2، التؤام

"بعد مرور ثلاث وعشرون عام"

في عمارة الحاج "يوسف والد ياسر"
بداخل شقة "ياسر" في غرفة "مره" إبنة "نغم" الناجية، تمسك "مره" قلمها وتخرج مذكراتها التي تخفيها عن زوجة أبيها "شهد" وعن والدها وأشقاءها القساة.

مسكت القلم وبدأت تكتب في المذكرة الجديدة كل ما كتبته من قبل في المذكرة التي عثرت عليها "شهد" وقدمتها لــ"عمار" شقيق "مره" الكبير، وبسبب تلك المذكرات، قام الشقيقان بتقييد "مره" وقاموا بضربها طوال الليل حتى تورم جسدها وأنتفخت عيناها، وتهشمت عظام وجنتاها من كثرة الصفع عليها، وعظام قدمها من كثرة التحطيم فيهم بالعصي الكبيرة.

الأن بعد أربعة أشهر، جلست تكتب بتصميم غاضب:
_أنا مره، أنا الفتاة التي كتب عليها أن تحيا ميتة أو تموت بالحيا، أنا الفتاة التي منع عنها الخروج، التنزه، غنشاء صداقات، أنا الفتاة التي حرمت من أن تمتلك جوال، أو حاسوب خاص بها، أو حتى دمية لعينة تمتلكها، أنا الفتاة التي حرم عليها حتى النظر من النافذة لأي سبب كان،

انا الفتاة التي تعيش في حصار طوال الوقت، محاصرة من زوجة أبي اللعينة التي لا أجرؤ حتى على الأعتراض على أي كلمة منها لي أو علي حتى لو بالأفتراء، محاصرة من أشقاءي الملاعيين الذين أكرههم بشدة وهم يفعلون المثل.

ألقت بالقلم بعيداً منشدة غيظها، وقفت أمام المرأة وهي تنظر لوجهها الحزين ولتلك الكدمات على وجهها التي لم تشفى أبداً؛ حتى ظنت "مره" أنها جزء من وجهها وملامحها.

نظرت للساعة التي تدق بصوت عال لتنبهها على موعد أقتراب أشقاءها، خرجت تتجول في الشقة لتتأكد أن المكان منظم، مرتب كما تحبه زوجة أبيها.

حمدت الله أن تلك المرأة عند زوجة عمها في الطابق الثالث في البناية، عادة ما تجلس معها حتى عودة زوجها.

نظرت للوقت وفهمت أن والدها وشقيقاها عند عمها جمال في الطابق الأول، تنهدت بأرتياح وتسللت إلى غرفة شقيقها "عمار"

فتحت جهاز الحاسوب خاصته، بحثت عن قناة المذيع "أحمد يونس" على اليوتيوب، بدأت تبحث عن أحد الملفات السرية التي يقصها المذيع اللامع على مستمعيه وكان الملف يتحدث عن القرين، سمعت "مره" جزء صغير منه عبر الراديو في نهاية الأسبوع الماضي، لكنها لم تستطع أن تسمع الحلقة كاملة بسبب زوجة أبيها التي دخلت غرفتها فجأة وعنفتها على سهرها وكأنها فتاة صغيرة عليها الخلود للنوم باكراً.

الأن أستغلت الفرصة لتعرف أكثر عن هذا الشئ الذي ذكره المذيع، لكنها حزنت لأن الملف كان يتعدى الساعة، تعرف "مره" أن والدها وأشقاءها يتأخرون عادة عند عمها "جمال"، لكنها لا تستطيع المخاطرة ببقاءها في غرفة شقيقها وأمام الحاسوب.

خطرت لها فكرة أخرى، فتحت المتصفح جوجل وكتبت في البحث "ما هو القرين؟َ!"، صدمت بكميات هائلة من المعلومات حول القرين، أرادت ان تقرأها كلها، لكن لا يوجد وقت لهذا، قامت بنسخ بعض الكلمات وقامت بطباعتها.

أخذت الأوراق وخبأتها في ثيابها وأغلقت الجهاز بسرعة، ألتفتت لتخرج، لكنها صدمت لرؤيتها--

"في مدينة السلام"
بداخل مدينة الحرفيين، عند ورشة تصليح سيارات، وصل "سند" بسيارته العتيقة، بحث عن ورشة صغيرة كي لا يدفع الكثير من المال في تصليح سيارته، لم يكن هذا بخلاً منه، بل هو لم يكن يملك الكثير من المال حالياً بسبب تعرض حساباته للتهكير وتمت سرقة معلوماته وسحب أمواله من البنوك.

حاول كثيراً ان يستعيد أمواله، لكن بلا جدوى، لم يستطع أحدهم مساعدته، لهذا يبدو حزيناً مكتئباً.

وصل عند ورشة تصليح تبدو متواضعة من حجمها الصغير، كان بها القليل من العمال، وقف رجل كان يجلس على مقعد خشبي بخارج الورشة وأمامه أرجيله يدخن منها بشراهه.

وقف ينظر للسيارة بشئ من التقليل والأحتقار، نظراً لكونها قديمة بعض الشئ وهناك الكثير من السيارات حديثة الطراز في ورشته.

نزل "سند" من السيارة وسأل الرجل بتكبر:
_المعذرة أيها الرجل، هل هناك عامل متفرغ يأتي ليرى سيارتي؟ أنها تتعطل كثيراً هذه الأيام ولا أعرف السبب.

نظر الرجل بتهكم ساخر لسيارة كأنه يقول له:
_هذا أمر طبيعي فتلك السيارة أصبحت أنتيك من قرن مضى.

لكنه لم يتحدث حرصاً على سمعة ورشته، نظر للخلف وعاد ينظر لــ"سند" الذي يرمقه بنظرات غاضبه كأنه يقول له :
_أفهم نظراتك أيها الوضيع.

لكنه لم يتحدث هو الأخر.

هز الرجل رأسه وقال له بتمثيل:
_بالطبع سيدي، كما تأمر، أن لم يكن هناك عامل متفرغ، سأقوم أنا بفحصها لك، تفضل سيدي بالجلوس وسأحضر لك أفضل عامل ميكانيك هنا.

_لا، شكراً، انا في عجلة من أمري، سانتظر هنا.

-كما تشاء سيدي.

تركه الرجل ودلف للداخل، نادى بصوت سمعه كل من في الحي:
_تيتــــــــــــــــــو، أين أنت يا وغد؟

حملق "سند" في الرجل بصدمة على حنجرته الرنانة القوية، نظر للداخل ليرى هذا الرجل الذي يناديه بقوة هكذا، وفجأة خرج من تحت سيارة ما ترول صغير به عجل صغير مخصص للعمال ليفحصوا السيارات من الأسفل.

نظر "سند" بتمعن وفجأة أتسعت عيناه على هذا الشخص وهو يعتدل جالساً ويقول لذاك الرجل صاحب الورشة:
_ما الخطب الان يا رجل؟ لما تصيح كالثيران هكذا؟ هل ستتحطم تلك ذاك المكب أخيراً؟

الرجل بغطرسة:
-اخرس يا احمق وأنهض لترى عملك، أفحص تلك الخردة هناك، أعني تلك السيارة، هيا، فصاحب السيارة متعجل.

ردت "تيتو" بغطرسة ساخرة:
-أن كان متعجل فليذهب للتوكيل، لا أحب التسرع في عملي.

_كف عن المجادلة يا وغد وأذهب لتباشر عملك، أنا لن اعول مغفل قذر مثلك.

نظرت له بغضب وهي تنهض على قدمها، فهي تعرف جيداً أن المعلم "زاهر" لا يوكل لها الأعمال الهامة لأنه لا يأخذ عملها على محمل الجد مطلقا وأنه مجبر على توظيفها معه بناءاً على رغبة البلطجي "نصر" لكي يجعلها مخبره الخاص وتعرفه من هم العملاء المحتملين للسرقة.

زفرت بأختناق وتوجهت صوب "سند" وهي ترمق "زاهر" بغضب كبير، لكنه كالعادة تجاهلها وخرج للمقهى القريب، وقفت "تيتو" أمام "سند" وهي تضع يدها في خصرها وتنظر للسيارة بتهكم وتقول:
_والأن ما هذه الخردة؟ ما خطبها يا رجل؟

نظر لها "سند" بعدم تصديق وقال بصدمة:
-ماذا؟ هل تمزحون معي أنتم؟ هل أنا في مقلب ما لأحد البرامج التافهة؟ ما هذه المهزلة؟ أريد عامل حالاً وإلا سأشتكي عليكم، أتسمعين يا فتاة.

أقتربت "تيتو" منه، وقفت أمامه بتحد، رفعت يدها مسكت ياقة قميصه وقالت له بتهديد وهي تشده نحوها:
_ماذا قلت يا تافه؟ هل ترآني فتاة الأن؟ اتحب أن ترى كم أنا رجل أمامك؟

"حملق فيها "سند" غير مصدق، مسك ذراعها رفعه من عليه ولواه خلف ظهرها، لم تتألم "تيتو"، قال لها وهو يجز على أسنانه:
_إن لم تكوني فتاة وغبية أيضاً لكنت نزعت ذراعك من جسدك العفن هذا، لكن لا بأس، أتريدين إثباتن أنك رجل وبأمكانك العمل كالرجال، هيا، أرني مهارتك وإلا سأقوم بخطفك في صندوق تلك الخردة وأريكي كم أنتي أنثى.

ألقى بها بقوة؛ فسقطت أرضاً، لكنها وقفت مسرعة وفي يدها مفتاح الربط، رفعته في وجهه لتضربه به، لكنهم حملقا في بعضهم وكأنهم يرون بعض للمرة الأولى، نظرت "تيتو" لوجهه الصارم الذي لوحته الشمس، خمنت أنه من جنوب الوادي، أما صعيدي، أو سيناوي، وصلابة جسده وصوته الواثق الرزيين يوحي بأنه رجل أعمال وليس بموظف، هندمة ثيابه وأناقته تشير إلى كونه سيد وليس عامل.

رفعت حاجبيها له بسخرية، لكنها لاحظت بأنه يتفحصها هو الأخرن تبدو كرجل في تلك الحلة الرجوليه، تخفي شعرها تحت قبعة تغطي الراأس كلها، عيناها تبدوان وكأنها زائفتانن رجح أنها تضع عدسات لاصقة لتخفي عيناها الاصليه، جسدها ممشوق لم تخفيه الحلة القذرة المليئة بالسخام، تبدو كمراهق بالرغم من قذارة وجهها المغطى بالسخام كحلتها، لولا صوتها لما عرف أنها فتاة، بالرغم أن جسدها بارز في تلك الحلة، صدرها كبير بعض الشئ، مؤخرتها بارزة من السروال، من يراها يحتار في أمرها، فزيها زي الرجال، لكن جسدها جسد إمرأة كذلك صوتها.

تبدلا نظرات قاتلة وفجأة دخل "زاهر" ورأى الموقف، صرخ فيها:
_تيتو، ماذا تفعل أيها الأحمقظ هل تفتعل المشاكل مجدداً مع الزبائن؟ أترك هذا الشئ اللعين من يدك وأبدأ عملك وإلا، أعتبر نفسك مفصول من العمل.

لم تكلف "تيتو" نفسها عناء النظر لرئيسها، رمقت "سند" بنظرات أحتقار من رأسه لقدمه وقالت بتهكم:
-لا باس ايها الوضيع، أنت لا تستحق العناء البته، سوف اصلح لك تلك الخردة، لكن لا أريد رؤية وجهك القبيح هنا مجدداَ، اتسمع؟

صدم من كلامها، لكنه لم يرد عليها لأنه لمح عمال أخرين منتبهين لحديثهم، زفر بضيق وتجاهلها، وقف بالخارج يدخن سيجارته ويتابع المارة والعاملين في الورش الأخرى، ندم لأنه أختار تلك الورشة الصغيرة دون غيرها.

ألتفت على صوت محرك سيارته وهو مذهول! أختفى ذاك الصوت المزعج الذي كان يؤرقه كلما أدار المحرك، وجد "تيتو" تخرج من السيارة وتنظر على مقدمتها وهي مقضبة وجهها كأن هناك أمراً لم يحل بعد.

أنتبه لها وتابعها وهي تعمل بجد، لكن بجدية وأحترام، سأل نفسه سراً:
_غريب أمر تلك الفتاة، لما تعمل هنا وسط الرجال وتتنكر كالرجال هكذا؟ أشعر أن تلك الفتاة تخفي أمراً ما، لكن ما دخلي أنا؟ لا أهتم سوى بما تفعله، ترى هل بإمكانها تصليح تلك الخردة العتيقة؟ أم ستقول مثل غيرها، عفواً سيدي لكن تلك السيارة لم يعد قطع غيارها متوفرة وسأقوم بتركيب بديل لك لكنه لن يدوم طويلاً فمن الأفضل لك أن تستبدلها أو تعرضها للبيع في مكب الخردوات.

زفر "سند" بأختناق وهو يذكر سيارته السبور حديثة الطراز التي حجز عليها البنك بعدما تمت سرقته وأصبح مديون بعدما أعلنت شركته الصغيرة الإفلاس، أضطر أن يتخلى عن كل ما هو غال وعزيز على قلبه كي لا يسجن بسبب الديون.

رفض "سند" أن يلجاً لعائلته في جنوب سيناء ليطلب منهم مساعدته في أزمته، فبعد مقتل والدته قاطع العائلة بأكملها ومنذ ذاك الحين لم يعود لقصر عائلته أو يتواصل مع إيا منهم.

فاق "سند" من شروده على فرقعه "تيتو" لأصبعها أمام عيناه وهي تقول له بغطرسه:
_أيها الوسيم أين ذهبت؟ لقد أصلحت خردتك، هيا خذها وأغرب عن هنا.

نظر لها غير مصدق، تجاهل تهكمها وإهانتها له وقال له بعدم تصديق:
_صلحتها، ماذا تعنين بأنك صلحتها؟

_هل للكلمة معنى أخر لا أعرفه؟ صلحتها يعني صلحتها، أو بمعنى أخر تفهمه فخامتك، أنا قمت بإعادة تدوير سيارتك وستعمل من الأن فصاعداً بلا أي مشاكل.

حملق فيها وقال:
_هل هذا ممكن؟ لقد أخبرني عمال أخرين بأنها لا يمكن إصلاحها بسبب عدم توافر قطع غيار لها، كيف فعلتي هذا؟ أم أنكي تهذين كي أرحل وبعد أن أغادر ستتعطل مني مجدداً وبهذا تكوني تحامقتي علي وسرقتي نقودي.

فرقعت أصابعها أمام عيناه بتهديد وهي تقول بغضب:
_هي أيها السيد، أنا لم أخدعك، أيضاً لا أريد نقودك اللعينة، خذ خردتك وأرحل، أنا صلحتها لك ولن تتعطل مرة أخرى، صدق أو لا تصدق لا أهتم، اللعنة على الأثرياء.

تركته ودلفت للداخل، وجد "سند" نفسه يبتسم بلا إرادة منه، ألتفت لسيارته وقال بتساؤل:
حسناً عزيزتي، لنرى براعة تلك المتغطرسة.

ركب سيارته وأنطلق بها وإذ به يفاجأ بسرعتها وخفتها على عكس ما كانت تفعل معه، أبتسم بحماس وقال وهو يسبق السيارات الحديثة بجواره:
_هذا لا يعقل، تلك المغرورة ماهرة حقاً، أعتقد بأنني سأحتاج إليها قريباً، اللعنة على الحاجة، لكنني مجبر، أنها موهوبة ولا يجب علي تركها في هذا المكان.

"في قصر سيف السيناوي"
فتحت "سيمران" عيناها بفزع على يدان خشنتان تسرحان بتملك على جسدها وهي نائمة، أنتفضت جالسة وهي تحدق بغضب في "سيف" زوجها.

بدا مخموراً كعادته، أبتسم بتهكم كعادته أيضاً وقال لها:
-وهل تظنين أنك هكذا أبتعدتي عني؟

قالت بجفاء غاضب:
_ماذا تريد الأن؟ أنا مرهقة، أتركني أرتاح الليلة فقط، ألا تملك ذرة من الرحمة؟

أبتسم بغضب وقال:
-وهل رحمني أحدهم كي أرحم إيا كان؟ هل رحمني والدك الحقير عندما قتل عائلتي؟

قالها بصراخ جعلها تنكمش على نفسها مجدداً، لكنها أعتدلت في جلستها وقالت بغضب:
_هل ستعيد تلك الأسطوانة حقاً؟ ألم تمل من قولها في وجهي قبل أن تنهشني بلا رأفة؟ حسناً أيها الوغد، تفضل، قل ما في جعبتك، وهو الذي اعرفه جيداً حتى أنني أحفظه أكثر من أسمي.

وقف وحمل غطاء السرير ألقى به بعيداً وصرخ فيها:
_اخرسي يا حقيرة، كيف تجرؤين على التحدث معي هكذا؟ هل تظنين لأنك زوجتي وأم أولادي تملكين أي حق في التحدث معي هكذا؟ أنا "القائـــــــــــد الأعمى"، من تكونين أنتي لتتحدثي إلي هكذا يا ساقطة؟

ألقى بزجاجة الشراب على المرآة حطمها للمرة المليون، صرخت "سيمران" وسدت أذنها وهي ترتجف غضباً، ألقى "سيف" جسده على الفراش ومد يده القوية جذبها من شعرها، حاولت أن تكتم الصراخ وهو يمزق قميصها للمرة المئة مليون.

بدأ ينهش فيها كالعادة وهي جامدة كالحجر في بادئ الأمر كالمعتاد، لكنها سرعان ما تتجاوب معه نظراً لخبرته الطويلة في عناقها وجماعها، هو يعرف جيداً أنها تكرهه كره أعمى، لكنه يعرف أيضاً بأنه قادر على جعلها عجينة لينة في يده ببضعة قبلات منه على جسدها وألتهام شفتيها المكتنزتان بإثارة.

ألقت "سيمران" جسدها المنهك على الوسادة، راقبت "سيف" وهو يقف بشموخ وهو عاري ويسير قاصداً المرحاض ليغتسل قبل أن ينام كعادته، أغمضت عيناها على دموعها وهي تكبت الألم الذي سببه لها بسبب عنفه معها.

لم تعتاد الألم ولا تعرف كيف تعتاده؟ لكنها تمني النفس أن تجد مهرب منه ذات يوم، لكن الأمور تزداد تعقيداً كلما كبر أطفالها وتعلقوا بوالدهم أكثر منها بالرغم من تواجدها هي معهم طوال الوقت، لكن أبناءها
"رحيم، أدهم، آدم، ورهف"

يعشقون والدهم كثيراً بالرغم من كونه أكبر زعيم مافيا في الشرق الأوسط كله وهو من يمتلك كل التجارات الغير مشروعة ويعمل الآلاف تحت أمرته.

لكنه لم يقصر يوماً في حق أبناءه، دائماً يخلق لهم الوقت كي يقضيه معهم، يعطيهم حباً وحناناً لا يتناسبا مع قوته وضخامة جسده الرياضي ونفوذه التي تصل لأوروبا، يعشق أبناءه وهم يعشقونه ويرونه أفضل والد في العالم، لم يكترث الأولاد بمعاملة "سيف" لوالدتهم "سيمران".

يرون أن علاقه والدهم بوالدتهم لا شأن لهم بها ولم يحاول إيا منهم التدخل بالرغم من أن "رحيم" ذو التاسعة عشر عام يبدو كرجل مثل والده وله كلمة على أشقاءه والخدم والحرس، لكنه لا يتحدث مع والده في أمر معاملته مع والدته.

حتى "أدهم" ذو الثامنة عشر هو و"آدم" تؤامه، لهم رأي مسموع في العائلة، لكنهم أيضاً لا يتدخلون، أما "رهف" ذات السابعة عشر عام، فتلك المدللة تعيش في ملكوت خاص بها ويدللها والدها كثيراً بحب.

كل تلك الأمور تزيد هموم "سيمران" التي لم تتعدى الخامسة والثلاثون من عمرها بعد، على عكس "سيف" الذي تجاوز عمره الثانية والأربعون، لكنه يملك صحة وقوة شاب في العشرينات من عمره وأشد بأساً من هذا بكثير.

خرج "سيف" من المرحاض وهو ينظر لها بطرف عيناه ويقول لها بجفاء:
_هل ستنامين هكذا؟ ألن تتسبحي قبل النوم؟ فربما أريدك في الصباح قبل الذهاب لعملي.

نظرت له بأحتقار وألقت الملأءة من على جسدها ونهضت تتوجه للمرحاض وهي تسير عاريه بناءاً على أوامر "سيف" المشددة، أن لا تحاول ستر جسدها أمامه وإلا سيعاقبها بشدة كما فعل مراراً في قبو قصره.

يتبع في الفصل 3
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي