4،ماذا تفعل تيتو

مع "مره"

مدت يدها أخرجت الأوراق من تحت المرتبة، نظرت فيها بعدم إهتمام خاصة ان معظم الكلمات تتراقص امام عيناها بسبب الدموع التي ترفض الجفاف على وجهها او من عيناها.

لكنها لمحت جملة جعلتها تمسح وجهها وتمعن النظر جيداً في القراءة
"يحقق لك ما تطلبه في مقابل ثمن زهيد"

فتحت عينها واغلقتها بضعة مرات وهي تنظر للكلام امامها بدأت تقرأ من البداية بتركيز واهتمام لكن بهمس:
_القرين، هو جن من اقوى عشائر الجن السفلي، يولد معك منذ ولادتك لكنه لا يموت معك بعد وفاتك يبحث عن غيرك له قرين اضعف منه يبدا بالتصارع معه

حتى يحتل مكانه وهكذا، وان لم يستطع التغلب عليه قرين اي شخص وقتها يموت قرينك لكن اثناء حياتك يكون القرين رفيق لك في كل خطوة تخطوها،

يقال انه هو من يساعد المرء في اتخاذ قرار محير، يقال انه هو من يوافق او يرفض على الزواج، يقال بأنه هو من يتم إيذائه اولاً ان تم سحر المرء من قبل دجال او ساحر،

‏ يقال انه هو من يجعل جسد المرء يقشعر فجأة حين يمر غول من امامه ويسبب له الفزع، يقال انه هو من يصفر في اذنك ليلفت انتباهك لوجود جن مؤذي يمر حولك،

‏ يقال انه هو من يوقظك من نومك حين يشعر بالخطر فيدخل في عقلك الباطن انك تحلم بالسقوط من اماكن مرتفعة،

‏ايضاً هو من يحتضنك عندما تبكي ليلا في الظلام لهذا ترتفع درجة حرارة جسدك، يقال ايضاً ان القرين يمكنه التواصل معك ان تحدثت له عن طريق النظر لعيناك في المرآة طويلاً،

‏ يمكنه ايضا ان يحقق لك ما تطلبه في مقابل ثمن زهيد، يمكن للقرين ان يكون رفيق المرء الحقيقي ان استطعت التواصل معه بنجاح.

‏سقطت الأوراق من يد "مره" وهي تنظر للفراغ امامها بعدم تصديق قالت بسخرية:
‏_ان علم ابي بهذا الامر سوف يحضر لي كل الشيوخ والقساوسه في البلد كي يطردوه من حياتي لكن هل هذا الكلام حقيقي بالفعل؟

‏ هل هناك احد ما بجواري طوال الوقت؟ هل حقا يمكنه مساعدتي؟ لا اصدق هذا.

‏ نهضت "مره" وركضت على الخزانة خاصتها، اخرجت شمعه اشعلتها وضعتها امام المرآة، نظرت لانعكاسها وقالت وهي تنظر لعينيها بتركيز كبير:
‏_هل انت هنا؟ هل انت هنا حقا موجود؟ ان كنت كذلك ارجوك اعطني اشاره، اي اشاره كي افهم، سوف افهم اعدك، ارجوك كن حقيقي،

‏ انا في حاجه لك، لماذا تتركهم يفعلون بي هذا، الا تملك رحمه مثلهم!! الست نصفي الاخر يا هذا؟ لماذا لا تساعدني؟ ارجوك اظهر لي انا مستعده لدفع الثمن الذي تريده لكن اظهر لي اتوسل إليك.

‏ انهارت في بكاء هستيري حتى نامت استيقظت في الصباح وجدت نفسها نائمه على فراشها انتفضت مفزوعه وهي تنظر على الشمعه خافت ان تكون سقطت واحرقت غرفتها.

‏لكنها صدمت عندما وجدت الشمعه مطفأه وهي لا تزال في بدايتها، من اطفاها؟ واين الاوراق نظرت حولها ولم تجد اي اثر للاوراق ظنت انها كانت تحلم وان كل هذا ليس حقيقي نظرت تحت مرتبة فراشها وجدتها كما وضعته ليله امس تاكدت ان كل هذا كان حلم مجرد حلم لا واقع فيه.

‏ تنهدت بتعب وبدلت ثيابها كي تخرج لزوجه ابيها
قبل ان تصرخ فيها وتثور عليها، بالفعل خرجت وقفت في المطبخ وقضت يومها في الطهي والتنظيف تحت انظار شهد زوجه والدها الشامته.

دوماً ترى نظرات الاحتقار في عين "شهد" لها لا تعرف سبب كره زوجه ابيها الشديد لها، لكنها تعرف ان الشعور متبادل بينهم.

‏انتهى يومها بالكآبه والهم ككل يوم، دخلت غرفتها في المساء كي تتجنب اي مشاحنات مع اشقائها كالعادة، جلست على الفراش تستمع للراديو كي تنام عليه.

‏لكنها سمعت تمتمة غريبة مصدرها تحت الفراش، انتفضت خائفة، نهضت من على الفراش نظرت تحت فراشها برعب لكنها لم تجد شيء.

‏ قالت لنفسها بسخرية:
‏-ما خضبك مره؟ هل اثر الضرب بك الى هذا الحد؟ هل اصبحتي تتخيلين الأمور الان؟

‏ سندت على يدها كي تقف وتعود لفراشها لكنها لمحت شيء يركض بسرعه خاطفه من الخزانه الى مرحاضها الخاص في الغرفة.

‏حملقت "مره" بصدمة وهي تقف مكانها، قالت برعب وهي ترتجف:
‏_من هناك؟ من انت؟ اظهر نفسك الان؟

‏ عادت بقدمها للخلف كي تهرب من غرفتها، لكنها رأت اصابع رماديه بها مخالب طويلة بجوار خزانة الثياب.

‏ تجمدت الدماء في عروقها اوشكت على الصراخ لكن فضولها اجبرها ان تنتظر لترى ما هذا الشيء؟

‏ وجدت نفسها تسأله بغباء:
‏_هل انت قريني؟ من فضلك ان كنت انت هو لا تخيفني اظهر نفسك لي لكن ليس في هيئتك المفزعه تلك اظهر كبشري من فضلك، هيا لا تجعلني انتظر اكثر ارجوك انا انتظرك منذ البارحه هيا اخرج من عندك.

‏ انتظرت اكثر لكنه لم يخرج من مخبأه اجبرت نفسها ان تتشجع وتذهب هي اليه لكن قدمها ترتعشان بقوه لكنها تجبر نفسها على المضي قدماً.

‏ وفجاة، صدر صوت من خلفها جعلها تقفز مكانها من الفزع وهو يقول/:
‏_هل انت ذاهبة الى مكان ما؟

‏ألتفتت خلفها على مصدر الصوت وجدته شاب غايه في الوسامه، حملقت به طويلاً، ابتسم بمرح وقال:
‏_هل هذا الشكل افضل يا مره؟ والان نحن لا نحتاج للتعارف انت تعرفين من اكون وبالطبع انا اعرفك، الان اخبريني ماذا تريدين مني؟

‏ ازدردت ريقها بصعوبة وقالت له بارتباك:
‏_لا اصدق عيناي، هل أنت حقاً هو؟ هل انت حقيقي بالفعل؟

‏ أشار على نفسه في حركة مسرحية واردف بسخرية:
‏_ألست ظاهر كفايه لك؟ اتحبين ان اعود لهيئتي الحقيقية كي تريني بوضوح؟

‏ردت بسرعة واندفاع:
‏_لا، لا، ارجوك لا تفعل، انا آراك جيداً الأن، انا فقط كنت اتساءل---

‏ لكن القرين قاطعها ورد بحدة:
‏_لا، لا تفعلين هذا، فقط اطلبي ولك ما شئت، لكن بمقابل.

‏_إذا هو امر حقيقي، حسناً، انا أريد الإنتقام من شقيقاي، اريدهم ان يعانوا كما جعلوني اعاني طوال حياتي، لا اريدهم ان يؤذونني مره اخرى، ارجوك افعل هذا ولك ما شئت.

‏ ابتسم الوسيم بخبث وقال لها:
‏_وانتي أيضاً لك ما شئتي، والان ساختفي وفي الوقت المناسب ساعود اليك لاخذ المقابل.

_ومتى سيكون هذا؟ وما هو المقابل انت لم تخبرني به حتى الان؟

نظره لها بحده وقال:
_ستعرفين عندما يحين الوقت.

اختفى فجأة كما ظهر فجأة، ابتسمت "مره" بمرح وقالت في نفسها:
‏_لا اصدق هذا، اخيراً ستحل كل مشاكلي، ارجو ان يكون محق وان لا تكون كل تلك مجرد اوهام فقط.

‏ صعدت على فراشها ومدت يدها ترفع صوت المذياع قليلاً، لكنها صدمت بالمذيع يعلن عن صلاة الفجر.

‏ جلست مرة واحدة منتفضه وهي تنظر للمذياع بصدمة، قالت بعدم تصديق:
‏-ماذا؟ صلاة الفجر، كيف هذا؟ لقد كانت الساعه 9:15 منذ دقائق فقط، ما الذي يحدث هنا؟ اين ضاع كل هذا الوقت بحق السماء؟

‏ شعرت "مره" بالحيرة الشديدة، أخذت وقت كبير في التفكير حتى نامت.

‏ مع بداية ضوء النهار لسوء حظها ان هذا اليوم كان يوم الجمعة، إجازه والدها واشقائها، بطبيعة الحال تأخرت "مره" في النوم.

‏ استيقظت على صفعة قوية من يد "عمار" شقيقها على وجهها وهو يصرخ فيها:
‏_هيا أستيقظي ايتها اللعينة، لماذا انتي نائمة حتى الان ايتها الحقيرة؟

استغلت "شهد" زوجه ابيها هذه الفرصة وقالت لوالد "مره" الذي يرمقها بنظرات غاضبة وكأنها عدوته اللدود:
‏_هذا هو حال ابنتك كل يوم، تظل نائمة حتى الظهيرة وتتركني اقوم بكل الاعمال وحدي وها هي تفعلها مجدداً، حمدا لله على وجودكم حتى لا يكذبني احدكم.

انتفضت "مره" وهي تمسك وجهها الذي تورم من صفعة "عمار" لها نظرت لها بصدمة وقالت بحرقة:
_ما هذا الذي تقولينه عني؟ لماذا تكذبين بحق السماء؟ انا لم افعلها مطلقا انا فقط--

قاطها "عمار" وهو يصفعها مجدداً ويصرخ فيها:
_هل تكذبين والدتي ايتها القذره؟ سوف اقطع لسانك القذر هذا ان نعتي والدتي بالكاذبة مجدداً.

طفح كيلها اخيراً وقفت وهي تصرخ فيه بغضب:
‏_انا لست بكاذبه، لا تضربني مرة اخرى، لقد تعبت منكم سوف اقتل نفسي وارتاح منكم جميعا.

قالت هذا وبعدها لم ترى من كثره الصفعات والضرب الذي ينهال عليها من عمار وحسن.

"عودة الى تيا وسند"
فكرت "تيا" وقالت في نفسها:
_كم ان الحظ محالف لي هذه المره سوف اعمل معه وساطلب منه المكوث في هذه الفيلا القذره كي اكون قريبه منه وارى بنفسي هذا الكنز وهو يستخرجه من مكانه حينها سوف اخذه لنفسي، لن اخبر احد عنه، انه ملك لي انا وحدي.

رفعت حاجبيها لها بتكبر وهي تقول له:
‏_حسناً، موافق، متى سنبدأ العمل؟

‏قال لها بحماس:
‏_اليوم ان اردت هذا.

‏ نظرت له غاضبة وقالت بتحذير:
‏_اسمعني جيداً ايها السيد الانيق، لقد وافقت للتو على العمل معك لكن ان تحدثت معي مرة اخرى بهذا الشكل ونسيت انني رجل مثلك سوف اترك كل شيء وارحل هل كلامي واضح كفايه سيدي المتالق؟

نظر لها بحدة لكنه مد يده مصافحا وهو يقول ببرود غاضب:
_بالرغم من انني اكره التهديد لكنني موافق، من الان فصاعدا انت تيتو الميكانيك وانا السيد هنا، سنعمل معا نعيش معاً، نأكل ونشرب معاً، لكن لا يتخطى احدنا حدوده مع الاخر هل كلامي واضح كفايه لك تيتو؟

رمقته بنظرات باردة لكنها هزت رأسها موافقه وهي تمدد يدها تمسك يده بقوه سنه قال وهو يشير للامام:
_اذا، هل نذهب الان؟

قالت له ببرود:
‏_كما تريد سيدي الانيق.

‏ نظر لها ببرود وسار قاصداً سيارته، ذهبت خلفها وهي تنظر لسيارته باحتقار، صعدت بجواره وقالت له وهو يقود:
‏-اخبرني سيدي الانيق، لما آراك رجل ثري مع العلم ان فيلتك، سيارتك،

‏ وكل ما حولك يقول بانك معدوم؟ هل هناك سر ما حول هذا الامر؟

نظره لها "سند" بسخط ولم يرد زفر بضيق وهو يخرج سيجارة ويشعلها، تضايقت "تيتو" لانه لم يعرض عليها واحدة.

لكنه اوشك ان يرد عليها عندما رن هاتفه فجاة، نظر للرقم بضيق شديد لكنه اجابه بحنق:
_ما الخطب الان سيف؟

سيف على الطرف الاخر يجيب قائلاً:
_كيف حالك يا ابن عمي؟

_بخير طالما انتم بعيدين عني ماذا تريد؟

_هل تكف عن غطرستك تلك يا سند حاول ان تقابلني في اقرب وقت هناك امور علينا مناقشاتها معا.

_لا يوجد ما نتناقش به معا يا سيف فقط دعوني وشاني لا اريد مساعده منكم اتسمع؟

_اذا ستترك تلك العاهره وعائلتها النصابه تسرق املاكك وشقيقك وتظل صامت؟

_هذه شؤوني انا يا سيف لا دخل لك ولا لعائلتك بها لا تتدخل في شؤوني اللعينة.

_اخرس يا سند هل نسيت انك ابن عمي انت من عائلة السيناوي؟ وما حدث معكم غير مقبول علينا ان نلتقي قريباً، هل تسمع؟ أيضاً زفاف ابنتي الاسبوع القادم وعليك ان تحضر اتفهم، جدي لن يقبل اي عذر منك على كل حال غرورك انت وشقيقك هو من اوصلكم لما انتم فيه اليوم لا تتركني انتظرك طويلا ايها الوغد قابلني في مكتبي بعد الزفاف لا تتجاهلني يا سند، من مصلحتك ان تأتي.

تبدلت ملامح "سند" من الغضب الى الشر والاختناق ضرب المقود فجاة عدة مرات بقوة وهو يلقي بالهاتف بجواره ارضا بعنف.

‏ أنتفضت "تيا" وهي تنظر له بصدمة لكنها رأت انه من غير المناسب ان تتحدث معه حالاً وهو في حالته تلك.

‏ توقف "سند" بالسيارة امام بوابة مصنع كبير، لكن يبدو انه مهجور، خرج "سند"، فتح قفل سلسلة البوابة بنفسه عاد الى السياره وقادها للداخل وهو يزفر بكل ضيق واختناق.

‏ وصل الى ساحة كبيرة بجوار مبنى من طابقين اوقف "سند" السيارة وهو ينظر للأمام وكل حزن العالم في عينيه.

‏ قال لــ"تيا" دون ان ينظر لها:
‏_لقد وصلنا، هل ننزل؟

‏لم ينتظر رد منها، فتح الباب وخرج، وقف يستند على السيارة وهو ينظر للساحة منتظر رد فعلها على هذا.

‏ خرجت من السيارة وهي تحملق غير مصدقة فيما ترآه أمامها، رأت ساحة كبيرة جداً فيها المئات من السيارات المتهالكه التي اصبحت خرده فعلياً.

‏اشارت على الساحه وقالت لــ"سند" بعدم تصديق:
‏_هل قصدت بكلامك هذا الشيء؟ اكنت تعني هذه الخرده؟

‏ نظر لها وبدا القلق ينتابه قال لها بتحدي:
‏_ما الامر؟ هل تشك بقدراتك الان ايها العبقري؟

‏ صاحت فيه بحده:
‏_هل جننت بحق ايها السيد الانيق؟ ان تلك الخرده لم تعد سيارات حتى، انها هياكل متآكله، تباع خرده، تكيل بمقدار على الميزان،

كيف وصل لعقلك اللامع ان تلك الاشياء من الممكن ان تتحرك مره اخرى حقا انت مجنون؟

نظره لها "سند" بيأس كبير رأت الحزن العميق في عينيه زفر بهم كبير وقال وهو يعتدل ويتوجه للسياره:
_إذا اعتذر منك على تضييع الوقت لقد كنت املي الاخير والان كل شيء انتهى.

اخفض راسه ارضا بنظرات خزى وخيبه امل فتح باب السائق ليركب لكن وضعت يدها على كتفه وقالت له بصدق:
_هي رجل، لما عبثت فجاة هكذا؟ شعرت انك حملت هموم العالم فجاه على كتفك، لماذا لا تخبرني بمشاكلك وانا اعدك ان اساعدك ان كان في امكاني؟ وان لم يكن سأساعدك على كل حال.

نظر لها بامتنان وقال لها:
‏_اشكرك على دعمك هذا، لكن يا تيتو، لا اظن انك ستفهم مشكلتي ولا اقصد الاهانه لكنك لن تستوعب حكايتي، ايضا انت غريب عني، كيف لي ان افصح لك عن مكنون قلبي؟ ونحن لا نعرف بعضنا البعض.

‏ اخفض وجهه مجدداً بحزن، لكن "تيا" وضعت يدها على كتفه مجدداً، نظر لها بتساؤل، قالت له ببساطة:
‏_لا يوجد اغراب هنا يا رجل، جميعناً متشابهون،

‏ لكن القدر هو من يشعرنا اننا مختلفون لكن الحقيقة هي اننا جميعا متماثلون مهما كانت اجناسنا، عقائدنا، انتمائاتنا جنسياتنا، الواننا، ولغتنا،

‏جميعنا من نفس الطين، جميعنا على نفس الأرض، جميعنا نملك نفس المشاعر والعواطف، جميعنا لنا اقدار نعيشها رغما عنا،

‏ جميعنا نملك مهارات مشتركه، جميعنا سنموت يوما ما وسنتقابل جميعا على ارض لا تفرق الغني من الفقير الابيض من الاسود العالم من الجاهل نحن لا يمكن ان نكون اغراب يا سند جميعنا متشابهون.

‏ ربتت على كتفه شارة نهاية الحديث، تركته وركبت بجوار السائق نظرت له عبره الزجاج وجدته لا يزال واقفا مكانه اخرجت راسها من النافذه وقالت له بصياح:
‏_هيا ايها السيد الانيق، ستعيدني الى فيلتك فموتوري هناك يا سيدي، وأنا لن اعود الى هناك سيراً على الاقدام.

‏ ابتسم "سند" وتوجه لمكان السائق ركب السياره وظل يحدق امامه صامتاً، نظرت له "تيا" طويلاً لاحظت ملامحها بدقه من قرب لاول مره.

‏ وجهه صلب عظام وجنتاه بارزه قليلا ذقنه خفيفه مشذبه بعنايه عيناه لوزيه تشبه غروب الشمس حاجباه كثيفان شعره ناعم مهندم على راسه بترتيب.

‏ هيئته المهندمه توحي انه رجل اعمال هادئ الطباع، رزين، ذكي لكن من يخترق عينيه وينظر لروحه بتمعن يرى بان هذا الرجل بداخله غضب مكبوت، جامح، مغامر، قاسي يعشق الصيد، مميز بالصبر، صفاته الحقيقيه توحي بانه رجل غجري سادي، وليس بالرجل الانيق المتحضر.

‏ بدأ جسدها يقشر فجأة عندما نظر لها مره واحده جفلت منه واغمضت عيناها عده مرات كي تعود لوضعها الرجولي الطبيعي بالنسبه له ولها لكن صدمها "سند" حين اخرج السيجاره واعطاها لها.

‏أضاقت عينيها بتفكير خبيث وهي تاخذها منه لكنه قال لها فجاة دون مقدمات--

يتبع في الفصل التالي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي