!
احمد : اليوم دفن سامي الشاب الذي شهدتي على جريمة قتله
تجمدت رغد مكانها من مظهر تلك السيدة التي تنوح و كأنها فقد عقلها ففهمت انها امه
ام سامي : اين تذهب هكذا يا سامي ؟ كيف تذهب و تتركني ؟ سامي يا بني اعلم انك تحب النوم و لكن استيقظ لقد اشتقت لك كثيرا هيا حبيبي دعنا نعود لمنزلنا انهم مجانين يا سامي يقولون انك ميت ضحكة بجنون لا يعلمون و لكنني اعلم انت فقط نائم قليلا و بدات بالصراخ و البكاء استيقظ يا سامي ارجوك يا بني لا تتركني وحدي ارجوك لن اسامحهم يا سامي من حرموني منك يا بني لن اسامحهم يوما
نزلت دموع رغد على حالتها
احمد : انه ابنها الوحيد تأخر دفنه كثيرا بسبب التحقيق وكما تعلمين وانا اعلم انه مات من جرعة زائدة من المخدر وانت تتسترين على الفاعل لذلك انت اكثر اجراما منه يا رغد
نطرت له رغد وعيناها مليئة بالدموع انتهاء الدفن
اقتربت ام سامي من احمد : انت ارجوك خذ لي بحقه انا اعلم جيدا انه ليس مدمنا صدقني ارجوك حضرت الرائد انا اعطيك ما تريد ولكن اريد حق ابني ارجوك هو لم يفعل شيئا
احمد : اهدئي سيدتي انا اعدك بأن اخذ لك حق ابنك اعدك ولو كان اخر ما سأفعله
انهارت بالبكاء اكثر : هو ليس مدمنا دعهم يكفون عن قول ذلك عنه ارجوك لقد رحل و تركني ..لقد رحل و بدأت تفقد توازنها حتى فقد الوعي تماما نقلوها للمستشفى و احمد ورغد مكانهم رغد تشعر ان الزمن توقف ولكن دموعها لا تتوقف ابدا سحبها احمد من يدها مجددا و اجلسها بالسيارة و اخذها لمكان اخر اشبه بالمستشفى ولكنها لم تكن كذلك بالحقيقة كانت مصحة للعلاج من الادمان كانت تنظر حولها بتشتت معظم الذين بها هم شباب من عمرها او اكبر قليلا كانت حالتهم مزرية للغاية استمر احمد بسحبها لداخل وهي مستسلمة لا تصدق ما ترى تشعر وكان الروح سحبة منها تماما
وصلوا لقسم يبدأ انه للحالات الجديدة او الصعبة هي لم تعد تدرك شيئا حقا
احمد : حضرت الطبيب أيمكنني سؤالك عن هذا القسم قليلا ؟
الطبيب : للاسف هذا القسم الاسواء بالمصحة لان معظم الذين هنا ليسوا فقط مدمنين ولكن ايضا المخدرات افسدت الكثير من الاعضاء لديهم
احمد : ألا يمكن علاجهم ؟
الطبيب : للاسف لا لان الكبد قد تدمر تماما لديهم وهم بحاجة لزراعة واحد وايضا حالتهم العقلية ايضا غير مستقرة
احمد : كم اعمارهم ؟
الطبيب : ليس اكثر من 25 سنة بالمعظم
احمد : تقصد انهم يستحيل ان يعيشوا عمرا طبيعيا حتى بعد علاجهم من الادمان صحيح ؟!
الطبيب : مع الاسف اجل وايضا علاجهم طويل يحتاج سنة لسنة و نصف تقريبا
احمد : شكرا لك
الطبيب : العفو
رغد تسمع الحوار بتركيز و الالم يتملكها على حياتهم التي تدمرت
احمد : هل فعلا مازلتي مصممة على عدم الشهادة يا رغد انظري حولك الجميع هنا يعاني و سيأتي المزيد يا رغد لانهم عصابة كبيرة كبيرة لدرجة قتل احدهم دون ان يحاولوا حتى اخفاء جثته يا رغد ولكن ان اخبرتني بالحقيقة وقدمتي شهادتك يا رغد يمكننا منعهم رغد هناك شحنة ضخمة من الممنوعات ستدخل يا رغد تخيلي ماذا ستفعل ؟ ستدمر الكثيرين يا رغد وانت يمكنك منعها
لم تجب ولا بكلمة واحدة
احمد : ستشهدين
امسكها وسحابها لمركز المخابرات ولكنها لم تنزل من السيارة الخوف يتملكها ولكن ايضا صورة ام ذلك الشاب كل اولئك الشباب بالمصحة
صرخ احمد بها : انت فتاة مدلله انانية لا اصدق انه بعد كل ما جعلتك ترين لازلت ترفضين تقديم افادتك يارغد انك مجرمة مثلهم بل و اكثر منهم حتى
نزل من السيارة و الغضب يتملكه و دخل للمركز وهي ما زالت مكانها اعمضت عيناها وامسكت رأسها لا تدري ماذا تفعل ؟
دخل احمد مكتبه بغضب دفع الكرسي بقدمه : اللعنة عليكم سأحاسبك سأجدكم حيث كنتم
مصطفى : ما الامر يا احمد ؟
احمد : رفضت تقديم افادتها يا مصطفى انها فتاة انانية جبانه
مصطفى : احمد لا تنسى انها مجرد فتاة وخوفها مبرر فلقد شاهدت احدهم يقتل امامها
احمد : لذلك عليها تقديم افادتها يا مصطفى كي لا يموت احد اخر ولكنها..
قطع جملته دخول رغد
رغد : سأقدم افادتي
نظر كل من احمد و مصطفى لبعضهم
مصطفى : واثقة ؟
رغد : اجل ,الشحنة التي تتحدثون عنها لقد عبرت بالفعل
احمد بصدمه : كيف ؟
رغد : لا اعرف كيف ولكن سمعتهم يقولون انها كبيرة جدا و لا يعرفون كيف سوف يتصرفون بها وان احدهم تهور بأحضار كمية كبيرة كهذه
احمد : اخبريني كل شي و من البداية و بالتفصيل
رغد : حسنا , كنت اسير للذهاب للمنزل و لكنني اخطاءت الطريق ولم اعرف اين انا واردت العودة ولكنني سمعت احدهم يتحدث اردت سؤاله عن الطريق ولكنني تجمدت عندما سمعتهم يتحدثون عن شحنة مخدرات كبيرة وكانوا بانتظار قدوم احدهم ليعرفوا كيف بتصرفون بتلك الشحنة الكبيرة التي وصلت لهم وعلى ما يبدأ لم اكن وحدي اسمعهم بل كان سامي ايضا هربت عندها بسرعة ولحق بي احدهم لا اظنه رأني ناداه زميلة بمعتز وانه امسك الذي كان يتجسس عليهم عدت لأراى وكانوا يضربونه بعنف ومن ثم اعطوه ابرة ما و مات هربت سريعا من المكان ولم انظر خلفي ابدا
احمد : هل رأيت احدهم ؟
رغد : ليس بوضوح
احمد : يمكنك وصفه
رغد : اظن ذلك
بدأت رغد باعطاهم تفاصيل الشاب الذي رأته فهي لم ترى سواء واحد فقط بعد ان انتهت كان احمد بانتظارها : هيا
رغد : الى اين ؟!
احمد : سأوصلك لمنزلك
ركبا سويا
رغد : أيمكنني طلب شيئا منك ؟
احمد : ما هو ؟
رغد : عدني بالبداية انك ستفي به
احمد : لا اقدر قبل ان تخبريني ما هو ؟
رغد : لا تخف لن اطلب المستحيل فقط عدني
احمد : حسنا وعد
رغد : ان يبقى الامر سرا بيننا ولن تخبر اهلي بشي
اوقف احمد السيارة احمد : ماذا ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
رغد وقد اخذت نفسا عميقا : اجل ارجوك لا تخبر احدا وليبقى الامر سرا بيننا
احمد : لا اقدر انه امر خطير
رغد : انا سأكون بخير فقط نفذ ما اطلبه ارجوك
احمد : بشرط
رغد : موافقة
احمد : لن تفعلي اي شي دون اخباري بها لأن سلامتك و حمايتك ستكون اولوية بالنسبة لي
رغد : حسنا اعدك انني سأفعل ما تقول وانت لن تخبر عائلتي صحيح ؟
احمد : سأفكر
وصلا لمنزل لباب منزل رغد احمد : لماذا ؟
رغد : لماذا ماذا ؟
احمد : لماذا غيرتي رايك واتيت و قدمتي افادتك ؟!
رغد : انا لست انانية كما تظن نعم كنت خائفة ولا انكر انني مازلت قليلا ولكن انا لن اتستر على احد انا لن اتسبب بمعانة احدهم مجددا سواء عشت او مت لن اموت جبانة ولن اموت وانا كان بأمكاني مساعدة احدهم و لم افعل
احمد : انت لن تتأذي اعدك بذلك وانني سأحميك واني سأدمر تلك العصابة من جذورها
رغد : اتمنى ذلك عن اذنك
احمد تفضلي
نظر احمد لهاتفة و كان به مكالمات كثيرة من والدته مما اثار قلقة اتصل بها
احمد : امي اتصلتي بي ما الامر ؟
هنا : والدك يا احمد لقد تعب كثيرا و نقلته للمستشفى
احمد : كيف وضعه الان واي مستشفى انا قادم ؟
هنا : انه بالعناية الان بالمستشفى التي تعمل بها زينة
اغلق احمد الهاتف و قاد سيارته نحو المستشفى بسرعة
***********************************************************************
احمد : كيف حاله يا زينة ؟
زينة : بخير لا تقلق
احمد : ما الذي حصل ؟
زينة : الورم يضغط على اوعيته الدموية واماكن مهمة بالدماغ مما تسبب له بالالم رهيب افقده الوعي
احمد : والان ؟
زينة : عليه بدأ العلاج الكيماوي استعدادا للجراحة
احمد : سيكون بخير ؟
زينة : اتمنى ذلك ولكن وضعه صعب للغاية
احمد : هل يمكننا الدخول ؟
زينة : الان لا علينا انتظار ان يستعيد وعيه
ذهب احمد نحو امه التي احتضنها و همس لها كي يطمأنها
امسك قصي يد زينة كانت عيناها مثبتت على الغرفة التي بها والدها
قصي : سيكون بخير
زينة : اتمنى ذلك يا قصي
مرت تلك الليلة الطويلة بصعوبة عليهم فلم يقبل اي منهم مغادرة المستشفى قبل الاطمئنان على راشد حتى خالد لم يغادر وكانت عيناه مثبتتان على زين اما زين فقد كانت بحالة سيئة ورغم اصرار الجميع عليها بالذهاب وان تستريح قليلا الا انها رفضت ذلك تماما
( في صباح )
شعر خالد بصداع شديد برأسه وانه مرهق للغاية نظر حوله بتعب ليشاهدها تنام بهدوء على كتف والدتها كان التعب واضحا على وجهها ولكن ذلك لا يلغي حقيقة جمالها ابتسم بهدوء نهض يسير بالممر يخفف من تشنج جسده ويدلك رأسه لعل هذا الالم يهدء قليلا نزل لكفتيريا المستشفى يشرب قهوته جلس على احد الطاولات قليلا حتى جلس قصي مقابلا له
قصي بمزاح : يبدأ ان جو المستشفى لا يناسبك يا اخي
خالد : اتمنى ان لا اعود لهنا مجددا
قصي : ادركت حقيقة البارحة وهي ان جميع المرضي ليسوا كبعضهم
خالد : ماذا تقصد ؟
قصي : اعني كنت طيلة حياتة اظن جميع المرضى مثل بعضهم تماما وان الحرص على علاجهم يكونوا واحدا ولكن عندما رأيت تلك النظرة بعيون زينة من الرعب على خسارته ولاول مرة بحياتي ارتجفت يدي لم اتخيل رؤيتها تتألم على خسارته ابدا وانا اعالجه لم اتوقف عن الدعاء لحظة واحدة بأن لا نخسره
خالد : أتحبها ؟!
قصي : لقد سرقتني من الدنيا يا خالد لا اعرف كيف او متى ؟ ولكن ما اعلمه جيدا انني تجاوزت الحب بمراحل
خالد : سعيد لاجلك
قصي : اتمنى لك ذات الشعور
ضحك خالد : شكرا انا بخيرا هكذا
قصي : تقول لي ؟ وكانني لم اراك البارحه تمسك يد زين
ارتبك خالد قليلا ولكنه اخفاء ذلك : ليس كما تظن الامر فقط انني شعرت بالحزن لاجلها فانا اعرف جيدا معنى خسارة الاب
قصي : فقط ؟!!
خالد : فقط
قصي : ظننتك معجبا بها
خالد بجمود : كلا لست كذلك ابدا
قصي : حسنا حسنا فهمت
لقد سمعت زين حوارهم كله لا تعلم لماذا شعرت بالضيق يتملكها كانت قد ذهبت لأحضار شيئا لوالدتها لتشربه اخذت الشاي لوالدتها وذهبت بهدوء دون ان يراها اين منهما
استيقظ راشد و دخلت هنا و اولاده لمقابلته
راشد : لقد اقلقتكم انا بخير
هنا : الحمدلله على سلامتك
راشد : انا هنا يا هنائي لا تقلقي
ابتسمت له هنا بخجل
راشد : زينو اخبريهم انني بخير
زينة : هو بحاجة للعناية كثيرا يا جماعة لا تستمعوا له
راشد : هكذا تبيعنني ؟!
زينة : يجب ان تنتبه لنفسك اكثر
احمد : زينة معها حق
راشد : حبيبتي زين ما الامر ؟ ألا تريدين الاطمئنان علي ؟
كانت زين صامت ولم تتحدث ابدا اقتربت منه بهدوء و احتضنته تفاجئة الجميع من ردت فعلها
زين : ارجوك كون بخير فاننا بحاجتك ولا يمكننا بدونك
احتضنها راشد : لا تقلقي يا صغيرتي انا بخير
خرج الجميع من عند راشد لكي يرتاح
خالد : الحمدلله على سلامة والدك
زين بجمود : سلمت اذا سمحت اعطني مفاتيح سيارتي و يمكننك المغادرة الان
تفاجئ خالد من ردها : عفوا
زين : لا داعي لان تحزن علي اكثر فانا الان بخير و شكرا لوقتك الثمين الذي اضعته بمرافقتي
خالد مذهول من كلامها ولا يجد ما يرد به اخرج مفاتيحها واعطاها لها وذهب دون اي كلمة اخرى فهو بالفعل لا يعرف ما يقول ولا يفهم لما هي تظن انه قد اشفق عليها فقط ولذلك رافقها .....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي